منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#66384


مفهوم القوة في العلاقات الدولية و علم السياسية



من أن الفلاسفة والعلماء الإجتماعيين والإستراتيجيين العسكريين قد أفاضوا منذالقدم حول تناول مفهوم القوة واختلفوا في تعريفه إلا أن الإختلافات القائمة بينهملم تكن جوهرية بالقدر الكبير، وذلك بالنسبة للأغراض العلمية التي تختلف كثيراً فيطبيعتها عن المداولات الأكاديمية؛ على قدر أهمية الأخيرة .


والقوة ( Power ) هيببساطة القدرة على التأثير على الآخرين وإخضاعهم لإرادة القوي الفاعل، لذلكفالأقوياء في أي موقف اجتماعي كان أم سياسي أم اقتصادي أم ثقافي هم الذين يفرضونإرادتهم وكلمتهم ويسيرون الأمور كما يرونها ووفقاً لمصالحهم الخاصة.


تعتبر قوةالدولة من العوامل التي يعلق عليها أهمية خاصة في ميدان العلاقات الدولية، وذلكبالنظر إلى أن هذه القوة هي التي ترسم أبعاد الدور، الذي تقوم به الدولة في المجتمعالدولي وتحدد إطار علاقاتها بالقوى الخارجية في البيئة الدولية (1) وبطبيعة الحاللا يعني ذلك أن الدولة القوية والتي تسير الأمور وفقاً لمصالحها ورغباتها دولة سيئةأو أنانية أو مفسدة في الأرض، فالسوء والأنانية والإفساد؛ أمور مستقلة عن القوة،ودليل على ذلك قول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير وأحب إلىالله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير" ومن ثمَ فإن العامل المحدد لأخلاقية القوة هواستخدامها في الخير والإعمار دون إلحاق الضرر بمصالح الآخرين .



مفهوم القوةتجاوز في مضمونه الفكري المعنى العسكري الشائع إلى مضمون حضاري أوسع ليشمل القوةالسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والتقنية ... الخ. ولكن أياً من مصادرالقوة مهما تعددت لا يكتسب وزناً وتأثيراً بمجرد وجوده، وإنما يرتبط هذا الوزنوالتأثير بالقدرة على التدخل الواعي لتحويل مصادر القوة المتاحة إلى طاقة مؤثرةوسلاح فعال، فالقوة ( Strength ) هي مجرد إمتلاك مصادر القوة كالموارد والقدراتالاقتصادية والعسكرية والسكان وغيرها، أما القدرة (Power) فتنصرف إلى إمكانية تحويلهذه المصادر إلى عنصر ضغط وتأثير في إرادات الآخرين .



تعريف القوة لغةً:


ورد في المعجم الوسيط أن القوة هي ضد الضعف وهي الطاقة،وهي تمكن الإنسان من أداء الأعمال الشاقة، وهي المؤثر الذي يغير أو يحيل حالة سكونالجسم، وهي مبعث النشاط والحركة والنمو وجمعها قوى، ورجل شديد القوى أي شديد وقويفي نفسه وقوَّى دعم ووطَّد، كما نجد أن القوي والقادر والمقتدر من أسماء اللهالحسنى، تأتي القوة بمعنى الجد في الأمر وصدق العزيمة، وقد وردت القوة في القرآنالكريم في كثير من الآيات، وعلى سبيل المثال " وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة "(2)أيأعدوا لهم جميع أنواع القوة المادية والمعنوية (3) " خذوا ما أتيناكم بقوة (4) أيبحـزم وعزم (5) "لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد " (6) أي لو كان لي قوةأستطيع أن أدفع أذاكم بها أو الجأ إلى عشيرة وأنصار تنصرني عليكم (7) .



والقوةهي لغة كل العصور وهي أحد المفردات الهامة التي يتوقف عندها المفكرون في كافة أنحاءالأرض وبمختلف لغاتهم، حيث تبين أن معناها يكاد يكون واحد في كل اللغات حيث يدور فيإطار مفهوم القدرة على الفعل والإستطاعة والطاقة وهي ضد الضعف وتعني أيضاً التأثيروالنفوذ والسلطة .



تعريف القوة إصطلاحاً:


يعرف علم الإجتماع القوة "بالقدرةعلى إحداث أمر معين" و"تأثير فرد أو جماعة عن طريق ما على سلوك الآخرين"، يعتبرموضوع القوة من المواضيع التي يهتم بها علم الجغرافية السياسية والعلاقات الدوليةلذا جاء تعريف وتفسير مفهوم القوة للكثير من الكتاب والمفكرين في هذا الإطار.


وفي رأي كارل فريدريك فإن أفضل تعريف للقوة هي القدرة على إنشاء علاقة تبعيةفعند القول أن لإنسان ما قوة سياسية تفوق قوى الآخرين، فهذا يعني أن الآخرين يتبعوننظام أفضلياته، والقوة ليست مجرد التسلط ولكنها تتضمن أيضاً القدرة على الإستمالةوالنفوذ لدى الآخرين، ويرى أنه بالاسـتخدام الماهر والذكي للقوة يمكن للطـرف (أ) أنيجعل الطـرف (ب) يفعل ما يريد دون قهـر أو إرغام بمعنى يمكن تحويل القهـر إلى إتفاقوتزامن كنفـوذ جماعات الضـغط في المجتمعات المتحضرة(8).


