الارهاب والعنف .. بوصفهما ظاهرة سياسية
مرسل: الأحد نوفمبر 24, 2013 8:28 pm
الارهاب والعنف .. بوصفهما ظاهرة سياسية
شهدت ظاهرة العنف والارهاب في العالم المعاصر انتشارا كبيرا من خلال انظمة سياسية وحركات سياسية عديدة تبنت العنف والارهاب كلغة تلوح بهما للخصم السياسي غير عابئين باثارهما المدمرة على افراد المجتمع ومن هذه الانظمة النظام البائد الذي حول العراق والمنطقة الى مستنقع بارود بفعل سياساته الحمقاء غير القائمة على رؤية واساس استراتيجي او انساني ولم يسلم منها اي عراقي ايا كان انتماؤه او توجهه الفكري وشهدنا عشرات الالاف من الشهداء والضحايا بين مختلف شرائح المجتمع العراقي الذين اختلفوا مع سياسات النظام البائد وكان مصيرهم الشهادة على يد هذا النظام الذي استخدم في حربه معهم ومع افكارهم اقسى انواع الارهاب وهكذا نرى ان النظام البائد قد وزع مجازره وضحاياه بشكل متساوي بين مكونات المجتمع العراقي
مما يعزز مقولتنا الانفة الذكر والان نأتي الى مقاربة فكرية يعرف والارهاب يعرفه قاموس ويبستر بالعبارة التالية ( (ارهاب خوف شديد وطاغ (و) استخدام اساليب الترهيب في الحكم او مقاومة الحكومة (ولغويا ان مفردة الارهاب يقول بشأنها الاستاذ يحيى عبدالمبدي (في اللغة العربية تشتق مفردة ارهاب من الفعل المزيد أرهب ويقال ارهب فلانا اي خوفه وأفزعه وهو نفس المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف رهب (بضم الهاء) اما الفعل المجرد من نفس المادة وهو رهب (بفتح الراء وكسر الهاء) يرهب رهبه ورهبا فيعني خاف فيقال رهب الشيء رهبا ورهبة اي اخافه وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد واذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا اي توعده وكذلك تستعمل اللغة العربيةصيغة استفعل من نفس المادة فتقول استرهب اي رهبه اما في الثقافة الغربية تتكون المفردة ارهاب في اللغة الانكليزية باضافة ism الى مفردة terror بمعنى فزع كما يستعمل منها الفعل terrorize ويرجع استخدام مصطلح terrorism في الثقافة الغربية تاريخيا للدلالة على نوع الحكم الذي لجأت اليه الثورة الفرنسية ابان الجمهورية الجاكوبية ضد تحالف الملكيين والبرجوازيين المناهضين للثورة وقد نتج عن ارهاب هذه المرحلةالتي يطلق عليها reign of terror اعتقال مايزيد عن 300 ألف مشتبه واعدام حوالي 17 ألفا اضافة الى موت الالاف بالسجون وقد تبنت بعض الدول ارهاب الدولة مثل النظام النازي في المانيا وستالين في الاتحاد السوفيتي السابق وتحت غطاء ايديولوجي لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية اضافة الى ارهاب الدولة كان هناك ارهاب خارج اطر الدولة على مستوى جماعات مناوئة للسلطة القائمةمثل بادر ماينهوف ومنظمة الالوية الحمراء والجيش الاحمر الياباني والدرب المضيء البيروية ومنظمة ايتا الباسكية).
