صفحة 1 من 1

المبحث الثاني : من المسؤول عن تفكك الاتحاد السوفيتي

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:40 pm
بواسطة عبدالله الشعلان333



المبحث الثاني :ـ دور الحكومة العالمية والدولار و (( الطابور الخامس )) في تفكيك الاتحاد
السوفيتي

(( يجب عدم الخوف من الأعتراف بالهزيمة ، بل يجب التعلم من
تجربة الهزيمة ، يجب القيام بصورة وأكثر دقة وحذراً وتنظيمياً
بأعادة عمل ما تم عمله بصورةً رديئةً .. لذا يجب ان نتكلم
بصراحةً . أن ذلك أمراً هاماً ليس فقط من وجهة نظر الحقيقة
النظرية ، بل ومن الناحية العلمية أيضاً )) .
لينين

أدرك قادة الحكومة العالمية ان الخصم رقم 1 لهم هو الاتحاد السوفيتي فلابد من تقويضه ومن الداخل ، وحمل مشر وع الحكومة العالمية عدة أهداف وتم وضع خطة وفترة زمنية محدودة لتنفيذ هذه الاهداف وبهذا الخصوص يؤكد جنرال المخابرات السوفيتيه أ . ب. شيفياكين في كتابه الهام [ لغز أختفاء الاتحاد السوفيتي تاريخ الخيانة والمؤامرات ] أن (( عملية البيرويسترويكا كانت خطة لها عدة احتمالات ، خطة تهدف تقويض السلطة السوفيتية في الاتحاد السوفيتي والعمل على تفكيك الاتحاد السوفيتي . ان اميركا و (( الطابور الخامس )) قد حققوا نتائج كبيرةً )) ، وكان لدى أميركا 284 مؤسسه مخابراتية وصناعية وزراعية وعلمية ومعهد وجامعة ، عملت من عام 1946 ولغاية عام 1991 من اجل تفكيك الاتحاد السوفيتي .

ان أهم اهداف الحكومة العالمية وحلفائها في داخل الاتحاد السوفيتي قد تمثلت بالأتي :ـ

الهدف الاول :ـ العمل وبشكل جاد على إ ختراق الحزب الحاكم والتركيز بالدرجة الاولى على القيادة وخاصة رئيس الحزب ، وكذلك العمل مع الكوادر الرئيسية في الحزب لأن الحزب وفق الدستور السوفيتي هو الذي يقود المجتمع والدولة ، واعتبر هذا الهدف هو المفتاح الرئيس لتنفيذ بقية الاهدف الاخرى .

الهدف الثاني :ـ من الضروري ان تتم السيطرة على أهم وسائل الاعلام الحكومية وتوجيهها وبما يخدم الهدف الرئيس ، ومن أهم هذه الوسائل هي التلفزيون ، الراديو ، السينما ، والصحافة وغير ذلك .

الهدف الثالث :ـ العمل على خلق الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، والعمل على تأجيج الصراعات القومية والدينية ، ومن الضروري أن يتم التركيز على التخريب الاقتصادي .

الهدف الرابع :ـ العمل وبشكل جاد على تجريد وأضعاف جهاز المخابرات السوفيتية [ كي ، جي ، بي ] وتجريده من قوة التأثير المباشر على مايسمى بعملية البيرويسترويكا [ أعادة البناء / التغيير ] .

الهدف الخامس :ـ العمل على أضعاف وتهميش وتخريب الجيش السوفيتي وتجريده بالتدريج من أسلحته العسكرية الهامة وخاصة سلاحه الستراتيجي النووي اذ كان ولايزال يشكل قوة الردع العسكرية الحاسمة .

يقول الرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون (( لقد عزم ترمان على إخضاع الاتحاد السوفيتي من خلال السلاح الذري [ لكن لم تستطيع الامبريالية الاميركية من أخضاع الاتحاد السوفيتي لا بالأرهاب الذري ولابالأرهاب النووي ولابالأرهاب الاقتصادي ... ] فنحن عملنا ذلك من خلال ضخ الدولارات ومساعدة (( الطابور الخامس)) .

وفي أكتوبر عام 1995 أشار كلينتون ألى انه (( في سنوات البيرويسترويكا في الاتحاد السوفيتي فأن كثيراً من رجالات الاعمال العسكرين ألامريكان لم يصدقوا بأننا سوف نحقق نجاحات كبيرة في هذه العملية [ المقصود بالبيرويسترويكا ] ، وان ننجح في زعزعة وأرباك وأضعاف الأساس الايديولوجي للاتحاد السوفيتي , ونحن إستطعنا تخريب الاتحاد السوفيتي ومن دون حرب وسفك الدماء ، وتخلصنا من أكبر خصم رئيس لنا , وهذا جعلنا ان نهيمن ونقود العالم اليوم )) . وكما أكد كلينتون أن (( هذا النجاح لايعني من إننا سوف لن نفكر ماذا سنعمل فيما بعد ، ان روسيا اليوم تملك من القوة العسكرية تنافس أمريكا ، وعليه فلدينا مهام رئيسية إتجاه روسيه ويجب حلها وهي :ـ
1ـ العمل وبشكل جدي على عدم عودة الشيوعيين الروس للسلطة مرة أخرى ، ويتم تحقيق ذلك من خلال تقديم الدعم وبكل أشكاله لأصدقاؤنا في روسيا [ ألمقصود البيرويسترويكين والاصلاحين ...] ويجب علينا أن نعمل ونخلق ونوفر كل الدعم والامكانيات الممكنة والمتاحة من أجل عدم حصول الشيوعيين الروس على الاكثرية في مجلس الدوما [ البرلمان ] .
2 ـ يجب أن نعطي أهمية فائقة للانتخابات الرئاسية في روسيا لعام 1996 ، لأن القيادة الحاليه [ المقصود بوريس يلتسين وفريقه ] هي ملائمةً لنا وفي كل المقايس والمؤشرات ، ولذا يجب علينا ان لا نبخل في الانفاق على الحملة الاعلامية والدعائية في الانتخابات الرئاسية ، لان هذا الانفاق المالي سوف يعود علينا بالفائدة الكبيرة , وفي حالة تحقيق هاتين المهمتين، فخلال "10" عشرة سنوات القادمة [ 1996 ــ 2005 ] لدينا خطة أخرى لابد من تنفيذها فيما يخص وضع روسيا ، أذ اكد أن خطتنا الاستيراتيجية تتضن تنفيذ المهام الاتــيـــــة :ــ
أـ العمل على تقسيم روسيا الى دويلات صغيرة من خلال اشعال الحرب الاهلية في الجمهوريات المحلية [ الشيشان خير دليل على ذلك ] وكما لدينا خطة بالضد من يوغسلافيا على غرار خطة روسيا .
بـ العمل على أضعاف المجمع الصناعي الحربي وبعد ذلك القضاء على هذا المجمع ، ثم أضعاف وتفكيك الجيش الروسي .
ج ـ إقامة إنظمة حكم في الجمهوريات المحلية مواليا بالكامل لامريكا .

يشير كلينتون الى أنه (( في السنوات العشرة الأخيرة ، فأن العلاقة مع الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه قد برهنت وبشكل صحيح سياسة وتوجهات أمريكا ، أذ أصبحت أمريكا هي الدولة العظمى والوحيدة في العالم ، وهي القوة العسكرية العظمى في العالم . لقد أستخدمنا وبشكل إستثنائي هفوات [ نواقص ] الدبلوماسية السوفيتية وأستخدمنا وبشكل إستثنائي غطرسة غورباتشوف والفريق المحيط به وخاصة مع بعض أعضاء هذا الفريق الذين كانوا يؤيدون نهج وخطط أمريكا وكانوا منحازين لنا ولصالحنا .

لقد حققنا هذا الهدف ، الذي كان يريد تحقيقه الرئيس الامريكي ترومان ، أي القضاء على الاتحاد السوفيتي من خلال أستخدام السلاح الذري ، وحققنا هدفنا وهدف ترومان وبدون استخدام السلاح الذري )) .

في عام 1997 ــ أكد بيل كلنتون (( يجب علينا أن نضمن ونحقق وبشكل متين أمل امريكا في قيادة العالم ولفترة طويلة ... لقد إنتصرنا في الحرب الباردة ...)) ثم أشار (( لقد سمحنا لروسيا من أن تكون دولةً عظمى , ولكن لن نسمح لها من أن تكون امبراطوريةً ، فأمريكا هي الأمبراطورية الوحيدة في العالم )) .

