- الأحد ديسمبر 01, 2013 10:39 pm
#67022
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي (121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م) راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.
نبذة عن حياته
مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Wilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.
صوت صـفير البلبل :
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكرًا. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة. وهذه هي القصيدة :
صـوت صــفير البلبل هيج قلبي الثَمِلِي
الماء والزهر معا مـع زهرِلحظِ المٌقَلي
وأنت يا سيدَ لي وسيدي ومولى لي
فكـم فكـم تيمني غُزَيلٌ عقـيقَلي
قطَّفتَه من وجـنَةٍ من لثم ورد الخـجلي
فـقال لا لا لا لا لا وقــد غدا مهرولي
والعود مال طربا من فعل هذا الرجلي
فولولت وولولت ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لـي
قالت له حين كـذا انهض وجد بالنقلي
وفتية سقونني قهوة كالعسل لي
شممتها بآنفي أزكـى من القرنفلي
في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشـاهش على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصــيح ملل فــي مللي
ولو تراني راكبا علـى حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة كمــشية العرنجلي
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعِكَع خلفي ومن حويللي
لكــن مشيت هاربا من خشية العقنقلي
إلى لقاء مـلك مـعظم مبجلي
يأمر لي بخلعة حمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيا مبغـددا للذيلي
انا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلي
نظمت قطـعا زخرفت يعجز عنها الأدبلي
أقول في مطلعها صوت صفير البلبلي!!
حينها أسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير أحضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد أعد المال، يعتبر كثير من الأدباء هذه الرواية ساقطة وغير صحيحة استنادًا على ادلة كثيرة اقواها ان الاصمعي لم يشتهر بعصر المنصور وان القصيدة فيها اخطاء نحوية وعروضية كثيرة يستحيل ان يقع بها الأديب الكبير الاصمعي، وكونها وردت في كتاب الأغاني لالأصفهاني الذي يمتلئ بروايات كثيرة موضوعة والصواب ان هذه القصة موضوعة.
نبذة عن حياته
مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Wilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.
صوت صـفير البلبل :
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكرًا. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة. وهذه هي القصيدة :
صـوت صــفير البلبل هيج قلبي الثَمِلِي
الماء والزهر معا مـع زهرِلحظِ المٌقَلي
وأنت يا سيدَ لي وسيدي ومولى لي
فكـم فكـم تيمني غُزَيلٌ عقـيقَلي
قطَّفتَه من وجـنَةٍ من لثم ورد الخـجلي
فـقال لا لا لا لا لا وقــد غدا مهرولي
والعود مال طربا من فعل هذا الرجلي
فولولت وولولت ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لـي
قالت له حين كـذا انهض وجد بالنقلي
وفتية سقونني قهوة كالعسل لي
شممتها بآنفي أزكـى من القرنفلي
في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشـاهش على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصــيح ملل فــي مللي
ولو تراني راكبا علـى حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة كمــشية العرنجلي
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعِكَع خلفي ومن حويللي
لكــن مشيت هاربا من خشية العقنقلي
إلى لقاء مـلك مـعظم مبجلي
يأمر لي بخلعة حمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيا مبغـددا للذيلي
انا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلي
نظمت قطـعا زخرفت يعجز عنها الأدبلي
أقول في مطلعها صوت صفير البلبلي!!
حينها أسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير أحضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد أعد المال، يعتبر كثير من الأدباء هذه الرواية ساقطة وغير صحيحة استنادًا على ادلة كثيرة اقواها ان الاصمعي لم يشتهر بعصر المنصور وان القصيدة فيها اخطاء نحوية وعروضية كثيرة يستحيل ان يقع بها الأديب الكبير الاصمعي، وكونها وردت في كتاب الأغاني لالأصفهاني الذي يمتلئ بروايات كثيرة موضوعة والصواب ان هذه القصة موضوعة.