صفحة 1 من 1

صفقة شرق اوسطية جديدة ...

مرسل: الخميس نوفمبر 28, 2013 7:33 am
بواسطة رائد الحربي ٣٢
صفقة شرق اوسطية جديدة :


هل تحمل زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى المنطقة الشرق اوسطية الاسابيع القليلة القادمة ملامح صفقة جديدة تصب نهاية الامر في خانة المصالح البراجماتية الامريكية ؟
تأكيد الزيارة بداية ورد علي لسان الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض تومي فيتور الذي أشار إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يزور إسرائيل في الربيع القادم.
هذا الإعلان يستدعي أول الأمر علامة استفهام طرحت مئات المرات لاسيما مع زيارة أي مسئول أمريكي رفيع المستوى لإسرائيل أو للشرق الأوسط بشكل عام.
هل تحمل هذه الزيارة جديدا على صعيد إيجاد حل لقضية طال أمدها وبخاصة أن واشنطن هي الوسيط الوحيد الذي يملك مقومات الضغط على تل أبيب إن أرادت؟
المتابع للمشهد في واشنطن يري أن هناك تصادم واضح في المواقف، قد يكون ذلك كذلك بالفعل، وربما يكون من قبيل تقسيم الأدوار تهيئة لمفأجاة حقيقية، تتسق والاستراتيجية الأمريكية الجديدة حول العالم، والتى تؤهل واشنطن لأن تكون بالفعل سيدة القرن الحادي والعشرين بإطلاق المشهد.
التصريحات المخيبة للأمال على صعيد عملية السلام أعلنها جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض والذي أشار إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يعتزم تقديم مقترحات جديدة لتحريك عملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وذلك أثناء زيارته إلي المنطقة المزمع إجراؤها الشهر المقبل... كيف يستقيم هذا التصريح والحقيقية التاريخية التى مفادها أن أي رئيس أمريكي في ولايته الثانية يبذل جهدا أكبر في إطار السياسية الخارجية لما يتمتع به من مزيد الحرية، ونظراً لعدم قلقه بشأن إعادة انتخابه في نهاية فترة ولايته، والأهم هو رغبته في أن يسجل اسمه في دفاتر الرؤساء الأمريكيين الخالدين؟
الثابت أنه في مواجهة تصريحات كارني، كان السيناتور الأمريكي "جون كيري" وفي جلسات تأكيد تعينه في مجلس الشيوخ كوزير للخارجية يتحدث عن العكس إذ صرح بالقول "أدعو الله أن تكون هذه هي اللحظة التى من شأنها أن تسمح لنا بتجديد الجهود الرامية إلي إعادة الطرفين إلي طاولة المفاوضات وانتهاج طريق مختلف عن السنوات القليلة الماضية وأود أن أحاول فعل ذلك".
هل من يفض اشتباك المشاهد الظاهرة حول الزيارة القادمة؟
هناك على الأرض رؤي وتحليللات، بل وتكهنات عريضة تنتقل بالقارئ من عالم البحث عن السلام وصولا للتنسيق المشترك لحروب أوباما القادمة كما يراها البعض في الشرق الأوسط أو الخليج العربي، غير أن رؤية بعينها أوردها المحلل الإسرائيلي "اليكس فيشمان" عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بتاريخ 12/2 الجاري تحت عنوان "لن نهمه في 2014" تشير إلي ما يمكن تقبله عقلا، بخاصة لدى المطلعين على ملامح إلاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي في العقود القادمة.. هل من تفكيك لهذا الحديث؟
المعلوم للقاصي والداني أن الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية ترى أن الشرق الأوسط لم يعد في المركز، وأن التهديد الأكبر من وجهة صناع القرار ومنتجي الأفكار في واشنطن اليوم يتأتي من الصين، وهذا يعني دون اختصار مخل، نقل جميع الجهود الاستراتيجية العسكرية والسياسية نحو الشرق الأقصي، لكن الإشكالية أن هناك أرتهان أمريكي لبعض القوي في المنطقة ولاسيما إيران، طالما هناك وجود عسكري أمريكي في أفغانستان، والتى أعلن الرئيس الأمريكي أن جنوده سينسحبون منها بنهاية عام 2014.... ما الذي يتوجب فعله حتى ينسحب الأمريكيون بسلامة مطلقة ودون خسائر تتسبب فيها إيران أو غيرها من القوى الفاعلة في المنطقة؟
