ماو تسي تونغ
مرسل: الخميس نوفمبر 28, 2013 7:02 pm
طور ماوتسي تونغ الماركسية- اللينينيـة الى مرحلـــة جد يـدة وأرقى أثناء عشرات السنين التي قاد فيها الثورة الصينية والنضال العالمى ضد التحريفيـــة المعاصرة و الأهم من ذلك هو اعلان الثورة الثقافية باعتبارها إحدى الطرق لمواصلة الصراع ضد دعاة إعادة تركيز الراسمالية فى ظل ديكتـــاتورية البروليتــاريا وهي تهدف الى دعم البناء الاشتراكي نظريا وعمليا على درب التقدم نحو الشيوعيـــة.وفي هذا الاطار طور ماو عظيم المكونات الثلا ثة للماركسية : الفلسفة والاقتصــاد السياسي والاشتراكية العلميــة. قال ماو: " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية" و قدم دروسا ثمينة في المجال العسكري للبروليتــاريا من خلال نظريته وممارسته لحرب الشعب.فأكد على ان الشعب هو العنصر المحــد د في الحرب ضد الرجعية وليس الأسلحــة أو التفوق التقني .و أبرز أن لكل طبقة أشكالها الخاصة فى كيفية خوض الحرب تتماشى مع أهدافها وسائلها الخاصة . و أشار الى أن المنطق العسكرى يمكن تلخيصه فى المبدأ التالي:" تقاتلون على طريقتكــم ونقاتل على طريقتنــــــا "لذلك على البروليتـــــــاريا أن تصوغ استراتيجيا وتكتيــكات عسكرية تسمح لها باستعمال نقاط قوتها الخاصة و ذلك باطلاق مبادرة الجماهير الثورية والتعويل على حماسها وابداعاتها في مواجهة العدو.واكد ماوتسي تونغ أن سياسة تحرير مناطق الارتكاز وتركيـز السلطـــة السياسية فيها هي مفتــــاح تحرير الجماهير وتطوير قدرات الشعب العسكريــة والتوسع على شكل أمواج في بسط سلطته السياسية . وشدّد على الحاجة لقيادة الجماهير فى تحقيقها للتغييرات الثورية فى مناطــــــق الارتكاز والحاجة الى تطوير هذه المناطــق سياسيا واقتصـاديا وثقافيا خدمة للتقدم فى الحرب الثورية .وعلمنا ماو ان الحزب هوالذي يجب أن يوجه البنادق ولن يسمح أبدا للبنادق بأن توجه الحزب . و ينبغى أن يتشكل الحزب كأداة قادرة على اطـــــــلاق الحرب الثــــورية و قيادتها مؤكدا أن المهمة المحورية للثورة هي افتكــــــاك السلطـة بواسطـة العنف الثوري . ان نظرية ماوتسي تونغ حول حرب الشعب قابلة للتطبيق مع مراعاة خصوصيات كل بلد.و تمكن ماوتسي تونغ من حل مسألة كيفية انجاز الثورة في بلد تهيمن عليه الامبريالية . فالطريق الأساسي الذي رسمه للثـورة الصينيــــــة يمثــــل مساهمة هامة ويعتبر مرشدا للعمل. و يتمثل هذا الطريق في شن حرب الشعب طويلة الامد و محاصرة الأرياف للمدن ويعتمد الكفــــــاح المسلح كشكل اساسي للنضــال و على الجيش الذى يقوده الحزب كشكل أساسي لتنظيم الجماهير واستنهاض الفلاحين وخاصة الفقراء منهم و على الاصلاح الزراعي و بناء جبهة موحدة بقيادة الحزب الشيوعي وذلك قصد القيــام بثـورة الديمقراطية الجديدة ضد الامبريالية والاقطاع والبرجوازية البيروقراطيــــــة و تركيز ديكتاتورية الطبقات الثورية تحت قيادة البروليتاريا كتمهيـــد ضروري للثورة الاشتراكية التي يجب ان تتلو مباشرة انتصار المرحلة الاولى من الثـورة . وقدم ماو الاطروحة المتمثلة في " الأسلحة السحرية الثلاثة " : الحزب والجيش والجبهة المتحدة " كأدوات لا بد منها لانجاز الثــــورة فى كل بلـــــد طبقا للظروف الخاصة بكل ثورة . وطور ماو الفلسفة البروليتارية ، الماديـة الديالكتيكية .