- الجمعة نوفمبر 29, 2013 9:02 am
#66540
يكرم الأميركيون، في ثالث يوم اثنين من شهر كانون الثاني/ من كل عام، ذكرى حياة وإنجازات القس مارتن لوثر كينغ (الإبن)، (1929-1968)، الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 1964 والشخص الذي يرتبط اسمه في أكثر من اسم أي شخص آخر بالانتصارات التي حققتها حركة الحقوق المدنية للأميركيين-الأفارقة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وقد كان كينغ، كمنظم سياسي وخطيب مفوه فائق البراعة وداعية إلى الاحتجاج اللاعنفي (السلمي)، بالغ الأهمية في إقناع أشقائه الأميركيين بوضع حد للفصل العنصري القانوني الذي كان سائداً في جميع أنحاء الجنوب وأجزاء من المناطق الأخرى، وفي تنشيط دعم التشريعات الخاصة بالحقوق المدنية التي وضعت الإطار القانوني للمساواة العرقية في الولايات المتحدة.
وألقي القبض على كينغ خلال احدى التظاهرات فكتب في السجن "رسالة من سجن في بيرمنغهام،" التي جادل فيها بأن من يخرق قانوناً غير عادل بهدف إيقاظ ضمير مجتمعه "إنما يعرب في الواقع عن أقصى الاحترام للقانون،" شريطة أن يتصرف "بشكل علني محِب ومع استعداد لتقبل العقوبة." وفي شهر آب/ من العام نفسه، نظم زعماء الأميركيين-الأفارقة "مسيرة واشنطن للأعمال والحرية." وفي واشنطن العاصمة، ألقى كينغ أمام ما يقدر بربع مليون مؤيد لحركة الحقوق المدنية اجتمعوا عند نصب لنكولن التذكاري (لنكولن ميموريال)، إحدى أكثر الخطب تأثيراً في المشاعر عبر التاريخ الأميركي. وتحفظ أجيال من تلامذة المدارس فقرات من خطاب "لدي حلم،" الذي يبتهل فيه كينغ من أجل يوم "لا يحكم فيه على الناس على أساس لون بشرتهم وإنما على أساس أخلاقهم وشخصيتهم." وقد ساعدت المشاهد والصور التي نقلت أحداث برمنغهام وواشنطن في بلورة الدعم لـ"مرسوم الحقوق المدنية للعام 1964"، الذي وقعه الرئيس لندون جونسون فأصبح قانوناً ساري المفعول في 2 تموز/، 1964. وفي عام 1965، أدى العنف الذي لجأت إليه شرطة مدينة سلما، بولاية ألاباما، في مواجهة مسيرة تطالب بحق الاقتراع إلى ارتفاع مماثل في التأييد لكينغ ولحركة الحقوق المدنية وللتشريع الذي يضمن حق المشاركة السياسية. وهكذا أصبح "مرسوم حقوق الاقتراع" قانوناً في 6 آب/ عام 1965. وكان كينغ في ممفيس، بولاية تنسي، يساند عمال جمع القمامة (الزبّالين) السود المضربين عن العمل، عندما اغتالته رصاصة أطلقها سفاك في 4 نيسان/ من عام 1968. فغيبه الموت عن 39 عاما.
تأثره بغاندي
تأثر القس الزنجي مارتن لوثر كينغ كثيراً بدعوات الزعيم الهندي المهاتما غاندي رائد مبدأ اللاعنف، بأفكاره ونظرياته وأساليبه العملية في تطبيق هذا المبدأ في الواقع ونجاحه في الوصول إلى الأهداف التي تبناها خلال نضاله السياسي والاجتماعي.. فقد اعتمد غاندي على مبدأ اللاعنف الذي يستند إلى احترام عميق للقانون، ويدعو الناس إليه بقوله: إن على الذين يستخدمونه أن يفعلوا ذلك بطريقة غير عنيفة دائماً ويركز غاندي أيضاً على واجب الطاعة المدنية العام، وعلى ضرورة محاولة كل الصور الدستورية للعمل السياسي أولاً، وهذا التصور الذي يطرح هو تصور مطلق للاّعنف، وهو التصور الذي يعد نظرية سياسية وصلت إلى مصاف المبادئ السامية للإنسانية.
