- الاثنين نوفمبر 25, 2013 10:48 pm
#66190
ما شاهدناه في 30 يونيو وما أعقبه في مصر، لم تكن ثورة شعبية رغم التجييش الكبير الذي حصل، فالكثير من المشاركين لم يكونوا يعرفون لماذا خرجوا، وكثير منهم لأنهم تلقوا أموالا، وبعضهم جذبه المزمار، والتحرش بالنساء، وربما كان ذلك مدبرا منذ البداية. ولم يكن التمرد موقفا لبعض فصائل المعارضة، وإنما مخطط جهنمي، شاركت فيه الفلول، وقوى دولية ترفض قيام نظام مستمد من الشعب ويعبر عن أشواق الأمة.
فقد جاءت الأوامر من الكيان الصهيوني، من خلال عدد من رموزه ( كما سيأتي ) منهم رئيس الاستخبارات الصهيونية الأسبق عاموسيادلين، الذي أعطى الأوامرب" محاصرة مرسي ونزع الشرعية عنه لان اسقاطه سيجفف مصادر الشرور التي تنتظرنا من الربيع العربي".
الفلول لا يمكن أن ينجحوا في التأليب بدون وجود قوى استخبارية محلية ودولية تدعمها، والجيش لا يمكنه القيام بانقلاب بدون ضوء أخضر أمريكي، ولا يمكن للامارات وغيرها أن تقدم مساعدات ب3 مليارات دولار بدون ضوء أخضر أمريكي، وكانت قد وعدت بها في حال الإطاحة بمرسي. ولا يمكن لقناة العربية وغيرها من القنوات العميلة أن تنخرط في الحرب القذرة والدعاية السوداء ضد الرئيس الذي أصبح زعيما بدون تحريض إماراتي أمريكي. وبالتالي فإن ما جرى من انقلاب بائس وكما سيأتي هو تخطيط صهيوني موقع عليه أمريكيا، وتمويل خليجي، وتنفيذ العسكر والامن والفلول والمعارضة التي تعاملت مع نظام مبارك في السابق وتلقت منه العطايا ومثلت دورالكومبارس.
حياة أو موت: ما إن ظهرت نتائج الانتخابات في دول الربيع العربي، حتى أعربت الجهات الصهيونية، ودوائرالامبريالية، والدائرين في فلكها من المرتزقة والطابور الخامس، عن خشيتها من تحول هذه الثورات باتجاه تجميع مزق الأمة، وقيام كيان اسلامي في المنطقة يقلب الموازين السابقة رأسا على عقب.واعتبرت في تصريحات محفوظة صوتا وصورة في دول الربيع العربي، بأن إفشال الإسيلاميين قضية حياة أو موت. و"يجب أن نكون ضد الاسلاميين حتى وإن جلبوا التنمية وحولوا البلاد إلى جنة". أي موقف مبدئي ضد الاسلاميين، وليس بسبب مواقفهم أو قراراتهم وما شابه ذلك، فهي مجرد تعلات للتعمية عن الهدف الحقيقي.
وكانت هذه الجهات قد حاولت منع القوى الإسلامية من الصعود إلى سدة الحكم، عبر تمويل الأحزاب التي لا تملك رؤية استراتيجية للتعاون بين دول المنطقة بل لا تؤمن بها، وذلك من خلال كم الشائعات والأكاذيب التي سبقت الانتخابات وأعقبتها والتي تعرضت لها الحركات والاحزاب الاسلامية.
ومع ذلك وصلت القوى الإسلامية للسلطة، فتمت محاصرتها من الداخل والخارج، ( تنفيذا للأوامر الصهيونية ) حيث لم تتلق المساعدات التي يجب أن تتلقاها من الدول ( الشقيقة ) و( الصديقة ) لسد ما أحدثه الفساد من بؤر اجتماعية واقتصادية خطيرة.ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم تجنيد الكثير من أجهزة الدولة الموروثة عن النظام السابق( الإدارة ) لتعطيل منوال التنمية، بل قطع الماء والكهرباء وإحداث خلل في عمليات التزود بالوقود، وحدث في مصر ما حدث في التشيلي سنة 1973 م حيث "انقلب الجيش على الرئيس سلفادورألندي ، بعد أن مارست الدولة العميقة والمؤسسات دورا تخريبيا فقد كانوا يحتفظون بالسلاح العسكري، والقضاء، والاعلام ، ولم يكن الموظفون يؤدون أي وظيفة حقيقية، بمعنى لم يكونوا مخلصين في عملهم، وكان التجار يحتكرون البضائع ، وأرباب الصناعة والادارات يخربون ، والمضاربون يعلبون بالعملة،"مما زاد من حدة البطالة، وارتفع منسوب السخط في الشارع.