ويرى سبيكمان أن القوةتعني البقاء على قيد الحياة والقدرة على فرض إرادة الشخص على الآخرين والمقدرةأيضاً على إملاء هذه الإرادة على أولئك الذين لا قوة لهم وإمكانية إجبار الآخرينذوي القوة الأقل على تقديم تنازلات(9) .


ويرى كل من ميكافيلي وهوبز ومورغنثوهعلى أن القوة هي الوسيلة والغاية النهاية التي تعمل الدولة للوصول إليها في مجالالعلاقات الدولية .


ولقد بلور علماء الجيوبولتيكا مفهوم القوة وكأنه مرادفلمفهوم السيطرة فلقد بين راتزل بأن الدولة كائن حي يحتاج إلى النمو والتطور حتى لوكان عن طريق القوة. ويعتبر علماء السياسة أن مفهوم القوى هو المفهوم الرئيسي في علمالسياسة بل ومن المفاهيم الرئيسية في العلوم الإجتماعية كلها ومن ناحية أخرى فإنالسياسة ترتبط بشكل وثيق مع القوى . كما أن البحث عن القوة يميز السياسة عن الأنواعالأخرى من النشاط الإنساني(10) .




في عالم السياسة توجد ثلاثة إتجاهات لتعريف القوة :



الإتجاه الأول: يعرفالقوة بأنها القدرة على التأثير في الغير وهي القدرة على حمل الآخرين للتصرف بطريقةتضيف إلى مصالح مالك القوة .



الإتجاه الثاني: يعرف القوة بأنها المشاركةالفعالة في صنع القرارات المهمة في المجتمع.



الإتجاه الثالث: يحاول أن يجمع بينالإتجاهين السابقين ويعـرف القوة بأنها التحكم والسيطرة المباشرة أو غير المباشرةلشخص معين أو جماعة معينة على أوجه إثارة القضايا السياسية أو عملية توزيع القيموما يترتب عليه من مقدرة في تقرير أو تأثير في الموقف في الإتجاه الذي يفضله صاحب القوة(11) .



أما كلية الحرب الأمريكية فتعرف مفهوم القوة القومية للدولة بأنهاالإمكانية أو القدرة التي يمكن أن تستخدمها الدولة للوصول إلى أهدافها القومية فيالصراع الدولي، إذن فالقوة هي الطاقة العامة للدولة لكي تسيطر وتتحكم في تصرفاتالآخرين (12) .



في الفكر الإستراتيجي يقصد بقوة الدولة فاعلية الدولة ووزنها فيالمجال الدولي الناتجان عن قدرتها على توظيف مصادر القوة المتاحة لديها في فرضإرادتها وتحقيق أهدافها ومصالحها القومية والتأثير في إرادة الدول الأخرى ومصالحهاوأهدافها. وقوة الدولة بهذا المعنى تتحدد في ضوء عنصرين مصادر القوة ثم عملية إدارةوتوظيف تلك المصادر، لذا فإن أياً من مصادر القوة لا يكتسب وزناً وتأثيراً بمجردوجوده وإنما يرتبط هذا الوزن والتأثير بالتدخل الواعي لتحويل مصادر القوة المتاحةإلى طاقة مؤثرة وسلاح فعال.



المفاهيم المرتبطة بمفهوم القوة


يتداخل مفهوم القوة مع عدة مفاهيم أخرى مثلالسلطة والنفوذ والقهر والتأثير والإرغام والردع والإرهاب والإغراء، وهي تستخدمكمترادفات وكعناصر لتحليل القوة .


السلطة: هي الوجه الأول للقوة السياسيةوالسلطة بصفة عامة هي قوة ذات طابع نظامي حيث تكون القوة مرتبطة بمنصب أو وظيفةمعينة معترف بها داخل المجتمع ويعطي لشاغلها حق إصدار القرارات ذات صفة الإلزام الشرعي بالنسبة للآخرين، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع: سلطة قانونية وتقليدية وكاريزماتية .



النفوذ السياسي: هو الوجه الثاني للقوة السياسية وهي ممارسة عنطريق تفاعل إجتماعي تستخدم فيه وسائل الإغراء والترهيب والإقناع والسيطرة والهيمنةوالإرغام والإكراه، وتوجد أشكال متعددة من النفوذ تتراوح ما بين الترغيب والإستمالةوالإقتناع إلى السيطرة والهيمنة والردع والإكراه((13) .


القهــر: هو أي قوة أو تهديد يقلل من حرية الحركة، بما يجعل التصرفات تتم بحريةأقل مما كان يمكن أنَّ تكون عليه، وهناك بعض المفكـرين يميزون بين التأثير والقـوةوالقهـر، والقهر شكل من أشـكال القوة التي تواجه المجبر بالقـدرة على إلحاق الضرربه بغض النظر عن الموقف الذي يتخذه .


