- الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 1:39 am
#67325
روسيا (بالروسية: Россия)، المعروفة رسميا باسم روسيا الاتحادية (بالروسية: Российская Федерация) [7] هي دولة تقع في شمال أوراسيا،[8] ذات حكم جمهوري بنظام شبه رئاسي تضمُّ 83 كيانًا اتحاديًا. لروسيا حدود مشتركة مع كل من النرويج وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا (عن طريق كالينينغرادسكايا أوبلاست) وروسيا البيضاء وأوكرانيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان وجمهورية الصين الشعبية ومنغوليا وكوريا الشمالية. كما أن لديها حدودًا بحريَّة مع اليابان في بحر أوخوتسك والولايات المتحدة عن طريق مضيق بيرينغ. روسيا هي أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، حيث تغطي نسبة 8/1 من مساحة الأرض المأهولة بالسكان في العالم بمساحة تبلغ 17,075,400 كيلومتر مربع (6,592,800 ميل مربع)، كما أنها تاسع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم بأكثر من 143 مليون نسمة.[9] تمتدُّ روسيا عبر كامل شمال آسيا و40% من أوروبا، كما تُغطي تسع مناطق زمنية وتضم طائفة واسعة من البيئات والتضاريس وتمتلك أكبر احتياطي في العالم من الموارد المعدنية والطاقة[10] ولديها أكبر احتياطيات العالم من الغابات والبحيرات، التي تحتوي ما يقرب من ربع المياه العذبة في العالم.[11]
بدأ تاريخ البلاد منذ أن ظهر السلاف الشرقيين كمجموعة معترف بها في أوروبا بين القرنين الثالث والثامن الميلاديَّين.[12] في القرن التاسع للميلاد تأسَّست إمارة كييف روس على يد المُحاربين الإفرنج، واعتقنت المسيحية الأرثوذكسية دينًا لها في عام 988 بسبب تأثير الإمبراطورية البيزنطية،[13] وكانت تلك هي بداية تَمازُج الثقافتين السلافية والبيزنطية اللتين شكلتا معًا ملامح الثقافة الروسية للألفيَّة التالية.[14] تفتت كييف روس في آخر الأمر إلى عدد من الدويلات الصَّغيرة، وسقطت مُعظم الأراضي الروسية في أيدي الغزو المغولي عامَ 1223، وأصبحت تابعة للقبيلة الذهبية.[15] لاحقًا بدأت دوقية موسكو تُوحِّد تدريجيًا الإمارات المجاورة لها ونجحت في الاستقلال عن حُكم القبيلة الذهبية، وتمكنت من وراثة إرث كييف روس السياسيّ والثقافيّ، وبحلول القرن الثامن عشر توسعت البلاد كثيرًا عبر شن الغزوات والحروب والاستكشاف لتُولد بذلك الإمبراطورية الروسية، التي استحالت ثالث أضخم إمبراطورية في التاريخ بنفوذها المُمتدِّ من بولندا في أوروبا إلى ألاسكا في أمريكا الشمالية.[16][17]
في أعقاب الثورة البلشفية أصبحت روسيا أحد أكبر مؤسسي الاتحاد السوفيتي، وباتت أوَّل دولة دستورية اشتراكية وقوة عظمى معترف بها في العالم،[18] كما لعبت دورًا حاسمًا في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث تكبَّدَ الاتحاد السوفيتي خسائر بشريَّة أكثر من أيِّ طرف آخر أثناء الحرب.[19][20] شهدت الحقبة السوفيتية بعض أبرز النجاحات التكنولوجيَّة في القرن العشرين بأكمله، ومن ضمنها إطلاق أوَّل رائد فضاء بشري في تاريخ العالم. لكن هذه الحال لم تدم طويلاً، فقد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وتأسست عدّة جمهوريات مستقلة بدلاً منه، كان من أبرزها روسيا الاتحادية.[21]
تُعد العاصمة الروسية موسكو أكبر مدن روسيا اليوم وإحدى كبريات مدن العالم من حيث السكان، ولا تُوجد مدن تماثلها في عدد السكان سوى مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك وسيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، وميناء موسكو الرئيسي هوَ سانت بطرسبرغ الواقعة على بحر البلطيق.[22] تُعتَبرُ روسيا حادي عشر أكبر اقتصاد في العالم حسب الناتج المحلي الإجمالي، والسادسة من حيث القدرة الشرائية، والخامسة من حيث الميزانية العسكريَّة. إن روسيا واحدة من الدول الخمس الوحيدة المعترف بامتلاكها أسلحة نووية في العالم، إضافة إلى أنها تملكُ أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العالم.[23] تُعد روسيا إحدى القوى العظمى العالمية، وهي عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، كما أنها عضوة في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومجلس أوروبا ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا
يشتق اسم روسيا من "روس"، دولة القرون الوسطى التي كان معظم سكانها من السلاف الشرقيين. لكن أصبح هذا الاسم أكثر بروزا في التاريخ اللاحق، والبلاد التي كانت تسمى عادة سكانها "Русская Земля" (نقحرة: روسكايا زميليا) والتي يمكن ترجمتها "الأرض الروسية" أو "أرض روس ". من أجل عدم الخلط بين هذه الدولة أو غيرها قام المؤرخون المعاصرون بجعل اسم دولة روس، "روس كييف". أما اسم روس فيشتق بدوره من شعب روس، وهؤلاء جماعة من الإفرنج (ربما الفايكنغ)،[27][28] الذين أسسوا دولة روس (بالروسية: Русь).