كان هم الأعداء الخارجيين، هو منع مصر من كسب استقلالها، وعودتها لدورها الريادي في المنطقة بقيادة اسلامية. وكان هم الكيان الصهيوني إبقاء مصر ضعيفة، ومتهاونة في الشأن الفلسطيني، بل ومتعاونة كما كان الحال في عهد المخلوع حسني مبارك ضد المصالح الفلسطينية وكل ما يتعلق بالأمة. وقد حذر من خروج مصر وتركيا عن بيت الطاعة الذي يرزح فيه حكام المنطقة أجمعين.
وكان رئيس الاستخبارات الصهيونية الجنرال عاموس يادلين، قد ذكر بعيد الانتخابات أن جهاز الاستخبارات الصهيوني قد "اخترق مصر ودول أخرى من بينها العراق والسودان ولبنان وليبيا وايران وتونس ودول أخرى، وذلك على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ".وأن هدف الكيان الصهيوني" هو تصعيد التوتر والاحتقام الطائفي والاجتماعي والسياسي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع المصري". و" في ليبيا وتونس والمغرب، تم نشر شبكات جمع معلومات قادرة على التأثير السلبي أو الايجابي( وفق المصالح الصهيونية والقوى المتحالفة معها في المنطقة ) في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ".وقد أوردت صحيفة الأهرام المصرية طرفا من تصريحات عاموس، في الإبان.
تخطيط صهيوني : أما وزير الخارجية الصهيونية السابقة ،تسيبي ليفني، فقد ذكرت في لقاء تلفزيوني،أن السكوت على محمد مرسي، ينطوي على خطورة كبيرة، وتوعدته ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدفع الثمن .وقالت"هناك أشياء غير مقبولة، كل قائد وكل دولة في المنطقة يجب أن يقرروا إما أن يكونوا جزءا من معسكر الارهاب والتطرف،( على حد تخرصها ) أومعسكر البراغماتية والاعتدال" . وتعني الارهاب والتطرف مناصرة القضية الفلسطينية والوقوف مع الحق الفلسطيني، واسترجاع الأراضي المحتلة . والبراغماتية والاعتدال، تعني الانخراط في المشروع الصهيوني ضد كل أشكال المقاومة والتحرر والوحدة وبناء الأوطان.. وتابعت"وإذا قرر قائد دولة ما مسارا آخر فسيكون هناك ثمنا لهذا" وكان الرئيس محمد مرسي قد أعلن وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، واستقبل قادة حماس، وزار تركيا وعقد معها حلفا استراتيجيا يكتمل بحلول عام 2023 م وهو ما أغاض الأعداء وطابورهم الخامس في الداخل.
وقد خصصت ليفني جزءا من حيدثها التلفزيوني والموجود على شبكة التواصل الاجتماعي عن تركيا، التي شهدت هي الأخرى مظاهرات سبقت مسرحية الفلول في مصر لكنها فشلت " أعلم أنه عندما أتحدث عن تركيا أوعن أردوغان أوعن الحزب الذي يحتفل الآن بمرور 10 سنوات على نشأته فإني لا أتحدث عن المصالح، بل عن الآيديولوجيا" بمعنى أن الحرص الصهيوني أن لا تكون القائد الذي يتولى السلطة في المنطقة أن لا يكون عقائديا، وبالتحديد اسلاميا، وتلك احدى الأسباب بل السبب الرئيسي في الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي." ليس الامر فقط حول المصالح ( علاقة تركيا بالعالم العربي ) أنا مدركة أن الامر يتعلق أيضا بالآيديولوجيا ، ولا أريد أن أقلل من أهمية الآيديولوجيا، وأعلم أنها جزء من سياسة الحكومة في تركيا، لكني أؤمن أن آخر شئ يجب فعله هوأن نقول، هذه آيديولوجية ولا نستطيع أن ننتصر فيها، ونخسر تركيا ، بينما تركيا تتطرف أكثر".
وتتدخل ليفني في شؤون دول المنطقة بكل تبجح" أؤمن أنه في النهاية عندما يتعلق الأمر بالقادة ،فإنه يجب عليهم أن يختاروا ما هو أفضل لدولهم ، وليس فقط آيديولوجية أحزابهم ، وحيث أن تركيا في موقف حساس تماما، وحيث أنها تواجه مخاطر مختلفة في المنطقة طبقا لفهمهم ،أؤمن أننا نستطيع مع الولايات المتحدة ومع المجتمع الدولي توجيه المصالح التي يمكن أن تخلق ربما ليس نفس العلاقة ، لأن العلاقات بين اسرائيل وتركيا مبنية على مصالح وليس على آيديولوجية حزب لا نستطيع أن نشاركها للأسف".