يشير وزير الخارجية الامريكية السابق جيمس بيكر (( نحن انفقنا الترليونات من الدولارات خلال الـ 45 سنه الماضيه [ 1946 ـ 1991 ، وهي فترة مايسمى باالحرب الباردة ] من أجل ان ننتصر في الحرب الباردة )) لولا الخيانة في قيادة الحزب الحاكم خلال الفترة 1985 ــ 1991 لما أستطاعت الامبريالية الاميركية من تحقيق ما حققته .
يؤكد بريجينسكي (( ان الاتحاد السوفيتي ــ عملياً هو روسيا ، ولكن اطلق على روسيا إسم الاتحاد السوفيتي ، فروسيا سوف يتم تقسيمها وسوف تخضع تحت الوصاية )) أما رئيس الوزراء البرطاني السابق ميجر أذ قال (( إن مهمة روسيا بعد أن خسرت الحرب الباردة ، هي العمل على ضمان وتأمين على ماهو ضروري من مواد الخام الاولية للبلدان الرأسمالية ، ومن اجل تنفيذ هذه المهمة يجب ان يتقلص عدد سكان روسيا الى 50 مليون نسمه )) وهناك دعوات غربيةً اخرى على ضرورة تقليص عدد سكان روسيا مابين 20 ــ 30 مليون نسمه .

يشير البروفيسور ديمتري فالوفوف ، بعد ثورة اكتوبر الأشتراكية عام 1917 ، اعلنت الحركة الماسونية العالمية عداؤها ومحاربتها للاشتراكية والسلطة السوفيتية ومن مركزها الرئيس في أمريكا ، وكما يؤكد ديمتري فالوفوف (( خلال سنوات البيرويسترويكا أصبح نشاط الماسونية والماسونيين واضحاً وملموساً وبشكل علني ، ليس فقط في روسيا ، بل في عموم رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] ، وأن الماسونيين متواجدين في قيادة الحزب وأكاديمية العلوم السوفيتية ،... وأن غورباتشوف عملياً رد الاعتبار للمحافل الماسونية في الاتحاد السوفيتي ... وبتاريخ 16/ 1/ 1992 وفي الكرملين ، تم تقليد الرئيس الروسي بوريس يلتسين وسام مالطا الماسوني )) .

يبقى مجيئ ميخائيل غورباتشوف لرئاسة الحزب الشيوعي السوفيتي والدولة السوفيتية في أذارعام 1985 لغزاً وسؤلا ً مشروعاً لم يتم الافصاح عنه وعن كل ابعاده وخفاياه لحد ألان ؟ وان أهم ما يتميز به غورباتشوف إنه سياسي ثرثار وان أفكاره وتصريحاته تحمل إزدواجية المعنى ويخلوا من المبدئية والصراحة الحزبية وهو يجيد فن التحايل والخدعة والمراوغة وتمرير الافكار الهدامة والتخريبية ، فهو لم يكن في يوم ما شيوعياً مبدئياً وحقيقياً حتى ولو ساعة واحدة في حياته وهو لم يؤمن لا بالفكر ولابالحزب ولا بالشعب ولديه روح الانتقام وخاصة من المعارضين له في نهجه ، فهو الحرباء الماكره في تغير الوانها وحسب الضروف .
منذ اذار عام 1985 ، تسلم غورباتشوف مقاليد رئاسة الحزب وبعد فترة أصبح رئيس دولة الاتحاد السوفيتي ، أي انه جمع في يده سلطة الحزب والدولة في ان واحد وقام خلال مايسمى بالبيرويسترويكا من عام 1985 ولغاية عام 1991 بتغيرات جذرية في الميدان السياسي والاقتصادي ــ الاجتماعي والثقافي والعسكري ... فأول خطوة قام بها غورباتشوف في الميدان السياسي غير اكثر من 75 بالمئه من قيادة وكوادر الحزب الرئيسيين العاملين في الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية ، وتم كل ذلك تحت مبررات وحجج واهية ومن أهمها (( تجديد دم الحزب )) وتم تنحية خصومه الأيديولوجين والمعارضين لنهج ما يسمى باالبيرويسترويكا تحت غطاء المحافظين والمعارضين لنهجه ، وبالمقابل تم تقديم قيادات وكوادر حزبيه ذات السلوك الانتهازي والمؤيدين بالكامل لنهجه ، وكما عمل غورباتشوف على تغير غالبية المسؤولين وخاصة في القسم الايديولوجي التابع لقيادة الحزب الحاكم ، وكذلك اقدم على تغييرات في مجال الاعلام ، أذ قام بتغيير رؤساء تحرير الصحف والمجلات والمشرفين على التلفزيون والراديو ... وكان هؤلاء معارضين لنهجه البيرويسترويكي وبالنتيجة اصبح الميدان ألايديولوجي التابع للحزب ووسائل الاعلام كافة في يد وخدمة غورباتشوف وفريقه ، وتم تعين الاكسندر ياكوفلييف الماسوني الكبير وعراب البيرويسترويكا رئيس القسم الايديولوجي ومسؤول لجنة العلاقات الخارجية مع الحركة الشيوعية العالمية وأصبح ياكوفلييف (( منظر)) الحزب والدولة ويشرف على الجانب الايديولوجي والاعلامي في ظل حكم غورباتشوف ، وبنفس الوقت تم تقديم ياكوفلييف الى عضوية المكتب السياسي للحزب الحاكم ؟!.
لقد عمل غورباتشوف وفريقه الحاكم على أضعاف وتخريب الاقتصاد الاشتراكي السوفيتي وتحت غطاء وحجة (( التجديد والديمقراطية والتعجيل والتطوير ...))!! إذ تم أغلاق أكثر من 50 بالمئه من المصانع والمعامل وخاصة تلك المصانع والمعامل التي تنتج السلع الضرورية للمواطنين وكما أستخدم غورباتشوف وفريقه أسلوب ألاسراع في أغلاق مؤسسات القطاع العام وتحت حجة (( غياب الجدوى الاقتصادية ))!! ونتيجة لهذه الاجراءات التخريبية واللاشرعية واللانسانية والمتعمدة ، ظهر نظام البطاقات التموينيه خلال الفترة 1988 ـ 1991 [ يقصد بنظام البطاقة التموينية هو أن كل عائلة سوفيتية تحصل من الدائرة المعنية في محل أقامتها على كابون تحدد كمية ونوعية كل سلعةً وعلى أساس عدد العائلة الواحدة وبنفس الوقت فأن هذه الكمية لاتكفي للعائلة الواحدة ] ومنذ عام 1987 بدأ غورباتشوف وفريقه هجومهم على الجيش السوفيتي ، مستغلاً إختراق الطائرة الرياضية الالمانية الاجواء السوفيتية ، ووفق الدستور الاشتراكي فأن رئيس الحزب والدولة هو القائد العام للقوات المسلحة ، وفي هذا الحادث المخطط له من قبل الدوائر الغربية ومؤسساتها المخابراتية ... فهو لم يعطي امراً لقيادة السلاح الجوي السوفيتي لابأسقاط الطائرة الالمانية ولا أجبارها على الهبوط عندما اخترقت الاجواء السوفيتية وأن السلاح الجوي السوفيتي علم بها في أول خطوة للاختراق وبدأت الطائرات الحربية السوفيتية مرافقة للطائرة الالمانية ولم يتم أعطاء أمراً للقيادة العسكرية السوفيتية بأن تتخذ قراراً حاسماً ، بل هبطت الطائرة الالمانية بالقرب من الساحة الحمراء ، وكان مقرر أن تهبط هذه الطائرة في الساحة الحمراء ولكن تعذر ذلك لوجود مواطنين سوفيت وغيرهم .

نعتقد أن هذا الاختراق كان مقصوداً ويراد منه جس نبض القيادة العسكرية السوفيتية وكذلك الاهم هو معرفة موقف غورباتشوف وصدقه وأخلاصه لحلفائه في الغرب الامبريالي ، ومن خلال هذه الخطة المخطط لها أقدم غورباتشوف وفريقه في قيادة الحزب بالهجوم على القيادات العسكرية في الجيش السوفيتي الذين كانوا يعارضون نهج غورباتشوف وفريقه أذ تم أقالة العشرات من الجنرالات في الجيش السوفيتي وخاصة في السلاح الجوي ، وتم أقالة وزير الدفاع السوفيتي في وقتها ، وبنفس الوقت بدأ غورباتشوف بتقليص القوه العسكرية السوفيتية وبوتيرة سريعة ومن طرف واحد وتحت حجة (( الانفراج السلمي )) بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ، وبعد ذلك تم سحب القوات السوفيتية المتواجدة في أوربا الشرقية وخاصة في جمهورية المانيا الديمقراطية وخلال فترة قصيرة جداً لم تتعدى السنة ، في حين كانت تقديرات الخبراء العسكرين تؤكد أن سحب القوات السوفيتية يحتاج الى أكثر من عشرة سنوات ، وبنفس الاسلوب تعامل غورباتتشوف مع أهم جهاز في السلطة السوفيتية المعروف [ كي ـ جي ـ بي ] والـــذي تم تغيير قيادته ولأكثر من مرة في زمنه ، وتم تعين باكاتين الماسوني ومن رجالات (( عملاء النفوذ )) رئيساً لجهاز المخابرات السوفيتية ، وهو بعيد كل البعد عن عمل هذا الجهاز الهام والحيوي .

