- الاثنين ديسمبر 02, 2013 8:50 pm
#67236
ابنتي ترفض أن تتحدث العربية!
رابط المقالة:http://www.al-jazirah.com/2013/20131202/ar4.htm
قبل أسابيع شهدت الجامعة الأمريكية في دبي أول ملتقى للمغردين العرب في موقع توتير، احتضن ذلك الملتقى مبادرات عديدة منها مبادرة «تغريدات» التي أخذت على عاتقها مشكورة مهمة زيادة ورفع جودة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت بالتعاون مع شركات عالمية مثل قوقل. إنجازات تلك المبادرة ترفع الرأس وتثلج الصدر منها ترجمة المحتوى الإنجليزي الى العربية في مواقع عديدة ومؤثرة منها موسوعة ويكابيديا الإلكترونية وموقع تيدكس ويوتيوب، «تغريدات» أشعلت شمعة بدل أن تلعن الظلام، وأخذت خطوة مهمة في طريق التغيير بدلاً من أن تشكي وعورته. إحدى فعاليات الملتقى كانت ندوة بعنوان الهوية العربية بين التعريب والتغريب، ناقشت خلالها عدد من الإعلاميات واقع اللغة العربية اليوم وتوجه الشباب المخيف الى تحدث الإنجليزية عوضاً عن العربية. أحد أكثر ما لفت اهتمامي هو اعتراف مؤلم أدلت به إحدى الإعلاميات الحاضرات, بأن ابنتها ذات السبعة أعوام ترفض أن تتحدث بالعربية وتصر على اللغة الإنجليزية كلغة أولى على الرغم من أنها تتقن اللغتين. أحزنني ذلك التصريح كثيراً ولازمني أياماً أقلبه يميناً وشمالاً.. لعلي أجد إجابة مقنعة ترضي وتشفي غليلي.. ما الذي يجعل الجيل الجديد يرفض أن يتحدث العربية بل ويخجل منها أحياناً؟ ما الذي يدفع من يتحدث العربية بطلاقة أن يفضل الحديث بالإنجليزية رغم أنه لا يتقنها كما يتقن لغته الأم! ما الذي يجعل الألماني والفرنسي والكوري والياباني والأمريكي يفتخر ويلتزم بلغته ولا يؤثر أن يتحدث مع زملائه وأصدقائه من ذات الجنسية في مقهى بسيط او في مناسبة راقية بلغة سواها, بينما تضج مقاهي وجامعات ومدارس العالم العربي بأحاديث تغلب عليها المصطلحات الإنجليزية إلا من رحم ربي؟! على الرغم من حرقتي وألمي على واقع اللغة العربية اليوم إلا أن السبب في رأيي -وإن كان سيغضب البعض- هو جزاء ما صنعته أيدينا, واقعنا العربي المتدهور والمتأخر على جميع الأصعدة تقريباً, في ظل التقدم الصارخ لكل ما هو غربي, حيث نجد أنه هو النموذج المتفوق والمتقدم الذي يستأثر بكل مفردات الحضارة وأدوات تقدم الإنسان, فيكبر الفرد العربي في ظل ذلك مقابل واقعه المتأخر سياسياً واجتماعياً وعلمياً، فتميل نفسه المهزومة المكسورة الى أن يتلمس القرب من تلك الأمم المتحضرة بل ويتشبه بأسلوب حياتها وطريقة تفكيرها, فقد علمنا التاريخ بأن الأمم المتصدرة والمتسيدة هي من تفرض نفسها بلغتها وثقافتها وحضارتها, لذا نجد أن الدول التي استمعرت قبل عقود من الزمن من قبل الفرنسيين او الإنجليز يميل بعض أبنائها الى الحديث بلغة المستعمر (القوي والمتسيد) في وعيه ولاوعيه كدليل للتحضر والتطور, وهذا ما أكده ابن خلدون حين قال (المغلوب مولع بتقليد الغالب). حتى نعيد رونق اللغة العربية وحضورها الآسر في وجدان الأجيال القادمة, يجب علينا أن ننهض كحضارة عربية أولاً ونوجد نماذج وقدوات نجحت ولمعت في العالم وهي متمسكة بلغتها وفخورة ومزهوة بها, حتى تكون أسوة وقدوة لأجيال المستقبل, التي لا زالت تكبر وهي محاطة بكل الأسباب التي تؤكد لها بأن الغرب يسيطر على مفاتيح تقدم الإنسان في الإنترنت والسينما والإعلام والنظام التعليمي، بل وحتى في الألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون, لذا يجب علينا كمربين لتلك الأجيال أن نثق بأنفسنا أمامهم, ولا ندمر كل ذرة فخر وأمل وزهو بداخلهم بنقدنا الجارح لواقعنا دون أن نفعل شيئاً لتغيير ذلك, المسألة تتداخل فيها السياسة مع الاقتصاد مع الدين مع المؤسسة التعليمية والاجتماعية, كل هؤلاء وغيرهم قادرون على صناعة نهضة تعيد للغة العربية رونقها ووهجها.. ولكن ما نقول إلا «الله كريم»!
