ايران تسعى للهيمنة وتقف وراء عدم استقرار العراق
مرسل: الاثنين ديسمبر 02, 2013 7:56 pm
http://www.azzaman.com/index.asp?fna...tm&storytitle=
ندوة المركز الدولي للدراسات المستقبلية في القاهرة:
إيران تسعي للهيمنة وتقف وراء عدم استقرار العراق
القاهرة ــ الزمان
مع استمرار التهديدات الاسرائيلية الامريكية لايران بتدمير مفاعلاتها النووية ورد طهران باحراق المنطقة علي الجميع ثم تنامي المخاوف الخليجية والاقليمية من الحرب القادمة تارة او النفوذ الايراني المهيمن مستقبلا تارة اخري عقد المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية مؤتمرا موسعا حضره عدد من الخبراء والباحثين الاستراتيجيين والسياسيين من مصر وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والخليج ناقشوا ابعاد خلفيات ومستقبل "الدور الايراني في المنطقة بين المصالح والهيمنة". في البداية تحدث اللواء احمد فخر الخبير والمحلل الاستراتيجي ورئيس مجلس الامناء قائلا ان البعض يري ويحلل تصرفات ايران علي انها تسعي للهيمنة الاقليمية فهي تتصرف نحو زيادة عدم الاستقرار في العراق كما انها اختارت الا تقدم الدعم للدول بل الي تنظيمات داخل هذه الدول مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين والتوافق الاستراتيجي السياسي العسكري مع سوريا بالاضافة الي انها تقف موقفا محيرا بالنسبة لموضوع ملفها النووي الامر الذي يثير القلق.
وعلي الجانب الآخر يري البعض ان ايران تدير سياستها الخارجية بذكاء فترفع مستوي التوتر اقليميا واعلاميا حينا وتنزل بهذا المستوي الي ادني مستوياته حينا آخر.
ويضيف اللواء فخر انه علي الرغم من ان اسم هذه الدولة هو الجمهورية الاسلامية الايرانية الا انه اسلوب اتخاذ القرار في ايران محتكر بمجموعة ايدلوجية سواء كانوا منتخبين معينين. ولذا فمن المهم تحليل السلوك الايراني في المنطقة للوصول الي اجابة واضحة تضيء السياسات امام قادة الفكر.
الاطار العام
وقال محمد عبد السلام الخبير بمركز الاهرام الاستراتيجي ورئيس وحدة دراسات الامن الاقليمي وثقافة السلام بالمركز ان الاطار العام الذي يجب علي المهتمين بدراسة الدور في المنطقة ان يتناولوه هو دراسة السلوك الايراني من خلال التركيز علي اسئلة محددة ما هي أهداف ايران في الدول المحيطة بها وما هي أهداف وهذه التجارب وهل سيؤدي الي ايجاد ادوار جديدة بالمنطقة وفق حسابات معينة وهل الدور الايراني الحالي هو آخر الادوار الباقية من الحقبة المرتبطة بالدور المنفرد ثم معرفة مدي تحقيق هذه النشاطات لسياسات المصلحة او الهيمنة. وتحدث علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قائلا: ان دراسة ايران تحتاج الاجابة عن سؤال محدد، هل سياستها الحالية تبحث عن الهيمنة ام المصالح لكي ادعو الجميع لعدم ارهاق انفسهم بالجدل النظري حول أهداف الهيمنة بل البحث في طريق المصالح ذلك ان المصالح تقود الهيمنة عبر نفس ادوار الدول الآخر والسؤال ما هي المصلحة الايرانية مع حركة حماس بفلسطين او حزب الله بلبنان او القوي الشيعية بالعراق؟ وكيف تعبر ايران نفسها عن مصالحها؟ وتمارس هذه التغيرات عمليا في المجالات السياسية والاقتصادية والايدلوجية؟ ثم هل هذه المصالح مستمرة ام تكميلية وهل تغيرت ام اختلفت؟ ويضيف علي الدين هلال وهناك سؤال مهم ايضا لتحديد الرؤية المستقبلية هو. هل تمتلك ايران المصادر الاقتصادية والمالية للقيام بهذا الدور الذي تدعيه؟ وما وضعها الداخلي من البطالة ومستوي المعيشة؟ فلا ينبغي ان نعتقد انها تمتلك مصادر وثروات غير محدودة فهذا خطأ.
