وصفة أديسون للنجاح!
مرسل: الخميس نوفمبر 28, 2013 10:13 pm
تخيل أنهم أخبروك مرارا وتكرارا أنك لا ترقي إلي المستوي المطلوب.. وأمطروك يوميا بسيل من الكلمات المحبطة.. مؤكدين فشلك في تحقيق أي إنجاز.. فماذا تتوقع بعد ذلك؟
هناك احتمال قوي أن تصدق هذا الكلام الذي قد يدفعك إلي الاعتقاد بأن بوابات النجاح ستغلق دائما في وجهك.. أو قد ترفض الوقوف أمام هذه الآراء.. وتتذكر جورج وستنجهاوس الذي وصفه مدرسوه بأنه طالب غبي وبليد.. ومع ذلك دخل التاريخ باعتباره واحدا من أكثر الرجال إبداعا في مسيرة البشرية.. فقد رفض أن يصدق الآراء السلبية التي كانت تقال عنه.. وأعطي ظهره للحكايات الغريبة التي كانت تحاك من حوله.. ولم يسمح لأحد أن يفقده ثقته في نفسه.. لذلك حصل خلال رحلة عمره علي براءة أكثر من أربعمائة اختراع.. والمثير أنه قبل رحيله عن الحياة.. كان يجلس علي اختراعه الأخير.. وهو كرسي المعاقين المزود بموتور.
إذا قلت يا عزيزي القارئ إن وستنجهاوس يدخل في دائرة الحالات الاستثنائية.. وأنه كان محظوظا لأنه عبقريا.. فماذا ستقول إذا عرفت أن توماس أديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي.. كان يعتقد انه لا يوجد شئ اسمه عبقرية.. بل يوجد شئ اسمه النجاح.. يحتاج إلي خلطة تحتوي علي واحد في المائة إلهام.. وتسعة وتسعين في المائة جهد.
في الحقيقة.. لا يمكن ارتقاء سلم النجاح ويدك في جيبك.. هذا ما آمن به ديفيد هارتمان الذي يعيش في بنسلفانيا بأمريكا والذي كان من الممكن أن تدفعه ظروفه إلي الاستسلام والانزواء بعيدا عن حركة المجتمع.. ففي عمر الثامنة فقد بصره.. ولكنه لم يفقد حماسه ولا حيويته.. ولم يتخلي عن حلم راوده طوال سنوات الصبا أن يري نفسه طبيبا.. وبفضل إصراره ومثابرته.. وتشجيع ومساندة أفراد أسرته.. صار في عمر السابعة والعشرين أول طالب كفيف ينهي دراسة الطب في الولايات المتحدة.هنا قد يأتي من يقول.. أنه ما كان يمكن لديفيد أن يصل إلي ما وصل إليه لو كانت أسرته تركته يتجرع مرارة الإعاقة والفشل.. فوراء معظم الفاشلين أكوام هائلة من كلمات الإحباط وعبارات التهكم.. سمعوها في طفولتهم ولم يستطيعوا نسيانها بعد أن شوهت رؤيتهم لأنفسهم.. أكد ذلك تقرير نشر أخيرا أعده بيل جلاس الذي عمل واعظا في سجون أمريكا لفترة طويلة.. ذكر فيه أن90% من السجناء كان آباؤهم يخبرونهم في الذهاب والإياب أن السجن سيكون نهايتهم.. وأن الفشل سيلازمهم كظلهم.
المهم الآن.. انك لن تستطيع أن تتقدم خطوات إلي الأمام.. وأنت قابع في كهف الإحباط.. فاقد الثقة في قدراتك.. أيضا لا يستطيع الوطن أن يزدهر.. وأن يلحق بقطار التقدم إذا ظل البعض ينثرون فيه بذور الإحباط.. ولا يرون سوي السلبيات.. ولا يتحدثون إلا عن الإخفاقات.. متجاهلين إيجابيات عديدة تحققت في فترة قصيرة.. فمن كان يتصور أننا سنخرج من هذا النفق المظلم الذي في غيبة من الزمن دخلنا فيه.. وأننا سنتخلص من دستور معيب تم إعداده بسرعة في ليلة حالكة السواد.. وأننا سنحبط مؤامرة دولية كبري لتقسيم البلد والعباد.. وأننا سنلتف أخيرا حول بطل جسور ظهر في لحظة مصيرية فارقة ليضمد جراح شعب عبقري لم يجد من يحنو عليه طوال سنوات وسنوات.
فلنفتح نوافذ الأمل ولننثر بذور التفاؤل ولنتحلي برداء الصبر ولنبذل الجهد والعرق.. ولنثق أن هناك غدا مشرقا في انتظارنا.. وأنه في يوم قريب.. سنترك الصفوف الخلفية.. لنجلس في المقاعد الأمامية.. بجوار النمور الأسيوية والأسود الأوروبية.