من هو باكاتين ؟ [ فاديم فيكتوروفيج باكاتين من مواليد 1937 , عضو في الحزب الشيوعي السوفيتي للفتره 1964 ــ 1991 ، جنرال في الشرطة ، في عام 1983 أصبح مستشار في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ، ومنذ عام 1986 ــ وحتى عام 1991 أصبح عضواً في اللجنه المركزية للحزب وعضو مؤتمر نواب الشعب السوفيتي ، وفي عام 1988 ، تم نقله الى موسكو وتم تعينه وزيراً للداخلية ، وفي عام 1990 أصبح عضواً في رئاسة مجلس السوفيت الاعلى ، وفي عام 1991 ــ 1992 اصبح رئيس جهاز المخابر ات السوفيتية المعروف بأسم [ كي ـ جي ـ بي ] وبعد الانقلاب (( الديمقراطي )) في عام 1991 ، قام باكاتين بتسليم وثائق هامة الى السفارة الامريكية في موسكو ، وبنفس الوقت أخبرهم بمكان جهاز التصنت الذي وضع من قبل جهاز المخابرات السوفيتية في أهم موقع ونقطة في السفارة الامريكية ، واعتبر هذا العمل خيانة كبرى وخيانة الدولة .

ان فاديم فيكتوروفيج باكاتين ، عضو الصندوق الدولي للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وهذا الصندوق وثيق الصلة بالنادي الماسوني المعروف بأسم (( فيزايماديستفيا )) .
لقد ساعد هذا النهج التحريفي للبيرويسترويكا على فتح الطريق واسعاً امام التنظيمات الماسونية والصهيونية وعملاء النفوذ والطابور الخامس في عموم البلاد وتحت حجة مايسمى بالتجدد والديمقراطية وحقوق الانسان والعلنية ... وقد تبوءة قيادات هذه التنظيمات مواقع هامة في قيادة الحزب والدولة وساعد ذلك على التسريع في عملية الهدم والتخريب المنظم من قبل هذه التنظيمات الهدامة وان انتشارها السريع يشبه أنتشار مرض الايدز[ نقص المناعه ] الذي فتك ويفتك بشعوب العالم ولعب (( الايديولوجيون والاعلاميون )) الموالون لنهج البيرويسترويكا وهم في قيادة الحزب والسلطة وبالتنسيق والتعاون مع مايسمى بالنخبة المثقفة وخاصة من غير الروس الدور الرئيس والفعال في عملية تقويض البناء الاشتراكي وبشكل هادئ ومنظم ، أذ شكلوا هؤلاء قوى الثورة المضادة ، وكانوا هؤلاء الاداة الرئيسة الداخلية في عملية تفكيك وتخريب الحزب والسلطة والمجتمع والقضاء على منجزات الاشتراكية .
ان هؤلاء نسقو ونفذو دورهم التخريبي مع أعداء الفكر الماركسي ــ اللينيني في الغرب الامبريالي وخاصة مع الامبريالية الامريكية ومؤسساتها الاقتصادية والمالية والمخابراتية ، وبنفس الوقت فأن قوى الثورة المضادة نسقت ونفذت مخططات وأهداف المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية الاخرى .

في عام 2000 وجد في جمهورية روسيا الاتحادية فقط اكثر من 500 محفل ماسوني وبلغ عدد الاعضاء المنتمين لهذه المحافل الماسونية 2000 شخص ، وكما يوجد 10000 عضواً ينتسبون لما يسمى بالماسونية البيضاء ، أذ يعتبرون هؤلاء إنهم (( منتخبون من قبل الشعب )) !! و هم كما يدعون ايضاً يمثلون النخبة ومن اهم هذه النوادي الماسونية هي : روتاري ، وصندوق سوروس ، والنادي الروسي العالمي ، وفزايما ديستفيا ، ونوادي ماكيستروم وغيرها من النوادي الماسونية الاخرى .

ان من اهم العناصر(( القيادية )) في الحزب والسلطة والتي لعبت وبشكل واعي وهادف ومخطط على تفكيك الاتحاد السوفيتي وتقويض المنجزات الاشتراكية وفي كافة الميادين هم :ـ
غورباتشوف ، وياكوفلييف ، وشيفرنادزه ، ويلتسين ، وأرباتوف ، وبريماكوف ، ومدفيدوف ، وديمتري فالكا غونوف ، وأركادي فولسكي ، يوري أفاناسييف ، كرافجوك ، نزاربايف ، إسلام كريموف ، غيراسيموف ، شاخ نازاروف ، بوفين ، يوري ليشكوف ، غورغي يافلينسكي ، لوكين ، أناتولي تشوبايس ، الاكسندر ليبد ، ساخاروف وزوجته بونير وغوسينسكي ، وبيرزوفسكي ، وابراموفيج ، وخدركوفسكي وغيرهم من(( القاده)) و(( الكوادر)) الحزبية وان الغالبية العظمى من هؤلاء وغيرهم هم من غير الروس .

ان هؤلاء(( القادة)) و ((الكادر)) الحزبي قد نفذو وبأبداع ومهارة برنامج إلأن دالاس سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، وكان الهدف الرئيس من ما يسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت هو تفكيك الاتحاد السوفيتي والقضاء على الاشتراكية ومنجزاتها وفي كافة الميادين وكذلك القضاء على الحزب والسلطة السوفيتية والغاء الملكية العامة لوسائل الانتاج ، والاستحواذ على ثروة الشعب لصالح فئة محدودة من المجتمع والمرتبطة سياسياً وأقتصادياً وفكرياً مع الغرب الامبريالي وخاصتة مع الولايات المتحدة الامريكية .

يشير رئيس جهاز أمن الدولة الجنرال فلاديمير كرجكوف لقد (( كانت لدينا معلومات موثقة بأن غورباتشوف ومن خلال لقائاتة في مالطا وريكافييك ... قد تحدث مع القادة وخاصة مع الرئيس الامريكي حول تغيير النظام السياسي في الاتحاد السوفيتي ، وبيع جمهورية المانيا الديمقراطية وأعادة النظر وبشكل جذري في شكل العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والبلدان الرئسمالية )). ويشير الجنرال كرجكوف وفي أحد اللقاءات الرسمية مع غورباتشوف أذ سألته : هل تعرف ماذا تكتب عنك الصحف الغربية وعن لقاؤكم في مالطا ؟ مباشرة بدأ غورباتشوف ينظر الي بعين مرعبة وخائفة وقال لي (( من أين لك هذه المعلومات )) أجبته (( جائت هذه المعلومات عبر مصادرنا الخاصة )). ثم قال غورباتشوف " أن ماتكتبه الصحف لايعني شيئ" .

يؤكد الجنرال فلاديمير كرجكوف حول اللقاء الرسمي الذي عقد بين غورباتشوف ورئيس المانيا الغربية كَول في شمال القوقاز ، أذ أكد غورباتشوف الى كَول (( بأن جمهورية المانيا الديمقراطية سوف تنظم الى المانيا الغربية ، وأن هذا الموضوع قد حسم من حيث المبدء من قبل القيادة السوفيتية ، وكان كَول يصغي وبأهتمام كبير الى حديث غورباتشوف ، وأن كَول لم يصدق ماطرحه غورباتشوف ، بدليل طلب كَول من مترجمه الخاص من أن يعيد مرة اخرى ماقاله غورباتشوف وكرر المترجم النص مرة أخرى الى كَول وبنفس المعنى ، أن هذه الصفقة لم يعرف عنها أي مسؤل سوفيتي )) .