كانت الكلمة اللاتينية "روثينيا" المشتقة من الاسم اللاتيني لروسيا، هي الاسم المستعمل لوصف هذه البلاد في العصور الوسطى.أما الاسم الحالي، Россия (روسيا)، فيشتق من النسخة اليونانية من اسم دولة روس كييف، التي تُلفظ حاليًا Ρωσία [روسˈيا] بدلاً من لفظ Ρωσσία، الذي كان مألوفًا في العهد البيزنطي.[29]
في بداية القرن العشرين ومع دخول الثورة الصناعية في روسيا، شكل الليبراليون الروس اتحاد زيمتوف الدستوري،[97][98] (1903) وإتحاد التحرير (1904)، الذي دعا إلى إقامة ملكية دستورية. انتظم الاشتراكيون الروس في مجموعتين رئيسيتين هما: الحزب الاشتراكي الثوري وحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي.[99] في عام 1903 إنقسم حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي إلى جناحين في مدينة لندن: المناشفة أي المعتدلين والبلشفية أي المتطرفين. أعتقد المناشفة بأن الاشتراكية الروسية سوف تنمو تدريجيًا بشكل سلميّ وذلك أن نظام القيصر ينبغي أن يتحول إلى جمهورية يتعاون فيها الاشتراكيون مع الأحزاب الليبرالية البورجوازية على بناء الوطن. دعا البلاشفة بزعامة فلاديمير لينين إلى تشكيل نخبة صغيرة من الثوريين المهنيين تخضع لإنضباط الحزب القوي لتكون بمثابة طليعة الطبقة الكادحة من أجل الاستيلاء على السلطة بالقوة
أنتخب بوريس يلتسن رئيس جمهورية روسيا في حزيران 1991 في أول انتخابات رئاسية مباشرة في التاريخ الروسي. عندما إنهار الإتحاد السوفياتي في أواخر عام 1991 كان هناك اعتراف بروسيا بوصفها الخلف القانوني للإتحاد السوفيتي على المسرح الدولي.[135] أثناء وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي جرت إصلاحات واسعة النطاق منها الخصخصة وتحرير السوق،[136] بما في ذلك القيام بإجراء تغييرات جذرية، [137] في الوقت الذي تواجه فيه تحديات خطيرة في جهودها الرامية إلى إقامة وظيفة سوفياتية جديدة في النظام السياسي والاقتصادي قامت بإلغاء التخطيط الاشتراكي المركزي وملكية الدولة التي أتبعت خلال الحقبة السوفياتية. حاولت روسيا إعادة بناء الاقتصاد بعناصر رأسمالية السوق لكن أدى ما سبق إلى أزمة اقتصادية كبيرة تميزت بانخفاض بنسبة 50% لكل من الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي بين عاميّ 1990 و1995. حولت الخصخصة العديد من الشركات من أيدي أجهزة الدولة إلى الأفراد، وأدت حالة الكساد إلى انهيار الخدمات الاجتماعية وانخفاض معدل المواليد في حين أن معدل الوفيات شهد ارتفاعا كبيرا. هوت ملايين الناس في براثن الفقر من مستوى فقر 1.5% في الحقبة السوفياتية السابقة إلى ما بين 39 و49% بحلول منتصف عام 1993.[138]
