منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#66379






المبحث الثالث :ـــ دور عقيدة ترومان وخطة دالاس في تقويض الاتحاد السوفيتي


(( ان أية ثورةً لا تسوى شيأً ، ألا أذا كانت تجيد الدفاع عن نفسها )).

لينين

في 12/3/1947 ، قدم الرئيس الامريكي هاري ترومان عقيدته والتي تمثل جوهر وهدف الماسونية العالمية ، وتهدف هذه العقيدة القضاء على الشيوعية ، وفي 30/3/1948 ، تم أقرار وتطوير هذه العقيدة (( الديمقراطية )) من قبل مجلس الأمن القومي الامريكي في مذكراته التي تحمل الرقم 7 والتي نصت على (( لابد من القضاء على الشيوعية التي يقودها الاتحاد السوفيتي ، وأن تحقيق هذا الهدف له اهمية كبيرة من أجل ضمان أمن أمريكا ، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال السياسة الدفاعية فقط ، بل يجب على الولايات المتحدة الامريكية ، أن تأخذ على عاتقها الدور القيادي لتنظيم الهجوم المضاد ، وبهدف تعبئة وتعزيز قواتنا العسكرية ، وتعبئة كل القوى المعادية للشيوعية والاتحاد السوفيتي وعلى الصعيد العالمي من أجل تخريب وتفتيت الحركة الشيوعية على الصعيد العالمي )). هذا هو الهدف الرئيس لقوى الثالوث العالمي وحلفائهم في العالـــــــم .

ان فكرة بلوغ التفوق العسكري الامريكي على الاتحاد السوفيتي منذ ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917 ولغاية عام 1991 ، كانت موضع نقاش مستمر داخل القيادة الامريكية وحلفائهم في الغرب الرأسمالي ، وكان هدف القيادة الامريكية من ذلك هو قيادة العالم والأستحواذ على ثرواته الطبيعية ، إلا أنهم فشلوا في تحقيق التفوق العسكري على الاتحاد السوفيتي ، بل سعت القيادة السياسية السوفيتية منذ فترة حكم ستالين ولغاية عام 1984 إلى خلق التكافؤ والتوازن العسكري بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي ، وبين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ، وهذا التكافؤ العسكري الذي حققته الأشتراكية قد أحبط وأفشل خطط ترومان ودالاس وما بعدها من خطط حتى عام 1984 .

أكد الرئيس الامريكي ترومان في رسالته الى الكونغرس الامريكي في عام 1945 الى ان (( النصر الذي أحرزناه قد وضع الشعب الامريكي أمام ضرورة دائمة وملحة إلا وهي ضرورة قيادة العالم )). وكما هو معروف أن جميع الرؤساء الامريكان منذ حكم ترومان حتى بوش الصغير وما بعده نادوا ولا يزال ينادون بفكرة ضرورة قيادة أمريكا للعالم ، فأين الشعارات البراقة التي تنادي بها الولايات المتحدة ومنها على سبيل المـــــــثــل (( الديمقراطية ، دولة القانون ، وحقوق الانسان )).

في 25/ 4/1945 ، أبلغ وزير الدفاع الامريكي ستيميسون الرئيس الامريكي ترومان ، قريباً سوف يتم صنع 3 قنابل ذريه ، وفي 10/ 5/1945 قرر البنتاغون أستهداف 4 مدن يابانية وهي :ـ هيروشيما وناغازاكي وكاكورا ونيكاتا ، من أجل أن تكون مختبراً لقوة وفاعلية السلاح الذري الامريكي ، وكما هو معروف أن القيادة الامريكية قد جربت أرهابها الذري على مدينتي هيرويشيما وناغازاكي وذهب ضحية هذا الارهاب الذري مئات الألاف من المواطنين اليابانيين الأبرياء ، وشكلت هذه الجريمة النكراء أشارة واضحة وصريحة وتحذير بشكل غير مباشر للأتحاد السوفيتي ، وبعد خمسة شهور من إنتهاء الحرب العالمية الثانية إستخدمت الولايات المتحدة ألامريكية ستراتيجية جديدة إلا وهي ستراتيجية الارهاب الذري ضد ألاتحاد السوفيتي وحلفائه .

