إندلاع الثورة البلشفية في روسيا (1917)
مرسل: الاثنين نوفمبر 25, 2013 1:13 pm
إندلاع الثورة البلشفية في روسيا (1917):
كانت روسيا قد شهدت في أعقاب هزيمتها من اليابان عام (1905) اندلاع اضطرابات ثورية عنيفة قامت بها البروليتاريا (العمال والفلاحين ) في مواجهة الحكم القيصرى (لأسرة رومانوف) غير أن قوات القيصر (نيقولا الثاني) تمكنت من إخماد هذه الاضطرابات تماماً بحلول عام (1907) ، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ودخول روسيا الحرب بدأت مشاعر الحنق لدى الرعايا الروس تتصاعد ،ويرتد هذا لإسباب :
تدهور مستويات المعيشة وإنتشارالفقر واستشراء الفاقة في صفوف الكادحين .
فساد حكم القيصر (نيقولا الثاني) الذي كانت تسيطر عليه زوجته (ألكسندرا)،والتي كانت تخضع تفكيرها لراهب روسي فاسق فاجر داعر (جريجوري راسبوتين)الذي إستطاع إقناع الكثيرين بإنه رجل مبارك وقادر على إيتاء المعجزات ، وقد ظل هذا الرهب يتحكم في دفة الحكم الروسي حتى قتل شر قتله على يد(ديمترى رومانوف) إبن عم القيصر، وبالرغم من موته فقد ظل فكره الشيطاني مسيطراً على حكم القيصر نيقولا الثاني.
الخسائر الفادحة التي حلت لروسيا جراء إشتراكها الحرب العالمية الأولى حيث فقد الروس خلال عامي (1915-1916) (3,5مليون) جندي بين قتيل وجريح وأسير فضلاً عن تدهور الإقتصاد الروسي ، وتعاظم حجم الديون الروسية
ومهما يكن الأمر فإن الثورة قد اشتعلت في روسيا مع بادية عام (1917) وكان يقودها ثلاثة أحزاب تعلن إعتناقها (للاشتراكية ) وهي:
أ- حزب المانشفيك (أي حزب الأقلية )
ب- حزب الاشتراكيين الثوريين
ت- حزب البولشفيك (أي حزب الأغلبية )
وقد بدأت هذه الثورة في مدينة ( بتروجراد) حيث أضرب عمال المصانع ، وسرعان ما انضم عشرات الالاف من الجنود الروس إلى صفوف المتظاهرين من العمال،وراح المتظاهرين يطالبون بـ(السلام – الخبز – الحرية ) ،رافعين شعارات (تسقط الحرب – يسقط الاستبداد – تحيا الجمهورية ) .
وأمام عنف الثورة لم يكن امام نيقولا الثاني سوى قبول تنازلة وابنه عن العرش لأخية (ميخائيل) ، وسرعان ما تم نفي القيصر مع غسرته إلى ( سيبيريا )، وتم تشكيل حكومة مؤقته برئاسة ( الأمير لفوف )، وكان رئيسها الفعلي هو ( إسكندر كيرنسكي) ، أما القيصر الجديد ميخائيل فلم يبرح أن أعلن تخلية عن العرش بعد أن أدرك صورية اعتلائة للحكم ،وسيطرة كيرنسكي الفعلية على مقاليد الحكم في روسيا .
وسرعان ما راح حزبا المانشفيك والاشتراكيين يعلنون تأيدهما لحكومة كيرنسكي برغم إعلانها إستمرار روسيا في الحرب .
الأمر الذي أثار استياء حزب البلشفي ذلك الحزب الذي سرعان ماراح يستجمع قوته ويتأهب للوثوب إلى سدة الحكم ، لا سيما بعد عودة زعيمه (لينين) من منفاه سويسرا وعودة أحد زعائمة البارزين وهو (ستالين)الذي كان مبعداًفي سيبيريا ، فضلاً عن عودة زعيم بلشفي ثالث عظيم الشأن إلى روسيا وهو (تروتسكي)
وعلى أية حال فقد أخذ البلاشفة وعلى رأسهم لينين يعلنون اعتزامهم فور وصولهم الحكم ( تأميم الأراضي – إخضاع إنتاج وتوزيع السلع فشراف الحكومة)في سبيل إعمال المبادئ الشيوعية (الماركسية )، كذلك راح لينين يغير إسم الحزب البلشفي إلى الحزب الشيوعي .