التأثير: يعد مفهوم التأثير مفهوماً محورياً في الدراسات السياسية حيث يميز بعضالمحللين بينه وبين مفهوم القوة عن طريق تضيقه بحيث لا يشمل إلا الوسائل غيرالمباشرة أو غير الملموسة لتغيير السلوك. أما البعض الآخر فيعتبر أن القوة ما هيإلا شكل من أشكال التأثير (14)، وقد يكون التأثير قسرياً أو غير قسري .


الهيمنة: يدل مفهوم الهيمنة على تأثير دولة على دولة أو دول أخرى ويصف سياساتالقوة التي تردع بها جيرانها المعتمدين عليها بالتهديد من أجل إجبارهم علىالاستسلام .


السيطرة: يدل مفهوم السيطرة على ممارسة دولة لها نفوذ وقوة لنفوذ فعلي على دولةأخرى أو إقليم معين، وهذا النفوذ قد يأخذ شكل تحالف أو علاقة تبعية، وهو ينتج عنالتفاوت في القوة بين الدول وبعضها البعض .


الردع: يتميز الردع بوجود إستراتيجية للتهديد بالعقاب، أي إقناع الخصم بأنالتصرف غير المرغوب فيه سوف يكبده من الخسائر أكثر بكثير مما قد يترتب عليه منمكاسب، ويجب أن يكون الردع مصداقياً، وأحياناً تكمن القوة في إغراء طرف أخربالمكافأة .


الإكراه: شكل من أشكال التأثير وللإكراه صور متعددة إقتصادية وإجتماعية، سياسيةوإن التهديد بإستخدام القوة أو الإستخدام الفعلي للقوة العسكرية هو شكل من أشكالالقوة ويرتبط بمفاهيم القوة والتأثير والسلطة.


وهناك تميز بين القدرة والقوة فالقدرة هي معطي موضوعي وهي موارد متاحة أما القوةفهي ممارسة عملية وهي التوظيف السياسي لتلك الموارد، وإن النقلة من إمتلاك المواردإلى إستخدامها أي من القدرة إلى القوة، يتطلب إرادة سياسية ودور للعقل البشري، وفيكثير من الحالات التاريخية نجد أن الحروب قد تحددت ليس بميزان القدرات والإمكانوحسب ولكن أيضاً بإرادة التصميم والعزم والمثابرة وتلعب القيادة السياسية الحاكمةوالثقافة السياسية السائدة دوراً حاسماً وهاماً في هذا المجال .


مصادر القوة(2)


إذا قلنا أن القوة هي القدرة على التأثير على الآخرين، وأنالمجتمع أو الدولة القوية هما القادران على التأثير على الآخرين ويعمل الآخرون منالدول والمجتمعات لها حساباً. فلابد أن تكون لهذه الدولة مقومات تضطر المجتمعاتوالدول الأخرى للخضوع لها فما هي مصادر القوة عند هذه الدولة القوية أو ذلك المجتمع المؤثر؟


هناك شبه إجماع بين مفكري الجغرافيا السياسية أن مصادر القوة والتيتحدد قيمة الدولة من الناحية السياسية يمكن إبرازها في ثلاثة عوامل هي :



1ـالعوامل الطبيعية .


2ـ العوامل الاقتصادية .


3ـ العوامل البشرية .


ويرجع آخرون قوة الدولة إلى خمسة عوامل تشكل منهجاً يقوم بتحليل هذه العواملباعتبارها معادلة القوة الشاملة للدولة وهي :


1ـ العامل الجغرافي .


2ـالعامل الاقتصادي .


3ـ العامل السياسي .


4ـ العامل النفسي .


5ـ العاملالعسكري.


كما يرى بعض مفكري العلاقات الدولية وعلى رأسهم هانز مورجانثو أنالقوة الشاملة للدولة يعبر عنها من خلال تسعة عناصر هي :


1ـ العامل الجغرافي .


2ـ الموارد الطبيعية.


3ـ الطاقة الصناعية.


4ـ الاستعداد العسكري.


5ـ السكان .


6ـ الشخصية القومية .


7ـ الروح المعنوية .


8ـ نوعيةالدبلوماسية .


9ـ نوعية الحكم .


هكذا تطور الفكر العالمي بالنسبة لمفهومالقوة الشاملة للدولة وإن كانت قد استقرت أخيراً على وجهة نظر شرقية وأخرى غربية .


وجهة النظر الأولى


التي يعبر عنها بوجهة النظر الشرقية (نسبة للاتحادالسوفيتي السابق) والتي تشير إلى مفردات القوة الشاملة في إطار خمسة قدرات هي :


1ـ القدرة السياسية (القدرة الداخلية) .


2ـ القدرة الدبلوماسية (القدرةالخارجية).


3ـ القدرة الاقتصادية .


4ـ القدرة العسكرية .


5ـ القدرةالمعنوية .


