- الاثنين ديسمبر 02, 2013 8:10 pm
#67226
من يسعى لإشعال العالم نوويا ؟
هل واشنطن عاصمة لدولة مارقة نوويا؟
واقع الحال أنها ليست على هذا النحو فحسب، بل إنها عاصمة لدولة "مرائية نووية" إن جاز التعبير.. لماذا وكيف؟
في ألأيام القلية المنصرمة كانت الأخبار المتواترة من العاصمة الأمريكية تشير إلي تخصيص الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "الحائز "على جائزة نوبل للسلام" لمبلغ عشرة مليارات دولار من أجل تطوير القنابل النووية الأمريكية المنتشرة في القارة الأوربية.. هل نحن إزاء أوباما أخر غير أوباما إصدار العام 2010م؟
أولا يتوجب الإشارة إلي أن القارة العجوز ، لا تزال الخلفية الإستراتيجية النووية للولايات المتحدة، ففيها تتراكم الرؤوس النووية التي يربو عددها على مائتي رأس نووية موزعة على عدد من الدول الأوربية مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وتركيا.
وعودة إلي السؤال المتقدم، نعم هو أوباما أخر غير الرجل الذي تعهد في عام 2010 بإيقاف توسيع دائرة الانتشار النووي والأسلحة النووية حول العالم ،ومن خلال الامتناع عن تطوير رؤوس حربية نووية جديدة.
تبقي الازدواجية الأمريكية أبداً ودوما هي الفاعل والمحرك الأول لآليات الحكم في هذا البلد ـ الإمبراطورية، وهذا ما يتضح لقارئ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية الأخيرة، لاسيما فيما يتعلق بحديث المليارات العشرة للنووي الأوربي، وكيف أنها سوف تستخدم في صيانة وتطوير قنابل من نوعية B61 ناهيك عن مليار آخر سوف يخصص لتركيب أجنحة جديدة لهذه القنابل، ما ستمنحها ميزة إستراتيجية تتمثل في إمكانية تحميلها ومن ثم إطلاقها من الطائرات المقاتلة الحديثة من طراز F-35، ولا تتوقف خطط أوباما النووية عند تطوير ما هو قائم بل وضع خريطة لنشر قنابل نووية أمريكية محسنة على الأراضي الأوربية بحلول العام 2019 ـ 2020.
كيف يمكن للمرء أن يثق في آية رؤية أمريكية وهي على هذا النحو من الثنائية المتناقضة إلي أقصي حد ومد؟
فلينظر القارئ إلي مواقفها من فكرة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكيف أنها وقفت حجر عثرة في طريق المؤتمر الذي كان مقرراً انعقاده في ديسمبر 2012، والسبب واضح ومعروف، حماية إسرائيل بوصفها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.
تنادي واشنطن صباح مساء كل يوم بحتمية تقليص مخاطر الأسلحة النووية من حول العالم، ولهذا نراها تتداعي باكية شاكية من كوريا الشمالية وإيران، وهي تعلم علم اليقين أن الأولي لا مقدرة حقيقية لها على تهديدها، والثانية بعيدة حتى الساعة عن الدخول إلي مرحلة الإنتاج النووي الفعلي، وبين هذه وتلك تتعامي عن تقديرات تتراوح ما بين 60 إلي 400 سلاح نووي إسرائيلي، والتي يمكن إطلاقها من البر والبحر والجو، وفي دولة لا تزال خارج معاهدة عدم الانتشار النووي وغير ملزمة بالتزامات المعاهدة.
هل تدفع واشنطن العالم للتسلح نوويا لا لإخلاء الكرة الأرضية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة الذرية؟
ذلك كذلك دون مراء، وقد قيل ذات مرة أن أمريكا ـ بوش الابن قد احتلت العراق، لا لأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة نووية، بل لأنه لم يكن يمتلكها بالفعل، ذلك أنه لو حازها كما الحال في كوريا الشمالية، لما جرؤت قواتها على الاقتراب منه، والناظر لما جري في الأسابيع القليلة الماضية يري ويدهش كيف أن واشنطن أجلت من بعض مناوراتها لتهدئة الأجواء وتلطيفها مع كوريا الشمالية، رغم أن ما لديها من أسلحة خفية وظاهرة، تقليدية ونووية كفيل بسحق ومحق بيونغ يانغ من على وجه الخريطة الآسيوية.
