By عبدالله الهويدي36336 - الأحد ديسمبر 01, 2013 10:17 pm
- الأحد ديسمبر 01, 2013 10:17 pm
#67011
بروفايل - سبق - خاص: لَمْ تَكُنْ العِبارةُ التي ألقاها وزيرُ الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمامَ المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري في تونس أخيراً إلا انطلاقاً من منظورٍ إسلامي يستنكر المنكر، ويرفض الطغيان. وهو عندما قال "لا يمكن لبلادي أنْ تشارك في أيِّ عملٍ لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري"، فهو لم يكن وقتها السياسي الذكي، بل كان الإنسان الذي ينطلق من سياسة دولة جعلت منهاجها الأول الشريعة الإسلامية، ومنها تنطلق لتضع نفسها على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع؛ مؤكدة أنها ستكون في طليعة أيِّ جهدٍ دولي يحقق حلولاً عاجلةً وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري.
وعلى الرغم من حساسية المنصب ومتطلبات السياسة التي تفرض المجاملة والتروي إلا أن الفيصل – كعادته - في مواقفَ حاسمةٍ شارك المنصفين الذين يرون أن ما يحدث للأشقاء من أبناء الشعب السوري لا يُرضي الله ولا رسوله؛ وبالتالي فالموقف بحاجةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ يحتاج إليها التاريخ، وتفرضها دماء الشهداء.
- الحكمة والصراحة:
سعود الفيصل هو نفسه الذي لم يتخل عن صراحته ولا عن تجسيد حكمة قيادة دولته في أصعب المواقف، ردّد أيضا في المكان ذاته أن "المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرُّك الدولي المسؤولية الأخلاقية عمّا آلت إليه الأمور"، كما أنه هو ذاته الذي يؤكّد تسامح الموقف السعودي عندما يحتمل الوضع (التسامح) في حنكة السياسة ليقول: "إيران دولة جارة لو تقدمت بخطوة حسنة سنتقدم بخطوتين"، رغم سخونة الوضع واستفزازات إيران.
ومن الأمثلة الأخرى على صراحته عندما صرح في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن "سياسة الولايات المتحدة في العراق، تُعمّق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعلياً لإيران". وقال في قلب أمريكا: "... إنكم تتحدثون الآن عن السُّنة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة، الإيرانيون يذهبون إلى المناطق التي تؤمّنها القوات الأمريكية (المحتلة) ويسلحون الميليشيات التي هناك وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية".
- الربيع العربي:
لقد واجهت المملكة العربية السعودية أخيراً تحديات سياسية كبيرة حاولت إخراجها عن حنكتها وأرادت المساومة على مبادئها، وهدفت للإيقاع والإحراج أكثر من الإصلاح ولمّ الشمل لكن الفيصل – كعادته - لم يتخل عن صراحته فقال واصفاً الموقف الإيراني بعد محاولة اغتيال السفير السعودي: "تمت إحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، العلة في السياسة الإيرانية وليست في سياسة دول الخليج, مشيراً إلى أنهم إذا أرادوا حُسن النيّة فلن نتأخر".
لقد جاءت أحداث الربيع العربي لتترك تغييراتٍ كاسحة على الخريطة العربية، لكنها لم تنل من المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية ولم تزد شعبها إلا تلاحماً مع قيادته، وكان الفيصل خلال ذلك – كما هو دوماً - مسلماً عربياً كان يردّد: "لا نشك في نوايا كل الناس، ولكن ثبت بالخبرة أن الذي يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا"، بل إنه حين شعر أن هناك خطأ ما في موضوع المراقبين العرب، قال بصراحته المعهودة: "الوضع لا يمكن أن يستمر، لن نكون شهود زور، بلادي ستسحب مراقبيها...".
يقول الكاتب درويش محمي (سوري الجنسية) في مقالٍ له بصحيفة السياسة الكويتية تحت عنوان "سعود الفيصل يمثلني": "موقف ضيوف تونس من السوريين كان عليهم حمل حقائبهم والإمساك بأطراف عباءة السيد سعود الفيصل, هذا الأمير النبيل الصادق وهو ينسحب. كان عليهم أن يقولوا ما قاله سعود الفيصل. أنا شخصياً لا يمثلني أحد, وإذا كان هناك أحدٌ ما يمثلني, فهو الأمير سعود الفيصل, شكرا سمو الأمير".
