By عبدالله الشعلان333 - الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:37 pm
- الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:37 pm
#66377
المبحث الاول :ـ (( البيرويسترويكا )) هي المشروع السري للحكومة العالمية ... وبعض مـــحــــاوره !!
(( لايستطيع القيام بدور مناضل للطليعة ألى حزب يسترشد بنظرية الطليعة )).
(( لا حركةً ثوريةً بدون نظريةً ثوريةً )).
لينين
يعد غياب الاتحاد السوفيتي من المسرح السياسي الدولي أكبر جريمة كبرى حدثت في العقد الاخير من القرن العشرين ، وخلال الفترة منذ عام 1991 ولغاية اليوم ، دخل العالم في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ـ الاقتصادي والعسكري ...، ومن أخطر ما حدث بعد غياب الاتحاد السوفيتي هو نشوب حرب الخليج الثانية أو ما (( يسمى بعاصفة الصحراء)) ضد الشعب العراقي والتي كانت البداية الحقيقية لظهور ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ، والحرب غير العادلة ضد الشعب اليوغسلافي والافغاني والعراقي واللبناني والفلسطيني وغيرها من الحروب غير المشروعة في بلدان أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية وان الحرب غير العادلة على الشعب العراقي هي ليست الحلقة الاخيرة من مخطط الحكومة العالمية بل يمكن القول أنها الحلقة الاولى ألرئيسية ضمن هذا المخطط اللاشرعي الذي من أحدى أهم أهدافه هو الغاء اهم النتائج السياسية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي تحققت بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية والعمل على أعادة تقسيم العالم من جديد لصالح ممثلي الحكومة العالمية .
لقد مضى أكثر من عقدين على تفكيك وغياب الاتحاد السوفيتي ، وأن هذه الجريمة النكراء كانت ولاتزال موضع نقاش حاد بين مؤيدي وأنصار الاتحاد السوفيتي وخصومه ومن حق القارئ والسياسي أن يطرح تسأولات عديدة ومن أهمها هي ألاتيه :ـ
كيف يمكن أن يختفي الاتحاد السوفيتي كدوله عظمى وبدون أطلاق طلقة واحده ؟ ما هو دور العامل الداخلي والخارجي في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ؟ هل أختفى الاتحاد السوفيتي بفعل أزمة أقتصادية ومالية أم بفعل مؤامرة دولية ؟ وما هي ألقوى الداخلية والخارجية التي ساهمت في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ؟ وهل كان بالأمكان احباط وأفشال مخطط الحكومة العالمية ؟ ماهو موقف ودور الاحزاب الشيوعية العالمية من مايسمى بالبيرويسترويكا ؟ وماهو دور ومكانة الحزب الحاكم قيادة وكادر وأعضاء من هذه الخيانة العظمى ؟ ماهو دور ومكانة الطبقة العاملة وحلفائها من هذا المشروع اللامشروع ؟ ولماذا ساندت غالبية (( قادة )) الأحزاب الشيوعية لهذا ألنهج التحريفي؟!.
تؤكد النظرية الماركسية ـ اللينينية على أهمية ودور العامل الدخلي في تحديد مسار العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والثقافية ، ويمكن ان يلعب العامل الداخلي دوراً فاعلاً وموجهاً لمسيرة التطور وفي جميع الاتجاهات ، ويمكن أن يلعب العامل الداخلي الدور السلبي في أرجاع عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي الى الوراء وما حدث في الاتحاد السوفيتي منذ تنفيذ ما يسمى بالبيرويسترويكا خلال الفترة 1985 ـ 1991 ألا دليل وبرهان على ذلك ، ولكن ألشيئ الجديد في عملية تفكك الاتحاد السوفيتي أصبح العامل الخارجي هو العامل الفاعل والرئيس والموجه للعامل الداخلي في تنفيذ مشروع الحكومة العالمية ، أذ وجدت قوى الثالوث العالمي أنصاراً لها وأطلق عليهم بـ ((عملاء النفوذ )) في قيادة الحزب والسلطة ونفذ (( الطابور الخامس )) هدف الحكومة العالمية ألاوهو تفكيك الاتحاد السوفيتي الى دويلات (( مستقلة ))!!.
أن السلطة السوفيتية ، والاشتراكية في الاتحاد السوفيتي لم يواجها أزمةً أقتصاديةً ـ أجتماعيةً ، ولا أزمةً ماليةً ولا أزمةً أيديولوجيةً ولا غيرها بحيث تكون هذه الازمة سبباً رئيسياً في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ، أن أحد أهم الاسباب الرئيسية التي ادت الى غياب الاتحاد السوفيتي وهو عامل الخيانة العظمى وخاصة في قيادة الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية والى الدور السلبي الكبير " للنخبة المثقفة " وخاصة من العناصر غير الروسية فهؤلاء شكلوا العامل الداخلي والخارجي في أن واحد من أجل تنفيذ مشروع قوى الثالوث العالمي ، وكانت هذه (( النخبة )) تحتل المواقع القيادية في قيادة الحزب والسلطة ، وهي في يدها سلطة الاعلام والأيديولوجية وحصلوا على الضوء الاخضر من غورباتشوف وفريقه من أن ينشطوا ويحققوا ما أوكل اليهم جميعاً وتحت شعارات كاذبة وفارغة وفي مقدمـتهـــا (( البيرويسترويكا وحقوق الانسان ، والتعددية ، والتعجيل والتطوير ، والعلنية والديمقراطية ...))، ويجب أن نتذكر ما قاله لينين وأكد عليه وحذر منه ، من أن أي أرتداد عن ألنهج والبناء الاشتراكي فأن حدث [ الحزب مسؤول عن كل ذلك ] هذا التحذير أكدته وزكته الحياة وبالملموس خلال الفترة 1985 ـ 1991، وشكل الأتحاد السوفيتي العقبة الرئيسية أمام تنفيذ مخطط الحكومة العالمية ، واعتبرته العدو رقم 1
وبعد تنفيذ مشروع الحكومة العالمية تم تقويض الاتحاد السوفيتي بفعل عامل الخيانة العظمى من قبل غورباتشوف وفريقه ، وبعد ذلك فأن الحكومة العالمية لم تواجه أي صعوبات جدية في تنفيذ مشروعها اللامشروع على الصعيد العالمي والعمل به وفق جدول زمني محدد ـ طبعاً ــ حسب وجهة نظرهم !!ولكن هل يمكن للحكومة العالمية أن تستمر في تنفيذ مشروعها على ألصعيد العالمي ، سيما وأن النتائج الكارثية لهذا المشروع أصبحت واضحة ومعروفة ومرئية لغالبية شعوب العالم كافة ، وفي حالة الأستمرار في تنفيذ هذا المشروع ستكون نتائجه السياسية والاجتماعية والأقتصادية والعسكرية ... مأساوية على كادحي شعوب العالم ،لأن هذا المشروع في شكله ومضمونه ، مشروعاً طبقياً وأيديولوجياً يخدم مصلحة الطبقة الرأسمالية والفئه الطفيلية والمضاربة والشركات الاحتكارية الكبرى في العالم .
أن النظام الرأسمالي العالمي ، ومنذ نشؤه ولغاية اليوم واجه ويواجه أزمات عامة وشاملة ودورية ، ويكمن السبب ألرئيس في هذه الأزمات في أنها نابعه في طبيعته وأساسه الاقتصادي ـ الاجتماعي ولا يمكن أن تكون الازمة خارج نطاق ذلك ، وان هذا النظام وخاصة في مرحلته المتقدمة ـ الامبريالية ، قد عجز وفشل اليوم في معالجة أزمته العامة وأيجاد الحلول الجذرية لذلك ، بل لجأ ويلجأ اليوم قادة هذا النظام الى أيجاد حلول ترقيعية ومكلفة على كادحي وفقراء العالم أجمع ومن اخطر هذه الحلول هو أعلان الحروب غير العادلة ضد شعوب العالم وتحت مبررات واهية ومنها (( غياب حقوق الانسان ، والديمقراطية ، وتصفية أسلحة الدمار الشامل ، ومكافحة ما يسمى بالارهاب الدولي ...)).
لقد أصبحت هذه ألحروب غير ألمشروعة وكأنها (( ألدواء الشافي )) وألمخرج ألرئيسي للخروج من أزمة نظامهم ألمريض ولو لفترة زمنية معينة ، أما ألاسلوب الثاني وألرخيص لمعلجة أزمة نظامهم يكمن في أسلوب ألتأمر والتجسس وتكوين شبكات عديدة من العملاء أو ما يسمى بالطابور ألخامس وتحت مسميات عديدة ومنها تشكيل (( أحزاب سياسية ))
(( ومنظمات مهنية )) و(( منظمات حقوق الانسان )) وغير ذلك بهدف تقويض الانظمة ألوطنية ألرافظة للرأسمالية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي وشمل هذا الاسلوب
(( حلفاء )) و(( أصدقاء )) أميركا ، وأن الهدف ألرئيسي من الاسلوبين اللاشرعيين هو الاستحواذ على ثروات شعوب العالم وخاصة في ما يتعلق بموارد الطاقة [ النفط ، ألغاز ...] والهيمنة على أسواق العالم بهدف تصريف (( فائض )) ألانتاج ومنذ السبعينيات من القرن ألماضي ولغاية اليوم دخل ألنظام ألرأسمالي العالمي وخاصة ألامبريالية الامريكية ، في أزمة عامةً وشاملةً ، شملت كافة الميادين السياسية والاقتصادية ــ ألاجتماعية والأيديولوجية والعسكرية وحتى الاخلاقية ، وفي نهاية السبعينات أعلنت الادارة الاميركية وبشكل علني ووقح من أن ألدول الاشتراكية في أوربا الشرقيه وجمهوريات البلطيق تمثل مصالحها الحيوية ومن الضروري القضاء على الاشتراكية وفي جزئها الهام والمتمثل بالاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقيه وتحويلها ألى دول تابعةً سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً وفاقدة لقرارها السياسي ، ودول مصدره لأهم مواد الخام الاولية وخاصة [ ألنفط والغاز ...] وتحويل هذه الدول الى سوقاً لتصريف (( فائض الانتاج )) ألرأسمالي وخاصة ألسلع ألغذائيه والكمالية والمعمرة ...، فأن كل ذلك وغيره قد شكل من وجهة نظر الادارة الاميركية (( ألديمقراطية)) و(( دولة ألقانون )) المخرج ألرئيسي للازمة العامة للنظام الرأسمالي وخاصة للاقتصاد والمجتمع الامريكي .
أن ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985 ـ 1991 ، وما يحدث اليوم في رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] ما هو ألا شيئ مرعب ويفوق الخيال والتصور، فغارباتشوف وفريقه قد خانوا شعبهم وفكرهم وحزبهم ، وكما خانوا شعوب وأحزاب ألبلدان ألاشتراكية وخاصة بلدان أوربا ألشرقية وكما خانوا وغدرو أيضاً بالحركة ألشيوعية ألعالمية ، والاحزاب والانظمة الوطنية والتقدمية ، وأن غورباتشوف وفريقه ألحاليون ألذين يسيرون على نفس نهجه الكارثي وبالتنسيق مع قوى ألثالوث ألعالمي وفي مقدمتها ألامبريالية ألامريكية بهدف تخريب ،وتفتيت ألاحزاب ألشيوعية ألعالمية ومن داخلها كما فعلوا في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985ــ 1991، وأن ماحدث ويحدث اليوم في رابطة ألدول ألمستقلة وغيرها من ألدول والاحزاب ألشيوعية في العالم ألا تكريس لمشروع ألحكومة ألعالمية ، واصبح غورباتشوف وفريقه أدة طيعة ورخيصة في يد ألحكومة ألعالمية من أجل تنفيذ مشروعها على الصعيد ألعالمي ، وما حدث في ألاتحاد السوفيتي ودول أوربا ألشرقية ، وما حدث ويحدث اليوم في بلدان أسيا وأفريقيا وأميركا أللاتينيه ، وما يحدث أليوم في منطقة ألشرق ألاوسط من أبادة شبه جماعية وبأسالب مختلفة للشعوب ألعربية وخاصةً ألشعب ألفلسطيني وألشعب اللبناني وألعراقي إلا دليل ملموس على هذا النهج الخطير لهذا المشروع ألعالمي .
ان من أهم النتائج ألخطيرة لمشروع ألحكومة ألعالمية وخلال ألفترة 1985 ـ 1991 تمثلت بالأتي :ـ إختفاء الأتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي ألسوفيتي من الساحة ألسياسية ألدولية ، وكان هذا هو إلهدف الرئيس لهذا ألمشروع ، وحل حلف وارسو ومجلس التعاضد الأشتراكي [ سيف ]، وأختفاء الدول الأشتراكية في أوربا ألشرقية ، وبيع جمهورية ألمانيا الديمقراطية الى ألمانيا ألغربية ، ومن خلال عقد صفقةً خيانةً بين غورباتشوف ـ ادوارد شيفيرنادزه وكول ، وحصل شيفيرنادزه على مبلغ زهيد نتيجة لجهوده من أجل ألاطاحة بجمهورية ألمانيا ألديمقراطية وألحاقها بألمانيا ألغربية ، وبعد هذه ألصفقة أصبحت ألمانيا ألموحدة عضوة في حلف ألناتو ، وتم تفتيت ، تقسيم ، إختراق معظم ألاحزاب ألشيوعية ألعالمية وأصبحت بعض ألاحزاب ألشيوعية في نهجها وسلوكها احزاباً أشتراكيةً ــ ديمقراطيةً أو حتى أسوء من ذلك ، هذه هي بعض النتائج ألماساوية على الصعيد ألدولي .
أما نتائج مشروع ما يسمى بالبيرويسترويكا على ألصعيد ألداخلي وفي ألميدان ألاقتصادي والأجتماعي فهي نتائج سلبية ونذكر من أهمها :ـ نشوب الحرب ألأهلية منذ عام 1987ولغاية 1991 وخاصةً في جمهوريات اسيا ألوسطى وغيرها من ألدول وراح ضحية هذه ألحروب مئات ألالاف من ألمواطنين ألابرياء ، وتم تأجيج ألصراعات القومية والدينية ، وظهور تيارات ذات نزعةً شوفينيةً وعنصريةً فاشيةً ، وهبوط مستمر للأنتاج ألمادي وخاصة بسبب ألخراب ألمتعمد للقطاع ألزراعي وألصناعي ، وظهور عشرات الملايين من ألمهجرين والمشردين والعاطلين عن العمل ، وتدهور الدخل الحقيقي لأكثر من 85 % من سكان رابطة الدول المستقلة ، وبالمقابل ظهور ألديناصورات والحيتان المالية التي إبتلعت ثروة الشعب ، وظهور جيش كبير من ألعاطلين عن ألعمل وخاصة وسط ألشباب ، وظهور جيش كبير من ألاطفال المشردين والأيتام الذين لايملكون لا الغذاء ولا السكن ، بل هم اليوم يتسولون في ألشوارع وأصبحت مقرات سكنهم هي محطات ألقطارات وأنفاق المترو ... وعودة ألامراض التي تم ألقضاء عليها قبل اكثر من نصف قرن وعودة ألامية وخاصة بين الشباب ومن جديد ، وتنامي ألمديونية على الصعيدين المحلي والخارجي وتنامي العجوزات المالية في الميزانية ألحكومية وميزان المدفوعات والميزان التجاري ، والتضخم المفرط ، وتفشي ألجريمة والمخدرات والتلوث الاجتماعي ــ أي بيع (( ألسلع الحية ))، وهيمنة ألمافيا السياسية والأجرامية على اهم ألمفاصل الاقتصادية والمالية والأعلامية ، وتعمق الهوة ألاقتصادية والأجتماعية لصالح الاوليغارشية الحاكمة والفئة الطفيلية واللصوصية .
فهل هذا هو المطلوب من عملية ألبيرويسترويكا ألتي صفق وروج لها ألغرب واعلامه
(( الديمقراطي )) وبنفس الوقت صفقت لها بعض الأحزاب الشيوعية و(( قادتها)) نطرح سؤالاً مشروعاً على كل من أيد وبحماس وعقد ألندوات (( ألفكرية )) والتثقيف لهذا ألنهج ألخياني ؟ هل كان تطابق موقفهم مع الأعلام الغربي محض صدفة ؟ أم ...؟! فهل سنحصل على جواب من هؤلاء ((ألقادة الشيوعيين))؟!.