و شدد بالخصوص على أن قانون التناقض هو وحدة وصراع الاضداد وهــــوالقانون الأ ساسي الذى يحكم الطبيعة والمجتمع . وأكد أن الوحدة ظاهرة مؤقتة و نسبية بينما صراع الأضداد لا يتوقف وهو مطلق وبفضي الى القطيعة و التحول الثوري . وطبق ماو باقتدار فهمه لهـــذا القانون في تحليلــه للعلاقة بين النظرية والممارسة مشدّدا على أن الممارسة مصد ر الحقيقـة ومقياسها فى آن معا ومؤكدا على القفزة من النظرية الى الممارسة العملية. وهكذا طور أكثر النظريـة البروليتــــــــــارية في مجال المعرفة . و قام ماو بتمكين الملايين من الجماهير من الفلسفة بتبسيط مقولة " الواحد ينقسم الى اثنين " وذلك فــي تعارض مع الاطروحة التحريفية القائلة بأن " الاثنين يندمجان في واحد ".
كما طور قدما فهم " ان الشعب ، والشعب وحده ، هو القوة المحركة فــــي صنع التاريخ وطور أيضا فهم الخط الجماهيري " جمع آراء الجماهير (الآراء المتفرقة غير المنسقة) و تلخيصها ( أي دراستها و تلخيصها فى آراء مركزة ومنسقة) ، ثم العودة بالآراء الملخصة الى الجماهير و القيام بنشرها و توضيحها ، حتى تستوعبها و تصبح آراء خاصة بها ، فتتمسك بها و تطبقها عمليا،و تختبر هذه الآراء أثناء تطبيق الجماهير لتعرف أهي صحيحة أم لا." و شدّد ماو على الحقيقة العميقة القائلة بأن المادة يمكن أن تتحول الى وعي و أن الوعي يمكن أن يتحول الى مادة مطورا أكثر فهم الدور الديناميكي لوعي البشر فى كافة مجالات نشاطهم.و قاد ماوتسي تونغ النضال العالمي ضد التحريفية المعاصرة التي كان يتصدرها التحريفيــون الخروتشوفيــون ودافــع عن الخـــط الايد يولوجـي والسياسي الشيوعي ضد التحريفيين المعاصرين ودعا كل الثــــــوريين البروليتاريين الحقيقيين الـى القطع معهم و تأسيس أحزاب تعتمد مبادىء الماركسية- اللينينية- الماوية .وقام ماوتسي تونغ بتحليل نافذ للدروس المستنتجة من اعادة تركيز الراسمالية في الاتحاد السوفيتي كما حلل نواقص و انجازات البناء الاشتراكي في تلك البلاد.وبينما دافع عن المساهمات العظيمة لستالين نقد أخطاءه كذلك ،ولخص تجربة الثورة الاشتراكية في الصين وتجربة صراعات الخطين المتعددة ضد مراكز قيادة التحريفية داخل الحزب الشيوعي الصيني . وطبق باقتدارالماديـة الجدليـــــة فى تحليل التناقضات داخل المجتمع الاشتراكي. وعلمنا أن على الحزب أن يلعب الدور الطليعي ، قبل افتكاك السلطة و أثناء ذلك وبعده، فى قيادة البروليتاريا في كفاحهـا التاريخـي فى سبيل الشيوعية . وطور فهمنا لكيفية المحافظة على الطابع البروليتاري الثـوري للحزب عن طريـــق النضال الايديولوجي النشيط ضد التاثيرات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة فى صفـوفه واعادة التربية الايديولوجيـــــة لأعضائه والنقد والنقد الذاتي وكذلك عـن طريـق خوض صراع الخطين ضد الخطوط الإنتهازية و التحريفية داخل الحـزب. و علّمنا ماو أنه بمجرد أن تفتك البروليتاريا السلطة و يصبح الحزب القوة القائدة للدولة الإشتراكية ، فإن التناقض بين الحزب والجماهير يصبح تعبيرا مكثفا عن التناقضات التي تجعل من المجتمع الاشتراكي مرحلة انتقالية من الرأسمالية الى الشيوعيةوطورماوتسي تونغ فهــــم البروليتاريا للإقتصاد السياسي و للدورالمتناقض الديناميكــي للإنتاج ذاته وترابطه مع البنية الفوقية السياسية والإيديولوجية للمجتمع . وعلمنا ماو أن نظام