منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#65984
أقام منتدى التاريخ حواراً مفتوحاً مع أعضاء المنتدى مع مشرف الموقع الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف ، بعضها كانت أسئلة شخصية وبعضه الأخر كان دعوياً ، وجزء ثالث منها كان تاريخياً .. حول أسئلة الحوار وأجوبته نترككم هذه اللحظات.

لما قرأت سيرة حياتك المجيدة وجدت فيها متاعب وجهد كثيراً أي من عمل إلى الآخر مثلاً من الدراسات الإسلامية إلى علم الطيران حتى قبطان الطائرة.. كيف ينسجم هذا مع هذا وكيف اخترت مجال الطيران هل هذا من ضمن تحقيق الهواية أم ماذا... ؟؟

§ نعم كانت هوايتي الطيران منذ كنت في السنة الثانية الابتدائية ، ثم إني حاولت التوفيق بينها وبين الدراسات الشرعية والعربية والتاريخية وما زلت أجتهد وأسأل الله التوفيق ، وادع لي.

ما هو الهدف الأساسي لموقع التاريخ وإلى أي نقطة يريد أن يصل ؟ وهل وصلتم به إلى الهدف منه... و ما فائدة دراسة التاريخ ؟ وهل التاريخ برأيك من العلم النافع حتى نخدم به أمتنا الإسلامية ؟

§ الهدف الأساسي من موقع التاريخ هو التوعية والتثقيف ، التوعية بالأحداث التاريخية المهمة والتثقيف التاريخي المستمر المتصل بالتاريخ المعاصر حتى نستقي منهما العبر والعظات المهمة التي تضيء لنا طريقنا.. والحق أني لا لم أصل لهدفي بعد من الموقع، والسبب تزاحم الأعمال ، والموقع من جملة هذه الأعمال ، وسأعمل على الارتقاء به قريباً إن شاء الله وإدخال اللغة الإنجليزية فيه. والهدف من دراسة التاريخ إطلاع الأجيال على كنوز أجدادها ، والاستفادة من العبر والعظات الكثيرة المبثوثة في ثناياه ، وفهم ما يجري اليوم على ضوء أحداث الأمس ، ونعم هم علم نافع اضطلع بأعبائه علماء كبار من المسلمين كابن جرير والذهبي وابن كثير وابن حجر رحمهم الله جميعاً.

وما هي فائدة من دراسة تاريخ التراجم أو الأشخاص التي والذي اختص به الدكتور محمد موسى؟ وعلم الرجال و التراجم العامة ، كيف يؤسس طالب العلم نفسه فيه، ما هي المراجع و الكتب التي يجب عليه الاعتماد عليه.

§ فائدة دراسة التراجم أنها توقف الشخص على نماذج من الشخصيات التي اقتربت كثيراً من الكمال البشري ، وأنها توضح مجاهداتهم وعملهم من أجل نصرة الإسلام والمسلمين ، وتوقفنا على أشخاص آخرين أساؤوا وكيف صنعوا في إساءتهم ، وهذا كله يثري تجاربنا ، ومن أهم الفوائد لدراسة التراجم أنها توقفنا على تطبيقات عملية لدين الإسلام ، وأن هناك أناساً استطاعوا أن يكونوا مصاحف تمشي على الأرض ، وأن المسلم يمكن أن يلتزم الكتاب والسنة كما التزمها هؤلاء بدون صعوبة ولا استحالة.. أهم شيء في علم التراجم والأشخاص قراءة كتب الذهبي مثل سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام له أيضاً ، وكتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ، وهناك كتب كثيرة جداً في علم الرجال لا يسع الوقت لذكرها.

نعلم أن لفضيلتكم كتاب نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء و كذلك كتاب المختار المصون من أعلام القرون ، سؤالي هو : ما هي المعايير و الأسس التي ينبغي لطالب العلم أن يراعيها عند تهذيبه أو اختصاره لكتاب ما، بارك الله فيكم و نفعنا بعلمكم .

§ أولاً : ينبغي أن يكون قد درس علم الجرح والتعديل.

ثانياً : ينبغي أن يكون مطلعاً على التاريخ على وجه جيد.

ثالثاً : ينبغي أن يكون مطلعاً على أصول الشريعة الإسلامية وما يتعلق بها من آلات كعلم النحو.

