- الاثنين ديسمبر 02, 2013 9:58 pm
#67270
قبل عدة أسابيع، وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة إلى زوجي أوسكار إلياس بيست، وأنا لحضور حفل عشاء الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء الميدالية الرئاسية للحرية. وظن الكثيرون أن جهود أوباما لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، ستدفع الجنرال راؤول كاسترو، الرئيس الكوبي، إلى الموافقة على إصدار جواز سفر لأوسكار حتى يتمكن من الحضور. لكن ذلك لم يكن بالأمر المهم.
أوسكار طبيب، لكنه غير مسموح له بممارسة الطب. وقد أطلقت عليه منظمة العفو الدولية لقب سجين الرأي نتيجة السنوات التي قضاها في السجن للدفاع عن حقوق الإنسان، فهو من أتباع فلسفة المقاومة السلمية. وقد منحه الرئيس السابق جورج دبليو بوش في عام 2007 وسام الحرية.
لكنه لم يتمكن من الحصول على هذه الجائزة شخصيا لأنه كان في السجن، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما. وقد أطلق سراح أوسكار في عام 2011. لكنه من الناحية الفعلية لا يزال سجينا، لأنه لا يستطيع مغادرة الجزيرة.
لكن السلطات الكوبية أذنت لي بالسفر إلى واشنطن، وشرفت بحضور العشاء الذي أقيم مؤخرا، والذي أعرب خلاله الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري لي عن أسفهم لغياب أوسكار.
وقد أعرب البعض عن دهشتهم لعدم السماح لأوسكار بمغادرة الجزيرة، نظرا للاعتقاد السائد بأن الكوبيين صاروا يملكون الحق الآن في السفر إلى الخارج.
فآلاف الملايين من الأفراد في جميع أنحاء العالم يتمتعون بهذا الحق، وهو حق أصيل معترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.
ولكن هناك خلط كبير بشأن ما يحدث في كوبا اليوم. فعلى سبيل المثال، أجبر السجناء السياسيون الذين أطلق سراحهم قبل بضع سنوات من خلال المكاتب التابعة للكنيسة الكاثوليكية، على قبول الإفراج عنهم المشروط بالنفي، بمن في ذلك أقاربهم بمن فيهم الأطفال، إلى إسبانيا.
ويشعر زوجي بالامتنان للرئيسين أوباما وجورج دبليو بوش، وإلى الأميركيين والناس في أوروبا وأميركا اللاتينية لدعمهم رغبة الكوبيين في الحصول على الحرية. لقد أراد أوسكار الحديث إلى الرئيس حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الكوبي والمتمثلة في:
* وصل قمع النظام إلى مستوى قياسي منذ الستينات. وقد وقعت مئات الاعتقالات التعسفية هذا العام، فضلا عن الاعتداءات البدنية على المتظاهرين السلميين.
* النظام لا يسمح لمنظمة العفو الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر أو المنظمات المماثلة بزيارة السجون الكوبية.
* وعود الحكومة تذكرنا جدا بتلك التي أدلت بها الحكومة السابقة. ففي عام 2007، قال راؤول كاسترو إن كل كوبي سيكون له كوب من الحليب. لكننا لا نزال ننتظر.
* أرسلت المساعدات الإنسانية الدولية إلى الجزيرة بعد إعصار ساندي ولم توزع على الأفراد في المناطق التي غمرتها الفيضانات، ولكنها منحت بدلا من ذلك إلى القوات المسلحة وجرى توجيهها إلى المتاجر، حيث يمكن إعادة بيعها بأسعار جيدة في متناول الكوبي العادي.
* رغم جهود أوباما لتحسين العلاقات الثنائية، لا يزال النظام الكوبي يحتفظ برهينة أميركي. فقد أدينت آلان غروس بالسجن 15 عاما في السجن، لإهدائها حاسبا محمولا وهاتفا جوالا لليهود الكوبيين، وهي أمور لا تعتبر جرائم في العالم المتحضر.
اعتقد الكثيرون أن وصول راؤول كاسترو إلى السلطة سينهي دعم الحكومة للأنظمة المعادية لأميركا في جميع أنحاء العالم. لكنه لم يفعل، ففي صيف العام الحالي اعترضت بنما سفينة كورية شمالية تحمل شحنة من السكر الكوبي.
وأسفل أكثر من 200 ألف كيس من أكياس السكر تختبئ معدات الرادار الصاروخي والأسلحة الأخرى من الحقبة السوفياتية - في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة ضد تزويد النظام في كوريا الشمالية بالأسلحة.
كما قامت كوبا في الأيام الأخيرة بإجراء مناورة عسكرية واسعة، تعرف باسم باستيون 2013. للدفاع عن الجزيرة ضد الغزو الأميركي الذي لن يأتي أبدا.
ينبغي أن تستغل الحكومة الكوبية الموارد التي تخصصها للقوات المسلحة ولقمع السكان المدنيين، في القضاء على الفقر والجوع الذي يعاني منه الشعب الكوبي. والوصول إلى الحرية المبتغاة.
