معنى البطالة !؟
مرسل: السبت نوفمبر 23, 2013 1:34 pm
معنى البطالة :
لا شك في أن أول سؤال منطقي يواجهنا في مطلع هذه الدراسة هو : من هو العاطل Unemployed ؟ . ،لأن هذا السؤال يبدو لأول وهلة بسيطاً ، فقد يسارع القارئ بالإجابة عنه بالقول : إن العاطل هو من لا يعمل not working . بيد أننا نبادر بالرد على هذا القارئ بالقول : إن هذا التعريف غير كاف ، بل وغير دقيق . حقاً، إن من أهم صفات العاطل أنه لا يعمل ، ومع ذلك ، فهنالك عدد كبير من الأفراد لا يعملون لأنهم ببساطه لا يقدون على العمل، مثل الأطفال والمرضى والعجزه وكبار السن والذين أحيلوا إلى التقاعد ويحصلون الآن على معاشات . فهؤلاء لا يصح أعتبارهم عاطلين ، لأن العاطلين يجب أن يكونوا قادرين على العمل . كذلك تجدر الأشاره إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد من الأفراد القادرين على العمل والذين لا يعملون فعلاً ، ومع ذلك لا يجوز أعتبارهم عاطلين لأنهم لا يبحثون عن عمل not seeking work ، مثل الطلبة الذين يدرسون في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد العليا ، ممن بلغوا سن العمل ( عادة ١٦ سنه ) . فهؤلاء ، رغم توافر قدرتهم على العمل لا يبحث،ن على عمل لأنهم يفضلون تنمية قدراتهم ومهاراتهم بالدراسة على النحو الذي يفيدهم مستقبلاً في الحصول على وظائف ذات أجور أعلى ، ولهذا لا يصح أدخالهم في دائرة العاطلين . كذلك هنالك بعض الأفراد القادرين على العمل ولكنهم لا يبحثون عنه لأنهم أحبطوا تماماً discouraged ، لأن جهودهم في البحث عن العمل في الفتراة الماضية لم تٌجدِ ، ومن ثم أصبحوا متشائمين وكفوا عن البحث عن للعمل . فمثل هؤلاء لا تدخلهم الإحصاءات الرسمية ضمن زمرة العاطلين . كذلك قد يوجد بعض الأفراد القادرين على العمل ولكنهم لا يبحثون على عمل لأنهم في درجة من الثراء تجعلهم في غناء عن العمل ، فهؤلاء - أيضاً - لا يعتبرون عاطلين .
ومن ناحية أخرى ، ربما يوجد عدد من الأفراد الذين يعملون فعلاً ويحصلون على أجر أو راتب ، غير أنهم مع ذلك يبحثون عن عمل أفضل وهؤلاء ، رغم أنهم سجلوا أنفسهم في مكاتب العمل كعاطلين ، لا يجوز أعتبارهم كذلك . وكذلك بعض العمال والموضفين الذين يعملون لبعض الوقت بغير أرادتهم ، ويرغبون في العمل طوال الوقت ، ولهذا فهم يبحثون عن مثل هذا العمل. ومع ذلك فأن احصاءات العمل غالباً لا تعتبر هؤلاء ضمن العاطلين حتى لو كانوا يعملون ساعه واحدة في الأسبوع ، فمثل هؤلاء يمكن تصنيفهم بأنهم في حالة نقص للتشغيل Underremployment ، ويجب أخذهم بعين الأعتبار عند وضع إحصاءات البطالة . وعليه نستنتج أنه ليس كل من يبحث عن عمل يع عاطلاً . كذلك يوجد هناك بعض الأفراد الذين لا يعملون لحة اجراء التعداد ، أو وقت إعداد إحصاء البطالة ، ولكنهم لا يصنفون ضمن دائرة البطالة ، لأن لهم وظيفة أو عمل تغيبوا عنه بصفة مؤقتة ، بسبب المرض أو الإجازة ، أو لأي أسباب شخصية أخرى .
من ذلك يتبين لنا ، أنه ليس كل من لا يعمل عاطلاً . وفي الوقت نفسة ، ليس كل من يبحث عن عمل يعد من ضمن دائرة العاطلين ، وأن دائرة من لا يعملون أكبر بكثير من دائرة العاطلين . وعموماً هناك شرطان أساسيان ويجتمعان معاً ، لتعديف العاطل بحسب الإحصاءات الرسمية ، وهما :
١- أن يكون قادر على العمل .
٢- أن يبحث عن فرصة للعمل .
وتأسيساً على ذلك يجمع الاقتصاديون والخبراء - وحسب ماأوصت به منظمة العمل الدولية ILO - على تعديف العاطل بأنه : « كل من هو قادر على العمل ، وراغب فيه ، ويبحث عنه ، ويقبله عند مستوى الأجر السائد ، ولكن دون جدوى ». وينطبق هذا التعريف على العاطلين الذين يدخلون سوق العمل لأول مره ، وعلى العاطلين الذين سبق لهم العمل واضطروا لتركه لأي سبب من الأسباب .