وبالنسبة لعلاقتها بسوريا ينبغي ان يكون لدينا تصور حول الامن القومي الايراني وكيفية نظر طهران لسوريا مثلا كجزء من امنها القومي وتحليل تلك الرؤية من جانبها "المصالح والتهديدات" وبالنسبة للعرب يضيف هلال: اننا لايجاد رؤية حقيقية شاملة غير مغلوطة ان ندرس مواقف ايران وسلوكياتها تجاه العرب وهل يختلف هذا السلوك عن سلوكياتها مع دول الجوار الايراني الاخري او رؤية متكاملة لسياساتها في اطار دولي غير مرتبط بالعلاقات الايرانية الامريكية التي تسعي حاليا لامتلاك اقصي ما تستطيع من اوراق الضغط والنفوذ استعدادا لصفقة قادمة لا محالة مع الولايات المتحدة فاما ذلك واما انفجار وفي كلا الحالتين ستنتهي حالة الصراع هذه باي شكل. ويؤكد علي الدين هلال ان ايران تجمع مصالح ومفاتيح التهديد للولايات المتحدة المتحدة لمنعها من التفجير ضدها بل وتسعي لاعتراف واشنطن بالدور الايراني كدور مركزي بذلك يمكن ان يعود الدور الذي لعبته ايران الشاه في الخمسينيات والستينيات لكن في شكل وضع دولي مختلف. وبالنسبة للعلاقات السورية الايرانية فهي تحتاج لتوصيف اكثر دقة من الباحثين والمهنيين بالدور الايراني في شقيه بين التحالف او التبعية. والسؤال الحالي ما عناصر التقارب والتوحد بين المصالح والامن القومي للدولتين؟ وما مدي احتياج كل منهما للآخر؟ وعلينا النظر اكثر لنقاط التباعد بين الدولتين لانها المحدد الرئيسي في مستقبل العلاقة بينهما. وبالنسبة لحزب الله الذي تعد علاقته مع ايران اقوي من مثيلها مع سوريا وكذلك الموقف من الحكومة العراقية الحالية التي تعد مكسبا لايران. وبالنسبة لمواقف سوريا من المشاريع الايرانية هل ستكون سوريا سعيدة بهيمنة ايرانية علي الخليج؟ فذاك الامر يحتاج اجابة لان سوريا في النهاية دولة عربية ومجالها الاقليمي الطبيعي هو المجال العربي واذا كانت الظروف تجبرها حاليا علي اتخاذ تدابير او تحالفات فذاك يأتي تحت ضغط التوازنات الحالية ثم في النهاية يجب ان يضع العرب نصب اعينهم سؤالا محددا وهو ماذا بعد؟ وماذا انتم فاعلون؟ ذلك انه اذا نظرنا الي مصر والسعودية معا كتحالف ان تم بشكل حقيقي وفعلي نجده اقوي من ايران سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومن هنا فالعرب عليهم التفكير فيما سيفعلون تجاه التحديات المحيطة بهم والمشاريع الدولية والاقليمية تجاههم ولذا فلا يجب ايضا تكريس حصار سوريا بل خلق بدائل عربية لسوريا.
