منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By عبدالله الشعلان333
#66381



المبحث السادس :ــ أين يكمن الخلل ؟

(( لا مفر من وقوع النواقص والأخطاء والهفوات في مثل هذه
القضية الجديدة الصعبة والعظيمة ، ومن يخشى مصاعب
بناء الأشتراكية ويتخوف منها ويقع في حالة القنوط أو
ألأرباك الحائر فأنه ليس أشتراكياً )) .

لينين

هناك حقيقة موضوعية ، وهي مهما تم الحديث عن دور ومكانة العامل الخارجي كعامل رئيس وهادف الى أضعاف وتخريب الأحزاب الشيوعية والقضاء على الأشتراكية ومنجزاتها الكبيرة وفي كافة الميادين [ حالة الأتحاد السوفيتي 1985 ـــ 1991 ] إلا أن هذا الأدعاء مبالغ فيه ولا يعكس العلمية والموضوعية لأنه ومهما كان هذا العامل فاعلاً ومؤثراً فهو يبقى عاملاً مساعداً للعامل الداخلي وخاصة أذ وجد له أنصاراً يحققون هدفه ، وأن تجربة تقويض الأتحاد السوفيتي يمكن القول عنها حاله فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر !.
ان الصراع بين الرأسمالية والأشتراكية كان وسيبقى ، يحمل طابعاً طبقياً وأيديولوجياً منحازاً وهذه هي الحقيقة الموضوعية ، وأن من يريد أنكار ذلك أو ألأبتعاد عن هذه الحقيقة الموضوعية وتحت مبررات واهية ومفتعلة فأنه يدل على فشل وعجز وأنهزامية من يؤمن بذلك وكما يخدم هذا الموقف اللامبدئي الايديولوجية البرجوازية ، وبنفس الوقت يشكل خيانة كبرى للفكر العلمي .

تؤكد النظرية الماركسية ـــ اللينينية على أهمية ومكانة ودور العامل الداخلي في حسم عملية الصراع الطبقي لصالح الأشتراكية ومنجزاتها ، فكلما كان البيت الأشتراكي موحد ومحصن ومتين من خلال تعميق الديمقراطية الطبقية لصالح الغالبية العظمى من الشعب على الصعيد الداخلي ، ووجود قيادة كفوءة ومخلصة ونزيهة ومبدئية وتمتلك من الأمكانيات والبعد النظري السليم ، وتمتلك الجرأة والحسم في أتخاذ القرار السليم وفي الوقت المناسب ومن دون خوف أو تردد ، فلا يمكن للخصم الأيديولوجي من أن يخترق هذا البيت الأشتراكي المحصن ، وهنا يصبح دور ومكانة العامل الخارجي ضعيف ولكن غير معدوم ، لأن سنة التطور والصراع تؤكد أن الخصم الأيديولوجي موجوداً ، فأن وجود القيادة السياسية الأمينة لشعبها وفكرها سوف تشعر وبأستمرار بوجود خصماً خارجياً ، بوجود خطراً خارجياً لابد من أتخاذ أجراءات ضرورية وسريعة وحاسمة ومن دون تردد أو مهادنة أو مراوغة أو تبرير ، وعليه من الضروري فأن واجب القيادة المخلصة العمل الجاد من أجل إجتثاث هذا الخطرعلى الصعيد الداخلي ومقاومة الخطر الخارجي ، أن وقع ومهما كلف الأمر بهدف الحفاظ على سلطة الشعب ، هذه هي المهمة الرئيسية للقيادة السياسية الشعبية المخلصة والكفوءة والتي تسعى وتهدف الحفاظ على نظامها ووحدة دولتها وشعبها والدفاع عن حزبها وأيديولوجيتها .

إن الصراع الأيديولوجي والأقتصادي ــ الأجتماعي بين الرأسمالية والأشتراكية ، كان ولايزال وسيبقى مادامت الرأسمالية موجودة على قيد الحياة ، وهذا الصراع يعكس حتمية وتطور المجتمع ، فبزوال الرأسمالية كنظام سياسي أقتصادي ــ أجتماعي ، سوف لن يشهد المجتمع البشري أي تناقضات تناحرية ، بل سيواجه تناقضات وصراعات غير عدائية يتم وضع الحلول لها من قبل السلطة الشعبية ، صاحبة القرار وبما يخدم مصالح الشعب .

أن ادارة الصراع مع الرأسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الأمبريالية المتوحشة يتطلب قيادة سياسية ثورية تمتلك مؤهلات نظرية وأدارية كبيرة وناضجة من أجل أدارة شؤن البلاد والحزب وبشكل يخدم ويعزز ويطور الأشتراكية والحفاظ على منجزاتها وفي كافة الميادين ، وأن تلتزم هذه القيادة وتسترشد بالنظرية الماركسية ــ اللينينية والعمل على تطويرها وأغناؤها وبشكل مستمر وحسب الضروف والمستجدات التي تظهر سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي .

أن هذه الصفات والسمات قد توفرت لدى لينين وستالين ، أما القيادة السوفيتية التي قادة الحزب والسلطة بعد وفاة ستالين في عام 1953 حتى عام 1991 فقد أتسمت بمواقف متباينة وأحياناً متناقظة والشيئ المشترك والرئيس لهذه الفترة [ 1954 ــ 1991 ] هي لم يتم تطوير النظرية الماركسية ـــ اللينينية ، بل عمل قسماً منهم علـــى (( تجميد )) النظرية ووضعوا (( فيتو )) على ذلك ، وكما يلاحظ أي خلال فترة حكم خروشوف وغورباتشوف فأتصف هؤلاء(( القادة )) بالسلوك التحريفي والانتهازي بالنسبه لفترة حكم خروشوف ، والسلوك التحريفي والخياني لفترة حكم ميخائيل غورباتشوف وفريقه .

أن سياسة ونهج خروشوف قد أوجدت ومهدت الأرضية السياسية والأقتصادية والأجتماعية والفكرية لظهور قوى الثورة المضادة بهدف تقويض الأتحاد السوفيتي ، وتمثل ذلك في نهج غورباتشوف وفريقه .

يشير نيلسون ارووجودي سوزا في كتابه القيم [ أنهيار الليبرالية الجديدة ] الى أن خروشوف قد بدأ (( بالتراجع الأستراتيجي الذي أدى فيما بعد الى التفكك الحالي للأتحاد السوفيتي ولدول أوربا الشرقية )) ، ومن أهم الأخطاء الكارثية والمأساوية التي أرتكبها نيكيتا خروشوف والتي تمثلت بــ (( إعادة إحياء الية السوق وبالتالي تقليص دور التخطيط ... وشهدت فترة حكمه بزيادة إستقلالية التعاونيات عن طريق الغاء محطات المكائن والجرارات الزراعية وبالتالي بيع هذه المعدات الى التعاونيات ، وزيادة إستقلالية أدارة الشركات ... وتشديد نظام الحوافز الفردية على حساب الحوافز الجماعية وتعزيز إستقلالية مدراء الشركات على حساب دور المجاميع العمالية ، أي أحلال الأدارة الفردية محل الأدارة الجماعية ، ومنحت الشركات صلاحيات في أتخاذ القرار دون الرجوع الى أجهزة التخطيط المركزية أوالأجهزة القطاعية التي تم الغاء القسم الأكبر منها ، كما تم التوجه نحو تعزيز العلاقات التجارية والمالية مع العالم الرأسمالي )) ، وكما أدى هذا النهج التحريفي الى (( تقليص دور التخطيط المركزي .. وتجريد العمال من عملية المساهمة في وضع الخطط ... وتنامي دور السوق ودور البيروقراطيين في عملية التنظيم الأقتصادي .. وثم فسح المجال أمام قوى السوق وأمام الفوضى في الأنتاج ...)) .