في 16/7/1945 ، وفي محافظة ينوميكسيكوا الامريكية ، تم تفجير [ أختبار ] أول قنبلة ذرية امريكية ، وفي 16/8/1945 وفي الساعة الثامنه و14 دقيقه قصفت امريكا بالقنابل الذرية مدينتي هيروشيما وناغازاكي . أن قصف هذه المدن المسالمة بالسلاح الذري ماهو إلا جريمة وأرهاب ضد ألانسانية ، وبنفس الوقت هو أرهاب للمجتمع الدولي .

في 3/11/1945 ، قدمت هيئة ألاركان العسكرية ألامريكية تقريراً يحمل الرقم 329 وبعنوان (( حول أختيار أستخدام السلاح الذري لقصف الاتحاد السوفيتي ــ هو أكثر فاعلية لتحقيق الهدف ))؟!!، وفي 3/12/1945 قدم تقريراً يحمل رقم 1 /329 حول مشاركة برطانيا وأمريكا بالهجوم على الاتحاد السوفيتي ، وخاصة أن الهتلريين الألمان قد ألحقوا خسائر مادية وبشرية كبيرة للشعب السوفيتي حيث تجاوزت الخسائر البشرية لأكثر من 27 مليون شهيد ، وخربوا وحرقوا 1710 مدينة وأكثر من 70 الف قرية تم حرقها وتدميرها ، وتم تدمير أكثر من 6 مليون بناية وتم تخريب 31850 مصنع ومعمل ، وتم تدمير 65 ألف كيلومتر لخطوط السكك الحديدية ، وكذلك تم تدمير 4100 محطة قطار ، وتم تخريب وتدمير 36 ألف مركز بريد و 40 ألف مستوصف ومستشفى ، و 48 ألف مدرسة ، و 43 ألف مكتبة وسرق جيش هتلر الالماني 7 مليون حصان ، و 17 مليون رأس من الماشية ، و20 مليون رأس من الخنازير، و 27 مليون رأس من ألاغنام والماعز ...

لقد اعتقدت القيادة الامريكية والبريطانية أن الاتحاد السوفيتي تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة فحان الوقت لتقويض الاتحاد السوفيتي (( حليف )) ألأمس القريب ألا ان الاستراتيجية ألامريكية ومؤسساتها العسكرية والمخابراتية قد فشلت في تحقيق هدفها حتى عام 1985 .
في أيلول عام 1946 ، صادق ترومان على وثيقه رئيسية تؤكد (( يجب على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة لشن حرب ذرية وجرثومية ضد ألاتحاد السوفيتي )).

في أذار عام 1948 ، أصدر مجلس القومي مذكرة تحمل الرقم 7 وينص جوهرها على تحطيم وتقويض الاتحاد السوفيتي وأعلانه كبلد يمثل المصالح الحيوية للأمن ألامريكي .
في تموز عام 1948 تمت المصادقة على خطة (( خافمون )) ويعكس جوهر هذه الخطة على أن (( ألاستراتيجية ألامريكية تنطلق من تكوين قواعد عسكرية حول المصالح الحيوية لروسيا [ المقصود الاتحاد السوفيتي ] ، ومن خلال ذلك تستطيع أمريكا توجيه ضربة للمصالح الحيوية لروسيا جواً وفي حوزة أمريكا نوعين من ألسلاح تستطيع فناء ألملايين من ألجيش الروسي وهما : السلاح الجوي الاستراتيجي والقنبلة الذرية )) وكما أعتقدت (( قيادة السلاح الجوي الستراتيجي الامريكي بأن تدمير المدن ألرئيسية في الجزء ألاوربي في روسيا سيكسر العمود الفقري للجيش السوفيتي ، وأن أمريكا سوف لن تحارب وفق مبدأ (( جندي من أجل جندي )) ، لأن هذا المبدء قد الحق الهزيمة الكبرى لنابليون وهتلر في هجومهما على روسيا ـــ ألاتحاد السوفيتي وخسروا المعركة ، وتقوم ألاستراتيجية ألامريكية على أغلاق ألمجال الجوي لروسيا وبالتالي يتم تدميرها بالكامل )) .