عايدة رزق - صحيفة الاهرام العربي
هناك احتمال قوي أن تصدق هذا الكلام الذي قد يدفعك إلي الاعتقاد بأن بوابات النجاح ستغلق دائما في وجهك.. أو قد ترفض الوقوف أمام هذه الآراء.. وتتذكر جورج وستنجهاوس الذي وصفه مدرسوه بأنه طالب غبي وبليد.. ومع ذلك دخل التاريخ باعتباره واحدا من أكثر الرجال إبداعا في مسيرة البشرية.. فقد رفض أن يصدق الآراء السلبية التي كانت تقال عنه.. وأعطي ظهره للحكايات الغريبة التي كانت تحاك من حوله.. ولم يسمح لأحد أن يفقده ثقته في نفسه.. لذلك حصل خلال رحلة عمره علي براءة أكثر من أربعمائة اختراع.. والمثير أنه قبل رحيله عن الحياة.. كان يجلس علي اختراعه الأخير.. وهو كرسي المعاقين المزود بموتور.
إذا قلت يا عزيزي القارئ إن وستنجهاوس يدخل في دائرة الحالات الاستثنائية.. وأنه كان محظوظا لأنه عبقريا.. فماذا ستقول إذا عرفت أن توماس أديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي.. كان يعتقد انه لا يوجد شئ اسمه عبقرية.. بل يوجد شئ اسمه النجاح.. يحتاج إلي خلطة تحتوي علي واحد في المائة إلهام.. وتسعة وتسعين في المائة جهد.
في الحقيقة.. لا يمكن ارتقاء سلم النجاح ويدك في جيبك.. هذا ما آمن به ديفيد هارتمان الذي يعيش في بنسلفانيا بأمريكا والذي كان من الممكن أن تدفعه ظروفه إلي الاستسلام والانزواء بعيدا عن حركة المجتمع.. ففي عمر الثامنة فقد بصره.. ولكنه لم يفقد حماسه ولا حيويته.. ولم يتخلي عن حلم راوده طوال سنوات الصبا أن يري نفسه طبيبا.. وبفضل إصراره ومثابرته.. وتشجيع ومساندة أفراد أسرته.. صار في عمر السابعة والعشرين أول طالب كفيف ينهي دراسة الطب في الولايات المتحدة.هنا قد يأتي من يقول.. أنه ما كان يمكن لديفيد أن يصل إلي ما وصل إليه لو كانت أسرته تركته يتجرع مرارة الإعاقة والفشل.. فوراء معظم الفاشلين أكوام هائلة من كلمات الإحباط وعبارات التهكم.. سمعوها في طفولتهم ولم يستطيعوا نسيانها بعد أن شوهت رؤيتهم لأنفسهم.. أكد ذلك تقرير نشر أخيرا أعده بيل جلاس الذي عمل واعظا في سجون أمريكا لفترة طويلة.. ذكر فيه أن90% من السجناء كان آباؤهم يخبرونهم في الذهاب والإياب أن السجن سيكون نهايتهم.. وأن الفشل سيلازمهم كظلهم.
المهم الآن.. انك لن تستطيع أن تتقدم خطوات إلي الأمام.. وأنت قابع في كهف الإحباط.. فاقد الثقة في قدراتك.. أيضا لا يستطيع الوطن أن يزدهر.. وأن يلحق بقطار التقدم إذا ظل البعض ينثرون فيه بذور الإحباط.. ولا يرون سوي السلبيات.. ولا يتحدثون إلا عن الإخفاقات.. متجاهلين إيجابيات عديدة تحققت في فترة قصيرة.. فمن كان يتصور أننا سنخرج من هذا النفق المظلم الذي في غيبة من الزمن دخلنا فيه.. وأننا سنتخلص من دستور معيب تم إعداده بسرعة في ليلة حالكة السواد.. وأننا سنحبط مؤامرة دولية كبري لتقسيم البلد والعباد.. وأننا سنلتف أخيرا حول بطل جسور ظهر في لحظة مصيرية فارقة ليضمد جراح شعب عبقري لم يجد من يحنو عليه طوال سنوات وسنوات.
فلنفتح نوافذ الأمل ولننثر بذور التفاؤل ولنتحلي برداء الصبر ولنبذل الجهد والعرق.. ولنثق أن هناك غدا مشرقا في انتظارنا.. وأنه في يوم قريب.. سنترك الصفوف الخلفية.. لنجلس في المقاعد الأمامية.. بجوار النمور الأسيوية والأسود الأوروبية.
عايدة رزق - صحيفة الاهرام العربي