أن نهج مايسمى بالبيرويسترويكا كان نهجاً طبيعياً من حيث الجوهر لسياسة خروشوف وبالتالي ، فان نهج خروشوف قد خلق كل المقدمات المادية والفكرية لعودة قوى الثورة المضادة ، ووجدت هذه القوى ضالتها في غورباتشوف وفريقه وقد تبنى غورباتشوف وفريقه خطط قوى الثالوث العالمي من أجل تحقيق أهدافها ، وفعلاً نفذ غورباتشوف وفريقه المتطرف هذا البرنامج بشكل ناجح ومبدع لصالح هذه القوى الظالمة وبالضد من تطلعات الشعب السوفيتي وطبقته العاملة .

من هو غورباتشوف؟

ميخائيل غورباتشوف من مواليد 1931 ، عضو في الحزب الشيوعي السوفيتي منذ عام 1950 حتى عام 1991 ، منذ عام 1955 ـــ 1987 متفرغ للعمل في الكومسومول والحزب في منطقة ستافروبل ، في أذار عام 1985 تقلد غورباتشوف قيادة الحزب والدولة ، وفي أيلول عام 1988 حتى عام 1990، أصبح رئس مجلس السوفيت الأعلى [ البرلمان ]
في عام 1990 ـــ 1991 أصبح رئيس دولة الأتحاد السوفيتي ، في 24/ 8/1991 قدم أستقالته من رئاسة الحزب ، ودعى الى حل الحزب الشيوعي السوفيتي ، وفي 27/12/1991 قدم أستقالته من رئاسة دولة الأتحاد السوفيتي .

في عام 1989 ، اصبح غورباتشوف عضواً في المحفل الماسوني العالمي (( اللجنة الثلاثية )) ومشارك في أجتماعات المحفل الماسوني العالمي (( مجلس العلاقات الدولية )) ومستشار في المحافل الماسونية العالمية ومنها (( نادي بيلديربيغ )) و (( اللجنة الثلاثية )) و (( مجلس العلاقات الدولية )) ورئيس فوند (( ميرفوى فوروم )) ورئيس فوند غورباتشوف في روسيا وأمريكا وهولندا ورئيس المنظمة الماسونية (( موند ياليسيتيسكوي )) .
نشرت مجلة [ الوطن ] الروسية في عددها رقم 2 لعام 2000 مقالة لميخائيل غورباتشوف قال فيها (( أن هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية ... وأستخدمت كل ما لدي من أمكانيات سواء على صعيد الحزب أو الدولة من أجل ان أحقق هدفي وان زوجتي كانت تدفعني وبأستمرار لأن أكون فاعلاً وناشطاً في تأدية مهامي داخل الحزب ومن أجل كسب ثقة الحزب ومن ثم الحصول على الترقية الحزبية وأحتلال المركز القيادي في الحزب )) ثم يؤكد غورباتشوف على أن (( العالم بدون الشيوعية سيكون منظره وشكله أفضل وأحسن ، وبعد عام 2000 سيشهد العالم مرحلة من السلام والأستقرار والأزدهار ... أن طريق الشعوب من أجل التحرير والأنعتاق الحقيقي هو طريق صعب وطويل ، لكن في النهاية فأن طريق الشعوب سيكون حتمياً مكللاً بالنجاح وشروط هذا النجاح هو ان يتحرر العالم من الشيوعية ))؟!.

لقد أدرك لينين وستالين حقيقة مفادها وهي أن الحفاظ على السلطة السوفيتية والنظام الأشتراكي ومنجزاته يتطلب بناء إقتصاد أشتراكي قوي ومتين وخلق الوعي الأشتراكي للشغيلة ، وأمتلاك القوة العسكرية الرادعة وأن تكون هذه القوة المانعة والرادعة لردع ودحر تطاولات الأمبرياليين وحلفائهم ، وأن نملك حزباً طبقياً وثورياً يملك نظرية ثورية ، وأن يكون الحزب هو المسؤول الأول عن صيانة وتطوير الأشتراكية ومنجزاتها والحفاظ عليها .

إثبتت الحياة وبالواقع الملموس صحة تنبؤات هذه القيادات المبدئية ونجاحها سواء خلال الحرب الأهلية [ 1918 ــ 1922] وخلال الحرب العالمية الثانية [ 1941 ــ 1945 ] ، وحتى خلال مايسمى بالحرب الباردة .
وكما هو معروف أستطاعت الأشتراكية من بناء أقتصاد أشتراكي قوي ومتين ومزدهراً ومحققاً معدلات نمو إقتصادي يفوق ما حققته الرأسمالية ، وبهذا الخصوص يشير سوزا الى (( أن الأقتصاد السوفيتي وأقتصادات الدول الأشتراكية أستمرت بالنمو عموماً وبنسبة اعلى من نسبة نمو الأقتصاد الامريكي وأقتصادات الدول الرأسمالية . فقد أزدادت إنتاجية العمل بالصناعة في الاتحاد السوفيتي وللفترة من 1951 ــ 1979 بمعدل 5,8 بالمئه سنوياً ، مقابل 3,2 بالمئه في الولايات الأمريكية ، أما الأنتاج الصناعي لمجموعة الدول الأشتراكية فقد أزداد ولنفس الفترة بمعدل سنوي مقداره 9,5 بالمئه مقابل 4,8 بالمئه في الدول الرأسمالية المتقدمة )).

أستطاع الاتحاد السوفيتي وحلفائه من بناء قوة عسكرية رادعة وأستخدام هذه القوة عند الضرورة بهدف إفشال المشاريع الأمبريالية وتمثلت هذه القوة العسكرية في أنتاج وأمتلاك السلاح الذري والنووي والكيمياوي ... والصواريخ عابرة القارات ... وبهذا استطاعت الأشتراكية أن تحقق من خلال ذلك مهمتين رئيسيتين وفي أن واحد وهي خلق التوازن والتكافؤ في الميدان العسكري والأقتصادي مع الغرب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأمريكية للفترة 1950 ـــ 1991 والحفاظ على منجزات الأشتراكية للفترة نفسها .