وباستطاعتنا اضافة الحركات المتطرفة الدينية والسياسية الموجودة الان في العالم العربي والتي تتغذى فكريا من ارث يتسم بالانغلاق والتطرف وهي معروفة للجميع ومنها تنظيم القاعدة والذين يمشون معه في مخططه الظلامي اننا هنا لاندرس الارهاب الفردي بل الارهاب بوصفه ظاهرة سياسية واجتماعية ان الارهاب السياسي كما يقول الاستاذ حسنين توفيق ابراهيم: (ثمة شبه اتفاق بين اغلب الدارسين لظاهرة العنف السياسي على ان العنف يصبح سياسيا عندما تكون الاهداف او دوافعه سياسية رغم الاختلاف بين هؤلاء الدارسين في تحديد طبيعة ونوعية هذه الاهداف وطبيعة الفقوى المرتبطة بها لذلك فأن الباحثين والدارسين يعرفون العنف السياسي بأنه (استخدام القوة المادية او التهديد باستخدامها لتحقيق اهداف سياسية) اما بول ويلكنسون فانه يعرف العنف السياسي بانه (استخدام القوة او التهديد باستخدامها لالحاق الاذى او الضرر بالاخرين لتحقيق اهداف سياسية) وعرفه شلنغ سياهن بانه (استخدام القوة المادية لتحقيق اهداف سياسية) ،وفي الحقيقة ان الارهاب والعنف السياسي له صورتان رئيسيتان ارهاب الدولة وارهاب الجماعات المعارضة لتوجهات السلطة -ويقول الاستاذ حسنين ابراهيم توفيق
(ان الارهاب السياسي هو سلوك رمزي يقوم على اساس الاستخدام المنظم للعنف او التهديد باستخدامه بشكل يترتب عليه خلق حالة نفسية من الخوف وعدم الشعور بالامان لدى المستهدفين وذلك لتحقيق اهداف سياسية وهناك العديد من القوى التي يمكن ان تمارس الارهاب في المجتمع فقد تمارسه جماعات معينة داخل الدولة ضد النظام القائم بقصد اضعافه والتمهيد للاطاحة به واحداث تغييرات جذرية في بناء الدولة والمجتمع ويعرف هذا بالارهاب الثوري، او للتأثير على توجهات النظام وسياساته في اطار ما يخدم مصالح هذه الجماعات وقد يمارسه النظام ضد بعض الجماعات والعناصر المناوئة في الداخل بقصد تحجيم وتقليص معارضتها ويعرف هذا الارهاب بالارهاب المؤسسي او الرسمي او ارهاب الدولة ويصبح الارهاب في هذه الحالة اداة من ادوات الدولة للاستمرار في السلطة) في الماضي القريب في مجتمعنا العراقي كانت هناك سياسة الارهاب الخطير في المجتمع العراقي ارهاب الدولة الذي تعرفه هيئات حقوق الانسان بانه (مجموعة الانتهاكات الخطيرة والسافرة لحقوق الانسان الفردية والجماعية وفق سياسة مدبرة تستهدف فرض نظام مضاد لمصالح الاغلبية الساحقة من الشعب) ومن هنا ترك هذا الارهاب الخطير ندوبه وآثاره على بنية المجتمع العراقي ومؤسساته السياسية التي افرغت تماما من محتواها من جراء تلك السياسة الخطيرة ويمكن ان نعد النظام الصدامي المقبور اسوأ نموذج لذلك الارهاب وتتمثل فيه سماته الانفة الذكر والوقائع كثيرة ويكفي ان نشير الى عمليات الاضطهاد السياسي والاجتماعي لكثير من ابناء شعبنا والمقابرالجماعية التي اكتشفت بعد سقوط النظام البائد وعمليات التغيير الديموغرافي لطبيعة سكان بعض المدن ولقد كانت مخلفات هذا الارهاب السياسي كبيرة جدا على سيمايئيات المجتمع العراقي وهو المعروف بانه شعب مسالم وغير عنيف بالرغم من ثقافة العنف التي انتهجها النظام البائد طوال عهده المظلم وايضا التي اراد ايتام النظام ان تستمر بعد زوال هذا النظام من خلال الارهاب والعنف الذي مارسوه في البلاد من اجل خلق حالة من عدم الاستقرار الذي يهدفون اليه من اجل تحقيق مآربهم اللئيمة وهكذا نرى ان العنف والارهاب السياسي هو ثقافة تتسم بسيادة التوتر والدمار المستمر وهي ثقافة هدم وموت وليست ثقافة بناء ومن هنا نعمل جميعا على تعريتها من اجل نزع قناعها القبيح لكي ننهي اثارها السلبية والمدمرة الى الابد
