المبحث الرابع والخامس : من المسؤول عن تفكك الاتحاد السوفيتي
مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 6:44 pm
المبحث الرابع :ـــ الأمبريالية الامريكية والأرهاب الدولي ... بعض الأدلة والبراهين
(( يجب ان نعمل ومهما كلف الأمر على ان تكف روسيا عن ان تكون
معدمةً عاجزةً ، وعلى أن تصبح جبارةً موسرةً بكل معنى الكلمة )).
لينين
في عام 1945 ، خطط البنتاغون الامريكي قصف 20 مدينة سوفيتية ، وفي عام 1948 وحسب خطة ((تشاريوتو)) وضعت هذه الخطة قصف 70 مدينة سوفيتية بــ 200 قنبلة ذرية !، وحسب خطة ((درويشوت)) وضع قادة البنتاغون خطة تقضي بقصف 100 مدينة سوفيتية بــ 300 قنبلة ذرية ، وتم تحديد موعد تنفيذ هذه الخطة في كانون الثاني عام 1957 ، وكما تضمنت هذه الخطة من أن يشارك في تنفيذها اعضاء حلف الناتو البالغ عددهم في وقتها بــ 15 عضواً وتم تهيئة 164 فرقة عسكرية منها 49 فرقة عسكرية أمريكية ، وكما أكدت هذه الخطة على أن يبدأ الهجوم على الاتحاد السوفيتي من غربه وجنوبه ، وكان الهدف الرئيس من هذه الخطة هو أحتلال الاتحاد السوفيتي وبقية البلدان الأشتراكية في أوربا الشرقية ، ومع ذلك يدعون (( حقوق ألانسان والديمقراطية )) !.
في عام 1949 كانت تنبؤات وتقديرات القيادة السياسية والعسكرية في أمريكا بأن الاتحاد السوفيتي سوف لن يملك السلاح الذري حتى عام 1954 . لقد أخطأ الأمبرياليون ألامريكيون وحلفاؤهم في تقديراتهم حول أمكانية وقوة الاشتراكية ، أذ تم إختصار الزمن وبشكل لم يصدق إذ تم صنع وأمتلاك القنبلة الذرية و خلال فترةً قصيرةً وهذه هي المعجزة الكبرى في الميدان الاقتصادي والعسكري لقوة الاشتراكية ، أذ تم تحقيق ذلك في ظل خراب أقتصادي بسبب الحرب غير العادله التي شنها هتلر ضد الشعب الســـوفيـــتــــــــي .
ان أعلان الحروب غير العادلة وأستخدام اسلوب الأرهاب الدولي ، والأنقلابات الحكومية والتأمر والتجسس والأغتيالات ، ان هذه الاساليب وغيرها شكلت وتشكل اليوم نهجاً ثابتاً ومستمراً لدى الغرب الأمبريالي وخاصة الامبريالية الامريكية ، أن الهدف الرئيس لهذا النهج اللامشروع هو التخلص من الخصوم الرافظين للرأسمالية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي ، وشكل الاتحاد السوفيتي وحلفائه في دول أوربا الشرقيه والاحزاب الشيوعية العدو رقم 1 للأمبريالية الأمريكية وحلفائها في الغرب الرأسمالي .
نورد بعض الادلة والبراهين على أستمرار الأرهاب الامبريالي ضد الاتحاد السوفيتي خلال مايسمى بالحرب الباردة ، وأستمرارية هذا النهج اللامشروع ضد روسيا الأتحادية بالرغم من أن الغرب أعتبر روسيا (( حليفاًً )) لهم وكما أعتبر الليبراليون الروس إنهم حلفاء للغرب الأمبريالي ، وكما تبنى " الأصلاحيون " الروس عقيدةً سياسيةً وعسكريةً يكمن جوهرها ليس لروسيا عدواً خارجياً ، وهل أثبتت الحياة اليوم صحة هذه العقيدة ؟!.
في 29/7/1953 ، أقرت الأمبريالية البريطانية حليفة الولايات المتحدة وثيقة سرية كانت تحمل عنواناً (( عملية لي إوتي )) أذ قامت المخابرات البريطانية بنشاطات تخريبية ضد الاتحاد السوفيتي وتم تشكيل شبكة من العملاء في أسيا الوسطى والقوقاز بهدف أرباك الوضع السياسي والأقتصادي ـــ الأجتماعي في الاتحاد السوفيتي ، إلا أنهم فشلوا في تحقيق هدفهم .