لقد عمل غورباتشوف ــ ياكوفليف ــ شيفيرنادزه ــ يلتسين ...، وبشكل هادف وواعي ومخطط على تخريب ألاقتصاد والمجتمع ألاشتراكي ، ومن خلال تطبيق ما يسمى بوصفة صندوق النقد والبنك ألدوليين، فبحجة هذه ألشعارات ومنها (( حقوق ألانسان ، التجديد والتعجيل ، والديمقراطية ...)) ثم تخريب ألقطاع ألصناعي والزراعي وأضعاف كبير للقوة العسكرية ، وثم تخريب افضل نظام تعليمي وصحي واجتماعي في ألعالم ، وكما عمل هؤلاء ((ألقادة)) وبالتنسيق والتعاون مع الدوائر ألعسكرية والمخابراتية وفي مقدمتها وكالة ألمخابرات المركزية الامريكية وتحت حجة (( تقليص الانفاق والتسليح والأنفراج ))على تخريب الجيش السوفيتي ــ ألروسي من حيث الكم والنوع وكذالك تم اضعاف مكانة لجنة امن الدولة المعروفة بـ [ كي .جي .بي ] .
أن نهج ما يسمى بالبيرويسترويكا أدى ألى اشاعة الخراب والدمار والفوضى وفي كافة ألميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ...، وكان هذا هو الهدف الرئيس لقوى الثالوث ألعالمي من المشروع (( ألبيرويسترويكي )) سيئ ألصيت . يطرح سؤال مشروع :ـ ما هو هدف ألحكومة ألعالمية مابعد ذالك ؟
نعتقد أن(( نجاح )) ألحكومة ألعالمية في تفكيك ألاتحاد السوفيتي ما هو ألا الخطوة ألاولى في مشروعها ألعدواني ، فهناك أهداف أخرى رئيسية تهدف اليها ألحكومة ألعالمية من تحقيقها ومن أهمها هو الاتي :ـ
تسعى ألامبريالية ألاميركية قيادة ألعالم وألاستحواذ على أهم موارده ألطبيعية ألمتمثلة بالنفط والغاز ... وأعتبرت ألادارة ألاميركية أن ألعالم كله قد أصبح يمثل مصالحها ألحيوية ؟! ياله من جنون ألعظمة ألشيطانية ، وياله من خرافة لايصدقها إلا من فقد صوابه ، وتحت معاداة ومحاربة ألفكر الاشتراكي والشيوعي ثم تقويض جمهوريات يوغسلافيا ألاتحادية ، الجمهورية ألاشتراكية ألوحيدة في أوربا ومن خلال أسلوب ألتدخل ألعسكري وبشكل غير شرعي وكانت حجة (( رائدة ألديمقراطية )) هو وجود نظام ((دكتاتوري)) في يوغسلافيا ((وغياب ألديمقراطية وحقوق ألانسان...)) وتم خلق مايسمى بالمعارضة ألسياسية وبفضل ألورقة ألخضراء ثم خلق (( ألدكاكين ألسياسية )) وتم تأجيج ألصراعات القومية والطائفية والدينية بين الشعب أليوغسلافي وبشكل واعي ومخطط له ، من اجل تحقيق الهدف الامبريالي شن حلف ألناتو بقيادة ألامبريالية ألاميركية حرباً غير عادلة ذهبت ضحيتها عشرات ألالاف من المواطنين الابرياء وثم اعتقال ألرئيس ألشرعي لجمهورية يوغسلافيا الاتحاديه من قبل قوات ألناتو الوحشية وعدم الأخذ بالديمقراطية وحقوق ألانسان التي يدعون بها ، وشكلوا محكمة لاهاي أللاقانونية لمحاكمة سلوبودان وفشلوا في ادانته في أرتكاب جرائم ضد شعبه ووصلت ألمحكمة الى طريق مسدود، فلم يبقى امام ألادارة ألاميركية واجهزتها ألمخابراتية إلا الاسلوب المخابراتي القذر إلا وهو ضرورة تصفيته وفعلاً تم تصفيته باسلوبهم الخاص والقذر وتخلصو من جريمتهم النكراء ضد ألرئيس ألشرعي وضد الشعب اليوغسلافي ، وتم تفكيك جمهورية يوغسلافيه الى دويلات (( مستقلة )) تابعة ومتخلفة .
أن احد اسباب (( نجاح )) الامبريالية الاميركية وحلفائها في تقويض النظام ألاشتراكي في يوغسلافيا يرجع الى ألدور اللامبدئي الذي اقدم عليه يلتسين ــ ثشرينوميردين ولعب اللوبي اليهودي الروسي الدور ألفاعل والموجه لنظام يلتسين من أجل ان يتخلى عن دعم وأسناد سلوبودان .
لقد أستخدمت اميركا وحلفائها حجة وهمية إلا وهي مايسمى بمكافحة الأرهاب ألدولي ، ومن خلال هذه ألبدعة تم تقويض نظام حركة طالبان التي أسسة ودعتمة ومولة ودربة وأشرفت عليه وكالة المخابرات ألمركزية الاميركية والاستخبارات ألباكستانية وكان ألهدف ألرئيسي من تقويض حركة طالبان مجيْ نظام أفغاني جديد موالي بالكامل لأمريكا ، وممارسة ألضغوطات ألسياسية والاقتصادية والعسكرية بالضد من ألصين وايران وروسيا وجمهوريات أسيا ألوسطى ناهيك عن ألهدف الهام وهو محاولة أميركا السيطرة على نفط بحر قزوين إضافه ألى ألاستفادة من تجارة ألمخدر ات والتي تدر أرباحاً خياليتةً على ألمافيا ألافغانية والمتحالفة مع بعض ألقيادات ألعسكرية وبلغ أجمالي المبيعات السنوية للمخدرات بـ 45 مليار دولار وهناك تقديرات أخرى تؤكد أكثر من ذلك بكثير .
أن حرب أميركا وحلفائها في أفغانستان كان له بدايةً ولكن نهاية هذه ألحرب غير معروفة ألنتائج ودخل حلف ألناتو في مأزق حقيقي في أفغانستان وأن ألأسلوب ألعسكري كحل قد فشل فشلاً ذريعاً ، وسوف تخسر أميركا وحلفائها وسوف يتكبدون خسائر بشرية كبيرة في حالة أستمرار تواجد قوات ألاحتلال في أفغانستان وسوف تتوحد ألمنظمات ألاسلامية مع تنظيم مايسمى بالقاعدة بالضد من التواجد العسكري للقوات الاجنبية المحتلة وسوف تحضى هذه ألتنظيمات ألاسلاميه ألتي أوجدتها [ C.I.A ] بالضد من ألاتحاد السوفيتي من قبل ((حلفاء )) و((أصدقاء )) أميركا من ألدول ألغنية سواء كان هذا ألدعم مادي اوغير مادي سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وهنالك حقيقة يجب أن تفهمها ألادارة ألاميركية وأن ألشعوب لايمكن ترويضها ولايمكن شراؤها بالدولار .
أن رحيل قوات ألاحتلال من ألبلدان هو شيئ حتمي وموضوعي سواء كان ذلك في ألعراق أو في أفغانستان أو في جمهوريات أسيا ألوسطى أو غيرها من ألبلدان ، كما أنهزمت ورحلت ألامبريالية ألاميركية من فيتنام ولبنان والصومال وغيرها من البلدان .
لقد أستخدمت أميركا حجة جديدة ضد ألنظام ألعراقي ألسابق وهي (( تصفية أسلحة ألدمار ألشامل ...))!! من خلال هذه ألحجة ألكاذبة تم تقويض ألنظام ألعراقي من خلال التدخل العسكري ألمباشر وكان ألاجدر بالادارة ألاميركية أن تستخدم أساليب كثيرةً في تحقيق ماكان يصبوا اليه الشعب ألعراقي وقواه الوطنية من خلال ألاعتماد على ألشعب ألعراقي وقواه ألسياسية ، فالشعب يملك ألحق ألكامل في عملية تقويض هذا ألنظام ، ومن الداخل فلو تم ذلك لتجنب ألشعب ألعراقي كل هذه ألمأسي والكوارث ألسياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية والعسكرية ، إلا ان الادارة ألاميركية رفظت ذالك ، وتدخلت عسكرياً من أجل تقويض ألنظام ألعراقي ، وكان ألهدف ألرئيس هو ألاستحواذ على نفط وغاز ... الشعب العراقي وتأمين الأمن للكيان ألأسرائيلي وفق " ألمبدأ" القائل (( إنصر أخاك ضالماً أو مضلوماً )) وتنفيذ ما يسمى بمشروع ألشرق ألاوسط ألكبير (( ألجديد ))، وليس" إنقاذ" ألشعب من طاغية العراق بدليل أن ثمن (( تحرير)) ألعراق وبناء (( ألديمقراطية وحقوق ألانسان والتعددية السياسية ...)) كان ثمن باهظاً أذ تجاوز ألمليون قتيل ؟ ولا زالت الاوضاع السياسية والاقتصاديةــ ألاجتماعية والأمنية غير مستقرة وهناك عشرات (( ألقنابل)) ألموقوتة في ألعراق وهي قابلة للأنفجار في أي وقت ، وأن حدث ذالك سواء كان من قبل قوى داخلية كانت أم أقليمية أو من ((ألديمقراطيات ألكبرى )) فأن مصير ألعراق أرضاً وشعباً سيكون في خطر جدي وكما لايستبعد من إختفاء ألعراق كدولةً موحدة ، أي ظهور(( دويلات)) صغيرة و((مستقلة)) وأن حدث هذا فأن من رفع شعار ألفيدرالية وطالب في تنفيذه وفي مثل هذه ألاوضاع غير ألطبيعية سيتحملون كافة ألمسؤولية أمام ألشعب ألعراقي أليوم أو غداً ، فالفدرالية مطلب شرعي ولكنها تحتاج الى ضروف وأستقرار أمني وأقتصادي ــ أجتماعي ويمكن أن يتم تحقيق الفدرالية من خلال القيام بأجراء الأستفتاء الشعبي الحر والديمقراطي وعكس ذلك فهو سابق لأوانه ويحمل هذا المشروع مخاطر جديةً على وحدة وسلامة العراق أرضاً وشعباً .
أن " ألحجه ألذكية" التي أستخدمتها ألامبريالية ألاميركية إلا وهي خلق ، تأسيس ((معارضة سياسية)) بهدف أشاعة وأفساد ألعمل ألسياسي النظيف وتم تأسيس (( أحزاب )) و(( جمعيات)) و((منظمات)) لاتعد ولاتحصى وأغلب قيادة هذه ألاحزاب هم حلفاء وأصدقاء لأميركا ، وهذا ماحدث في رابطة ألدول ألمستقلة ودول أوربا ألشرقيه وكثير من بلدان اسيا وأفريقيا وأميركا أللاتينيه ، ومن خلال هذا النشاط اللامشروع أستطاعت ألولايات ألمتحدة ألتدخل في ألشؤون الداخلية للدول ألمستقلة بهدف تقويضها من ألداخل وبحفنةً من ألاوراق ألخضراء وهذا ألسلوك أللاقانوني لم يشمل ألدول ألرافظة لنهج سياسة ألقطب الواحد ، بل شمل أيضاً الدول الحليفة والصديقة لاميركا .
أن ما حدث ليوغسلافيا وبيلاروسيا وملدافيا وكوبا وفنزويلا وسوريا وأيران ... وغيرها من الدول إلا دليل حي وملموس على هذه ألبدعة الخبيثة واللاقانونية ، ومع ذلك فهم يدعون أنهم (( ديمقراطيون ، ودولة قانون ، ومجتمع ألمدني))، ويتم أليوم وعلى مرئ ومسمع كل شعوب ألعالم في أبادة ألشعب ألفلسطيني من قبل ألكيان ألأسرائيلي والمدعوم من قبل ألصهيونية العالمية والامبريالية الاميركية وحلفائها ، وفي ظل صمت وتخاذل غالبية ألانظمة ألعربية ألمتواطئة مع أميركا ، وأن ألهدف ألرئيس من هذه ألحرب غير ألعادلة ضد ألشعب ألفلسطيني هو تشريد وقلع جذور ألشعب ألفلسطيني من أرضه ألمشروعة .
أن نهج ألامبريالية ألاميركية ألعدواني واللاشرعي والذي يتم وفق " وصفة سحرية " مخالفة للمنطق، ويكمن جوهر هذه الوصفة في : مكافحة ألشيوعية عالمياً ، وأستخدام الحروب غير ألعادلة لمعالجة أزمة نظامها ألهش والسائر نحو ألهاويه والزوال ، ومكافحة ما يسمى بالارهاب ألدولي وتصفية أسلحة الدمار ألشامل وخلق معارضة سياسية فاقدة لصوابها وطريقها والتي لاتحضى بأحترام وثقة شعبها ، وأستخدام سياسة ألكيل بمكيالين وغير ذالك .
أن هذا ألنهج محكوم عليه بالفشل الحتمي وسوف لن يستمر طويلاً، وسوف تدرك شعوب ألعالم وأحزابها الوطنية والتقدمية خطر هذا ألنهج ألكارثي ومن أجل أفشال هذا المخطط يتطلب قيام جبهةً وطنيةً عالميةً لمقاومةً هذا ألنهج ألمأساوي ، وهذا يعني ظهور قطب جديد وهو قطب الشعوب من أجل أعادة التوازن السياسي والأقتصادي والعسكري لصالح الأستقرار العالمي .
أن توسع حلف ألناتو، حلف الشر قد شكل ويشكل اليوم ظاهرة عسكرية وسياسية خطيرة على العالم أجمع وخاصةً بعد حل حلف وارسو ، فبيع جمهورية المانيا ألديمقراطية وانظمام دول أوربا الشرقيه وجمهوريات البلطيق [ احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] الى هذا الحلف ، والعمل الحثيث من قبل أميركا على ظم كل من جورجيا وأكرانيا وأذربيجان وغيرها من ألبلدان الى حلف الناتو . أن الهدف الرئيس من ذلك هو محاصرة جمهورية روسيا ألاتحادية عسكرياً وأقتصادياً بهدف ترويضها وشل دورها وفاعليتها على صعيد رابطة الدول المستقلة وعلى الصعيد العالمي .
على ما يبدوا أن (( شهر العسل )) ـ كما يقال بين روسيا وأميركا خلال الفترة 1992ـ أب 2008 قد انتهى ، وأتسمت هذه الفترة بصفة المد والجزر في الميدان السياسي وغياب الثقة بين الأدارة الأمريكية والقيادة الروسية ، وكما يمكن القول أن نهج ألاحتواء والغطرسة والاستحواذ على ثروات ألشعوب الذي أنتهجته ألادارة ألاميركية منذ ألتسعينات من ألقرن ألماضي ولغاية أب عام 2008 قد فشل ، وهذا ألنهج أللامشروع قد ادخل ألادارة الاميركية في أزمات سياسية وأقتصادية ــ أجتماعية ومالية وعسكرية كبيرة .
يعتبر تشكيل محكمة لاهاي خرقاً للقانون والشرعية الدولية ، وهي محكمة غير دستورية أذ تم تشكيلها برأسمال صهيوني ــ أميركي ولأهداف سياسية بالدرجة ألاولى بهدف ألانتقام من جميع ألرؤساء وكبار ألمسؤلين ورجالات السياسة والاقتصاد والثقافة ... ألذين ناهظوا الولايات المتحدة ألاميركية خلال فترة مايسمى بالحرب الباردة وكذلك بالضد من ألرؤساء والقادة السياسين وألذين لايزالون يعارضون ألنهج ألامبريالي ألاميركي ألمتوحش ، وكان ألرئيس اليوغسلافي الشرعي لجمهورية يوغسلافيه سلوبدان ميلوفيتيش هو ألضحية الاولى بعد غياب الاتحاد السوفيتي ، ويتحمل ألرئيس الروسي بوريس يلتسين ورئيس وزرائه فيكتور تشرنيوميردين وغيره من المقربين منهم دوراً كبيرا فيً أعتقال وتصفية ألرئيس الشرعي سلوبدان ، وفي حالة أستمرارها فسوف يدخلها ليس فقط ألرؤساء وقادة الاحزاب الوطنية واليسارية ، بل حتى (( حلفاء )) و(( أصدقاء)) أميركا ، فأميركا ليس لديها "صديق" أو "حليف" فهي لاتؤمن بذلك ، لديها مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية فقط ، وهي تستخدم أللامنطق وتتبع سياسة الكيل بمكيالين ، ومع ذلك يدعون أنهم (( ديمقراطيون))..؟!.