شهدت ظاهرة العنف والارهاب في العالم المعاصر انتشارا كبيرا من خلال انظمة سياسية وحركات سياسية عديدة تبنت العنف والارهاب كلغة تلوح بهما للخصم السياسي غير عابئين باثارهما المدمرة على افراد المجتمع ومن هذه الانظمة النظام البائد الذي حول العراق والمنطقة الى مستنقع بارود بفعل سياساته الحمقاء غير القائمة على رؤية واساس استراتيجي او انساني ولم يسلم منها اي عراقي ايا كان انتماؤه او توجهه الفكري وشهدنا عشرات الالاف من الشهداء والضحايا بين مختلف شرائح المجتمع العراقي الذين اختلفوا مع سياسات النظام البائد وكان مصيرهم الشهادة على يد هذا النظام الذي استخدم في حربه معهم ومع افكارهم اقسى انواع الارهاب وهكذا نرى ان النظام البائد قد وزع مجازره وضحاياه بشكل متساوي بين مكونات المجتمع العراقي
مما يعزز مقولتنا الانفة الذكر والان نأتي الى مقاربة فكرية يعرف والارهاب يعرفه قاموس ويبستر بالعبارة التالية ( (ارهاب خوف شديد وطاغ (و) استخدام اساليب الترهيب في الحكم او مقاومة الحكومة (ولغويا ان مفردة الارهاب يقول بشأنها الاستاذ يحيى عبدالمبدي (في اللغة العربية تشتق مفردة ارهاب من الفعل المزيد أرهب ويقال ارهب فلانا اي خوفه وأفزعه وهو نفس المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف رهب (بضم الهاء) اما الفعل المجرد من نفس المادة وهو رهب (بفتح الراء وكسر الهاء) يرهب رهبه ورهبا فيعني خاف فيقال رهب الشيء رهبا ورهبة اي اخافه وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد واذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا اي توعده وكذلك تستعمل اللغة العربيةصيغة استفعل من نفس المادة فتقول استرهب اي رهبه اما في الثقافة الغربية تتكون المفردة ارهاب في اللغة الانكليزية باضافة ism الى مفردة terror بمعنى فزع كما يستعمل منها الفعل terrorize ويرجع استخدام مصطلح terrorism في الثقافة الغربية تاريخيا للدلالة على نوع الحكم الذي لجأت اليه الثورة الفرنسية ابان الجمهورية الجاكوبية ضد تحالف الملكيين والبرجوازيين المناهضين للثورة وقد نتج عن ارهاب هذه المرحلةالتي يطلق عليها reign of terror اعتقال مايزيد عن 300 ألف مشتبه واعدام حوالي 17 ألفا اضافة الى موت الالاف بالسجون وقد تبنت بعض الدول ارهاب الدولة مثل النظام النازي في المانيا وستالين في الاتحاد السوفيتي السابق وتحت غطاء ايديولوجي لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية اضافة الى ارهاب الدولة كان هناك ارهاب خارج اطر الدولة على مستوى جماعات مناوئة للسلطة القائمةمثل بادر ماينهوف ومنظمة الالوية الحمراء والجيش الاحمر الياباني والدرب المضيء البيروية ومنظمة ايتا الباسكية).