في أب 1948 صادق مجلس ألأمن القومي ألامريكي على توجيه رقم 1/20 والذي يؤكد أن (( أهداف أمريكا حيال روسيا )) ينص على (( أن أهدافنا ألاساسية حيال روسيا هي تخفيض بأس ونفوذ موسكو حتى الحدود التي لم تشكل فيما بعد خطراً على ألسلام والأستقرار في ألعلاقات الدولية )) وكما جاء في التوجيه أيضاً (( قبل كل شيئ أن يكون ألاتحاد السوفيتي ضعيفأً من الناحية السياسية والعسكرية والنفسية بالمقارنة مع القوى ألخارجية ألمتواجدة خارج حدود رقابته ))؟!. ومع ذلك يدعون أنهم ديمقراطيون !!

في أكتوبر عام 1948، طالب رئيس ألوزراء البرطاني تشرشل الغرب بأعلان الحرب الذرية على الاتحاد السوفيتي وهذا ما يتطابق مع رأي وهدف الرئيس ألامريكي ترومان ، وخلال المدة من عام 1946 حتى عام 1948 ، كان هدف ألامبريالية ألامريكية هو تطويق ألاتحاد السوفيتي بقواعد عسكرية والعمل على تقويضة والاستحواذ على ثرواته ومنها النفط والغاز واليورانيوم ...!!

في 9/4/1949 ، وبمبادرة من ألامبريالية ألامريكية ، تم ألاعلان عن تشكيل حلف الناتو وأنظم ألى هذه الحلف ألعدواني كل من برطانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال والنرويج وبلجيكا وهو لندا وبعد 3 سنوات أنظمت للحلف كل من تركيا واليونان وبعد نفس الفترة أنظمت ألمانيا ، وها هو اليوم توسع حلف الناتو أذ يشمل دول أوربا الشرقية وجمهوريات ألبلطيق، ويسعى قادة حلف الناتو الى ظم كل من أوكرانيا وجورجيا وغيرها من رابطة الدول المستقلة ، فأن تحقق ذلك يعني أن حلف الناتو قد تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة لروسيا الأتحادية ومن هنا ينشأ الخطر والصراع بين روسيا وحلف الناتو ، وكما يهدف قادة هذا الحلف ألعدواني على تطويق روسيا والصين ومحاصرة هذه الدول .

أن هذا الحلف يشكل أداة قمع عسكرية أستخدمته وتستخدمه ألامبريالية الامريكية لتحقيق أطماعها ألعدوانية وتحث مبررات واهية، وما حدث للشعب اليوغسلافي والعراقي والافغاني إلا أدلة حية وملموسة على ممارسات هذا الحلف الوحشي ، فمن الأجدر اليوم من أن ترتفع إصوات الشعوب الحرة والأنظمة الوطنية والتقدمية واليسارية وأن تتوحد هذه القوى وتطالب بحل هذا الحلف الوحشي لانه فقد مبررات وجوده بعد أن تم حل حلف وارسو ، ويمكن أقامة حلف عسكري دولي تابع الى منظمة الأمم المتحدة وبقيادة جماعية لتحقيق الأمن والاستقرار عالمياً .

في 1/1/1950 ووفقاً لخطة (( ترومان )) المعدة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها والتي تهدف الى أعلان الحرب ضد الاتحاد السوفيتي ، وتم التأكيد في هذه الخطة على ضرورة استخدام السلاح الذري وضرب 70 مدينه سوفيتية ، وكان مخطط أن يتم قصف موسكو وفق هذه الخطه بــ 8 قنابل ذرية ولينينغراد بــ 7 قنابل ذرية ، وكما اعتقدت القيادة الامريكية في حينها أن لديها من الموارد الكافية لتحقيق هدفها العدواني ، وأنها سوف تحتكر صناعة القنبلة الذرية ما بين 10 ــ 12سنة ً قادمةً ، وكما أكدت الولايات المتحدة الامريكية وحسب خطة (( باروخ )) من إنها سوف تحتكر أيضاً السلاح النووي ، وسوف تحتفظ بتفوقها العسكري على الاتحاد السوفيتي ، إلا أن جميع هذه الخطط العسكرية ذات الطابع العدواني والارهابي قد فشلت ويعود السبب الرئيس الى وعي وأدراك القيادة السوفيتية بمعرفة نوايا الأمبريالية ألامريكية وحلفائها ، ولعب ستالين دوراً كبيراً في أحباط هذه المخططات العدوانية وفاجئ الغرب الرأسمالي وبسرعة مذهلة عندما أعلن أن الاتحاد السوفيتي قد أمتلك القنبلة الذرية وبوقت قصير جداً بالمقارنة مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا أن دل على شيئ فأنما يدل على قدرة النظام الاشتراكي والاقتصاد الاشتراكي في خلق المعجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ، وفي ظل قيادة كفوءة ومخلصة لشعبها وفكرها وخاصة خلال الفترة من عام 1922 حتى عام 1953.

