حقوق الانسان بين النظرية الفكرية الرائعة وغطرسة الواقع الأم
مرسل: الجمعة نوفمبر 29, 2013 8:12 am
في كل مرة و تصريح من قبل مسؤول أمريكي يتحدث به عن حقوق الانسان أ شعر بالاقياء و القرف و أحتقر كل العالم المتمدن و كل فكر الفلاسفة الذين تحدثوا في موضوع حقوق الانسان و أتذكر كل ما درسته في قسم العلاقات الدولية من قانون دولي عام و قانون دولي انساني و منظمات دولية و هيئة الأمم المتحدة و الوكالات المتخصصة التابعة لها حقوق الانسان عبر التاريخ. فكرة حقوق الانسان و صونها و حمايتها و الدفاع عنها قديمة قدم الحياة البشرية ذاتها و لقد تناول اليونانيون في ماّثرهم الشهيرة حق الانسان في الحياة و حرية التعبير والمساواة امام السلطة كما اهتم بوذا و الفلسفة الهندية بالأخطاء المحدقة بالحريات الاساسية للأنسان جراء العنف و الفاقة و الاستغلال و نقص العهود. كما و قفت الفلسفة الصينية وقفة طويلة اما واجبات الانسان تجاه أخيه الانسان بما يكفل حقوقه الأساسية في الحياة و السعادة و حرية التعبير . وينسب الى <<كونفو شيوس>> القول الشهير : <<الانسان لا يتعلم المدنية إلا عندما يطعم و يلبس بشكل لائق>> كما كفلت الشريعة الاسلامية في نصوص صريحة و واضحة حقوق الانسان و حرياته الأساسية التي تتحدث عنها أمريكا اليوم كثيرا و لا تفعل منها شيء سوا قتل الشعوب و تدمير الاقتصادات و سرقة ثروات العالم و الدول فإلى متى يستمر هذا الواقع المزري و متى نتخلص من أمريكا شرطي العالم ؟؟؟. أتوجه الاّن الى فرنسا التي أعلنت أول اعلان لحقوق الانسان و المواطن في عام 1789 عندما قامت الثورة الفرنسية. هل دعم الإرهابيين و جبهة النصرة في سورية لقتل السوريين ينسجم مع هذا الإعلان؟ حقوق الانسان في عصر التنظيم الدولي الراهن و سيطرة أمريكا على الأمم المتحدة و تفسير الاعلان العالمي لحقوق الأنسان كما تريد. في النطاق الإقليمي توجد وثائق و مواثيق لحقوق الانسان مثل الميثاق الأفريقي لحقوق الانسان و الميثاق العربي لحقوق الانسان . لكن ظلت هذه المواثيق حبرا على ورق و ظلت أمريكا تفعل ما تريد و كان اخرها جامعة الدول العربية تحمّل سورية الدولة العضو في الجامعة مسؤولية ما يحصل و تطلب من أمريكا ضرب سورية عسكريا ؟؟؟!!! حتى الأن نسمع كثيرا عن حقوق الانسان و غدا هذا الموضوع الشغل الشاغل للمحافل الدولية العالمية والأقليمية كما تقرر أن تدرس حقوق الانسان مادة مستقلة لكي ترسخ الفكرة في ذهن الناس حتى يسهموا في تطويرها لكن أمريكا لم تحترم كل ذلك و ما زالت تدوس على المواثيق و على المنظمة الدولية و على العالم و هي تحمل العصا على العالم.