رابعاً : أن يكون مخلصاً خالياً من التعصب.

خامساً : أن يكون عارفاً بمقاصد المؤلف من كتابه وأسلوبه وطريقته.

سادساً : أن يكون عارفاً بعلم الكتاب فإن كان الكتاب تاريخياً يكون مطلعاً على علم التاريخ وإن كان حديثاً يكون مطلعاً على عالم الحديث وهكذا حتى لا يتورط في شيء لا يحسنه.

ما رأيك شيخنا الكريم بالقومية العربية التي لا تعترف بغير العروبة رابطاً ؟

§ القومية بالمعنى الذي انتشر في السبعينات والثمانينات الهجرية – الخمسينات والستينات الميلادية – هو تقديم صلة العروبة على كل صلة ولو كانت الدين فهذه قومية منتنة بغيضة ، أما القول بأن العرب هم مادة الإسلام إن عزوا عز المسلمون وإن ذلوا ذل المسلمون وهم الذين يفهمون الكتاب والسنة وهم أساتذة الشريعة وحملة الدين فهذا القول أقول به ، لكن ينبغي أن تعرف يا أخي الكريم أن العربية هي اللسان كما قال عمر فرب رجل من آل البيت في أندونيسيا وهو لا يفهم العربية ، ورب أعجمي يعيش بيننا يفهم العربية جيداً فالذي أقصده هو عربية اللسان لا النسب فإذا اجتمعا فهو أمر حسن و إلا فالمقصود الفهم والعمل.

يا شيخ محمد بماذا يبدأ طالب العلم ؟... وكيف يضع الطالب خطة لدراسته أي ما هي أولويات طلب العلم في وقتنا المعاصر ؟؟ هلا نصحتنا بكتب مهمة يجب أن تكون في بيت كل طالب علم من وجهة نظرك شيخي الحبيب ؟؟؟



§ يبدأ طالب العلم بكتاب الله تعالى فيجوده ويحفظه ويقرأ تفسيره فإن صنع فقد حاز قدراً جيداً من العلوم ، ثم يتعلم العربية ويحتاج منها
إلى ما يقيم لسانه ، ثم يقرأ كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يتعلم الفقه ، ثم يقرأ التاريخ ففيه العبرة الكثيرة والعظات ، وكل ما سبق.

من وجهة نظرك المعتدلة , هل على الشاب في وقتنا المعاصر الذي يهيج بالمشاكل والفتن والحروب والهجمات الشرسة على الإسلام والمسلمبن , هل على الشاب أن يكون منضما لجماعة ما أو تنظيما ما , يعني هل هذا الأمر واجب...؟ أم أننا نترك باب الدعوة والعمل مفتوحا للشاب ويستقي هو بذكائه ما يراه مناسبا ؟؟؟ ما رأيك بالجماعات المعاصرة ؟؟

§ الجماعة مهمة لتنسيق العمل وضبطه، وكلما كان العمل في جماعة كان ذلك أدعى للإحسان والضبط ومقاومة خطط الكافرين لكن القول بالوجوب الشرعي أتوقف فيه.. إنما أقول : إن وجود الجماعات فرض كفاية ، ومن تيسر له الالتحاق بواحدة منها فلا يتأخر ولا يتردد فالكفار يقاتلوننا صفاً وحداً فلا ينبغي مقابلتهم ونحن مشتتون مهترئون.

ورأيي في الجماعات المعاصرة أنها كلها على خير وفيها دخن ودخَل بنسب مختلفة من جماعة لأخرى بمعنى أن بعضها أفضل من بعض وأقل خطأ وأبصر بالطريق.

عندي سؤال شيخي الحبيب ألا وهو نظرتك شيخنا للواقع ماذا ترى من وراء احتلال العراق ومن قبله احتلال أفغانستان ومن قبلهم حرب الشيشان وفلسطين الحزينة , ماذا ترى من وراء هذا كله...؟ هل تستبشر ؟؟ هل هناك بصيص أمل ؟؟ هل يؤدي الشباب دورهم على أكمل وجه ؟؟؟ بماذا تنصح شباب الصحوة والدعوة...

