صفحة 1 من 1

جنكيزخان الفاتح المغولي (1162-1227 )

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 2:52 pm
بواسطة جاسم المطيري32
جنكيزخان مؤسس الدولة المغولية، نال شهرة واسعة كأحد أبرز القادة العسكريين قاطبة. ولد جنكيزخـان على ضفاف نهر أونـون بين قبائـل المغول في عائلة قوية النفوذ، وحمل اسم تيموجين. في الثالثـة عشـرة من عمره قُتل والـده في صراع قبلي ونُفيت العائلة خارج القبيـلة. وازداد الأمر سوءاً حين عاودت إحدى القبائل هجومها فأسرت تيموجين وأحاطت عنقه بحبل غليظ لمنعه من الهرب، إلا أن الشاب المراهق تمكن من تحرير نفسه ليشتهر بين أبناء جيله بالمقاتل الشجاع. منذ مطلع شبابه، عمل تيموجين على جمع القبائل المغولية معتمداً الحروب والزواج والوعود بالمغانم، ومع بلوغه الخامسة والعشرين كان قد وحّد جميع القبائل المغولية تحت راية واحدة، وفي العام 1206 شرع بفتوحاته الكبيرة بعد أن أعلن نفسه "جنكيزخان" أي الإمبراطور. أنشأ جنكيزخان جيشاً قوياً ونظّمه على التدرج العشري، فكانت وحدة الميدان تتألف من عشرة آلاف فارس، والوحدة التكتية قوامها ألف فارس. وهناك الكوكبة وعديدها مئة محارب، ثم الجماعة وقوامها عشرة محاربين. وكانت جميع هذه الوحدات معززة بالخيول والأسلحة الفردية. اعتمد جنكيزخان في إنشاء جيشه مذهب الشعب المسلّح فسبق بذلك أوروبا ستة قرون، كما اعتمد خطة الحرب الصاعقة ليسبق بذلك الألمان بثمانية قرون. بالإضافة الى جيشه الجبار، كان للفاتح المغولي حرسه الإمبراطـــوري المؤلف من احتياطه العام. كما أوجد مصلحة عامة للاستخبارات، وأنشأ طابوراً خامساً في الدول المجاورة، معتمداً في ذلك على الهدايا والوعود والزواج. في العام 1211 شن جنكيزخان حملته الكبيرة على الصين، فأسقط أسوار بكين العظيمة، ثم تابع زحفه حتى كوريا. وفي العام 1218 قام بغزو تركستان الشرقية مدمراً بذلك امبراطورية "قره خيتاي". أما حملته الكبيرة فكانت على امبراطورية الخوازميين التي كانت حدودها تمتد حتى نهر الهندوس والمحيط الهندي وبحر الخزر وبلاد ما بين النهرين، فاجتاحها بعد حروب طويلة وعنيفة فقد فيها أكثر من نصف رجاله.

في العام 1227 مات جنيكزخان بعد أن حقق بفضل أساليبه العسكرية الذكية أوسع امبراطورية عرفها العالم، اذ امتدت فتوحاته في اقل من ثلاثين عاماً من المحيط الهادئ الى نهر الدنييستر، ومن سيبيريا حتى سهول الهند. أما الصين ودوقيات أوروبا، فقد أرغم حكامها على دفع الضرائب له، حتى أن البابا ولويس التاسع الفرنسي أرسلا اليه البعثات الديبلوماسية لاسترضائه. بنى جنكيزخان امبراطوريته على أسس دينية تقر بإله واحد، وأبقى تسلسل الطبقات حيث كان في القمة عائلة جنكيزخان التي تستولي بنفسها على البلاد المحتلة، تليها طبقة النبلاء، فطبقة الرجال الأحرار أو المحاربين، ثم طبقة العبيد وهم من غير المغول. كما أبقى على التنظيم العشائري، لكنه كان يحتفظ لنفسه بصلاحية تنظيم العلاقات بين الطبقات والعشائر وتحديدها.