- الأحد نوفمبر 24, 2013 4:05 pm
#65921
إلى متى تكيل الولايات المتحدة الأمريكية بمكيالين وتتحكم في عقليتها ثنائية قاتلة ؟
يبدو أن ما يجري تجاه الملف السوري قد استدعى علامة الاستفهام المتقدمة من أضابير الأسئلة المعلقة حول العلاقة الأمريكية الإسرائيلية .. كيف ولماذا ؟
بعد حادثة الغوطة الشرقية الأليمة كانت واشنطن تسارع باتهام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الثوار السوريين ، ولولا يقظ " ويستفالية روسية " جديدة لربما كانت صواريخ كروز، وتوماهوك قد دكت سوريا دكا .
بالقطع لابد من إدانة وعقاب قاسيين لمن استخدم تلك الأسلحة المجرمة دوليا ، والتي أزهقت أرواح أكثر من ألف وأربعمائة سوري بين طفل وكهل ، شاب وامرأة .
غير أن العدالة تقتضي أن نتساءل :" ماذا عن أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية وفي القلب منها الأسلحة الكيماوية وفي المقدمة النووية ؟ ولماذا لم تستخدم واشنطن قوتها الإمبراطورية في مواجهة إسرائيل التي استخدمت مثل هذه الأسلحة من قبل ، بل بأي ذريعة أخلاقية تدين واشنطن الآخرين في حين أن أياديها لا تزال ملوثة باستخدام الأسلحة الكيماوية ذاتها في حروب ومعارك سابقة ؟
قبل البحث عن إجابات يتحتم علينا أن نشير إلى متغير هام للغاية يبدو جليا ويتصل بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية فقد حاول باراك اوباما تسخير اللوبي اليهودي والداعم لدولة إسرائيل في الولايات المتحدة لدفع أعضاء الكونجرس من اجل استصدار قرار ضرب سوريا ، إلا أن النتيجة جاءت عكسية ، إذ لم يخفقوا فقط في تحقيق رغبة اوباما بل دفعوا بعض التيارات الأمريكية الرافضة للحضور الإسرائيلي المهيمن في واشنطن إلى فتح ملفات تضع إسرائيل في زاوية مقابلة لزاوية كيماوي بشار الأسد .. ما الذي جرى ؟
باختصار غير مخل خرجت علينا مجلة الفورين بوليسي الأمريكية الشهيرة الأيام القليلة الفائتة لتميط اللثام عن وثيقة خاصة بالاستخبارات المركزية الأمريكية تؤكد أن إسرائيل مضت قدما في طريق بناء ترسانة كيماوية خاصة بها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
الوثيقة المشار إليها تؤكد على أن الأقمار الاصطناعية الأمريكية قد كشفت في العام 1982 عن احتمال وجود منشاة لتصنيع الأسلحة الكيماوية ومنشاة تخزين في منطقة التخزين الحساسة في " ديمونا" في صحراء النقب ، كما تشير إلى وجود مصنع خاص متطور جدا لتصنيع الأسلحة الكيماوية "... هل كانت هذه الوثيقة مفاجأة للمتابعين للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا سيما على صعيد التعاون العسكري بين البلدين ؟
بالقطع لا فالجميع يعلم أن تل أبيب ومنذ أوائل السبعينات تبني ترسانة كيماوية وبيولوجية مستفيدة من الخبرات الأمريكية ، ولديها مصانع في شرقي مدينة الناصرة في شمال فلسطين المحتلة ، تنتج غازات الأعصاب مثل السارين ، وغاز الخردل النيتروجيني ، وغازات خانقة مثل فوسيجين ، وغازات شل القدرة وذات التأثير النفسي .
ليس هذا فقط بل لدى إسرائيل كذلك العديد من مراكز الأبحاث البكتريولوجية ويشارك علماؤها في هذه الأبحاث ، ويعد معهد " نيس تيزيونا البيولوجي " وكر الأبالسة في هذه الصناعات التي ما كان لها أن تقوم دون دعم أمريكي علمي ومادي معا .
هل حركت أزمة سوريا الكيماوية ساكنا عند إسرائيل للانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ؟
يذهب " يغال بالمور " الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إلى أن المعاهدة التي تعود إلى 20 عاما لم تجتذب ما يكفي من الدول لكي تكون فعالة بشكل عملي ، ويوضح أن إسرائيل وقعتها في 1993 لكن لم تصادق عليها .. ماذا يعني ذلك ؟
يعني بداية أن إسرائيل وقياداتها تخشى من احتمال تبلور سيناريو تطلب فيه جهات دولية أن تتخذ تل أبيب أيضا خطوات مشابهة لتفكيك ترسانتها الكيماوية ، وعليه فقد حسم الإسرائيليون الأمر من خلال تأكيدات "يغال بالمور" التي رسخت حقيقة أن إسرائيل لن تصادق على المعاهدة طالما لازالت هناك دول في المنطقة تملك أسلحة كيماوية ولا تعترف بوجود إسرائيل وتهدد بإبادتها ".