إلسا موريجون
* ناشطة في مجال حقوق الإنسان
تقيم في كوبا
* خدمة «واشنطن بوست» - صحيفة الشرق الاوسط
أوسكار طبيب، لكنه غير مسموح له بممارسة الطب. وقد أطلقت عليه منظمة العفو الدولية لقب سجين الرأي نتيجة السنوات التي قضاها في السجن للدفاع عن حقوق الإنسان، فهو من أتباع فلسفة المقاومة السلمية. وقد منحه الرئيس السابق جورج دبليو بوش في عام 2007 وسام الحرية.
لكنه لم يتمكن من الحصول على هذه الجائزة شخصيا لأنه كان في السجن، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما. وقد أطلق سراح أوسكار في عام 2011. لكنه من الناحية الفعلية لا يزال سجينا، لأنه لا يستطيع مغادرة الجزيرة.
لكن السلطات الكوبية أذنت لي بالسفر إلى واشنطن، وشرفت بحضور العشاء الذي أقيم مؤخرا، والذي أعرب خلاله الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري لي عن أسفهم لغياب أوسكار.
وقد أعرب البعض عن دهشتهم لعدم السماح لأوسكار بمغادرة الجزيرة، نظرا للاعتقاد السائد بأن الكوبيين صاروا يملكون الحق الآن في السفر إلى الخارج.
فآلاف الملايين من الأفراد في جميع أنحاء العالم يتمتعون بهذا الحق، وهو حق أصيل معترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.
ولكن هناك خلط كبير بشأن ما يحدث في كوبا اليوم. فعلى سبيل المثال، أجبر السجناء السياسيون الذين أطلق سراحهم قبل بضع سنوات من خلال المكاتب التابعة للكنيسة الكاثوليكية، على قبول الإفراج عنهم المشروط بالنفي، بمن في ذلك أقاربهم بمن فيهم الأطفال، إلى إسبانيا.
ويشعر زوجي بالامتنان للرئيسين أوباما وجورج دبليو بوش، وإلى الأميركيين والناس في أوروبا وأميركا اللاتينية لدعمهم رغبة الكوبيين في الحصول على الحرية. لقد أراد أوسكار الحديث إلى الرئيس حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الكوبي والمتمثلة في:
* وصل قمع النظام إلى مستوى قياسي منذ الستينات. وقد وقعت مئات الاعتقالات التعسفية هذا العام، فضلا عن الاعتداءات البدنية على المتظاهرين السلميين.
* النظام لا يسمح لمنظمة العفو الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر أو المنظمات المماثلة بزيارة السجون الكوبية.
* وعود الحكومة تذكرنا جدا بتلك التي أدلت بها الحكومة السابقة. ففي عام 2007، قال راؤول كاسترو إن كل كوبي سيكون له كوب من الحليب. لكننا لا نزال ننتظر.
* أرسلت المساعدات الإنسانية الدولية إلى الجزيرة بعد إعصار ساندي ولم توزع على الأفراد في المناطق التي غمرتها الفيضانات، ولكنها منحت بدلا من ذلك إلى القوات المسلحة وجرى توجيهها إلى المتاجر، حيث يمكن إعادة بيعها بأسعار جيدة في متناول الكوبي العادي.
* رغم جهود أوباما لتحسين العلاقات الثنائية، لا يزال النظام الكوبي يحتفظ برهينة أميركي. فقد أدينت آلان غروس بالسجن 15 عاما في السجن، لإهدائها حاسبا محمولا وهاتفا جوالا لليهود الكوبيين، وهي أمور لا تعتبر جرائم في العالم المتحضر.
اعتقد الكثيرون أن وصول راؤول كاسترو إلى السلطة سينهي دعم الحكومة للأنظمة المعادية لأميركا في جميع أنحاء العالم. لكنه لم يفعل، ففي صيف العام الحالي اعترضت بنما سفينة كورية شمالية تحمل شحنة من السكر الكوبي.
وأسفل أكثر من 200 ألف كيس من أكياس السكر تختبئ معدات الرادار الصاروخي والأسلحة الأخرى من الحقبة السوفياتية - في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة ضد تزويد النظام في كوريا الشمالية بالأسلحة.
كما قامت كوبا في الأيام الأخيرة بإجراء مناورة عسكرية واسعة، تعرف باسم باستيون 2013. للدفاع عن الجزيرة ضد الغزو الأميركي الذي لن يأتي أبدا.
ينبغي أن تستغل الحكومة الكوبية الموارد التي تخصصها للقوات المسلحة ولقمع السكان المدنيين، في القضاء على الفقر والجوع الذي يعاني منه الشعب الكوبي. والوصول إلى الحرية المبتغاة.
إلسا موريجون
* ناشطة في مجال حقوق الإنسان
تقيم في كوبا
* خدمة «واشنطن بوست» - صحيفة الشرق الاوسط