رابط المقالة:http://www.al-jazirah.com/2013/20131202/ar4.htm
قبل أسابيع شهدت الجامعة الأمريكية في دبي أول ملتقى للمغردين العرب في موقع توتير، احتضن ذلك الملتقى مبادرات عديدة منها مبادرة «تغريدات» التي أخذت على عاتقها مشكورة مهمة زيادة ورفع جودة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت بالتعاون مع شركات عالمية مثل قوقل. إنجازات تلك المبادرة ترفع الرأس وتثلج الصدر منها ترجمة المحتوى الإنجليزي الى العربية في مواقع عديدة ومؤثرة منها موسوعة ويكابيديا الإلكترونية وموقع تيدكس ويوتيوب، «تغريدات» أشعلت شمعة بدل أن تلعن الظلام، وأخذت خطوة مهمة في طريق التغيير بدلاً من أن تشكي وعورته. إحدى فعاليات الملتقى كانت ندوة بعنوان الهوية العربية بين التعريب والتغريب، ناقشت خلالها عدد من الإعلاميات واقع اللغة العربية اليوم وتوجه الشباب المخيف الى تحدث الإنجليزية عوضاً عن العربية. أحد أكثر ما لفت اهتمامي هو اعتراف مؤلم أدلت به إحدى الإعلاميات الحاضرات, بأن ابنتها ذات السبعة أعوام ترفض أن تتحدث بالعربية وتصر على اللغة الإنجليزية كلغة أولى على الرغم من أنها تتقن اللغتين. أحزنني ذلك التصريح كثيراً ولازمني أياماً أقلبه يميناً وشمالاً.. لعلي أجد إجابة مقنعة ترضي وتشفي غليلي.. ما الذي يجعل الجيل الجديد يرفض أن يتحدث العربية بل ويخجل منها أحياناً؟ ما الذي يدفع من يتحدث العربية بطلاقة أن يفضل الحديث بالإنجليزية رغم أنه لا يتقنها كما يتقن لغته الأم! ما الذي يجعل الألماني والفرنسي والكوري والياباني والأمريكي يفتخر ويلتزم بلغته ولا يؤثر أن يتحدث مع زملائه وأصدقائه من ذات الجنسية في مقهى بسيط او في مناسبة راقية بلغة سواها, بينما تضج مقاهي وجامعات ومدارس العالم العربي بأحاديث تغلب عليها المصطلحات الإنجليزية إلا من رحم ربي؟! على الرغم من حرقتي وألمي على واقع اللغة العربية اليوم إلا أن السبب في رأيي -وإن كان سيغضب البعض- هو جزاء ما صنعته أيدينا, واقعنا العربي المتدهور والمتأخر على جميع الأصعدة تقريباً, في ظل التقدم الصارخ لكل ما هو غربي, حيث نجد أنه هو النموذج المتفوق والمتقدم الذي يستأثر بكل مفردات الحضارة وأدوات تقدم الإنسان, فيكبر الفرد العربي في ظل ذلك مقابل واقعه المتأخر سياسياً واجتماعياً وعلمياً، فتميل نفسه المهزومة المكسورة الى أن يتلمس القرب من تلك الأمم المتحضرة بل ويتشبه بأسلوب حياتها وطريقة تفكيرها, فقد علمنا التاريخ بأن الأمم المتصدرة والمتسيدة هي من تفرض نفسها بلغتها وثقافتها وحضارتها, لذا نجد أن الدول التي استمعرت قبل عقود من الزمن من قبل الفرنسيين او الإنجليز يميل بعض أبنائها الى الحديث بلغة المستعمر (القوي والمتسيد) في وعيه ولاوعيه كدليل للتحضر والتطور, وهذا ما أكده ابن خلدون حين قال (المغلوب مولع بتقليد الغالب). حتى نعيد رونق اللغة العربية وحضورها الآسر في وجدان الأجيال القادمة, يجب علينا أن ننهض كحضارة عربية أولاً ونوجد نماذج وقدوات نجحت ولمعت في العالم وهي متمسكة بلغتها وفخورة ومزهوة بها, حتى تكون أسوة وقدوة لأجيال المستقبل, التي لا زالت تكبر وهي محاطة بكل الأسباب التي تؤكد لها بأن الغرب يسيطر على مفاتيح تقدم الإنسان في الإنترنت والسينما والإعلام والنظام التعليمي، بل وحتى في الألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون, لذا يجب علينا كمربين لتلك الأجيال أن نثق بأنفسنا أمامهم, ولا ندمر كل ذرة فخر وأمل وزهو بداخلهم بنقدنا الجارح لواقعنا دون أن نفعل شيئاً لتغيير ذلك, المسألة تتداخل فيها السياسة مع الاقتصاد مع الدين مع المؤسسة التعليمية والاجتماعية, كل هؤلاء وغيرهم قادرون على صناعة نهضة تعيد للغة العربية رونقها ووهجها.. ولكن ما نقول إلا «الله كريم»!