وجهة النظر الثانية


وهي تعبر عن وجهة نظر أخرى أخذت من مصادر غربية (أمريكية) والتي تشير إلى خمسة عناصر رئيسية يمكن منها استخلاص قوة الدولة الشاملةوهي :


1ـ الكتلة الحيوية / الحرجة للدولة (الأرض - والسكان). critical mass


2ـ القوة الاقتصادية economic capability


3ـ القوة العسكرية capability military


4ـ الهدف الإستراتيجي strategic purpose


5ـ الإرادة الوطنية will pursue national purpose



خصائص القوة


القوة مفهوم حركي ديناميكي غير ثابت يدخل في تكوينها عدد كبيرمن العناصر المتغيرة المادية وغير المادية التي ترتبط مع بعضها، والقوة بطبيعتهاشيء نسبي لأن قوة الدولة تقاس بمقارنتها بقوة الدول الأخرى، كما تظهر القوة بشكلتدريجي وهذا يعني أن بعض الدول الضعيفة نسبياً يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في أزمةمعينة بشكل سريع وغير متوقع بحيث يصبح بإمكانها التأثير على دولة أخرى أقوى منهاوحتى إجبارها على تغيير سياستها، فقد تلاشت قوة الولايات المتحدة الأمريكية أمامشعب فيتنام مع أنها تملك أسلحة دمار شامل، ولكن خشيت من إستخدامها خوفاً من رد فعلالصين الشعبية والإتحاد السوفيتي (السابق) مما دفع صانع القرار الأمريكي إلى حصرالمجهود الحربي في أسلحة تقليدية .


وتتدرج ممارسة القوة بين التأثير بالطرقالدبلوماسية من جهة وبين أسلوب الإجبار والقسر من جهة ثانية، وإن اللجوء إلى القوةهو في الحقيقة الوصول إلى مرحلة العجز عن الحل بالطرق السلمية ويعتمد السعي وراءالقوة على الموارد المتاحة من أجل تنفيذ سياسة الدولة (15) . وليس هناك حصر مانعوجامع لمصادر قوة الدولة خاصة في المجال الدولي إذ يختلف تأثير هذه المصادر من دولةلأخرى ومن فترة زمنية إلى أخرى في الدولة نفسها، إرتباطاً بطبيعة الإطار الدولي وبمصادر قوة الطرف الأخر في العلاقة، وبالقدرة على إدارة مصدر القوة من جانبالقيادات السياسية أو إستغلاله .


والحقيقة أن مفهوم القوة وبالمعنى والذي سبقوحددناه يتضمن كلا الجانبين، جانب إمتلاك أسباب القوة وجانب توظيف هذه الأسباب فيالتحكم في إرادة الآخرين وأفعالهم، في ضوء ما تقدم نستطيع أن نحدد خصائص القوة فيالمجال الدولي فيما يأتي:


أولاً : أن القوة هي جوهر العلاقات الدولية، كما أنالسلطة هي جوهر السياسة القومية والفارق بين القوة والسلطة أن هذه الأخيرة تتضمنالأولى، ولكنها ترتبط بغاية وهي تحقيق وحدة الجماعة، وبوسيلة هي الإحتكار الشرعي لأدوات القمع . وبعبارة أخرى فإن السلطة التي يدور حولها الصراع في السياسةالداخلية هي سلطة مستأنسة ومتمركزة في الحكومة التي تحتكرها لفرض تحقيق الوحدةوالإستقرار، أما القوة التي يدور حولها الصراع بين الدول فليست مستأنسة ولا متمركزةولا منظمة، والهدف منها تحقيق المصالح القومية لكل دولة وهي مصالح متعددة ومتعارضةبطبيعتها الأمر الذي يفسر طابع العداوة والحرب الذي يغلب على العلاقات الدولية،والناتج عن سعي كل الدول إلى فرض إرادتها وتحقيق مصالحها في غياب السلطة العلياالتي تحتكر أدوات القمع .


ثانياً : أن القوة ليست هدف في نفسها ولكنها وسيلةلممارسة النفوذ والتأثير الذي يتضمن تحقيق أهداف الدولة والتي لا تخرج عن تحقيقالمصالح القومية أو الوظيفة الحضارية فضلاً على حماية الأمن القومي وصيانةالاستقلال السياسي أو الردع .


ثالثاً : أن قوة الدولة دائماً نسبية ويتوقفتقديرها على أمرين أولهما القدرة على تحويل مصادر القوة المتاحة أو الكامنة إلى قوةفعالة وثانيهما محصلة قوة الطرف الأخر، قد تتساوى دولتان في إمتلاك مصادر القوةنفسها إلا أن قدرة إحداهما وعدم قدرة الأخرى على توظيف أحد أو بعض مصادر قوتها يجعلالقادر على توظيف مصادر قوتها أقوى نسبياً من الأخرى على الرغم عن تساوي مصادرالقوة في الدولتين .


من ناحية أخرى فإن وزن قوة الدولة في تغير مستمر نتيجةللتغيير في أهمية مصادر القوة المتاحة لديها، أو لدى الطرف الآخر أو لما قد يطرأعلى العلاقات بين الدول من تبادلات تؤثر في أوزان قوتها كالحروب أو المعاهدات أوالتحالفات أو الإنقسامات أو غير ذلك .