في 17/2/1959 تم تطوير عملية (( لي إوتي )) إذ إقرت الحكومة البريطانية وفق التوجية رقم ن ف/2279 والذي حدد الأسس الفعالة لتحقيق الهدف ، وأن أحد أهم الأهداف هو تشكيل شبكة من مايسمى بالمعارضة السياسية في جمهوريات أسيا الوسطى والقوقاز في الاتحاد السوفيتي والعمل الجاد على أيجاد صله لهذه (( المعارضة )) السوفيتية مع المتطرفين الأسلامين في أفغانستان وأيران وتركيا والهند والبلدان العربية وكانت تقديرات واضعي هذه الوثيقة السرية من نتائج عملهم سوف تعطي ثمارها لاحقاً أي مابين 20 ــ 30 عاماً أي مابين عام [ 1979 ــ 1989] .
أن القوى الامبريالية العالمية ومنهم الامبرياليون البريطانيون قد (( نجحوا )) في زرع عملائهم في قيادة الحزب الحاكم والدولة السوفيتية وبشكل سريع وحثيث وخاصة بعد عام 1985 أي بعد وصول ميخائيل غورباتشوف وفريقه الى السلطة ، وعلى مايبدوا أن الامبرياليين البريطانيين قد أخطأوا في تحديد الزمن ولفترة قصيرة ، حيث تم تقويض الاتحاد السوفيتي وأختفائه من الساحة السياسية وبفعل عامل الخيانة والتأمر من قبل قادة مايسمى بالبيرويسترويكا في عام 1991 في حين كانت تقديرات الأمبرياليين الأمريكيين أن أختفاء الاتحاد السوفيتي سيكون عام 2000 ألا أن غورباتشوف الخائن وفريقه المرتد قد قصر الفترة الزمنية لصالح حلفائهم وأصدقائهم في أمريكا وبريطانيا ... والمؤسسات المالية والأقتصادية والمخابراتية ، هذه هي الحــــقــــــيقـــــــــة .
في 3/7/1979، أصدر الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر مرسوماً سرياً لم يتم عرضه على الكونغرس الامريكي ، وينص هذا المرسوم الامريكي (( الديمقراطي )) !! بتشكيل شبكة أرهاب دولية الهدف الرئيس هو نشر التطرف الاسلامي في جمهوريات أسيا الوسطى السوفيتية من أجل أشاعة عدم الاستقرار السياسي والأقتصادي ـــ الاجتماعي في عموم جمهوريات الاتحاد السوفيتي وخاصة في الجمهوريات الاسلامية ولهذا الهدف تم تخصيص 500 مليون دولار ، والغريب في الأمر فأن هذا المرسوم السري قد صدر قبل نصف سنه من دخول الجيش السوفيتي الى أفغانستان !!.
في التوجيه الرئاسي رقم 59 الصادر في عام 1980 والذي حددت الأمبريالية الأمريكية هدفها وبشكل علني في توجيهها الرئاسي القاضي :ـــ
1ــ أن يتم القضاء على الاشتراكية كنظام أجتماعي ــ أقتصادي وسياسي .
2ـ أن تكون أمريكا البادئة في أستخدام السلاح النووي .
3ــ أن تبلغ التفوق على الأتحاد السوفيتي في الحرب النووية وتنهيها بشروط لصالحها .
أصدر الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان توجيهاته الرسمية بهدف القضاء على الشيوعية والعمل على أضعاف وأرباك المعسكر الأشتراكي المتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وغيرها من الدول ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف اللامشروع ، عملت الأدارة الأمريكية وحلفائها ومن خلال المؤسسات المالية والأقتصادية والتجارية والمخابراتية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين ووكالة المخابرات المركزية الامريكية في خلق وتأسيس شبكات من ما يسمى بالمعارضة السياسية ، أي تشكيل (( عملاء النفوذ )) و ((الطابور الخامس )) في هذه الدول وكما عملت هذه المؤسسات على تقديم الدعم المادي لهؤلاء بهدف تأسيس تنظيمات مسلحة في هذه الدول بهدف تحقيق هدفهم (( الديمقراطي ))!! وأن الكونغرس الأمريكي قد وافق على خطة ريغان وتم تخصيص 80 مليون دولار (( للمعارضة السياسية ))!!.
يشير الجنرال الروسي ليونيد إيفاشوف لقد التقينا بالجنرال الأفغاني أحمد شيخ مسعود القائد العسكري لقوات تحالف الشمال في أفغانستان وكان هذه هو اللقاء ألأخير معه ، أذ أكد الجنرال مسعود للوفد العسكري الروسي ، في شباط ـــ أذار عام 2001 التقى وفداً من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مدينة (( كانداكار )) الأفغانية بالشخص الثاني في حركة طالبان والشخص الثالث في تنظيم القاعدة ... وكانت نتيجة هذا اللقاء وبعد فترة قصيرة دفع الجنرال الأفغاني مسعود حياته ثمناً لهذه الصفقة !!.