لقد شكل الاتحاد السوفيتي قوة أقتصادية وسياسية وعسكرية على الصعيد الدولي وأصبح قطباً رئيساً في تحقيق الاستقرار والامن لشعوب العالم ، وأن ظهور المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي وما حققه من منجزات أقتصادية وعسكرية ... وخلال فترة قصيرة قد أثار حفيظة وعدم أرتياح قوى الثالوث العالمي ، وكان الاتحاد السوفيتي وحلفائه قد شكلوا حجر عثرةً أمام مخططات قوى الثالوث العالمي ، وناصبت هذه القوى العداء الأيديولوجي لثورة العمال والفلاحين منذ عام 1917 ولغاية عام 1984، ونورد بعض الوثائق التي تؤكد على دور هذه القوى العدوانية ودورها اللامشروع بالضد من الشعب والنظام السوفيتي :

في عام 1945 ، قدم رئيس وكالة المخابرات الامريكية إلان دالاس الماسوني والحائز على درجة الماسونية الاخيرة (( الأستاذ الاعظم )) خطة سرية الى الكونغرس الامريكي بهدف تخريب وتقويض الاتحاد السوفيتي وجاء في الخطة ((... سنخسر كل ما نملك من ذهب وقدرات ذهنية من أجل إشاعة الحمق والتفسخ بين الروس ، وسوف نزرع الفوضى في صفوفهم ، وسوف نجد لنا أنصاراً وحلفاء في روسيا نفسها ، ويجب أن نخلق ونرسخ في وعي المواطن الروسي عبادة الجنس والعنف والسادية والخيانة والكذب والخداع والأدمان على السكر والمخدرات والتعصب القومي ... وكما سنزرع الفوضى والتخبط في أدارة الدولة ... كل هذا سنغرسه بحذاقة وبشكل غير ملحوظ ، قليلون ، بل قليلون جداً ، أولئك الذين سيفطنون الى ما يحدث سنظع هؤلاء في وضع عاجز ....)).

مما يؤسف اليه ان خطة إلان دالاس قد تم تنفيذها 100% من قبل ميخائيل غورباتشوف وفريقه من الماسونيين والصهاينة وعملاء النفوذ وهؤلاء قوضوا دولتهم العظمى ضمن خطة دالاس ــ ترومان وتحت غطاء ما يسمى بالبيرويسترويكا والاصلاح الاقتصادي وبشكل واعي وهادف ومدروس

لقد نسقت وبرمجت قوى الثالوث العالمي مع ((عملاء النفوذ )) و(( الطابور الخامس )) في قيادة الحزب الحاكم وفي السلطتين التشريعية والتنفيذية ومع ممثلي المؤسسات الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين والذي أطلق عليهم (( بالبراليين )) و (( الاصلاحيين )) وشكلوا هؤلاء جميعاً بقوى الثورة المضادة (( القوى البيضاء )) وهؤلاء هم أمتداد فكري ـــ أيديولوجي لقوى الثورة المضادة الذين ناصبوا العداء لثورة أكتوبر الاشتراكية منذ عام 1917 ، وشكلوا هؤلاء جميعاً بالعامل الداخلي المقوض للنظام والدولة الاشتراكية ، وأن قوى الثالوث العالمي هي الموجه للعامل الداخلي المتمثل (( بحلفائهم )) و (( اصدقاؤهم )) الشرعيين في الحزب والدولة ، وكما لعبت كل من واشنطن ولندن وبون وباريس وتل أبيب ... الدور الرئيس والفاعل في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ، وتعمل هذه القوى اليوم وتحت غطاء جديد مايسمى بالاصلاح الاقتصادي أو مايسمى بالليبرالية وأقتصاد السوق وغيرها من التسميات الاخرى بهدف تقويض جمهورية روسيا الاتحادية ، وكما لايستبعد من أختفاء روسيا وتفكيكها الى دويلات صغيرة على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي .