منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#66376



ألمحتويات


مقدمة

المبحث الاول :ـ البيرويسترويكا ـ المشروع السري للحكومة العالمية ... وبعض محاوره


المبحث الثاني :ـ دور الحكومة العالمية والدولار و (( الطابور الخامس )) في تفكيك الاتحاد

السوفيتي
المبحث الثالث :ـ دور عقد ترومان وخطة دالاس في تقويض الاتحاد السوفيتي


المبحث الرابع :ـ الأمبريالية الامريكية والارهاب الدولي ... بعض الادلة والبراهين


المبحث الخامس :ـ مفاجأت ستالين


المبحث السادس :ـ أين يكمن الخلل ؟


المبحث السابع :ـ خطوات ضرورية


الخاتمة


المصادر






المقدمة

(( يجب أن أن نملك الشجاعة والجرأة وننظر بشكل مباشر ألى الحقيقة
المرة ـ بأن الحزب مريض )).

لينين


تعد عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي أحدى الجرائم الكبرى التي وقعت في نهاية القرن العشرين وشكل العامل الداخلي المتمثل بقوى الثورة المضادة تحالفاً وثيقاً مع قوى الثالوث العالمي من اجل تقويض السلطة السوفيتية والقضاء على الاشتراكية ومنجزاتها السياسية الاقتصادية ـ الاجتماعية الكبيرة ، وتم تحقيق ذلك تحت غطاء مايسمى بالبيرويسترويكا سيئه الصيت شكلاً ومضموناً .

ان هذه الدراسة ما هي الا امتداد لدراساتنا ومقالاتنا التي نشرت منذ اواسط الثمانينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، وقسماً من هذه الدراسات لم يتم نشرها لأن [ قلم المحرر السياسي لم يوافق عليها و ...]؟ِِ! ومع ذلك يدعون بالحرية والديمقراطية وسماع الرأي الاخر؟!.
ان الهدف الرئيس من هذا العمل هو تسليط بعض الاضواء على ماحدث للاتحاد السوفيتي وتحديد اسباب الحرب الايديولوجية المعلنة وغير المعلنة التي قادتها ولاتزال تقودها قوى الثالوث العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية ضد الاتحاد السوفيتي منذ قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 وحتى عام 1991 ، ولم تكتفي قوى الثالوث العالمي بما حققته بفعل الخيانة العظمى ، بل أستمرت ولاتزال تعمل بنفس الهدف الأ وهو العمل على تفكيك روسيا الاتحادية وتحت اساليب متعددة . ان عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي كانت ولاتزال موضع نقاش حاد بين السياسيين والأقتصاديين وعلماء الاجتماع وغيرهم ، سواء كان من قبل أنصار ومؤيدي السلطة السوفيتية ، وبين الخصوم الايديولوجين للسلطة السوفيتية ، أي خصوم الاشتراكية .

نعتقد من حق ألقارئ ، أو أي مواطن أن يطرح ألسوأل المشروع : كيف تم تفكيك وأختفاء الاتحاد السوفيتي ، كدولة عظمى سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً ، ومن دون أطلاق أي طلقةً ضد خصومه ؟ ما هو دور العامل الداخلي والعامل الخارجي في تقويض السلطة السوفيتية ، وما هي القوى السياسية التي كانت تقف وراء هذه الانتكاسة الكبرى ؟

نعتقد ، أن الاجابة العلمية والموضوعية على هذه الأسئلة وغيرها تحتاج ألى جهداً جماعياً ، وعلمياً وموضوعياً ، وتتحمل مسئولية ذلك قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الحالي بالدرجة الأولى .

ومما يؤسف له ولغاية اليوم لم تظهر دراسة موضوعية ورسمية توضح كامل الأ سباب الداخلية والخارجية وتبيان كافة القضايا والخفايا التي لم تطرح والتي كانت تقف وراء عملية تفكك الاتحاد السوفيتي . أن الأوان لأنجاز هذه المهمة ألتاريخية من قبل أهل البيت قبل غيرهم من أجل الاستفادة من الأخطاء وتجاوزها في المستقبل ومن أجل اعادة قيم ومبادئ وأهداف ثورة أكتوبر الاشتراكية .