في أذار عام 1980 تشير الوثيقة الأمريكية (( ن س دد ـــ 32 )) [[ NSDD-32 ] ضرورة العمل على تجريد الاتحاد السوفيتي من قوة التأثير على البلدان الأشتراكية في أوربا الشرقيه والعمل السريع على أتخاذ أجراءات سريعة وسرية بهدف تشكيل (( منظمات ديمقراطية )) مناهظة للاتحاد السوفيتي ومنها على سبيل المثال : ما يسمى بحركة التضامن في بولونيا ، وحركة نواب الأقاليم ، والحركة الديمقراطية في روسيا ، خير دليل وبرهان على ذلك !!.
في أيار عام 1983 ، أصدر ريغان توجيه رئاسي بــ 8 صفحات حدد فيه الأستراتيجية الأقتصادية الأمريكية حيال الأتحاد السوفيتي ، أذ أكدت هذه الأستراتيجية على أضعاف وتخريب الأقتصاد الأشتراكي السوفيتي ، ودفع الأتحاد السوفيتي في عملية سباق تسلح جنونية وما حرب النجوم إلا خدعة أمريكية أرادوا منها زج الأتحاد السوفيتي في سباق تسلح مفرط بهدف أعاقة التطور الأقتصادي والأجتماعي في الأتحاد السوفيتي .
في تشرين الثاني عام 1982 وحسب الوثيقة (( ن دد ـــ 66 )) (( NDD - 66 )) تم التأكيد مرة أخرى على ضرورة العمل وبشكل مباشر على تخريب الأقتصاد السوفيتي وخاصة قطاعاته الأستراتيجية ... وفي كانون الثاني عام 1983 أصدر ريغان مرسومه رقم (( ن دد ـــ 75 )) (( NDD - 75)) والذي يؤكد على ضرورة التغيير الجذري للنظام السوفيتي .
يؤكد بريجنيسكي ، مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون ألأمن القومي ، بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (( C.I.A )) وجهاز الأستخبارات البريطانية (( إم . أي ـــ 6 )) قد عملتا وساعدتا وبشكل مباشر على أستفزاز المسلمين في العالم وخاصة المسلمين في الأتحاد السوفيتي ـــ روسيا ، وكما أعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خطة بأسم (( تسيكلون)) والتي وضعت في منتصف التسعينات من القرن العشرين بهدف دعم ومساندة مايسمى بحركة المجاهدين الأفغان ، أذ أنفقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على هــــــــذه (( الحركة)) بــ 4 مليار دولار ، وفي عام 1994 ظهرت حركة طالبان وخلال الفترة من عام 1994 حتى عام 1996 أستطاعت حركة طالبان وبدعم وأسناد خارجي من السيطرة على كامل جمهورية أفغانستان تقريباً .
قامت وكالة المخابرات المركزية الامريكية وجهاز الموساد الاسرائيلي بالدور الرئيس والفعال في تأسيس القاعدة بزعامة صديقهم وحليفهم أسامه بن لأدن ، وكما عملت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبالتعاون والتنسيق مع الأستخبارات البريطانية على تأسيس شبكات أرهابية في العالم وقدمت لهذه التنظيمات ألأرهابية كل وسائل الدعم المادية وغير المادية أذ تم فتح لها (( مكاتب قانونية وحسابات مالية في البنوك ... ))!!، وكما عملت لهم (( منظمات خيرية )) وتم تحديد مهام محددة لهذه الشبكات الأرهابية .
يشير بوومن ، مدير المعهد الأمريكي لبحث قضايا الفضاء الكوني والأمن من (( لقد تعبنا من المساواة [ المقصود التكافؤ العسكري مع الأتحاد السوفيتي ] أن الأسلوب الوحيد الذي نستطيع أن نستعيد به زمام الضغط السياسي يتلخص في أكتساب التفوق العسكري المطلق من جديد )). وكما أشار وزير الدفاع الأمريكي السابق واينبرغر (( إذ استطعنا أن نحصل على نظام يكون فعالاً ويجعل أسلحة الاتحاد السوفيتي غير فاعلة ، فأننا سنعود أنذاك الى الوضع الذي كنا فيه عندما كنا البلد الوحيد الذي يملك السلاح النووي ))!.