§ أنا أستبشر بما يحدث الآن فقد جاء زمان على الأمة نست فيه الجهاد ويئست من انبعاثه من جديد ، لكن الله تعالى قيض رجالاً عظماء جعلوه واقعاً في زماننا فلله درهم ، أما هل الشباب يؤدون ما هو مؤمل منهم فلا ولا عشر ما هو مطلوب منهم فالتقصير والتهاون وعدم الجدية وسقوط الهمة وضعف العزيمة من أهم أمراض الشباب الذي يتأخر بسببها النصر.

ما رأيك بالحوار مع الشيعة وقضية تقريب المذاهب؟؟ هل تعتقد أنه أمر مجد؟؟ وما رأيك بالموقف الشيعي السياسي والديني في العراق وهل من الممكن أن يضع أهل السنة أيديهم في أيدي الشيعة في العراق أم انه لا أمان مع مثل هؤلاء ؟؟

§ الحوار مع الشيعة أرى أنه غير مجد ؛ والسبب في ذلك هم لأنهم لا يريدون أن يتنازلوا عن مقالاتهم الشنيعة في حق الصحابة رضي الله عنهم أو القول بعصمة الأئمة أو غير ذلك ، ويريدون منا أن نتقارب معهم بلا ثمن يدفعونه ولا تنازل يقدمونه ، وهناك أمر مهم جداً وهو أنهم لم يعتذروا عن طعناتهم العديدة لأهل السنة سواء الدولة العثمانية أو ما قبلها وما بعدها ، وأفعالهم شنيعة كثيرة مبثوثة في التاريخ الموثق ، لكني أقول : إن من ابتلي بهم في بلده وكان لهم شوكة في قطرة فعليه أن يتفق معهم على ما يدفع به شرهم ويُكفي به غدرهم ..

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** عدواً له ما من صداقته بد

ثم سؤالي شيخي عن بضعة شباب اتخذوا منابر المساجد , منابر لقدح العلماء والمربين فصار هذا كافرا عندهم وهذا فاسق وهذا مضل وهذا قصاص وهذا منافق ؟؟؟ حتى لم يبق من مشايخ عصرنا وعلماءه ألا هو وشبابه ؟؟؟ ماذا نفعل مع مثل هؤلاء كيف نصدهم ما الحكم فيهم ؟؟؟

§ هؤلاء لا حياة فيهم ، ولا بد من إيقافهم وعدم السماح لهم بالتمادي في ضلالهم وغيهم وسوء حالهم ، وللأسف إن لبعضهم صولة وجولة ودولة وزماناً وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإن حدثتهم أن مذهب السلف خلاف مذهبهم ثاروا ، وإن بينت لهم فساد عملهم غاروا ، وإن حاولت هدايتهم تولوا وقالوا ما قالوا ، وارجع لكتابي القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار ففيه شيء من التفصيل والله الموفق ، وأنا أرى إهمالهم بالكلية ، والعمل على صدهم وإيقافهم بكل وسيلة والحزم في هذا وعدم التهاون فيه فجرمهم عظيم ، وفعلهم شنيع.

عن المشهد العراقي , و بالأحرى المقاومة الموجودة في العراق... ما رأيك بالمقاومة العراقية لا اقصد هيئة العلماء... بل ما يسمونه بالزرقاوي وصحبه وعملية اختطاف الرهائن وذبحهم على شاشات التلفاز بطريقة وحشية , أولاً هل حقا المقاومة من تقوم بذلك ؟؟؟ أم أنها أطراف أخرى تريد للعالم أن يؤمن بأن المقاومة الشريفة من تقوم بذلك ؟؟؟ وما حكم ذلك في ديننا ؟؟؟

§ أولاً لا بد أن نعرف أن المقاومة الجهادية في العراق للصليبيين هي فخر لنا جميعاً ، وإقلاق الكفار والعمل على طردهم من محاسن دهرنا وزماننا ، وهؤلاء قد رفعوا رؤوسنا ، وترك الصليبيين بلا مقاومة خيانة لله ورسوله والمؤمنين ، وتفريط في ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله ، أما الذين يفجرون العراقيين ويقتلون إخوانهم أو يسيئون للخطة الجهادية الرائعة فهؤلاء لا نعرف : هل هم من عملاء الموساد أو عملاء الصليبيين أو هم من هؤلاء وهؤلاء ، والله لا أدري.