شهدت البلاد في التسعينات إتساع الجريمة والنزاعات المسلحة في شمال القوقاز الناتجة عن المناوشات العرقية المحلية منذ إعلان الشيشان استقلاله في أوائل تسعينات القرن وخوضه حرب عصابات متقطعة مع القوات المسلحة الروسية، وقام الشيشانيون بعدة هجمات ضد روسيا كان أبرزها أزمة رهائن مسرح موسكو وأزمة رهائن مدرسة بسلان. تولي روسيا مسؤولية قصوى عن تسوية ديون الإتحاد السوفياتي الخارجية على الرغم من أن سكانها كانوا يشكلون نصف سكان الإتحاد السوفياتي في وقت انهياره.[140] تسبب ارتفاع العجز في الميزانية في الأزمة المالية الروسية لعام 1998،[141] إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي.[136] في 31 ديسمبر 1999 استقال الرئيس بوريس يلتسين وسلم هذا المنصب إلى رئيس الوزراء المعين حديثا ورجل المخابرات السابق فلاديمير بوتين، [142] الذي فاز بعد ذلك في انتخابات عام 2000 الرئاسية. قام بوتين بقمع حركة التمرد في الشيشان لكن ما تزال أعمال عنف متقطعة تحدث في جميع أنحاء شمال القوقاز. ضعف العملة وارتفاع أسعار النفط من خلال زيادة الاستهلاك المحلي والاستثمارات في الاقتصاد الروسي ساعدت على نموه لمدة تسعة سنوات متتالية وبهذا تحسن مستوى المعيشة وزاد نفوذ روسيا على الساحة العالمية. رغم العديد من الإصلاحات التي حدثت خلال فترة رئاسة بوتين إلا أنه تعرض لإنتقادات من قبل الدول الغربية عموما فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.[143] في أثناء رئاسة بوتين عمل على عودة الاستقرار والنظام في البلاد مما أكسبه شعبية واسعة في روسيا.[144] إنضمت روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2005 كمُراقب وليس كعضو،[145] وفي 2 مارس 2008، أنتخب ديمتري ميدفيديف رئيسا لروسيا في حين أصبح بوتين رئيسا للوزراء، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى رئيسًا للجمهورية في شهر مارس من عام 2012.
تُعدّ روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400كم²، وهي تقريبًا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة. وتستغرق رحلة بالقطار بين موسكو في الغرب وميناء فلاديفستوك في الشرق سبعة أيام تمر خلالها عبر ثمانية من أقاليم التوقيت. تقع روسيا بين خطي عرض 41 درجة و 82 درجة شمالا، وخطي طول 19° شرقا و 169 درجة غربا.[146] تمثل روسيا جسرا بين قارتي أوروبا وآسيا. إذ يحدها من الشرق بحر بيرنغ وبحر أخوتسك وبحر اليابان، وهذه البحار الثلاثة تتفرع من المحيط الهادئ. ومن الغرب تحدها بيلاروسيا (روسيا البيضاء)، لاتفيا، إستونيا، خليج فنلندا، والنرويج، ويقع إقليم كاليننغراد الروسي بين ليتوانيا وبولندا. بينما يحدها من الشمال بحر بارنتس، بحر كارا، بحر لابتيف، بحر شرق سيبريا، وبحر تشوكوتكا، وجميع هذه البحار تتفرع من المحيط المتجمد الشمالي. أما من الجنوب فتحدها الصين، منغوليا، كازاخستان، أذربيجان، جورجيا والبحر الأسود. بينما تجاورها من أقصى الجنوب الشرقي كوريا الشمالية.[147]
تشتهر روسيا بشتائها الطويل القارص الذي ساعد في صد الغزاة وشل حركتهم، مثل جيوش نابليون عام 1812م وجيوش هتلر إبان الحرب العالمية الثانية. وفي إقليم موسكو تغطي الثلوج الأرض لمدة خمسة أشهر في السنة بينما تمتد فترة الثلوج في أقاصي روسيا الشمالية إلى أكثر من ثمانية أشهر. ولذلك فإن النسبة الضئيلة من أراضي روسيا الصالحة للزراعة، تعاني من فترة نمو أقصر وأمطار غير كافية، فالتربة في نصف أراضي روسيا في حالة تجمد دائم، كما أن معظم سواحل البلاد وبحيراتها وأنهارها تتجمد معظم شهور السنة.