أن التطوير والأبداع النظري للنظرية الماركسية ـــ اللينينية والذي حصل خلال الفترة 1917 ـــ 1953 ، قد حصل بالدرجة الأولى على يد لينين وستالين ، وكانت مساهمات لينين تحمل طابعاً نظرياً وعلمياً كبيرين ، وأن ستالين قد أبدع وطبق النظرية وحولها من مفهومها النظري الى الواقع الحي والملموس خلال فترة حكمه من عام 1922 حتى عام 1953 ، أما بعد وفاة ستالين فأن كل الأسهامات النظرية التي قام بها العلماء السوفيت كانت قليلة وهي من حيث المبدء كانت تدور حول اهم الأفكار التي طرحها لينين ، وكما ان بعض العلماء السوفيت الذين حاولوا أن يساهموا في تطوير وأغناء النظرية في ميدانها الأقتصادي والأجتماعي كانت تحمل طابعاً سياسياً ، وأن العناصر المتنفذة في قيادة الحزب والسلطة وخاصة العناصر غير الروسية لم تسمح للعلماء السوفيت من تطوير وأغناء هذه النظرية الحية وفقاً للضروف والمستجدات الداخلية والخارجية .

نعتقد منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي ولغاية اليوم لم يجري أي أبداع أو تطوير للفكر الأشتراكي والنظرية الأشتراكية العلمية ، بل يمكن القول إنه تم العكس ، أي تم تحويل النظرية العلمية الى (( شيئ مقدس )) لايجوز المساس به أذ عمل (( الرفاق والقادة )) السوفيت على تجميد النظرية وعبادتها وكما تم وضع ((فيتو)) على جميع الأحزاب الشيوعية من المساهمة والأغناء والتطوير للنظرية الماركسية ــ اللينينية وحاول هؤلاء (( القادة )) من فرض نموذجاً واحداً للأشتراكية على العالم من دون الأخذ بما قاله لينين حول الضروف الأقتصادية والأجتماعية والسياسية والعادات والتقاليد ، الضروف الوطنية والقومية للبلد ولعبت بعض العناصر القيادية في الحزب والسلطة من الأنتهازيين والتحريفيين من أمثال غورباتشوف ياكوفلييف وشيفيرنادزه ويلتسين وكرافجوك وغيرهم .... ، فأن هذه القوى قد اتحدت سواء بشكل علني أو غير علني أو بشكل مباشر أو غير مباشر من جعل هذه النظرية الحية والمتطورة الى نظرية ((مقدسة)) لايجوز تطويرها أو تعديلها او المساس بها ! فهل هذا صحيح ومعقول ؟!.

أن النظرية الماركسية ــ اللينينية هي نظرية جميع الأحزاب الشيوعية التي تؤمن بها قولاً وفعلاً سواء كانت أحزاباً كبيرة أو صغيرة ، حاكمة أو غير حاكمة ، علنية أو شبه علنية أو تعمل في ضروف عمل سري يمارس ضدها القمع والأرهاب البوليسي ، وليس من حق حزباً شيوعياً كبيراً أن يحتكر أو (( يخصخص )) النظرية له وعلى بقية الأحزاب السماع والطاعة وعدم أبداء الرأي أو الملاحظة على النظرية كنظرية أو على تطبيقاتها في الوااقع العلمي .

نعتقد ، من الأجدر أن تقوم العلاقة بين الأحزاب الشيوعية على أساس التكافؤ والأحترام وسماع الرأي والرأي الأخر والالتزام بالمبادئ والثوابت الرئيسية للنظرية ، لأن هذه المبادئ هي الجامع الرئيس للحركة الشيوعية العالمية ، وأن التخلي عنها أو جزءاً منها وتحت أي مبررات (( مفتعلة )) أو تحت حجة (( التجديد والتطوير والديمقراطية ... )) أو تحت ممارسة ضغط داخلي أو خارجي من الصديق أو العدوا ، فأن هذا الحزب الذي يقع في هذا الفخ أو ذاك أو هذه القيادة ، لم يعد هذا الحزب حزباً شيوعياً أو قادة شيوعيين ، بل سيتحول هذا الحزب وقيادته الى حزباً من نمط أخر ، حزباً من نمط الأحزاب الأشتراكية الديمقراطية السند الأيديولوجي والاجتماعي ـــ الأقتصادي للرأسمالية وبالنتيجة فأن هذا الحزب وقيادته سوف تلتقي سياسياً وأيديولوجياً وأقتصادياً مع الاحزاب البرجوازية الحاكمة في بلدانها وتصبح هذه القيادات خائنة لشعبها وفكرها وحزبها ولطبقتها العاملة ، وما حدث ويحدث في بعض رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الأتحاد السوفيتي ] وبلدان أوربا الشرقيه والبلدان النامية ومنها بعض البلدان العربية إلا دليل حي وملموس ، يتطلب الادانة والفضح العلني للنهج الخياني لهذه الأحزاب .

لقد رافقت عملية البناء الأشتراكي سواء كان في الأتحاد السوفيتي أو في بلدان أوربا الشرقية أو غيرها من البلدان الأشتراكية الأخرى بعض الصعوبات والنواقص ويمكن القول أن كل ذلك شيئ طبيعي في ظل مرحلة تحول من تشكيلة اجتماعية ـ أقتصادية متخلفة الى تشكيلة أرقى ففي ظل عملية التحول ممكن ان تظهر صعوبات أو حتى مقاومة من قبل قوى الثورة المضادة ونذكر بعض أهم هذه الصعوبات والأخطار وهي :ـ

1. ان عملية البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي ، كانت التجربة الاولى والفريدة من نوعها في تاريخ المجتمع البشري ، وأن عملية الانتقال من الرأسمالية التابعة والمتخلفة الى ألاشتراكية كنظام سياسي وأقتصادي ــ أجتماعي أرقى ، عملية لن تكون سهلة في التطبيق العملي ، بدليل ظهرت قوى الثورة المضادة مباشر بعد قيام ثورة أكتوبر الأشتراكية وتحالفت هذه القوى مع الغرب الامبريالي وأشعلوا الحرب الأهلية (( 1918 ـ 1922 )) بهدف خنق وتقويض الدولة الأشتراكية دولة العمال والفلاحين ، وفشلت هذه القوى لأن الشعب الروسي والحزب الشيوعي الروسي بقيادة لينين ــ ستالين قد قاوم هذه القوى السوداء وتم تحقيق النصر الساحق على قوى الثورة المضادة .

واجهت ثورة أكتوبر أكبر امتحان سياسي وأقتصادي وعسكري وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية والتي كان يدور رحى هذه الحرب العالمية بين الأشتراكية والرأسمالية وأنتصرت الأشتراكية في هذه الحرب العادلة ، وبعد هزيمة الرأسمالية مباشرة أشعلت الرأسمالية حرباً عالميةً ثالثةً وهي ما يسمى بالحرب الباردة خلال الفترة 1946 ـ 1991 بهدف أضعاف الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي وحلفائه ومن أجل أن لاتكون الأشتراكية نموذجاً وعاملاً لجذب الشعوب الاخرى ، وأيضاً فشلت الأمبريالية الأمريكية وحلفائها في تقويض الأتحاد السوفيتي من خلال هذه الحرب .

