- الأحد نوفمبر 24, 2013 9:54 pm
#66018
غسيل دماغ..
للكاتب: مسعود الحمداني
شعراء شباب ظهروا خلال السنوات الخمس الماضية، لا يعلمون عن حقيقة أمر هذه الساحة شيئا، يخرجون كزهور بريّة تحاول أن تتنفس هواء نقيا في مدينة الشعر، ذاكرتها بيضاء لم يلوثها أحد، تبدأ في تشكيل ذاتها، وتجربتها، بعيدا عن الضجيج الذي يصاحب أي مجتمع ثقافي في العالم..
وفي مرحلة لاحقة من مراحل بحثها عن الضوء و(الاحتكاك) بمن سبقهم في التجربة للاستفادة منهم، يلتقي هؤلاء الشعراء الشباب بـ(ضالتهم)، غير أنهم يفاجئون أن أول درس يتلقونه من السابقين هو تصوير الساحة الشعرية وكأنها ساحة حرب، يقتل القوي فيها الضعيف، وأن هناك شبحا خفيا يجب محاربته، والقضاء عليه، حتى تستعيد الساحة صحتها وعافيتها، وبدلا من أن يستفيد هؤلاء الشعراء من تجارب سبقتهم يجدون أنفسهم في دروس (غسيل مخ) إجباري، يمنعهم حتى من تطوير إبداعهم، لأن جلّ حديثهم يتمحور حول أمراض الساحة المستعصية، وما يجب فعله لإنقاذها!!.
وتتكوّن بعد ذلك شلل غريبة، وتيارات تعتقد أنها في مرحلة (جهاد) مقدس يقودها أولئك الشعراء الموتورون، والذين يحاربون حتى ظلالهم، معتقدين أنهم بذلك قد يتحولون إلى (زعماء) يسيّرون دفة الشعر، ويمارسون دور الوصيّ على الجميع، ولعل بعض الشعراء الشباب الذين لا يعرفون الحقائق يكتشفون بعد فترة أن هناك من استغفلهم، وحاول زرع أفكاره في عقولهم، وأن كل شيء غير تلك الصورة القبيحة التي رسمها أولئك الموسوسين في أذهانهم.
إنّ هذه الأزهار الشعرية يجب أن تكون بمنأى عن صراعات وعنتريات يقوم بها البعض لإيهامهم بأن الساحة الشعرية ميدان صراع لمعارك خفية تدور وراء الكواليس، وأن هناك من يحاول أن يقصيهم، ويهمشهم، وهو مجرد وهم يعيشه البعض، ويحاول أن يحقن الآخرين به، ليعيشوا مأساته، ويتعاطفوا مع قضيته التي لا تعني أحدا غيره.
سألني أحد الشعراء الشباب عن نصيحتي له، وهو في بداياته، فقلت له: كل ما أطلبه منك أن تكتب قصيدتك بعيدا عن ضجيج الآخرين، فقليل من الشعر يكفي لانتشال الروح من وحلها، على أن تكون تلك القصيدة صادقة، وخالصة لوجه الشعر.
إن منابر الكتابة مفتوحة على مصراعيها لجميع التيارات، وعلى كل شاعر أن يسعى لتطوير قدراته، وموهبته، ولا ينتظر أحدا كي يكون وصيا عليه، أو متحدثا باسمه، فالشعر مدينة كبيرة، تتسع لكل من يسعى لها، فدعوا ـ أيها الأوصياء ـ كل الأزهار كي تتفتح بعيدا عن تشويهكم وأوهامكم.
إنه كان ظلوما جهولا
للكاتبة : خديجة الجمل
مسقط - سلطنة عمان
للكاتب: مسعود الحمداني
شعراء شباب ظهروا خلال السنوات الخمس الماضية، لا يعلمون عن حقيقة أمر هذه الساحة شيئا، يخرجون كزهور بريّة تحاول أن تتنفس هواء نقيا في مدينة الشعر، ذاكرتها بيضاء لم يلوثها أحد، تبدأ في تشكيل ذاتها، وتجربتها، بعيدا عن الضجيج الذي يصاحب أي مجتمع ثقافي في العالم..
وفي مرحلة لاحقة من مراحل بحثها عن الضوء و(الاحتكاك) بمن سبقهم في التجربة للاستفادة منهم، يلتقي هؤلاء الشعراء الشباب بـ(ضالتهم)، غير أنهم يفاجئون أن أول درس يتلقونه من السابقين هو تصوير الساحة الشعرية وكأنها ساحة حرب، يقتل القوي فيها الضعيف، وأن هناك شبحا خفيا يجب محاربته، والقضاء عليه، حتى تستعيد الساحة صحتها وعافيتها، وبدلا من أن يستفيد هؤلاء الشعراء من تجارب سبقتهم يجدون أنفسهم في دروس (غسيل مخ) إجباري، يمنعهم حتى من تطوير إبداعهم، لأن جلّ حديثهم يتمحور حول أمراض الساحة المستعصية، وما يجب فعله لإنقاذها!!.
وتتكوّن بعد ذلك شلل غريبة، وتيارات تعتقد أنها في مرحلة (جهاد) مقدس يقودها أولئك الشعراء الموتورون، والذين يحاربون حتى ظلالهم، معتقدين أنهم بذلك قد يتحولون إلى (زعماء) يسيّرون دفة الشعر، ويمارسون دور الوصيّ على الجميع، ولعل بعض الشعراء الشباب الذين لا يعرفون الحقائق يكتشفون بعد فترة أن هناك من استغفلهم، وحاول زرع أفكاره في عقولهم، وأن كل شيء غير تلك الصورة القبيحة التي رسمها أولئك الموسوسين في أذهانهم.
إنّ هذه الأزهار الشعرية يجب أن تكون بمنأى عن صراعات وعنتريات يقوم بها البعض لإيهامهم بأن الساحة الشعرية ميدان صراع لمعارك خفية تدور وراء الكواليس، وأن هناك من يحاول أن يقصيهم، ويهمشهم، وهو مجرد وهم يعيشه البعض، ويحاول أن يحقن الآخرين به، ليعيشوا مأساته، ويتعاطفوا مع قضيته التي لا تعني أحدا غيره.
سألني أحد الشعراء الشباب عن نصيحتي له، وهو في بداياته، فقلت له: كل ما أطلبه منك أن تكتب قصيدتك بعيدا عن ضجيج الآخرين، فقليل من الشعر يكفي لانتشال الروح من وحلها، على أن تكون تلك القصيدة صادقة، وخالصة لوجه الشعر.
إن منابر الكتابة مفتوحة على مصراعيها لجميع التيارات، وعلى كل شاعر أن يسعى لتطوير قدراته، وموهبته، ولا ينتظر أحدا كي يكون وصيا عليه، أو متحدثا باسمه، فالشعر مدينة كبيرة، تتسع لكل من يسعى لها، فدعوا ـ أيها الأوصياء ـ كل الأزهار كي تتفتح بعيدا عن تشويهكم وأوهامكم.
إنه كان ظلوما جهولا
للكاتبة : خديجة الجمل
مسقط - سلطنة عمان