الاسلام رسالة عالمية تخاطب كل الناس
مرسل: الاثنين ديسمبر 02, 2013 2:43 pm
جاء الإسلام رسالة إنسانية عالمية لكل الناس، وليس للعرب وحدهم -مع أنهم طليعة الدعوة- بل هم فيه سواء مع كل الناس، تحدِّد مكانتَهم (التقوى)، وما يبذلونه في سبيل هذا الدين الذي شرفهم الله به.
ونستطيع القول: إن الدين الصحيح منذ آدم إلى محمد -عليهما الصلاة والسلام- كان دعوة مفتوحة لكل الناس؛ فمع أن يوسف من بني إسرائيل، وهو الابن الأعز لدى يعقوب ، إلا أنه استغل وجوده في السجن المصري، ودعا المصريين إلى عبادة الله الواحد القهار: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39].
وكان في بيت فرعون مؤمنون يكتمون إيمانهم، على رأسهم آسية امرأة فرعون نفسها، ومنهم ذلك الرجل الذي كان يكتم إيمانه، وأنقذ الله موسى على يديه من القتل، وعندما جاء عيسى رسولاً لمدة محدودة جدًّا لا تزيد على ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة أيام لعلاج خِراف بني إسرائيل الضالة، استقبل على مائدة دعوته غير الإسرائيليين، مع أنه قصد بدعوته بالدرجة الأولى قومه بني إسرائيل.
وعندما جاء الإسلام وهو خاتم كل الأديان، وآخر حلقاتها الموصولة: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]، كان ضروريًّا أن يكون عالميًّا؛ لأنه كلمة الله الخاتمة، وحُجَّته البالغة إلى يوم القيامة، ولأن طبيعة مبادئه تتجه إلى العدل المطلق، والرحمة المطلقة، وإنقاذ كل الناس.
إن القرآن الكريم -وهو المصدر الأول للإسلام- رسالة عالمية، والرسول محمد رسول للعالمين رحمةً وبشيرًا للمؤمنين، ونذيرًا للكافرين والمنافقين.
عالمية الدعوة وتفرد الحضارة الإسلامية
وبعد صلح الحديبية، وبدءًا من السنة السابعة للهجرة بدأ الرسول في المجال التطبيقي يحقِّق عالمية الدعوة، ويخرجها من نطاق الجزيرة العربية حتى يحقق بُعدها الإنساني العالمي غير المحدود بالمكان أو القوم أو الزمان، فأرسل رُسله يحملون كتبه إلى الملوك والرؤساء والأمراء في عصره، لا يفرق في دعوته بين قيصر ملك الروم وكسرى إمبراطور الفرس، وأمراء الحدود كالغساسنة والمناذرة، ثم جاء أصحابه من بعده وأكملوا المسيرة، وهكذا كان الإسلام فكرًا وتطبيقًا عالميًّا منذ نشأته.
وليس بدعًا في ضوء العالمية الإسلامية أن تنتهج أية دعوة إصلاحية نهجًا عالميًّا، لكن شريطة أن تكون رسالتها تهمُّ العالم فعلاً، وتخدم العالم كله، وتقدِّم خيرًا للناس، أو تحقق رقيًّا لجميعهم قد تختلف فيه النسبة بين بلد يعلم ويعمل، وبين بلد آخر أقل علمًا وأقل عملاً، لكن المهم أن تكون مفيدة لكل الناس، محقِّقة لكل الناس الكرامةَ والحريةَ والعدلَ والمساواةَ، وبهذا تفرَّدت حضارة الإسلام كحضارة تقوم على الحب الكامل، والرحمة للعالمين، والدعوة إلى الحق بالحب والرحمة، وصدق الله {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99].
ونستطيع القول: إن الدين الصحيح منذ آدم إلى محمد -عليهما الصلاة والسلام- كان دعوة مفتوحة لكل الناس؛ فمع أن يوسف من بني إسرائيل، وهو الابن الأعز لدى يعقوب ، إلا أنه استغل وجوده في السجن المصري، ودعا المصريين إلى عبادة الله الواحد القهار: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39].
وكان في بيت فرعون مؤمنون يكتمون إيمانهم، على رأسهم آسية امرأة فرعون نفسها، ومنهم ذلك الرجل الذي كان يكتم إيمانه، وأنقذ الله موسى على يديه من القتل، وعندما جاء عيسى رسولاً لمدة محدودة جدًّا لا تزيد على ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة أيام لعلاج خِراف بني إسرائيل الضالة، استقبل على مائدة دعوته غير الإسرائيليين، مع أنه قصد بدعوته بالدرجة الأولى قومه بني إسرائيل.
وعندما جاء الإسلام وهو خاتم كل الأديان، وآخر حلقاتها الموصولة: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]، كان ضروريًّا أن يكون عالميًّا؛ لأنه كلمة الله الخاتمة، وحُجَّته البالغة إلى يوم القيامة، ولأن طبيعة مبادئه تتجه إلى العدل المطلق، والرحمة المطلقة، وإنقاذ كل الناس.
إن القرآن الكريم -وهو المصدر الأول للإسلام- رسالة عالمية، والرسول محمد رسول للعالمين رحمةً وبشيرًا للمؤمنين، ونذيرًا للكافرين والمنافقين.
عالمية الدعوة وتفرد الحضارة الإسلامية
وبعد صلح الحديبية، وبدءًا من السنة السابعة للهجرة بدأ الرسول في المجال التطبيقي يحقِّق عالمية الدعوة، ويخرجها من نطاق الجزيرة العربية حتى يحقق بُعدها الإنساني العالمي غير المحدود بالمكان أو القوم أو الزمان، فأرسل رُسله يحملون كتبه إلى الملوك والرؤساء والأمراء في عصره، لا يفرق في دعوته بين قيصر ملك الروم وكسرى إمبراطور الفرس، وأمراء الحدود كالغساسنة والمناذرة، ثم جاء أصحابه من بعده وأكملوا المسيرة، وهكذا كان الإسلام فكرًا وتطبيقًا عالميًّا منذ نشأته.
وليس بدعًا في ضوء العالمية الإسلامية أن تنتهج أية دعوة إصلاحية نهجًا عالميًّا، لكن شريطة أن تكون رسالتها تهمُّ العالم فعلاً، وتخدم العالم كله، وتقدِّم خيرًا للناس، أو تحقق رقيًّا لجميعهم قد تختلف فيه النسبة بين بلد يعلم ويعمل، وبين بلد آخر أقل علمًا وأقل عملاً، لكن المهم أن تكون مفيدة لكل الناس، محقِّقة لكل الناس الكرامةَ والحريةَ والعدلَ والمساواةَ، وبهذا تفرَّدت حضارة الإسلام كحضارة تقوم على الحب الكامل، والرحمة للعالمين، والدعوة إلى الحق بالحب والرحمة، وصدق الله {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99].