الازدواجية الأمريكية لا تتوقف عند حدود أسلحة سوريا الكيماوية والتي هي أسلحة الدمار الشامل للفقراء، إنما تمتد إلى بسط حمايتها على ترسانتها النووية ، وهذا ما أكدته وثيقة أل CIA المسربة حديثا إذ أشارت إلى أن إسرائيل تمتلك ترسانة تضم عدة مئات من الأسلحة النووية الانشطارية وربما بعض الأسلحة النووية الحرارية ذات القدرة العالية .
هل أتاك حديث وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود بارك وقت مرور عشر سنوات على انسحاب جيش الاحتلال من لبنان ؟
يومها قال أن الدولة العبرية ملتزمة بالتقارب مع واشنطن في المجال الأمني بما في ذلك الحوار حول التسلح النووي ، وانه لا يوجد عند إسرائيل أي سبب في المستقبل المنظور لكي تكون قلقة من موضوع تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وموكدا اعتقاده بان أمريكا ملتزمة التزاما كاملا بالمحافظة على الأمن القومي الإسرائيلي ".
لماذا إذن تتخلى إسرائيل عن سلاحها الكيماوي في حين هناك من يحمي سلاحها النووي ، وفي حين تقف وراء دفع واشنطن دفعا لإلغاء مؤتمر نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط والذي كان مقررا له شهر ديسمبر الماضي ؟
قبل الانصراف تبقى علامة استفهام :" هل أزمة كيماوي سوري ومحاولات الايباك في ولايات أمريكا المختلفة دفع الأمور إلى حد الهاوية انقلبت على رأس إسرائيل وارتد الخنجر إلى خاصرتها ؟
الحديث يحتاج إلى عودة ، فيها تفكيك وتحليل لفكرة اضمحلال دولة إسرائيل التي ربما يتسبب فيها الأمريكيون وداعمو إسرائيل منهم بأكبر قدر من أي طرف أخر ..
« منقول » ..
يبدو أن ما يجري تجاه الملف السوري قد استدعى علامة الاستفهام المتقدمة من أضابير الأسئلة المعلقة حول العلاقة الأمريكية الإسرائيلية .. كيف ولماذا ؟
بعد حادثة الغوطة الشرقية الأليمة كانت واشنطن تسارع باتهام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الثوار السوريين ، ولولا يقظ " ويستفالية روسية " جديدة لربما كانت صواريخ كروز، وتوماهوك قد دكت سوريا دكا .
بالقطع لابد من إدانة وعقاب قاسيين لمن استخدم تلك الأسلحة المجرمة دوليا ، والتي أزهقت أرواح أكثر من ألف وأربعمائة سوري بين طفل وكهل ، شاب وامرأة .
غير أن العدالة تقتضي أن نتساءل :" ماذا عن أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية وفي القلب منها الأسلحة الكيماوية وفي المقدمة النووية ؟ ولماذا لم تستخدم واشنطن قوتها الإمبراطورية في مواجهة إسرائيل التي استخدمت مثل هذه الأسلحة من قبل ، بل بأي ذريعة أخلاقية تدين واشنطن الآخرين في حين أن أياديها لا تزال ملوثة باستخدام الأسلحة الكيماوية ذاتها في حروب ومعارك سابقة ؟
قبل البحث عن إجابات يتحتم علينا أن نشير إلى متغير هام للغاية يبدو جليا ويتصل بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية فقد حاول باراك اوباما تسخير اللوبي اليهودي والداعم لدولة إسرائيل في الولايات المتحدة لدفع أعضاء الكونجرس من اجل استصدار قرار ضرب سوريا ، إلا أن النتيجة جاءت عكسية ، إذ لم يخفقوا فقط في تحقيق رغبة اوباما بل دفعوا بعض التيارات الأمريكية الرافضة للحضور الإسرائيلي المهيمن في واشنطن إلى فتح ملفات تضع إسرائيل في زاوية مقابلة لزاوية كيماوي بشار الأسد .. ما الذي جرى ؟
باختصار غير مخل خرجت علينا مجلة الفورين بوليسي الأمريكية الشهيرة الأيام القليلة الفائتة لتميط اللثام عن وثيقة خاصة بالاستخبارات المركزية الأمريكية تؤكد أن إسرائيل مضت قدما في طريق بناء ترسانة كيماوية خاصة بها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
الوثيقة المشار إليها تؤكد على أن الأقمار الاصطناعية الأمريكية قد كشفت في العام 1982 عن احتمال وجود منشاة لتصنيع الأسلحة الكيماوية ومنشاة تخزين في منطقة التخزين الحساسة في " ديمونا" في صحراء النقب ، كما تشير إلى وجود مصنع خاص متطور جدا لتصنيع الأسلحة الكيماوية "... هل كانت هذه الوثيقة مفاجأة للمتابعين للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا سيما على صعيد التعاون العسكري بين البلدين ؟
بالقطع لا فالجميع يعلم أن تل أبيب ومنذ أوائل السبعينات تبني ترسانة كيماوية وبيولوجية مستفيدة من الخبرات الأمريكية ، ولديها مصانع في شرقي مدينة الناصرة في شمال فلسطين المحتلة ، تنتج غازات الأعصاب مثل السارين ، وغاز الخردل النيتروجيني ، وغازات خانقة مثل فوسيجين ، وغازات شل القدرة وذات التأثير النفسي .