رابعاً : أن القوة صناعة وإرادة فرضتهاطبيعة العلاقات الدولية التي تتسم بالفوضى وغياب السلطة، الأمر الذي فرض على الدولالسعي بشتى الوسائل والطرق إلى صنع مصادر القوة والعوامل المهنية لتفعيلها، بوصفهاالضمان الحقيقي لأمنها وإستقرارها وتحقيق مصالحها، ولعل ما يثبت أن القوة صناعةوإرادة هي قوة كل من اليابان وألمانيا الآن مقارنة بأوضاعها في نهاية الحربالعالمية الثانية، وقد تمتلك بعض الدول العديد من مصادر القوة كالسكان والمواردوالإقليم والعامل المعنوي، إلا أنها تفتقد القدرة على إنتاج القوة وإدارتها علىالرغم من عراقتها التاريخية وسمو تقاليدها الحضارية .


خامساً : تتصف القوةبندرتها مما يترتب على ذلك أن الدول مهما ملكت من قوة فأنها تحرص على ما تمتلكهوتحاول عدم تشتيت جهودها وإن القوة بطبيعتها شي نسبي لأن قوة الدولة تقاس بمقارنتهابقوة الدول الأخرى . كما تظهر القوة بشكل تدريجي وهذا يعني أن بعض الدول الضعيفةنسبياً يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في أزمة معينة بشكل سريع وغير متوقع والقوة مفهومحركي ديناميكي غير ثابت يدخل في تكوينها عدد كبير من العناصر المتغيرة المادية وغيرالمادية التي ترتبط مع بعضها والبعض الآخر، لذلك فإن أي إستنتاج يتعلق بقوة الدولةأو ترتيبها بين الدول الأخرى وأن كان مبنياً على معلومات حديثة هو في الواقع مرهونبوقت ظهوره، وهذا يتطلب إعادة تقييم الدولة بصورة مستمرة (16)


سادساً : تتدرجممارسة القوة بين التأثير بالطرق الدبلوماسية من جهة وبين أسلوب الإجبار والقسر منجهة ثانية، وأن اللجوء إلى القوة وهو في الحقيقة الوصول إلى مرحلة العجز عن الحلبالطرق السلمية، ويعتمد السعي وراء القوة على المـوارد المتاحة من أجل تنفيذ سياسةالدولة معتمدين على دفع هذه القوة إلى حدها الأقصى من خلال نوعية الدبلوماسية التيتترجم الموارد القومية إلى قوة قومية (17).


أدوات القـوة


تمارس الدولة قوتها في النطاق الخارجي من خلال أداتين هما : الدبلوماسية والحرب، وفي ضوء مصادر القوة التي أشرنا إليها آنفاً والتي تحدد الدولةعلى أساسها أهدافها، وتقرر الاختيار بين هذه الأداة أو تلك من أدوات القوة، والدولةالأقوى هي التي تفوز دائماً في الدبلوماسية وفي الحرب، وفي إطار يغلب عليه الصراع،وتغيب عنه السلطة العليا الحاكمة، ولا تعرف لغة المنطق، ولا قيم العدالة والمساواة،و لا معيار الموضوعية، وإنما ثمة هدف واحد هو المصلحة، وأداتان هما الدبلوماسيةوالحرب .


والدبلوماسية تسبق الحرب وتلازمها وتعقبها، والأولى أن تحقق الدول غايتها وتفرضإرادتها من خلال الأساليب والمهارات الدبلوماسية التي ترتكز إلى قوة فعلية، يمكنالتلويح بها أو التهديد باستخدامها دون التورط في الحرب، لما تتطلبه من نفقات وموارد، وما تخلفه من خسائر ومخاطر على كلا الجانبين، وبصفة خاصة بعد شيوع استخدامأسلحة الدمار الشامل بمختلف أنواعها، وحرص كثير من الدول على امتلاكها .


وعندما تخفق الدبلوماسية في إجبار الطرف الآخر على الإذعان لإرادة الدولة تصبحضرورة لإثبات القدرة وفرض الاحترام وإجبار الطرف الآخر على الخضوع لإرادة الأقوى . وأثناء ذاـك تواصل الدبلوماسية مهامها لإقناع الخصم بضرورة التسليم، وصياغة شروطالتسليم، ومعاهدات لعقد الهدنة أو الصلح مع أطراف أخرى تكسبها إلى جانبها أوتحييدها في الصراع الدائر، أو غير ذلك من الجهود الدبلوماسية التي تلازم الحرب،وتساعد على تحقيق أهدافها بأقل الخسائر الممكنة .


وعقب انتهاء الحرب تنشط الدبلوماسية من جديد لصياغة الاتفاقات، وإبرام المعاهدات التي تتضمن اعتراف الطرفالآخر بالهزيمة، وقبوله الخضوع الإرادي لشروط الدولة المنتصرة، وعلى مقتضى مصلحتهاالقومية .