أن جوهر المذهب (( العقيدة)) العسكري الأمريكي يقوم على مبدأ تحطيم القوة العسكرية للأتحاد السوفيتي كدولة ، وعلى تدمير وتخريب الأقتصاد الأشتراكي السوفيتي وتصفية العقيدة الشيوعية كمبدأ بالرغم من أن الشيوعية لم تولد وبهذا الخصوص أكد ريغان على
(( ضرورة شطب الشيوعية بوصفها فصلاً مؤسفاً غير طبيعي في تاريخ البشرية )).
أما العقيدة العسكرية الجديدة من بوش الأب حتى الوقت الحاظر فهي تقوم على (( مبدأ )) يحق للأمبريالية الأمريكية على أستخدام السلاح النووي ، ومن طرف واحد ، ومن دون أنذار مسبق للدول التي تملك النووي ومنها على سبيل المثال كوريا الشمالية ... وغيرها من الدول أو الدول التي أطلقت عليها أمريكا بدول (( محور الشر )) وكما لايستبعد من أن تدخل ضمن هذا المحور كل من روسيا والصين والهند ... وهذا يتم وفق الضروف والمصالح الأمريكية ، ويحق لأمريكا من أستخدام السلاح النووي للدفاع عن نفسها وعن حلفائها وهي ستكون البادئة في ذلك ، ومع ذلك يدعون أنهم ديمقراطيون !!.
المبحث الخامس :ـــ مفاجأت ستالين
(( أذا أراد حزب البروليتاريا أن يكون حزباً حقيقياً ، فيجب عليه
أن يتعلم قبل كل شيئ ، علم قوانين تطور الانتاج وقوانين
التطور الأقتصادي للمجتمع ... ويجب على حزب البروليتاريه
أجتناب الخطأ في السياسة وأن يستوحي ، قبل كل شيئ في
وضع برنامجه ، كما في نشاطه العملي ، قوانين تطور الأنتاج
وقوانين التطور الأقتصادي للمجتمع )) .
ستالين
أمتلك ستالين معلومات كاملة عن خطط وتحركات الغرب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأمريكية وحلفائها ، وحتى خلال فترة التحالف معهم أبان الحرب العالمية الثانية وبالضد من المانيا النازية ، وبعد دحر وتقويض النظام الألماني الفاشي على يد الجيش الأحمر السوفيتي وتحقيق النصر النهائي على الغزاة الألمان وظهور البلدان الأشتراكية التي تم تحريرها من سيطرة المانية النازية ، فأن هذا النصر الكبير لهزيمة الفاشية الألمانية الوليد الشرعي للرأسمالية ، لم يرق لأمريكا وحلفائها وبدأو يفكرون بتقويض الدولة السوفيتية ونظامها الاشتراكي ، ومن خلال ذلك بدأت الأدارة الأمريكية باعداد الخطط من اجل تقويض الاتحاد السوفيتي .
لقد حصل ستالين على خطة إلان دالاس وكذلك على خطة ترومان وبعد فترة قصيرة من أنجاز هذه الخطط الهدامة واللامشروعة وعلى ضوء هذه الخطط العدوانية ، أتخذت القيادة السوفيتية بقيادة ستالين على أتخاذ الأجراءات الحاسمة والضرورية ضد أعداء ثورة أكتوبر الأشتراكية على الصعيدين الداخلي والخارجي أذ تم أتخاذ الخطوات الهامة والرئيسية التي تهدف الى تعزيز القوة السياسية والأقتصادية والعسكرية للأتحاد السوفيتي ، بهدف أحباط وأفشال المخطط الصهيوني ــ الأمبريالي العالمي .
أكد ستالين للحكومة السوفيتية على الأهمية الأستثنائية والسريعة من أجل أمتلاك السلاح الذري ، وكان هذا التأكيد مبني على معطيات ومعلومات رسمية وموثقة حصل عليها ستالين من الأجهزة السوفيتية الرسمية ذات ألأختصاص والتي تشير وتؤكد على وجود خطراً داهماً ونوايا سوداء للأمبريالية الأمريكية وحلفائها بالضد من دولة العمال والفلاحين .
في شباط عام 1943 حصلت المخابرات السوفيتيه [ كي . جي . بي ] على وثائق أمريكيةً رسميةً تشير الى نشاط ملموس لأمريكا في صنع السلاح الذري ، وفي أذار عام 1943 ، أكد ستالين على ضرورة وأهمية تشكيل لجنة علميةً من المختصين السوفيت برئاسة البروفسور كورجاتوف من أجل العمل السريع للحصول على السلاح الذري ، وفي شهر أبريل عام 1943 تم تأسيس مختبر علمي حمل رقم ـــ 2 ـــ في أكاديمية العلوم السوفيتية ، وبعد ذلك تم تحويل هذا المختبر الى معهد علمي متخصص وحمل أسم العالم كورجاتوف ، ولا يزال يعمل هذا المعهد ولغاية اليوم الأ أن (( البرويسترويكين ـــ الأصلاحيين )) أضعفوا دور ومكانة هذا المعهد من خلال تقليص المخصصات المالية لهذه المؤسسة العلمية ذات السمعة العالمية ، فهل هذا كان صدفة ؟!.