أن غياب الاتحاد السوفيتي في عام 1991 قد ترك فراغاً سياسيا ًوأقتصادياً وعسكرياً كبيراً على الصعيد الدولي ، وكما ترك أثاراً سلبية على الصعيد الدولي أيضاً، إذ فقدت الشعوب والدول والاحزاب الوطنية والتقدمية الحليف الامين والمدافع الوفي لها ، وبسبب ذلك دخل العالم بداية مرحلة خطيرة إلا وهي مرحلة البدايات الحقيقية للفوضى وعدم الاستقرار على الصعيد الدولي ، إذ بدأت ألامبريالية ألاميركية تنفرد وبالتدريج بالعالم لصالحها ولصالح ما يسمى بالمليار الذهبي ضاربة عرض الحائط كل القوانين والشرعية الدولية بهدف الخروج من ازمتها العامة وأنقاذ ألنظام الامبريالي من ألانحطاط والتدهور وألافلاس ولايمكن تجنب ذلك إلامن خلال ألاستحواذ المباشرعلى ثروات الشعوب وتحت مبررات واهية ، وهذا هو جوهر مشروع الحكومة العالمية ، الذي بدأ بتنفيذه الجدي منذ عام 1985 بهدف تقويض الاتحاد السوفيتي وحلفائه عبر مايسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت ، أن أهم (( القادة والكوادر)) الحزبية التي عملت على تقويض دولتهم العظمى وأطلق عليهم أسم (( عملاء النفوذ )) وهم ميخائيل غورباتشوف والاسكندر ياكوفليف وأدوارد شيفرنادزه وبوريس يلتسين وكرافجوك وشوشكيفيج ومدفيدوف وفولوسكي وبيرماكوف وغافريل بوبوف وغينادي بوريولس ويغورغايدار وأناتولي سوبجاك ، وأناتولي جوبايس وكوزوروف وغيرهم من (( قادة )) و((كوادر)) الحزب في السلطة التنفيذية والتشريعية ، ولعب ((المثقفون)) من غير القومية الروسية دوراً رئيسياً في عملية تقويض السلطة السوفيتية من خلال موقعهم في السلطة وقيادتهم للاعلام المركزي للحزب الحاكم ، وكل نشاطهم جرى تحت مايسمى بالبيرويسترويكا والتجدد والتطوير ...؟!، وتوج هذا النهج اللاوطني في عقد معاهدة مينسك أو ما اطلق عليها اسم ((بيليجيفسكيابوشا)) التي وقعها الرئيس الروسي يلتسين والرئيس ألاوكراني كرافجوك ورئيس البرلمان البيلاروسي شو شكيفيج في كانون الاول عام 1991.
يخطأ من يعتقد أن غياب الاتحاد السوفيتي قد شكل مايسمى بنهاية التاريخ واصبح العالم تحت مايسمى بالقطب الواحد ، أي القطب الامبريالي الاميريكي ، فأن هذا القطب ليس له مستقبل ، وهو أدخل شعوب العالم والحكومات في مأزق خطير ، مأزقاً سياسياً وأقتصادياً وأيديولوجياً وثقافياً فالعالم اليوم مرشح لظهور أكثر من قطب خلال المرحلة المقبلة ، وأن الصراع بين هذه الاقطاب سيكون صراعاً أقتصادياً وهذا الصراع يمكن أن يستمر لفترة غير قصيرة ، ونتيجة لهذا الصراع سوف يشهد العالم ومن جديد قطبين رئيسين متصارعين وعدائين وهما القطب الاشتراكي ، قطب كادحي وشغيلة العالم والقطب الامبريالي ، أي قطب الطغمة المالية الحاكمة ، فالقطب الاخير مصيره ألزوال الحتمي ، وقطب الشعوب سوف ينتصر في نهاية المطاف ، لأن الشعوب لايمكن ترويضها لابالقوة العسكرية ولابالدولار ألاميركي ولابالاعلام المزيف والمنحاز للطبقة البرجوازية الحاكمة .
ومن اهم محاور مشروع الحكومة العالمية يكمن بالأتي :ـ
ألمحور الأول:ـ العمل على تقويض ألاتحاد السوفيتي
إعتقد قادة قوى الثالوث العالمي أن الاتحاد السوفيتي يشكل عقبةً رئيسيةً في تنفيذ مشروعهم أللامشروع ، وأن تنفيذ مشروعهم لايمكن أن يكتب له ألنجاح إلامن خلال تقويض ألاتحاد السوفيتي ، وتقويضه غير ممكن لابالقوة العسكرية ولابفرض الحصار الاقتصادي ، وعليه لابد من تقويضه من الداخل ومن خلال قيادة الحزب الحكم ، وعلى أساس ذلك تم أبتداع بدعةً إلا وهي مايسمى بالبيرويسترويكا ووضع لها شعارات كاذبة ومظلة والتي تمثلت مايسمى بحقوق الانسان والديمقراطية والتعددية والتعجيل والتطوير ... ووجدوا ظالتهم في (( القيادة الشابة )) المتمثلة بغارباتشوف وفريقه المرتد ، وتم تحقيق حلمهم الرئيس الا وهو تقويض الاتحاد السوفيتي ومن الداخل وبدون أطلاق طلقة واحدة .
أن قادة قوى الثالوث العالمي نسو أو يريدون أن يتناسو أن (( نجاحهم )) هو مؤقت فلا يمكن السير دائماً ولفترة طويلة عبر المنطق المخالف لسنة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري ، وأن حصلت بعض الانتكاسات فهي متوقعة ومؤقتة ، فمسيرة تطور المجتمع البشري هي دائماً تسير ألى ألامام وما يصادفها من بعض الأنتكاسات والتعرجات فهي مؤقتة وزائلة فالشعوب تواقه ألى أقامة مجتمع خالي من ألاستغلال والاضطهاد وبكل أشكاله ، عالم يسوده الرخاء والعدالة والرفاهية للمجتمع.
المحور ألثاني:ـ ألعمل على تفتيت ألحركة ألشيوعية ألعالمية
أدركت الحكومة العالمية أن الحركة الشيوعية العالمية قد شكلت وتشكل العدو والخصم رقم 1 والعقبة ألرئيسية أمام تنفيذ مشروعها ، وأن أضعاف وتفتيت هذة الحركة العالمية سوف يسهل من تمرير وتنفيذ مشروعها ، وكما أعتقد قادة قوى الثالوث العالمي ، أن القضاء على الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم هو البداية ألاولى لأضعاف وتفتيت هذه ألحركة ، ومما يؤسف له إنها وجدت لها أنصاراً ومؤيدين وحلفاء في قيادة ألحزب ألحاكم وعلى رأسهم ميخائيل غورباتشوف وفريقه ألتحريفي ، وبعد تحقيق هدفهم في تقويض الحزب ألشيوعي السوفيتي ومن داخله ومن خلال غورباتشوف ياكوفلييف ــ شيفرنادزه ... بدأو بالتحرك نحو ألاحزاب الشيوعية في ألدول الاشتراكية ألحاكمة وتم تقويض أوربا ألشرقية وبأحزابها الحاكمة من خلال التعاون والتنسيق ألوثيق بين قادة قوى ألثالوث ألعالمي وغورباتشوف وفريقه ، وبدون غورباتشوف وفريقه لما أستطاعت قوى الثالوث العالمي في تقويض ألحزب الشيوعي ألسوفيتي والاحزاب ألشيوعية ألحاكمة في أوربا ألشرقية ، هذه هي الحقيقة ألموضوعية ألمرة والتي يجب علينا ألاعتراف بها ودراستها بعلمية وموضوعية ، لانها شكلت ظاهرة خطيرةً في مسار ألحركة الشيوعية العالمية .
قامت قوى الثالوث العالمي بأختراق بعض ألاحزاب ألشيوعية سواءً كانت حاكمة أو غير حاكمة ومما يؤسف له أنها وجدت لها أنصاراً ومؤيدين في هذه ألاحزاب ، وكان الهدف الرئيس لهذه القوى هو أضعاف ألحزب وأبعاده عن نهجه ألمبدئي وتخليه عن ألثوابت ألمبدئية وفي مقدمة ذلك عدم ألاعتماد على ألنظرية ألماركسية ــ أللينينية ، أذ تم تجزئتها وتم ألاعتماد على ألماركسية فقط وتم ألتخلي عن أللينينية !!، وتم ألتخلي أيضاً عن الصراع ألطبقي ودكتاتورية ألبروليتارية والتضامن ألأممي وغيرها من الثوابت ألمبدئية ، وبالتالي تحولت هذه ألاحزاب من أحزاب شيوعية ألى أحزاب أشتراكية ديمقراطية وهي ألسند ألرئيس للنظام ألرأسمالي ، وبنفس ألوقت فان برامجها وخطابها ألسياسي هوفي خدمة ألرأسمالية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، وأن هذا التوجه والسلوك لقادة هذه ألاحزاب شكل ويشكل اليوم الخيانة ألفكرية لايديولوجية الطبقة ألعاملة وحلفائها .
أن أغلب قادة ألاحزاب ألشيوعية أليوم هم كانوا كوادر متقدمةً في هذه ألاحزاب خلال فترة مايسمى بالبيريسترويكا ، وبعد ((نجاح)) ألنهج ألبيرويسترويكي أحتلت هذه (( ألكوادر الشابة)) ألمواقع ألقيادية في أحزابها ، وترعرعت وتشبعت بروحه الفاسدة والتحريفية ، ومن خلال تبؤها قيادة الحزب عملت هذه (( القيادات ألشابة ))ألجديدة وتحت غطاء وهمي وهـــــو
(( ألتجديد والتطوير والديمقراطية)) وتحت غطاء هذه الشعارات وغيرها تم أبعاد الحزب عن ايديولوجيتة العلمية ونهجه المبدئي وتم أفراغ الهوية ألطبقية واستقلالية الحزب وغير ذلك ، أن كل ذلك تم ويتم أليوم وبصرخات عالية ! وتحت مبررات " ألتجديد والديمقراطية والاستقلالية"
أن ما حدث ويحدث اليوم في الحركة الشيوعية العالمية من وضع غير طبيعي وغير سليم وحتى يمكن القول أنه كارثي وتلقى ألمسؤلية المبدئية أليوم على المخلصين من قادة وكوادرهذه الاحزاب من أن تقف وقفةً مبدئيةً ووطنيةً لتصحيح المسار الخاطئ لنهج أحزابهم قبل فوات ألاوان ، وإلا ماذا نقول الأن يوجد في الاتحاد السوفيتي أكثر من 40 حزباً شيوعياً ؟!، وفي روسيا وحدها فقط يوجد أكثر من 5 أحزاب شيوعية ؟! هل هذه ظاهرةً صحيةً؟! ولمصلحة من؟ ومن ألمسؤل عن ذلك ؟.
وكما نشاهد اليوم وفي أغلب بلدان أوربا وبلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا أللاتينيه وجود اكثر من ثلاثة او أربعة أحزاب شيوعية في كل بلد ؟. يطرح سؤال مشروع : من ألمسؤول عن هذا التفتت والتجزئة والذي بدأ وخاصة بعد عام 1991 ولغاية اليوم ولازالت عملية الانشطارات مستمرة ؟ فهل هذا معقول ومقبول اليوم ؟ وهل هو صدفة أم شيئ مخطط له من قبل قوى داخلية أو خارجية ؟.
أن هدف الحكومة العالمية الرئيسى هو العمل على تفتيت الاحزاب الشيوعية العالمية وشل دورها وفاعليتها على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي النهاية أما تقويضها بشكل نهائي او حرفها عن نهجها المبدئي , ويتم تحقيق ذلك عبر وسائل متعددة ومنها على سبيل المثال : ـ العمل على إختراق هذه الاحزاب وخاصة قيادتها وكوادرها المتقدمة , استخدام اسلوب شراء الذمم من خلال تقديم المغريات المادية وغير المادية , العمل على خلق فجوة كبيرة بين القيادة والقاعدة واشاعة الارباك والفوضى الفكرية داخل هذه الاحزاب , أتباع اسلوب التصفيات الجسدية والاسقاط السياسي والايداع بالسجن وخاصة للنشطاء من قادة وكوادر الحزب ، واتباع سياسة الضغط الاقتصادي والارهاب النفسي والسياسي ، واتباع سياسة التجويع والتخريب الثقافي والايديولوجي ، والعمل على تشويه سمعة القادة والكوادر الرافظة لمشروعهم وتوجيه عدة تهم وبأساليب قذرة سواء كانت التهم سياسية أو اجتماعية أوفكرية باطلة ومزورة بهدف أضعاف ثقة القاعدة الحزبية بهم ، وكما تقوم قيادة الحكومة العالمية بالتعاون وبالتنسيق مـــع
(( انصارها ومؤيديها )) ومع (( الطابور الخامس )) من اجل تخريب هذه الاحزاب ومن داخلها وبشكل ((هادي ومنظم )) وتحت شعارات ما يسمى ((بالديمقراطية...)) وخير دليل على ما حدث في الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية وفي البلدان ألرأسمالية ومنها أيطاليا وفرنسا ...، وكذلك في بعض الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية .
لقد تبنى ويتبنى اليوم (( الطابور الخامس)) أفكاراً وطروحات (( يسارية )) بهدف تخريب الحزب ومن الداخل ، ومما يؤسف له (( نجح الطابور الخامس )) في بعض الاحزاب الشيوعية في أبعاد خيرة القادة والكوادر والاعضاء المخلصين في الحزب وتحت أساليب ومبررات قذرةً وغير مبدئيةً ، وهي في اغلبها مفبركةً وبشكل ((هادئ وجيد )) ؟!، وان الهدف من هذا الاسلوب القذر واللامبدئي هو أضعاف ثم افراغ وشل دور ومكانة الحزب في المجتمع من خلال إبعاد النشطاء والمبدئين سواء كانوا قادة او كوادر او اعضاء من الحزب وبالنتيجة سوف يتحول هذا الحزب الثوري الى حزباً هيكلياً فقط وسوف لن يشكل أي خطر على النظام الحاكم وبالنتيجة النهائية وهي الأهم هو أن اعضاء الحزب وأصدقاؤه من جماهير الشعب سوف يفقدون الثقة بالحزب وبالفكر الماركسي ــ اللينيني وبالاشتراكية ... وهذا هو الهدف الرئيس لمشروع الحكومة العالمي .
المحور الثالث :ـ العمل على تخريب وأفساد العمل السياسي
يهدف مشروع الحكومة العالمية القضاء على العمل السياسي المبدئي والمشروع والنظيف واظهاره على انه عمل (( عبثي وغير نافع ...)) ولن يجلب للعاملين فيه سوى الحرمان والمأسي والكوارث لهم ولشعوبهم ، ويتم التركيز على الاحزاب الشيوعية والوطنية والتقدمية بالدرجة الاولى .
يطرح سؤال مشروع من يقف وراء هذه الادعاءات وهذا الهجوم ؟
نعتقد أن الامبريالية ألاميركية وحلفائها ، وادواتها السياسية والاقتصادية والمالية والمخابراتية والعسكرية ... هي التي تقف وراء كل ذلك وغيره ، وأن كل ما حدث خلال القرن العشرين والعقد الأول من القرن 21 وما سيحدث مستقبلاً ، تتحمل ألامبريالية الاميركية وحلفائها وادواتها مسؤلية ما حدث وما سيحدث مستقبلاً .
يركز مشروع الحكومة العالمية على افساد معظم قادة الاحزاب السياسية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم وأعطائهم بعض المراكز في السلطتين التنفيذية والتشريعية وكذلك فسح المجال أمامهم من أجل الاستحواذ على جزء من ثروة الشعب ومن خلال تنفيذ سياسات ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي وتنفيذ برنامج (( الخصخصة )) وابعاد دور الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وأرباك وأضعاف وتخريب قطاع التعليم والصحة وغير ذلك ، وبنفس الوقت يركز المشروع على أفساد الشباب واستخدام كافة الوسائل من أجل تحيدهم وأبعادهم عن العمل السياسي والمهني المشروع والنظيف والملتزم ، ومن اهم الوسائل التي تستخدمها ألامبريالية ألاميركية وحلفائها هي التلفزيون والسينما والراديو والصحافة الصفراء والانترنيت والفضائيات غير الملتزمة وتلعب الفضائيات والانترنيت دوراً سلبياً في أفساد وتخريب وتشويه الشباب والعمل السياسي النظيف والملتزم ، وأن مركز ألانترنيت ومعظم الفضائيات تدار وتوجه من قبل كوادر أجنبية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ولديها برنامج مشترك ، أي يمكن القول هناك جهةً سياسيةً لديها ايديولوجيةً تشرف وتوجه هذه الفضائيات والانترنيت بما يخدم مشروع الحكومة العالمية.