2. ان تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وخاصةً في مراحلها الاولى قد عانت من قلة الكادر وخاصة خلال العقود الثلاثة الأولى من عمر هذه التجربة الفريدة من نوعها وخاصة أذا عرفنا أن الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية أذ قدم مابين 27 ــ 30 مليون شخص وهذا هو الثمن الكبير لأنتصار ألأشتراكية على ألألمانية الفاشية وليدة النظام الرأسمالي ، أذ قدم الحزب ما يقارب من 4 مليون عضواً وكادراً سياسياً وعلمياً وعسكرياً أثناء حربه العادلة ضد المانيا النازية . أضافة الى ذلك كانت روسيا بلداً زراعياً تابعاً ومتخلفاً وتسوده الامية والبطالة ولكن بالرغم من كل ذلك وغيره فأن الأشتراكية أستطاعت من أن تحقق إنجازات وعلى مختلف الأصعدة كبيرة وكثيرة تفوق بعض النواقص التي ظهرت في عملية البناء الأشتراكي .

أن وجود قيادة سياسية كفوءة ومخلصة تستطيع أن تضع الحلول والمعالجات للنواقص والأخطاء التي ظهرت في مسيرة البناء الأشتراكي وخير دليل على ذلك سياسة لينين [النيب] أي السياسة الأقتصادية الجديدة ، هذه السياسة الأقتصادية الجديدة كانت ناجحة واعطت ثمارها الأيجابية الكبيرة في الميدان الأجتماعي والأقتصادي ، وكان على القيادة السوفيتية أن تطور نهج وسياسة لينين الجديدة [ النيب ] وفق المستجدات والضروف السياسية والأقتصادية على الصعيد المحلي .

أن سياسة جمهورية الصين الشعبيه ومنذ عام 1978ولغاية اليوم والتي قامت على ثلاثة معايير رئيسية هي الأصلاح الأشتراكي والتحديث والأنفتاح وتبنت شعار للتنمية هو [ حضارة روحية أشتراكية ] وأن عملية الأصلاح الأصلاح الأقتصادي الأشتراكي منذ عام 1978ولغاية اليوم قد حققت نمواً أقتصادياً وبالمتوسط السنوي أكثر من عشره بالمئه وهذا ماعجزت الرأسمالية عن تحقيقه خلال القرن العشرين وكما لا يستبعد من أن تحقق الرأسمالية هذا النمو في القرن 21 .

أن نجاح وأستمرارية هذه التجربة والحفاظ عليها وعلى الهوية الطبقية والأيديولوجية الحقيقية للحزب والدولة ، يعني ذلك أغناءً وأثراءً وتطويراً للنظرية الماركسية ــ اللينينية ولكن بالرغم من كل ذلك فهناك مخاطر جدية داخلية وخارجية تحوط بالتجربة الصينية ، فلابد من ادراك وتشخيص هذه المخاطر سواء كانت سياسية أو أقتصادية داخلية او خارجية والعمل المباشر على ردعها قبل ظهورها وإلايمكن أن تتكرر تجربة تفكيك الأتحاد السوفيتي.
3. كان الأجدر على القيادة السوفيتية من أن تطور أفكار لينين وستالين في عملية البناء الأشتراكي أخذين بنظر الأعتبار كل التطورات السياسية والأقتصادية والعسكرية على الصعيدين المحلي والخارجي . وعدم تقديس النظرية الأشتراكية العلمية .

4ـ كان من الضروري أن تقام سلطة الطبقة العاملة أي سلطة البروليتارية الحقيقية في مرحلة الأنتقال من الرأسمالية الى الأشتراكية وبهذا الخصوص أشار لينين نحن نكون (( بحاجة الى دكتاتورية البروليتاريا ، سلطة طبقة واحدة وقوة تنظيمها وأنظباطها وقوتها المتمركزة القائمة على كافة منجزات الثقافة والعلوم والتكنيك ...)) ، وأن تكون أدارة الدولة وفق مبدأ المركزية الديمقراطية وممارسة النقد والنقد الذاتي وبشكل علني سواء كان داخل الحزب أو في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، أن كل هذا وغيره سوف يعزز الديمقراطية ذات المحتوى الاشتراكي والأنساني داخل الحزب والمجتمع ولصالح الشعب .

5ـ ان الافراط في سباق التسلح أوقع القيادة السوفيتية في فخ سباق التسلح مما أثر ذلك سلبياً على الأقتصاد الأشتراكي وكما أثر ذلك سلبياً على حياة المواطن السوفيتي ، فكان الاتحاد السوفيتي قد أمتلك ترسانة من السلاح تكفي للذود عن الاتحاد السوفيتي وحلفائه في أوربا الشرقية وغيرها ، وكان الأجدر بالقيادة السياسية السوفيتية أن يتم التركيز على النوعية في التصنيع العسكري بالدرجة الأولى وليس على الكمية بالرغم من أهمية ذلك .

6ـ أن ناقوس الخطر على الحركة الشيوعية العالمية وعلى الحزب الشيوعي السوفيتي وعلى الأشتراكية ومنجزاتها وعلى السلطة السوفيتية قد بدأ منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي ، ومن خلال هذا المؤتمر الخطير بدأ خروشوف هجومه اللامبدئي واللاموضوعي على ستالين وتحت غطاء وهمي وهو محاربة (( عبادة الفرد ))! علماً أن خروشوف كان عضواً في المكتب السياسي للحزب في ظل قيادة ستالين للحزب والسلطة السوفيتية ، وكما أن القيادة الجديدة قد بدأت بالأبتعاد التدريجي وعن الألتزام بمبادئ النظرية الماركسية ـــ اللينينية والعمل على تشويهها وخاصة في التطبيق العملي ، وبسبب جهل خروشوف بالنظرية ، فقد أعلن أنه سوف يتم بناء الشيوعية عام 1980 !! ومارس خروشوف وفريقه سياسة التشويه والأنتقام من رفاقه العاملين معه وخاصة من كان من مؤيدي نهج ستالين المبدئي ، أن هذا السلوك الأنتهازي والتحريفي قد الحق ضرراً بالغاً في الحركة الشيوعية العالمية من حيث إنشقاقها ، ناهيك عن المظاهر السلبية التي حدثت في الحزب والأقتصاد والمجتمع السوفيتي بسبب نهج خروشوف .