نعتقد أن أدوارد شيفرنادزه والأكسندر ياكوفلييف ... كانو على علم بذلك ، وأن قيادة جهاز المخابرات السوفيتية هي أيضاً كانت على علم كامل ومفصل عن هذه الصفقة الخيانية ، ولكن نقول ونطرح السؤال المشروع :ـ ماهو دور رئيس المخابرات السوفيتية وجهاز غرو [ الأستخبارات العسكرية ] من هذه الصفقة اللاشرعية ؟ ماهو دور الجنرالات في الجيش السوفيتي وبعض قادة وكوادر الحزب المخلصين من هذه الصفقة ؟ وهل أنهم كانوا جميعاً في سبات طويل ؟ أم ...؟!.

نعتقد أن الجنرال فلاديمير كرجكوف والذي عمل كرئيس لجنة أمن الدولة لأكثر من 30 عاماً ورئيساً لها خلال الفترة من عام 1988 حتى عام 1991 ، كانت لديه معلومات كثيرة وموثقة ولا تقبل الدحض والشك فيها حول نشاط (( الطابور الخامس )) و(( عملاء النفوذ )) والتنظيمات الماسونية والصهيونية في قيادة الحزب والسلطة خلال الفترة 1985 ــ 1991 ، وأن المتنفذين الرئيسيين للانقلاب الحكومي في أب 1991 كان يتراوح عددهم مابين 72ـ 75 شخصاً من (( قادة وكوادر)) الحزب ، وبلغ عدد المؤيدين الذين أيدو الانقلابيين في يومه الاول وفي عموم الاتحاد السوفيتي كما أشارت بعض الصحف بضعة ألاف من المتظاهرين وكانت حصة الاسد من هؤلاء من موسكو وجمهوريات البلطيق ، علماً كان عدد سكان الاتحاد لسوفيتي في وقتها ما يقارب من 300 مليون نسمة ، وأن الغالبية العظمى من هؤلاء الذين خرجوا للشارع هم للنزهة والتفرج على الدبابات والمصفحات العسكرية السوفيتية والتي غطت الشوارع الرئيسية للعاصمة موسكو ، لأنه حدث غريب لم يحدث في تاريخ الاتحاد السوفيتي . [ كاتب هذه السطور كان متواجد ميدانياً في الأحداث ...] .

ان قيادة هذه (( الجماهير )) [والتي يمكن أن توصف بأنها جماهير غير واعية وغير مدركة لما يدور حولها ] كانت تقاد من قبل (( قيادة وكوادر )) الحزب الحاكم وأغلبيتهم من العناصر غير الروسية ، ونصبوا بوريس يلتسين وبالتعاون والتنسيق مع الادارة الامريكية (( كقائد للحركة الديمقراطية )) في روسيا وبعدها كرئيس لروسيا الاتحادية ، وتم أستخدم بوريس يلتسين كأداة وواجهة علنية من أجل تقويض الحزب والدولة السوفيتية ، وقد وزع هؤلاء
(( القادة )) المأكولات والمشروبات الكحوليه على المشاركين وبكميات كبيرة وبالمجان وكان تواجد رثة البروليتاريا والمشردين ليس قليلاً ؟!.
ان من حق المواطن السوفيتي ، والمتتبع للأحداث السياسية التي وقعت في الاتحاد السوفيتي وخلال الفترة من عام 1985 حتى عام 1991 طرح التساؤل المشروع والذي لم تتم الاجابة عليه ولغاية اليــوم ؟

لماذا لم يتخذ رئيس لجنة أمن الدولة ألجنرال فلاديمير كرجكوف ، أي أجراء ملموس من أجل الحفاظ على السلطة السوفيتية والحفاظ على الدولة العظمى ؟ ولماذا لم يستخدم الصلاحيات المحددة له وفق الدستور الاشتراكي والذي يؤكد على أهمية وضرورة الحفاظ على النظام الاشتراكي في الاتحاد السـوفيتي؟
لماذا لم يتخذ وزير الدفاع السوفيتي المارشال يازوف أو قيادة هيئة الاركان أو جهاز الاستخبارات العسكرية [ غرو ] أي خطوة من أجل الحفاظ على دولتهم العظمى ؟

لماذا لم يتخذ القادة والكوادر الحزبية المخلصة سواء التي كانت تشغل مواقعاً أو التي اخرجت من الحزب بهدف أخراج الطبقة العاملة والفلاحين والشبيبة للشارع من أجل احباط وافشال الانقلاب الحكومي المدعوم من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها ؟!.
أين دور وزارة الداخلية وقوات الامن في الحفاظ على السلطة السوفيتية والاشتراكية ومنجزاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...؟

لماذا لم تتحرك قيادة رئاسة مجلس السوفيت الاعلى ورئيس مجلس السوفيت الاعلى بأعتبارها اعلى سلطة تشريعية منتخبة وفق الدستور بعقد اجتماع طارئ وأتخاذ القرارات الهامة من أجل الحفاظ على النظام والسلطة السوفيتية ، علماً أن البرلمان السوفيتي كان يملك صلاحيات واسعة وفق الدستور الاشتراكي من اجل الحفاظ على السلطة السوفيتية ؟

ان الدافع الرئيس للأجراءات اللاشرعية واللاديمقراطية التي أتخذتها (( قيادة البرويسترويكا )) كان يقف وراؤها موقف ايديولوجي تخريبي هادف وواعي ومخطط له تبناه كل من غورباتشوف وفريقه ، لصالح الحكومة العالمية !!.

يلاحظ ان كثير من القيادات والكوادر والاعضاء المخلصين في الحزب الشيوعي السوفيتي سواء كانوا يعملون في جهاز الحزب أو في السلطة التنفيذية والتشريعية كان لديهم موقفاً سلبياً أو موقفاً اتصف باللامبالات من تطور وتفاقم الأحداث في بلادهم بالرغم من أن غالبيتهم هم حملت الشهادات العلمية العليا وفي الميادين السياسية والاقتصادية والقانونية والفلسفية والعلوم العسكرية والامنية ، وهم كانوا يدركون ويشعرون بوجود الخطر الداهم على حزبهم وسلطتهم إلا انهم فقدو المبادرة الجريئة والمبدئية وأنتابهم الضعف والتردد وحتى الخوف من أتخاذ الموقف المبدئي والحاسم في اللحظة الحاسمة والصعبة وفي مثل هذه الأنعطافات الحادة والخطيرة يجب ان تظهر لدى القائد أو القيادة السياسية المبادرة الجريئة والحاسمة والمبدئية وفي الوقت المناسب من أجل حسم الموقف لصالحهم والتخلي من حالة التردد والارباك ، وفي حالة غياب الموقف المبدئي ، يعني ذلك ان هؤلاء القادة والكوادر قد فقدوا أهم الخصائص والسمات المبدئية للقيادة الثورية وكان نتيجة ذلك قد حلت الكارثة المأساوية ليس فقط على شعبهم وحزبهم ، بل حلت الكارثة على كافة شعوب العالم الفقيرة والحركة الثورية في العالم،

لقد خدع غورباتشوف وفريقه البيرويسترويكي الشعب والحزب الحاكم وغالبية قادة الاحزاب الشيوعية في العالم بمشروعهم الهدام اذ أعلنوا وتبنوا شعارات براقة ومظللة لحزبهم وشعبهم ، وبالنتيجة فأن نهج ما يسمى بالبيرويسترويكا قد أدى الى أختفاء الدولة السوفيتية وأختفاء أكبر حزب سياسي في العالم ، وأختفاء الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي المتمثل بدول أوربا الشرقية ، وأختفاء حلف وارسو ومجلس التعاضد الاشتراكي ، وتم بناء نظاماً سياسياً وأقتصادياً ــ أجتماعياً لم يعرف له مثيل في تاريخ المجتمع البشري إنه نظاماً هجيناً يجمع في أن واحد كل مخلفات علاقات الانتاج العبودية والاقطاعية والرأسمالية المتخلفة ، وتم تحويل روسيا الى بلد مصدراً لأهم مواد الخام الاولية ومستورداً لاهم السلع وخاصة السلع الغذائية والسلع المعمرة من الغرب الامبريالي ، وتم تحويل روسيا الى دولة تستقبل النفايات النووية من الغرب الرأسمالي لقاء حفنة من الدولارات وحصة الاسد منها تذهب الى جيوب المتنفذين في النظام الحاكم ، ناهيك عن رجوع روسيا الاصلاحية في كثير من المؤشرات والاقتصادية والاجتماعية الى مايقارب من قرن الى الوراء واصبحت روسيا في هذه المؤشرات بمصاف البلدان النامية ، بعد ماكانت دولة عظمى تحتل المرتبة الاولى ــ الثانية عالمياً في كثير من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية .

نشرت جريدة (( VSVAT )) السلوفاكيا في عددها رقم 24 في عام 1999 , محاظرة لغورباتشوف القاها في الجامعة الامريكية في تركيا أذ قال (( وأخيراً تم القضاء على الشيوعية في العالم ... والعالم بدون الشيوعية سيكون أفضل ... وبعد عام 2000 سوف يدخل العالم في مرحلة الازدهار ... وأن القضاء على الشيوعية في الصين سوف يؤدي بالعالم الى أن يتطور بطريق العدالة والتضامن ...))؟!

ان ميخائيل غورباتشوف التحريفي ــ الأنتهازي والحرباء ، فهو فقد بصيرته لقاء حفنة من الدولارات الخضراء وباع شعبه ونظامه وبالمجان لصالح الغرب الامبريالي وان كـــــــــــــل
(( تنظيراته )) الجوفاء لم تصمد امام الواقع الاقتصادي ــ الاجتماعي ، فألى أين يسير العالم اليوم بسبب خيانة غورباتشوف وفريقه بعد أن فقد العالم توازنه السياسي والاقتصادي والعسكري ؟.

حذر لينين من قوى الثورة المضادة وأحتمال عودتها مرة أخرى اذ اشار الى (( أن انتصار الثورة على قوى الثورة المضادة لايعني هذا اختفاء قوى الثورة المضادة ، بل لايستبعد من ظهورها من جديد ، وسوف تقاوم وبشكل عنيف )).
أن أنتصار أول ثورة شعبية أشتراكية في العالم قادها حزباً ثورياً ، قد أثارت حفيظة وحقد قوى الثورة المضادة في الداخل ، وبسبب ذلك فأن قوى الثورة المضادة ناصبت العداء الطبقي والأيديولوجي لثورة أكتوبر واعلنت مقاومتها المسلحة للثورة الأشتراكية وحظيت بالدعم المادي والعسكري والأعلامي من قبل الغرب الأمبريالي بدليل شاركت في هذا الدعم 14 دولة امبريالية لمساندة قوى الثورة المضادة في الاتحاد السوفيتي بهدف تقويض أول ثورة إشتراكية في العالم وبسبب هذا التدخل تم اشعال الحرب الاهلية في الاتحاد السوفيتي للفترة من عام 1918 ولغاية عام 1922 . وبهذا الخصوص أشار وأكد رئيس الوزراء البرطاني تشرشيل على ضرورة (( خنق البلشفية في مهدها ...))

ان فشل مخططات قوى الثورة المضادة على الصعيدين المحلي والخارجي بهدف تقويض ثورة اكتوبر الاشتراكية يعود السبب الرئيس الى وجود قيادة سياسية حازمة ومبدئية ، مخلصة وكفوءة مؤمنة قولاً وفعلاً بالنظرية الماركسية ــ اللينينية ، ولديها بعداً نظرياً كبيراً ، والتفاف الحزب والشعب حول قيادته الشرعية وهذه القيادة قد تمثلت في لينين وستالين بدليل تمثل نجاحهم وابداعهم النظري والثوري في أنتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 وكذلك بالأنتصار على قوى الثورة المضادة خلال فترة الحرب الاهلية وأنتصارهم على أعتى نظام فاشي عرفه المجتمع البشري والوليد الشرعي للنظام الرأسمالي خلال الفترة [1941ـ 1945] ، وكما نجحت هذه القيادة في بناء أقتصاد أشتراكي قائم على أحدث التكنلوجيا وامتلكت السلاح الذري والنووي من أجل الدفاع على الاشتراكية ومنجزاتها والسلطة السوفيتية ، وتم القضاء وبشكل نهائي على الامية والبطالة .

ان الغرب الرأسمالي لم يلجأ الى لغة الحوار مع القيادة السوفيتية لولا أنها لم تمتلك السلاح الذري والسلاح النووي ، وهم رفضوا مبدأ التعايش السلمي بين الانظمة المختلفة ، وأن السلاح الذري والنووي السوفيتي قد خلق توازناً عسكرياً لصالح المجتمع البشري خلال الفترة من عام 1946 ــ 1991 ونعمت شعوب العالم بالأستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري النسبي ، وما حدث بعد غياب الاتحاد السوفيتي عام 1991 ولغاية اليوم من حرب اقليمية وما نجم عنها من كوارث اجتماعية واقتصادية وخسائر بشرية لاتعد ولاتحصى ، فالمسؤول الاول والاخير عما حدث لشعوب العالم من عام 1991 وحتى اليوم تتحمله الامبريالية الامريكية وحلفائهــــا .

أعلن هتلر عن خطته المعروفة بأسم خطة (( بارباروس )) ومن أهم أهدافها هـــــــــــــي :ـ
القضاء على الاتحاد السوفيتي ــ روسيا ، والقضاء على السلطة السوفيتية والاشتراكية ومنجزاتها ، والاستحواذ على ثروات الشعب الروسي ، والسيطرة على العالم وقيادتــــــــــــــــــــــــــــة .

ان تحقيق هذه الاهداف حسب وجهة نظر هتلر لابد من أعلان حربه غير العادلة ضد الشعب السوفيتي خلال الفترة 1941 ــ 1945 إلا أن هتلر وحلفائه قد فشلوا في تحقيق أهدافهم ويعود السبب الرئيس في ذلك الى القيادة الحكيمة والمبدئية والصارمة لستالين والتفاف الشعب السوفيتي حول الحزب وقيادته ، وكان ثمن الانتصار على الفاشية الالمانية من قبل الشعب السوفيتي ثمناً باهظاً ، أذ قدم مابين 27 الى 30 مليون شهيــــــــد .


ليس غريباً من أن تتطابق اهداف قوى الثورة المضادة في الاتحاد السوفيتي مع أهداف هتلر
و قادة الغرب الرأسمالي ، وهذا التطابق نابع من الحقد والعداء للأشتراكية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي عادل ، وليس من باب الصدفـة من ان يعلن اليميني المتطرف والماسوني وبائع الورد أناتولي تشوبايس أذ قال ومن أجل أن يتم تنفيذ عملية مايسمى بالاصلاح الاقتصادي يمكن أن نضحي بــــــــ 30 مليون روسي كثمن للاصلاح الاقتصادي ويمكن للشعب الروسي أن يعوض هذه الخسائر البشرية في المستقبل من خلال زيادة الولادات على الوفيات ، وخلال فترة مايسمى بالاصلاح الاقتصادي في روسيا الأتحادية وللفترة من عام 1992 حتى عام 2006 بلغت الخسائر البشرية بسبب تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين بــــــ 32 مليون شخص ، وهذا هو الثمن البشري للتحول من الاشتراكية الى الرأسمالية .
(( أنظر جريدة الغد الروسية , الرقم 24 ، أب عام 2007 باللغة الروسية ))

أعلن الرئيس الامريكي السابق غوفير (( نقول وبصراحه ، ان هدفي في الحياة هو القضاء على الاتحاد السوفيتي ))، ان الغالبية العظمى من الرؤساء الامريكان كان هدفهم المشترك هو القضاء على الشيوعية وعلى الاتحاد السوفيتي ، فغوفير وترومان ... وبوش وريغان ... كلينتون وبوش الابن لهم موقف واحد وموحد من الشيوعية والاتحاد السوفيتي ، بدليل يؤكد جورج بوش (( أن عائلتي لعبت دوراً هاماً في تقديم السلاح والمال الى هتلر ))؟!.

يقول ميخائيل غورباتشوف ان (( هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية )) وكما يؤكد أيضاً ان هدفي الاخر هو (( تحطيم )) ( تقويض ) النظام السوفيتي من الداخل ومن أجل تحقيق ذلك استعنت بالضبط الحزبي ونقاط الضعف في تركيبته )) [مجلة الحوار العدد 8، أب ، لسنة 2001 ، صفحه 9 ، باللغة الروسية] .

وكما يشير د. ي . يوستوفسكي الى (( ان مالم يستطيع هتلر من أنجازه في حربه العدوانية ضد الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1941 ــ 1945 فأن (( البيريسترويكين ))
و (( الديمقراطين )) اليوم قد أنجزوا ذلك ، فتوحدوا بذكاء كل من ممثلي اقتصاد السوق والمافيا والخونة من قيادة الحزب وبعض كوادره وأعضاء ((الطابور الخامس)) الذي تم تشكيله على يد وكالة المخابرات المركزية الامريكية وجهاز الموساد )) .
[ جريدة روسيا السوفيتية ، 8/ 4/ 2002 باللغة الروسية ].