في أحدي رواياته الخالدة يحدثنا الأديب الروسي الكبير أنطون تشيخوف بالقول أنه :" إذا قلت في الفصل الأول أن هناك بندقية معلقة على جدار الحائط، فإنك في الفصل الثالث حتما ستسمع دوي رصاصها من حولك ما يعني حتمية استخدامها "، وبالقياس فإنه طالما بقيت الثنائية الأمريكية النووية قائمة فإن الساعين لحيازتها حتى لا يعلقوا في أعواد المشانق شرقا وغرباً سيزداد عدهم، وربما يجد لهم المرء أعذارا منطقية.
على أن الكارثة الحقيقية التي تهدد الزرع والضرع من حول الأرض تتمثل في أنه لا توجد إرادة حقيقية عالمية لفرض حظر عالمي على الأسلحة النووية، ذلك أنه مادامت هذه الأسلحة موجودة، فهناك احتمال حقيقي جداً أن تستخدم، وأي استخدام لها سيأتي بعواقب كارثية، إنسانية وبيئية.
ما الذي تحتاجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين حتى تتجنب أهوال السباق النووي القادم ولاشك لاسيما بين الأقطاب الدولية القائمة كما الحال مع الولايات المتحدة والأقطاب القادمة كالحال مع الصين وغيرها من عواصم دول البريكس، عطفا على موسكو التي لم تغب عن ناظري واضعي الاستراتيجيات الدولية حول العالم؟
هناك حاجة لثلاثية من "الحكمة والرحمة والشجاعة من أجل بناء مجتمع عالمي للسلام والإبداع".
كما دمعة من أعين وكم آهة ألم كانت مليارات أوباما العشرة الأخير تقدر أن تمسحها أو تزيلها من على عيون باكية وأفئدة وعقول جريحة؟ امن وأمان الإنسانية لا يهمان أوباما، انه رجل الحروب السرية والسلام لا دالة له عليه وهذه هي متناقضة القدر في رجل يحمل جائزة نوبل للسلام.
هل واشنطن عاصمة لدولة مارقة نوويا؟
واقع الحال أنها ليست على هذا النحو فحسب، بل إنها عاصمة لدولة "مرائية نووية" إن جاز التعبير.. لماذا وكيف؟
في ألأيام القلية المنصرمة كانت الأخبار المتواترة من العاصمة الأمريكية تشير إلي تخصيص الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "الحائز "على جائزة نوبل للسلام" لمبلغ عشرة مليارات دولار من أجل تطوير القنابل النووية الأمريكية المنتشرة في القارة الأوربية.. هل نحن إزاء أوباما أخر غير أوباما إصدار العام 2010م؟
أولا يتوجب الإشارة إلي أن القارة العجوز ، لا تزال الخلفية الإستراتيجية النووية للولايات المتحدة، ففيها تتراكم الرؤوس النووية التي يربو عددها على مائتي رأس نووية موزعة على عدد من الدول الأوربية مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وتركيا.
وعودة إلي السؤال المتقدم، نعم هو أوباما أخر غير الرجل الذي تعهد في عام 2010 بإيقاف توسيع دائرة الانتشار النووي والأسلحة النووية حول العالم ،ومن خلال الامتناع عن تطوير رؤوس حربية نووية جديدة.
تبقي الازدواجية الأمريكية أبداً ودوما هي الفاعل والمحرك الأول لآليات الحكم في هذا البلد ـ الإمبراطورية، وهذا ما يتضح لقارئ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية الأخيرة، لاسيما فيما يتعلق بحديث المليارات العشرة للنووي الأوربي، وكيف أنها سوف تستخدم في صيانة وتطوير قنابل من نوعية B61 ناهيك عن مليار آخر سوف يخصص لتركيب أجنحة جديدة لهذه القنابل، ما ستمنحها ميزة إستراتيجية تتمثل في إمكانية تحميلها ومن ثم إطلاقها من الطائرات المقاتلة الحديثة من طراز F-35، ولا تتوقف خطط أوباما النووية عند تطوير ما هو قائم بل وضع خريطة لنشر قنابل نووية أمريكية محسنة على الأراضي الأوربية بحلول العام 2019 ـ 2020.