لطالما وُصِف الأمير سعود الفيصل بأنه "رجل المهمات الصعبة"، فهو يعرف التوقيت المناسب للتسامح مثلما هو الوقت الأفضل للحزم، وعندما رأى أن البعض يفكر فيما يفكر جسّد الفيصل سياسة بلاده ولخصها في عبارات كان يردّدها دوماً "لا نتدخل فيِ شؤوِن الآخرين ولا نقبلِ التدخل في شؤوننا، وأي إصبعَ يمتدَ في وجهَ الممَلكة، ﺳنقطعه".
- في عيونهم:
إن الذين شهدوا لسعود الفيصل هم من خارج بلاده، بل أغلبهم من أسماء تاريخية أو كان لها أثرٌ في تاريخ السياسة العالمية، لقد كان الفيصل أكثر إسلامية وعروبة من كونه سياسياً ذكياً فقد صرخ بعد أحداث غزة وفي مجلس الأمن الدولي "حينما قال: إننا كعرب مسالمين نبحث في السلام, ولكنكم تماطلون وتسفهون كل مطالب السلام؛ لذلك أن تم ذلك مرة أخرى سنقوم بإدارة ظهورنا لكل قراراتكم والبحث عن خيارات أخرى ..".
يقول عنه "كوشنير" وزير خارجية فرنسا في مؤتمر صحفي: "الأمير سعود أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة" ويقول وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليبند: "سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية لا يُستهان بها".
فيما يقول أحد مستشاري الرئيس الروسي بوتين: "إن سعود الفيصل يتحدث بوضوحٍ تام يجعل محادثيه في حيرةٍ من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق؟".
إن المهارات التي تمتع بها قلما توجد لدى سياسي آخر، فهو يجيد عدداً من اللغات مما مكّنه من التعامل وسرعة البديهة حسب الموقف. يقول عنه كولن باول: "سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهودي! بل يعتبر لوبياً سعودياً!".
يُروى عنه أنه في أحد المؤتمرات العالمية قام بخلع السماعات عندما بدأ الوفد اليهودي بالحديث.. وحينما سُئل عن السبب: "قال إنه غير مهتم، وليس لديه وقتٌ ليسمع ماذا سيقول الوفد اليهودي؟!".
أيضاً يعتبر الفيصل من مهندسي العلاقات السعودية مع العالم في المجالات كافة، فعلى سبيل المثال، يعتبر هو ممّن كان له دورٌ في صفقة الصواريخ الصينية، وهو واضع علامات التفاهم لاجتماع الطائف إبّان حرب لبنان الأهلية.
أما حياته الخاصة ويومياته، فهي الأكثر إدهاشاً وقليلٌ منها ما نُقل عن الذين من حوله ومما نُقل عنه أنه من الذين يشعرون بأن وقته ليس ملكاً لنفسه.. لذلك لا يضع جدولاً لنومه واسترخائه! بل إنه تكاد ألا تجد صوراً شخصية له، فكل المنتشر هي صور أثناء مؤتمرات أو عمل.. بل يصفونه أثناء رحلاته الطويلة بأنه يقضي معظم وقته في قراءة قضية أو ملف سياسي سيذهب إليه أو مُدرج في جدوله". وهو من السياسيين الذين لا يفضلون الجلوس على مكاتبهم خلال أكثر من أربعين عاماً من السياسة التي تتطلب اليقظة الدائمة والحرص والمتابعة.
يقول أحد العاملين معه "لا يجلس في مكتبه الوزاري كثيراً .. منذ 40 عاماً لم يغيّر سعود الفيصل مكتبه سوى مرتين فقط! بل أمرنا بألا نغيّر الأثاث حتى يتلف.. !".
ويقول آخر: "عرضت على سموه أن يتم تجديد أحد مكاتب المستشارين بسعر ضخم من شركه معروفة! فرفض.. وأمر بتجديد الأثاث من أحد أسواق الحراج الشهيرة".
تولى الأمير سعود الفيصل منصبه منذ عام 1975. وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته الأميرة عفت الثنيان آل سعود. نشأ الأمير سعود في بيئةٍ سياسيةٍ وكان قريباً من السلطة ويستمد الحكمة من والده.
حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964. والتحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن. ثم عُيِّن نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط عام 1970. وفي عام 1971 عُيِّن وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.