الملكية محدد فى علاقات الانتاج ، إلا أنه في ظل الاشتراكية، ينبغى الإنتباه الى أن تكون الملكية الجماعية اشتراكية شكلا ومضونا و أكــــد أيضا على ترابط نظام الملكية الاشتراكيــــة والمظهرين الآخرين لعلاقات الانتـــــاج والعلاقات بين الناس في العمل ونظام التوزيع . وطور المقولة اللينينيــة المؤكدة على أن السياسة ليست الا تعبيرا مكثفا للإقتصاد، مبرزا أن فى المجتمع الاشتراكي صحة الخط الايديولوجي و السياسي تحدد ما إذا كانت البروليتــــاريــا تملك فعلا وسائل الانتاج أم لا . و بين أن صعود التحريفيـــــــة الى السلطة يعني صعود البرجوازية وأنه بالنظر للطابع المتناقض للقاعدة الاقتصادية للاشتراكيــــــــة يكون من اليسير على المسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي أن يعيدوا بسرعة تركيز النظام الرأسمالي اذا ما صعدوا الى السلطة . وقام ماوتسي تونغ بنقـد معمق للنظرية التحريفية حول قوى الإنتاج وإستنتج أن البنية الفوقية - الوعي - بإمكانهـــــــا تغيير البنية التحتية وبواسطة السلطة السياسية بإمكانها تطوير قوى الإنتاج . و تم التعبير عن كل هذا في شعار " القيـــام بالثورة وتطوير الانتاج " . وأطلق ماوتسي تونغ الثورة الثقافيـة البروليتارية الكبـرى التي مثلت قفزة نوعية الى الأمام في تجربة ممارسة ديكتـــــاتورية البروليتاريا . فقد نهض مئـات الملايين من الشعب للإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي الذين ظهروا صلب المجتمــــع الاشتراكي والذين تركزوا أساسا في قيادة الحزب ذاته ( أمثال ليوتشـاوتشي و لين بياو ودينــغ سياو بينغ) . وقاد ماو البروليتــــــاريا والجمــــاهير في مواجهتها للمسؤولين السائرين في الطريق الرأسمالي وفى فرض مصالح الأغلبية الساحقــــة ووجهة نظرها وإرادتها في جميع الميادين التي ظلت حتى في المجتمع الإشتراكي الإحتياطي الخاص للطبقات الإستغلاليـــــة ولطريقة تفكيرها . لذلك حالت الانتصارات الكبيرة المحرزة خلال الثورة الثقافية دون اعادة تركيز الرأسمالية في الصين لمدة عشر سنوات وأدت الى تحولات اجتماعيــــة كبرى في القاعــدة الاقتصــادية وكذلك في التربية والأد ب والفن والبحث العلمي والميادين الأخرى من البنية الفوقية . فى ظلّ قيادة ماوتسي تونغ قلبت الجماهير التربة التي تنبت الرأسماليـة-مثل الحق البرجوازي والإختلافات الثلاث الكبرى بين المدينة والريف وبين العمال والفلاحيــن وبين العمل الفكري والعمل اليدوى وفى خضم هذا النضال الايديولوجي والسياسي المرير عمق الملا يين من العمـــال والجماهير الثورية بصورة كبيرة وعيهم الطبقي واستيعابهم للماركسية – اللينينية- الماوية ودعموا قدراتهم على ممارسة السلطة السياسية . و تّم خوض الثـــــورة الثقافيـــة كجزء من نضال البروليتاريا العالمي فكانت مدرسة للأممية البروليتارية .كما أحاط ماوتسي تونغ بالعلاقة الجدلية بين الحاجة الى قيادة ثورية من جهة وضرورة استنهاض الجمـــاهير الثوريــــة القاعدية والاعتمــــــاد عليها فى تطبيق ديكتـــاتورية البروليتــاريا .وهكذا كان تعزيز ديكتاتورية البروليتـــاريا وكذلك التطبيق الأوسع والأعمق للديمقراطية البروليتارية التي تحققت بعد في العالم وبرز قادة أبطـــال أمثال كيانغ تسينغ وتشانــــغ تشون شياو ظلوا الـى جانب الجمــاهير وقادوها في معركتها ضد التحريفيين واستمروا فـي رفــع راية الماركسية- اللينينية -الماوية عاليا حتى فى مواجهة الهزيمة المّرة .