وهكذا تتكامل الدبلوماسية والحرب بوصفهما أداتين للقوة أو وسيلتين لإقناع أوإكراه الطرف الآخر على الامتثال لإرادة الدولة . ولعل هذا التكامل يفسر عدة مظاهر،مثل مشاركة الدبلوماسيين والعسكريين في مجالس الأمن القومي وفي تشكيل سياساته،وظهور ما يعرف بالدبلوماسية العسكرية أو دبلوماسية القوة، نتيجة لتعيين العسكريين - بعد انتهاء مد ة خدمتهم بالجيش – في السلك الدبلوماسي، وغير ذلك من مظاهر التقاربوالتعاون بين الدبلوماسيين والعسكريين، وبصفة خاصة عقب الحرب العالمية الثانية التيجسدت هذه العلاقة الوثيقة بين الدبلوماسية والحرب بوصفهما أداتين للقوة، ودعامتينلمفهوم الأمن القومي (18) .


استخدامات القوة


سبق وذكرنا أن القوة ليست هدفاً في ذاتها، ولكنها وسيلةلتحقيق أهداف أخرى من خلال النفوذ أو التأثير الناتج عن ممارسة القوة، فما هي تلكالأهداف التي تُستخدم القوة لتحقيقها ؟


تختزل أغلب الدراسات الغربية أهدافالقوة في هدف واحد : هو تحقيق المصلحة القومية فالعلاقات الدولية ليست سوى علاقاتقوى تخضع لقانون واحد : هو قانون المصالح القومية . ويضيف بعض الباحثين استخدامات أخرى للقوة لا تبتعد كثيراً عن هدف المصلحة القومية، مثل حماية الحدود وضمان الأمنوصيانة المعاهدات وتحقيق الرفاهية .


والحقيقة أن إعلان بعض الدول عن استخدامات أخرى للقوة لا ترتبط بعامل المصلحةالقومية، قد يكون مجرد قناع لإخفاء السبب الحقيقي الذي يحكم حركتها في النطاقالدولي، والذي لا يعدو أن يكون المصلحة القومية نفسها .


سبق وذكرنا أن إدعاء رسالة فرنسا الثقافية الذي أسُتخدم لتوسيع الحروب والفتوحاتالنابليونية في القارة الأوربية، ولتوسيع الاستعمار الفرنسي لدول العالم الثالث لميكن في الحقيقة سوى قناع للأطماع الفرنسية خارج حدودها وبالطريقة نفسها يمكن تفسيرادعاءات الولايات المتحدة الواردة بوثيقة البيت الأبيض عن ( إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة )، والتي تربط استخدام القوة في النطاق الخارجي بنشر قيمالحرية والمساواة والقضاء على الإرهاب، بأنها مجرد ستار تستتر خلفه الأسبابالحقيقية التي ترتبط بالسيطرة على منابع البترول، وضرب القوى الإسلامية، وتكوينإمبراطورية أمريكية (19)


وإذا كانت الدولة القومية العلمانية ذات التقاليدالرأسمالية والقائمة على مبدأ الدولة الحارسة، تأبى إلا أن تجعل من لغة المصالحأساس حركتها في النطاق الخارجي، حتى لو غلفت تلك المصالح بغطاء من القيموالمثاليات، فإن النموذج الآخر للدولة القومية – أي الدولة القومية العقدية التيتعتمد على العامل العقدي في عملية بناء الدولة، وتأسيس شرعية السلطة السياسية، ورسمسياستها الداخلية والخارجية – يقوم على الربط بين حركتها السياسية في النطاقالخارجي، ووظيفة حضارية لا تنبع من منطـق المصالح، وهو النمـوذج الذي تتحول فيهالقوة إلى إرادة حضارية، أي أداة تحقيق الوظيفة الحضارية، تلك التي تدور حول نشرقيم عالمية واحدة تضمن التقدم الروحي والمعنوي لسائر البشر .


ثمة تطبيقان لهذهالدولة التي تستخدم القوة بوصفها إرادة حضاريةالدولة الأيديولوجية، والدولالدينية)، الأولى تضع قوتها في خدمة عقيدتها السياسية، وتربط حركتها في المجالالخارجي بفكرها الأيديولوجي، أما الثانية فتجعل محور تعاملها الخارجي يدور حول نشرعقيدتها الدينية .



وذلك من منطلق القناعة بأن كلاً منهما – أي الفكرالأيديولوجي والعقيدة الدينية – يمثل إضافة جديدة إلى معالم التقدم الإنساني تفرضعليهما – أي الدولة الأيديولوجية، والدولة الدينية – الالتزام بنشر هذه المنجزاتوتعميمها من أجل الارتقاء بالوجود البشري، وتسخير قوتهما للدفاع عن هذه الوظيفةالحضارية .