وبحكم عمله وزيراً للخارجية شارك في عضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية، مثل: اللجنة العربية الخاصة بلبنان، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
لقد كانت ومازالت ثقة القيادة به لا حدود لها، بل يُوصَف بأنه الوزير السعودي المصرّح له باتخاذ القرارات فورياً للثقة به. وعُرِف عنه عزوفه عن الظهور. إن "سعود الفيصل" كما يراه المتابعون يمثل بُعداً نادراً للسياسي المحنك قلما تجد له نظيراً حالياً، ألم يقل مستشارو الرئيس الروسي: "كيف يمكن لوزير خارجيةٍ أن يكون بكل هذا الصدق؟!".
وعلى الرغم من حساسية المنصب ومتطلبات السياسة التي تفرض المجاملة والتروي إلا أن الفيصل – كعادته - في مواقفَ حاسمةٍ شارك المنصفين الذين يرون أن ما يحدث للأشقاء من أبناء الشعب السوري لا يُرضي الله ولا رسوله؛ وبالتالي فالموقف بحاجةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ يحتاج إليها التاريخ، وتفرضها دماء الشهداء.
- الحكمة والصراحة:
سعود الفيصل هو نفسه الذي لم يتخل عن صراحته ولا عن تجسيد حكمة قيادة دولته في أصعب المواقف، ردّد أيضا في المكان ذاته أن "المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرُّك الدولي المسؤولية الأخلاقية عمّا آلت إليه الأمور"، كما أنه هو ذاته الذي يؤكّد تسامح الموقف السعودي عندما يحتمل الوضع (التسامح) في حنكة السياسة ليقول: "إيران دولة جارة لو تقدمت بخطوة حسنة سنتقدم بخطوتين"، رغم سخونة الوضع واستفزازات إيران.
ومن الأمثلة الأخرى على صراحته عندما صرح في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن "سياسة الولايات المتحدة في العراق، تُعمّق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعلياً لإيران". وقال في قلب أمريكا: "... إنكم تتحدثون الآن عن السُّنة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة، الإيرانيون يذهبون إلى المناطق التي تؤمّنها القوات الأمريكية (المحتلة) ويسلحون الميليشيات التي هناك وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية".
- الربيع العربي:
لقد واجهت المملكة العربية السعودية أخيراً تحديات سياسية كبيرة حاولت إخراجها عن حنكتها وأرادت المساومة على مبادئها، وهدفت للإيقاع والإحراج أكثر من الإصلاح ولمّ الشمل لكن الفيصل – كعادته - لم يتخل عن صراحته فقال واصفاً الموقف الإيراني بعد محاولة اغتيال السفير السعودي: "تمت إحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، العلة في السياسة الإيرانية وليست في سياسة دول الخليج, مشيراً إلى أنهم إذا أرادوا حُسن النيّة فلن نتأخر".
لقد جاءت أحداث الربيع العربي لتترك تغييراتٍ كاسحة على الخريطة العربية، لكنها لم تنل من المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية ولم تزد شعبها إلا تلاحماً مع قيادته، وكان الفيصل خلال ذلك – كما هو دوماً - مسلماً عربياً كان يردّد: "لا نشك في نوايا كل الناس، ولكن ثبت بالخبرة أن الذي يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا"، بل إنه حين شعر أن هناك خطأ ما في موضوع المراقبين العرب، قال بصراحته المعهودة: "الوضع لا يمكن أن يستمر، لن نكون شهود زور، بلادي ستسحب مراقبيها...".
يقول الكاتب درويش محمي (سوري الجنسية) في مقالٍ له بصحيفة السياسة الكويتية تحت عنوان "سعود الفيصل يمثلني": "موقف ضيوف تونس من السوريين كان عليهم حمل حقائبهم والإمساك بأطراف عباءة السيد سعود الفيصل, هذا الأمير النبيل الصادق وهو ينسحب. كان عليهم أن يقولوا ما قاله سعود الفيصل. أنا شخصياً لا يمثلني أحد, وإذا كان هناك أحدٌ ما يمثلني, فهو الأمير سعود الفيصل, شكرا سمو الأمير".
لطالما وُصِف الأمير سعود الفيصل بأنه "رجل المهمات الصعبة"، فهو يعرف التوقيت المناسب للتسامح مثلما هو الوقت الأفضل للحزم، وعندما رأى أن البعض يفكر فيما يفكر جسّد الفيصل سياسة بلاده ولخصها في عبارات كان يردّدها دوماً "لا نتدخل فيِ شؤوِن الآخرين ولا نقبلِ التدخل في شؤوننا، وأي إصبعَ يمتدَ في وجهَ الممَلكة، ﺳنقطعه".