7ـ مما يؤسف له ومنذ تولي خروشوف قيادة الحزب والدولة وحتى عام 1984 ، لم تقدم القيادة السوفيتية على (( تتطهير )) الحزب من الأعضاء الأنتهازيين والتحريفيين والوصوليين والمرضى نفسياً ولم يتم أستخدام دستور الحزب ــ نظامه الداخلي من أجل الحفاظ على الهوية الطبقية للحزب ، من أجل أن يكون حزباً طليعياً فعلاً بهدف ترسيخ دوره ومكانته في المجتمع والسلطة والأقتصاد، أذ طبق لينين وستالين هذا المبدأ وبشكل مستمر من أجل تطهير الحزب وتم أبعاد الألاف ، بل مئات الألاف من الأعضاء غير الفاعلين وغير النافعين للحزب ، أذ أن هؤلاء قد شكلوا عبئ ثقيل وخطراً على بقاء الحزب كحزب طليعي وثوري ، وألا ماذا يفسر الموقف السلبي من ما يسمى بالبيرويسترويكا خلال المدة 1985 ــ 1991 ، وبدليل ومنذ عام 1987 أصبحت الأمور واضحة أن الاتحاد السوفيتي والأقتصاد الأشتراكي يسير نحو الهاوية بفعل (( القيادة الشابة )) وفريقها !، بدليل أن نهج البيرويسترويكا كان نهجاً منظماً يهدف الى تقويض السلطة السوفيتية والأشتراكية ومنجزاتها وأنهاء دور ومكانة الحزب الشيوعي كحزب حاكم !، وماذا يفسر عندما تم تعديل الدستور الأشتراكي السوفيتي أذ تم الغاء المادة الدستورية التي تؤكد على الدور القيادي للحزب كحزب يقود الدولة والمجتمع ، وألا ماذا يفسر الموقف السلبي من الأنقلاب الحكومي في عام 1991 الذي قام به غورباتشوف ونسق مع بوريس يلتسين وبالتعاون مع المؤسسات المالية والأقتصادية الدولية والمخابراتية ، فلم يخرج أي قيادي أو كادر حزبي لقيادة الجماهير لأحباط الأنقلاب الحكومي ، علماً كان عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي 20 مليون عضواً !، وفي روسيا وحدها ما يقارب من 12 مليون عضواً .
نعتقد أن تطبيق مبدأ (( تنظيف )) الحزب هو مبدأ نافع ومطور ومجدد لنشاط وعمل الحزب ويجب أن يكون هذا المبدأ معمول به من قبل جميع الأحزاب الشيوعية وبغض النظر سواء كانت تقود السلطة أو لاتقود السلطة ، وأن تطبيق هذا المبدأ يحتاج الى قيادة سياسية مخلصة وكفوءة وواعية لدورها التاريخي وواعية لأهمية ودور حزبها وشعبها وأن تنطلق من المبادئ اللينينية للتنظيم بأمانة وأخلاص وليس من أجل تحقيق أغراض خاصة بها سواء كانت مادية أو غير مادية ، وليس من أجل تصفية حسابات ذاتية ضيقة أو ليس من أجل الأنتقام من أصحاب الرأي الأخر ، وعادة في الغالب يكون رأيهم صحيح ، أو التخلص من المنافسين الشرعيين للقيادة المتسلطة ، والأبتعاد عن تجميع الأخطاء والنواقص وأثارتها في اللحظة الحاسمة التي تخدم القيادة السياسية الحاكمة ، ويجب أن تكون القيادة السياسية الناجحة أرقى وفوق كل الصغائر والذاتية ، وأن يكون همها ودورها هو الحزب والحزب فقط من أجل الحفاظ على أيديولوجيته وأستقلاليته في أتخاذ القرار السياسي ـــ الأجتماعي وبما يخدم الشعب والحزب وليس في خدمة خصوم الحزب الأيديولوجين ــ الطبقيين .
نعتقد ، أن وجود الرأي والرأي الأخر في التنظيم السياسي الملتزم بفكر علمي ما هو إلا ظاهرة صحية وسليمة وناجحة ونافعة لعمل الحزب ، وخاصة أذ إنطلق الرأي الأخر من روح وجوهر النظرية الماركسية ـــ اللينينية ، وبما يخدم ويطور عمل الحزب ونظريته الثورية ، سواء كان اعلان هذا الرأي عبر وسائل أعلام الحزب الداخلية أو عبر وسائل أعلام الحزب العلنية .
أن هذه الممارسة الديمقراطية الملتزمة أن دلت على شيئ فأنما تدل على سلامة وصحة سلامة هذا النهج المبدئي والديمقراطي ، وهذا النهج ضروري لأي حزب شيوعي يريد البقاء والتطور وأن يصبح حزباً جماهيرياً وثورياً ، فهذه الممارسة والنهج تشبه الهواء والماء والغذاء للأنسان ، ويجب أن لاتخشى أو تخاف القيادة السياسية للحزب من الرأي الأخر إذا كانت فعلاً هي قيادة ثورية ومبدئية ومخلصة وكفوءة وتتمتع بالرصانة الفكرية السليمة ، بل عليها أن تحترم الرأي الأخر قولاً وفعلاً وتشجع الحوار والصراع الفكري أيضاً قولاً وفعلاً داخل الحزب ، وأن تبتعد عن الممارسات اللامبدئية التي تلحق الضرر بعمل ومستقبل الحزب .
أن تطبيق هذا النهج المبدئي والعلمي داخل الحزب سيكون من حيث المبدأ خدمة للفكر وللحزب وللشعب ، وسوف يعزز دور ومكانة الحزب بين الجماهير وبنفس الوقت سوف يعزز ويوطد مكانة الحزب داخل الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين وسوف يصلب الحزب ويحافظ على نقائه الأيديولوجي والطبقي ، وعكس ذلك ، سوف يتعرض الحزب الى كوارث تنظيمية وسياسية وفكرية .
أن سياسة الانتقام المطبقة في بعض الاحزاب الشيوعية والتي يتبناها بعض المتنفذين من بعض (( القادة ــ الكوادر )) !! في هذه الاحزاب ، وبغض النظر عن هذه الاحزاب سواء كانت كبيرة أو صغيرة ، حاكمة أو غير حاكمة ، فأن هذه السياسة اللامبدئية تحمل بعداً سياسياً وأجتماعياً واقتصادياً ، وهي تشكل أرهاباً فكرياً ضد الرفاق الذين لديهم أراء وملاحظات جدية على سياسة ونهج الحزب ، فيتم أرهاب وقمع هؤلاء الرفاق وبأساليب مختلفة ، ويتم توجيه التهم العديدة واللاموضوعية ، فأول خطوة يتم أتخاذها هي الابعاد الحزبي ثم المحاربة الاجتماعية وحتى تصل الى المحاربة الاقتصادية أي المعيشة مثلاً يتم قطع (( المساعدات)) وتحت مبررات واهية بالرغم من أنها مساعدات تبعد نسبياً شبح الموت الحقيقي للرفيق .
نعتقد ن أن الجذر الاجتماعي ـــ الاقتصادي لسياسة الأنتقام والأقصاء والأبعاد التي مورست ولاتزال تمارس في بعض الاحزاب الشيوعية يعود بالدرجة الاولى الى علاقات المجتمع الاقطاعي المتخلف وأن هؤلاء (( القادة ـــ الكوادر )) مازالوا يتبنون العقلية الاقطاعية والأسلوب الاقطاعي المتسلط والمتخلف مع رفاقهم وهذه هي الطامة الكبرى التي يجب أنهاؤها كظاهرة شاذة وغريبة على الفكر الثوري لابد من أستئصالها والقضاء عليها وجعل الحزب حزباً سليماً ومبدئياً وثورياً وضرورة التخلص من أسلوب التشهير السياسي والتهم الأخرى التي لايصدقها حتى المجانين .
أن كل هذا جرى ويجري اليوم في بعض الاحزاب الشيوعية ضد الاعضاء والكوادر وحتى بعض القيادين في الحزب لأن هذه الصفوة الناضجة لديها ملاحظات فكرية أو سياسية أو أقتصادية موضوعيةً وسليمةً على نهج وسياسة قيادة الحزب ، والأكثر من ذلك أقدم بعض (( القياديين )) في بعض الاحزاب الشيوعية على (( خصخصة )) الحزب وحولته الى أشبه (( بالبيت )) الخاص لهم أذ تقوم هذه (( القيادات )) بتقدم العناصر الموالية لها فكرياً وسلوكياً ، وتنحي العناصر المعارضة لها وبأساليب ملتويةً ، هذا هو (( الهدف الرئيس )) لمثل هذه القيادات الضعيفه فكرياً وشخصياً ، وسلك بعض (( القيادين )) في أحزاب شيوعية أخرى الى أستخدام أسلوب لايمت لامن قريب ولامن بعيد للحزب إلا وهو أسلوب الوراثة الحزبية !.