اللباد: صراع
اسلامي اسرائيلي
ويقول مصطفي اللباد مدير مركز دراسات الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية ان ايران نجحت مع عينة في الوطن العربي وأقنعتهم بانتقال الحرب والصراع العربي الاسرائيلي الي صراع اسلامي اسرائيلي ومن هنا وجدت لنفسها دورا فاتصلت بحماس وحزب الله والجهاد فاوجدت لها قوة ايرانية في الصراع وقادته. وفي لبنان مثلا كان التنسيق الكبير بين حزب الله وحركة امل تشكيلان لقوة شيعية عقدت ايران في مقابل مساعي التكسير السنية ــ السنية في لبنان والذي اضعف هذه الطائفة مقابل التمدد الشيعي الذي جعل لها معادلة في لبنان بدونه. ويضيف اللباد ان الولايات المتحدة ايضا بضغطها علي الدول العربية دعمت النفوذ الايراني واصبح الصراع الحالي صراعا ايرانيا امريكيا للسيطرة علي المناطق والاراضي العربية. كما ان ايران لها استراتيجية محددة ومدروسة ونجاحات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وهو ما لا يتواجد عربيا. فمصر وما تملك من عقول والسعودية وما تلك من ثروات لم يحدد معا تآلفا يفرض استراتيجية عربية. فالسعودية مثلا تجني مليار دولار يوميا وايران تجني كل 3 ايام ذات المليار من عائدات النفط ولكنها لا تمتلك الثروات العقلية والعلماء كما تملك مصر وهي رغم ذلك ذات سياسات ناجحة. وايضا نجحت ايران في تسمية المقاومة والممانعة وبالآلة الاعلامية الجبارة لها جعلت من نفسها زعيمة للمنطقة وللمسلمين في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة. ويقول احمد وجدي نائب رئيس تحرير مجلة الوطن اللبناني انه اجد من المناسب ان أبدأ كلامي بعبارة او ملاحظة عابرة وردت علي لسان زعيم الثورة الايرانية الامام الخميني وهو في رحلة العودة من منفاه الباريسي الي طهران فقد قال لمجموعة من الصحفيين العرب رافقوه في الطائرة: العرب حكموا الامبراطورية الاسلامية والاكراد حكموا الامبراطورية الاسلامية والاتراك حكموا الامبراطورية الاسلامية فهل الفرس أقل منهما شأنا؟ هذه العقدة التاريخية التي بدأت بذورها عند هزيمة كسري علي يد المجاهدين الاوائل الآتية من الصحراء العربية ربما تفسر سلوك ايران الاسلامية فيما بعد تجاه الدول العربية وحصان طروادة السوري اذا كان يمكن تسميته كذلك ويزداد التفسير وضوحا بعبارة اخري قالها الخميني في الرحلة نفسها وهي: ان مكة المكرمة هي مجرد اتجاه جغرافي تتجه اليه انظار المسلمين فهي لا تخيفنا ولكننا نتطلع الي الازهر لانه يمثل الفكر السني الوسطي. ويضيف "وجدي" ان هذا هو ما يبرر تطلع ايران الي الدول العربية عبر بوابته الشرقية وليس توجهها نحو دول اسلامية تشترك في الحدود معها وتقع في نطاقها الاستراتيجي الجغرافي مثل افغانستان وباكستان وجوارهما فالهيمنة علي امبراطورية اسلامية لا يمكن ان تتحقق بدون جواد عربي باعتبار ان الاسلام والعروبة متلازمان. ويقول الباحث والكاتب العراق د. صلاح نصراوي انه لا جدال في سقوط نظام صدام حسين قد انهي حقبه في تاريخ العراق كان السنة العرب هم المهيمنون خلالها علي السلطة والثروة علي الرغم من اقليتهم ازاء الاكثرية الشيعية الغربية والكردية. وسواء كان الامر ناتجا عرضيا لاعادة تشكيل الدولة العراقية علي أساس التوزيع العادل للسلطة والثروة وفقا للمعادلة السكانية ومبدأ الانتخابات ام انه مدبر من قبل مخططي الحرب الامريكان لمواجهة النطرف السني بالشيعة. وكما اشارت الكثير من الدراسات الامريكية فما لا شك فيه ان اسقاط نظام صدام أدي الي تمكين الشيعة في العراق وان ذلك أدي بدوره الي حالة نهوض شيعية في عموم المنطقة العربية امتدت من الخليج الي لبنان انذرت بتغير في موازين القوي المذهبية والسياسية السائدة في منطقة تعاملت فيها الاكثرية السنية الحاكمة خلال الفترة الماضية مع شيعتها من منطق التهميش والاستعلاء والاقصاء. واذا كان تنامي الدور الشيعي في المنطقة قد اثار حالة من قلق ومخاوف سنية فذاك تأكيد لان معظم صراعات الماضي والحاضر تجد لها اصولا عقائدية سواء اكانت دينية ام قومية مما يتطلب الحذر من نبش الماضي وترويج الادعاءات وبث الاحقاد والضغائن والتحريض الاعمي.
ومن هنا فهناك أمران لابد منهما اولها البدء بحوار عربي ايراني بهدف انهاء هذا الصراع الذي كلف الامتين ثمنا باهظا حتي الآن دون اي جدوي او نتيجة وثانيهما ضرورة اقرار كلا الجانبين بوجود صراع مصالح وأهداف واجتهادات في العقائد والرؤي الثقافية واختلاف في الافكار بشأن القضايا المطروحة علي جدول اعمال المناطق وهي نقاط مهمة ليست يسيرة ولكنها ايضا ليست مستحيلة.
