الأمريكيون وسؤال بدون جواب !
مرسل: الخميس نوفمبر 28, 2013 7:17 am
الأمريكيون وسؤال بدون جواب !
في أعقاب أحداث نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2011 كتب المنظر الأمريكي الجنسية الهندي الأصل "فريد زكريا" عبر مجلة النيوزويك انترناشيونال مطلقا صحيفة شهيرة "لماذا يكرهوننا"؟ وقد كان القصد وقتها التساؤل حول الأسباب والدوافع التي وقفت وراء النار والدمار في مشاهد الطائرات الصاروخية التى ضربت البلاد والعباد.
والشاهد أنه منذ ذلك الوقت لا يزال البحث أمريكيا جار على قدم وساق، وأن كانت موجة من التفاؤل قد حلقت في سماوات العلاقات العربية ـ الإسلامية الأمريكية غداة وصول الرئيس الأمريكي الجديد "وقتها" باراك حسين أوباما، وذهب التفاول عينه أقصي درجاته عند الذين استعموا إلي خطابه الشهير للعالمين العربي والإسلامي في جامعة القاهرة (5 يونيو 2009)، لاسيما بعد ما يشبه الوعود التى قطعها بحتمية إيجاد حلول جذرية لكثير من مشكلات تلك المنطقة التى طالت ،وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وحق الفلسطينيين في تراب وطني حر يعيشون عليه بأمن وأمان بجانب الدولة الإسرائيلية...
في تلك الأوقات كاد السؤال لماذا يكرهوننا يتوارى، غير أنه ومع ولاية أوباما الثانية عادت استطلاعات الرأي لتثبت العكس، ما يجعل المرء في حيرة بسبب حساب الحصاد الذي جاء على غير توقعات حساب البيدر.. كيف ولماذا؟
في أوائل شهر مارس آذار الجاري كانت صحيفة :"يو أس أية توداي" الأمريكية تميط اللثام عن الحالة العاطفية أو النفسية للعالم العربي والمشاعر التى يحملونها للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد اندلاع موجات التغيير التى حملت اسم" ثورات الربيع العربي"،وهو الاسم المتشارع والمتنازع مع "الخريف الراديكالي" والتي بدأ فيها العالم العربي أكثر كرها للسياسات التى تتبعها الولايات المتحدة.
هل من استطلاعات رأي موثوق بها تؤكد ما قالته الصحيفة الأمريكية الشهيرة؟
ذلك كذلك بالفعل، ففي الأيام القليلة المنصرمة بينت استطلاعات الرأي لأهم مركزين في واشنطن "بيو" و "جالوب" أن العداء تجاه الولايات المتحدة في كثير من الدول الإسلامية قد تزايد منذ تولي أوباما منصبه بحيث أوضح معظم المجيبين أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل هو السبب الرئيس لهذا العداء.. ما صحة هذا الكلام حال تفكيكه وتحليله؟
صادق إلي أبعد حد ومد، ذلك أن إدارة أوباما، والرجل شخصيا الذي أعطانا من طرف اللسان حلاوة، كانت أقل الإدارات الأمريكية انشغالا بتلك القضية، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الجهد المبذول في هذا السياق لا يتجاوز أسبوعين على أكثر تقدير.
الازدواجية الأمريكية المعهودة وتكافؤ الأضداد في الروح الأمريكية الواحدة، تجلي الأسبوعين الماضيين أسوأ صورة، فبعد أن كثرت من جديد الأحاديث الحماسية عن نية الرئيس أوباما في زيارته القادمة لإسرائيل التدخل بعمق وجدية والطلب إلي رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إعداد خرائط خاصة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والاستعداد الجدي لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2014، بعد هذا، عاد أوباما أمام رؤساء المنظمات اليهودية الذين اجتمعوا في واشنطن لحضور مؤتمر الأيباك السنوي ليؤكد أن لا برنامج لديه ولا خطة جاهزة لقيام دولة فلسطينية ولا أفق سياسي من وراء الزيارة، غير التشاور والحديث مع المسئولين الإسرائيليين.