إن افساد الشباب يتم اليوم من خلال تفشي المخدرات وتعاطي الكحول وبشكل مفرط والدعوة الى تفشي التلوث الاجتماعي وتحويل الانسان الى سلعةً يباع ويشتري وبثمن بخس وهذا مايطلق عليه اليوم بتجارة (( السلع الحية )) والدعوة عبر وسائل الاعلام المختلفة بـ (( ثورة السكس)) !! والعزوف عن الزواج والحياة الطبيعية والدعوة والترويج لما يسمى بالزواج العرفي أو المدني ، اضافة الى ذلك تنامي معدلات البطالة وخاصة وسط الشباب وانحطاط المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين وبالنتيجة سوف يؤدي كل ذلك الى تنامي معدلات الجريمة والتلوث الاجتماعي واضعاف وحدة الاسرة والمجتمع . وكما يركز مشروع الحكومة العالمية على خلق تصور لدى الغالبية العظمى من الشباب بأن التعليم لن يجلب الفائدة الكبيرة ، بل ضرورة أن يتم التوجه نحو (( البزنس )) !! لأنه يجلب الارباح الكبيرة وخلال فترة قصيرة ، وبالتالي فأن معظم الشباب اليوم هدفهم الاول هو المال ثم المال ثم المال وبغض النظر عن اسلوب تحقيق ذلك ، وأن الحصول على الشهادة اليوم يحمل مغزى أجتماعي وليس علمي واليوم تخرج غالبية الجامعات والمعاهد اشباه الاميين والسبب الرئيس يعود الى خصخصة قطاع التعليم وبسبب هذا النهج عادت من جديد الامية في كثير من البلدان المتطورة ، بعد أن اختفت الامية في بعضاً منها فأذا طغت أو سادة الامية في أي مجتمع يمكن قيادته وبسهوله وتمرير جميع المشاريع والتي هي بالضد من هذه المجتمعات ، وهذا هو بيت القصيد كما يقال ، هذا ماحدث في البلدان المتطورة ؟! فماذا سيحصل للبلدان النامية في ظل هذا المشروع الكارثي؟!.
يؤكد رجل المخابرات جون كوليمان ، أن 300 من كبار الاغنياء في العالم هم الذين يرسمون السياسة الدولية وهم في الغالب يقفون وراء تعين رؤساء الدول وأقالتهم ، وهم وراء اسقاط الحكومات الشرعية وتصفية رجالات السياسة والاقتصاد ... المعارضين لنهج وسياسة الحكومة العالمية ، وكما يؤكد جون كوليمان ان كبار الاغنياء في العالم هم كانوا وراء مقتل الرئيس الاميركي جون كيندي ، ورئيس وزراء أيطاليا الدوموري ، ومن اعضاء الحكومة العالمية الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ...، وكما يؤكد كوليمان أن الاغنياء في العالم هم يقودون ويوجهون العالم من خلال المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية والعسكرية ...الدولية ، وكذلك عبر الشركات متعددة الجنسية وعبر النوادي العالمية ...؟!
المحور الرابع :ـ العمل على تقليص عدد سكان العالم
يقوم هذا المحور على برنامج مدروس من أجل تقليص عدد سكان العالم الى مليار نسمه أو ما يسمى بالمليار الذهبي [ يبلغ عدد سكان العالم حالياً اكثر من 6 مليار نسمه] وهناك تقدير اخر يهدف هذا البرنامج المالثوسي الجديد الى تقليص عدد سكان العالم ما بين 500 الى 600 مليون نسمه ، ومن أهم المبررات التي يستند عليها قادة الحكومة العالمية في برنامجهم هي :ـ ان الموارد الطبيعية في العالم في تناقص مستمر ، مقابل ذلك تزايد عدد سكان العالم ، وخاصة قي بلدان اسيا وأفريقيا واميركا اللاتينية ، وأن البلدان النامية هي التي تملك حصة ألاسد من هذه الموارد الطبيعية في العالم والتي يعتمد عليها النظام الرأسمالي في بقاؤه وديمومته وتطوره ، وبالتالي فمن الضروري العمل على تقليص عدد سكان البلدان النامية وسكان الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وجمهورية الصين وغيرها من الدول ، فهذا هو (( الحل الامثل)) لمعالجة أزمة النظام الامبريالي .
ان هذا الحل يكمن جوهره في الحل المالثوسي والمالثوسي الجديد ((النيومالثوسية)) المتوحشة ، ومن أهم الوسائل التي يتم استخدامها لتحقيق الهدف اللانساني واللامشروع هي :ـ
1ـ العمل على اشعال الحروب غير العادلة والتي تقوم على الكذب والأفتراء وتتسم بالأ أخلاقية وبنفس الوقت يتم العمل على تأجيج الصراعات ذات الطابع الديني القومي والطائفي ...؟!.
2ـ العمل وبأشكال مختلفةً على تنامي ظاهرة الفقر والعوز والمجاعة وتفشي البطالة والامراض وزيادة معدلات الوفيات على معدلات الولادات ، وتعميق الهوة الاقتصادية ــ الاجتماعية لصالح النخبة اللصوصية الأوليغارشية الحاكمة وغيرها من الوسائل الاخرى ، ويتم تحقيق ذلك من خلال تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجاره الدولية ... وهذه هي الادوات الرئيسية للحكومة العالمية .
3ـ العمل وبكل الوسائل والاساليب الممكنة والمتاحة على تفشي المخدرات والجريمة والتعاطي وبشكل مفرط للكحول وخاصة وسط الشباب [ ذكور ــ أناث ] ، وأستخدام كافة وسائل الاعلام ومنها التلفزيون والسينما والراديو والصحافه والانترنيت ... للترويج على عدم الزواج أي العزوف عنه وحث الشباب على التوجه نحو الزواج العرفي او المدني والدعوة العلنية للتلوث الأجتماعي أي الدعارة الحيوانية وهذا يعني النهاية الحتمية والكاملة لتفكيك وأنهاء الاسره
[ العائلة ] والتي تشكل النواة الرئيسية في المجتمع .
4ــ الترويج للتخلي عن القيم الانسانية النظيفة سواء داخل الاسرة او على صعيد المجتمع ، أي بمعنى اخر التمرد على كل القيم والعادات والتقاليد السلمية في العائلة والمجتمع بحجة أنها (( متخلفة )) !! وزرع أسوء القيم والعادات والتقاليد والثقافة الغربية على هذا المجتمع .
5ـ العمل وبأساليب متعدده على انتشار الامراض القديمة ــ الجديدة سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر ، فعلى سبيل المثال يعد’ مرض الايدز(( نقص المناعة )) احد أخطر الامراض التي يعاني منها المجتمع الدولي اليوم سواء كان في أوربا أو في افريقيا او غيرها من الدول ، وستكون الوفيات بسبب هذا المرض بعشرات الملايين أو أكثر من ذلك ، وخاصة في البلدان النامية ، لأن معظم هذه الدول ليس لديها الامكانيات المادية لمعالجة اخطر كارثةً إنسانيةً ظهرت في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، وان الامبريالية الاميركية وأدارتها القمعية هي المسؤولة الاولى عن أنتشار هذه الافة الخطيرة والكارثية التي تواجه الشعوب الفقيرة ، وأعتبروا الشعوب الفقيرة (( فائض سكاني ))!! ليس له الحق في العيش الكريم ! ، وكما لايستبعد من ظهور أمراض كثيرةً وجديدةً وتحت تسميات متعددةً بهدف تقليص عدد سكان العالم ، ناهيك عن أحتمال ظهور وتفاقم المشكلة الغذائية ، والمشكلة البيئية ، ومشكلة نقص المياه التي ممكن أن تسبب الحروب وغير ذلك .
ان هذه الاساليب وغيرها وفي حالة نجاح تطبيقها سوف تؤدي فعلاً الى تقليص عدد سكان العالم لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة ــ أي الطغمة المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي ولصالح البرجوازية الحاكمة في بقية البلدان ، وهذه الطبقة البرجوازية قد أستحوذت اليوم على المال والسلطة والاعلام وتشابكت وترابطت مصالحها السياسية والاقتصادية والايديولوجية وشكلو حلفاً ظالماً ضد الشعوب الفقيرة .
لقد صرحت رئيسة وزراء بريطانيا السابقه تاتشر وبشكل علني أذ قالت يجب أن يكون عدد سكان روسيا بـ 15 مليون نسمه وشاركها بالرأي رئيس وزراء بريطانيا السابق جون ميجير اذ قال يجب ان يكون عدد سكان روسيا بـ 20ــ 30 مليون نسمه [ علماً أن الاحصاء الرسمي الحكومي يؤكد ان عدد سكان روسيا 143 مليون نسمه ]، هذا ماقالوه وبشكل علني مع جمهورية روسيا الاتحادية ، فيكيف يتم التعامل مع بلدان أسيا وافريقيا وأميركا اللاتينيه او مع دول أوربا الشرقية أو جمهوريات أسيا الوسطى ؟!.
المحور الخامس :ـ تجزئة الدول !!
يسعى قادة الحكومة العالمية الى تقسيم ((تجزئة)) غالبية دول العالم وخاصة تلك الدول التي لديها الثروات الطبيعية وخاصة النفط والغاز والحديد والغابات والماء العذب ...، وكما يمكن تقسيم هذه الدول تحت أساليب وشعارات عديدةً يتم أفتعالها والترويج لها عبر وسائل الاعلام وبشكل مركز من قبل قادة الحكومة العالمية وأنصارها وحلفائها في هذه الدول ومن أهم هذه الحجج هي (( غياب الديمقراطية ، غياب حقوق الانسان ، البيريسترويكا ، وجود اسلحة دمار شامل ، وجود برنامج نووي ، الحصار السياسي والاقتصادي ، تشكيل ما يسمى بالمعارضة السياسية ...)) ومن خلال هذه المبررات وغيرها يتم تقويض ، تجزئة الدول وحسب المخطط المرسوم من قبل قادة الثالوث العالمي ، فعلى سبيل المثال ، تم تفكيك الاتحاد السوفيتي عبر مايسمى بالبيرويسترويكا ، وتواجه روسيا اليوم نفس مصير الاتحاد السوفيتي ولكن تحت مايسمى بالاصلاح الاقتصادي أو الليبرالية المتوحشة ، وتم تقويض [ تفكيك ] جمهورية يوغسلافيه الاتحادية تحت حجة وجود (( دكتاتور)) و(( سلطةً دكتاتوريةً )) ألا أن الجوهر الرئيس كان هناك موقف أيديولوجي من جمهورية يوغسلافيه ، وتم تفكيك جمهورية جيكوسلوفاكيا الى جمهورية الجيك والسلوفاك ، وبعض الدول معرضة للتقسيم او التفكيك من خلال تبني شعار الفيدرالية ، وهذا مايعانيه العراق اليوم في ظل هيمنة الاحتلال الاجنبي ، وان كثير من البلدان النامية معرضة لخطر التقسيم (( التفكيك )) وأن أكثرية البلدان العربية معرضة للتفكيك ومنها مصر ولبنان وسوريا والسودان وليبيا والجزائر والعربية السعودية ... فهل سيستيقظ حكام هذه البلدان لمخاطر هذا المشروع الكارثي ؟ وهل ستدرك الاحزاب الوطنية والتقدمية وقادتها لهذا الخطر المحدق ؟ وهل ستدرك الشعوب الواعية للنتائج المأساوية لمشروع الحكومة العالمية ؟ فالمستقبل القريب مليئ بالمفاجأت .
المحور السادس :ـ تقويض الحركات والاحزاب الدينية
يهدف مشروع الحكومة العالمية الى تفتيت الحركات والاحزاب الدينية وخاصة بعد نفاذ دورها ومهامها التي اوكلت اليها ومنذ العشرينات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، وان قسماً من هذه الحركات والاحزاب قد تم تأسيسها من قبل البلدان الرأسمالية ومؤسساتها الامنية وخاصة من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية والمخابرات البرطانية ، ومن أهم هذه التنظيمات على سبيل المثال هي : تنظيم القاعده بقيادة إسامه بن لادن وحركة طالبان وغيرها من التنظيمات
(( الأسلاميه )) في عدد من الدول العربية والاسلامية ، واعتبرت (( الديمقراطيات الكبرى )) ان هذه التنظيمات هي من (( أنصار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ...))؟!.
ان هذه التنظيمات قاتلت الجيش السوفيتي في أفغانستان في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، وحسب الاتفاق بين غورباتشوف ــ وشيفرنادزه والادارة الاميركية تم سحب الجيش السوفيتي من أفغانستان ، وتم تقويض النظام الوطني لجمهورية أفغانستان الديمقراطية برئاسة رئيسها الشرعي نجيب الله ، وهي صفقه تمت بين غورباتشوف وفريقه والادارة الاميركية ، وبعد فتره ظهرت (( مشاكل )) بين وكالة المخابرات المركزية الاميركية وحركة طالبان وتنظيم القاعده بزعامة بن لادن وكانت هذه الخلافات لاتحمل طابعاً أيديولوجياً ، بل على الدور اللاحق لهذه التنظيمات ، وبنفس الوقت تم إحتضان مايسمى بالعرب الافغان وغيرهم من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية وجهاز الموساد في عدد من الدول العربية والاوربية على أمل أن يتم الأستعانة بهم في المستقبل عند (( الضرورة )) وبعد أحداث أيلول عام 2001 و(( فجأةً )) أصبح تنظيم القاعده وأسامه بن لادن وحركة طالبان يشكلون (( العبئ الضار والثقيل ))!! على الادارة الاميركية وحلفائها ، وتحويل بن لادن وحركته ... كأرهابين دوليين !!.
ان الهدف الرئيس للادارة الاميركية هو أضعاف دور ومكانة بن لادن وتنظيم القاعده وحركة طالبان ... إلى الدرجة التي لايمكن لهذه الحركات من أن تشكل خطراً جدياً وحقيقياً على مصالح اميركا وحلفائها وكذلك ان لايشكلوا خطراً على تنفيذ مشروع الحكومة العالمية إلاوهو مشروع الشرق الاوسط الكبير، وأن شعرة معاويه ــ كما يقال ــ لا زالت باقيةً بين الادارة الاميركية وهذه التنظيمات ، وتسعى امريكا اليوم على (( محاربة )) هذه التنظيمات وغيرها تحت حجة مايسمى بمكافحة الأرهاب الدولي ، وكما هو معروف أن الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها (( حليف أو صديق )) ــ طبعاً بأستثناء الكيان الاسرائيلي ــ بل لديها مصالحها الخاصة بالدرجة الاولى ، فعندما ينتهي دور حليفها من وجهة نظرها يتم التخلي عنه وخير دليل على ذلك ، شاه أيران ، أنور الساداة ، موبوتو ، والقائمه طويلةً .
اعلن الرئيس الامريكي بوش الابن (( نحن سوف نستخدم في هذه الحرب أي نوع من السلاح نراه ضرورياً ... وعلى أي بلد من بلدان العالم ، وبغض النظر عن موقعه الجغرافي أن يتخذ لنفسه قراراً ، اما إن يكون معنا او يكون مع الارهاب ... وأنا اطلب من القوات الامريكية ان تكون جاهزة ومستعدة وأن الساعة قريبةً وعندما تبدأ فأنتم سوف تملؤننا فرحاً ... ان نضالنا هذا من اجل الحضارة ... نحن لانعرف اتجاهات هذا الصراع ، ولكن نعرف كيف ستكون نهايته ، ونحن نعرف أن الله سوف لن يكون محايدا ... نجاحنا وأملنا في الوقت الحاضر وفي كل الاوقات يتعلق بنا بالدرجه الاولى ... ويجب علينا ان نكشف كل خلايا الارهاب في 60 دوله أو اكثر من ذلك)) .
تقوم الولايات المتحدة الاميركية في تنفيذ مشروع الحكومة العالمية ومنذ فترةً غير قصيرةً وخاصة بعد غياب الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وتحت مبررات عديدة وفي مقدمتها محاربة الشيوعية والقضاء على الأحزاب الأسلامية المعتدلة ، وتفتيت الاحزاب السياسية وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية ، وتقليص عدد سكان العالم والعمل الجاد على تجزئة وتقسيم الدول وخاصة التي تمتلك الثروات الطبيعية ، وأعلان الحرب على بعض الدول والتي اطلق عليها مايسمى بمحور الشر وهذه الدول يجب ان يتم تقويضها ومن الداخل وبأي أسلوب كان ومنها كوبا وكوريا الشماليه وبيلاروسيا ، وسوريه وأيران وأن روسيا والصين قد تم ادخالها في هذا المحور وتمارس ضغوطات سياسية وعسكرية احياناً وحسب الضرورة ومستوى درجة العلاقة بين هذه الدول والادارة الاميركية ، وكما تسعى وتهدف أميركا ألى تغيير ألدول (( الحليفة والصديقة )) لها في البلدان النامية وخاصة بعض البلدان العربية وتحت حجج عديدة عديدة . أن الجوهر الرئيس لمحاربة هذه الدول وغيرها يعود بالدرجة الاولى رفضها لسياسة الولايات المتحدة الاميركية والمتمثلة بهيمنة القطب الواحد وبناء مايسمى بالنظام العالمي الجديد ، وقيادة العالم والأستحواذ على ثرواته . هذا هو الجوهر الرئيس لمشروع مايسمى بالحكومة العالمية .