كما تعلم بأن رمضان شهر الرحمة والغفران يطرق أبواب الأمة , سؤالي هو ... بماذا نستغل شيخنا الحبيب هذا الشهر الطيب المبارك بما ينفع أمتنا وينفعنا جميعا ... خطط ... برامج ... أفكار قد تكون في بالك شيخنا ولم نكن نعرفها قد تفيد أحيانا ...



§ بالقرآن ثم بالقرآن ثم بحل مشكلات المسلمين وتخفيف معاناتهم والعمل على نصرة الإسلام بكل وسيلة ممكنة ، ومن أحسن الأعمال في هذا الباب الإقبال على تفهم كتاب الله تعالى وقراءة تفسيره والاطلاع على إعجاز كنوزه ، ثم الذكر والاستغفار خاصة في الأسحار والمحافظة على الصلوات في الجماعة ومحاولة التغيير الحقيقي والانتقال من طور إلى طور في الإيمانيات والفكر والتربية والثقافة والخلق الحسن والمعاملة الراقية.

برؤيتك ما هي أهم العوائق التي تقف في وجه الحركة الإسلامية في وقتنا المعاصر... ؟؟ ولماذا تتراجع الحركة الإسلامية بعد يوم فلم تعد كما كانت من ذي قبل ؟؟؟

§ أهم العوائق في وجه الصحوة الإسلامية هي تقاعس أفراد الصحوة عن أداء مهمتهم ، فالصحوة التي بزغت شمسها منذ ثلاثين عاماً تقريباً لم تؤت أكلها بعد لعوامل على رأسها تخاذل عدد كبير من شباب الصحوة وشاباتها وتقصيرهم فالله المستعان ، ونحن للأسف نلقى اللوم على أمريكا واليهود ، نعم لأولئك أثر لا يستهان به في حرب الصحوة لكن العامل الأكبر هو ضعفنا نحن وتراجعنا وتخاذلنا ولنتذكر قول الله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فيما كبست أيديكم ولنتذكر قوله تعالى أيضاً : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

بالنسبة للتاريخ ... كانت قراءة التاريخ بأسلوب (انتقائي = اختيار أمور معينة دون الأخرى) سببا في نشأة الكثير من الأفكار الهدامة المتعصبة.. إحياء الفرعونية.. واعتبارها صفة المصريين الوحيدة ، ونفس الأمر مع الفينيقية ، والآشورية، و الأمازيغية ..إلخ ، كذلك نشأت أفكار تُغلب جنساً على باقي الأجناس مثل النازية ، وتطبيقات الفاشية في إيطاليا ، كذلك نشأت بعض الأفكار القائمة على تمجيد بعض الأديان على الأخرى مثل (الصهيونية) ، والمذهب الشيعي الذي قام على أساس حادثة تاريخية.. إذا نظرنا لكل تلك النماذج فما هو موقعنا منها.. وهل أصابنا بعض ما أصابها من قراءة انتقائية في التاريخ بغرض تمجيدنا على الباقين (نحن جماعة المسلمين أو أغلبيتهم)..

وبالنسبة للمنتدى ..ألا ترى معي فضيلة الشيخ أنه من الممكن أن يصيبه هذا الداء وتصبح قراءة التاريخ انتقائية تهدف إلى استعراض مفاخر الآباء والأجداد.. مما قد يدخل التعالي في نفس المسلم ، ويجعله يتعالى على إنتاج الحضارات الأخرى.. مع ملاحظة: أن أغلب الموضوعات في المنتدى تتعلق بالتاريخ الإسلامي أو بسير الصحابة.. و غالباً لا يتم جمع الشخصيات الإسلامية مع الشخصيات الأخرى من الحضارات المختلفة..

سيدي الفاضل.. أرجو أن تلقى كلامي هذا بصدر رحب.. فهي تخوفات مسلم.. تخوفات من أن يتحول المسلمون إلى النظر إلى دينهم على أنه بديل عن القبيلة.. فيصبح الحديث عنه كالحديث عن أمجاد القبيلة.. ويصبح الدفاع عنه بسبب انتماء الفرد له بالأساس.

