- الخميس نوفمبر 28, 2013 7:28 am
#66432
إسرائيل.. الأسوأ لم يأت بعد !
في مقدمة المشاهد التى يتوجب على كل باحث سياسي قراءتها في العام 2013، المشهد في إسرائيل وإلي أين تتجه لاسيما بعد الانتخابات الحكومية الأخيرة هناك.
في هذا الإطار أيضا كانت مراكز الأبحاث الدولية وفي مقدمتها الأمريكية تحاول استشراف مستقبل إسرائيل في العام الجديد، وقد صدر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، القريب الصلة بإسرائيل ورقة هامة وخطيرة في نفس الوقت عنوانها "هل سيكون 2013 عاما تعيسا إسرائيل؟"، و كاتب الورقة هو المدير التنفيذي للمعهد الباحث الأمريكي اليهودي الشهير "روبرت ساتلوف" ،ومجرد صبغ الورقة بهذا العنوان فإن الأمر يعني أن هناك خطبا جللا يحدث بالفعل.
يلفت ساتلوف الانتباه إلي إشكالية سياسية وأمنية خلقتها الصحوة العربية وأن شئت الدقة الإسلامية في المنطقة، حتى أن إسرائيل وبحد تعبيره باتت محصورة بين ما يسميه الهيمنة الإيرانية من جهة وانتشار التطرف السني الراديكالي من جهة أخري.. كيف يدلل الرجل على عمق الإشكالية؟
عنده أنه في الوقت الذي يتصارع فيه السنة والشيعة في أماكن مثل سوريا والبحرين نجدهما يتحدان في دعم حماس لتهديد إسرائيل، فإيران الشيعية تزود حماس بالصواريخ فيما قطر ومصر وتركيا أي الاتجاه السني يقوم بتزويد حماس بالدعم السياسي الجوهري.. ماذا يعنى هذا التحول الجوهري؟
ما لم يقله ساتلوف هو أن الصراع الآن تحول من مواجهة ذات ثوب وطابع قومي إلي صراع ديني، فقبل عدة عقود كانت المواجهة عربية - إسرائيلية، أما الآن ومن خلف العنت والغطرسة بل والعنصرية اليهودية أضحي الصراع ذو طابع دوجمائي ديني إسلامي – يهودي.
هل إسرائيل مهددة وجوديا بالفعل ؟
الشاهد أن هناك من القراءات ما يتصل بالداخل الإسرائيلي وبنفس القدر هناك ما له صلة بالخارج وكلاهما يظهر الحالة المخيفة التى باتت عليها الدول العبرية في 2013 .. ماذا عن ذلك؟
لتكن البداية من الداخل الإسرائيلي ومع الوثيقة الأحدث التى صدرت منتصف يناير وعرفت بوثيقة "هاباز" وهي تقرير مراقب الدولة "يوسف شابيرا" بشأن الإشكالات الجارية في داخل الجيش الإسرائيلي وقد جاءت في نحو ثلاثمائة صفحة.
لطالما كان الجيش الإسرائيلي في عيون الإسرائيليين هو المؤسسة الكاملة الصالحة الخيرة بالمطلق والتى لا شاغل لها سوي مواجهة الأشرار من العرب والمسلمين .
غير أن ما جاء في التقرير يكشف مقدار انقسام البيت العسكري الإسرائيلي على ذاته، ويوضح أبعاد الصراعات الرئيسية التى دارت بين جنرالات "جيش الدفاع، كما يسمونه، والتى تورط فيها أشكنازي رئيس الأركان السابق، وبين وزارة حرب أيهود باراك ـ وقد استخدمت في تلك الحرب الانقسامية الداخلية كل أنواع الأسلحة الاخلاقية.
جري بين القيادات العسكرية الإسرائيلية حرب شعواء داخلية شملت جمع معلومات وتسجيل مكالمات، وتشهير وتجميد ترقيات وتأخير تعينات وتجنيد إعلاميين.. ماذا يعني ذلك؟
يعني أن هناك خللا جوهريا في الحدود الفاصلة وأحيانا الواصلة بين المستوى العسكري والمستوى السياسي، كما يشير إلي الإخفاق السياسي لنتانياهو في حسم الأمور داخل الدولة بوصفه رئيس الوزراء.. هل لنتانياهو مواجهة أحد أخطر التهديدات التى ترتئيها إسرائيل وهو وجيشه على هذا النحو؟
حكما يدرك القارئ أننا نتحدث عن إشكالية المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، لاسيما وأن معظم الخبراء يرون أن عقارب الساعة قاربت نقطة النهاية فيما يتعلق بالدراما طويلة الأجل حول المواجهة النووية الإيرانية، وإذا اعتبرنا أن إدارة أوباما غير معنية كثيرا بالمواجهة العسكرية ، على الأقل في المدى القريب والمتوسط ، فإن على نتانياهو وجيشه أن يتهيأ بمفرديهما لتلك المواجهة..
هل لنتانياهو ان يفعلها في ضوء علاقته مع اوباما؟
أوباما يري في نتانياهو وسياساته كارثة على إسرائيل، ففي تصريح لصحيفة هارتس العبرية يقول أوباما للصحافي الإسرائيلي المقرب من البيت الأبيض "جيفري جولدبرغ":" ربما تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية تهديد لإسرائيل على المدي القصير، لكن سلوك إسرائيل نفسها هو تهديد وجودي عليها في المدي الطويل".
هل أوباما فقط الذي تتغير مواقفه من إسرائيل؟
لقد فشل نتانياهو وأجهزته العلنية والسرية في الضغط على الرأي العام الأمريكي واستخدام ورقة اللوبي الداعم لإسرائيل من يهود ومن أمريكين يمينيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، وتحويل دفة الفوز لصالح المرشح ميت رومني، والأمر يحتاج لقراءة تحليلية قادمة غير أن الأمر يتصل بتهديد أخر سيصيب إسرائيل من القلب الأمريكي وهاهي أرهاصاته تتجلي الأيام والأسابيع الأخيرة.. ماذا عن هذا التهديد؟
في نهاية شهر أكتوبر المنصرم وفي حركة جريئة غير اعتيادية كان نحو 15 مسئولا دينيا يمثلون رؤوسا الطوائف البروتستانتية الأمريكية يوجهون رسالة للكونجرس الأمريكي يستحثونه فيها على التحقيق فيما إذا كانت المساعدة الأمريكية غير المشروطة لإسرائيل، تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان للفلسطنيين ام لا ؟.
الرسالة في حد ذاتها تحول نوعي خطير أوقع هيستريا في صفوف الجماعات اليهودية الكبيرة في أمريكا لما لها من دلالات مستقبلية سيئة..
هل لنا أن نزعم بأن العالم بات يمضي في طريق ضد إسرائيل، وأن تهديدها أدبيا على الأقل بات يؤثر على وجودها مستقبلا؟
« منقول » ...
في مقدمة المشاهد التى يتوجب على كل باحث سياسي قراءتها في العام 2013، المشهد في إسرائيل وإلي أين تتجه لاسيما بعد الانتخابات الحكومية الأخيرة هناك.
في هذا الإطار أيضا كانت مراكز الأبحاث الدولية وفي مقدمتها الأمريكية تحاول استشراف مستقبل إسرائيل في العام الجديد، وقد صدر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، القريب الصلة بإسرائيل ورقة هامة وخطيرة في نفس الوقت عنوانها "هل سيكون 2013 عاما تعيسا إسرائيل؟"، و كاتب الورقة هو المدير التنفيذي للمعهد الباحث الأمريكي اليهودي الشهير "روبرت ساتلوف" ،ومجرد صبغ الورقة بهذا العنوان فإن الأمر يعني أن هناك خطبا جللا يحدث بالفعل.
يلفت ساتلوف الانتباه إلي إشكالية سياسية وأمنية خلقتها الصحوة العربية وأن شئت الدقة الإسلامية في المنطقة، حتى أن إسرائيل وبحد تعبيره باتت محصورة بين ما يسميه الهيمنة الإيرانية من جهة وانتشار التطرف السني الراديكالي من جهة أخري.. كيف يدلل الرجل على عمق الإشكالية؟
عنده أنه في الوقت الذي يتصارع فيه السنة والشيعة في أماكن مثل سوريا والبحرين نجدهما يتحدان في دعم حماس لتهديد إسرائيل، فإيران الشيعية تزود حماس بالصواريخ فيما قطر ومصر وتركيا أي الاتجاه السني يقوم بتزويد حماس بالدعم السياسي الجوهري.. ماذا يعنى هذا التحول الجوهري؟
ما لم يقله ساتلوف هو أن الصراع الآن تحول من مواجهة ذات ثوب وطابع قومي إلي صراع ديني، فقبل عدة عقود كانت المواجهة عربية - إسرائيلية، أما الآن ومن خلف العنت والغطرسة بل والعنصرية اليهودية أضحي الصراع ذو طابع دوجمائي ديني إسلامي – يهودي.
هل إسرائيل مهددة وجوديا بالفعل ؟
الشاهد أن هناك من القراءات ما يتصل بالداخل الإسرائيلي وبنفس القدر هناك ما له صلة بالخارج وكلاهما يظهر الحالة المخيفة التى باتت عليها الدول العبرية في 2013 .. ماذا عن ذلك؟
لتكن البداية من الداخل الإسرائيلي ومع الوثيقة الأحدث التى صدرت منتصف يناير وعرفت بوثيقة "هاباز" وهي تقرير مراقب الدولة "يوسف شابيرا" بشأن الإشكالات الجارية في داخل الجيش الإسرائيلي وقد جاءت في نحو ثلاثمائة صفحة.
لطالما كان الجيش الإسرائيلي في عيون الإسرائيليين هو المؤسسة الكاملة الصالحة الخيرة بالمطلق والتى لا شاغل لها سوي مواجهة الأشرار من العرب والمسلمين .
غير أن ما جاء في التقرير يكشف مقدار انقسام البيت العسكري الإسرائيلي على ذاته، ويوضح أبعاد الصراعات الرئيسية التى دارت بين جنرالات "جيش الدفاع، كما يسمونه، والتى تورط فيها أشكنازي رئيس الأركان السابق، وبين وزارة حرب أيهود باراك ـ وقد استخدمت في تلك الحرب الانقسامية الداخلية كل أنواع الأسلحة الاخلاقية.
جري بين القيادات العسكرية الإسرائيلية حرب شعواء داخلية شملت جمع معلومات وتسجيل مكالمات، وتشهير وتجميد ترقيات وتأخير تعينات وتجنيد إعلاميين.. ماذا يعني ذلك؟
يعني أن هناك خللا جوهريا في الحدود الفاصلة وأحيانا الواصلة بين المستوى العسكري والمستوى السياسي، كما يشير إلي الإخفاق السياسي لنتانياهو في حسم الأمور داخل الدولة بوصفه رئيس الوزراء.. هل لنتانياهو مواجهة أحد أخطر التهديدات التى ترتئيها إسرائيل وهو وجيشه على هذا النحو؟
حكما يدرك القارئ أننا نتحدث عن إشكالية المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، لاسيما وأن معظم الخبراء يرون أن عقارب الساعة قاربت نقطة النهاية فيما يتعلق بالدراما طويلة الأجل حول المواجهة النووية الإيرانية، وإذا اعتبرنا أن إدارة أوباما غير معنية كثيرا بالمواجهة العسكرية ، على الأقل في المدى القريب والمتوسط ، فإن على نتانياهو وجيشه أن يتهيأ بمفرديهما لتلك المواجهة..
هل لنتانياهو ان يفعلها في ضوء علاقته مع اوباما؟
أوباما يري في نتانياهو وسياساته كارثة على إسرائيل، ففي تصريح لصحيفة هارتس العبرية يقول أوباما للصحافي الإسرائيلي المقرب من البيت الأبيض "جيفري جولدبرغ":" ربما تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية تهديد لإسرائيل على المدي القصير، لكن سلوك إسرائيل نفسها هو تهديد وجودي عليها في المدي الطويل".
هل أوباما فقط الذي تتغير مواقفه من إسرائيل؟
لقد فشل نتانياهو وأجهزته العلنية والسرية في الضغط على الرأي العام الأمريكي واستخدام ورقة اللوبي الداعم لإسرائيل من يهود ومن أمريكين يمينيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، وتحويل دفة الفوز لصالح المرشح ميت رومني، والأمر يحتاج لقراءة تحليلية قادمة غير أن الأمر يتصل بتهديد أخر سيصيب إسرائيل من القلب الأمريكي وهاهي أرهاصاته تتجلي الأيام والأسابيع الأخيرة.. ماذا عن هذا التهديد؟
في نهاية شهر أكتوبر المنصرم وفي حركة جريئة غير اعتيادية كان نحو 15 مسئولا دينيا يمثلون رؤوسا الطوائف البروتستانتية الأمريكية يوجهون رسالة للكونجرس الأمريكي يستحثونه فيها على التحقيق فيما إذا كانت المساعدة الأمريكية غير المشروطة لإسرائيل، تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان للفلسطنيين ام لا ؟.
الرسالة في حد ذاتها تحول نوعي خطير أوقع هيستريا في صفوف الجماعات اليهودية الكبيرة في أمريكا لما لها من دلالات مستقبلية سيئة..
هل لنا أن نزعم بأن العالم بات يمضي في طريق ضد إسرائيل، وأن تهديدها أدبيا على الأقل بات يؤثر على وجودها مستقبلا؟
« منقول » ...