وقد حددت ليفني للولايات المتحدة الأمريكية، والغرب عموما خارطة طريق لمواجهة السلطات الإسلامية في المنطقة ومنع قيام قوة اسلامية فيها" أعلم أن في اسرائيل من ينظر إلى خارجها بخوف وقلق، يظنون أن العالم يتغير، وأنه لا يوجد ما يستطيعون فعله بخصوص هذا التغيير، وصحيح أن المنطقة تتغير والعالم يتغير، وصحيح أنه لدينا متطرفون أكثر في المنطقة وقادة يريدون أن يختاروا مسارهم وطريقتهم" .وتضيف"
لدينا في مصر مرسي الذي يمثل الاخوان المسلمون، وايران تستمر في محاولتها لانجاز قنبلة نووية ، ومع ذلك لا يمكنني أن أقبل فكرة أنه لا يوجد شئ نفعله حيال هذه التغيرات". وخلصت إلى القول"لا أستطيع قبول فكرة أن تقول اسرائيل، حسنا العالم ضدنا ،أردوغان اسلامي ، ولا أمل في أي تغيير. إنه يجب أن نتكاتف سويا، وأن نتحد ضد هؤلاء الذين يعادوننا وأن نفعل شئا.أعتقد أن فكرة لا أمل فكرة خاطئة وأعتقد أنها ليست السياسة المناسبة لدولة اسرائيل، مسؤولية أي حكومة اسرائلية هي العثور على طريقة إعادة تعريف المصالح والعمل المشترك مع الدول الاخرى . من الممكن أن تكون هذه الطريقة علنية أوغير علنية إذا لم يكن هذا ملائم لبعض قادة المنطقة لكن هذه مسؤوليتنا، لان عزلتنا أثناء التغيير الحادث في المنطقة هو أمرلا نطيقه، إننا لا نستطيع أن نشكل مستقبل المنطقة ، لكننا نستطيع أن نؤثر على العلاقات بين اسرائيل ودول المنطقة بما فيها تركيا".
توقيع أمريكي: وقد جاءت الاستجابة الفورية من واشنطن، وعبرعنها السيناتورمارك كيرك" علمتنا غزة 2006 أن الانتخابات الحرة لا تصنع الديمقراطية !!!!، هناك أوقات عندما يعطي فيها الناس فرصة انتخاب قادة بعض الأحزاب لمرة واحدة تمنحهم الديكتاتورية فرصة واحدة ". بل واستشهد بانتخابات ألمانيا التي أوصلت هتلرإلى السلطة، مساوا بينه وبين القادة الاسلاميين في المنطقة الذين تعرضت شعوبهم لعدوان الغرب ولا زالت ، وقتل أبناؤها في الحربين العالميتين التي أشعلها الغرب نفسه ، ونقلوا كجنود غصبا عنهم في حرب لا تعنيهم في شئ. ولكن الصلف الغربي يسمح لنفسه بالمقارنة" نستطيع أن نتعلم من انتخابات 1938 (م ). فخطر إهمال التطورات الخارجية عظيم ". ويواصل" إثر الربيع العربي فإن التفاتنا بعيدا عن هذه المنطقة يشكل خطرا علينا ". وتحدث عن الانتخابات المصرية التي بدأت في 28 نوفمبر 2011 م وتحدث عن ميدان وأعرب عن خشيته من فوز الاخوان، الذين يؤيدون الفلسطنيين والسودانيين ولا يعادون ايران "غالبا ما سيؤدي لنصر انتخابي للاخوان المسلمين ، العناصر الأكثر راديكالية داخل المجتمع المصري، بالرغم من استمرار الانتخابات إلى مارس 2012 فإن التوقعات بفوز الاخوان قد أصبحت حقيقة. تظهر اتجاها مقلقا لهيمنة الاسلاميين على البرلمان المصري، بعد الحديث عن نتائج الانتخابات .. الاخوان فازوا ب 49 في المائة من مجلس الشعب". وتحدث عن شعارات يرفعها الاخوان المسلمون ابتكرها من عنده "يوما ما سنقتل اليهود ، تل أبيب تل أبيب يوم القيامة قد اقترب".
وتحدث عن السلفيين في مصر وحصولهم حسب قوله على أكثرمن 24 في المائة (24،4 ). وتعثرت الاحزاب الليبرالية ، وأن الإخوان يحكمون قبضتهم على الاسكندرية، ويتستحوذون على 60 في المائة من القوة الانتخابية. ليقول بعد ذلك وبعد تصوير المشهد كما أراده وكان يتحدث في مجلس الأمن القومي" مصر جديدة معادية لاسرائيل، مصر تعتبر ايران صديقا. هل ستمنع مرور أسلحة لحماس، وهل ستساهم في الحفاظ على جنوب السيودان، هل ستحمي المسيحيين 10 في المائة من سكان مصر, هل ستتبادل المعلومات الاستخبارية بخصوص الارهاب معنا .أسئلة ( استنكارية ) مهمة للامن القومي الأمريكي" . ثم أشار لمعطى الاقتصاد أثناء الثورة المصرية الذي يجب أن يتم استغلاله "التضخم سيزيد عن 11 في المائة و12 في المائة عاطلون عن العمل، مصر على مسار خطير للغاية يجب الحفاظ مصر، وإذا لم نتدخل فإن أمريكا على وشك هزيمة تاريخية , يجب وضع أصابعنا على نبض العملية" وكرر المقارنة بين هتلر والقادة المنتخبون في دول الربيع العربي، والعلاقة مع ايران وحماس التي تقض مضجعهم.