- في عيونهم:
إن الذين شهدوا لسعود الفيصل هم من خارج بلاده، بل أغلبهم من أسماء تاريخية أو كان لها أثرٌ في تاريخ السياسة العالمية، لقد كان الفيصل أكثر إسلامية وعروبة من كونه سياسياً ذكياً فقد صرخ بعد أحداث غزة وفي مجلس الأمن الدولي "حينما قال: إننا كعرب مسالمين نبحث في السلام, ولكنكم تماطلون وتسفهون كل مطالب السلام؛ لذلك أن تم ذلك مرة أخرى سنقوم بإدارة ظهورنا لكل قراراتكم والبحث عن خيارات أخرى ..".
يقول عنه "كوشنير" وزير خارجية فرنسا في مؤتمر صحفي: "الأمير سعود أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة" ويقول وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليبند: "سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية لا يُستهان بها".
فيما يقول أحد مستشاري الرئيس الروسي بوتين: "إن سعود الفيصل يتحدث بوضوحٍ تام يجعل محادثيه في حيرةٍ من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق؟".
إن المهارات التي تمتع بها قلما توجد لدى سياسي آخر، فهو يجيد عدداً من اللغات مما مكّنه من التعامل وسرعة البديهة حسب الموقف. يقول عنه كولن باول: "سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهودي! بل يعتبر لوبياً سعودياً!".
يُروى عنه أنه في أحد المؤتمرات العالمية قام بخلع السماعات عندما بدأ الوفد اليهودي بالحديث.. وحينما سُئل عن السبب: "قال إنه غير مهتم، وليس لديه وقتٌ ليسمع ماذا سيقول الوفد اليهودي؟!".
أيضاً يعتبر الفيصل من مهندسي العلاقات السعودية مع العالم في المجالات كافة، فعلى سبيل المثال، يعتبر هو ممّن كان له دورٌ في صفقة الصواريخ الصينية، وهو واضع علامات التفاهم لاجتماع الطائف إبّان حرب لبنان الأهلية.
أما حياته الخاصة ويومياته، فهي الأكثر إدهاشاً وقليلٌ منها ما نُقل عن الذين من حوله ومما نُقل عنه أنه من الذين يشعرون بأن وقته ليس ملكاً لنفسه.. لذلك لا يضع جدولاً لنومه واسترخائه! بل إنه تكاد ألا تجد صوراً شخصية له، فكل المنتشر هي صور أثناء مؤتمرات أو عمل.. بل يصفونه أثناء رحلاته الطويلة بأنه يقضي معظم وقته في قراءة قضية أو ملف سياسي سيذهب إليه أو مُدرج في جدوله". وهو من السياسيين الذين لا يفضلون الجلوس على مكاتبهم خلال أكثر من أربعين عاماً من السياسة التي تتطلب اليقظة الدائمة والحرص والمتابعة.
يقول أحد العاملين معه "لا يجلس في مكتبه الوزاري كثيراً .. منذ 40 عاماً لم يغيّر سعود الفيصل مكتبه سوى مرتين فقط! بل أمرنا بألا نغيّر الأثاث حتى يتلف.. !".
ويقول آخر: "عرضت على سموه أن يتم تجديد أحد مكاتب المستشارين بسعر ضخم من شركه معروفة! فرفض.. وأمر بتجديد الأثاث من أحد أسواق الحراج الشهيرة".
تولى الأمير سعود الفيصل منصبه منذ عام 1975. وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته الأميرة عفت الثنيان آل سعود. نشأ الأمير سعود في بيئةٍ سياسيةٍ وكان قريباً من السلطة ويستمد الحكمة من والده.
حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964. والتحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن. ثم عُيِّن نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط عام 1970. وفي عام 1971 عُيِّن وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.
وبحكم عمله وزيراً للخارجية شارك في عضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية، مثل: اللجنة العربية الخاصة بلبنان، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
لقد كانت ومازالت ثقة القيادة به لا حدود لها، بل يُوصَف بأنه الوزير السعودي المصرّح له باتخاذ القرارات فورياً للثقة به. وعُرِف عنه عزوفه عن الظهور. إن "سعود الفيصل" كما يراه المتابعون يمثل بُعداً نادراً للسياسي المحنك قلما تجد له نظيراً حالياً، ألم يقل مستشارو الرئيس الروسي: "كيف يمكن لوزير خارجيةٍ أن يكون بكل هذا الصدق؟!".