تعد روسيا وريثة أغلب أسلحة الاتحاد السوفيتي السابق وبالذات الأسلحة النووية وأقمار التجسس الاصطناعية ومصانع السلاح والقواعد العسكرية حتى تلك التي باتت تقع الآن خارج حدودها في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ينقسم الجيش الروسي إلى القوات البرية، البحرية، وسلاح الجو. كما يوجد هناك أيضا ثلاثة أسلحة مستقلة: قوات الصواريخ الاستراتيجية، قوات الفضاء، والقوات المحمولة جوا. بلغ قوام الجيش الروسي في العام 2006، 1.037 مليون فردا في الخدمة العسكرية الفعلية، وبالتالي فهو الرابع عالميا من حيث عدد المدربين.[188] الخدمة العسكرية إلزامية للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 سنة، لمدة عام في القوات المسلحة. تمتلك روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم. ولديها ثاني أكبر أسطول من غواصات الصواريخ البالستية، وهي البلد الوحيد باستثناء الولايات المتحدة، الذي يمتلك قاذفة قنابل استراتيجية حديثة.[23][189]
روسيا تمتلك أكبر سلاح دبابات في العالم، وقواتها البحرية والجوية من بين أكبرها في العالم. كما لديها صناعة أسلحة ضخمة، وتنتج معظم معداتها العسكرية الخاصة مع استيراد أنواع محددة من السلاح. لدى روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم والذي يقدر بحوالي 16000 رأس نووي. إضافة إلى أنها أكبر مورد للأسلحة في العالم، منذ العام 2001، حيث تمثل صادراتها من الأسلحة حوالي 30% من تجارة السلاح العالمية،[190] وتقوم بتصدير الأسلحة إلى نحو 80 بلدا.[191] وضعت الحكومة ميزانية للإنفاق العسكري عام 2008 قدرت بثمانية وخمسين مليار دولار مما جعل روسيا تحتل المركز الخامس عالميا من حيث الإنفاق العسكري.[188][192] في الوقت الحالي، تقوم روسيا بتحديث معداتها بقيمة تبلغ حوالي 200 مليار دولار، في عملية تمتد بين عامي 2006 و 2015.
يشكل السكان ذوي الأصول الروسية 79.8٪ من سكان البلاد الذين ينتمون إلى 160 مجموعة عرقية مختلفة.[261] على الرغم من أن تعداد سكان روسيا كبير نسبيا إلا أن الكثافة السكانية منخفضة بسبب حجم البلاد الكبير. بالرغم من وقوع معظم الأراضي الروسية داخل القارة الآسيوية فأن معظم سكان البلاد يعيشون في روسيا الأوروبية بالقرب من جبال الأورال وسيبيريا في جنوب غرب البلاد، 73٪ من السكان يعيشون في المناطق الحضرية في حين أن 27٪ في المناطق الريفية.[264] تشير النتائج الأولية لتعداد السكان عام 2010 لوصول مجموع السكان إلى 142,905,208 نسمة.[9]
وصل أكبر عدد لسكان روسيا لحوالي 148,689,000 في عام 1991، قبل تفكك الإتحاد السوفياتي. بدأت روسيا تعاني من إنخفاض سريع في عدد السكان ابتداءا من منتصف التسعينات [265] كادت الدولة تتعرض لكارثة ديمغرافية بسبب هذا الانخفاض الكبير بعدد السكان بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وهذا دفع الحكومة المركزية لتقيم برامج لتشجيع الإنجاب ودعم العائلة ومنح الأم ميزات من دعم مالي واجتماعي خاص. وتعود أسباب تناقص عدد السكان في روسيا إلى العزوف عن الإنجاب وتأخر سن الزواج إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الذكور.[265] كما أن روسيا الإتحادية تعرضت أيضا إلى كارثة ديموغرافية نتجت عن الحرب الأهلية والحربين العالميتين التي نالت منهما روسيا أكبر عدد من الخسائر البشرية أكثر من عشرين مليون قتيل من سكان الاتحاد السوفياتي السابق. لقد تعرضت روسيا الإتحادية إلى كارثة ديموغرافية نتجت عن الحرب الأهلية والحربين العالميتين التي نالت منهما روسيا أكبر عدد من الخسائر البشرية.