تنفيذ العسكروالفلول: بدأت عملية جمع التواقيع في مصر لحركة تمرد، ولم تقم السلطات باعتقال المروجين لها لمخالفتها للقانون، وتهديدها للامن القومي المصري، وللشرعية الدستورية ؟. أعلنت حركة التمرد عن موعد 30 يونيو، ولم تسبق الحشود المؤيدة للميدان خشية الصدام، وهو ما ستضطر إليه مع الوقت ؟! لم يكن قادة التمرد، هم قادة ثورة 25 يناير؟ فقد اختفى القادة السابقون وحل محلهم الفلول، والمخدوعون ..أطلق الرصاص وقتل من مؤيدي الشرعية ولم يقتل أحد من الفلول في التحرير برصاص الجيش، بل بدا الفلول كما لو كانوا من مؤيدي الجيش، أكثر من كونهم معارضين للزعيم محمد مرسي؟!!! رأينا الجيش والشرطة يوزعون المشروبات على متظاهري التحرير، بينما يقتلون بدم بارد المتظاهرين في رابعة العدوية، وأمام جامعة القاهرة، وغيرها من الميادين.. وقبل الاعلان رسميا عن الانقلاب الذي مهد له بتمرد الفلول، تمت محاصرة المؤيدين للرئيس محمد مرسي، في حين كانت التحيات العسكرية والاستعراضات الجوية تحيي متظاهري التحرير!!!
القوى الدولية الغربية أساسا والولايات المتحدة الأمريكية تحديدا كانت مؤيدة للانقلاب ، والكشف عن فحوى الحوار بين السفيرة الأمريكية والزعيم مرسي تؤكد وقوف واشنطن وراء الانقلاب بكل ثقلها الاستخباراتي وأذرعها العميلة في المنطقة ، وكثير من الدول كانت بياناتها إما منافقة أومتوطئة، فقد كان عليها أن تدين الانقلاب ، وتطالب بعودة الشرعية..وعندما نشاهد فرحا في الكيان الصهيوني، ولدى الفلول، وبعض وسائل الاعلام المصرية وخارج مصر، ندرك ونعرف من هم عملاء المشروع الصهيوني في بلداننا .
الانقلاب على مرسي والانقلاب على مصدق : لم يكن الانقلاب على الزعيم محمد مرسي، انقلابا على رئيس فاشل، بل هو انقلاب على رئيس يخشى أن ينجح . وهو انقلاب لمنع تجذر المشروع الاسلامي في المنطقة ، كما كان الانقلاب الذي رعته المخابرات البريطانية والامريكية ضد حكومة محمد مصدق في ايران سنة 1953 م بحجة منع سيطرة الاتحاد السوفياتي على ايران، بينما الحقيقة هي لاستمرار تدفق النفط رخيصا كما هو حاله اليوم، ووقف عمليات التأميم التي سيتضرر منها الغرب. وهو ما كشفت عنه الوثائق السرية التي توضح الدور الخطير الذي لعبته المخابرات المركزية الامريكية في الاطاحة بمصدق، وكما كانت عملية الاطاحة بمرسي فكرة صهيونية كما سبق توضيحه فإن الوثائق التي تم الكشف عنها تؤكد أن المخطط للاطاحة بمصدق كانت بريطانية. وقامت مادلين ألبرايت بالاعتذار للشعب الايراني.
وكان الجنرال نازلو زهيدي قد تلقى مبلغ 5 ملايين دولار من واشنطن، فيا ترى كم قبض السيسي ومن معه ؟.. الأمر الآخر كشف عن وجود مشايخ ينتسبون للدين تورطوا مع المخابرات الأمركية، كما تورط شيخ الأزهر وبابا الأقباط والمعارضة المصرية .. وكما تم تعطيل مسار التنمية في مصر بتعاون الدولة العميقة ، قامت بريطانيا بعرقلة جهود محمد مصدق في تنظيم قطاع النفط بعد تأميمه مما أثار موجة من الغضب داخل ايران .. وأرسلت أمريكا الأسلحة للجيش الايراني، لقمع الشعب وزاد نفوذ الاستخبارات كما هو حاصل حاليا في مصر.
