منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#66532
عندما اتذكر المسلسل الشهير رأفت الهجان أتشكك أننا كما زرعنا عميل في إسرائيل فإن إسرائيل كذلك زرعت جيش من العملاء داخل مصر , وهي قادرة على ذلك بدليل نفوذها في كل دول النيل بحيث استطاعت أن تثيرها ضدنا وتقسم السودان لدولتين , و ما يجعل شكي يصل إلى اليقين هو ما نراه ونسمعه من تصريحات ومواقف للنخبة السياسية و الإعلامية والثقافية في مصر , وماصرح به رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق عاموس يادلين (1)أنهم زرعوا في مصر من العملاء في مفاصل الدولة المصرية لتحويلها إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى , وما ذكرتها الصحافة الإسرائيلية على ألسنة بعض السياسيين الإسرائيليين بعد سقوط مبارك من التأسف على سقوطه ووصفهم له بأنه كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل يجعلنا نزداد يقينا بأن إسرائيل زرعت في مصر عملاء يعملون من أجل حماية إسرائيل من كل سوء أو اعتداء على أمنها .
ويمكننا تتبع مصالح إسرائيل وسنجد من يعمل على رعايتها كما يراعي الموطن الشريف مصلحة وطنه .
تخشى إسرائيل أن يكون لمصر علاقات تعاون بينها وبين أي دولة عربية او إسلامية تعادي إسرائيل وتخشى بشدة وجود أي علاقات وحدوية بين مصر وبين أي دولة عربية أو إسلامية فضلا عن فكرة الوحدة العربية أو الإسلامية لأنها تعني ببساطة قوة للعرب و المسلمين وبالتالي فناء إسرائيل , لذلك تنتشر في وسائل الإعلام المصرية هجوما شديدا على فكرة الخلافة التي هي رمز لوحدة العرب و المسلمين أو على أي تقارب مصري إيراني أو تركي أو قطري .
تخشى إسرائيل أن تتملك مصر أي قوة عسكرية جبارة وعلى الأخص السلاح النووي و لذلك تجد القيادة السياسية العالمانية في مصر تعارض المشروع النووي المصري و تعمل على تعطيله وتأجيله بالرغم من احتياحنا الشديد إليه سلميا على الأقل خاصة بعد نضوب آبار البترول المصرية وتحولنا لدولة مستوردة للبترول بل إن بعض السياسيين يهاجمون الفكرة و يعتبرونها غير ذات جدوى (2).

تخشى إسرائيل تحول مصر لدولة ديمقراطية حقيقية لأنها تعلم أن الديمقراطية حتما ستأتي بالإسلاميين لأن الشعوب عادة تميل إلى تراثها وثقافتها الأصيلة , ولذلك تعمل القيادة السياسية العالمانية على إبقاء مصر في معسكر التخلف السياسي , بالرغم أن القرود في الغابة الأفريقية المتخلفة أصبحت بها ديمقراطيات شهيرة راسخة تأبى الحكم العسكري القهري بينما النخبة السياسية العالمانية بعد أن صدعتنا بالمطالبة بالديمقراطية سقطت في كل اختبارات الديمقراطية و نادت بالحكم العسكري وطالبت به بإلحاح وأثبتوا أنها كانت مجرد تجارة تدر عليها ربحا كبيرا والآن ينقلبون على الديمقراطية ويطالبون بحكم العكسر كما تعودوا من قبل .. لايحكمون إلا فوق دبابة العسكر أو دبابة المحتل .(3)
تخشى إسرائيل من قوة عدد السكان في مصر لذلك تسعى حكوماتنا من زمن بعيد لتقليل عدد السكان بل إمراضهم وتجهيلهم حتى لا يكونوا قوة فاعلة أو يمكن خداعها وتوجيهها إينما تريد الحكومات التي تحكمها فميزانية الصحة و التعليم هي أقل ميزانية بالمقارنة بميزانيات الأمن مثلا أو الصحة و التعليم بالدول الأخرى .(4)
تخشى إسرائيل ان تكون مصر دولة قوية اقتصاديا لأن قوة الاقتصاد تنعكس على القوة العسكرية لذلك مازلنا لانستطيع تصنيع السيارة و لا الكمبيوتر فضلا عن الطائرة وتجد أغلب الصناعات موجهة لصناعة الكماليات الترفيهية و حلويات الأطفال والصناعات الملوثة للبيئة كالأسمنت و السيراميك والتي يتم تصديرها من الدول الغربية إلينا حتى تسلم صحة سكانهم بينما تصدر الأمراض لنا .
تخشى إسرائيل من تنمية سيناء بالبشرحيث ان ذلك قد يكون على حساب أمنها ويحول دون أن تكون سيناء رهن احتلالها مرة أخرى وقد يشجع ذلك مصر على لفظ اتفاقية السلام لذلك حالت حكومة الكنز الاستراتيجي مبارك و حزبه دون تعمير سيناء تحسبا لأن تغير الأجيال القادمة استراتيجية حماية إسرائيل (5).
تريد إسرائيل تفتيت مصر فتجدها وراء مشروع انفصال النوبة عن مصر وتجدها وراء مشروع إمارة في سيناء ودولة قبطية في الصعيد (6).
وحفاظا على أمن إسرائيل تخشى من تنامي ظاهرة التدين لأن الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يحرض على تحرير الأرض الإسلامية من كل احتلال ـ فلسطين كمثال ـ ولذلك الحرب مستعرة على التدين وعلى كافة المستويات سواء من الإعلام أو الفن أو الأمن أو الثقافة التي تزرع بذور الكفر والإلحاد في المجتمع المصري .
لا تفعل إسرائيل هذا إلا بعملاءها في الداخل من الإعلاميين والصحافيين و الأدباء و السينمائيين و المسؤولين الحكوميين وتأكد هذا بعد افتعال أزمات الأمن و الوقود و الكهرباء وغيرها من الأزمات حتى العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 16 من الجنود المصريين يقال أن و رائها دحلان عميل إسرائيل القصد من كل ذلك إفشال المشروع الإسلامي و القضاء على الديمقراطية في مصر .
بعد هذا العرض يتضح لنا أننا بصدد مشروع عالماني يحكم مصر تمت زراعته قبيل انصراف المحتل الإنجليزي عن مصر الهدف منه خدمة التوجهات الغربية في كتم المارد الإسلامي عن الإنبعاث ليقود العالم مرة أخرى .