ندوة المركز الدولي للدراسات المستقبلية في القاهرة:
إيران تسعي للهيمنة وتقف وراء عدم استقرار العراق
القاهرة ــ الزمان
مع استمرار التهديدات الاسرائيلية الامريكية لايران بتدمير مفاعلاتها النووية ورد طهران باحراق المنطقة علي الجميع ثم تنامي المخاوف الخليجية والاقليمية من الحرب القادمة تارة او النفوذ الايراني المهيمن مستقبلا تارة اخري عقد المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية مؤتمرا موسعا حضره عدد من الخبراء والباحثين الاستراتيجيين والسياسيين من مصر وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والخليج ناقشوا ابعاد خلفيات ومستقبل "الدور الايراني في المنطقة بين المصالح والهيمنة". في البداية تحدث اللواء احمد فخر الخبير والمحلل الاستراتيجي ورئيس مجلس الامناء قائلا ان البعض يري ويحلل تصرفات ايران علي انها تسعي للهيمنة الاقليمية فهي تتصرف نحو زيادة عدم الاستقرار في العراق كما انها اختارت الا تقدم الدعم للدول بل الي تنظيمات داخل هذه الدول مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين والتوافق الاستراتيجي السياسي العسكري مع سوريا بالاضافة الي انها تقف موقفا محيرا بالنسبة لموضوع ملفها النووي الامر الذي يثير القلق.
وعلي الجانب الآخر يري البعض ان ايران تدير سياستها الخارجية بذكاء فترفع مستوي التوتر اقليميا واعلاميا حينا وتنزل بهذا المستوي الي ادني مستوياته حينا آخر.
ويضيف اللواء فخر انه علي الرغم من ان اسم هذه الدولة هو الجمهورية الاسلامية الايرانية الا انه اسلوب اتخاذ القرار في ايران محتكر بمجموعة ايدلوجية سواء كانوا منتخبين معينين. ولذا فمن المهم تحليل السلوك الايراني في المنطقة للوصول الي اجابة واضحة تضيء السياسات امام قادة الفكر.
الاطار العام
وقال محمد عبد السلام الخبير بمركز الاهرام الاستراتيجي ورئيس وحدة دراسات الامن الاقليمي وثقافة السلام بالمركز ان الاطار العام الذي يجب علي المهتمين بدراسة الدور في المنطقة ان يتناولوه هو دراسة السلوك الايراني من خلال التركيز علي اسئلة محددة ما هي أهداف ايران في الدول المحيطة بها وما هي أهداف وهذه التجارب وهل سيؤدي الي ايجاد ادوار جديدة بالمنطقة وفق حسابات معينة وهل الدور الايراني الحالي هو آخر الادوار الباقية من الحقبة المرتبطة بالدور المنفرد ثم معرفة مدي تحقيق هذه النشاطات لسياسات المصلحة او الهيمنة. وتحدث علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قائلا: ان دراسة ايران تحتاج الاجابة عن سؤال محدد، هل سياستها الحالية تبحث عن الهيمنة ام المصالح لكي ادعو الجميع لعدم ارهاق انفسهم بالجدل النظري حول أهداف الهيمنة بل البحث في طريق المصالح ذلك ان المصالح تقود الهيمنة عبر نفس ادوار الدول الآخر والسؤال ما هي المصلحة الايرانية مع حركة حماس بفلسطين او حزب الله بلبنان او القوي الشيعية بالعراق؟ وكيف تعبر ايران نفسها عن مصالحها؟ وتمارس هذه التغيرات عمليا في المجالات السياسية والاقتصادية والايدلوجية؟ ثم هل هذه المصالح مستمرة ام تكميلية وهل تغيرت ام اختلفت؟ ويضيف علي الدين هلال وهناك سؤال مهم ايضا لتحديد الرؤية المستقبلية هو. هل تمتلك ايران المصادر الاقتصادية والمالية للقيام بهذا الدور الذي تدعيه؟ وما وضعها الداخلي من البطالة ومستوي المعيشة؟ فلا ينبغي ان نعتقد انها تمتلك مصادر وثروات غير محدودة فهذا خطأ.