القوة والتوازن


لاشك أن هناك اختلافات في القوى النسبية للدول، ومرد هذاالاختلاف يعود إلى تباين ما هو متاح لكل دولة من المصادر والمكونات والمـواردالمادية وغير المادية التي تدخل في تركيب هذه القوة، وتدرك كل دولة في ظل البيئةالدولية الحالية والتي يحكمها منطق الصراع أن حماية حدودها ومكتسباتها الوطنيةفضلاً عن تحقيق مصالحها القومية رهن بامتلاك القوة والسعي الدائم إلى زيادة هذهالقوة إلى أبعد مدة ممكن وذلك بإضافة مصادر أو طرق أو وحـدات إنتاج جديدة للقوة (تحالف، تعاهد تفوق علمي وعسـكري وغيرها) أو بالعمل على إضـعاف قوى الآخـرين بشتىالطـرق (الحرب، الحرب النفسية، التفريق، التقسيم .. وغيرها ) لخلق التوازن المطلوبلضمان أمنها وصيانة استقلالها (20)


التوازن ليس حالة جامدة، بل عملية متغيرةومتطورة، وعملية حركية متغيرة تندفع من سعي الأطراف ذات العلاقة إلى الحفاظ علىأوضاعها ومصالحها النسبية التي تعكس القدرات والإمكانات والموارد المتاحة لها، وعندتغير القدرات بشكل حاسم من طرف يسعى الطرف الآخر إلى إعادة التوازن من جديد، ومفهومتوازن القوى الشامل مركب ومتعدد الأبعاد وهو من حيث القدرات يتجاوز مفهوم التوازنالعسكري الذي يدخل كأحد أبعاد توازن القوى الذي يضم علاوة على ذلك القدراتالاقتصادية والبشرية والسياسية .


تستعمل عبارة توازن القوى أحياناً كوصف لكيفيةتوزيع القوى ويجري استعمال هذه التعبير للإشارة إلى توزيع عادل للقوة مثل كفتيميزان متساويتين، والمشكلة في هذا الاستعمال هو أن الغموض في قياس القوة يجعل منالصعب تحديد متى يكون هذا التوازن متساوٍ، والتوزيع المتساوي للقوة بين الأمم أمرنادر، وفي أغلب الأحيان فإن عمليات النمو المتفاوت والتي تعتبر قاعدة أساسية فيالسياسة الدولية تعني صعود دول وانحدار دول أخرى وتعمل هذه التحولات في توزيع القوةعلى حفز رجال الدولة إلى تكوين التحالفات وبناء الجيوش والقيام بمخاطرات تؤدي إلىموازنة أو كبح القوى الصاعدة، ولكن موازنة القوة لا تحول دائماً دون بروز دولةمسيطرة، وتحاول نظريات الهيمنة وانتقال القوة تفسير السبب الذي يجعل بعض الدول التيأصابت النجاح والتفوق تفقد هذا النجاح وهذا التفوق فيما بعد .


تراوحت أساليب التوازن التي مورست عبر التاريخ ما بين التحالفات والتحالفاتالمضادة والتدخل المباشر وغير المباشر ونزع السلاح والتفرقة بين الخصوم والتعويضاتوالتهدئة بل والحرب بمستوياتها، وتلجأ الدول إلى إتباع ما يناسبها فيها في إطارالنظام الدولي في مرحلة معينة بما يتضمنه من شروط وعلاقات متغيرة، ولا توجد قاعدةثابتة ومحددة تحكم توازن القوى (21) وقد ظهرت في الأعوام القليلة الماضية شعاراتدولية حول الاعتماد المتبادل ورفض استخدام القوة وتوازن المصالح، وتطور النظام منتوازن المصالح إلى اختلال توازن القوى، إذا حدث تحول غير ملحوظ من مثالية توازنالمصالح على إلى التسليم بتفوق الغرب وشبه الإنفراد الأمريكي بمكانة القوىالعظمى.


ومن ناحية أخرى يوجد اتجاه يؤكد بشكل مستمر على أنماط التفاعل التكامليةوالتنمية الاقتصادية والتجارة الدولية والتقدم التكنولوجي تمثل احد الأركانالرئيسية لما يسمى بالنظام العالمي، طبقاً لذلك فإن العالم يبدو وكأنه يمثل مجتمعمن الدول تتفاعل فيما بينها على مستوى عال من ديناميكية الذاتية في مجالات التبادلالدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي، وخلال هذه التفاعلات فإن الدول ترتبط فيما بينهابعملية مستمرة للموازنة الحساسة لتصرفات كل منها (22).


دور القوة في العلاقات الدولية


يتحدد دور ووزن أي دولة من الدول في المجالالدولي بحجم مواردها المادية أو البشرية التي تضعها في خدمة عملها الدبلوماسيالإستراتيجي، ومن واجب الدول أن لا ترسم لنفسها أهدافاً لا تستطيع مواردها تحقيقها،ولقد تبدل دور القوة الآن، لأن أهداف الدولة تبدلت بدورها، على سبيل المثال فإن هدفالدولة كان في وقت مضى يتمثل في الحصول على موقع قوة يتفوق نسبياً على الدولالمجاورة وعلى مكاسب اقتصادية بالمقارنة مع المكاسب السابقة، ولكن الدولة اليوم هيأكثر اهتماماً بموضوع المكاسب الاقتصادية المطلقة التي تمكن مواطنيها من التمتعبمستوى أعلى من الحياة، وهذا التقدم الاقتصادي يتطلب عالماً مستقراً يكون التعاونالاقتصادي الدولي فيه ممكناً والدول تعتمد على بعضها إلى حد كبير، والمشكلات الأكثرصعوبة في عالم اليوم لا يمكن حلها إلا عبر الجهود المشتركة، والطرق الحاليةالمستخدمة في حل النزاعات والـخلافات علـى المصالح تعتمد أكثر فأكـثر علـىالدبلوماسية الماهرة، والمساومات الهادئة الهادفة إلى تحقيق مستويات مقبولة منالجميع، كما يجب التفريق بين استخدام القوة والتهديد باستخدامها وهو الأكثر شيوعاًفي العلاقات الدولية والذي يبدو جلياً في عمليات الردع (23) DETERRENCE، ونشاهدحالياً تغيير عالمي لمفهوم القوة إذ في ظل التعادل النووي لموازين القوى علىالمستوى العالمي يستحيل على القوى العظمى تغيير هذه الموازين المركزية، لأن مثل هذهلمحاولات محاطة بالخطورة الكبرى، وهذه الحقيقة لا تترك إلا مجالاً واحداً للعب فيهذه الموازين في الدول الهامشية وهي القوى الإقليمية .