في عام 2009 سجلت روسيا معدل نمو سكاني للمرة الأولى منذ خمسة عشر عاما حيث بلغ معدل النمو الإجمالي نحو 10,500.[266] منهم 279,906 مهاجر وصلوا إلى الإتحاد الروسي في نفس العام، 93٪ منهم قد جائوا من بلدان اتحاد الدول المستقلة.[266] عدد المهاجرين الروس أنخفض بإطراد من 359,000 في عام 2000 إلى 32,000 في عام 2009.[267] وهناك أيضا ما يقدر بنحو 10 ملايين مهاجر غير شرعي من دول الاتحاد السوفياتي السابق يعيشون في روسيا.[267] حوالي 116 مليون من الأصول الروسية في روسيا،[267] ونحو 20 مليون شخص يعيشون في جمهوريات أخرى من الإتحاد السوفياتي، [268] معظمهم في أوكرانيا وكازاخستان.[269]
معدل المواليد في روسيا هو أعلى من مثيلاته في البلدان الأوروبية (12.6 ولادة لكل 1000 شخص في عام 2010.[270] بالمقارنة مع متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 9.90 في 1000)، [271] في حين أن معدل الوفيات أعلى بكثير (في عام 2010، كان معدل الوفيات في روسيا 14.3 لكل 1000 شخص [270] بالمقارنة مع المتوسط في الاتحاد الأوروبي البالغ 10.28 لكل 1000).[272] قامت الحكومة بعدد من البرامج المصممة لزيادة معدل المواليد وجذب المزيد من المهاجرين. وقد تضاعفت المساعدات الحكومية الشهرية لمعونة الأطفال إلى 55 دولارا أمريكيا، كما قدمت دفعة لمرة واحدة قيمتها 9,200 دولار أمريكيا للنساء لمن لديهن طفل ثاني منذ عام 2007.[273] شهدت روسيا في عام 2009 أعلى معدل للمواليد منذ تفكك الاتحاد السوفياتي
روسيا تحوي 160 جماعة عرقية تتحدث نحو 100 لغة.[275] وفقا لتعداد عام 2002 فإن هناك 142.6 مليون نسمة يتكلمون الروسية تليها التترية بنحو 5.3 مليون والأوكرانية بحوالي 1.8 مليون ناطق.[276] الروسية هي لغة الدولة الرسمية ولها ثلاث لهجات إقليمية رئيسية هي; اللهجة الشمالية واللهجة الجنوبية واللهجة الوسطى. وقليلاً ما تُعيق الاختلافات الصغيرة الفهم. وتكتب اللغة الروسية بالحروف السيريلية، وللأقليات لغاتها الخاصة وتتحدَّث بالروسية كلغة ثانية. اللغة الروسية هي إحدى اللغات السلافية وتعتبر اللغة الأكثر استخداما من بين اللغات السلافية في أوروبا.[277]
المسيحية الأرثوذكسية، الإسلام، البوذية واليهودية هي الديانات التقليدية في روسيا، وتعتبر من الناحية القانونية جزءا من "التراث التاريخي" في روسيا.[278] تقديرات الدينيين تتذبذب كثيرا بين المصادر وتشير بعض الروايات إلى أن عدد اللادينيين يتراوح بين 16-48٪ من السكان.[279] عيد الفصح هو العيد الديني الأكثر شعبية في روسيا ويحتفل به أكثر من 90٪ من جميع المواطنين الروس بما في ذلك عدد كبير من المنظمات الغير دينية. أكثر من ثلاثة أرباع الروس يحتفلون بعيد الفصح بصنع كعكة عيد الفصح التقليدية، البيض الملون، والباسخا.[280] بالرجوع إلى مشهد تنصير الروس في كييف في القرن العاشر، الأرثوذكسية الروسية هي الديانة السائدة في البلد؛ حوالي 100 مليون مواطن روسي يعتبرون أنفسهم مسيحيين أرثوذكس.[281] 95٪ من الأبرشيات الأرثوذكسية المسجلة تنتمي إلى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في حين أن هناك عددا أقل من الكنائس الأرثوذكسية.[282] ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من المؤمنين الأرثوذكس لا يحضرون الكنيسة بشكل منتظم. أصغر الطوائف المسيحية في روسيا هي الكاثوليك، الأرمن، والبروتستانت. تقديرات عدد المسلمين في روسيا يتراوح بين 7-9 مليون نسمة بحسب مصادر محلية إلى 15-20 مليون نسمة بحسب مصادر غربية وإسلامية.[283] أيضا هناك 3 إلى 4 ملايين من المهاجرين المسلمين في دول ما بعد الإتحاد السوفيتي.[284] معظم المسلمين يعيشون في منطقة الفولغا، الأورال، القوقاز، وموسكو وكذلك في سان بطرسبرغ وغرب سيبيريا.[285] البوذية موجودة تقليديا في ثلاث مناطق في الإتحاد الروسي هي بورياتيا، توفا وكالميكيا. التحريض الديني ينشأ غالبا على أسس عرقية، باختصار السلاف الأرثوذكس أغلبيتهم الساحقة مسيحيين، الناطقين بالتركية هم مسلمين في الغالب، والمغول بوذيون