وبالنسبة لعلاقتها بسوريا ينبغي ان يكون لدينا تصور حول الامن القومي الايراني وكيفية نظر طهران لسوريا مثلا كجزء من امنها القومي وتحليل تلك الرؤية من جانبها "المصالح والتهديدات" وبالنسبة للعرب يضيف هلال: اننا لايجاد رؤية حقيقية شاملة غير مغلوطة ان ندرس مواقف ايران وسلوكياتها تجاه العرب وهل يختلف هذا السلوك عن سلوكياتها مع دول الجوار الايراني الاخري او رؤية متكاملة لسياساتها في اطار دولي غير مرتبط بالعلاقات الايرانية الامريكية التي تسعي حاليا لامتلاك اقصي ما تستطيع من اوراق الضغط والنفوذ استعدادا لصفقة قادمة لا محالة مع الولايات المتحدة فاما ذلك واما انفجار وفي كلا الحالتين ستنتهي حالة الصراع هذه باي شكل. ويؤكد علي الدين هلال ان ايران تجمع مصالح ومفاتيح التهديد للولايات المتحدة المتحدة لمنعها من التفجير ضدها بل وتسعي لاعتراف واشنطن بالدور الايراني كدور مركزي بذلك يمكن ان يعود الدور الذي لعبته ايران الشاه في الخمسينيات والستينيات لكن في شكل وضع دولي مختلف. وبالنسبة للعلاقات السورية الايرانية فهي تحتاج لتوصيف اكثر دقة من الباحثين والمهنيين بالدور الايراني في شقيه بين التحالف او التبعية. والسؤال الحالي ما عناصر التقارب والتوحد بين المصالح والامن القومي للدولتين؟ وما مدي احتياج كل منهما للآخر؟ وعلينا النظر اكثر لنقاط التباعد بين الدولتين لانها المحدد الرئيسي في مستقبل العلاقة بينهما. وبالنسبة لحزب الله الذي تعد علاقته مع ايران اقوي من مثيلها مع سوريا وكذلك الموقف من الحكومة العراقية الحالية التي تعد مكسبا لايران. وبالنسبة لمواقف سوريا من المشاريع الايرانية هل ستكون سوريا سعيدة بهيمنة ايرانية علي الخليج؟ فذاك الامر يحتاج اجابة لان سوريا في النهاية دولة عربية ومجالها الاقليمي الطبيعي هو المجال العربي واذا كانت الظروف تجبرها حاليا علي اتخاذ تدابير او تحالفات فذاك يأتي تحت ضغط التوازنات الحالية ثم في النهاية يجب ان يضع العرب نصب اعينهم سؤالا محددا وهو ماذا بعد؟ وماذا انتم فاعلون؟ ذلك انه اذا نظرنا الي مصر والسعودية معا كتحالف ان تم بشكل حقيقي وفعلي نجده اقوي من ايران سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومن هنا فالعرب عليهم التفكير فيما سيفعلون تجاه التحديات المحيطة بهم والمشاريع الدولية والاقليمية تجاههم ولذا فلا يجب ايضا تكريس حصار سوريا بل خلق بدائل عربية لسوريا.