أن كل هذه الاساليب اللأمبدئية واللاديمقراطية والمخالفة لأبسط تعاليم النظرية الماركسية ــ اللينينية ، أن دلت على شيئ فأنما تدل على الضعف الفكري والشخصي لهذه القيادات الحزبية ، وقد الحقت هذه الأساليب اللاموضوعية الضرر الكبير بدور ومكانة وشعبية الحزب ، بدليل أختفاء دول وأحزاب عظمى ، وتراجع غالبية دور ومكانة الاحزاب الشيوعية في غالبية البلدان ألا دليل حي وملموس على وجود هذه الاسالسب اللاشرعية ، والأنكى من كل ذلك فأن بعض (( قيادات )) الأحزاب الشيوعية سواء في الجزء الهام من المعسكر الأشتراكي والمتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وبلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، ومنها بعض (( قيادات )) الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية لازالت متمسكة بهذه الأساليب اللاشرعية بهدف الحفاظ على موقعها في الحزب .
أن استمرار هذه الأساليب اللاديمقراطية وعدم الأستفادة من الزلزال الكبير الذي وقع عام 1991 وعدم تقيم هذه الأنتكاسة والتخلص من كل الظواهر السلبية والخطيرة في حياة هذه الأحزاب ، سوف تلحق الضرر الكبير بهذه الأحزاب وسوف تفقد هذه الأحزاب شعبيتها وثوريتها وتقادم أعضائها وكادراتها وقياداتها وبالتالي سوف تتحول الى أداة أو ديكور يجمل النظام البرجوازي الحاكم والتابع للغرب الأمبريالي وسوف تشترك هذه الأحزاب سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر بتحمل الجرائم الأقتصادية والأجتماعية والثقافية التي يقدم عليها النظام البرجوازي ، فالمستقبل والشعوب سوف لن ترحم من مثل هذه (( القيادات )) التي تسلطت على رأس هذه الأحزاب الثورية.
أن هذه الأساليب وغيرها كانت ولا تزال تشكل الأرضية الصلبة والتربة الخصبة لظهور قوى الثورة المضادة والقيادات الأنتهازية والتحريفية ، وبهذا الخصوص يؤكد الحزب الماركسي ـــ اللينيني الألماني على ان (( الدور التحريفي لخروشوف وغورباتشوف كان وراء ظهور قوى الثورة المضادة وتفكيك الأتحاد السوفيتي )) وكما يشير جنرال المخابرات السوفيتيه أ . ب . شيفياكين أن عملية البيرويسترويكا قد حققت هدفها بتقويض الأتحاد السوفيتي من خلال التعاون والتنسق بين " الطابور الخامس " (( وعملاء النفوذ )) مع الولايات المتحدة الامريكية ومؤسساتها الدولية .
أن وحدة وصراع الأفكار داخل العمل الحزبي النظيف والتي تنطلق من جوهر ومبدأ النظرية الماركسية ـــ اللينينية ، هي ضرورية وهامة وحتمية من أجل تطوير وأغناء هذه النظرية العلمية والثورية ، ومن أجل تطوير العمل السياسي والفكري والتنظيمي داخل الحزب وبالتالي سوف يتم تعزيز دور ومكانة وشعبية الحزب وسط الجماهير .
وأخيراً يمكن القول أن هذه السلوكية أللامبدئية وهي من حيث المبدأ غريبةً في شكلها ومضمونها ، قد أفرزت أضراراً كبيرةً على هذه الأحزاب ومن أخطر نتائج هذه السلوكية هي أن بعض هذه (( القيادات )) قد أبتعدت عن الثوابت المبدئية ، وبالتالي أدى ذلك الى ظهور ألأنقسامات داخل هذه الأحزب ، وضعف الثقة أن لم نقل فقدانها بين القيادة والقاعدة الحزبية ، وأضعفت ألأستقلالية السياسية والتنظيمية والفكرية لهذه الأحزاب ، وحجم دور ومكانة هذه الأحزاب وسط الجماهير .
8ـ لم يتم الألتزام بتعليمات وأرشادات لينين وستالين فيما يتعلق بالأعداد المستمر للكادر الحزبي فكرياً وسياسياً وتنظيمياً ، ومنذ عام 1954 حتى عام 1984 لم يتم تجديد الحزب ورفده بالكادر السياسي والعلمي الشاب وفق الشروط والمبادئ السليمة وخاصة لقيادة الحزب ، وأن عدم التجديد المستمر لقيادة الحزب الشيوعي السوفيتي أدى وبمرور الزمن الى ان تصبح هذه القيادة متقدمة وهرمة في السن وبسبب ذلك فأن هذه القيادة لايمكن ان تكون فاعلة وناشطة ومتابعة وبشكل جدي وحيوي لتطورات الأوضاع السياسية والأقتصادية ـــ الأجتماعية والفكرية والعسكرية سواء على الصعيد الداخلي والخارجي ، صحيح أن هذه القيادة كانت تعتمد على لجان أختصاص ذات مواصفات عالية وجيدة من حيث الكفاءة والخبرة في العمل ولكن رغم أهمية ذلك ، فهو غير كافي ، فالقيادة السياسية الشابة ضرورية للعمل وخاصة لمثل دولة الأتحاد السوفيتي الذي يشغل سدس مساحة العالم ، والذي يعد أهم قطب سياسي وأقتصادي وعسكري أرتكز عليه العالم خلال الفترة 1946 ـــ 1991 .
أن ما حدث بوفاة قادة الحزب الشيوعي السوفيتي وعدم تجديد هذه القيادة بيقيادةً شابةً أدى ذلك الخطأ بالضرر الكبير لسمعة ومكانة الحزب والدولة السوفيتية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وخير دليل على ذلك وفاة كل من بريجنييف وأندروبوف وتشيرنينكو وخلال فترات قصيرةً جداً .
أكد فلاديمير لينين على أهمية القيادة الشابة للحزب والدولة ، بدليل أن أول حكومة سوفيتية تم تشكيلها في فترة لينين ، كان غالبية أعضائها من الشباب وبعمر الــ 50 سنة ، بما فيهم لينين ، وبنفس الوقت أكد ستالين على أهمية أعداد الكادر السياسي والحزبي والعلمي للحزب والسلطة أذ أشار الى أن (( الكادر يحل [ يحسم ] كل شيئ )) .
وليس غريباً ، وفي 10/4/1984 من ان يلقى قسطنطين تشيرنينكو السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي خطاباً قال فيه (( أن حل المهمات يتوقف على الكوادر الى درجة حاسمة ، فالكوادر هي فعلاً الرصيد الذهبي للحزب والدولة ، والحزب يحتاج الى رفد مستمر بالطاقات الجديدة ، وعلاوة على ذلك لايبرر الشيوعيين المسؤولين الثقة الموكلة اليهم كما بينت حملة
تقديم التقارير والأنتخابات في المنظمات الحزبية ، ومن المهم في العمل مع الكوادر أكثر مما في أي مجال أخر أعتماداً على نظام دقيق ومدروس جيداً ، ولا يتاح هنا التبدل ولا أي تصلب في تركيب الكوادر ، وتمتلك عندنا جميع اللجان الحزبية أحتياطاً للترشيح ، ولكن لماذا يارفاق ، يصعب للغاية إيجاد شخص موهوب لشغل منصب حساس ؟ ينتج عن ذلك أن الأحتياطي ورقي في كثير من الأحيان ، وينبغي توضيح هذه القضية الهامة جداً توضيحاً كاملاً )).
أن الخلل والنقص الكبير الذي يتحمله الحزب الشيوعي السوفيتي وقيادته وخاصة بعد الأنتصار الكبير الذي حققه الشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين بالأنتصار على المانيا الفاشية ، وهذا الأنتصار قد كلف الشعب والحزب الشيوعي السوفيتي ثمناً باهظاً من الناحيتين البشرية والمادية وبالرغم من هذه التضحية الكبيرة أستطاع الشعب والحزب من بناء أقتصاداً أشتراكياً قوياً ومتطوراً وأمتلك قوة ردع عسكرية ضاربة خلال فترة قصيرة جداً ، ومن خلال ذلك وغيره تولد لدى الحزب وغالبية قادة وكوادر واعضاء الحزب نشوة النصر على الفاشية الوليد الشرعي للنظام الرأسمالي من خلال أمتلاكهم القوة العسكرية الضاربة التي يمكن أن تحجم وتحد من تطاولات وأطماع الأمبرياليين وفي مقدمتهم الأمبريالية الأمريكية ، مما أدى كل ذلك الى (( تخدير )) غالبية قادة وكوادر الحزب وخاصة منذ السبعينات من القرن العشرين وحتى عام 1991 .