المبحث الاول :ـ (( البيرويسترويكا )) هي المشروع السري للحكومة العالمية ... وبعض مـــحــــاوره !!
(( لايستطيع القيام بدور مناضل للطليعة ألى حزب يسترشد بنظرية الطليعة )).
(( لا حركةً ثوريةً بدون نظريةً ثوريةً )).
لينين
يعد غياب الاتحاد السوفيتي من المسرح السياسي الدولي أكبر جريمة كبرى حدثت في العقد الاخير من القرن العشرين ، وخلال الفترة منذ عام 1991 ولغاية اليوم ، دخل العالم في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ـ الاقتصادي والعسكري ...، ومن أخطر ما حدث بعد غياب الاتحاد السوفيتي هو نشوب حرب الخليج الثانية أو ما (( يسمى بعاصفة الصحراء)) ضد الشعب العراقي والتي كانت البداية الحقيقية لظهور ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ، والحرب غير العادلة ضد الشعب اليوغسلافي والافغاني والعراقي واللبناني والفلسطيني وغيرها من الحروب غير المشروعة في بلدان أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية وان الحرب غير العادلة على الشعب العراقي هي ليست الحلقة الاخيرة من مخطط الحكومة العالمية بل يمكن القول أنها الحلقة الاولى ألرئيسية ضمن هذا المخطط اللاشرعي الذي من أحدى أهم أهدافه هو الغاء اهم النتائج السياسية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي تحققت بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية والعمل على أعادة تقسيم العالم من جديد لصالح ممثلي الحكومة العالمية .
لقد مضى أكثر من عقدين على تفكيك وغياب الاتحاد السوفيتي ، وأن هذه الجريمة النكراء كانت ولاتزال موضع نقاش حاد بين مؤيدي وأنصار الاتحاد السوفيتي وخصومه ومن حق القارئ والسياسي أن يطرح تسأولات عديدة ومن أهمها هي ألاتيه :ـ
كيف يمكن أن يختفي الاتحاد السوفيتي كدوله عظمى وبدون أطلاق طلقة واحده ؟ ما هو دور العامل الداخلي والخارجي في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ؟ هل أختفى الاتحاد السوفيتي بفعل أزمة أقتصادية ومالية أم بفعل مؤامرة دولية ؟ وما هي ألقوى الداخلية والخارجية التي ساهمت في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ؟ وهل كان بالأمكان احباط وأفشال مخطط الحكومة العالمية ؟ ماهو موقف ودور الاحزاب الشيوعية العالمية من مايسمى بالبيرويسترويكا ؟ وماهو دور ومكانة الحزب الحاكم قيادة وكادر وأعضاء من هذه الخيانة العظمى ؟ ماهو دور ومكانة الطبقة العاملة وحلفائها من هذا المشروع اللامشروع ؟ ولماذا ساندت غالبية (( قادة )) الأحزاب الشيوعية لهذا ألنهج التحريفي؟!.
تؤكد النظرية الماركسية ـ اللينينية على أهمية ودور العامل الدخلي في تحديد مسار العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والثقافية ، ويمكن ان يلعب العامل الداخلي دوراً فاعلاً وموجهاً لمسيرة التطور وفي جميع الاتجاهات ، ويمكن أن يلعب العامل الداخلي الدور السلبي في أرجاع عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي الى الوراء وما حدث في الاتحاد السوفيتي منذ تنفيذ ما يسمى بالبيرويسترويكا خلال الفترة 1985 ـ 1991 ألا دليل وبرهان على ذلك ، ولكن ألشيئ الجديد في عملية تفكك الاتحاد السوفيتي أصبح العامل الخارجي هو العامل الفاعل والرئيس والموجه للعامل الداخلي في تنفيذ مشروع الحكومة العالمية ، أذ وجدت قوى الثالوث العالمي أنصاراً لها وأطلق عليهم بـ ((عملاء النفوذ )) في قيادة الحزب والسلطة ونفذ (( الطابور الخامس )) هدف الحكومة العالمية ألاوهو تفكيك الاتحاد السوفيتي الى دويلات (( مستقلة ))!!.
أن السلطة السوفيتية ، والاشتراكية في الاتحاد السوفيتي لم يواجها أزمةً أقتصاديةً ـ أجتماعيةً ، ولا أزمةً ماليةً ولا أزمةً أيديولوجيةً ولا غيرها بحيث تكون هذه الازمة سبباً رئيسياً في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ، أن أحد أهم الاسباب الرئيسية التي ادت الى غياب الاتحاد السوفيتي وهو عامل الخيانة العظمى وخاصة في قيادة الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية والى الدور السلبي الكبير " للنخبة المثقفة " وخاصة من العناصر غير الروسية فهؤلاء شكلوا العامل الداخلي والخارجي في أن واحد من أجل تنفيذ مشروع قوى الثالوث العالمي ، وكانت هذه (( النخبة )) تحتل المواقع القيادية في قيادة الحزب والسلطة ، وهي في يدها سلطة الاعلام والأيديولوجية وحصلوا على الضوء الاخضر من غورباتشوف وفريقه من أن ينشطوا ويحققوا ما أوكل اليهم جميعاً وتحت شعارات كاذبة وفارغة وفي مقدمـتهـــا (( البيرويسترويكا وحقوق الانسان ، والتعددية ، والتعجيل والتطوير ، والعلنية والديمقراطية ...))، ويجب أن نتذكر ما قاله لينين وأكد عليه وحذر منه ، من أن أي أرتداد عن ألنهج والبناء الاشتراكي فأن حدث [ الحزب مسؤول عن كل ذلك ] هذا التحذير أكدته وزكته الحياة وبالملموس خلال الفترة 1985 ـ 1991، وشكل الأتحاد السوفيتي العقبة الرئيسية أمام تنفيذ مخطط الحكومة العالمية ، واعتبرته العدو رقم 1
وبعد تنفيذ مشروع الحكومة العالمية تم تقويض الاتحاد السوفيتي بفعل عامل الخيانة العظمى من قبل غورباتشوف وفريقه ، وبعد ذلك فأن الحكومة العالمية لم تواجه أي صعوبات جدية في تنفيذ مشروعها اللامشروع على الصعيد العالمي والعمل به وفق جدول زمني محدد ـ طبعاً ــ حسب وجهة نظرهم !!ولكن هل يمكن للحكومة العالمية أن تستمر في تنفيذ مشروعها على ألصعيد العالمي ، سيما وأن النتائج الكارثية لهذا المشروع أصبحت واضحة ومعروفة ومرئية لغالبية شعوب العالم كافة ، وفي حالة الأستمرار في تنفيذ هذا المشروع ستكون نتائجه السياسية والاجتماعية والأقتصادية والعسكرية ... مأساوية على كادحي شعوب العالم ،لأن هذا المشروع في شكله ومضمونه ، مشروعاً طبقياً وأيديولوجياً يخدم مصلحة الطبقة الرأسمالية والفئه الطفيلية والمضاربة والشركات الاحتكارية الكبرى في العالم .
أن النظام الرأسمالي العالمي ، ومنذ نشؤه ولغاية اليوم واجه ويواجه أزمات عامة وشاملة ودورية ، ويكمن السبب ألرئيس في هذه الأزمات في أنها نابعه في طبيعته وأساسه الاقتصادي ـ الاجتماعي ولا يمكن أن تكون الازمة خارج نطاق ذلك ، وان هذا النظام وخاصة في مرحلته المتقدمة ـ الامبريالية ، قد عجز وفشل اليوم في معالجة أزمته العامة وأيجاد الحلول الجذرية لذلك ، بل لجأ ويلجأ اليوم قادة هذا النظام الى أيجاد حلول ترقيعية ومكلفة على كادحي وفقراء العالم أجمع ومن اخطر هذه الحلول هو أعلان الحروب غير العادلة ضد شعوب العالم وتحت مبررات واهية ومنها (( غياب حقوق الانسان ، والديمقراطية ، وتصفية أسلحة الدمار الشامل ، ومكافحة ما يسمى بالارهاب الدولي ...)).
لقد أصبحت هذه ألحروب غير ألمشروعة وكأنها (( ألدواء الشافي )) وألمخرج ألرئيسي للخروج من أزمة نظامهم ألمريض ولو لفترة زمنية معينة ، أما ألاسلوب الثاني وألرخيص لمعلجة أزمة نظامهم يكمن في أسلوب ألتأمر والتجسس وتكوين شبكات عديدة من العملاء أو ما يسمى بالطابور ألخامس وتحت مسميات عديدة ومنها تشكيل (( أحزاب سياسية ))
(( ومنظمات مهنية )) و(( منظمات حقوق الانسان )) وغير ذلك بهدف تقويض الانظمة ألوطنية ألرافظة للرأسمالية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي وشمل هذا الاسلوب
(( حلفاء )) و(( أصدقاء )) أميركا ، وأن الهدف ألرئيسي من الاسلوبين اللاشرعيين هو الاستحواذ على ثروات شعوب العالم وخاصة في ما يتعلق بموارد الطاقة [ النفط ، ألغاز ...] والهيمنة على أسواق العالم بهدف تصريف (( فائض )) ألانتاج ومنذ السبعينيات من القرن ألماضي ولغاية اليوم دخل ألنظام ألرأسمالي العالمي وخاصة ألامبريالية الامريكية ، في أزمة عامةً وشاملةً ، شملت كافة الميادين السياسية والاقتصادية ــ ألاجتماعية والأيديولوجية والعسكرية وحتى الاخلاقية ، وفي نهاية السبعينات أعلنت الادارة الاميركية وبشكل علني ووقح من أن ألدول الاشتراكية في أوربا الشرقيه وجمهوريات البلطيق تمثل مصالحها الحيوية ومن الضروري القضاء على الاشتراكية وفي جزئها الهام والمتمثل بالاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقيه وتحويلها ألى دول تابعةً سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً وفاقدة لقرارها السياسي ، ودول مصدره لأهم مواد الخام الاولية وخاصة [ ألنفط والغاز ...] وتحويل هذه الدول الى سوقاً لتصريف (( فائض الانتاج )) ألرأسمالي وخاصة ألسلع ألغذائيه والكمالية والمعمرة ...، فأن كل ذلك وغيره قد شكل من وجهة نظر الادارة الاميركية (( ألديمقراطية)) و(( دولة ألقانون )) المخرج ألرئيسي للازمة العامة للنظام الرأسمالي وخاصة للاقتصاد والمجتمع الامريكي .
أن ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985 ـ 1991 ، وما يحدث اليوم في رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] ما هو ألا شيئ مرعب ويفوق الخيال والتصور، فغارباتشوف وفريقه قد خانوا شعبهم وفكرهم وحزبهم ، وكما خانوا شعوب وأحزاب ألبلدان ألاشتراكية وخاصة بلدان أوربا ألشرقية وكما خانوا وغدرو أيضاً بالحركة ألشيوعية ألعالمية ، والاحزاب والانظمة الوطنية والتقدمية ، وأن غورباتشوف وفريقه ألحاليون ألذين يسيرون على نفس نهجه الكارثي وبالتنسيق مع قوى ألثالوث ألعالمي وفي مقدمتها ألامبريالية ألامريكية بهدف تخريب ،وتفتيت ألاحزاب ألشيوعية ألعالمية ومن داخلها كما فعلوا في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985ــ 1991، وأن ماحدث ويحدث اليوم في رابطة ألدول ألمستقلة وغيرها من ألدول والاحزاب ألشيوعية في العالم ألا تكريس لمشروع ألحكومة ألعالمية ، واصبح غورباتشوف وفريقه أدة طيعة ورخيصة في يد ألحكومة ألعالمية من أجل تنفيذ مشروعها على الصعيد ألعالمي ، وما حدث في ألاتحاد السوفيتي ودول أوربا ألشرقية ، وما حدث ويحدث اليوم في بلدان أسيا وأفريقيا وأميركا أللاتينيه ، وما يحدث أليوم في منطقة ألشرق ألاوسط من أبادة شبه جماعية وبأسالب مختلفة للشعوب ألعربية وخاصةً ألشعب ألفلسطيني وألشعب اللبناني وألعراقي إلا دليل ملموس على هذا النهج الخطير لهذا المشروع ألعالمي .
ان من أهم النتائج ألخطيرة لمشروع ألحكومة ألعالمية وخلال ألفترة 1985 ـ 1991 تمثلت بالأتي :ـ إختفاء الأتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي ألسوفيتي من الساحة ألسياسية ألدولية ، وكان هذا هو إلهدف الرئيس لهذا ألمشروع ، وحل حلف وارسو ومجلس التعاضد الأشتراكي [ سيف ]، وأختفاء الدول الأشتراكية في أوربا ألشرقية ، وبيع جمهورية ألمانيا الديمقراطية الى ألمانيا ألغربية ، ومن خلال عقد صفقةً خيانةً بين غورباتشوف ـ ادوارد شيفيرنادزه وكول ، وحصل شيفيرنادزه على مبلغ زهيد نتيجة لجهوده من أجل ألاطاحة بجمهورية ألمانيا ألديمقراطية وألحاقها بألمانيا ألغربية ، وبعد هذه ألصفقة أصبحت ألمانيا ألموحدة عضوة في حلف ألناتو ، وتم تفتيت ، تقسيم ، إختراق معظم ألاحزاب ألشيوعية ألعالمية وأصبحت بعض ألاحزاب ألشيوعية في نهجها وسلوكها احزاباً أشتراكيةً ــ ديمقراطيةً أو حتى أسوء من ذلك ، هذه هي بعض النتائج ألماساوية على الصعيد ألدولي .
أما نتائج مشروع ما يسمى بالبيرويسترويكا على ألصعيد ألداخلي وفي ألميدان ألاقتصادي والأجتماعي فهي نتائج سلبية ونذكر من أهمها :ـ نشوب الحرب ألأهلية منذ عام 1987ولغاية 1991 وخاصةً في جمهوريات اسيا ألوسطى وغيرها من ألدول وراح ضحية هذه ألحروب مئات ألالاف من ألمواطنين ألابرياء ، وتم تأجيج ألصراعات القومية والدينية ، وظهور تيارات ذات نزعةً شوفينيةً وعنصريةً فاشيةً ، وهبوط مستمر للأنتاج ألمادي وخاصة بسبب ألخراب ألمتعمد للقطاع ألزراعي وألصناعي ، وظهور عشرات الملايين من ألمهجرين والمشردين والعاطلين عن العمل ، وتدهور الدخل الحقيقي لأكثر من 85 % من سكان رابطة الدول المستقلة ، وبالمقابل ظهور ألديناصورات والحيتان المالية التي إبتلعت ثروة الشعب ، وظهور جيش كبير من ألعاطلين عن ألعمل وخاصة وسط ألشباب ، وظهور جيش كبير من ألاطفال المشردين والأيتام الذين لايملكون لا الغذاء ولا السكن ، بل هم اليوم يتسولون في ألشوارع وأصبحت مقرات سكنهم هي محطات ألقطارات وأنفاق المترو ... وعودة ألامراض التي تم ألقضاء عليها قبل اكثر من نصف قرن وعودة ألامية وخاصة بين الشباب ومن جديد ، وتنامي ألمديونية على الصعيدين المحلي والخارجي وتنامي العجوزات المالية في الميزانية ألحكومية وميزان المدفوعات والميزان التجاري ، والتضخم المفرط ، وتفشي ألجريمة والمخدرات والتلوث الاجتماعي ــ أي بيع (( ألسلع الحية ))، وهيمنة ألمافيا السياسية والأجرامية على اهم ألمفاصل الاقتصادية والمالية والأعلامية ، وتعمق الهوة ألاقتصادية والأجتماعية لصالح الاوليغارشية الحاكمة والفئة الطفيلية واللصوصية .
فهل هذا هو المطلوب من عملية ألبيرويسترويكا ألتي صفق وروج لها ألغرب واعلامه
(( الديمقراطي )) وبنفس الوقت صفقت لها بعض الأحزاب الشيوعية و(( قادتها)) نطرح سؤالاً مشروعاً على كل من أيد وبحماس وعقد ألندوات (( ألفكرية )) والتثقيف لهذا ألنهج ألخياني ؟ هل كان تطابق موقفهم مع الأعلام الغربي محض صدفة ؟ أم ...؟! فهل سنحصل على جواب من هؤلاء ((ألقادة الشيوعيين))؟!.
