صفحة 1 من 1

من المسيطر في روسيا ... ؟

مرسل: الجمعة نوفمبر 29, 2013 4:10 pm
بواسطة فهد آل حسن 704
صدرت مجلة فوربس الأميركية قائمتها للمليارديرات لعام ,2006 والتي احتوت على 946 اسماً بزيادة 178 عن العام السابق، وهي أعلى نسبة زيادة في عدد المليارديرات في تاريخ القائمة التي تصدرها المجلة منذ عام 1982 والتي بدأت آنذاك بثلاثة عشر ملياردير فقط، واحتل الروس في القائمة الجديدة المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وألمانيا في عدد المليارديرات حيث بلغ 53 ملياردير بزيادة 19 ملياردير عن عام ,2005 لكنهم احتلوا المركز الثاني قبل ألمانيا في مجموع ثرواتهم الذي بلغ 248 مليار دولار بزيادة ثلاثة مليارات عن الألمان، ومازال الروس هم اللغز الأكبر في هذه القائمة التي كانت تخلو منهم تماما حتى عام ,2001 ثم ظهر سبعة منهم في القائمة عام ,2002 و17 عام ,2003 ليتضاعف عددهم مرتين هذا العام، وهي ظاهرة غير موجودة في الدول الأخرى، فمن أين أتى هؤلاء الأثرياء الروس؟


حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 لم يكن في الدولة الشيوعية مليونير واحد، وكان راتب الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف لا يتجاوز بالسعر الرسمي للدولار آنذاك أكثر من 1500 دولار شهريا بينما بسعر السوق السوداء لا يتجاوز أربعين دولارا فقط، وكانت حيازة أي مواطن سوفيتي لعملة الدولار تعد في حد ذاتها جريمة ترقى لمستوى جريمة الخيانة والعمالة لجهات أجنبية معادية، ومع سياسة الانفتاح والبيرسترويكا التي طرحها جورباتشوف العام 1986 انفتح الباب رسميا للأعمال الخاصة وبدأ ظهور طبقة جديدة في المجتمع أطلق عليها آنذاك ‘’الروس الجدد’’، ثم جاء عهد الرئيس بوريس يلتسين في روسيا المستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ومع طرح برنامج خصخصة قطاعات الإنتاج في الدولة في عام 1993 عرف المجتمع الروسي لأول مرة المليونيرات الروس الذين سيطروا على أهم قطاعات الإنتاج عن طريق التحايل والرشاوى واستغلال الفساد الإداري، ولم يأتِ العام 1997 حتى كان أكثر من 60% من الاقتصاد الروسي في يد مجموعة من الأفراد لا يزيد عددهم عن خمسين فرداً أطلق عليهم طبقة ‘’الأوليجاركية’’ أي نخبة الأثرياء، الذين سيطروا بدورهم على مراكز صنع القرار السياسي في روسيا وعلى الكريملين والرئيس يلتسين وعائلته، وبسيطرتهم على قطاعات الإنتاج الحيوية من النفط والغاز والمعادن والبنوك والإعلام وغيرها استطاع هؤلاء الأثرياء تحقيق عائدات خيالية لا يستطيع أغنياء الدول الأخرى تحقيقها بهذه السرعة، هذا في الوقت الذي كان فيه أكثر من 40% من الشعب الروسي يعيشون تحت خط الفقر حتى كان أساتذة الجامعات يبيعون كتبهم في الشوارع إلى جانب ضباط الجيش السوفييتي الأحمر الذين كانوا يبيعون أوسمتهم ونياشينهم، بينما هرب الآلاف من العلماء والخبراء للخارج.

بالاطلاع على أسماء الأثرياء الروس الثلاثة وخمسين في قائمة فوربس الأخيرة نجد علامات مميزة ومشتركة لهؤلاء المليارديرات تميزهم عن أقرانهم في الدول الأخرى وتطرح في الوقت نفسه الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، من أهم هذه العلامات أن جميعهم كونوا ثرواتهم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي العام ,1991 وأن غالبيتهم من الشباب أقل من خمسين عاما، وجميعهم ارتبط اسمه بعالم الجريمة والمافيا، وأن أكثر من ثلثي هؤلاء الأثرياء من اليهود الروس ويحملون الجنسية الإسرائيلية، على رغم أن اليهود كانوا مضطهدين في الحقبة السوفيتية ومبعدين عن مواقع العمل الحيوية والحساسة والإستراتيجية لأنهم كانوا محل شكوك وشبهات لصلاتهم بالمنظمات اليهودية والصهيونية التي كانت تدعو لتهجيرهم من الاتحاد السوفييتي.