يتذكر العرب جيدا أن أوباما هو الذي أعطي بنفسه في العاشر من أغسطس 2010 أمراً تنفيذيا لكافة الوكالات الأمريكية بالاستعداد والتيقظ لملاقاة ومواجهة ما سيحدث في العالم العربي، ولذا فهم مسئول بشكل أو بأخر عن وصول التيارات الدينية إلي الحكم في مصر وتونس وليبيا والمحاولات جارية وإن على استحياء مع سوريا في صفقة أو صفقات لا تغيب عن ناظري المتابع المحقق والمدقق لأهداف تتسق وإستراتيجية أمريكا الأبعد للعقود القادمة.
لماذا الكراهية للسياسات الأمريكية، ؟ باختصار غير مخل لان أمريكا التي اعتادت خداع الآخرين لا تثق بأحد، وبنفس القدر بات الجميع من حولها لا يثق بها، وهذه في الحقيقة مشكلة السياسة الخارجية الأمريكية التى اعتادت أن تقول شيئا وتضمر شيئا أخر وتفعل شيئا ثالثا، ولهذا نجد العالم كله الآن يكاد ينظر إليهم نظرة الريبة ذاتها وفي المقدمة حلفاءهم الأوربيون أما عن الروس والصينيين فحدث ولا حرج.
هل كراهية العرب لأمريكا مطلقة؟
الكراهية والرفض للسياسات الأمريكية، قابلة للتغير حال وجود "قيصر أمريكي" من عينه دوايت أيزنهاور، والدليل وجود شرائح عربية واسعة ربما لا تتعاطي السياسة، معجبة لا بالمدنية أو التقدم التكنولوجي الأمريكي، بل بنموذج الحريات والديمقراطيات وبالدستور الأمريكي وبمبادئ الآباء الأول الموسيين لأمريكا، لكن الكارثة الأمريكية تتجلي في أن ما يقال علناً في المجامع الأمريكية لا يكرز به كحقيقة واقعية في مضمار السياسات العالمية .
إمام أوباما ولاشك فرصة ذهبية في تعديل وتبديل علامة الاستفهام "لماذا يكرهوننا" في زيارته القادمة لإسرائيل، حال أنتوي رفع مستوي الفاعلية من التقاط صور تذكارية وإلقاء خطب رنانة يجيدها دون مردود حقيقي على الأرض، فقد سمع العرب كلماته من قبل، ولم يعد لديها معني خاص لدي جيل الشباب... هل يستمع أوباما أم أنه من طائفة الذين لهم آذان ولا يسمعون وعيون ولا يبصرون؟
« منقول » ...
في أعقاب أحداث نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2011 كتب المنظر الأمريكي الجنسية الهندي الأصل "فريد زكريا" عبر مجلة النيوزويك انترناشيونال مطلقا صحيفة شهيرة "لماذا يكرهوننا"؟ وقد كان القصد وقتها التساؤل حول الأسباب والدوافع التي وقفت وراء النار والدمار في مشاهد الطائرات الصاروخية التى ضربت البلاد والعباد.
والشاهد أنه منذ ذلك الوقت لا يزال البحث أمريكيا جار على قدم وساق، وأن كانت موجة من التفاؤل قد حلقت في سماوات العلاقات العربية ـ الإسلامية الأمريكية غداة وصول الرئيس الأمريكي الجديد "وقتها" باراك حسين أوباما، وذهب التفاول عينه أقصي درجاته عند الذين استعموا إلي خطابه الشهير للعالمين العربي والإسلامي في جامعة القاهرة (5 يونيو 2009)، لاسيما بعد ما يشبه الوعود التى قطعها بحتمية إيجاد حلول جذرية لكثير من مشكلات تلك المنطقة التى طالت ،وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وحق الفلسطينيين في تراب وطني حر يعيشون عليه بأمن وأمان بجانب الدولة الإسرائيلية...
في تلك الأوقات كاد السؤال لماذا يكرهوننا يتوارى، غير أنه ومع ولاية أوباما الثانية عادت استطلاعات الرأي لتثبت العكس، ما يجعل المرء في حيرة بسبب حساب الحصاد الذي جاء على غير توقعات حساب البيدر.. كيف ولماذا؟
في أوائل شهر مارس آذار الجاري كانت صحيفة :"يو أس أية توداي" الأمريكية تميط اللثام عن الحالة العاطفية أو النفسية للعالم العربي والمشاعر التى يحملونها للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد اندلاع موجات التغيير التى حملت اسم" ثورات الربيع العربي"،وهو الاسم المتشارع والمتنازع مع "الخريف الراديكالي" والتي بدأ فيها العالم العربي أكثر كرها للسياسات التى تتبعها الولايات المتحدة.