وكما يقول فالي برانت ، رئيس الحزب الاشتراكي الألماني بعد زيارته للاتحاد السوفيتي في عام 1985 أذ أكد (( في حياتي رأيت الكثير ، ولكن لم أشاهد في حياتي شخص معادي للشيوعية كما يكنها غورباتشوف وهو على رأس الكرملين )).

أن النهج اللاديمقراطي واللاشرعي للأدارة الامريكية وحلفائها كان ولايزال يقوم على مبدأ أستخدام القوة العسكرية وبشكل مباشر وأستخدام لغة الحصار الاقتصادي والارهاب السياسي والاقتصادي ومحاولة زج حلف الناتو و(( الطابور الخامس )) بهدف (( تجديد الانظمة)) من جهة وتقويض البلدان الرافظة لنهجها العدواني والتي أطلقت الادارة الامريكية على هذه البلدان بــ (( محور الشر ))!!.

أن الهدف الرئيس من كل ذلك هو الاستحواذ على ثروات الشعوب وخاصة النفط والغاز... وهذا هو جوهر مايسمى بالعولمة الامبريالية المتوحشــــة .
ان محاربة الفكر الشيوعي من قبل الامبريالية الامريكية تم ويتم اليوم تحت حجج واهية وعديدة ومن أهمها (( أشاعة الديمقراطية ، وأقتصاد السوق ، ومكافحة ما يسمى بالأرهاب الدولي ....)) ، يقوم نهج الأدارة الأمريكية اليوم على (( مبدأ )) وهو (( من لم يكن معنا .... فهو ضدنا )) ؟!!.

يؤكد غينادي زوغانوف ، رئيس كتلة نواب الشعب في مجلس الدوما الروسي [ البرلمان ] عن دور ونشاط (( الطابور الخامس )) في الاتحاد السوفيتي ــ روسيا أذ قال (( يحذر الشيوعيين من جديد من أن الوطن في خطر ، وأن الخطر لن ينببع فقط من الخارج ، بل ينبع أيظاً من الدخل ، فغارباتشوف خان وباع الاتحاد السوفيتي ، وبوريس يلتسين بارك وصادق على نهب وسلب ثروة الشعب الروسي ، وبوتين قد سلم كل أرث روسيا العظمى الذي تحقق خلال الف عام ، وهو ينفذ اليوم عملاً قذراً من أجل تخريب نظام الدولة الوطني ، وفي البلاد اليوم يوجد نشاط فعال (( للطابور الخامس)) وهذا يتمثل في البرجوازية الكمبرادورية والبيروقراطية المرتشية والاجرام المنظم [ المقصود المافيا الروسية ]. أن اتحاد هذه القوى اليوم يقوم على أساس ألايديولوجية الفاشية الليبرالية والتي تسعى [ المقصود الفاشيه الليببرالية ] الى قمع وسحق حرية الفكر ومؤسسات السلطة الشعبية وسحق كل شعور وطني وثقافة وطنية وقلع جذور الدولة . ان هدف الفاشية الليبرالية هو أقامة نظام دكتاتوري عالمي يقوم على اساس الرقابة الشاملة على المصادر المالية ، والرقابة الشاملة على مصادر الطاقة والرقابة الشاملة على وسائل الاعلام ، وكما يقوم ايضاً على أستخدام القوى العسكريه لقمع أي شعب غير مرغوب وكذلك البلدان ورجالات السياسة )).

في أب 1991 قامت قوى الثورة المضادة في الاتحاد السوفيتي بأنقلاب حكومي بالتنسيق والتعاون بين هذه القوى وأمريكا والمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية وخاصة مع صندوق النقد والبنك الدوليين ، ومما يؤسف له ان هذه القوى قد (( نجحت )) في تنفيذ مشروعها ، إلا أنه ولغاية اليوم لم يتم توضيح كل أبعاد وحقيقة الانقلاب الحكومي وكيف "فجأة " ينهار اكبر حزب سياسي في العالم ! وكيف يلتزم الصمت جنرالات ومارشالات الجيش السوفيتي وجهاز المخابرات السوفيتية وقوات الامن الداخلي ! وكيف يتم تفكيك الدولة العظمى والطبقة العاملة وحلفائها وقفوا موقفاً سلبياً ! وكما أن الموقف الذي أتخذته منظمة الكوموسمول الشيوعية كان سلبياً أيضاً ! اما موقف الكتاب والادباء والصحفيين الثوريين لم يختلف عن موقف الطبقة العاملة السوفيتية ــ الروسية ! وغريباً حقاً ان دولة عظمى يتم تقويضها ومن قبل قادة الحزب والسلطة ! إنها مفارقة تاريخية وسياسية تستحق كل الدراسة والاهتمام من اجل تبيان موطن الخلل ، فأهل البيت أولى من غيرهم أذ كانوا فعلاً حريصين على فكرهم وتجربتهم من أن تتم دراسة وتقييم تجربة البناء الاشتراكي وخاصة منذ عام 1954 ولغاية عام 1991 .

قصة الانقلاب الحكومي

في أذار عام 1991 ، ومن خلال ممارسة الضغوطات من قبل قوى الثورة المضادة وحلفائهم في الغرب الرأسمالي ، من أن ينفذ غورباتشوف وفريقه رغبة هذه القوى وحلفائها بأجراء أستفتاء شعبي ، وتم طرح سؤالاً واحداً وهو : هل توافق على بقاء الاتحاد السوفيتي ؟. أي ان جوهر السؤال يدور حول بقاء أو عدم بقاء دولة الاتحاد السوفيتي ، حقاً أنه سؤال غريب في شكله ومضمونه !، كيف وافقت السلطة التشريعية [ مجلس نواب الشعب السوفيتي ] على هذا السؤال ؟!، وكيف وافق بعض القياديين والكوادر المخلصة في الحزب والسلطة التنفيذية على هذه الصيغة ؟!، ولكن وبالرغم من هذه اللعبة القذرة وممارسة الضغوطات والتزوير من قبل قوى الثورة المضادة ، فأن الشعب السوفيتي قد صوت بنسبة 77 بالمئه لصالح بقاء اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ، إلا أن قوى الثورة المضادة بزعامة غورباتشوف وحلفائه في الغرب الامبريالي وخاصة في أميركا رفضوا الاخذ بالنتيجة الديمقراطية والشرعية . ومع ذلك يدعون أنهم ديمقراطيون ؟!.

في أبريل ــ أيار عام 1991 ، وبسبب الضغط السياسي الذي قام به بعض القادة المخلصين في الحزب والسلطة التنفيذية ، اضطر غورباتشوف أن يعطي الضوء الاخضر للسلطة التنفيذية والتشريعية من أجل أتخاذ الاجراءات الضرورية لاعلان حالة الطوارئ سواء على عموم الاتحاد السوفيتي أو في الجمهوريات أو المناطق (( المضطربة ))، وبدأت الجهات ذات العلاقة والاختصاص بالتهيئة لاتخاذ ما هو ضروري بهدف الحفاظ على دولة الاتحاد السوفيتي .

نعتقد ، أن ميخائيل غورباتشوف والمعروف بالحرباء قد نصب فخاً (( ذكياً ))!! لاعضاء لجنة الدولة للطوارئ ووضع لنفسه احتمالين رئيسيين وهما ، الاحتمال الاول فهو وافق من الناحية الشكلية مع أعضاء لجنة الدولة ، أي قيادة الحزب على أعلان حالة الطوارئ وفي حالة نجاحهم وتصفية قوى الثورة المضادة ، فهوا سيظهر (( بطلاً شيوعياً ))!! امام الحزب والشعب السوفيتي ، وكان يعتقد مع نفسه ان نصيب نجاح أعضاء لجنة الدولة للطوارئ كان ضئيلاً لانه يعرف ان أعضاء هذه اللجنة غير حاسمين في أتخاذ الموقف المطلوب بالرغم من أنهم يملكون سلطة حزبيه وسلطة تنفيذية كبيرة وفق الدستور علماً أن لجنة الدولة للطوارئ قد ضمت في عضويتها كل من نائب رئيس دولة الاتحاد السوفيتي ياناييف رئيساً للجنة ، ورئيس جهاز المخابرات السوفيتية الجنرال فلاديمير كرجكوف ، ووزير الدفاع السوفيتي المارشال ديمتري يازوف ، ووزير الداخلية الجنرال بوكًَو ، ورئيس الوزراء , وممثل عن المجمع الصناعي ــ الحربي ، ورئيس إتحاد الفلاحين لعموم الاتحاد السوفيتي وغيرهم من كبار المسؤولين في الحزب والسلطة التنفيذية .