أن غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية ومنها الاحزاب الشيوعية العربية لم تعطي الأهمية لدراسة أسباب هذه الكارثة المأساوية ، التي ادت الى تقويض السلطة السوفيتية ، وأن بعض قادة الاحزاب الشيوعية ليس لديهم أصلاً الرغبة الحقيقية الموضوعية لدراسة هذه الانتكاسة المؤقتة ، مستندين على حجج واهية وغير صحيحة ، أذ يدعون أن نشر من مثل هذه الدراسات والحقائق يمكن أن يؤدي الى خلق الفوضى والارباك السياسي والفكري داخل الحزب وجماهيره حول الاشتراكية ... ،

وكما نعتقد ، يجب أن يتم الافصاح الموضوعي عن كل السلبيات السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والفكرية التي رافقت عملية البناء الأشتراكي منذ عام 1917 حتى عام 1991 وبلا خوف أو تردد وبنفس الوقت يجب أبراز المنجزات العظيمة وفي كافة الميادين وبشكل موضوعي ، لأنها منجزات يمكن الأعتزاز بها ، منجزات كبيرة وكثيرة وحققت في ضروف داخلية وخارجية بالغة الصعوبة والتعقيد ، فالصعوبات والسلبيات التي رافقت هذه المسيرة الثورية لاتشكل إلا نقطة في بحر ، وأن الأعتراف بهذه السلبيات لم تنقص من دور ومكانة الحزب وسط الشعب ووسط الشغيلة ، بل العكس هو الصحيح ، فالسكوت عن الأخطاء وعدم معالجتها وبشكل علني يشكل خيانة كبرى لدى القيادة السياسية ، وبنفس الوقت يصب ذلك في خدمة الخصم الأيديولوجي المتمثل بدولة المتروبول العالمية أي بدولة أمبراطورية الشر وحلفائها .

أن هذا الجهد المتواضع يمكن القول عنه قد يشكل عاملاً محفزاً لدراسة وتقييم هذه التجربة الرائدة والفريدة في شكلها ومضمونها ، وأن هذه الدراسة المتواضعة جاءت من خلال المتابعة المستمرة لعملية التحولات السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية الأشتراكية التي حدثت في الاتحاد السوفيتي خلال أكثر من ثلاثة عقود مضت .

أن هذه الدراسة مكملة للدراسات التي تم نشرها خلال الفترة المذكورة ، فهذا الجهد المتواضع هو دعوة صريحة وباباً مفتوحة ومحفزة لدراسة وتقييم رسمي وجماعي من قبل الحركة الشيوعية العالمية التي يعنيها هذا الزلزال المرير والمروع لشعوب العالم الفقيرة بشكل عام وللشعب السوفيتي بشكل خاص .

والغريب في الامر أن هؤلاء (( ألقادة )) قد نسو أويريدون أن يتناسوا مقولة لينين الهامة وهي [ كل الحقيقة للجماهير] فأيصال الحقيقة الموضوعية لجماهير الحزب حتى لو كانت مرةً ، فأن ذلك سوف يعزز دور ومكانة الحزب وسط جماهيره وليس العكس . فالعدوا الطبقي الايديولوجي كان ولا يزال وراء هذه الجريمة الكبرى وهنا يكمن جوهر الصراع الطبقي والأيديولوجي بين الرأسمالية المتوحشة والاشتراكية ، ولكن من يجيد أدارة الصراع الايديولوجي سيحصل في الغالب على نتائج مفيده له ، فهل من المعقول أن يتم حجب الحقائق الموضوعية على جماهير وكادر وأعضاء الحزب ؟ ولمصلحة من ؟ وهل من الصحيح والمعقول أن ألخصم يعرف كل شيئ تقريباً عن هذه الكارثة ، في حين جماهير وكادر هذه الاحزاب لم تعرف الكثير عن هذه الجريمة الكبرى ومحجوب عنها نشر الحقائق الموضوعية حول الخيانة الاستيراتيجية (( لقادة البيرويسترويكا )) في تفكيك دولتهم العظمى .

تناولت هذه الدراسة تحديد أهم الاسباب التي أدت الى تفكيك الاتحاد السوفيتي ، وظهور دول (( مستقلة )) وتم توضيح أن ما يسمى بالبيرويسترويكا ، كانت سيناريو علني نفذه (( قادة )) الحزب خلال الفترة 1985 ـ 1991، بهدف تقويض الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة السوفيتية ، ولعبت (( ألقيادة ألشابة )) ألتي خانت شعبها وفكرها الدور الرئيس في تنفيذ هذا السيناريو ، وكما تم توضيح دور العامل الخارجي المتمثل بقوى الثالوث العالمي ، وتوضيح دور كل من الرئيس الأمريكي ترومان...، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ألان دالاس في زرع (( الطابور الخامس )) في قيادة الحزب وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية بهدف تفكيك الأتحاد السوفيتي ، وكما تم توضيح دور ستالين من خلال فترة حكمه في أحباط وأفشال خطط قوى الثالوث العالمي وأنصارهم من قوى الثورة المضادة في الأتحاد السوفيتي ، كما كان يدرك ستالين وبشكل دقيق للدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه هذه القوى على الحزب والسلطة السوفيتية وعلى اساس ذلك حذر ستالين الحزب والشعب من خطر هذا الطاعون الأسود .