وجهة نظر : هناك خمسة إخطاء رئيسية وهي :ـــ

الخطأ الأول :ــ نعتقد أن قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ومن خلال مؤتمراته قد توصلوا الى أستنتاج متسرع ، والذي أكد على أنتصار الأشتراكية وبشكل نهائي ، أن هذا الاستنتاج كان مبكراً جداً وكان نتيجة لما أمتلكه الاتحاد السوفيتي وحلفائه من قوة عسكرية وأقتصادية وهذا الاستنتاج المبالغ فيه في وقته نابع عن عدم فهم صحيح للنظرية الماركسية ـــ اللينينية وخاصة تعاليم لينين ، وكما يدل على قصور موضوعي لتحليل اللوحة السياسية والطبقية والأيديولوجية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، بدليل جاء في الوثيقة الأساسية التي أقرها أجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية المنعقد في موسكو الى (( أن ألأمبريالية عاجزةً عن أستعادة المبادرة التاريخية التي فقدتها ، وعن أعادة تطور العالم المعاصر الى الوراء . أن الطريق الرئيس لتطور البشرية يحدده النظام الأشتراكي العالمي والطبقة العاملة العالمية وجميع القوى الثورية ))، فالرأسمالية كانت ولاتزال لديها طاقات وأمكانيات سياسية وأقتصادية وعسكرية وهي تتكيف وتتأقلم مع تناقضاتها وتجد الحلول المؤقتة لأزمتها حتى لو كان على حساب هلاك شعبها وجزءاً من طبقتها الأجتماعية .

الخطأ الثاني :ـ نعتقد ومنذ السبعينات أبتعدت قيادة الحزب عن الجماهير الشعبية ، وأصبحت غالبية قادة وكوادر الحزب تعيش في عالمها الخاص والنسبي ، أما الجماهير وخاصة الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين في عالم أخر ، ألا أنه وبالرغم من ذلك لم تظهر عملية تفاوت أقتصادي ـــ أجتماعي مرعبة ومخيفة ، فالأمر خاضع في حدود النسبية ، ألا أن هذه الحدود النسبية هي من حيث المبدأ تتعارض ومبادئ الفكر ، ومن خلال ذلك أصبح دور الطبقة العاملة ضعيفاً ومهمشاً بالواقع الملموس في أدارة شئون الحزب والدولة ، وبالنتيجة تعمقت الهوة بين قيادة وكادر الحزب من جهة وبين أعضاء الحزب والجماهير غير الحزبية من جهة أخرى ، مما ساعد ذلك على ضعف دور ومكانة الحزب كطليعة سياسية لقيادة الشغيلة السوفيتية والشعب في سبيل الحفاظ على مكتسبات ومنجزات الأشتراكية وبالنتيجة تحول نشاط وعمل الحزب من قائد وموجه للنشاط والعمل الأيديولوجي والسياسي والمنور للشغيلة والشعب الى جهاز بيروقراطي ــ أداري ، وأندمجت قيادة وكادر الحزب بالجانب الأداري للسلطة وبسبب ذلك أصبح الجهاز البيروقراطي الأداري هو الموجه للحزب وليس العكس ، ورافق ذلك تفشي ألأسلوب الأنتهازي والوصولي داخل الحزب والسلطة ، مما أدى ذلك الى أن يقوى الجهاز البيروقراطي الأداري ويقوم بعملية أضعاف وأبتلاع دور الحزب وأدى ذلك الى أن تتشابك المصالح الذاتية والمهام بين المهام الأداري في السلطة والمهام الحزبية في أن واحد وبالتالي إختلطت الأوراق بين الحزب وجهاز الدولة البيروقراطي ، وكان الأجدر بقيادة الحزب أن تفصل بين دور ومكانة وعمل الحزب عن عمل الجهاز الأداري للسلطة التنفيذية ، وكان من الضروري أن يكون دور الحزب دور الرقابة والأشراف والتوجيه والحسم المبدئي عند الضرورة .