هل من استطلاعات رأي موثوق بها تؤكد ما قالته الصحيفة الأمريكية الشهيرة؟
ذلك كذلك بالفعل، ففي الأيام القليلة المنصرمة بينت استطلاعات الرأي لأهم مركزين في واشنطن "بيو" و "جالوب" أن العداء تجاه الولايات المتحدة في كثير من الدول الإسلامية قد تزايد منذ تولي أوباما منصبه بحيث أوضح معظم المجيبين أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل هو السبب الرئيس لهذا العداء.. ما صحة هذا الكلام حال تفكيكه وتحليله؟
صادق إلي أبعد حد ومد، ذلك أن إدارة أوباما، والرجل شخصيا الذي أعطانا من طرف اللسان حلاوة، كانت أقل الإدارات الأمريكية انشغالا بتلك القضية، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الجهد المبذول في هذا السياق لا يتجاوز أسبوعين على أكثر تقدير.
الازدواجية الأمريكية المعهودة وتكافؤ الأضداد في الروح الأمريكية الواحدة، تجلي الأسبوعين الماضيين أسوأ صورة، فبعد أن كثرت من جديد الأحاديث الحماسية عن نية الرئيس أوباما في زيارته القادمة لإسرائيل التدخل بعمق وجدية والطلب إلي رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إعداد خرائط خاصة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والاستعداد الجدي لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2014، بعد هذا، عاد أوباما أمام رؤساء المنظمات اليهودية الذين اجتمعوا في واشنطن لحضور مؤتمر الأيباك السنوي ليؤكد أن لا برنامج لديه ولا خطة جاهزة لقيام دولة فلسطينية ولا أفق سياسي من وراء الزيارة، غير التشاور والحديث مع المسئولين الإسرائيليين.
يتذكر العرب جيدا أن أوباما هو الذي أعطي بنفسه في العاشر من أغسطس 2010 أمراً تنفيذيا لكافة الوكالات الأمريكية بالاستعداد والتيقظ لملاقاة ومواجهة ما سيحدث في العالم العربي، ولذا فهم مسئول بشكل أو بأخر عن وصول التيارات الدينية إلي الحكم في مصر وتونس وليبيا والمحاولات جارية وإن على استحياء مع سوريا في صفقة أو صفقات لا تغيب عن ناظري المتابع المحقق والمدقق لأهداف تتسق وإستراتيجية أمريكا الأبعد للعقود القادمة.
لماذا الكراهية للسياسات الأمريكية، ؟ باختصار غير مخل لان أمريكا التي اعتادت خداع الآخرين لا تثق بأحد، وبنفس القدر بات الجميع من حولها لا يثق بها، وهذه في الحقيقة مشكلة السياسة الخارجية الأمريكية التى اعتادت أن تقول شيئا وتضمر شيئا أخر وتفعل شيئا ثالثا، ولهذا نجد العالم كله الآن يكاد ينظر إليهم نظرة الريبة ذاتها وفي المقدمة حلفاءهم الأوربيون أما عن الروس والصينيين فحدث ولا حرج.
هل كراهية العرب لأمريكا مطلقة؟
الكراهية والرفض للسياسات الأمريكية، قابلة للتغير حال وجود "قيصر أمريكي" من عينه دوايت أيزنهاور، والدليل وجود شرائح عربية واسعة ربما لا تتعاطي السياسة، معجبة لا بالمدنية أو التقدم التكنولوجي الأمريكي، بل بنموذج الحريات والديمقراطيات وبالدستور الأمريكي وبمبادئ الآباء الأول الموسيين لأمريكا، لكن الكارثة الأمريكية تتجلي في أن ما يقال علناً في المجامع الأمريكية لا يكرز به كحقيقة واقعية في مضمار السياسات العالمية .
إمام أوباما ولاشك فرصة ذهبية في تعديل وتبديل علامة الاستفهام "لماذا يكرهوننا" في زيارته القادمة لإسرائيل، حال أنتوي رفع مستوي الفاعلية من التقاط صور تذكارية وإلقاء خطب رنانة يجيدها دون مردود حقيقي على الأرض، فقد سمع العرب كلماته من قبل، ولم يعد لديها معني خاص لدي جيل الشباب... هل يستمع أوباما أم أنه من طائفة الذين لهم آذان ولا يسمعون وعيون ولا يبصرون؟
« منقول » ...