لقد ساعدت البنوك الإسرائيلية هؤلاء الأثرياء الروس على غسيل أموالهم والتي كانت تتجاوز كل عام أكثر من عشرة مليارات من الدولارات، كما ساعدتهم المؤسسات اليهودية العالمية في استثمار أموالهم هذه في الغرب، وليس غريبا أن نلاحظ أن معظم هؤلاء الأثرياء الروس لا يحبون التعامل مع وسائل الإعلام، ويرفضون حتى الآن نشر أسمائهم في قائمة فوربس للأغنياء، وذلك خوفا من السلطات الروسية التي بدأت في عهد الرئيس بوتين حملة قوية ضدهم اضطرت بعضهم للهروب للخارج وخصوصاً لإسرائيل وبريطانيا وأميركا.



على رأس قائمة المليارديرات الروس لعام 2006 يأتي اليهودي ‘’رومان أبراموفتش’’ الذي احتل المركز السادس عشر في قائمة فوربس بثروة قدرت بنحو 7,18 مليار دولار، وقد اختارته صحيفة صنداى تايمز البريطانية العام الماضي كأغنى أغنياء بريطانيا، خاصة بعد شرائه لنادي تشيلسي البريطاني لكرة القدم، وقد وضع عنه الكاتب البريطاني ‘’دومينيك ديجلي’’ الذي تتبع سيرته كتاب تحت عنوان ‘’أبراموفتش.. ملياردير قادم من المجهول’’ قال فيه ‘’رومان أبراموفتش الشاب المولود في العام 1966 في أسرة فقيرة تعرض لليتم بفقده والديه وعمره أربع سنوات، ولم يكمل رومان تعليمه ونشأ قريبا من عالم الجريمة ليصبح في بداية التسعينات واجهة واضحة للمافيا الروسية، وأسس في بداية التسعينات عصابة للسطو على شاحنات النفط وتهريبها لبيعها في السوق السوداء ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة والعشرين، واستطاع أبراموفتش شراء شركة سيبانفط الروسية العملاقة مقابل 125 مليون دولار بأقل من قيمتها عشرات المرات’’.



أبراموفتش لم يحتل في داخل روسيا المركز الأول في الأثرياء حيث وضعته مجلة فينانس الروسية في يناير/ كانون الثاني الماضي في المركز الثاني بعد الروسي اليهودي أوليج ديرباسكا صاحب أكبر مصانع الألمنيوم في العالم والذي قدرت المجلة ثروته بنحو 21 مليار دولار بينما قدرتها فوربس بنحو 3,13 مليار دولار ليأتي في مركز متأخر كثيرا عن أبراموفتش، كما لم تحتوى قائمة فوربس الأخيرة على اسم أغنى أغنياء روسيا اليهودي ميخائيل خودركوفسكي صاحب شركة يوكوس العملاقة للنفط، والذي احتل صدارة الأثرياء الروس والمركز السادس عشر في قائمة فوربس عام ,2004 وذلك بسبب الحكم عليه في روسيا بالسجن تسعة أعوام بسبب جرائم اختلاسات وتهرب ضريبي، وضمت قائمة فوربس الأخيرة رئيس منظمة المؤتمر اليهودي الروسي فيتشسلاف كانتور الذي قدرت ثروته بنحو 4,1 مليار دولار واحتل المركز 717 في القائمة.



لقد سيطر اليهود على معظم الاقتصاد الروسي في التسعينات، وبلغت الخسائر حسب تقديرات البنك الدولي نحو ثلاثة تريليونات من الدولارات، وجعلوا أكثر من 40% من الشعب الروسي يعيشون تحت خط الفقر، ولولا صرامة وشدة نظام الرئيس بوتين معهم لأجهزوا تماما على روسيا وجعلوها من دول العالم الثالث المتخلفة.