§ الغرض من قراءة التاريخ قراءته على وجه شامل لإيجابياته وسلبياته بدون انتقائية لكن لا بد أن يراعى أننا في الموقع نخاطب مثقفين وطلبة علم ونخاطب أيضاً العوام ، فقد لا يصلح أن تذكر لهم بعض السلبيات التي قد تبلبل أفكارهم ، ولا تنس يا أخي أثر علي رضي اله عنه المشهور : ( حدثوا الناس بما يعلمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!) ، وأثر أبي هريرة المشهور : ( حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين ، أما وعاء فبثثته فيكم وأما وعاء لو بثثته فيكم لقطع مني هذا البلعوم ).

و ما الفائدة من التفصيل في سرد الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم على سبيل المثال؟ ليس فيها إيجابية لجمهور العوام ، أما ما عدا ذلك فالموقع حريص على ذكر التجارب التاريخية بلا انتقائية ولا تجميل ولا غمض عين عن سلبيات لذكرها أثر تقويمي أو تربوي وتوجيهي.

أما قضية التعالي فمذمومة ، أما المحمود فهو استعلاء الإيمان بحيث يشعر المسلم أن حضارته موصولة بالله تعالى وحضارة الآخرين قامت على جبروت وطغيان وفساد في العقائد والتصورات والأفكار والمشاعر ، وأن حضارته قامت على عقيدة صحيحة بينما حضارات الآخرين قامت على أسس مادية لا ترتكز إلى دين ولا تركن إلى أسس سليمة بل تحمل بذور فسادها وانهيارها فاستعلاء الإيمان شيء والتعالي الكاذب شيء آخر.

المشكلة أن المنتدى هو عبارة عن مشاركة من المطلعين ولا سلطان كبيراً للموقع عليه ، لكن لا تنس أخي أن الموقع متخصص في التاريخ العام لكن عنايته أكثر بالتاريخ الإسلامي وذلك للتقصير الشديد في معرفة التاريخ الإسلامي عند المسلمين فلهذا تتجه عنايتنا للتعريف بأعلامنا وأحداثنا ، وقل لي بربك : هل تجد أحداً من عظماء العالم يقارب في سيرته عظماءنا وكبراءنا ، وأكثر عظمائهم وكبرائهم عظمتهم زائفة ومدخولة وقائمة على غير أسس صحيحة إضافة إلى فساد عقائدهم وتصوراتهم ، ونظرتهم إلى الحياة الدنيا نظرة خاطئة فماذا نقول عن هؤلاء و بماذا نترجم لهم ؟!

فضيلة الدكتور بم أن تخصصكم في القراءات فاسمح لي بهذا السؤال ... ما مدى أهمية الحصول على السند ما دام أن رجاله مجهولين ، كما أننا نعلم أن الوضاعين قد تمادوا في الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أي تعليل فما الذي يمنع - وهذا وارد جدا - أن بعض رجال هذه الأسانيد قد وضعوها وكثير منا طلب العلم خاصة التجويد عند قراء ولا نعرف مشايخهم ؟؟ فأرجو الإجابة الصريحة المريحة في هذا الباب حفظك الله يا دكتور.

§ من قال لك : إن سند القراءات رجاله مجهولون ، بل هم من أعلام الشريعة وكبارها ، وهم من المخلصين العاملين في كثرتهم الكاثرة ، فلا تلقي – بارك الله فيك – الكلام على عواهنه ، واتق الله في هؤلاء الأئمة الأعلام.

شيخنا الحبيب: سمعت من أحد علماء التاريخ من فترة وجيزة قوله : شمس الاستشراق دنت من المغيب ، و لم يعد لهم الأثر الكبير الذي كان لهم فيما مضى ، فما رأيكم بهذه المسألة ؟

§ هذا السؤال يوجه للأستاذ الدكتور مازن المطبقاني فهو أعرف بهذه المسألة، لكن أقول : لعل الاستشراق كعلم تراجع ، لكن بقي أوجه من الاستشراق وهي الجاسوسية الحديثة والتلصص على الشرق ومحاولة معرفة مواطن القوة والضعف فيه ، ومراكز التأثير.. إلخ فهذا العلم في ازدياد وليس في تراجع.

نعلم أن الشيخ كابتن طيار وهو في نفس الوقت متحدث وداعيه إلى الله وفي الوقت ذاته حاصل على الدكتوراه ، وهذه الأمور لا يستطيع الجمع بينها إلا رجل له همه ناطحت الثريا وربما تجاوزتها فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك علما بان الكثيرين يبدأ مشروعا وما يلبث أن يتكاسل أو ينثني عزمه لسبب دنيوي فما رأي فضيلتكم؟!

§ أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم همة السلف التي كانت تناطح السحاب فعلاً ، وأما همم المعاصرين فهي متوسطة عند أكثر من 99% منهم إلى ضعيفة.

الإسقاطات التاريخية على الواقع المعاصر وتكرار الأحداث هل هي سمه وميزه في التاريخ بان يكرر نفسه أو الإنسان هو من يحاول إثبات ذلك؟! شاكرين لك سعه صدرك ومشاركتك لنا.

§ لا ، إن التاريخ يعيد نفسه فعلاً ، فهذه الهجمة الصليبية على العالم الإسلامي الآن سبقتها هجمات في أحوال متشابهة ، والضعف الذي تعاني منه الأمة اليوم سبق أن عانت منه البارحة ، والمشكلة أن العبر والعظات الكثيرة جداً التي كان ينبغي للأمة أن تستفيد منها قد أهملتها فنتج عن ذلك دورات تاريخية متشابهة ، والكلام في ذلك يطول وهذا خلاصته.

كثرت الفتن في عصرنا هذا وكثرت ملهياته ولا بد أن لها تأثيراً كبيراً على شباب الأمة وشاباتها فكيف برأيكم يمكن أن نقي أنفسنا تلك الفتن ونحافظ على فكر إسلامي سليم. وهل ترون أن هذا الجيل الجديد هو من سينهض بالأمة ويخرجها من ذلك النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه. أو بمعنى آخر هل يحمل هذا الجيل مقومات النجاح - في نظركم- .

§ يمكن أن نقي شبابنا الفتن بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنظر في تجارب السلف الصالح والتخير منها ما ينفعنا اليوم ، ولا أرى- والله أعلم – أن هذا الجيل هو جيل النصر لعدة أمور ، إنما أرى أن هذا الجيل هو الجيل الذي سيربي جيل النصر القادم إن شاء الله ، وهم أجيال أبنائنا وأحفادنا ، والله أعلم.

عندما يقوم أي مسلم منا بالسفر خارج البلاد الإسلامية ..وكانت له صداقات من غير المسلمين... كيف يكون داعية للإسلام..وما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها ؟ وبما إن صورة الإسلام و المسلمين مشوهه في نظرهم ..كيف له أن يدافع بشكل يؤثر عليهم ؟ وهل بالفعل ممكن أن ينجح كداعية ؟

§ يكون داعية بالقدوة وهي أهم وسائل التأثير على الإطلاق ، وينبغي بعد ذلك أن يدعو إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة إن استطاع ، و إلا فليأخذ معه من الكتب والأشرطة ما يسعفه ويعينه.

لي سؤال اجتماعي عن شباب الأمة الذين نراهم يغرقون يوما بعد يوم في ملذات الحياة و شهواتها- في عصر الفساد و انتشاره- و هم في ريعان شبابهم و أحيانا منذ نعومة أظافرهم ... فكيف لو كانت هذه السلوكيات السيئة واقعة في بيت مسلم و مجتمع مسلم و أبوين صالحين ضحيا بعمريهما في تربية أبنائهم تلك التربية الصالحة واضعين أمام أعينهم سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم يصاب الأبوين بدهشة مؤلمة بما حل بابنهم......؟ كيف يمكن التعامل ؟؟ في حين صارت العلاقة بين الأبوين والأبناء مفككة. قد نمنع الجيل القادم من الانهيار ، و جزاكم الله خيرا.

§ أختي الكريمة : المطلوب من الوالدين حسن التربية وحسن تعهد الأولاد ، وأن يكونا قدوة ثم بعد ذلك ليتركا الأمر لله تعالى فهو إن شاء هداهم وإن شاء أضلهم ولو نشاؤوا في بيوت صالحة ، فهذا نوح عليه الصلاة والسلام كان ابنه كافراً وزوجه كافرة، وكم نرى في بيوت فاسدة أولاداً صالحين جيدين ، وأنا لا أعرف إن كان عندك أولاد أو لا ، لكني أقول : إن من جرب أدرك ومن ذاق عرف.