اللباد: صراع
اسلامي اسرائيلي
ويقول مصطفي اللباد مدير مركز دراسات الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية ان ايران نجحت مع عينة في الوطن العربي وأقنعتهم بانتقال الحرب والصراع العربي الاسرائيلي الي صراع اسلامي اسرائيلي ومن هنا وجدت لنفسها دورا فاتصلت بحماس وحزب الله والجهاد فاوجدت لها قوة ايرانية في الصراع وقادته. وفي لبنان مثلا كان التنسيق الكبير بين حزب الله وحركة امل تشكيلان لقوة شيعية عقدت ايران في مقابل مساعي التكسير السنية ــ السنية في لبنان والذي اضعف هذه الطائفة مقابل التمدد الشيعي الذي جعل لها معادلة في لبنان بدونه. ويضيف اللباد ان الولايات المتحدة ايضا بضغطها علي الدول العربية دعمت النفوذ الايراني واصبح الصراع الحالي صراعا ايرانيا امريكيا للسيطرة علي المناطق والاراضي العربية. كما ان ايران لها استراتيجية محددة ومدروسة ونجاحات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وهو ما لا يتواجد عربيا. فمصر وما تملك من عقول والسعودية وما تلك من ثروات لم يحدد معا تآلفا يفرض استراتيجية عربية. فالسعودية مثلا تجني مليار دولار يوميا وايران تجني كل 3 ايام ذات المليار من عائدات النفط ولكنها لا تمتلك الثروات العقلية والعلماء كما تملك مصر وهي رغم ذلك ذات سياسات ناجحة. وايضا نجحت ايران في تسمية المقاومة والممانعة وبالآلة الاعلامية الجبارة لها جعلت من نفسها زعيمة للمنطقة وللمسلمين في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة. ويقول احمد وجدي نائب رئيس تحرير مجلة الوطن اللبناني انه اجد من المناسب ان أبدأ كلامي بعبارة او ملاحظة عابرة وردت علي لسان زعيم الثورة الايرانية الامام الخميني وهو في رحلة العودة من منفاه الباريسي الي طهران فقد قال لمجموعة من الصحفيين العرب رافقوه في الطائرة: العرب حكموا الامبراطورية الاسلامية والاكراد حكموا الامبراطورية الاسلامية والاتراك حكموا الامبراطورية الاسلامية فهل الفرس أقل منهما شأنا؟ هذه العقدة التاريخية التي بدأت بذورها عند هزيمة كسري علي يد المجاهدين الاوائل الآتية من الصحراء العربية ربما تفسر سلوك ايران الاسلامية فيما بعد تجاه الدول العربية وحصان طروادة السوري اذا كان يمكن تسميته كذلك ويزداد التفسير وضوحا بعبارة اخري قالها الخميني في الرحلة نفسها وهي: ان مكة المكرمة هي مجرد اتجاه جغرافي تتجه اليه انظار المسلمين فهي لا تخيفنا ولكننا نتطلع الي الازهر لانه يمثل الفكر السني الوسطي. ويضيف "وجدي" ان هذا هو ما يبرر تطلع ايران الي الدول العربية عبر بوابته الشرقية وليس توجهها نحو دول اسلامية تشترك في الحدود معها وتقع في نطاقها الاستراتيجي الجغرافي مثل افغانستان وباكستان وجوارهما فالهيمنة علي امبراطورية اسلامية لا يمكن ان تتحقق بدون جواد عربي باعتبار ان الاسلام والعروبة متلازمان. ويقول الباحث والكاتب العراق د. صلاح نصراوي انه لا جدال في سقوط نظام صدام حسين قد انهي حقبه في تاريخ العراق كان السنة العرب هم المهيمنون خلالها علي السلطة والثروة علي الرغم من اقليتهم ازاء الاكثرية الشيعية الغربية والكردية. وسواء كان الامر ناتجا عرضيا لاعادة تشكيل الدولة العراقية علي أساس التوزيع العادل للسلطة والثروة وفقا للمعادلة السكانية ومبدأ الانتخابات ام انه مدبر من قبل مخططي الحرب الامريكان لمواجهة النطرف السني بالشيعة. وكما اشارت الكثير من الدراسات الامريكية فما لا شك فيه ان اسقاط نظام صدام أدي الي تمكين الشيعة في العراق وان ذلك أدي بدوره الي حالة نهوض شيعية في عموم المنطقة العربية امتدت من الخليج الي لبنان انذرت بتغير في موازين القوي المذهبية والسياسية السائدة في منطقة تعاملت فيها الاكثرية السنية الحاكمة خلال الفترة الماضية مع شيعتها من منطق التهميش والاستعلاء والاقصاء. واذا كان تنامي الدور الشيعي في المنطقة قد اثار حالة من قلق ومخاوف سنية فذاك تأكيد لان معظم صراعات الماضي والحاضر تجد لها اصولا عقائدية سواء اكانت دينية ام قومية مما يتطلب الحذر من نبش الماضي وترويج الادعاءات وبث الاحقاد والضغائن والتحريض الاعمي.
ومن هنا فهناك أمران لابد منهما اولها البدء بحوار عربي ايراني بهدف انهاء هذا الصراع الذي كلف الامتين ثمنا باهظا حتي الآن دون اي جدوي او نتيجة وثانيهما ضرورة اقرار كلا الجانبين بوجود صراع مصالح وأهداف واجتهادات في العقائد والرؤي الثقافية واختلاف في الافكار بشأن القضايا المطروحة علي جدول اعمال المناطق وهي نقاط مهمة ليست يسيرة ولكنها ايضا ليست مستحيلة.