كيف يمكن للمرء أن يثق في آية رؤية أمريكية وهي على هذا النحو من الثنائية المتناقضة إلي أقصي حد ومد؟
فلينظر القارئ إلي مواقفها من فكرة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكيف أنها وقفت حجر عثرة في طريق المؤتمر الذي كان مقرراً انعقاده في ديسمبر 2012، والسبب واضح ومعروف، حماية إسرائيل بوصفها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.
تنادي واشنطن صباح مساء كل يوم بحتمية تقليص مخاطر الأسلحة النووية من حول العالم، ولهذا نراها تتداعي باكية شاكية من كوريا الشمالية وإيران، وهي تعلم علم اليقين أن الأولي لا مقدرة حقيقية لها على تهديدها، والثانية بعيدة حتى الساعة عن الدخول إلي مرحلة الإنتاج النووي الفعلي، وبين هذه وتلك تتعامي عن تقديرات تتراوح ما بين 60 إلي 400 سلاح نووي إسرائيلي، والتي يمكن إطلاقها من البر والبحر والجو، وفي دولة لا تزال خارج معاهدة عدم الانتشار النووي وغير ملزمة بالتزامات المعاهدة.
هل تدفع واشنطن العالم للتسلح نوويا لا لإخلاء الكرة الأرضية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة الذرية؟
ذلك كذلك دون مراء، وقد قيل ذات مرة أن أمريكا ـ بوش الابن قد احتلت العراق، لا لأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة نووية، بل لأنه لم يكن يمتلكها بالفعل، ذلك أنه لو حازها كما الحال في كوريا الشمالية، لما جرؤت قواتها على الاقتراب منه، والناظر لما جري في الأسابيع القليلة الماضية يري ويدهش كيف أن واشنطن أجلت من بعض مناوراتها لتهدئة الأجواء وتلطيفها مع كوريا الشمالية، رغم أن ما لديها من أسلحة خفية وظاهرة، تقليدية ونووية كفيل بسحق ومحق بيونغ يانغ من على وجه الخريطة الآسيوية.
في أحدي رواياته الخالدة يحدثنا الأديب الروسي الكبير أنطون تشيخوف بالقول أنه :" إذا قلت في الفصل الأول أن هناك بندقية معلقة على جدار الحائط، فإنك في الفصل الثالث حتما ستسمع دوي رصاصها من حولك ما يعني حتمية استخدامها "، وبالقياس فإنه طالما بقيت الثنائية الأمريكية النووية قائمة فإن الساعين لحيازتها حتى لا يعلقوا في أعواد المشانق شرقا وغرباً سيزداد عدهم، وربما يجد لهم المرء أعذارا منطقية.
على أن الكارثة الحقيقية التي تهدد الزرع والضرع من حول الأرض تتمثل في أنه لا توجد إرادة حقيقية عالمية لفرض حظر عالمي على الأسلحة النووية، ذلك أنه مادامت هذه الأسلحة موجودة، فهناك احتمال حقيقي جداً أن تستخدم، وأي استخدام لها سيأتي بعواقب كارثية، إنسانية وبيئية.
ما الذي تحتاجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين حتى تتجنب أهوال السباق النووي القادم ولاشك لاسيما بين الأقطاب الدولية القائمة كما الحال مع الولايات المتحدة والأقطاب القادمة كالحال مع الصين وغيرها من عواصم دول البريكس، عطفا على موسكو التي لم تغب عن ناظري واضعي الاستراتيجيات الدولية حول العالم؟
هناك حاجة لثلاثية من "الحكمة والرحمة والشجاعة من أجل بناء مجتمع عالمي للسلام والإبداع".
كما دمعة من أعين وكم آهة ألم كانت مليارات أوباما العشرة الأخير تقدر أن تمسحها أو تزيلها من على عيون باكية وأفئدة وعقول جريحة؟ امن وأمان الإنسانية لا يهمان أوباما، انه رجل الحروب السرية والسلام لا دالة له عليه وهذه هي متناقضة القدر في رجل يحمل جائزة نوبل للسلام.