اما الاحتمال الاخر والذي كان له النصيب الكبير في النجاح حسب خطة غورباتشوف ، أذ كان هو على يقين كامل من أن اعضاء لجنة الدولة للطوارئ سوف يفشلون في بسط نفوذهم وحسم الأمور لصالحهم وعلى هذا الأساس سيقوم غورباتشوف بأستخدام صلاحياته في تصفية خصومه المتمثلين بأعضاء لجنة الدولة للطوارئ ، وبنفس الوقت كان غورباتشوف ينسق نشاطه الهدام مع قوى الثورة المضادة وخاصة مع ياكوفلييف وبوريس يلتسين وغيرهم ، وهذه القوى قد اعلنت عن نفسها بأنها تمثل مايسمى بالحركة الديمقراطية في روسيا والتي أسست بدعم وأسناد الولايات المتحدة ومؤسساتها المالية والاقتصادية والمخابراتية ، ولعبت وكالة المخبارات المركزية الامريكية دوراً كبيراً في هذه اللعبة وهذا السيناريوا بهدف تحقيق حلم الرئيس الامريكي ترومان ورئيس جهاز وكالة المخابرات المركزية الامريكية ألان دالاس القاضي في تفكيك الاتحاد السوفيتي .

ان أجراءات اعضاء لجنة الدولة الطوارئ كانت متأخرة وغير حاسمة ، فأصابهم الخوف والتردد ... من أجل أتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب إضافة الى ذلك غياب القائد الفاعل والحاسم والمسؤول من أجل اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، وعلى مايبدوا ان أعضاء لجنة الدولة للطوارئ لم يستفيدوا من خطة تنحية خروشوف التحريفي ، حيث كانت الخطة ناجحة ولمصلحة الحزب والشعب ، بالرغم من وجود ملاحظات جوهرية على تنحية (( عزل )) خروشوف من قيادة الحزب والــــــــدولــــــــة .

كان من الاجدر كما نعتقد ، على القيادات في الحزب والجيش وجهاز المخابرات السوفيتية والسلطة التشريعية من أن يتخذوا قراراً شرعياً وديمقراطياً بعزل ومحاكمة غورباتشوف وفريقه وقادة ما يسمى بالحركة الديمقراطية الروسية منذ عام 1978 ، حيث بدأت ملامح الارتداد وبالملموس وفي كافة الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والعسكرية ، اضافة الى وجود وثائق تؤكد أرتباط قادة مايسمى بالحركة الديمقراطية وغورباتشوف وفريقه بأرتباطاتهم بالخارج وحصولهم على الدعم المادي وغير المادي وأطلق على هؤلاء بــــ (( عملاء النفوذ )) و (( الطابور الخامس )) ان كل هذه المؤشرات وغيرها كانت تؤكد على أن النظام السياسي القائم يسير نحو الهاوية والكارثة الحقيقيتين .


برقية سرية ومواقف مبدئية

بتاريخ 19/8/1991 وجه أوليغ شينين سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي برقية سرية تحمل رقم [ تسي/116] جاء فيها " ألى السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الجمهوريات السوفيتيية ، وألى السكرتيريين الأوائل في اللجان المنطقية والمحلية للحزب أرتباطاً مع أعلان حالة الطوارئ في البلاد أتخذوا ألأجراءات بهدف مشاركة الشيوعيين لمساندة لجنة الدولة للطوارئ في الأتحاد السوفيتي ، وأهتدوا عملياً بنشاطاتكم وفقاً للدستور الأشتراكي السوفيتي ، وبأجتماع اللجنة المركزية ، غيرها من ألأجراءات سوف نبلغكم لاحقاً "

يشير شينين الى أن " هناك سبب أخر ، ألا وهو الخيانة التي أصابت مجتمعنا ليس في عام 1991 بل قبل ذلك التاريخ أي منذ عام 1985 ... اذ وضع هؤلاء هدفاً رئيسياً لهم وهو أن يفككوا الاتحاد السوفيتي ويقضوا على الأشتراكية ويصبحوا أغنياء ، ويحولوا الشعب الى عبيد ... أن كارثة بلادنا في أنه وجدت (( قيادة )) ليس لها صلة لابالسلطة السوفيتية ولا بالحزب الشيوعي ولا بالأشتراكية " .

وكما يؤكد شينين " كيف يمكن ان نفهم أن بعض أعضاء لجنة الدولة للطوارئ قالوا في مؤتمرهم الصحفي أن صديقنا غورباتشوف مريض ... وقريباً سوف يلتحق بنا ، فأي مساعدة كان يتوقع أعضاء لجنة الدولة للطوارئ أن يحصلوا عليها من الشعب السوفيتي ؟ وكان من الضروري عند عودة يلتسن مخموراً ان يتم أعتقاله فوراً ، لأنه أقدم على خرق الدستور الأشتراكي السوفيتي ، ألا أن لجنة الدولة للطوارئ لم تتخذ ذلك ... قليل من الدم في تلك الفترة أفضل مما يجري ألأن ، أذ يقع مئات ألألاف من القتلى وملايين من الجرحى ، بالأضافة الى عشرات الملايين من المواطنين السوفيت المشردين "

وكما يبين شينين ألى أنه كان من " الممكن أستخدام أسلوب القوة لحل المشكلة من أجل الحفاظ على ألاتحاد السوفيتي ، وكانت كل السلطة في يد القيادة السوفيتية وكان على أعضاء لجنة الدولة للطوارئ أن يسيروا بالأمور ألى ألنهاية ". ثم يؤكد شينين " أنا على يقين من أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد قد عملوا سوية على تقويض الأتحاد السوفيتي " .

تشير الصحفية السوفيتية ناديجداغاريغولينا ، أن الغالبية العظمى من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي قد جبنوا ولم يحركوا حتى أصابعهم من أجل أنقاذ الأتحاد السوفيتي .
في 19ـ 22 / 8 / 1991 ، تم أعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق الاتحاد السوفيتي ، وأن قادة لجنة الدولة للطوارئ هم قادة الحزب والسلطة ومعظمهم ذهب للقاء غورباتشوف للتشاور معه في مقر أقامته بالقرم ، لانه كان يتمتع بالاجازة والبلد على حافة التفكك والانهيار وهم يريدون من غورباتشوف الرأي ؟ وماذا نعمل و ...؟! وعلى ما يبدوا أن هؤلاء لم يمتلكوا القرار الحاسم في الوقت المناسب ، فهم كانوا في حالة من الارباك والتردد والقلق وهم لم يعرفوا ماذا يريدون ، وماذا يجب ان يفعلوا ، وكما كانت لجنة الدولة للطوارئ مخترقه ولصالح يلتسين ولصالح ما يسمى بالحركة الديمقراطية الروسية وكما ارتكبت هذه اللجنة اخطاء كثيره وفي مقدمة هذه الاخطاء هي نزول الجيش السوفيتي بأسلحته ودباباته في شوارع موسكو ، وان القيادات الفرعية للجيش ليس لديها أي تصور او أي هدف ، وماذا سيفعلون ؟ وأن اللجنة لم تبادر في توجيه نداء للشعب السوفيتي وللطبقة العاملة من أن توضح خيوط المؤامرة وأهدافها الحقيقية والتي نفذها (( عملاء النفوذ )) في قيادة الحزب والسلطة ، وهي أيظاً لن تستخدم وسائل الاعلام المختلفة وخاصة التلفزيون من أجل توعية الشعب السوفيتي بألخطر الذي وقع عليه ، وكان على هيئة رئاسة مجلس السوفيت الأعلى ورئيس البرلمان لوكيانوف من أن يعقد مؤتمراً طارئاً في 20/8/1991 لمناقشة الأوضاع الخطيرة التي تواجه البلاد ، وغيرها من الهفوات والاخطاء الجسيمة الاخرى .

لقد إستغلت قوى الثورة المضادة والمدعومة بشكل مباشر من قبل أمريكا ومؤسساتها هذه النواقص وظهر بوريس يلتسين (( القائد الديمقراطي والمنقذ )) والمدعوم من قبل مايسمى بالحركة الديمقراطية وخاصة قادتها من غير الروس والمعادين للسلطة السوفيتية والاشتراكية ، وتحرك يلتسين وبدعم اميركي مباشر باعتقال قادة لجنة الدولة للطوارئ ووجهت قوى الثورة المضادة نداءاً (( لانصارها )) للنزول للشارع وكان عددهم في اليوم الاول في العاصمة موسكوا لا يتعدى الألف شخص معظمهم من حثالة البروليتاريا الرثة وكانت القيادة اغلبها من العناصر غير الروسية وفي اليوم الثالث لم يتجاوز عدد الانصار والمؤيدين للأنقلاب الحكومي مابين 5 ــ 7 ألف شخص ، وبعد ان استلم بوريس يلتسين كامل السلطة في موسكو ، واصدر يلتسين مباشرةً مرسوماً يمنع فيه نشاط الحزب الشيوعي السوفيتي والحزب الشيوعي الروسي وتمت مصادرة ممتلكات ومقرات الحزب ومنع من العمل السياسي داخل الجيش والمخابرات والشرطة وفي مؤسسات الدولة الانتاجية والخدمية .