لقد رسخ ((المهاتما غاندي)) مبادئ اللاعنف والتي يطلق عليها أحياناً مبدأ المسالمة، ويقول بهذا الصدد: إن عقيدتي بشأن اللاعنف لم تعتمد على سلطان شخص بل نشأت من دراستي لكل أديان العالم. ويضيف؛ أن الديانات المختلفة قاطبة هي زهور روضة واحدة، وأفنان دوحة باسقة.
أما مارتن لوثر كينغ ((الأصغر)) فقد جعل من رسالة ومنهج المهاتما غاندي في اللاعنف حقيقة، بقوله: ربما يبلغ مبدأ اللاعنف إلى العالم من خلال الزنجيلقد كان (مارتن لوثر كينغ) لا يميل إلى النزعة القتالية كثيراً، وكان قادراً على الحوار المناسب مع كل حالة من الحالات حتى النهاية على أن ترضي الطرفين .. فهو يؤمن إيماناً كاملاً باللاعنف، ويردد دائماً أن اللاعنف قد ظهر، ولكن كينغ الغاندي لم يظهر بعد.
مارتن لوثر كنغ واللاعنف
في كتابه الخطو باتجاه الحرية يشرح كنغ كيف قادتْ المحبةُ المسيحية والمناهجُ اللاعنفية الحركةَ. ففي الاجتماعات الأسبوعية كان يشدِّد على أن استعمال العنف سيكون غير عملي وغير أخلاقي: الكراهية تولد الكراهية؛ العنف ينسل العنف؛ الفظاظة تسبِّب فظاظة أكبر. علينا أن نقابل قوى الكراهية بقدرة المحبة؛ علينا أن نقابل القوة المادية بقوة الروح. غايتنا ينبغي ألا تكون أبدًا هزيمة الرجل الأبيض أو إذلاله، بل كسب صداقته وتفهُّمه. ومع أن اللاعنف، بنظر كنغ، كان طريقة حياة، فقد سُرَّ بأن السود كانوا على استعداد لقبوله كمنهج. لقد قدَّمه ببساطة بوصفه المسيحية مطبَّقةً. ففي الخطو باتجاه الحرية بيَّن كنغ ستَّ نقاط حول فلسفة اللاعنف:
إنه، أولاً، لا يتأسَّس على الجبن؛ فمع أنه قد يبدو منفعلاً من الناحية المادية فهو فاعل روحيًّا، إذ يتطلَّب الشجاعة للوقوف في وجه الظلم. اللاعنف.
ثانيًا، لا يستهدف هزيمة الخصم، بل، بالأحرى، كسبُ تفهُّمه من أجل إيجاد "المجتمع الحبيب".
الهجوم، ثالثًا، موجَّه ضدَّ الشرِّ، وليس ضدَّ الناس الذين يرتبكون الشر؛ فالنزاع، بنظر كنغ، لم يكن بين البيض والسود، لكن بين العدل والظلم. في اللاعنف.
رابعًا، ثمة استعداد لتقبُّل الألم بدون اقتصاص من مسبِّبه.
خامسًا، ليس المطلوب تجنب العنف المادي وحسب، بل العنف النفسي كذلك؛ فالمحبة تحلُّ محلَّ الكراهية.
سادسًا، يتحلَّى اللاعنف بالإيمان بأن العدل سوف يتغلَّب في النهاية.
وقد يعتقد البعض أن هذه طريقة الجبناء ، بل هي وسيلة للمقاومة غير العنيفة لمواجهة الشر فنحن نعارض العنف فكيف تكون وسيلتنا للمطالبة بحقنا ؟ إن العنف الجسدي يولد الكراهية ويعمل على استمرارها لا إنهائها ، وتستمر سلسلة العنف دون جدوى بينما إن اعتمدنا على العقل والمشاعر الإنسانية في محاولة إقناع الخصم بأنه مخطئ فسيساعد هذا على مخاطبته إنسانيا لا هوجائيا مما يجعلنا نتواصل روحانيا ، وقد تكون هذه الطريقة سلبية جسديا ولكنها فعالة روحانيا.