قال لينين " ليس بماركسي غير الذى يجعل اعترافه بالنضال الطبقي شاملا الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا." وعلى ضوء الدروس التى لا تقدّر بثمن والنجاحات التي أحرزتهـا الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسي تونغ إزداد خـط التبـاين جلاءا. والآن يمكن الجزم بأنه ليس بماركسي غير الــذي يجعل اعترافه بالنضال الطبقى شاملا الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا والإعتراف بالوجـود الموضوعي للطبقـــات والتناقضات التناحرية بينها وبالوجود الموضوعي للبرجوازيـة في الحزب ومواصـــلة الصراع الطبقي في ظل دكتاتورية البروليتاريا طيلة فترة الاشتراكيــة حتى الشيوعيــــــة. ومثلما عبر عن ذلك بقوة ماوتسي تونغ قائلا " أي التباس حول هذه المسألة سيؤدي الى التحريفيـــة ".إن إعادة تركيزالرأسمالية إثرالإنقلاب المضاد للثورة، سنة 1976 بقيادة هواو كو فنغ ودينغ سياوبنغ لايشكك بأي حال فى الماوية أو بالانجازات التاريخية- العالمية وبالدروس العظيمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ،بل بالعكس ،هذه الهزيمة تؤكد أطروحات ماوتسي تونغ حول طبيعة المجتمـع الاشتراكي وضـرورة مواصلة الثورة في ظل ديكتاتورية البروليتاريا .وبوضوح ،مثلت الثــــورة الثقافيــــة البروليتـــــارية الكبرى ملحمة ثورية تاريـــخية –عالمية وقمة انتصار شامخــة للشيوعيين والثوريين في العالم وانجاز لاينضب . ورغم أن الطريـق أمامنا لا يزال طويلا ، فقد مكنتنــا هذه الثورة من دروس غاية فى الأهمية نحن بصدد الاستفادة منها وتطبيقهـــا قال ماوتسي تونغ : " تحتوي الماركسية على آلاف الحقائق الا أن هذه الحقائق تتلخص فى آخر المطاف في جملة واحدة : "من حقنا القيام بالثورة ".ونضيف من حق عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة أن تثور ضد نظام الاستغلال.(عن الحركة الثورية الاممية-بتصرف-)
كما طور قدما فهم " ان الشعب ، والشعب وحده ، هو القوة المحركة فــــي صنع التاريخ وطور أيضا فهم الخط الجماهيري " جمع آراء الجماهير (الآراء المتفرقة غير المنسقة) و تلخيصها ( أي دراستها و تلخيصها فى آراء مركزة ومنسقة) ، ثم العودة بالآراء الملخصة الى الجماهير و القيام بنشرها و توضيحها ، حتى تستوعبها و تصبح آراء خاصة بها ، فتتمسك بها و تطبقها عمليا،و تختبر هذه الآراء أثناء تطبيق الجماهير لتعرف أهي صحيحة أم لا." و شدّد ماو على الحقيقة العميقة القائلة بأن المادة يمكن أن تتحول الى وعي و أن الوعي يمكن أن يتحول الى مادة مطورا أكثر فهم الدور الديناميكي لوعي البشر فى كافة مجالات نشاطهم.و قاد ماوتسي تونغ النضال العالمي ضد التحريفية المعاصرة التي كان يتصدرها التحريفيــون الخروتشوفيــون ودافــع عن الخـــط الايد يولوجـي والسياسي الشيوعي ضد التحريفيين المعاصرين ودعا كل الثــــــوريين البروليتاريين الحقيقيين الـى القطع معهم و تأسيس أحزاب تعتمد مبادىء الماركسية- اللينينية- الماوية .وقام ماوتسي تونغ بتحليل نافذ للدروس المستنتجة من اعادة تركيز الراسمالية في الاتحاد السوفيتي كما حلل نواقص و انجازات البناء الاشتراكي في تلك البلاد.