لقد عمل غورباتشوف ــ ياكوفليف ــ شيفيرنادزه ــ يلتسين ...، وبشكل هادف وواعي ومخطط على تخريب ألاقتصاد والمجتمع ألاشتراكي ، ومن خلال تطبيق ما يسمى بوصفة صندوق النقد والبنك ألدوليين، فبحجة هذه ألشعارات ومنها (( حقوق ألانسان ، التجديد والتعجيل ، والديمقراطية ...)) ثم تخريب ألقطاع ألصناعي والزراعي وأضعاف كبير للقوة العسكرية ، وثم تخريب افضل نظام تعليمي وصحي واجتماعي في ألعالم ، وكما عمل هؤلاء ((ألقادة)) وبالتنسيق والتعاون مع الدوائر ألعسكرية والمخابراتية وفي مقدمتها وكالة ألمخابرات المركزية الامريكية وتحت حجة (( تقليص الانفاق والتسليح والأنفراج ))على تخريب الجيش السوفيتي ــ ألروسي من حيث الكم والنوع وكذالك تم اضعاف مكانة لجنة امن الدولة المعروفة بـ [ كي .جي .بي ] .
أن نهج ما يسمى بالبيرويسترويكا أدى ألى اشاعة الخراب والدمار والفوضى وفي كافة ألميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ...، وكان هذا هو الهدف الرئيس لقوى الثالوث ألعالمي من المشروع (( ألبيرويسترويكي )) سيئ ألصيت . يطرح سؤال مشروع :ـ ما هو هدف ألحكومة ألعالمية مابعد ذالك ؟
نعتقد أن(( نجاح )) ألحكومة ألعالمية في تفكيك ألاتحاد السوفيتي ما هو ألا الخطوة ألاولى في مشروعها ألعدواني ، فهناك أهداف أخرى رئيسية تهدف اليها ألحكومة ألعالمية من تحقيقها ومن أهمها هو الاتي :ـ
تسعى ألامبريالية ألاميركية قيادة ألعالم وألاستحواذ على أهم موارده ألطبيعية ألمتمثلة بالنفط والغاز ... وأعتبرت ألادارة ألاميركية أن ألعالم كله قد أصبح يمثل مصالحها ألحيوية ؟! ياله من جنون ألعظمة ألشيطانية ، وياله من خرافة لايصدقها إلا من فقد صوابه ، وتحت معاداة ومحاربة ألفكر الاشتراكي والشيوعي ثم تقويض جمهوريات يوغسلافيا ألاتحادية ، الجمهورية ألاشتراكية ألوحيدة في أوربا ومن خلال أسلوب ألتدخل ألعسكري وبشكل غير شرعي وكانت حجة (( رائدة ألديمقراطية )) هو وجود نظام ((دكتاتوري)) في يوغسلافيا ((وغياب ألديمقراطية وحقوق ألانسان...)) وتم خلق مايسمى بالمعارضة ألسياسية وبفضل ألورقة ألخضراء ثم خلق (( ألدكاكين ألسياسية )) وتم تأجيج ألصراعات القومية والطائفية والدينية بين الشعب أليوغسلافي وبشكل واعي ومخطط له ، من اجل تحقيق الهدف الامبريالي شن حلف ألناتو بقيادة ألامبريالية ألاميركية حرباً غير عادلة ذهبت ضحيتها عشرات ألالاف من المواطنين الابرياء وثم اعتقال ألرئيس ألشرعي لجمهورية يوغسلافيا الاتحاديه من قبل قوات ألناتو الوحشية وعدم الأخذ بالديمقراطية وحقوق ألانسان التي يدعون بها ، وشكلوا محكمة لاهاي أللاقانونية لمحاكمة سلوبودان وفشلوا في ادانته في أرتكاب جرائم ضد شعبه ووصلت ألمحكمة الى طريق مسدود، فلم يبقى امام ألادارة ألاميركية واجهزتها ألمخابراتية إلا الاسلوب المخابراتي القذر إلا وهو ضرورة تصفيته وفعلاً تم تصفيته باسلوبهم الخاص والقذر وتخلصو من جريمتهم النكراء ضد ألرئيس ألشرعي وضد الشعب اليوغسلافي ، وتم تفكيك جمهورية يوغسلافيه الى دويلات (( مستقلة )) تابعة ومتخلفة .
أن احد اسباب (( نجاح )) الامبريالية الاميركية وحلفائها في تقويض النظام ألاشتراكي في يوغسلافيا يرجع الى ألدور اللامبدئي الذي اقدم عليه يلتسين ــ ثشرينوميردين ولعب اللوبي اليهودي الروسي الدور ألفاعل والموجه لنظام يلتسين من أجل ان يتخلى عن دعم وأسناد سلوبودان .
لقد أستخدمت اميركا وحلفائها حجة وهمية إلا وهي مايسمى بمكافحة الأرهاب ألدولي ، ومن خلال هذه ألبدعة تم تقويض نظام حركة طالبان التي أسسة ودعتمة ومولة ودربة وأشرفت عليه وكالة المخابرات ألمركزية الاميركية والاستخبارات ألباكستانية وكان ألهدف ألرئيسي من تقويض حركة طالبان مجيْ نظام أفغاني جديد موالي بالكامل لأمريكا ، وممارسة ألضغوطات ألسياسية والاقتصادية والعسكرية بالضد من ألصين وايران وروسيا وجمهوريات أسيا ألوسطى ناهيك عن ألهدف الهام وهو محاولة أميركا السيطرة على نفط بحر قزوين إضافه ألى ألاستفادة من تجارة ألمخدر ات والتي تدر أرباحاً خياليتةً على ألمافيا ألافغانية والمتحالفة مع بعض ألقيادات ألعسكرية وبلغ أجمالي المبيعات السنوية للمخدرات بـ 45 مليار دولار وهناك تقديرات أخرى تؤكد أكثر من ذلك بكثير .
أن حرب أميركا وحلفائها في أفغانستان كان له بدايةً ولكن نهاية هذه ألحرب غير معروفة ألنتائج ودخل حلف ألناتو في مأزق حقيقي في أفغانستان وأن ألأسلوب ألعسكري كحل قد فشل فشلاً ذريعاً ، وسوف تخسر أميركا وحلفائها وسوف يتكبدون خسائر بشرية كبيرة في حالة أستمرار تواجد قوات ألاحتلال في أفغانستان وسوف تتوحد ألمنظمات ألاسلامية مع تنظيم مايسمى بالقاعدة بالضد من التواجد العسكري للقوات الاجنبية المحتلة وسوف تحضى هذه ألتنظيمات ألاسلاميه ألتي أوجدتها [ C.I.A ] بالضد من ألاتحاد السوفيتي من قبل ((حلفاء )) و((أصدقاء )) أميركا من ألدول ألغنية سواء كان هذا ألدعم مادي اوغير مادي سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وهنالك حقيقة يجب أن تفهمها ألادارة ألاميركية وأن ألشعوب لايمكن ترويضها ولايمكن شراؤها بالدولار .
أن رحيل قوات ألاحتلال من ألبلدان هو شيئ حتمي وموضوعي سواء كان ذلك في ألعراق أو في أفغانستان أو في جمهوريات أسيا ألوسطى أو غيرها من ألبلدان ، كما أنهزمت ورحلت ألامبريالية ألاميركية من فيتنام ولبنان والصومال وغيرها من البلدان .
لقد أستخدمت أميركا حجة جديدة ضد ألنظام ألعراقي ألسابق وهي (( تصفية أسلحة ألدمار ألشامل ...))!! من خلال هذه ألحجة ألكاذبة تم تقويض ألنظام ألعراقي من خلال التدخل العسكري ألمباشر وكان ألاجدر بالادارة ألاميركية أن تستخدم أساليب كثيرةً في تحقيق ماكان يصبوا اليه الشعب ألعراقي وقواه الوطنية من خلال ألاعتماد على ألشعب ألعراقي وقواه ألسياسية ، فالشعب يملك ألحق ألكامل في عملية تقويض هذا ألنظام ، ومن الداخل فلو تم ذلك لتجنب ألشعب ألعراقي كل هذه ألمأسي والكوارث ألسياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية والعسكرية ، إلا ان الادارة ألاميركية رفظت ذالك ، وتدخلت عسكرياً من أجل تقويض ألنظام ألعراقي ، وكان ألهدف ألرئيس هو ألاستحواذ على نفط وغاز ... الشعب العراقي وتأمين الأمن للكيان ألأسرائيلي وفق " ألمبدأ" القائل (( إنصر أخاك ضالماً أو مضلوماً )) وتنفيذ ما يسمى بمشروع ألشرق ألاوسط ألكبير (( ألجديد ))، وليس" إنقاذ" ألشعب من طاغية العراق بدليل أن ثمن (( تحرير)) ألعراق وبناء (( ألديمقراطية وحقوق ألانسان والتعددية السياسية ...)) كان ثمن باهظاً أذ تجاوز ألمليون قتيل ؟ ولا زالت الاوضاع السياسية والاقتصاديةــ ألاجتماعية والأمنية غير مستقرة وهناك عشرات (( ألقنابل)) ألموقوتة في ألعراق وهي قابلة للأنفجار في أي وقت ، وأن حدث ذالك سواء كان من قبل قوى داخلية كانت أم أقليمية أو من ((ألديمقراطيات ألكبرى )) فأن مصير ألعراق أرضاً وشعباً سيكون في خطر جدي وكما لايستبعد من إختفاء ألعراق كدولةً موحدة ، أي ظهور(( دويلات)) صغيرة و((مستقلة)) وأن حدث هذا فأن من رفع شعار ألفيدرالية وطالب في تنفيذه وفي مثل هذه ألاوضاع غير ألطبيعية سيتحملون كافة ألمسؤولية أمام ألشعب ألعراقي أليوم أو غداً ، فالفدرالية مطلب شرعي ولكنها تحتاج الى ضروف وأستقرار أمني وأقتصادي ــ أجتماعي ويمكن أن يتم تحقيق الفدرالية من خلال القيام بأجراء الأستفتاء الشعبي الحر والديمقراطي وعكس ذلك فهو سابق لأوانه ويحمل هذا المشروع مخاطر جديةً على وحدة وسلامة العراق أرضاً وشعباً .
أن " ألحجه ألذكية" التي أستخدمتها ألامبريالية ألاميركية إلا وهي خلق ، تأسيس ((معارضة سياسية)) بهدف أشاعة وأفساد ألعمل ألسياسي النظيف وتم تأسيس (( أحزاب )) و(( جمعيات)) و((منظمات)) لاتعد ولاتحصى وأغلب قيادة هذه ألاحزاب هم حلفاء وأصدقاء لأميركا ، وهذا ماحدث في رابطة ألدول ألمستقلة ودول أوربا ألشرقيه وكثير من بلدان اسيا وأفريقيا وأميركا أللاتينيه ، ومن خلال هذا النشاط اللامشروع أستطاعت ألولايات ألمتحدة ألتدخل في ألشؤون الداخلية للدول ألمستقلة بهدف تقويضها من ألداخل وبحفنةً من ألاوراق ألخضراء وهذا ألسلوك أللاقانوني لم يشمل ألدول ألرافظة لنهج سياسة ألقطب الواحد ، بل شمل أيضاً الدول الحليفة والصديقة لاميركا .
أن ما حدث ليوغسلافيا وبيلاروسيا وملدافيا وكوبا وفنزويلا وسوريا وأيران ... وغيرها من الدول إلا دليل حي وملموس على هذه ألبدعة الخبيثة واللاقانونية ، ومع ذلك فهم يدعون أنهم (( ديمقراطيون ، ودولة قانون ، ومجتمع ألمدني))، ويتم أليوم وعلى مرئ ومسمع كل شعوب ألعالم في أبادة ألشعب ألفلسطيني من قبل ألكيان ألأسرائيلي والمدعوم من قبل ألصهيونية العالمية والامبريالية الاميركية وحلفائها ، وفي ظل صمت وتخاذل غالبية ألانظمة ألعربية ألمتواطئة مع أميركا ، وأن ألهدف ألرئيس من هذه ألحرب غير ألعادلة ضد ألشعب ألفلسطيني هو تشريد وقلع جذور ألشعب ألفلسطيني من أرضه ألمشروعة .
أن نهج ألامبريالية ألاميركية ألعدواني واللاشرعي والذي يتم وفق " وصفة سحرية " مخالفة للمنطق، ويكمن جوهر هذه الوصفة في : مكافحة ألشيوعية عالمياً ، وأستخدام الحروب غير ألعادلة لمعالجة أزمة نظامها ألهش والسائر نحو ألهاويه والزوال ، ومكافحة ما يسمى بالارهاب ألدولي وتصفية أسلحة الدمار ألشامل وخلق معارضة سياسية فاقدة لصوابها وطريقها والتي لاتحضى بأحترام وثقة شعبها ، وأستخدام سياسة ألكيل بمكيالين وغير ذالك .
أن هذا ألنهج محكوم عليه بالفشل الحتمي وسوف لن يستمر طويلاً، وسوف تدرك شعوب ألعالم وأحزابها الوطنية والتقدمية خطر هذا ألنهج ألكارثي ومن أجل أفشال هذا المخطط يتطلب قيام جبهةً وطنيةً عالميةً لمقاومةً هذا ألنهج ألمأساوي ، وهذا يعني ظهور قطب جديد وهو قطب الشعوب من أجل أعادة التوازن السياسي والأقتصادي والعسكري لصالح الأستقرار العالمي .
أن توسع حلف ألناتو، حلف الشر قد شكل ويشكل اليوم ظاهرة عسكرية وسياسية خطيرة على العالم أجمع وخاصةً بعد حل حلف وارسو ، فبيع جمهورية المانيا ألديمقراطية وانظمام دول أوربا الشرقيه وجمهوريات البلطيق [ احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] الى هذا الحلف ، والعمل الحثيث من قبل أميركا على ظم كل من جورجيا وأكرانيا وأذربيجان وغيرها من ألبلدان الى حلف الناتو . أن الهدف الرئيس من ذلك هو محاصرة جمهورية روسيا ألاتحادية عسكرياً وأقتصادياً بهدف ترويضها وشل دورها وفاعليتها على صعيد رابطة الدول المستقلة وعلى الصعيد العالمي .
على ما يبدوا أن (( شهر العسل )) ـ كما يقال بين روسيا وأميركا خلال الفترة 1992ـ أب 2008 قد انتهى ، وأتسمت هذه الفترة بصفة المد والجزر في الميدان السياسي وغياب الثقة بين الأدارة الأمريكية والقيادة الروسية ، وكما يمكن القول أن نهج ألاحتواء والغطرسة والاستحواذ على ثروات ألشعوب الذي أنتهجته ألادارة ألاميركية منذ ألتسعينات من ألقرن ألماضي ولغاية أب عام 2008 قد فشل ، وهذا ألنهج أللامشروع قد ادخل ألادارة الاميركية في أزمات سياسية وأقتصادية ــ أجتماعية ومالية وعسكرية كبيرة .
يعتبر تشكيل محكمة لاهاي خرقاً للقانون والشرعية الدولية ، وهي محكمة غير دستورية أذ تم تشكيلها برأسمال صهيوني ــ أميركي ولأهداف سياسية بالدرجة ألاولى بهدف ألانتقام من جميع ألرؤساء وكبار ألمسؤلين ورجالات السياسة والاقتصاد والثقافة ... ألذين ناهظوا الولايات المتحدة ألاميركية خلال فترة مايسمى بالحرب الباردة وكذلك بالضد من ألرؤساء والقادة السياسين وألذين لايزالون يعارضون ألنهج ألامبريالي ألاميركي ألمتوحش ، وكان ألرئيس اليوغسلافي الشرعي لجمهورية يوغسلافيه سلوبدان ميلوفيتيش هو ألضحية الاولى بعد غياب الاتحاد السوفيتي ، ويتحمل ألرئيس الروسي بوريس يلتسين ورئيس وزرائه فيكتور تشرنيوميردين وغيره من المقربين منهم دوراً كبيرا فيً أعتقال وتصفية ألرئيس الشرعي سلوبدان ، وفي حالة أستمرارها فسوف يدخلها ليس فقط ألرؤساء وقادة الاحزاب الوطنية واليسارية ، بل حتى (( حلفاء )) و(( أصدقاء)) أميركا ، فأميركا ليس لديها "صديق" أو "حليف" فهي لاتؤمن بذلك ، لديها مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية فقط ، وهي تستخدم أللامنطق وتتبع سياسة الكيل بمكيالين ، ومع ذلك يدعون أنهم (( ديمقراطيون))..؟!.