* إن المعارضة السلمية لا تسعى إلى هزيمة أو إذلال الخصم إنما تحاول كسبه كصديق لذلك فان المقاطعة وعدم التعاون هما من الوسائل السلمية للاعتراض لإحراج الخصم وإيقاظ إحساسه بالخجل كانسان.
* نحن لا نكره البيض فهم بشر مثلنا لكن ما نقاومه هو الشر وليس الأشخاص، إنما ما نسعى إليه هو هزيمة ذلك الشر وليس الإكثار من الضحايا فالصراع ليس بين البيض والسود ، وإنما بين العدل والظلم ، إن النصر المحقق ليس للسود ضد البيض وإنما انتصار الحق وهزيمة الظلم.
*إن ما يجب أن نستمع إليه دائما هو كلمات السيد المسيح (عليه السلام) تتردد عبر القرون "أحبوا أعداءكم" وما اقصده من حب ليس ذلك الحب العاطفي فمن الصعب أن يحب الإنسان شخصا يكرهه ويحقر منه، بل ذلك الحب الذي يعلو بالروح الإنسانية لقهر مشاعر البغض والعنف داخل الروح البشرية، فيجب علينا جميعا بيضا وسودا أن نعلوا بذلك الإحساس لقطع سلسلة الكره ولن يكون هذا إلا بإعلاء مشاعر الحب .
من مقولاته
لن ننصاع لقوانين جائرة أو نذعن لممارسات ظالمة. سوف نقوم بهذا سلميًّا، جهرًا، وجذلين، لأن هدفنا هو أن نُقنِع، ونحن نتبنَّى وسيلة اللاعنف لأن غايتنا مجتمعٌ في سلام مع نفسه. سوف نحاول أن نُقنِع بكلماتنا؛ لكن إذا أخفقت كلماتُنا، سوف نحاول أن نُقنِع بأفعالنا. وسوف نكون دومًا على استعداد للنقاش وللبحث عن تسويات منصِفة؛ لكننا على أهبة الاستعداد للألم كلما اقتضت الضرورة ذلك، وحتى للمخاطرة بحياتنا، لكن شهودًا للحقِّ كما نراه.
السلام الحقيقي ليس مجرَّد غياب التوتر؛ إنه إحقاق العدالة. بالمقاومة اللاعنفية، لا حاجة لأيِّ فرد أو جماعة للخنوع لأية إساءة، كما لا حاجة لأيٍّ كان للُّجوء إلى العنف من أجل رفع الحيف. في الألم غير المستحَق فِداء. ينطوي الألم، كما يدرِك المقاوِم اللاعنفي، على إمكانيات تربوية وتحوُّلية خارقة. إن ثمرة اللاعنف هي المصالحة وإيجاد المجتمع الحبيب.
وألقي القبض على كينغ خلال احدى التظاهرات فكتب في السجن "رسالة من سجن في بيرمنغهام،" التي جادل فيها بأن من يخرق قانوناً غير عادل بهدف إيقاظ ضمير مجتمعه "إنما يعرب في الواقع عن أقصى الاحترام للقانون،" شريطة أن يتصرف "بشكل علني محِب ومع استعداد لتقبل العقوبة." وفي شهر آب/ من العام نفسه، نظم زعماء الأميركيين-الأفارقة "مسيرة واشنطن للأعمال والحرية." وفي واشنطن العاصمة، ألقى كينغ أمام ما يقدر بربع مليون مؤيد لحركة الحقوق المدنية اجتمعوا عند نصب لنكولن التذكاري (لنكولن ميموريال)، إحدى أكثر الخطب تأثيراً في المشاعر عبر التاريخ الأميركي. وتحفظ أجيال من تلامذة المدارس فقرات من خطاب "لدي حلم،" الذي يبتهل فيه كينغ من أجل يوم "لا يحكم فيه على الناس على أساس لون بشرتهم وإنما على أساس أخلاقهم وشخصيتهم." وقد ساعدت المشاهد والصور التي نقلت أحداث برمنغهام وواشنطن في بلورة الدعم لـ"مرسوم الحقوق المدنية للعام 1964"، الذي وقعه الرئيس لندون جونسون فأصبح قانوناً ساري المفعول في 2 تموز/، 1964. وفي عام 1965، أدى العنف الذي لجأت إليه شرطة مدينة سلما، بولاية ألاباما، في مواجهة مسيرة تطالب بحق الاقتراع إلى ارتفاع مماثل في التأييد لكينغ ولحركة الحقوق المدنية وللتشريع الذي يضمن حق المشاركة السياسية. وهكذا أصبح "مرسوم حقوق الاقتراع" قانوناً في 6 آب/ عام 1965. وكان كينغ في ممفيس، بولاية تنسي، يساند عمال جمع القمامة (الزبّالين) السود المضربين عن العمل، عندما اغتالته رصاصة أطلقها سفاك في 4 نيسان/ من عام 1968. فغيبه الموت عن 39 عاما.