وبينما دافع عن المساهمات العظيمة لستالين نقد أخطاءه كذلك ،ولخص تجربة الثورة الاشتراكية في الصين وتجربة صراعات الخطين المتعددة ضد مراكز قيادة التحريفية داخل الحزب الشيوعي الصيني . وطبق باقتدارالماديـة الجدليـــــة فى تحليل التناقضات داخل المجتمع الاشتراكي. وعلمنا أن على الحزب أن يلعب الدور الطليعي ، قبل افتكاك السلطة و أثناء ذلك وبعده، فى قيادة البروليتاريا في كفاحهـا التاريخـي فى سبيل الشيوعية . وطور فهمنا لكيفية المحافظة على الطابع البروليتاري الثـوري للحزب عن طريـــق النضال الايديولوجي النشيط ضد التاثيرات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة فى صفـوفه واعادة التربية الايديولوجيـــــة لأعضائه والنقد والنقد الذاتي وكذلك عـن طريـق خوض صراع الخطين ضد الخطوط الإنتهازية و التحريفية داخل الحـزب. و علّمنا ماو أنه بمجرد أن تفتك البروليتاريا السلطة و يصبح الحزب القوة القائدة للدولة الإشتراكية ، فإن التناقض بين الحزب والجماهير يصبح تعبيرا مكثفا عن التناقضات التي تجعل من المجتمع الاشتراكي مرحلة انتقالية من الرأسمالية الى الشيوعيةوطورماوتسي تونغ فهــــم البروليتاريا للإقتصاد السياسي و للدورالمتناقض الديناميكــي للإنتاج ذاته وترابطه مع البنية الفوقية السياسية والإيديولوجية للمجتمع . وعلمنا ماو أن نظام الملكية محدد فى علاقات الانتاج ، إلا أنه في ظل الاشتراكية، ينبغى الإنتباه الى أن تكون الملكية الجماعية اشتراكية شكلا ومضونا و أكــــد أيضا على ترابط نظام الملكية الاشتراكيــــة والمظهرين الآخرين لعلاقات الانتـــــاج والعلاقات بين الناس في العمل ونظام التوزيع . وطور المقولة اللينينيــة المؤكدة على أن السياسة ليست الا تعبيرا مكثفا للإقتصاد، مبرزا أن فى المجتمع الاشتراكي صحة الخط الايديولوجي و السياسي تحدد ما إذا كانت البروليتــــاريــا تملك فعلا وسائل الانتاج أم لا . و بين أن صعود التحريفيـــــــة الى السلطة يعني صعود البرجوازية وأنه بالنظر للطابع المتناقض للقاعدة الاقتصادية للاشتراكيــــــــة يكون من اليسير على المسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي أن يعيدوا بسرعة تركيز النظام الرأسمالي اذا ما صعدوا الى السلطة . وقام ماوتسي تونغ بنقـد معمق للنظرية التحريفية حول قوى الإنتاج وإستنتج أن البنية الفوقية - الوعي - بإمكانهـــــــا تغيير البنية التحتية وبواسطة السلطة السياسية بإمكانها تطوير قوى الإنتاج . و تم التعبير عن كل هذا في شعار " القيـــام بالثورة وتطوير الانتاج " . وأطلق ماوتسي تونغ الثورة الثقافيـة البروليتارية الكبـرى التي مثلت قفزة نوعية الى الأمام في تجربة ممارسة ديكتـــــاتورية البروليتاريا . فقد نهض مئـات الملايين من الشعب للإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي الذين ظهروا صلب المجتمــــع الاشتراكي والذين تركزوا أساسا في قيادة الحزب ذاته ( أمثال ليوتشـاوتشي و لين بياو ودينــغ سياو بينغ) . وقاد ماو البروليتــــــاريا والجمــــاهير في مواجهتها للمسؤولين السائرين في الطريق الرأسمالي وفى فرض مصالح الأغلبية الساحقــــة ووجهة نظرها وإرادتها في جميع الميادين التي ظلت حتى في المجتمع الإشتراكي الإحتياطي الخاص للطبقات الإستغلاليـــــة ولطريقة تفكيرها . لذلك حالت الانتصارات الكبيرة المحرزة خلال الثورة الثقافية دون اعادة تركيز الرأسمالية