أن غياب الاتحاد السوفيتي في عام 1991 قد ترك فراغاً سياسيا ًوأقتصادياً وعسكرياً كبيراً على الصعيد الدولي ، وكما ترك أثاراً سلبية على الصعيد الدولي أيضاً، إذ فقدت الشعوب والدول والاحزاب الوطنية والتقدمية الحليف الامين والمدافع الوفي لها ، وبسبب ذلك دخل العالم بداية مرحلة خطيرة إلا وهي مرحلة البدايات الحقيقية للفوضى وعدم الاستقرار على الصعيد الدولي ، إذ بدأت ألامبريالية ألاميركية تنفرد وبالتدريج بالعالم لصالحها ولصالح ما يسمى بالمليار الذهبي ضاربة عرض الحائط كل القوانين والشرعية الدولية بهدف الخروج من ازمتها العامة وأنقاذ ألنظام الامبريالي من ألانحطاط والتدهور وألافلاس ولايمكن تجنب ذلك إلامن خلال ألاستحواذ المباشرعلى ثروات الشعوب وتحت مبررات واهية ، وهذا هو جوهر مشروع الحكومة العالمية ، الذي بدأ بتنفيذه الجدي منذ عام 1985 بهدف تقويض الاتحاد السوفيتي وحلفائه عبر مايسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت ، أن أهم (( القادة والكوادر)) الحزبية التي عملت على تقويض دولتهم العظمى وأطلق عليهم أسم (( عملاء النفوذ )) وهم ميخائيل غورباتشوف والاسكندر ياكوفليف وأدوارد شيفرنادزه وبوريس يلتسين وكرافجوك وشوشكيفيج ومدفيدوف وفولوسكي وبيرماكوف وغافريل بوبوف وغينادي بوريولس ويغورغايدار وأناتولي سوبجاك ، وأناتولي جوبايس وكوزوروف وغيرهم من (( قادة )) و((كوادر)) الحزب في السلطة التنفيذية والتشريعية ، ولعب ((المثقفون)) من غير القومية الروسية دوراً رئيسياً في عملية تقويض السلطة السوفيتية من خلال موقعهم في السلطة وقيادتهم للاعلام المركزي للحزب الحاكم ، وكل نشاطهم جرى تحت مايسمى بالبيرويسترويكا والتجدد والتطوير ...؟!، وتوج هذا النهج اللاوطني في عقد معاهدة مينسك أو ما اطلق عليها اسم ((بيليجيفسكيابوشا)) التي وقعها الرئيس الروسي يلتسين والرئيس ألاوكراني كرافجوك ورئيس البرلمان البيلاروسي شو شكيفيج في كانون الاول عام 1991.
يخطأ من يعتقد أن غياب الاتحاد السوفيتي قد شكل مايسمى بنهاية التاريخ واصبح العالم تحت مايسمى بالقطب الواحد ، أي القطب الامبريالي الاميريكي ، فأن هذا القطب ليس له مستقبل ، وهو أدخل شعوب العالم والحكومات في مأزق خطير ، مأزقاً سياسياً وأقتصادياً وأيديولوجياً وثقافياً فالعالم اليوم مرشح لظهور أكثر من قطب خلال المرحلة المقبلة ، وأن الصراع بين هذه الاقطاب سيكون صراعاً أقتصادياً وهذا الصراع يمكن أن يستمر لفترة غير قصيرة ، ونتيجة لهذا الصراع سوف يشهد العالم ومن جديد قطبين رئيسين متصارعين وعدائين وهما القطب الاشتراكي ، قطب كادحي وشغيلة العالم والقطب الامبريالي ، أي قطب الطغمة المالية الحاكمة ، فالقطب الاخير مصيره ألزوال الحتمي ، وقطب الشعوب سوف ينتصر في نهاية المطاف ، لأن الشعوب لايمكن ترويضها لابالقوة العسكرية ولابالدولار ألاميركي ولابالاعلام المزيف والمنحاز للطبقة البرجوازية الحاكمة .
ومن اهم محاور مشروع الحكومة العالمية يكمن بالأتي :ـ
ألمحور الأول:ـ العمل على تقويض ألاتحاد السوفيتي
إعتقد قادة قوى الثالوث العالمي أن الاتحاد السوفيتي يشكل عقبةً رئيسيةً في تنفيذ مشروعهم أللامشروع ، وأن تنفيذ مشروعهم لايمكن أن يكتب له ألنجاح إلامن خلال تقويض ألاتحاد السوفيتي ، وتقويضه غير ممكن لابالقوة العسكرية ولابفرض الحصار الاقتصادي ، وعليه لابد من تقويضه من الداخل ومن خلال قيادة الحزب الحكم ، وعلى أساس ذلك تم أبتداع بدعةً إلا وهي مايسمى بالبيرويسترويكا ووضع لها شعارات كاذبة ومظلة والتي تمثلت مايسمى بحقوق الانسان والديمقراطية والتعددية والتعجيل والتطوير ... ووجدوا ظالتهم في (( القيادة الشابة )) المتمثلة بغارباتشوف وفريقه المرتد ، وتم تحقيق حلمهم الرئيس الا وهو تقويض الاتحاد السوفيتي ومن الداخل وبدون أطلاق طلقة واحدة .
أن قادة قوى الثالوث العالمي نسو أو يريدون أن يتناسو أن (( نجاحهم )) هو مؤقت فلا يمكن السير دائماً ولفترة طويلة عبر المنطق المخالف لسنة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري ، وأن حصلت بعض الانتكاسات فهي متوقعة ومؤقتة ، فمسيرة تطور المجتمع البشري هي دائماً تسير ألى ألامام وما يصادفها من بعض الأنتكاسات والتعرجات فهي مؤقتة وزائلة فالشعوب تواقه ألى أقامة مجتمع خالي من ألاستغلال والاضطهاد وبكل أشكاله ، عالم يسوده الرخاء والعدالة والرفاهية للمجتمع.
المحور ألثاني:ـ ألعمل على تفتيت ألحركة ألشيوعية ألعالمية
أدركت الحكومة العالمية أن الحركة الشيوعية العالمية قد شكلت وتشكل العدو والخصم رقم 1 والعقبة ألرئيسية أمام تنفيذ مشروعها ، وأن أضعاف وتفتيت هذة الحركة العالمية سوف يسهل من تمرير وتنفيذ مشروعها ، وكما أعتقد قادة قوى الثالوث العالمي ، أن القضاء على الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم هو البداية ألاولى لأضعاف وتفتيت هذه ألحركة ، ومما يؤسف له إنها وجدت لها أنصاراً ومؤيدين وحلفاء في قيادة ألحزب ألحاكم وعلى رأسهم ميخائيل غورباتشوف وفريقه ألتحريفي ، وبعد تحقيق هدفهم في تقويض الحزب ألشيوعي السوفيتي ومن داخله ومن خلال غورباتشوف ياكوفلييف ــ شيفرنادزه ... بدأو بالتحرك نحو ألاحزاب الشيوعية في ألدول الاشتراكية ألحاكمة وتم تقويض أوربا ألشرقية وبأحزابها الحاكمة من خلال التعاون والتنسيق ألوثيق بين قادة قوى ألثالوث ألعالمي وغورباتشوف وفريقه ، وبدون غورباتشوف وفريقه لما أستطاعت قوى الثالوث العالمي في تقويض ألحزب الشيوعي ألسوفيتي والاحزاب ألشيوعية ألحاكمة في أوربا ألشرقية ، هذه هي الحقيقة ألموضوعية ألمرة والتي يجب علينا ألاعتراف بها ودراستها بعلمية وموضوعية ، لانها شكلت ظاهرة خطيرةً في مسار ألحركة الشيوعية العالمية .
قامت قوى الثالوث العالمي بأختراق بعض ألاحزاب ألشيوعية سواءً كانت حاكمة أو غير حاكمة ومما يؤسف له أنها وجدت لها أنصاراً ومؤيدين في هذه ألاحزاب ، وكان الهدف الرئيس لهذه القوى هو أضعاف ألحزب وأبعاده عن نهجه ألمبدئي وتخليه عن ألثوابت ألمبدئية وفي مقدمة ذلك عدم ألاعتماد على ألنظرية ألماركسية ــ أللينينية ، أذ تم تجزئتها وتم ألاعتماد على ألماركسية فقط وتم ألتخلي عن أللينينية !!، وتم ألتخلي أيضاً عن الصراع ألطبقي ودكتاتورية ألبروليتارية والتضامن ألأممي وغيرها من الثوابت ألمبدئية ، وبالتالي تحولت هذه ألاحزاب من أحزاب شيوعية ألى أحزاب أشتراكية ديمقراطية وهي ألسند ألرئيس للنظام ألرأسمالي ، وبنفس ألوقت فان برامجها وخطابها ألسياسي هوفي خدمة ألرأسمالية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، وأن هذا التوجه والسلوك لقادة هذه ألاحزاب شكل ويشكل اليوم الخيانة ألفكرية لايديولوجية الطبقة ألعاملة وحلفائها .
أن أغلب قادة ألاحزاب ألشيوعية أليوم هم كانوا كوادر متقدمةً في هذه ألاحزاب خلال فترة مايسمى بالبيريسترويكا ، وبعد ((نجاح)) ألنهج ألبيرويسترويكي أحتلت هذه (( ألكوادر الشابة)) ألمواقع ألقيادية في أحزابها ، وترعرعت وتشبعت بروحه الفاسدة والتحريفية ، ومن خلال تبؤها قيادة الحزب عملت هذه (( القيادات ألشابة ))ألجديدة وتحت غطاء وهمي وهـــــو
(( ألتجديد والتطوير والديمقراطية)) وتحت غطاء هذه الشعارات وغيرها تم أبعاد الحزب عن ايديولوجيتة العلمية ونهجه المبدئي وتم أفراغ الهوية ألطبقية واستقلالية الحزب وغير ذلك ، أن كل ذلك تم ويتم أليوم وبصرخات عالية ! وتحت مبررات " ألتجديد والديمقراطية والاستقلالية"
أن ما حدث ويحدث اليوم في الحركة الشيوعية العالمية من وضع غير طبيعي وغير سليم وحتى يمكن القول أنه كارثي وتلقى ألمسؤلية المبدئية أليوم على المخلصين من قادة وكوادرهذه الاحزاب من أن تقف وقفةً مبدئيةً ووطنيةً لتصحيح المسار الخاطئ لنهج أحزابهم قبل فوات ألاوان ، وإلا ماذا نقول الأن يوجد في الاتحاد السوفيتي أكثر من 40 حزباً شيوعياً ؟!، وفي روسيا وحدها فقط يوجد أكثر من 5 أحزاب شيوعية ؟! هل هذه ظاهرةً صحيةً؟! ولمصلحة من؟ ومن ألمسؤل عن ذلك ؟.
وكما نشاهد اليوم وفي أغلب بلدان أوربا وبلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا أللاتينيه وجود اكثر من ثلاثة او أربعة أحزاب شيوعية في كل بلد ؟. يطرح سؤال مشروع : من ألمسؤول عن هذا التفتت والتجزئة والذي بدأ وخاصة بعد عام 1991 ولغاية اليوم ولازالت عملية الانشطارات مستمرة ؟ فهل هذا معقول ومقبول اليوم ؟ وهل هو صدفة أم شيئ مخطط له من قبل قوى داخلية أو خارجية ؟.
أن هدف الحكومة العالمية الرئيسى هو العمل على تفتيت الاحزاب الشيوعية العالمية وشل دورها وفاعليتها على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي النهاية أما تقويضها بشكل نهائي او حرفها عن نهجها المبدئي , ويتم تحقيق ذلك عبر وسائل متعددة ومنها على سبيل المثال : ـ العمل على إختراق هذه الاحزاب وخاصة قيادتها وكوادرها المتقدمة , استخدام اسلوب شراء الذمم من خلال تقديم المغريات المادية وغير المادية , العمل على خلق فجوة كبيرة بين القيادة والقاعدة واشاعة الارباك والفوضى الفكرية داخل هذه الاحزاب , أتباع اسلوب التصفيات الجسدية والاسقاط السياسي والايداع بالسجن وخاصة للنشطاء من قادة وكوادر الحزب ، واتباع سياسة الضغط الاقتصادي والارهاب النفسي والسياسي ، واتباع سياسة التجويع والتخريب الثقافي والايديولوجي ، والعمل على تشويه سمعة القادة والكوادر الرافظة لمشروعهم وتوجيه عدة تهم وبأساليب قذرة سواء كانت التهم سياسية أو اجتماعية أوفكرية باطلة ومزورة بهدف أضعاف ثقة القاعدة الحزبية بهم ، وكما تقوم قيادة الحكومة العالمية بالتعاون وبالتنسيق مـــع
(( انصارها ومؤيديها )) ومع (( الطابور الخامس )) من اجل تخريب هذه الاحزاب ومن داخلها وبشكل ((هادي ومنظم )) وتحت شعارات ما يسمى ((بالديمقراطية...)) وخير دليل على ما حدث في الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية وفي البلدان ألرأسمالية ومنها أيطاليا وفرنسا ...، وكذلك في بعض الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية .
لقد تبنى ويتبنى اليوم (( الطابور الخامس)) أفكاراً وطروحات (( يسارية )) بهدف تخريب الحزب ومن الداخل ، ومما يؤسف له (( نجح الطابور الخامس )) في بعض الاحزاب الشيوعية في أبعاد خيرة القادة والكوادر والاعضاء المخلصين في الحزب وتحت أساليب ومبررات قذرةً وغير مبدئيةً ، وهي في اغلبها مفبركةً وبشكل ((هادئ وجيد )) ؟!، وان الهدف من هذا الاسلوب القذر واللامبدئي هو أضعاف ثم افراغ وشل دور ومكانة الحزب في المجتمع من خلال إبعاد النشطاء والمبدئين سواء كانوا قادة او كوادر او اعضاء من الحزب وبالنتيجة سوف يتحول هذا الحزب الثوري الى حزباً هيكلياً فقط وسوف لن يشكل أي خطر على النظام الحاكم وبالنتيجة النهائية وهي الأهم هو أن اعضاء الحزب وأصدقاؤه من جماهير الشعب سوف يفقدون الثقة بالحزب وبالفكر الماركسي ــ اللينيني وبالاشتراكية ... وهذا هو الهدف الرئيس لمشروع الحكومة العالمي .
المحور الثالث :ـ العمل على تخريب وأفساد العمل السياسي
يهدف مشروع الحكومة العالمية القضاء على العمل السياسي المبدئي والمشروع والنظيف واظهاره على انه عمل (( عبثي وغير نافع ...)) ولن يجلب للعاملين فيه سوى الحرمان والمأسي والكوارث لهم ولشعوبهم ، ويتم التركيز على الاحزاب الشيوعية والوطنية والتقدمية بالدرجة الاولى .
يطرح سؤال مشروع من يقف وراء هذه الادعاءات وهذا الهجوم ؟
نعتقد أن الامبريالية ألاميركية وحلفائها ، وادواتها السياسية والاقتصادية والمالية والمخابراتية والعسكرية ... هي التي تقف وراء كل ذلك وغيره ، وأن كل ما حدث خلال القرن العشرين والعقد الأول من القرن 21 وما سيحدث مستقبلاً ، تتحمل ألامبريالية الاميركية وحلفائها وادواتها مسؤلية ما حدث وما سيحدث مستقبلاً .
يركز مشروع الحكومة العالمية على افساد معظم قادة الاحزاب السياسية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم وأعطائهم بعض المراكز في السلطتين التنفيذية والتشريعية وكذلك فسح المجال أمامهم من أجل الاستحواذ على جزء من ثروة الشعب ومن خلال تنفيذ سياسات ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي وتنفيذ برنامج (( الخصخصة )) وابعاد دور الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وأرباك وأضعاف وتخريب قطاع التعليم والصحة وغير ذلك ، وبنفس الوقت يركز المشروع على أفساد الشباب واستخدام كافة الوسائل من أجل تحيدهم وأبعادهم عن العمل السياسي والمهني المشروع والنظيف والملتزم ، ومن اهم الوسائل التي تستخدمها ألامبريالية ألاميركية وحلفائها هي التلفزيون والسينما والراديو والصحافة الصفراء والانترنيت والفضائيات غير الملتزمة وتلعب الفضائيات والانترنيت دوراً سلبياً في أفساد وتخريب وتشويه الشباب والعمل السياسي النظيف والملتزم ، وأن مركز ألانترنيت ومعظم الفضائيات تدار وتوجه من قبل كوادر أجنبية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ولديها برنامج مشترك ، أي يمكن القول هناك جهةً سياسيةً لديها ايديولوجيةً تشرف وتوجه هذه الفضائيات والانترنيت بما يخدم مشروع الحكومة العالمية.