لكن لم يمض وقت طويل بعمر الزمن حتى قامت ثورة في ايران في 16 يناير 1979 م ، وقد عضت بريطانيا وأمريكا وفرنسا أصابع الندم على تورطهم في الانقلاب سنة 1953 م والذي فتح الباب أمام ثورة 1979 م وهو من السيناريوات المتوقعة في مصر.. بيد أن الأقرب لمصر هو انقلاب الجيش الفنزويلي على هوغو تشافيز بمساعدة أمريكية سنة 2002 م وعودة الرئيس الشرعي للحكم بعد 48 ساعة من الانقلاب ، وبين انقلاب تشيلي و
فقد جاءت الأوامر من الكيان الصهيوني، من خلال عدد من رموزه ( كما سيأتي ) منهم رئيس الاستخبارات الصهيونية الأسبق عاموسيادلين، الذي أعطى الأوامرب" محاصرة مرسي ونزع الشرعية عنه لان اسقاطه سيجفف مصادر الشرور التي تنتظرنا من الربيع العربي".
الفلول لا يمكن أن ينجحوا في التأليب بدون وجود قوى استخبارية محلية ودولية تدعمها، والجيش لا يمكنه القيام بانقلاب بدون ضوء أخضر أمريكي، ولا يمكن للامارات وغيرها أن تقدم مساعدات ب3 مليارات دولار بدون ضوء أخضر أمريكي، وكانت قد وعدت بها في حال الإطاحة بمرسي. ولا يمكن لقناة العربية وغيرها من القنوات العميلة أن تنخرط في الحرب القذرة والدعاية السوداء ضد الرئيس الذي أصبح زعيما بدون تحريض إماراتي أمريكي. وبالتالي فإن ما جرى من انقلاب بائس وكما سيأتي هو تخطيط صهيوني موقع عليه أمريكيا، وتمويل خليجي، وتنفيذ العسكر والامن والفلول والمعارضة التي تعاملت مع نظام مبارك في السابق وتلقت منه العطايا ومثلت دورالكومبارس.
حياة أو موت: ما إن ظهرت نتائج الانتخابات في دول الربيع العربي، حتى أعربت الجهات الصهيونية، ودوائرالامبريالية، والدائرين في فلكها من المرتزقة والطابور الخامس، عن خشيتها من تحول هذه الثورات باتجاه تجميع مزق الأمة، وقيام كيان اسلامي في المنطقة يقلب الموازين السابقة رأسا على عقب.واعتبرت في تصريحات محفوظة صوتا وصورة في دول الربيع العربي، بأن إفشال الإسيلاميين قضية حياة أو موت. و"يجب أن نكون ضد الاسلاميين حتى وإن جلبوا التنمية وحولوا البلاد إلى جنة". أي موقف مبدئي ضد الاسلاميين، وليس بسبب مواقفهم أو قراراتهم وما شابه ذلك، فهي مجرد تعلات للتعمية عن الهدف الحقيقي.
وكانت هذه الجهات قد حاولت منع القوى الإسلامية من الصعود إلى سدة الحكم، عبر تمويل الأحزاب التي لا تملك رؤية استراتيجية للتعاون بين دول المنطقة بل لا تؤمن بها، وذلك من خلال كم الشائعات والأكاذيب التي سبقت الانتخابات وأعقبتها والتي تعرضت لها الحركات والاحزاب الاسلامية.
ومع ذلك وصلت القوى الإسلامية للسلطة، فتمت محاصرتها من الداخل والخارج، ( تنفيذا للأوامر الصهيونية ) حيث لم تتلق المساعدات التي يجب أن تتلقاها من الدول ( الشقيقة ) و( الصديقة ) لسد ما أحدثه الفساد من بؤر اجتماعية واقتصادية خطيرة.ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم تجنيد الكثير من أجهزة الدولة الموروثة عن النظام السابق( الإدارة ) لتعطيل منوال التنمية، بل قطع الماء والكهرباء وإحداث خلل في عمليات التزود بالوقود، وحدث في مصر ما حدث في التشيلي سنة 1973 م حيث "انقلب الجيش على الرئيس سلفادورألندي ، بعد أن مارست الدولة العميقة والمؤسسات دورا تخريبيا فقد كانوا يحتفظون بالسلاح العسكري، والقضاء، والاعلام ، ولم يكن الموظفون يؤدون أي وظيفة حقيقية، بمعنى لم يكونوا مخلصين في عملهم، وكان التجار يحتكرون البضائع ، وأرباب الصناعة والادارات يخربون ، والمضاربون يعلبون بالعملة،"مما زاد من حدة البطالة، وارتفع منسوب السخط في الشارع.
كان هم الأعداء الخارجيين، هو منع مصر من كسب استقلالها، وعودتها لدورها الريادي في المنطقة بقيادة اسلامية. وكان هم الكيان الصهيوني إبقاء مصر ضعيفة، ومتهاونة في الشأن الفلسطيني، بل ومتعاونة كما كان الحال في عهد المخلوع حسني مبارك ضد المصالح الفلسطينية وكل ما يتعلق بالأمة. وقد حذر من خروج مصر وتركيا عن بيت الطاعة الذي يرزح فيه حكام المنطقة أجمعين.