يوجد في الساحة الإسلامية عدة مدارس بالنسبة لأهل السنة تحديدا, و أهم هذه المدارس الصوفية و الإخوان و السلفية و جماعة الدعوة و التبليغ, و بعض هذه المدارس بينها خلاف كثير يصل إلى تبادل الاتهام بالكفر و الشرك و البدع لدرجة أن القارئ العادي ربما تضيع عليه الحقيقة فكل يدعي لنفسه الصواب ويريد إلغاء الآخر إلا من رحم الله. فما رأي فضيلة الشيخ في هذه المسألة ؟

§ هذه بلوى عمت عدداً من مدعي السلفية وهي أنهم يسارعون في التكفير أو الاتهام بالتكفير ، و الصوفية لا يجوز تعميم الحكم في شأنهم بالتكفير ، وتكفير بعض أفرادهم إن كانوا مستحقين للتكفير فإنما مرده إلى العلماء المنصفين الأثبات.

يكثر الحديث بين المسلمين عن الفرقة الناجية ويتوسع الخلاف على نحو ما مر في السؤال السابق فهل يصح أن تثبت فرقة من المسلمين النجاة لنفسها و أن ما سواها في النار بناء على حديث " تفترق أمتي...."؟ ثم ما رأي فضيلتكم في الحديث نفسه؟

§ الحديث الصحيح لكن حمله على جماعة معينة هو الخطأ ، والجماعات الدعوية في الساحة ليست جماعات عقدية إنما هي جماعات غرضها الدعوة، وإلحاقها بالفرق الثلاث والسبعين خطأ فاحش وجهل محض.. أنا أرى أن الخير في جميع هذه المدارس من صوفية و سلفية وإخوان وتبليغ ، لكن الخير متفاوت في تلك الجماعات ، وفي بعضها دَخَن ودخَل ، وبعضها أفضل من بعض.

ما رأي فضيلة الشيخ في الحوار والتعامل مع غير المسلمين ؟

§ جواب هذا السؤال مفصل في كتابي ( التقارب والتعايش مع غير المسلمين) فاقرأه إن شئت هناك ، وانظري جزء من رأيي في هذا الحوار في مقالي الموجود في صفحة مقالات المشرف بالموقع تحت عنوان ( نعم لمحاورة النصارى ولا لمحاورة اليهود).

ما رأي فضيلة الشيخ في الطريقة الصحيحة لاستغلال الوقت بالنسبة لطالب العلم و الداعية و كيف أواجه ما قد يعتريني وأمثالي من التكاسل و ضيق الوقت و كثرة المشاغل , و هل بالإمكان معرفة الحد الأدنى من ساعات النوم بالنسبة للجادين حسب تجربتكم الشخصية؟ وفقكم الله و حفظكم و رعاكم ونفع بعلمكم و دعوتكم و أطال عمركم في الطاعة و السعادة. و صلى الله وسلم و بارك على سيدنا وحبيبنا محمد و على آله و صحبه.. الهادي بن محمد المختار النحوي أحد طلبتكم.

§ الوقت هو الحياة لكن الإنسان الجاد لا يستطيع أن يستفيد من كل دقيقة أو ساعة من حياته بمعنى أنه لا بد أن تضيع منه أوقات لكن ليستفد من هذا الضياع في العودة بسرعة إلى الجادة الصحيحة ، و إلا استمرأ هذا الضياع واعتاده وهنا المشكلة ، لكن أرجو أن ترجع إلى سير العلماء ، ففيها توضيح كامل لهذا الأمر ، وهناك كتاب مهم للأستاذ أبي غدة رحمه الله تعالى في هذه المسألة نفيس وقوي واسمه ( صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ).

وليس للنوم حد أدنى إنما إذا غلبك النوم نم ، وقد كتبت هذا في كتابي عن ( الترف وأثره ) فارجع إليه ، وأما كثرة المشاغل فرتبها حسب الأولوية.

وأما التكاسل والتراخي فلا ينبغي أن يكون في حياتك من ذلك إلا شيء يسير ، سرعان ما تطرحه عنك وتستأنف المسير ، إن أردت أن يكون لك ولدعوتك تأثير ، وإن أصابك شيء من ذلك استعن عليه بقراءة شيء من سير السلف والخلف تستفيد إن شاء الله.