الخطأ الثالث :ــ غياب الممارسة الحقيقية للديمقراطية سواء كان ذلك داخل الحزب أو على صعيد المجتمع وبالشكل المطلوب ، إضافه الى ذلك وضع (( فيتو ))!! على عدم تطوير النظرية العلمية وهذا هو مخالف لجوهر هذه النظرية الثورية ، ناهيك عن عدم معالجة الخلاف السوفيتي ــ الصيني في وقته ، مما أدى ذلك الى أضعاف وأنشقاق كبير في الحركة الشيوعية العالمية ، ورافق ذلك غياب مبدأ التكافؤ الرفاقي بين قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وبقية الأحزاب الشيوعية وخاصة الاحزاب الشيوعية في بلدان أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيه .
نعتقد ، لو تم ممارسة الديمقراطية الحقيقية في الأحزاب الشيوعية وخاصة الحاكمة منها وتم حل الخلاف السوفيتي ـــ الصيني لتعزز دور ومكانة الأشتراكية سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً وسكانياً على الصعيد العالمي فلو تحقق ذلك لكانت الأشتراكية قد شكلت أكبر كتلةً سكانيةً في العالم أذ تجاوز عدد سكانها 2 مليار نسمه ولكن ...!!.

الخطأ الرابع :ــ أن قيادة الحزب وخاصة بعد وفاة ستالين قد أصابها بعضاً من الغرور السياسي والعسكري ، فخروشوف قد سلك السلوك التحريفي والأنتهازي ، أما غورباتشوف فقد سلك السلوك الخياني ، أما بقية قادة الحزب والسلطة والمتمثلين بيبريجنيف وأندروبوف وتشرنينكو ، لم يحسبوا على مايبدوا أي حساب لعودة قوى الثورة المضادة ومن الداخل بشكل عام ومن داخل الحزب والسلطة بشكل خاص .

الخطأ الخامس :ــ أن قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي لم تلتزم ولم تتقيد بالمبدأ السليم إلا وهو وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وأعتبار الكفائة والأخلاص والنزاهة والجدية في العمل هي العايير الرئيسية سواء في الحزب أو في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، أذ ساد وهيمن الأنتماء الحزبي فوق هذه الأعتبارات الهامة ، وكان يجب أن يطبق شعار قائد ثورة أكتوبر الأشتراكية على أرض الواقع وهو المعامل والمصانع للعمال والأرض للفلاحين والسلام والخبزللجميع ، وكان يجب أن يحتل العمال والفلاحين حصة الأسد في قيادة الحزب والسلطة ، وأن يتم محاربة البيروقراطية العدو رقم 1 للأشتراكية وللسلطة السوفيتية .
تؤكد اللينينية ، أن الجماهير هي أفضل مدرسة سياسية للعمل السياسي النظيف والمبدئي ، فالسياسي المبدئي يتعلم الكثير من الجماهير ويعلمها ويوجهها نحو هدفها الأنساني ، ومن خلال ذلك وغيره تنشأ وتظهر اللحمة والرابطة الأنسانية والمبدئية بين الحزب والشعب ، بين قيادة الحزب والشغيلة ، وهذا ما فعلة وسلكة وطبقة كل من لينين وستالين ، لأن هؤلاء القادة خرجوا من الشعب وعملوا معه ولصالحه ولم ينفصلوا عنه إلا بحكم طبيعة العمل السياسي الرسمي ، ولم يملكوا أي شيئ بعد وفاتهم إلا أرثهم النظري العظيم والذي يشكل اليوم أحد أهم مصادر المعرفة والثقافة الأنسانية للمجتمع البشري وستبقى أيديولوجيتهم تنير الطريق ومنحازتةً للطبقة العاملة وحلفائها وللمثقفين الثوريين في العالم .
أن العيب لن يكمن بالنظرية الماركسية ـــ اللينينية ولا بمبادئها ، بل يكمن العيب في عدم الفهم السليم والأستيعاب النظري الجيد لهذه النظرية المبدعة ، وعدم الابداع والتطوير لها من قبل غالبية الأحزاب الشيوعية في العالم أخذين بنظر الأعتبار كل الضروف والمستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية ولم يسمح الرفاق السوفيت للأحزاب الشيوعية من أن تساهم وتغني النظرية الثورية ، إلا وفق رؤيةً سوفيتية فقط ، وهذا يعني (( تقديس وعبادة النظرية )). وكما يلاحظ أن كثير من قادة وكوادر وأعضاء الاحزاب الشيوعية كانوا ولا يزالون يعانون من نقص في الأستيعاب النظري للنظرية الماركسية ـــ اللينينية ، أذ تم التعامل مع النظرية ومبادئها وفي الغالب وفق مفهوم مبسط وتغلب عليه العاطفة السياسية ، ويعود السبب الرئيس الى ألأسباب الموضوعية والذاتية .
فلو طرحنا سؤالاً صادقاً وموضوعياً مع أنفسنا ، كم من القياديين والكوادر والأعضاء لديهم أستيعاب جيد للنظرية ومبادئها ؟ نعتقد أن نسبة هؤلاء الرفاق لايشكلون إلا نسبه قليلة جداً جداً ولايشكلون هؤلاء الرفاق كما يقال إلا نقطة في بحر .

أن الفكر الماركسي ـــ اللينيني هو ملك وثروة لاتنضب للشعوب الفقيرة وان فهمه وأستيعابه ليس بالأمر السهل ، لأنه فكر يخاطب العقل ، أي يخاطب عقل الأنسان ، ومخاطبة عقل الأنسان وأستيعاب هذا الفكر فيه نوعاً من الصعوبة ، لان هذا الفكر يحتاج الى درجة عالية من الوعي وبدون ذلك لايمكن أستيعاب وتطوير وأغناء هذا الفكر النير ، في حين الفكر البرجوازي يخاطب ويدغدغ مشاعر ونزوات وطموحات الفرد البسيط ، ومخاطبة ودغدغة مشاعر المواطن هي أسهل من مخاطبة العقل ، هذه هي أحدى أهم المشاكل التي تقف أمام الأحزاب الشيوعية ، وأن حل ومعالجة هذه المشكلة تكمن في معالجة الميدان الأيديولوجي والذي يشكل العمود الفقري والمفتاح الرئيس للخروج من الأزمة التي تعاني منها لاحزاب الشيوعية في العالم .
وبهذا الخصوص أكد فلاديمير لينين على مسألة غاية في الأهمية (( نحن لا ننسى ولو دقيقةً واحدةً أنه حدث عندنا الكثير فعلاً من ألأخفاقات والأخطاء ويحدث الكثير ، وهل يمكن تجنب ألأخفاقات والأخطاء في هذا ألأمر الجديد بالنسبة ألى التاريخ العالمي بأسره ، وهو أنشاء نمط لنظام الدولة لم يعهد له نظير من قبل ، سوف نناظل بأطراد في سبيل تقويم أخفاقاتنا وأخطائنا من أجل تحسين تطبيقاتنا للمبادئ السوفيتية على الحياة البعيدة جداً جداً عن الكمال )) .
وكما أشار ونبه لينين أن من (( واجب الشيوعيين هو عدم السكوت عن نقاط الضعف في حركتهم ، بل يجب أنتقادها علناً للتخلص منها وبمزيد من السرعة والجذرية )) .

وهناك حقيقةً موضوعيةً تؤكد على حتمية زوال الرأسمالية كتشكيلةً أقتصاديةً ــ أجتماعيةً والأنتقال ألى ألتشكيلة ألأقتصادية ــ الأجتماعية ألأرقى وهي الشيوعية .