وكان رئيس الاستخبارات الصهيونية الجنرال عاموس يادلين، قد ذكر بعيد الانتخابات أن جهاز الاستخبارات الصهيوني قد "اخترق مصر ودول أخرى من بينها العراق والسودان ولبنان وليبيا وايران وتونس ودول أخرى، وذلك على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ".وأن هدف الكيان الصهيوني" هو تصعيد التوتر والاحتقام الطائفي والاجتماعي والسياسي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع المصري". و" في ليبيا وتونس والمغرب، تم نشر شبكات جمع معلومات قادرة على التأثير السلبي أو الايجابي( وفق المصالح الصهيونية والقوى المتحالفة معها في المنطقة ) في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ".وقد أوردت صحيفة الأهرام المصرية طرفا من تصريحات عاموس، في الإبان.
تخطيط صهيوني : أما وزير الخارجية الصهيونية السابقة ،تسيبي ليفني، فقد ذكرت في لقاء تلفزيوني،أن السكوت على محمد مرسي، ينطوي على خطورة كبيرة، وتوعدته ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدفع الثمن .وقالت"هناك أشياء غير مقبولة، كل قائد وكل دولة في المنطقة يجب أن يقرروا إما أن يكونوا جزءا من معسكر الارهاب والتطرف،( على حد تخرصها ) أومعسكر البراغماتية والاعتدال" . وتعني الارهاب والتطرف مناصرة القضية الفلسطينية والوقوف مع الحق الفلسطيني، واسترجاع الأراضي المحتلة . والبراغماتية والاعتدال، تعني الانخراط في المشروع الصهيوني ضد كل أشكال المقاومة والتحرر والوحدة وبناء الأوطان.. وتابعت"وإذا قرر قائد دولة ما مسارا آخر فسيكون هناك ثمنا لهذا" وكان الرئيس محمد مرسي قد أعلن وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، واستقبل قادة حماس، وزار تركيا وعقد معها حلفا استراتيجيا يكتمل بحلول عام 2023 م وهو ما أغاض الأعداء وطابورهم الخامس في الداخل.
وقد خصصت ليفني جزءا من حيدثها التلفزيوني والموجود على شبكة التواصل الاجتماعي عن تركيا، التي شهدت هي الأخرى مظاهرات سبقت مسرحية الفلول في مصر لكنها فشلت " أعلم أنه عندما أتحدث عن تركيا أوعن أردوغان أوعن الحزب الذي يحتفل الآن بمرور 10 سنوات على نشأته فإني لا أتحدث عن المصالح، بل عن الآيديولوجيا" بمعنى أن الحرص الصهيوني أن لا تكون القائد الذي يتولى السلطة في المنطقة أن لا يكون عقائديا، وبالتحديد اسلاميا، وتلك احدى الأسباب بل السبب الرئيسي في الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي." ليس الامر فقط حول المصالح ( علاقة تركيا بالعالم العربي ) أنا مدركة أن الامر يتعلق أيضا بالآيديولوجيا ، ولا أريد أن أقلل من أهمية الآيديولوجيا، وأعلم أنها جزء من سياسة الحكومة في تركيا، لكني أؤمن أن آخر شئ يجب فعله هوأن نقول، هذه آيديولوجية ولا نستطيع أن ننتصر فيها، ونخسر تركيا ، بينما تركيا تتطرف أكثر".
وتتدخل ليفني في شؤون دول المنطقة بكل تبجح" أؤمن أنه في النهاية عندما يتعلق الأمر بالقادة ،فإنه يجب عليهم أن يختاروا ما هو أفضل لدولهم ، وليس فقط آيديولوجية أحزابهم ، وحيث أن تركيا في موقف حساس تماما، وحيث أنها تواجه مخاطر مختلفة في المنطقة طبقا لفهمهم ،أؤمن أننا نستطيع مع الولايات المتحدة ومع المجتمع الدولي توجيه المصالح التي يمكن أن تخلق ربما ليس نفس العلاقة ، لأن العلاقات بين اسرائيل وتركيا مبنية على مصالح وليس على آيديولوجية حزب لا نستطيع أن نشاركها للأسف".
