السياسة لفريدريك الثالث:
مرسل: السبت نوفمبر 30, 2013 9:48 pm
لم يكن فريدريك متميزا في سياسته ومناوراته مع خصومه ولكنه أيضا لم يكن فاشلا, ويعتبر اخوه الأصغر ألبرت السادس أرشديق النمسا من أكثر من سبب له المتاعب ونافسه على الحكم والسلطة. وحيث انه لم يحرز اي انتصارات تذكر في ساحة المعركة, ولم يأت من خلالها على شيء يخلد ذكراه فلذلك لجأ إلى خطط ماكرة وخبيثة, ومن هذه الخطط سجنه لابن عمه لاديسلاوس باثسموس ارشيدوق النمسا وملك بولنده, حيث قام فريدريك بعدها بتمديد الوصاية عليه لكي يستطيع ابقاء سيطرته على النمسا السفلى ويمنع امتداد سلطان ملوك بولنده, لكن بموت لاديسلاوس انظمت المجر إلى بوهيميا تحت لواء آل هابسبورغ. وبالمثل حصل لابن اخيه سيغيسموند حيث استطاع فريدريك التغلب على النزاعات بواسطة ابقاء خصمه في الاسر ثم يقوم بالتالي بتوريث اراضيهم لنفسه. وبتملكه الإقطاعات الشاسعة التي سيطر عليها على مر الزمن جعله هذا كثير التنقل بينها, فتارة يستقر في غراتس وتارة في لينز وأخرى في واينر نوستادت من الاراضي النمساوية. احدى اخفاقات الامبراطور فريدريك الثالث في سياسته الخارجية كانت عندما وافق على زواج ابنته كونى غوندى, وهى الوحيدة التي لم تزل على قيد الحياة, من البرت الرابع دوق بافاريا الذي قام قبل عقد الزواج بالاستحواذ الغير شرعي على بعض المقاطعات الملكية ومن ثم اعطائها لزوجته كمهر لها, لكن عندما علم فريدريك الثالث بذالك رفض الزواج, لكن لاحقا وكبادرة حسن نية وافق على مضض من تزويجهم لكن سرعانا ما سحب موافقته عندما لاحظ ان البرت الرابع قد قام بالسيطرة على مقاطعات أخرى من اقطاعيات آل هابسبورغ وكادت تنشب حرب بينهم لولا تدخل ماكسيمليان الاول كوسيط وحل الازمة. بالرغم من شخصيته السلبية إلا أن فريدريك الثالث سجل نجاحات كبيرة كان لها الاثر الأكبر في سيطرة آل هابسبورغ على القارة الأوروبية, ومن هذه التكتيكات هو نجاحه في التفاوض مع شارل الجريء أو شارل الجسور الذي حاصر مدينة نوس عام 1474 لمدة سنة كامله ومنع عنهم كل المؤن، وكان غرضه ان يبسط سلطانه على النهر ومن ثم الاستيلاء على اللورين ليربط الاراضي المنخفضة ببرجندية. هذا التصرف جعل فريدريك يتجهيز بجيش كبير وتوجه اليه, ولكن شارل الجريء اضطر للتراجع والانسحاب مقابل اتفاق بينه وبين فريدريك الثالث الذي ينص على ان يتزوج ماكسيمليان الاول ابنة شارل الوحيدة ميري الغنية أو ماريه. في يناير من عام 1477 قتل شارل الجريء أو الجسور في ميدان القتال ولم يترك خلفا الا ابنته ميري. من خلال هذا الزواج وحده تمكن فريدريك من ضمان انضمام كل الاراضى البرجندية إلى ممتلكات اسرة آل هابسبورغ.