في الصين لمدة عشر سنوات وأدت الى تحولات اجتماعيــــة كبرى في القاعــدة الاقتصــادية وكذلك في التربية والأد ب والفن والبحث العلمي والميادين الأخرى من البنية الفوقية . فى ظلّ قيادة ماوتسي تونغ قلبت الجماهير التربة التي تنبت الرأسماليـة-مثل الحق البرجوازي والإختلافات الثلاث الكبرى بين المدينة والريف وبين العمال والفلاحيــن وبين العمل الفكري والعمل اليدوى وفى خضم هذا النضال الايديولوجي والسياسي المرير عمق الملا يين من العمـــال والجماهير الثورية بصورة كبيرة وعيهم الطبقي واستيعابهم للماركسية – اللينينية- الماوية ودعموا قدراتهم على ممارسة السلطة السياسية . و تّم خوض الثـــــورة الثقافيـــة كجزء من نضال البروليتاريا العالمي فكانت مدرسة للأممية البروليتارية .كما أحاط ماوتسي تونغ بالعلاقة الجدلية بين الحاجة الى قيادة ثورية من جهة وضرورة استنهاض الجمـــاهير الثوريــــة القاعدية والاعتمــــــاد عليها فى تطبيق ديكتـــاتورية البروليتــاريا .وهكذا كان تعزيز ديكتاتورية البروليتـــاريا وكذلك التطبيق الأوسع والأعمق للديمقراطية البروليتارية التي تحققت بعد في العالم وبرز قادة أبطـــال أمثال كيانغ تسينغ وتشانــــغ تشون شياو ظلوا الـى جانب الجمــاهير وقادوها في معركتها ضد التحريفيين واستمروا فـي رفــع راية الماركسية- اللينينية -الماوية عاليا حتى فى مواجهة الهزيمة المّرة .قال لينين " ليس بماركسي غير الذى يجعل اعترافه بالنضال الطبقي شاملا الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا." وعلى ضوء الدروس التى لا تقدّر بثمن والنجاحات التي أحرزتهـا الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسي تونغ إزداد خـط التبـاين جلاءا. والآن يمكن الجزم بأنه ليس بماركسي غير الــذي يجعل اعترافه بالنضال الطبقى شاملا الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا والإعتراف بالوجـود الموضوعي للطبقـــات والتناقضات التناحرية بينها وبالوجود الموضوعي للبرجوازيـة في الحزب ومواصـــلة الصراع الطبقي في ظل دكتاتورية البروليتاريا طيلة فترة الاشتراكيــة حتى الشيوعيــــــة. ومثلما عبر عن ذلك بقوة ماوتسي تونغ قائلا " أي التباس حول هذه المسألة سيؤدي الى التحريفيـــة ".إن إعادة تركيزالرأسمالية إثرالإنقلاب المضاد للثورة، سنة 1976 بقيادة هواو كو فنغ ودينغ سياوبنغ لايشكك بأي حال فى الماوية أو بالانجازات التاريخية- العالمية وبالدروس العظيمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ،بل بالعكس ،هذه الهزيمة تؤكد أطروحات ماوتسي تونغ حول طبيعة المجتمـع الاشتراكي وضـرورة مواصلة الثورة في ظل ديكتاتورية البروليتاريا .وبوضوح ،مثلت الثــــورة الثقافيــــة البروليتـــــارية الكبرى ملحمة ثورية تاريـــخية –عالمية وقمة انتصار شامخــة للشيوعيين والثوريين في العالم وانجاز لاينضب . ورغم أن الطريـق أمامنا لا يزال طويلا ، فقد مكنتنــا هذه الثورة من دروس غاية فى الأهمية نحن بصدد الاستفادة منها وتطبيقهـــا قال ماوتسي تونغ : " تحتوي الماركسية على آلاف الحقائق الا أن هذه الحقائق تتلخص فى آخر المطاف في جملة واحدة : "من حقنا القيام بالثورة ".ونضيف من حق عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة أن تثور ضد نظام الاستغلال.(عن الحركة الثورية الاممية-بتصرف-)