تأثره بغاندي
تأثر القس الزنجي مارتن لوثر كينغ كثيراً بدعوات الزعيم الهندي المهاتما غاندي رائد مبدأ اللاعنف، بأفكاره ونظرياته وأساليبه العملية في تطبيق هذا المبدأ في الواقع ونجاحه في الوصول إلى الأهداف التي تبناها خلال نضاله السياسي والاجتماعي.. فقد اعتمد غاندي على مبدأ اللاعنف الذي يستند إلى احترام عميق للقانون، ويدعو الناس إليه بقوله: إن على الذين يستخدمونه أن يفعلوا ذلك بطريقة غير عنيفة دائماً ويركز غاندي أيضاً على واجب الطاعة المدنية العام، وعلى ضرورة محاولة كل الصور الدستورية للعمل السياسي أولاً، وهذا التصور الذي يطرح هو تصور مطلق للاّعنف، وهو التصور الذي يعد نظرية سياسية وصلت إلى مصاف المبادئ السامية للإنسانية.
لقد رسخ ((المهاتما غاندي)) مبادئ اللاعنف والتي يطلق عليها أحياناً مبدأ المسالمة، ويقول بهذا الصدد: إن عقيدتي بشأن اللاعنف لم تعتمد على سلطان شخص بل نشأت من دراستي لكل أديان العالم. ويضيف؛ أن الديانات المختلفة قاطبة هي زهور روضة واحدة، وأفنان دوحة باسقة.
أما مارتن لوثر كينغ ((الأصغر)) فقد جعل من رسالة ومنهج المهاتما غاندي في اللاعنف حقيقة، بقوله: ربما يبلغ مبدأ اللاعنف إلى العالم من خلال الزنجيلقد كان (مارتن لوثر كينغ) لا يميل إلى النزعة القتالية كثيراً، وكان قادراً على الحوار المناسب مع كل حالة من الحالات حتى النهاية على أن ترضي الطرفين .. فهو يؤمن إيماناً كاملاً باللاعنف، ويردد دائماً أن اللاعنف قد ظهر، ولكن كينغ الغاندي لم يظهر بعد.
مارتن لوثر كنغ واللاعنف
في كتابه الخطو باتجاه الحرية يشرح كنغ كيف قادتْ المحبةُ المسيحية والمناهجُ اللاعنفية الحركةَ. ففي الاجتماعات الأسبوعية كان يشدِّد على أن استعمال العنف سيكون غير عملي وغير أخلاقي: الكراهية تولد الكراهية؛ العنف ينسل العنف؛ الفظاظة تسبِّب فظاظة أكبر. علينا أن نقابل قوى الكراهية بقدرة المحبة؛ علينا أن نقابل القوة المادية بقوة الروح. غايتنا ينبغي ألا تكون أبدًا هزيمة الرجل الأبيض أو إذلاله، بل كسب صداقته وتفهُّمه. ومع أن اللاعنف، بنظر كنغ، كان طريقة حياة، فقد سُرَّ بأن السود كانوا على استعداد لقبوله كمنهج. لقد قدَّمه ببساطة بوصفه المسيحية مطبَّقةً. ففي الخطو باتجاه الحرية بيَّن كنغ ستَّ نقاط حول فلسفة اللاعنف:
إنه، أولاً، لا يتأسَّس على الجبن؛ فمع أنه قد يبدو منفعلاً من الناحية المادية فهو فاعل روحيًّا، إذ يتطلَّب الشجاعة للوقوف في وجه الظلم. اللاعنف.
ثانيًا، لا يستهدف هزيمة الخصم، بل، بالأحرى، كسبُ تفهُّمه من أجل إيجاد "المجتمع الحبيب".