بدأ تاريخ البلاد منذ أن ظهر السلاف الشرقيين كمجموعة معترف بها في أوروبا بين القرنين الثالث والثامن الميلاديَّين.[12] في القرن التاسع للميلاد تأسَّست إمارة كييف روس على يد المُحاربين الإفرنج، واعتقنت المسيحية الأرثوذكسية دينًا لها في عام 988 بسبب تأثير الإمبراطورية البيزنطية،[13] وكانت تلك هي بداية تَمازُج الثقافتين السلافية والبيزنطية اللتين شكلتا معًا ملامح الثقافة الروسية للألفيَّة التالية.[14] تفتت كييف روس في آخر الأمر إلى عدد من الدويلات الصَّغيرة، وسقطت مُعظم الأراضي الروسية في أيدي الغزو المغولي عامَ 1223، وأصبحت تابعة للقبيلة الذهبية.[15] لاحقًا بدأت دوقية موسكو تُوحِّد تدريجيًا الإمارات المجاورة لها ونجحت في الاستقلال عن حُكم القبيلة الذهبية، وتمكنت من وراثة إرث كييف روس السياسيّ والثقافيّ، وبحلول القرن الثامن عشر توسعت البلاد كثيرًا عبر شن الغزوات والحروب والاستكشاف لتُولد بذلك الإمبراطورية الروسية، التي استحالت ثالث أضخم إمبراطورية في التاريخ بنفوذها المُمتدِّ من بولندا في أوروبا إلى ألاسكا في أمريكا الشمالية.[16][17]
في أعقاب الثورة البلشفية أصبحت روسيا أحد أكبر مؤسسي الاتحاد السوفيتي، وباتت أوَّل دولة دستورية اشتراكية وقوة عظمى معترف بها في العالم،[18] كما لعبت دورًا حاسمًا في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث تكبَّدَ الاتحاد السوفيتي خسائر بشريَّة أكثر من أيِّ طرف آخر أثناء الحرب.[19][20] شهدت الحقبة السوفيتية بعض أبرز النجاحات التكنولوجيَّة في القرن العشرين بأكمله، ومن ضمنها إطلاق أوَّل رائد فضاء بشري في تاريخ العالم. لكن هذه الحال لم تدم طويلاً، فقد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وتأسست عدّة جمهوريات مستقلة بدلاً منه، كان من أبرزها روسيا الاتحادية.[21]
تُعد العاصمة الروسية موسكو أكبر مدن روسيا اليوم وإحدى كبريات مدن العالم من حيث السكان، ولا تُوجد مدن تماثلها في عدد السكان سوى مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك وسيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، وميناء موسكو الرئيسي هوَ سانت بطرسبرغ الواقعة على بحر البلطيق.[22] تُعتَبرُ روسيا حادي عشر أكبر اقتصاد في العالم حسب الناتج المحلي الإجمالي، والسادسة من حيث القدرة الشرائية، والخامسة من حيث الميزانية العسكريَّة. إن روسيا واحدة من الدول الخمس الوحيدة المعترف بامتلاكها أسلحة نووية في العالم، إضافة إلى أنها تملكُ أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العالم.[23] تُعد روسيا إحدى القوى العظمى العالمية، وهي عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، كما أنها عضوة في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومجلس أوروبا ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا
يشتق اسم روسيا من "روس"، دولة القرون الوسطى التي كان معظم سكانها من السلاف الشرقيين. لكن أصبح هذا الاسم أكثر بروزا في التاريخ اللاحق، والبلاد التي كانت تسمى عادة سكانها "Русская Земля" (نقحرة: روسكايا زميليا) والتي يمكن ترجمتها "الأرض الروسية" أو "أرض روس ". من أجل عدم الخلط بين هذه الدولة أو غيرها قام المؤرخون المعاصرون بجعل اسم دولة روس، "روس كييف". أما اسم روس فيشتق بدوره من شعب روس، وهؤلاء جماعة من الإفرنج (ربما الفايكنغ)،[27][28] الذين أسسوا دولة روس (بالروسية: Русь).