نعتقد لم تكن هنالك خلافات مبدئية وجدية بين غورباتشوف ويلتسين وما يسمى بالحركة الديمقراطية الداعمة ليلتسين ، وأن غورباتشوف ويلتسين لم يكونا في يوم من الايام مبدئيين ومخلصين وشيوعيين حقيقيين وكانت لديهم أهداف مشتركة وفي مقدمتها هو القضاء على الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة السوفيتية والاشتراكية ومنجزاتها وتفكيك الاتحاد السوفيتي وغير ذلك ، وأن وجد (( خلافاً ))!! فهو يحمل طابعاً شخصياً بحكم العلاقة الحزبية السابقة بين غورباتشوف ويلتسين ، وعندما استلم بوريس يلتسين مسؤولية العمل الحزبي في موسكو ....، هذا اولاً ، والخلاف يكمن جوهره في الاستحواذ على السلطة ورئاستها ثانياً ، والسباق بينهما من هو أكفأ في شهادة حسن السلوك والطاعة امام حلفائهم في الغرب الأمبريالي وخاصة امام الأدارة الامريكية ، ثالثاً يقول فلاديمير يمليا نوفيج حول (( المعركة )) بين غورباتشوف ــ يلتسين على أنها (( معركة بين ديكين ، هم لم يكونوا على حافة الهاوية ، بل معلقين عليها ، وهذه أدت الى نتائج مأساوية ... نحن ناضالنا ضد النظام الشمولي في الاتحاد السوفيتي ولكن في النتيجة إستحوذ على السلطة بائع الورد [ المقصود أناتولي جوبايس الذي تقلد مناصب حكومية رفيعة المستوى ، ومنها نائب رئيس الوزراء للشؤن الاقتصادية ، وزير للخصخصة ، وزير للمالية ، نائب رئيس جهاز ديوان الرئاسة ... ورئيس شركة الكهرباء الروسية ...] ، ومحامي الطلاق [ المقصود أناتولي سوبجاك ، محافظ مدينة لينينغراد ومستشار للرئيس الروسي السابق يلتسين ] . ان هؤلاء وغيرهم كانو طابور خامس وقوى رئيسية في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ودعموا بشكل مباشر من قبل الغرب الرأسمالي ومؤسساته المالية والاقتصادية وخاصة لأناتولي جوبايس)) ؟!.

في 8 ــ 9 / 12/1991 ، اجتمع كل من الرئيس الروسي بوريس يلتسين والرئيس الاوكراني القومي المتطرف عضو المكتب السياسي للحزب سابقاً كرافجوك ورئيس البرلمان البيلاروسي شوشكيفيج في مينسك واتخذ هؤلاء (( القادة )) قراراً فردياً وغير شرعياً بحل الاتحاد السوفيتي ، ومن دون الرجوع الى رأي الشعب السوفيتي ، وعدم أحترام رأيه وموقفه الذي حدده في أذار عام 1991 ، وقام يلتسين بالاتصال بالرئيس الامريكي بوش الأب وهو في وضع لا يحسد عليه وأبلغه بقرار حل الاتحاد السوفيتي ، اذ قال له ان الاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً من هذه اللحظة ، وكان مترجمه كوزورف الذي عينه وزير خارجية ولمدة خمس سنوات ؟!.

من حق المتتبع السياسي سواء كان مواطناً سوفيتياً ، أو غير سوفيتي من أن يطرح بعض الأسئلة المشروعة وهـــــــي :ـــــ
اين دور قادة وكوادر الحزب المخلصين الذين رفظو نهج غورباتشوف التحريفي من هذا الحدث الخطر ؟. اين دور قادة الجيش والمخابرات وقوات الداخلية السوفيتية من هذا اللقاء وقراره الخياني والمعادي لمصالح الشعب السوفيتي ؟ وهل من المعقول ان جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية السوفيتية لم يعرفوا شيئ عن عقد هذا الاجتماع ومكان الاجتماع ومن هو الحاظر في هذا الاجتماع ؟ وما هو هدف ذلك ؟ ولماذا لم يتم اتخاذ أي اجراء ملموس في وقتها ضد قادة هذا الاجتماع ؟ ولماذا لم يتخذ البرلمان السوفيتي أي السلطة التشريعية أي أجراء قانوني ضد القرار الفردي واللاشرعي الذي اتخذه يلتسين وكرافجوك وشوشكيفيج في مينسك ؟ ولماذا لم تخرج أي مظاهرة أستنكار من قبل الطبقة العاملة السوفيتية بالضد من هذا القرار اللاشرعي واللاديمقراطي ؟، وكأن ما حدث ما هو إلا شيئ (( حتمي وطبيعي ))؟!!.

في 25/12/1991 اعلن (( بطل )) مسرحية ما يسمى بالبيرويسترويكا ميخائيل غور باتشوف إستقالته من رئاسة الحزب والدولة ، وكما طلب غورباتشوف من قادة وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي بحل الحزب !!، وبتاريخ 11/3/1985 القي غورباتشوف خطاباً امام أعضاء قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي أذ أكد فيه على (( اوعدكم أيها الرفاق المحترمون سأضع كل طاقتي وخدمتي وأخلاصي من أجل خدمة حزبنا وشعبنا وقضايا اللينينية ))؟!!.

ان ما قاله غورباتشوف عندما تسلم قيادة الحزب والدولة وما فعله هو وفريقه من عام 1985 ولغاية عام 1991 ، تؤكد حقيقة موضوعية وهي أن غورباتشوف الحرباء وفريقه لم يكونوا يوماً ما شيوعين ، وهؤلاء سلكوا طريق الخيانة العظمى وبالضد من شعبهم وحزبهم ، ومما يؤسف له أن بعض (( قادة )) الاحزاب الشيوعية اليوم يسلكون نفس سلوك غورباتشوف اليوم وتحت مبررات براقة وكاذبة ، وان غورباتشوف ومن سار ويسير على نفس نهجه سيكون مصيرهم في مزبلة التاريخ وهذا هو مكانهم الحقيقي والطبيعي .
ان مسيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع لايمكن ان ترجع للوراء وأن حدثت بعض التراجعات والأنكسارات فهي مؤقته ، وأن الاتجاه العام سيكون لصالح الحركة الثورية ولصالح الشعوب المناضلة من أجل التقدم والعدالة الاجــــتـمـاعـيـــة .
لقد مارس ويمارس غورباتشوف اليوم أدواراً عديدة وقذرة من أجل تخريب الحركة الشيوعية على الصعيد العالمي ، وهو اليوم مستشار في أكثر من محفل ماسوني عالمي ، وهو يتجول في العواصم الغربية كأي متسول سياسي لألقاء المحاظرات الرخيصة الثمن من أجل الحصول على الورقة الخضراء ، [ أي الدولار الامريكي ]، وبنفس الوقت يقوم بالدعاية للمأكولات الغربية ومنها (( البيتسا )) مقابل حصوله على مليون دولار ، ويبرر ذلك العمل المهين والمشين (( لحاجته )) الماسة للمال !! وهو ... وهو ... ،!!!.
لقد جاء تفكيك الاتحاد السوفيتي وأختفائه بفعل تضافر العاملين الداخلي والخارجي واصبح العامل الخارجي هو الموجه والمنظم لعمل وفعل العامل الداخلي ، وأن قوى الثورة المضادة نفذت برنامج الحكومة العالمية .

ويمكن القول أن عامل الخيانة لدى (( قادة )) مايسمى بالبيرويسترويكا والدور النشيط للعناصر غير الروسية التي كانت تحتل المواقع الهامة في قيادة الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية ، والدور القذر للدولار الأمريكي ، أن هذه العوامل وغيرها قد لعبت دوراًً رئيسياً في عملية تقويض الاتحاد السوفيتي ، هذه هي الجريمة الكبرى التي وقعت في نهاية القرن العشرين .