ولقد نادي جورباتشوفباستبعاد استخدام القوة في حل الصراعات العالمية وأضاف إليها الصراعات الإقليميةأيضاً (24) ورغم ذلك فإن القوة ستظل تلعب دوراً حاسماً كوسيلة لتحقيق مصالح الدول وكقياس لمكانها ووضعها في النظام الدولي .



1. إبراهيم صبري مقلد ، العلاقات السياسية الدولية ، ط 5 ، ذات السلاسل للطباعةوالنشر ، الكويت ، 1987 ، ص 163


2. راشد محسن عبدالله ، نظرية القوة في الصراعالعربي الإسرائيلي ، رسالة زمالة (غير منشورة) ، كلية الحرب العليا ، الأكاديميةالعسكرية العليا ، 2002م ، ص 9


3.قرآن كريم ، سورة الأنفال ، الآية (60) .


4.محمد علي الصابوني ، صفوة التفاسير .


5.قرآن كريم ، سورة البقرة ، الآية (63) .


6.محمد علي الصابوني ، صفوة التفاسير .


7.قرآن كريم ، سورة هود ،الآية (80) .


8.محمد علي الصابوني ، صفوة التفاسير .


9.هيئة البحوثالعسكرية ، حساب القوة الشاملة ، القاهرة ، إدارة المطبوعات والنشر للقوات المسلحة، 1990م ، ص 1 .


10.جوليان لايدر ، حول طبيعة الحرب ، مركز الدراسات العسكرية ،ط 1 ، دمشق ، 1981م ، ص 75 .


11. جوليان لايدر ، مرجع سابق ، ص 92 .


12. محمد ربيع وإسماعيل صبري مقلد ، موسوعة العلوم السياسية ، الكويت ، جامعة الكويت ، 1993م ، ص 174


13 Army war collage , war National policy and strategy , volume III , Pennsylvania , USA : 1992 . P.3 .


14.محمد ربيع وإسماعيل صبريمقلد ، مرجع سابق ، ص 496 .


15.نيفين سعد ، معجم المصطلحات السياسية ، القاهرة، مركز البحوث الدراسات السياسية ، ط 1 ، 1994م ، ص 244 .


15. هيئة البحوثالعسكرية ، مذكرة القوة الشاملة للدولة وأسلوب حسابها ، القاهرة ، إدارة المطبوعاتوالنشر للقوات المسلحة ، 1990م ص 9-10.


16. نعيم إبراهيم الظاهر ، سياسة بناءالقوة في الأردن ، ط 2 ، الأردن ، عمان ، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع ، 2003م ، ص 27 .


17.عبد الرازق حسين ، الجغرافيـة السياسيـة مع التركيز على المفاهيـمالجيوبولتيكية ، بغداد ، مطبعة أسور ، 1976م ، ص 235– 236.


18. Hans J. Morgenthall , politics Among Nations , 5 thed , New York , Altred A. Kreptp , P 140


19. حامد عبد الله الربيع ، سلوك الممالك في تدمير الممالك ، لشهاب الدين بن أبيالربيع ، ج 1 ، ج ، القاهرة ، دار السكب ، 1983م ، ص 66 .


20. حامد ربيع ،الأبعاد الإستراتيجية لصراع القوى الكبرى حول حرب الخليج العربي ، القاهرة ، معهدالبحوث والدراسات العربية ، 1983م ، ص ص 54 ، 61 .


21. تامر كامل الخزرجي ،العلاقات السياسية الدولية وإستراتيجية إدارة الأزمات ، ط 1 ، عمان ، دار مجدلاويللنشر والتوزيع ، 2005م ، ص 276.


22. عمر الفاروق سيد رجب ، قوة الدولة ،القاهرة ، مكتبة مدبولي ، 1992م ، ص 53.


23.عبد المنعم سعيد،التقريرالإستراتيجي العربي لعام 93، القاهرة، مركز الدراسات السياسيةوالإستراتيجية/الأهرام، 1993م،ص 23.


24. هيئة البحوث العسكرية ، حسابات القوةالشاملة ، المرجع السابق ، ص 11.


25.أمين هريدي ، العسكرة والأمن في الشرقالأوسط ، ط1 ، القاهرة ، دار الشروق ، 1991م ، ص 24 .