وبحلول (2 نوفمبر 1917) (25 أكتوبر حسب التقويم الروسي) تمكن البلاشفة من توجية ضربتهم التي مكثوا طويلاً يدبرون أمرها ، فسقطت حكومة كيرنسكي نتيجة هجوم (الثوارالحمر ) على قصر الشتاء ببتروجراد ، وراح لينين يقيم الدولة الروسية على هدى المبادئ الماركسية.
وهكذا فقد سقطت عام (1917) أسرة رومانوف التي حكمت روسيا (300 سنه )، وأعلنت الجمهورية في روسيا ودانت للبلاشفه السيطرة على مقاليد الحكم في الجمهورية الروسية ، ولم يكتف البلاشفة بذلك وإنما راحوا يفضحون على الملأ الاتفاقات السرية التي كان القيصر قد عقدها مع دولتي الوفاق (إنجلترا وفرنسا) وعلى رأسها اتفاقية (سايكس- بيكو)التي كانت تقضي بتقسيم ممتلكات الدول العثمانية في المنطقة العربية بين إنجلترا وفرنيا وروسيا .
وفضلاً عما تقد فقد أعلن لينين انسحاب روسيا من الحرب العالمية الأولى ، واعتزامه توقيع معاهدة صلح منفرد لروسيا وألمانيا
وبالفعل ففي عام (1918) تم توقيع معاهدة ( برست ليتوفسك )بين روسيا وكل من ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية وتركيا : وتم إقرار الصلح بين روسيا والدول الثلاث في مقابل تنازل روسيا عن جمهوريات البلطيق الثلاث (ليتوانيا–لاتفيا– إستونيا) فضلاً عن جزء من روسيا البيضاء وبولندا الروسية ،وفنلندا ، كما تنازل الروس عن بعض الأقاليم التركية .
كانت روسيا قد شهدت في أعقاب هزيمتها من اليابان عام (1905) اندلاع اضطرابات ثورية عنيفة قامت بها البروليتاريا (العمال والفلاحين ) في مواجهة الحكم القيصرى (لأسرة رومانوف) غير أن قوات القيصر (نيقولا الثاني) تمكنت من إخماد هذه الاضطرابات تماماً بحلول عام (1907) ، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ودخول روسيا الحرب بدأت مشاعر الحنق لدى الرعايا الروس تتصاعد ،ويرتد هذا لإسباب :
تدهور مستويات المعيشة وإنتشارالفقر واستشراء الفاقة في صفوف الكادحين .
فساد حكم القيصر (نيقولا الثاني) الذي كانت تسيطر عليه زوجته (ألكسندرا)،والتي كانت تخضع تفكيرها لراهب روسي فاسق فاجر داعر (جريجوري راسبوتين)الذي إستطاع إقناع الكثيرين بإنه رجل مبارك وقادر على إيتاء المعجزات ، وقد ظل هذا الرهب يتحكم في دفة الحكم الروسي حتى قتل شر قتله على يد(ديمترى رومانوف) إبن عم القيصر، وبالرغم من موته فقد ظل فكره الشيطاني مسيطراً على حكم القيصر نيقولا الثاني.
الخسائر الفادحة التي حلت لروسيا جراء إشتراكها الحرب العالمية الأولى حيث فقد الروس خلال عامي (1915-1916) (3,5مليون) جندي بين قتيل وجريح وأسير فضلاً عن تدهور الإقتصاد الروسي ، وتعاظم حجم الديون الروسية
ومهما يكن الأمر فإن الثورة قد اشتعلت في روسيا مع بادية عام (1917) وكان يقودها ثلاثة أحزاب تعلن إعتناقها (للاشتراكية ) وهي:
أ- حزب المانشفيك (أي حزب الأقلية )
ب- حزب الاشتراكيين الثوريين
ت- حزب البولشفيك (أي حزب الأغلبية )
وقد بدأت هذه الثورة في مدينة ( بتروجراد) حيث أضرب عمال المصانع ، وسرعان ما انضم عشرات الالاف من الجنود الروس إلى صفوف المتظاهرين من العمال،وراح المتظاهرين يطالبون بـ(السلام – الخبز – الحرية ) ،رافعين شعارات (تسقط الحرب – يسقط الاستبداد – تحيا الجمهورية ) .