في تموز عام 1945، أكد ستالين على الحكومة السوفيتية بالأسراع والتعجيل وتوسيع العمل من أجل صنع السلاح الذري ، وكان برنامج كورجاتوف الذري له أهمية كبيرة في الميدان الحربي والسلمي في أن واحد ، وبتوجيه وأشراف مباشر من قبل ستالين تم توفير كل ماهو ضروري من أجل أمتلاك السلاح الذري .
في 25/12 /1946 فأن المختبر العلمي رقم ـــ 2ـــ وتحت أشراف البروفسور كورجاتوف قد تم أنجاز الغالبية العظمى من الخطوات الرئيسية والضرورية لصنع القنبلة الذرية .
في 29 /8/1949 تم أختبار القنبلة الذرية [ ر د س ــ 1 ] [ RDS-1 ] في جمهورية كازاخستان ، وكما أعلنت وكالة تاس السوفيتية في وقتها عن هذا الحدث الهام والكبير ، وكان هذا الحدث مفاجئة الى الرئيس الأمريكي ترومان ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية .
في 20 /8/1953 ، فاجئ ستالين الأمبريالية الأمريكية وحلفائها في أختبار أول قنبلة هيدروجينية ، وأعلنت وكالة تاس السوفيتية عن هذا الأنجاز العلمي الكبير والرادع للغرب الرأسمالي ومن خلال ذلك وغيره ، فأن ستالين قد اسقط والى ألأبد أحتكار الأمبريالية الامريكية للسلاح الذري والنووي ... وأبعد عن السلطة السوفيتية حتى شبح التهديد سواء بالسلاح الذري أو غيره من قبل أمريكا وحلفائها .
في عام 1954 تم تشييد أول محطة كهروذرية سوفيتية ، وفي عام 1959 تم صنع أول سفينة حربية ذرية في العالم وغيرها من المنجزات الكبرى في الميدان العسكري والأقتصادي وبهذا فأن سياسة ستالين قد نجحت في خلق التوازن والتكافؤ العسكري وخلال فترة قصيرة بين الاتحاد السوفيتي وأمبراطورية الشر وحلفائها ، وبفضل القدرة العسكرية للأتحاد السوفيتي ومن خلال أمتلاكه للسلاح الذري والنووي تم أبعاد شبح الحرب العالمية الثالثة والتي أطلق عليها (( بالحرب الباردة )) فلو لم يمتلك الأتحاد السوفيتي السلاح الذري والنووي وغيره فأن خطة (( دروبشوت )) العدوانية كان قد نفذت وتم أحتلال الأتحاد السوفيتي من قبل البلدان الامبريالية بقيادة الأمبريالية الأمريكية .
أن أمتلاك الاتحاد السوفيتي للسلاح الذري والنووي ... كان أحد أهم العوامل الرئيسية للحفاظ على الأشتراكية ومنجزاتها والحفاظ على السلطة السوفيتية وخاصة خلال فترة ما يسمى بالحرب الباردة التي أنفقت عليها ما بين 13 ــ 15 تريليون دولار وكانت حصة الأسد من هذا الأنفاق العسكري الجنوني يعود للولايات المتحدة الأمريكية ، وكما يمكن القول أن منجزات الأشتراكية في الاتحاد السوفيتي في الميدان الأقتصادي والعسكري كانت أيضاً عاملاً هاماً في خلق الأمن والأستقرار على الصعيد الدولي ولصالح الشعوب ، علماً أن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة قد أمتلكا ترسانة من السلاح يكفي لتدمير العالم الحالي بــ 12 مرة .
أن شعوب العالم تواقة ألى ألأمن والأستقرار وألى السلام والتعايش السلمي فيما بينها ، فلو كان الأتحاد السوفيتي موجوداً اليوم وتقوده قيادة تسير على فكر ونهج ومبدئية لينين وستالين ، قيادة مطورة للنظرية العلمية ووفق متطلبات الواقع الملموس ، لما أستطاعت الأمبريالية الأمريكية وبسبب غطرستها ونهجها العدواني من أن تحاول الأنفراد بالعالم وقيادته ، وفي حالة أستمرار هذا النهج اللاشرعي يمكن أن يشكل كارثة على شعوب العالم ولم ينجو منه أحد !!.