لابد من أغلاق ما يسميه فيشمان "الملفات المفتوحة" في الشرق الأوسط والتى قد تعوقهم، ويراها متمثلة في إيران وسوريا والفلسطنيون ومصر.
هل نحن إذن أمام أحاديث صفقات ربما سيجري الاتفاق على معالمها بين أوباما ونتانياهو؟
حكما أن أوضاع وصورة إسرائيل في الداخل الأمريكي باتت سيئة للغاية، وهذا ما سنعود إليه بالتفصيل لاحقا ، الأمر الذي يمكن أوباما ولاشك من ممارسة ضغوطات حقيقية على الحكومة الإسرائيلية الحالية، من أجل التوصل إلي تسوية تغلق ملف الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، مرة وإلي الأبد.. ما علاقة وفائدة أغلاق هذا الملف الآن؟
بلا شك سيعمل نجاح صفقة ما بين الإسرائيلين والفلسطينيين على تخليق تحالف عربي وأوربي لإنهاء الأزمة في سوريا بداية الأمر وفي إيران تالياً، وهو هدف يسعي قطاع كبير من المتنفذين المعتدلين في وزارة الخارجية هذه الأيام إلي التوصل إليه، خشية من أن نافذة فرص دولتين للشعبين توشك أن تغلق بانفجار ضخم لانتفاضة ثالثة... هل لهذا السبب يأتي أوباما وكيري إلي إسرائيل وبقية الشرق الأوسط؟
دون شك قد يطول الحل بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكن وجود تسوية ولو جزئية كما يقترح القطب اليساري الإسرائيلي الشهير "يوسي بيلين" سيمكن الأمريكيين من أحداث جو عام يساعدهم على تخطي بقية الملفات الصعبة المطروحة وفي مقدمتها الملف السوري، وغني عن القول أن أنهاء الوضع الحالي المسيطر فيه حتى الساعة نظام الأسد سيجعل إيران تفقد زخما مهما جدا وحليفا استراتيجيا لها في المنطقة من جهة، وسيعزل المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله من جانب كما بنفس القدر سيؤثر على حضور حماس في الداخل الفلسطيني، وإيران هي الجائزة الكبرى التى تنظر لها السياسات الأمريكية، وربما لا تسعي للحصول عليها عبر الأساليب العسكرية التقليدية، إلا في نهاية المطاف وهذا أمر تجلي واضحا جدا في الخطوة الدبلوماسية الأخيرة التى رأينا فيها السياسات الأمريكية تنفصل عن بقية القوى الكبرى العالمية في محادثاتها مع طهران، لتنشئ بنفسها ولنفسها خطأ ثنائيا متصلا، وهم وشاغل أوباما الأكبر هو قطع الطريق على الإيرانيين قبل الوصول إلي المرحلة التى تمكنهم من إنتاج السلاح النووي، غير أن الأمريكيين بالقدر ذاته يعرفون أن الإيرانيين البارعين في عملية التفاوض لن يكونوا "لقمة تفاوضية سائغة" أن جاز التعبير، وأنهم يريدون أن تضمن الإدارة الأمريكية شرعية لسلطة آيات الله ولا تتأمر عليها، ويدرك رجال الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية أن التسوية مع الإيرانيين كلما جاءت مبكرة فإن ذلك يعني خروج هادئ وآمن من أفغانستان، وأن أي مناوشات عسكرية في الأوقات الحالية ستؤثر على سلامة الأرواح الأمريكية في أفغانستان، ولهذا قدر الأمريكيون للمباحثات مع الإيرانيين ستة أشهر أو ثمانية كحد أقصي للمباحثات مع الإيرانيين وخلالها هناك احتمال كبير لذهاب نظام الأسد، الأمر الذي ربما يوهن عزيمة الإيرانيين، وهناك العقوبات الاقتصاجية التى تعززها واشنطن وحلفاءها الأوربيين، والتى قد يكون لها بالفعل مفعول قوي.
هو اذن حديث الصفقات الامريكية وبعيدا عن عدالة القضية الفلسطينية وغدا لناظره قريب.







« منقول » ...