وقد حددت ليفني للولايات المتحدة الأمريكية، والغرب عموما خارطة طريق لمواجهة السلطات الإسلامية في المنطقة ومنع قيام قوة اسلامية فيها" أعلم أن في اسرائيل من ينظر إلى خارجها بخوف وقلق، يظنون أن العالم يتغير، وأنه لا يوجد ما يستطيعون فعله بخصوص هذا التغيير، وصحيح أن المنطقة تتغير والعالم يتغير، وصحيح أنه لدينا متطرفون أكثر في المنطقة وقادة يريدون أن يختاروا مسارهم وطريقتهم" .وتضيف"
لدينا في مصر مرسي الذي يمثل الاخوان المسلمون، وايران تستمر في محاولتها لانجاز قنبلة نووية ، ومع ذلك لا يمكنني أن أقبل فكرة أنه لا يوجد شئ نفعله حيال هذه التغيرات". وخلصت إلى القول"لا أستطيع قبول فكرة أن تقول اسرائيل، حسنا العالم ضدنا ،أردوغان اسلامي ، ولا أمل في أي تغيير. إنه يجب أن نتكاتف سويا، وأن نتحد ضد هؤلاء الذين يعادوننا وأن نفعل شئا.أعتقد أن فكرة لا أمل فكرة خاطئة وأعتقد أنها ليست السياسة المناسبة لدولة اسرائيل، مسؤولية أي حكومة اسرائلية هي العثور على طريقة إعادة تعريف المصالح والعمل المشترك مع الدول الاخرى . من الممكن أن تكون هذه الطريقة علنية أوغير علنية إذا لم يكن هذا ملائم لبعض قادة المنطقة لكن هذه مسؤوليتنا، لان عزلتنا أثناء التغيير الحادث في المنطقة هو أمرلا نطيقه، إننا لا نستطيع أن نشكل مستقبل المنطقة ، لكننا نستطيع أن نؤثر على العلاقات بين اسرائيل ودول المنطقة بما فيها تركيا".
توقيع أمريكي: وقد جاءت الاستجابة الفورية من واشنطن، وعبرعنها السيناتورمارك كيرك" علمتنا غزة 2006 أن الانتخابات الحرة لا تصنع الديمقراطية !!!!، هناك أوقات عندما يعطي فيها الناس فرصة انتخاب قادة بعض الأحزاب لمرة واحدة تمنحهم الديكتاتورية فرصة واحدة ". بل واستشهد بانتخابات ألمانيا التي أوصلت هتلرإلى السلطة، مساوا بينه وبين القادة الاسلاميين في المنطقة الذين تعرضت شعوبهم لعدوان الغرب ولا زالت ، وقتل أبناؤها في الحربين العالميتين التي أشعلها الغرب نفسه ، ونقلوا كجنود غصبا عنهم في حرب لا تعنيهم في شئ. ولكن الصلف الغربي يسمح لنفسه بالمقارنة" نستطيع أن نتعلم من انتخابات 1938 (م ). فخطر إهمال التطورات الخارجية عظيم ". ويواصل" إثر الربيع العربي فإن التفاتنا بعيدا عن هذه المنطقة يشكل خطرا علينا ". وتحدث عن الانتخابات المصرية التي بدأت في 28 نوفمبر 2011 م وتحدث عن ميدان وأعرب عن خشيته من فوز الاخوان، الذين يؤيدون الفلسطنيين والسودانيين ولا يعادون ايران "غالبا ما سيؤدي لنصر انتخابي للاخوان المسلمين ، العناصر الأكثر راديكالية داخل المجتمع المصري، بالرغم من استمرار الانتخابات إلى مارس 2012 فإن التوقعات بفوز الاخوان قد أصبحت حقيقة. تظهر اتجاها مقلقا لهيمنة الاسلاميين على البرلمان المصري، بعد الحديث عن نتائج الانتخابات .. الاخوان فازوا ب 49 في المائة من مجلس الشعب". وتحدث عن شعارات يرفعها الاخوان المسلمون ابتكرها من عنده "يوما ما سنقتل اليهود ، تل أبيب تل أبيب يوم القيامة قد اقترب".
وتحدث عن السلفيين في مصر وحصولهم حسب قوله على أكثرمن 24 في المائة (24،4 ). وتعثرت الاحزاب الليبرالية ، وأن الإخوان يحكمون قبضتهم على الاسكندرية، ويتستحوذون على 60 في المائة من القوة الانتخابية. ليقول بعد ذلك وبعد تصوير المشهد كما أراده وكان يتحدث في مجلس الأمن القومي" مصر جديدة معادية لاسرائيل، مصر تعتبر ايران صديقا. هل ستمنع مرور أسلحة لحماس، وهل ستساهم في الحفاظ على جنوب السيودان، هل ستحمي المسيحيين 10 في المائة من سكان مصر, هل ستتبادل المعلومات الاستخبارية بخصوص الارهاب معنا .أسئلة ( استنكارية ) مهمة للامن القومي الأمريكي" . ثم أشار لمعطى الاقتصاد أثناء الثورة المصرية الذي يجب أن يتم استغلاله "التضخم سيزيد عن 11 في المائة و12 في المائة عاطلون عن العمل، مصر على مسار خطير للغاية يجب الحفاظ مصر، وإذا لم نتدخل فإن أمريكا على وشك هزيمة تاريخية , يجب وضع أصابعنا على نبض العملية" وكرر المقارنة بين هتلر والقادة المنتخبون في دول الربيع العربي، والعلاقة مع ايران وحماس التي تقض مضجعهم.