الهجوم، ثالثًا، موجَّه ضدَّ الشرِّ، وليس ضدَّ الناس الذين يرتبكون الشر؛ فالنزاع، بنظر كنغ، لم يكن بين البيض والسود، لكن بين العدل والظلم. في اللاعنف.
رابعًا، ثمة استعداد لتقبُّل الألم بدون اقتصاص من مسبِّبه.
خامسًا، ليس المطلوب تجنب العنف المادي وحسب، بل العنف النفسي كذلك؛ فالمحبة تحلُّ محلَّ الكراهية.
سادسًا، يتحلَّى اللاعنف بالإيمان بأن العدل سوف يتغلَّب في النهاية.
وقد يعتقد البعض أن هذه طريقة الجبناء ، بل هي وسيلة للمقاومة غير العنيفة لمواجهة الشر فنحن نعارض العنف فكيف تكون وسيلتنا للمطالبة بحقنا ؟ إن العنف الجسدي يولد الكراهية ويعمل على استمرارها لا إنهائها ، وتستمر سلسلة العنف دون جدوى بينما إن اعتمدنا على العقل والمشاعر الإنسانية في محاولة إقناع الخصم بأنه مخطئ فسيساعد هذا على مخاطبته إنسانيا لا هوجائيا مما يجعلنا نتواصل روحانيا ، وقد تكون هذه الطريقة سلبية جسديا ولكنها فعالة روحانيا.
* إن المعارضة السلمية لا تسعى إلى هزيمة أو إذلال الخصم إنما تحاول كسبه كصديق لذلك فان المقاطعة وعدم التعاون هما من الوسائل السلمية للاعتراض لإحراج الخصم وإيقاظ إحساسه بالخجل كانسان.
* نحن لا نكره البيض فهم بشر مثلنا لكن ما نقاومه هو الشر وليس الأشخاص، إنما ما نسعى إليه هو هزيمة ذلك الشر وليس الإكثار من الضحايا فالصراع ليس بين البيض والسود ، وإنما بين العدل والظلم ، إن النصر المحقق ليس للسود ضد البيض وإنما انتصار الحق وهزيمة الظلم.
*إن ما يجب أن نستمع إليه دائما هو كلمات السيد المسيح (عليه السلام) تتردد عبر القرون "أحبوا أعداءكم" وما اقصده من حب ليس ذلك الحب العاطفي فمن الصعب أن يحب الإنسان شخصا يكرهه ويحقر منه، بل ذلك الحب الذي يعلو بالروح الإنسانية لقهر مشاعر البغض والعنف داخل الروح البشرية، فيجب علينا جميعا بيضا وسودا أن نعلوا بذلك الإحساس لقطع سلسلة الكره ولن يكون هذا إلا بإعلاء مشاعر الحب .
من مقولاته
لن ننصاع لقوانين جائرة أو نذعن لممارسات ظالمة. سوف نقوم بهذا سلميًّا، جهرًا، وجذلين، لأن هدفنا هو أن نُقنِع، ونحن نتبنَّى وسيلة اللاعنف لأن غايتنا مجتمعٌ في سلام مع نفسه. سوف نحاول أن نُقنِع بكلماتنا؛ لكن إذا أخفقت كلماتُنا، سوف نحاول أن نُقنِع بأفعالنا. وسوف نكون دومًا على استعداد للنقاش وللبحث عن تسويات منصِفة؛ لكننا على أهبة الاستعداد للألم كلما اقتضت الضرورة ذلك، وحتى للمخاطرة بحياتنا، لكن شهودًا للحقِّ كما نراه.
السلام الحقيقي ليس مجرَّد غياب التوتر؛ إنه إحقاق العدالة. بالمقاومة اللاعنفية، لا حاجة لأيِّ فرد أو جماعة للخنوع لأية إساءة، كما لا حاجة لأيٍّ كان للُّجوء إلى العنف من أجل رفع الحيف. في الألم غير المستحَق فِداء. ينطوي الألم، كما يدرِك المقاوِم اللاعنفي، على إمكانيات تربوية وتحوُّلية خارقة. إن ثمرة اللاعنف هي المصالحة وإيجاد المجتمع الحبيب.