وباستطاعتنا اضافة الحركات المتطرفة الدينية والسياسية الموجودة الان في العالم العربي والتي تتغذى فكريا من ارث يتسم بالانغلاق والتطرف وهي معروفة للجميع ومنها تنظيم القاعدة والذين يمشون معه في مخططه الظلامي اننا هنا لاندرس الارهاب الفردي بل الارهاب بوصفه ظاهرة سياسية واجتماعية ان الارهاب السياسي كما يقول الاستاذ حسنين توفيق ابراهيم: (ثمة شبه اتفاق بين اغلب الدارسين لظاهرة العنف السياسي على ان العنف يصبح سياسيا عندما تكون الاهداف او دوافعه سياسية رغم الاختلاف بين هؤلاء الدارسين في تحديد طبيعة ونوعية هذه الاهداف وطبيعة الفقوى المرتبطة بها لذلك فأن الباحثين والدارسين يعرفون العنف السياسي بأنه (استخدام القوة المادية او التهديد باستخدامها لتحقيق اهداف سياسية) اما بول ويلكنسون فانه يعرف العنف السياسي بانه (استخدام القوة او التهديد باستخدامها لالحاق الاذى او الضرر بالاخرين لتحقيق اهداف سياسية) وعرفه شلنغ سياهن بانه (استخدام القوة المادية لتحقيق اهداف سياسية) ،وفي الحقيقة ان الارهاب والعنف السياسي له صورتان رئيسيتان ارهاب الدولة وارهاب الجماعات المعارضة لتوجهات السلطة -ويقول الاستاذ حسنين ابراهيم توفيق
(ان الارهاب السياسي هو سلوك رمزي يقوم على اساس الاستخدام المنظم للعنف او التهديد باستخدامه بشكل يترتب عليه خلق حالة نفسية من الخوف وعدم الشعور بالامان لدى المستهدفين وذلك لتحقيق اهداف سياسية وهناك العديد من القوى التي يمكن ان تمارس الارهاب في المجتمع فقد تمارسه جماعات معينة داخل الدولة ضد النظام القائم بقصد اضعافه والتمهيد للاطاحة به واحداث تغييرات جذرية في بناء الدولة والمجتمع ويعرف هذا بالارهاب الثوري، او للتأثير على توجهات النظام وسياساته في اطار ما يخدم مصالح هذه الجماعات وقد يمارسه النظام ضد بعض الجماعات والعناصر المناوئة في الداخل بقصد تحجيم وتقليص معارضتها ويعرف هذا الارهاب بالارهاب المؤسسي او الرسمي او ارهاب الدولة ويصبح الارهاب في هذه الحالة اداة من ادوات الدولة للاستمرار في السلطة) في الماضي القريب في مجتمعنا العراقي كانت هناك سياسة الارهاب الخطير في المجتمع العراقي ارهاب الدولة الذي تعرفه هيئات حقوق الانسان بانه (مجموعة الانتهاكات الخطيرة والسافرة لحقوق الانسان الفردية والجماعية وفق سياسة مدبرة تستهدف فرض نظام مضاد لمصالح الاغلبية الساحقة من الشعب) ومن هنا ترك هذا الارهاب الخطير ندوبه وآثاره على بنية المجتمع العراقي ومؤسساته السياسية التي افرغت تماما من محتواها من جراء تلك السياسة الخطيرة ويمكن ان نعد النظام الصدامي المقبور اسوأ نموذج لذلك الارهاب وتتمثل فيه سماته الانفة الذكر والوقائع كثيرة ويكفي ان نشير الى عمليات الاضطهاد السياسي والاجتماعي لكثير من ابناء شعبنا والمقابرالجماعية التي اكتشفت بعد سقوط النظام البائد وعمليات التغيير الديموغرافي لطبيعة سكان بعض المدن ولقد كانت مخلفات هذا الارهاب السياسي كبيرة جدا على سيمايئيات المجتمع العراقي وهو المعروف بانه شعب مسالم وغير عنيف بالرغم من ثقافة العنف التي انتهجها النظام البائد طوال عهده المظلم وايضا التي اراد ايتام النظام ان تستمر بعد زوال هذا النظام من خلال الارهاب والعنف الذي مارسوه في البلاد من اجل خلق حالة من عدم الاستقرار الذي يهدفون اليه من اجل تحقيق مآربهم اللئيمة وهكذا نرى ان العنف والارهاب السياسي هو ثقافة تتسم بسيادة التوتر والدمار المستمر وهي ثقافة هدم وموت وليست ثقافة بناء ومن هنا نعمل جميعا على تعريتها من اجل نزع قناعها القبيح لكي ننهي اثارها السلبية والمدمرة الى الابد