تنفيذ العسكروالفلول: بدأت عملية جمع التواقيع في مصر لحركة تمرد، ولم تقم السلطات باعتقال المروجين لها لمخالفتها للقانون، وتهديدها للامن القومي المصري، وللشرعية الدستورية ؟. أعلنت حركة التمرد عن موعد 30 يونيو، ولم تسبق الحشود المؤيدة للميدان خشية الصدام، وهو ما ستضطر إليه مع الوقت ؟! لم يكن قادة التمرد، هم قادة ثورة 25 يناير؟ فقد اختفى القادة السابقون وحل محلهم الفلول، والمخدوعون ..أطلق الرصاص وقتل من مؤيدي الشرعية ولم يقتل أحد من الفلول في التحرير برصاص الجيش، بل بدا الفلول كما لو كانوا من مؤيدي الجيش، أكثر من كونهم معارضين للزعيم محمد مرسي؟!!! رأينا الجيش والشرطة يوزعون المشروبات على متظاهري التحرير، بينما يقتلون بدم بارد المتظاهرين في رابعة العدوية، وأمام جامعة القاهرة، وغيرها من الميادين.. وقبل الاعلان رسميا عن الانقلاب الذي مهد له بتمرد الفلول، تمت محاصرة المؤيدين للرئيس محمد مرسي، في حين كانت التحيات العسكرية والاستعراضات الجوية تحيي متظاهري التحرير!!!
القوى الدولية الغربية أساسا والولايات المتحدة الأمريكية تحديدا كانت مؤيدة للانقلاب ، والكشف عن فحوى الحوار بين السفيرة الأمريكية والزعيم مرسي تؤكد وقوف واشنطن وراء الانقلاب بكل ثقلها الاستخباراتي وأذرعها العميلة في المنطقة ، وكثير من الدول كانت بياناتها إما منافقة أومتوطئة، فقد كان عليها أن تدين الانقلاب ، وتطالب بعودة الشرعية..وعندما نشاهد فرحا في الكيان الصهيوني، ولدى الفلول، وبعض وسائل الاعلام المصرية وخارج مصر، ندرك ونعرف من هم عملاء المشروع الصهيوني في بلداننا .
الانقلاب على مرسي والانقلاب على مصدق : لم يكن الانقلاب على الزعيم محمد مرسي، انقلابا على رئيس فاشل، بل هو انقلاب على رئيس يخشى أن ينجح . وهو انقلاب لمنع تجذر المشروع الاسلامي في المنطقة ، كما كان الانقلاب الذي رعته المخابرات البريطانية والامريكية ضد حكومة محمد مصدق في ايران سنة 1953 م بحجة منع سيطرة الاتحاد السوفياتي على ايران، بينما الحقيقة هي لاستمرار تدفق النفط رخيصا كما هو حاله اليوم، ووقف عمليات التأميم التي سيتضرر منها الغرب. وهو ما كشفت عنه الوثائق السرية التي توضح الدور الخطير الذي لعبته المخابرات المركزية الامريكية في الاطاحة بمصدق، وكما كانت عملية الاطاحة بمرسي فكرة صهيونية كما سبق توضيحه فإن الوثائق التي تم الكشف عنها تؤكد أن المخطط للاطاحة بمصدق كانت بريطانية. وقامت مادلين ألبرايت بالاعتذار للشعب الايراني.
وكان الجنرال نازلو زهيدي قد تلقى مبلغ 5 ملايين دولار من واشنطن، فيا ترى كم قبض السيسي ومن معه ؟.. الأمر الآخر كشف عن وجود مشايخ ينتسبون للدين تورطوا مع المخابرات الأمركية، كما تورط شيخ الأزهر وبابا الأقباط والمعارضة المصرية .. وكما تم تعطيل مسار التنمية في مصر بتعاون الدولة العميقة ، قامت بريطانيا بعرقلة جهود محمد مصدق في تنظيم قطاع النفط بعد تأميمه مما أثار موجة من الغضب داخل ايران .. وأرسلت أمريكا الأسلحة للجيش الايراني، لقمع الشعب وزاد نفوذ الاستخبارات كما هو حاصل حاليا في مصر.
لكن لم يمض وقت طويل بعمر الزمن حتى قامت ثورة في ايران في 16 يناير 1979 م ، وقد عضت بريطانيا وأمريكا وفرنسا أصابع الندم على تورطهم في الانقلاب سنة 1953 م والذي فتح الباب أمام ثورة 1979 م وهو من السيناريوات المتوقعة في مصر.. بيد أن الأقرب لمصر هو انقلاب الجيش الفنزويلي على هوغو تشافيز بمساعدة أمريكية سنة 2002 م وعودة الرئيس الشرعي للحكم بعد 48 ساعة من الانقلاب ، وبين انقلاب تشيلي و