وأمام عنف الثورة لم يكن امام نيقولا الثاني سوى قبول تنازلة وابنه عن العرش لأخية (ميخائيل) ، وسرعان ما تم نفي القيصر مع غسرته إلى ( سيبيريا )، وتم تشكيل حكومة مؤقته برئاسة ( الأمير لفوف )، وكان رئيسها الفعلي هو ( إسكندر كيرنسكي) ، أما القيصر الجديد ميخائيل فلم يبرح أن أعلن تخلية عن العرش بعد أن أدرك صورية اعتلائة للحكم ،وسيطرة كيرنسكي الفعلية على مقاليد الحكم في روسيا .
وسرعان ما راح حزبا المانشفيك والاشتراكيين يعلنون تأيدهما لحكومة كيرنسكي برغم إعلانها إستمرار روسيا في الحرب .
الأمر الذي أثار استياء حزب البلشفي ذلك الحزب الذي سرعان ماراح يستجمع قوته ويتأهب للوثوب إلى سدة الحكم ، لا سيما بعد عودة زعيمه (لينين) من منفاه سويسرا وعودة أحد زعائمة البارزين وهو (ستالين)الذي كان مبعداًفي سيبيريا ، فضلاً عن عودة زعيم بلشفي ثالث عظيم الشأن إلى روسيا وهو (تروتسكي)
وعلى أية حال فقد أخذ البلاشفة وعلى رأسهم لينين يعلنون اعتزامهم فور وصولهم الحكم ( تأميم الأراضي – إخضاع إنتاج وتوزيع السلع فشراف الحكومة)في سبيل إعمال المبادئ الشيوعية (الماركسية )، كذلك راح لينين يغير إسم الحزب البلشفي إلى الحزب الشيوعي .
وبحلول (2 نوفمبر 1917) (25 أكتوبر حسب التقويم الروسي) تمكن البلاشفة من توجية ضربتهم التي مكثوا طويلاً يدبرون أمرها ، فسقطت حكومة كيرنسكي نتيجة هجوم (الثوارالحمر ) على قصر الشتاء ببتروجراد ، وراح لينين يقيم الدولة الروسية على هدى المبادئ الماركسية.
وهكذا فقد سقطت عام (1917) أسرة رومانوف التي حكمت روسيا (300 سنه )، وأعلنت الجمهورية في روسيا ودانت للبلاشفه السيطرة على مقاليد الحكم في الجمهورية الروسية ، ولم يكتف البلاشفة بذلك وإنما راحوا يفضحون على الملأ الاتفاقات السرية التي كان القيصر قد عقدها مع دولتي الوفاق (إنجلترا وفرنسا) وعلى رأسها اتفاقية (سايكس- بيكو)التي كانت تقضي بتقسيم ممتلكات الدول العثمانية في المنطقة العربية بين إنجلترا وفرنيا وروسيا .
وفضلاً عما تقد فقد أعلن لينين انسحاب روسيا من الحرب العالمية الأولى ، واعتزامه توقيع معاهدة صلح منفرد لروسيا وألمانيا
وبالفعل ففي عام (1918) تم توقيع معاهدة ( برست ليتوفسك )بين روسيا وكل من ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية وتركيا : وتم إقرار الصلح بين روسيا والدول الثلاث في مقابل تنازل روسيا عن جمهوريات البلطيق الثلاث (ليتوانيا–لاتفيا– إستونيا) فضلاً عن جزء من روسيا البيضاء وبولندا الروسية ،وفنلندا ، كما تنازل الروس عن بعض الأقاليم التركية .