إن افساد الشباب يتم اليوم من خلال تفشي المخدرات وتعاطي الكحول وبشكل مفرط والدعوة الى تفشي التلوث الاجتماعي وتحويل الانسان الى سلعةً يباع ويشتري وبثمن بخس وهذا مايطلق عليه اليوم بتجارة (( السلع الحية )) والدعوة عبر وسائل الاعلام المختلفة بـ (( ثورة السكس)) !! والعزوف عن الزواج والحياة الطبيعية والدعوة والترويج لما يسمى بالزواج العرفي أو المدني ، اضافة الى ذلك تنامي معدلات البطالة وخاصة وسط الشباب وانحطاط المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين وبالنتيجة سوف يؤدي كل ذلك الى تنامي معدلات الجريمة والتلوث الاجتماعي واضعاف وحدة الاسرة والمجتمع . وكما يركز مشروع الحكومة العالمية على خلق تصور لدى الغالبية العظمى من الشباب بأن التعليم لن يجلب الفائدة الكبيرة ، بل ضرورة أن يتم التوجه نحو (( البزنس )) !! لأنه يجلب الارباح الكبيرة وخلال فترة قصيرة ، وبالتالي فأن معظم الشباب اليوم هدفهم الاول هو المال ثم المال ثم المال وبغض النظر عن اسلوب تحقيق ذلك ، وأن الحصول على الشهادة اليوم يحمل مغزى أجتماعي وليس علمي واليوم تخرج غالبية الجامعات والمعاهد اشباه الاميين والسبب الرئيس يعود الى خصخصة قطاع التعليم وبسبب هذا النهج عادت من جديد الامية في كثير من البلدان المتطورة ، بعد أن اختفت الامية في بعضاً منها فأذا طغت أو سادة الامية في أي مجتمع يمكن قيادته وبسهوله وتمرير جميع المشاريع والتي هي بالضد من هذه المجتمعات ، وهذا هو بيت القصيد كما يقال ، هذا ماحدث في البلدان المتطورة ؟! فماذا سيحصل للبلدان النامية في ظل هذا المشروع الكارثي؟!.
يؤكد رجل المخابرات جون كوليمان ، أن 300 من كبار الاغنياء في العالم هم الذين يرسمون السياسة الدولية وهم في الغالب يقفون وراء تعين رؤساء الدول وأقالتهم ، وهم وراء اسقاط الحكومات الشرعية وتصفية رجالات السياسة والاقتصاد ... المعارضين لنهج وسياسة الحكومة العالمية ، وكما يؤكد جون كوليمان ان كبار الاغنياء في العالم هم كانوا وراء مقتل الرئيس الاميركي جون كيندي ، ورئيس وزراء أيطاليا الدوموري ، ومن اعضاء الحكومة العالمية الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ...، وكما يؤكد كوليمان أن الاغنياء في العالم هم يقودون ويوجهون العالم من خلال المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية والعسكرية ...الدولية ، وكذلك عبر الشركات متعددة الجنسية وعبر النوادي العالمية ...؟!
المحور الرابع :ـ العمل على تقليص عدد سكان العالم
يقوم هذا المحور على برنامج مدروس من أجل تقليص عدد سكان العالم الى مليار نسمه أو ما يسمى بالمليار الذهبي [ يبلغ عدد سكان العالم حالياً اكثر من 6 مليار نسمه] وهناك تقدير اخر يهدف هذا البرنامج المالثوسي الجديد الى تقليص عدد سكان العالم ما بين 500 الى 600 مليون نسمه ، ومن أهم المبررات التي يستند عليها قادة الحكومة العالمية في برنامجهم هي :ـ ان الموارد الطبيعية في العالم في تناقص مستمر ، مقابل ذلك تزايد عدد سكان العالم ، وخاصة قي بلدان اسيا وأفريقيا واميركا اللاتينية ، وأن البلدان النامية هي التي تملك حصة ألاسد من هذه الموارد الطبيعية في العالم والتي يعتمد عليها النظام الرأسمالي في بقاؤه وديمومته وتطوره ، وبالتالي فمن الضروري العمل على تقليص عدد سكان البلدان النامية وسكان الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وجمهورية الصين وغيرها من الدول ، فهذا هو (( الحل الامثل)) لمعالجة أزمة النظام الامبريالي .
ان هذا الحل يكمن جوهره في الحل المالثوسي والمالثوسي الجديد ((النيومالثوسية)) المتوحشة ، ومن أهم الوسائل التي يتم استخدامها لتحقيق الهدف اللانساني واللامشروع هي :ـ
1ـ العمل على اشعال الحروب غير العادلة والتي تقوم على الكذب والأفتراء وتتسم بالأ أخلاقية وبنفس الوقت يتم العمل على تأجيج الصراعات ذات الطابع الديني القومي والطائفي ...؟!.
2ـ العمل وبأشكال مختلفةً على تنامي ظاهرة الفقر والعوز والمجاعة وتفشي البطالة والامراض وزيادة معدلات الوفيات على معدلات الولادات ، وتعميق الهوة الاقتصادية ــ الاجتماعية لصالح النخبة اللصوصية الأوليغارشية الحاكمة وغيرها من الوسائل الاخرى ، ويتم تحقيق ذلك من خلال تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجاره الدولية ... وهذه هي الادوات الرئيسية للحكومة العالمية .
3ـ العمل وبكل الوسائل والاساليب الممكنة والمتاحة على تفشي المخدرات والجريمة والتعاطي وبشكل مفرط للكحول وخاصة وسط الشباب [ ذكور ــ أناث ] ، وأستخدام كافة وسائل الاعلام ومنها التلفزيون والسينما والراديو والصحافه والانترنيت ... للترويج على عدم الزواج أي العزوف عنه وحث الشباب على التوجه نحو الزواج العرفي او المدني والدعوة العلنية للتلوث الأجتماعي أي الدعارة الحيوانية وهذا يعني النهاية الحتمية والكاملة لتفكيك وأنهاء الاسره
[ العائلة ] والتي تشكل النواة الرئيسية في المجتمع .
4ــ الترويج للتخلي عن القيم الانسانية النظيفة سواء داخل الاسرة او على صعيد المجتمع ، أي بمعنى اخر التمرد على كل القيم والعادات والتقاليد السلمية في العائلة والمجتمع بحجة أنها (( متخلفة )) !! وزرع أسوء القيم والعادات والتقاليد والثقافة الغربية على هذا المجتمع .
5ـ العمل وبأساليب متعدده على انتشار الامراض القديمة ــ الجديدة سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر ، فعلى سبيل المثال يعد’ مرض الايدز(( نقص المناعة )) احد أخطر الامراض التي يعاني منها المجتمع الدولي اليوم سواء كان في أوربا أو في افريقيا او غيرها من الدول ، وستكون الوفيات بسبب هذا المرض بعشرات الملايين أو أكثر من ذلك ، وخاصة في البلدان النامية ، لأن معظم هذه الدول ليس لديها الامكانيات المادية لمعالجة اخطر كارثةً إنسانيةً ظهرت في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، وان الامبريالية الاميركية وأدارتها القمعية هي المسؤولة الاولى عن أنتشار هذه الافة الخطيرة والكارثية التي تواجه الشعوب الفقيرة ، وأعتبروا الشعوب الفقيرة (( فائض سكاني ))!! ليس له الحق في العيش الكريم ! ، وكما لايستبعد من ظهور أمراض كثيرةً وجديدةً وتحت تسميات متعددةً بهدف تقليص عدد سكان العالم ، ناهيك عن أحتمال ظهور وتفاقم المشكلة الغذائية ، والمشكلة البيئية ، ومشكلة نقص المياه التي ممكن أن تسبب الحروب وغير ذلك .
ان هذه الاساليب وغيرها وفي حالة نجاح تطبيقها سوف تؤدي فعلاً الى تقليص عدد سكان العالم لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة ــ أي الطغمة المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي ولصالح البرجوازية الحاكمة في بقية البلدان ، وهذه الطبقة البرجوازية قد أستحوذت اليوم على المال والسلطة والاعلام وتشابكت وترابطت مصالحها السياسية والاقتصادية والايديولوجية وشكلو حلفاً ظالماً ضد الشعوب الفقيرة .
لقد صرحت رئيسة وزراء بريطانيا السابقه تاتشر وبشكل علني أذ قالت يجب أن يكون عدد سكان روسيا بـ 15 مليون نسمه وشاركها بالرأي رئيس وزراء بريطانيا السابق جون ميجير اذ قال يجب ان يكون عدد سكان روسيا بـ 20ــ 30 مليون نسمه [ علماً أن الاحصاء الرسمي الحكومي يؤكد ان عدد سكان روسيا 143 مليون نسمه ]، هذا ماقالوه وبشكل علني مع جمهورية روسيا الاتحادية ، فيكيف يتم التعامل مع بلدان أسيا وافريقيا وأميركا اللاتينيه او مع دول أوربا الشرقية أو جمهوريات أسيا الوسطى ؟!.
المحور الخامس :ـ تجزئة الدول !!
يسعى قادة الحكومة العالمية الى تقسيم ((تجزئة)) غالبية دول العالم وخاصة تلك الدول التي لديها الثروات الطبيعية وخاصة النفط والغاز والحديد والغابات والماء العذب ...، وكما يمكن تقسيم هذه الدول تحت أساليب وشعارات عديدةً يتم أفتعالها والترويج لها عبر وسائل الاعلام وبشكل مركز من قبل قادة الحكومة العالمية وأنصارها وحلفائها في هذه الدول ومن أهم هذه الحجج هي (( غياب الديمقراطية ، غياب حقوق الانسان ، البيريسترويكا ، وجود اسلحة دمار شامل ، وجود برنامج نووي ، الحصار السياسي والاقتصادي ، تشكيل ما يسمى بالمعارضة السياسية ...)) ومن خلال هذه المبررات وغيرها يتم تقويض ، تجزئة الدول وحسب المخطط المرسوم من قبل قادة الثالوث العالمي ، فعلى سبيل المثال ، تم تفكيك الاتحاد السوفيتي عبر مايسمى بالبيرويسترويكا ، وتواجه روسيا اليوم نفس مصير الاتحاد السوفيتي ولكن تحت مايسمى بالاصلاح الاقتصادي أو الليبرالية المتوحشة ، وتم تقويض [ تفكيك ] جمهورية يوغسلافيه الاتحادية تحت حجة وجود (( دكتاتور)) و(( سلطةً دكتاتوريةً )) ألا أن الجوهر الرئيس كان هناك موقف أيديولوجي من جمهورية يوغسلافيه ، وتم تفكيك جمهورية جيكوسلوفاكيا الى جمهورية الجيك والسلوفاك ، وبعض الدول معرضة للتقسيم او التفكيك من خلال تبني شعار الفيدرالية ، وهذا مايعانيه العراق اليوم في ظل هيمنة الاحتلال الاجنبي ، وان كثير من البلدان النامية معرضة لخطر التقسيم (( التفكيك )) وأن أكثرية البلدان العربية معرضة للتفكيك ومنها مصر ولبنان وسوريا والسودان وليبيا والجزائر والعربية السعودية ... فهل سيستيقظ حكام هذه البلدان لمخاطر هذا المشروع الكارثي ؟ وهل ستدرك الاحزاب الوطنية والتقدمية وقادتها لهذا الخطر المحدق ؟ وهل ستدرك الشعوب الواعية للنتائج المأساوية لمشروع الحكومة العالمية ؟ فالمستقبل القريب مليئ بالمفاجأت .
المحور السادس :ـ تقويض الحركات والاحزاب الدينية
يهدف مشروع الحكومة العالمية الى تفتيت الحركات والاحزاب الدينية وخاصة بعد نفاذ دورها ومهامها التي اوكلت اليها ومنذ العشرينات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، وان قسماً من هذه الحركات والاحزاب قد تم تأسيسها من قبل البلدان الرأسمالية ومؤسساتها الامنية وخاصة من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية والمخابرات البرطانية ، ومن أهم هذه التنظيمات على سبيل المثال هي : تنظيم القاعده بقيادة إسامه بن لادن وحركة طالبان وغيرها من التنظيمات
(( الأسلاميه )) في عدد من الدول العربية والاسلامية ، واعتبرت (( الديمقراطيات الكبرى )) ان هذه التنظيمات هي من (( أنصار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ...))؟!.
ان هذه التنظيمات قاتلت الجيش السوفيتي في أفغانستان في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، وحسب الاتفاق بين غورباتشوف ــ وشيفرنادزه والادارة الاميركية تم سحب الجيش السوفيتي من أفغانستان ، وتم تقويض النظام الوطني لجمهورية أفغانستان الديمقراطية برئاسة رئيسها الشرعي نجيب الله ، وهي صفقه تمت بين غورباتشوف وفريقه والادارة الاميركية ، وبعد فتره ظهرت (( مشاكل )) بين وكالة المخابرات المركزية الاميركية وحركة طالبان وتنظيم القاعده بزعامة بن لادن وكانت هذه الخلافات لاتحمل طابعاً أيديولوجياً ، بل على الدور اللاحق لهذه التنظيمات ، وبنفس الوقت تم إحتضان مايسمى بالعرب الافغان وغيرهم من قبل وكالة المخابرات المركزية الاميركية وجهاز الموساد في عدد من الدول العربية والاوربية على أمل أن يتم الأستعانة بهم في المستقبل عند (( الضرورة )) وبعد أحداث أيلول عام 2001 و(( فجأةً )) أصبح تنظيم القاعده وأسامه بن لادن وحركة طالبان يشكلون (( العبئ الضار والثقيل ))!! على الادارة الاميركية وحلفائها ، وتحويل بن لادن وحركته ... كأرهابين دوليين !!.
ان الهدف الرئيس للادارة الاميركية هو أضعاف دور ومكانة بن لادن وتنظيم القاعده وحركة طالبان ... إلى الدرجة التي لايمكن لهذه الحركات من أن تشكل خطراً جدياً وحقيقياً على مصالح اميركا وحلفائها وكذلك ان لايشكلوا خطراً على تنفيذ مشروع الحكومة العالمية إلاوهو مشروع الشرق الاوسط الكبير، وأن شعرة معاويه ــ كما يقال ــ لا زالت باقيةً بين الادارة الاميركية وهذه التنظيمات ، وتسعى امريكا اليوم على (( محاربة )) هذه التنظيمات وغيرها تحت حجة مايسمى بمكافحة الأرهاب الدولي ، وكما هو معروف أن الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها (( حليف أو صديق )) ــ طبعاً بأستثناء الكيان الاسرائيلي ــ بل لديها مصالحها الخاصة بالدرجة الاولى ، فعندما ينتهي دور حليفها من وجهة نظرها يتم التخلي عنه وخير دليل على ذلك ، شاه أيران ، أنور الساداة ، موبوتو ، والقائمه طويلةً .
اعلن الرئيس الامريكي بوش الابن (( نحن سوف نستخدم في هذه الحرب أي نوع من السلاح نراه ضرورياً ... وعلى أي بلد من بلدان العالم ، وبغض النظر عن موقعه الجغرافي أن يتخذ لنفسه قراراً ، اما إن يكون معنا او يكون مع الارهاب ... وأنا اطلب من القوات الامريكية ان تكون جاهزة ومستعدة وأن الساعة قريبةً وعندما تبدأ فأنتم سوف تملؤننا فرحاً ... ان نضالنا هذا من اجل الحضارة ... نحن لانعرف اتجاهات هذا الصراع ، ولكن نعرف كيف ستكون نهايته ، ونحن نعرف أن الله سوف لن يكون محايدا ... نجاحنا وأملنا في الوقت الحاضر وفي كل الاوقات يتعلق بنا بالدرجه الاولى ... ويجب علينا ان نكشف كل خلايا الارهاب في 60 دوله أو اكثر من ذلك)) .
تقوم الولايات المتحدة الاميركية في تنفيذ مشروع الحكومة العالمية ومنذ فترةً غير قصيرةً وخاصة بعد غياب الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وتحت مبررات عديدة وفي مقدمتها محاربة الشيوعية والقضاء على الأحزاب الأسلامية المعتدلة ، وتفتيت الاحزاب السياسية وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية ، وتقليص عدد سكان العالم والعمل الجاد على تجزئة وتقسيم الدول وخاصة التي تمتلك الثروات الطبيعية ، وأعلان الحرب على بعض الدول والتي اطلق عليها مايسمى بمحور الشر وهذه الدول يجب ان يتم تقويضها ومن الداخل وبأي أسلوب كان ومنها كوبا وكوريا الشماليه وبيلاروسيا ، وسوريه وأيران وأن روسيا والصين قد تم ادخالها في هذا المحور وتمارس ضغوطات سياسية وعسكرية احياناً وحسب الضرورة ومستوى درجة العلاقة بين هذه الدول والادارة الاميركية ، وكما تسعى وتهدف أميركا ألى تغيير ألدول (( الحليفة والصديقة )) لها في البلدان النامية وخاصة بعض البلدان العربية وتحت حجج عديدة عديدة . أن الجوهر الرئيس لمحاربة هذه الدول وغيرها يعود بالدرجة الاولى رفضها لسياسة الولايات المتحدة الاميركية والمتمثلة بهيمنة القطب الواحد وبناء مايسمى بالنظام العالمي الجديد ، وقيادة العالم والأستحواذ على ثرواته . هذا هو الجوهر الرئيس لمشروع مايسمى بالحكومة العالمية .