كانت الكلمة اللاتينية "روثينيا" المشتقة من الاسم اللاتيني لروسيا، هي الاسم المستعمل لوصف هذه البلاد في العصور الوسطى.أما الاسم الحالي، Россия (روسيا)، فيشتق من النسخة اليونانية من اسم دولة روس كييف، التي تُلفظ حاليًا Ρωσία [روسˈيا] بدلاً من لفظ Ρωσσία، الذي كان مألوفًا في العهد البيزنطي.[29]
في بداية القرن العشرين ومع دخول الثورة الصناعية في روسيا، شكل الليبراليون الروس اتحاد زيمتوف الدستوري،[97][98] (1903) وإتحاد التحرير (1904)، الذي دعا إلى إقامة ملكية دستورية. انتظم الاشتراكيون الروس في مجموعتين رئيسيتين هما: الحزب الاشتراكي الثوري وحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي.[99] في عام 1903 إنقسم حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي إلى جناحين في مدينة لندن: المناشفة أي المعتدلين والبلشفية أي المتطرفين. أعتقد المناشفة بأن الاشتراكية الروسية سوف تنمو تدريجيًا بشكل سلميّ وذلك أن نظام القيصر ينبغي أن يتحول إلى جمهورية يتعاون فيها الاشتراكيون مع الأحزاب الليبرالية البورجوازية على بناء الوطن. دعا البلاشفة بزعامة فلاديمير لينين إلى تشكيل نخبة صغيرة من الثوريين المهنيين تخضع لإنضباط الحزب القوي لتكون بمثابة طليعة الطبقة الكادحة من أجل الاستيلاء على السلطة بالقوة
أنتخب بوريس يلتسن رئيس جمهورية روسيا في حزيران 1991 في أول انتخابات رئاسية مباشرة في التاريخ الروسي. عندما إنهار الإتحاد السوفياتي في أواخر عام 1991 كان هناك اعتراف بروسيا بوصفها الخلف القانوني للإتحاد السوفيتي على المسرح الدولي.[135] أثناء وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي جرت إصلاحات واسعة النطاق منها الخصخصة وتحرير السوق،[136] بما في ذلك القيام بإجراء تغييرات جذرية، [137] في الوقت الذي تواجه فيه تحديات خطيرة في جهودها الرامية إلى إقامة وظيفة سوفياتية جديدة في النظام السياسي والاقتصادي قامت بإلغاء التخطيط الاشتراكي المركزي وملكية الدولة التي أتبعت خلال الحقبة السوفياتية. حاولت روسيا إعادة بناء الاقتصاد بعناصر رأسمالية السوق لكن أدى ما سبق إلى أزمة اقتصادية كبيرة تميزت بانخفاض بنسبة 50% لكل من الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي بين عاميّ 1990 و1995. حولت الخصخصة العديد من الشركات من أيدي أجهزة الدولة إلى الأفراد، وأدت حالة الكساد إلى انهيار الخدمات الاجتماعية وانخفاض معدل المواليد في حين أن معدل الوفيات شهد ارتفاعا كبيرا. هوت ملايين الناس في براثن الفقر من مستوى فقر 1.5% في الحقبة السوفياتية السابقة إلى ما بين 39 و49% بحلول منتصف عام 1993.[138]
شهدت البلاد في التسعينات إتساع الجريمة والنزاعات المسلحة في شمال القوقاز الناتجة عن المناوشات العرقية المحلية منذ إعلان الشيشان استقلاله في أوائل تسعينات القرن وخوضه حرب عصابات متقطعة مع القوات المسلحة الروسية، وقام الشيشانيون بعدة هجمات ضد روسيا كان أبرزها أزمة رهائن مسرح موسكو وأزمة رهائن مدرسة بسلان. تولي روسيا مسؤولية قصوى عن تسوية ديون الإتحاد السوفياتي الخارجية على الرغم من أن سكانها كانوا يشكلون نصف سكان الإتحاد السوفياتي في وقت انهياره.