صفحة 1 من 1

توماس الاكويني

مرسل: الأحد ديسمبر 01, 2013 11:54 pm
بواسطة عبدالله الجعوان333
قسيس وقديس كاثوليكي إيطالي من الرهبانية الدومينيكانية، وفيلسوف ولاهوتي مؤثر ضمن تقليد الفلسفة المدرسية. أحد معلمي الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بالعالم الأنغليكاني (Doctor Angelicus) والعالم المحيط (Doctor Universalis). عادة ما يُشار إليه باسم توما، والأكويني نسبته إلى محل إقامته في أكوين. كان أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبو المدرسة التوماوية في الفلسفة واللاهوت. تأثيره واسع على الفلسفة الغربية، وكثيرٌ من أفكار الفلسفة الغربية الحديثة إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاقٌ معها، خصوصاً في مسائل الأخلاق والقانون الطبيعي ونظرية السياسة.
يعتبر الأكويني المدرس المثالي لمن يدرسون ليكونوا قسساً في الكنيسة الكاثوليكية.[1] ويُعرف بعمليه خلاصة اللاهوت والخلق والخالق. يعتبره العديد من المسيحيين فيلسوف الكنيسة الأعظم لذلك تُسمى باسمه العديد من المؤسسات التعليمية.
ولد توما الأكويني في حوالي العام 1225 قرب قلعة والده الكونت لاندولف من روكاسكا في مملكة صقلية (لاتسيو اليوم). ويرتبط بسلالة هوهنستوفن إحدى سلالات إمبراطور روما المقدس عن طريق والدته ثيودورا كونتيسة تيات.[2] كان سينيبالد شقيق لاندولف رئيس دير الرهبان البندكتيين الأصلي في مونت كاسينو. وبينما كان جميع إخوة توما في مهن عسكرية، [3] قررت العائلة أن يسلك توما طريق عمه في الرهبانية، [4] وهذا خيار تقليدي للابن الأصغر في النبالة الإيطالية.[2]
بدأ توما الأكويني تعليمه المبكر في سن الخامسة في دير مونت كاسينو، غير أنه بعد اندلاع الصراع العسكري بين الإمبراطور فريدريك الثاني والبابا غريغوري التاسع ووصوله إلى الدير في بدايات 1239، قرر لاندولف وثيودورا إرسال ابنهما إلى الجامعة التي أنشأها فريدريك حديثاً في نابولي.[5] وعلى الأرجح، فإن توما قد تعرف هناك على أعمال أرسطو وابن رشد وموسى بن ميمون، وأثر هؤلاء الفلاسفة على فلسفته اللاهوتية.[6] وخلال سني دراسته في نابولي تأثر توما بالمبشر الدومينيكاني يوحنا من سانت جوليان الذي كان جزءاً من المجهودات المستمرة للرهبانية الدومينيكانية من أجل تجنيد أتباعٍ مخلصين.[7] وكان معلمه لمواد الأرتيماطيقي والهندسة والفلك والموسيقى بطرس الإيبيري.[8]
قلعة مونت سان جيوفاني كامبانو
لم يرق انضمام توما الأكويني إلى الرهبانية الدومينيكانية عائلته، وفي محاولة لمنع ثيودورا من التدخل في خيارات ابنها توما، قرر الدومينيكان توما إلى روما، ومن ثم إلى باريس.[9] وفي طريقه إلى روما، اعتقله إخوته بناء على أوامر أمه ثيودورا بينما كان يشرب من نبع، وأعيد إلى والديه في قلعة مونت سان جيوفاني كامبانو.[9] وبقي معتقلاً في مقر إقامة أسرته في روكاسكا لعامين في محاولة لمنعه من الانضمام إلى الرهبانية الدومينيكانية، ولدفعه لنبذ طائفته الجديدة.[6] وبسبب مخاوف سياسية، لم يستطع البابا أن يأمر بإطلاق سراحه مما مدد فترة احتجازه[10] الذي أمضاه في تعليم شقيقاته والتواصل مع أعضاء الرهبانية الدومينيكانية.[6] بلغ اليأس بأفراد عائلته حد أن اثنين من أشقائه استأجرا بغياً لإغوائه، لكنه طردها، ووفقاً للأسطورة فإن ملاكين قد زاراه تلك الليلة في منامه وقويا من عزمه على الوفاء بنذر العفة.[11] وفي آخر الأمر، قررت ثيودورا حفظ ماء وجهها بعد أن فشلت جميع محاولاتها لثني ابنها عما اعتزمه، فدبرت هروبه في الليل عبر نافذته لأنها رأت أن هروباً سرياً في الليل سيخلف ضرراً أقل بكثير من الضرر الذي سيخلفه استسلام مفتوح للدومينيكان. أُرسل توما في البداية إلى نابولي ثم إلى روما ليقابل يوهان فون وايلدشوزن المعلم الرئيسي للرهبانية الدومينيكانية.[12]