منقول من كتاب : " الاقتصاد السياسي للبطالة "
تأليف : " د. رمزي زكي "
لا شك في أن أول سؤال منطقي يواجهنا في مطلع هذه الدراسة هو : من هو العاطل Unemployed ؟ . ،لأن هذا السؤال يبدو لأول وهلة بسيطاً ، فقد يسارع القارئ بالإجابة عنه بالقول : إن العاطل هو من لا يعمل not working . بيد أننا نبادر بالرد على هذا القارئ بالقول : إن هذا التعريف غير كاف ، بل وغير دقيق . حقاً، إن من أهم صفات العاطل أنه لا يعمل ، ومع ذلك ، فهنالك عدد كبير من الأفراد لا يعملون لأنهم ببساطه لا يقدون على العمل، مثل الأطفال والمرضى والعجزه وكبار السن والذين أحيلوا إلى التقاعد ويحصلون الآن على معاشات . فهؤلاء لا يصح أعتبارهم عاطلين ، لأن العاطلين يجب أن يكونوا قادرين على العمل . كذلك تجدر الأشاره إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد من الأفراد القادرين على العمل والذين لا يعملون فعلاً ، ومع ذلك لا يجوز أعتبارهم عاطلين لأنهم لا يبحثون عن عمل not seeking work ، مثل الطلبة الذين يدرسون في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد العليا ، ممن بلغوا سن العمل ( عادة ١٦ سنه ) . فهؤلاء ، رغم توافر قدرتهم على العمل لا يبحث،ن على عمل لأنهم يفضلون تنمية قدراتهم ومهاراتهم بالدراسة على النحو الذي يفيدهم مستقبلاً في الحصول على وظائف ذات أجور أعلى ، ولهذا لا يصح أدخالهم في دائرة العاطلين . كذلك هنالك بعض الأفراد القادرين على العمل ولكنهم لا يبحثون عنه لأنهم أحبطوا تماماً discouraged ، لأن جهودهم في البحث عن العمل في الفتراة الماضية لم تٌجدِ ، ومن ثم أصبحوا متشائمين وكفوا عن البحث عن للعمل . فمثل هؤلاء لا تدخلهم الإحصاءات الرسمية ضمن زمرة العاطلين . كذلك قد يوجد بعض الأفراد القادرين على العمل ولكنهم لا يبحثون على عمل لأنهم في درجة من الثراء تجعلهم في غناء عن العمل ، فهؤلاء - أيضاً - لا يعتبرون عاطلين .
ومن ناحية أخرى ، ربما يوجد عدد من الأفراد الذين يعملون فعلاً ويحصلون على أجر أو راتب ، غير أنهم مع ذلك يبحثون عن عمل أفضل وهؤلاء ، رغم أنهم سجلوا أنفسهم في مكاتب العمل كعاطلين ، لا يجوز أعتبارهم كذلك . وكذلك بعض العمال والموضفين الذين يعملون لبعض الوقت بغير أرادتهم ، ويرغبون في العمل طوال الوقت ، ولهذا فهم يبحثون عن مثل هذا العمل. ومع ذلك فأن احصاءات العمل غالباً لا تعتبر هؤلاء ضمن العاطلين حتى لو كانوا يعملون ساعه واحدة في الأسبوع ، فمثل هؤلاء يمكن تصنيفهم بأنهم في حالة نقص للتشغيل Underremployment ، ويجب أخذهم بعين الأعتبار عند وضع إحصاءات البطالة . وعليه نستنتج أنه ليس كل من يبحث عن عمل يع عاطلاً . كذلك يوجد هناك بعض الأفراد الذين لا يعملون لحة اجراء التعداد ، أو وقت إعداد إحصاء البطالة ، ولكنهم لا يصنفون ضمن دائرة البطالة ، لأن لهم وظيفة أو عمل تغيبوا عنه بصفة مؤقتة ، بسبب المرض أو الإجازة ، أو لأي أسباب شخصية أخرى .
من ذلك يتبين لنا ، أنه ليس كل من لا يعمل عاطلاً . وفي الوقت نفسة ، ليس كل من يبحث عن عمل يعد من ضمن دائرة العاطلين ، وأن دائرة من لا يعملون أكبر بكثير من دائرة العاطلين . وعموماً هناك شرطان أساسيان ويجتمعان معاً ، لتعديف العاطل بحسب الإحصاءات الرسمية ، وهما :
١- أن يكون قادر على العمل .
٢- أن يبحث عن فرصة للعمل .
وتأسيساً على ذلك يجمع الاقتصاديون والخبراء - وحسب ماأوصت به منظمة العمل الدولية ILO - على تعديف العاطل بأنه : « كل من هو قادر على العمل ، وراغب فيه ، ويبحث عنه ، ويقبله عند مستوى الأجر السائد ، ولكن دون جدوى ». وينطبق هذا التعريف على العاطلين الذين يدخلون سوق العمل لأول مره ، وعلى العاطلين الذين سبق لهم العمل واضطروا لتركه لأي سبب من الأسباب .
منقول من كتاب : " الاقتصاد السياسي للبطالة "
تأليف : " د. رمزي زكي "