ليس هذا فقط بل لدى إسرائيل كذلك العديد من مراكز الأبحاث البكتريولوجية ويشارك علماؤها في هذه الأبحاث ، ويعد معهد " نيس تيزيونا البيولوجي " وكر الأبالسة في هذه الصناعات التي ما كان لها أن تقوم دون دعم أمريكي علمي ومادي معا .
هل حركت أزمة سوريا الكيماوية ساكنا عند إسرائيل للانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ؟
يذهب " يغال بالمور " الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إلى أن المعاهدة التي تعود إلى 20 عاما لم تجتذب ما يكفي من الدول لكي تكون فعالة بشكل عملي ، ويوضح أن إسرائيل وقعتها في 1993 لكن لم تصادق عليها .. ماذا يعني ذلك ؟
يعني بداية أن إسرائيل وقياداتها تخشى من احتمال تبلور سيناريو تطلب فيه جهات دولية أن تتخذ تل أبيب أيضا خطوات مشابهة لتفكيك ترسانتها الكيماوية ، وعليه فقد حسم الإسرائيليون الأمر من خلال تأكيدات "يغال بالمور" التي رسخت حقيقة أن إسرائيل لن تصادق على المعاهدة طالما لازالت هناك دول في المنطقة تملك أسلحة كيماوية ولا تعترف بوجود إسرائيل وتهدد بإبادتها ".
الازدواجية الأمريكية لا تتوقف عند حدود أسلحة سوريا الكيماوية والتي هي أسلحة الدمار الشامل للفقراء، إنما تمتد إلى بسط حمايتها على ترسانتها النووية ، وهذا ما أكدته وثيقة أل CIA المسربة حديثا إذ أشارت إلى أن إسرائيل تمتلك ترسانة تضم عدة مئات من الأسلحة النووية الانشطارية وربما بعض الأسلحة النووية الحرارية ذات القدرة العالية .
هل أتاك حديث وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود بارك وقت مرور عشر سنوات على انسحاب جيش الاحتلال من لبنان ؟
يومها قال أن الدولة العبرية ملتزمة بالتقارب مع واشنطن في المجال الأمني بما في ذلك الحوار حول التسلح النووي ، وانه لا يوجد عند إسرائيل أي سبب في المستقبل المنظور لكي تكون قلقة من موضوع تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وموكدا اعتقاده بان أمريكا ملتزمة التزاما كاملا بالمحافظة على الأمن القومي الإسرائيلي ".
لماذا إذن تتخلى إسرائيل عن سلاحها الكيماوي في حين هناك من يحمي سلاحها النووي ، وفي حين تقف وراء دفع واشنطن دفعا لإلغاء مؤتمر نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط والذي كان مقررا له شهر ديسمبر الماضي ؟
قبل الانصراف تبقى علامة استفهام :" هل أزمة كيماوي سوري ومحاولات الايباك في ولايات أمريكا المختلفة دفع الأمور إلى حد الهاوية انقلبت على رأس إسرائيل وارتد الخنجر إلى خاصرتها ؟
الحديث يحتاج إلى عودة ، فيها تفكيك وتحليل لفكرة اضمحلال دولة إسرائيل التي ربما يتسبب فيها الأمريكيون وداعمو إسرائيل منهم بأكبر قدر من أي طرف أخر ..
« منقول » ..