[140] تسبب ارتفاع العجز في الميزانية في الأزمة المالية الروسية لعام 1998،[141] إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي.[136] في 31 ديسمبر 1999 استقال الرئيس بوريس يلتسين وسلم هذا المنصب إلى رئيس الوزراء المعين حديثا ورجل المخابرات السابق فلاديمير بوتين، [142] الذي فاز بعد ذلك في انتخابات عام 2000 الرئاسية. قام بوتين بقمع حركة التمرد في الشيشان لكن ما تزال أعمال عنف متقطعة تحدث في جميع أنحاء شمال القوقاز. ضعف العملة وارتفاع أسعار النفط من خلال زيادة الاستهلاك المحلي والاستثمارات في الاقتصاد الروسي ساعدت على نموه لمدة تسعة سنوات متتالية وبهذا تحسن مستوى المعيشة وزاد نفوذ روسيا على الساحة العالمية. رغم العديد من الإصلاحات التي حدثت خلال فترة رئاسة بوتين إلا أنه تعرض لإنتقادات من قبل الدول الغربية عموما فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.[143] في أثناء رئاسة بوتين عمل على عودة الاستقرار والنظام في البلاد مما أكسبه شعبية واسعة في روسيا.[144] إنضمت روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2005 كمُراقب وليس كعضو،[145] وفي 2 مارس 2008، أنتخب ديمتري ميدفيديف رئيسا لروسيا في حين أصبح بوتين رئيسا للوزراء، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى رئيسًا للجمهورية في شهر مارس من عام 2012.
تُعدّ روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400كم²، وهي تقريبًا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة. وتستغرق رحلة بالقطار بين موسكو في الغرب وميناء فلاديفستوك في الشرق سبعة أيام تمر خلالها عبر ثمانية من أقاليم التوقيت. تقع روسيا بين خطي عرض 41 درجة و 82 درجة شمالا، وخطي طول 19° شرقا و 169 درجة غربا.[146] تمثل روسيا جسرا بين قارتي أوروبا وآسيا. إذ يحدها من الشرق بحر بيرنغ وبحر أخوتسك وبحر اليابان، وهذه البحار الثلاثة تتفرع من المحيط الهادئ. ومن الغرب تحدها بيلاروسيا (روسيا البيضاء)، لاتفيا، إستونيا، خليج فنلندا، والنرويج، ويقع إقليم كاليننغراد الروسي بين ليتوانيا وبولندا. بينما يحدها من الشمال بحر بارنتس، بحر كارا، بحر لابتيف، بحر شرق سيبريا، وبحر تشوكوتكا، وجميع هذه البحار تتفرع من المحيط المتجمد الشمالي. أما من الجنوب فتحدها الصين، منغوليا، كازاخستان، أذربيجان، جورجيا والبحر الأسود. بينما تجاورها من أقصى الجنوب الشرقي كوريا الشمالية.[147]
تشتهر روسيا بشتائها الطويل القارص الذي ساعد في صد الغزاة وشل حركتهم، مثل جيوش نابليون عام 1812م وجيوش هتلر إبان الحرب العالمية الثانية. وفي إقليم موسكو تغطي الثلوج الأرض لمدة خمسة أشهر في السنة بينما تمتد فترة الثلوج في أقاصي روسيا الشمالية إلى أكثر من ثمانية أشهر. ولذلك فإن النسبة الضئيلة من أراضي روسيا الصالحة للزراعة، تعاني من فترة نمو أقصر وأمطار غير كافية، فالتربة في نصف أراضي روسيا في حالة تجمد دائم، كما أن معظم سواحل البلاد وبحيراتها وأنهارها تتجمد معظم شهور السنة.
تعد روسيا وريثة أغلب أسلحة الاتحاد السوفيتي السابق وبالذات الأسلحة النووية وأقمار التجسس الاصطناعية ومصانع السلاح والقواعد العسكرية حتى تلك التي باتت تقع الآن خارج حدودها في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ينقسم الجيش الروسي إلى القوات البرية، البحرية، وسلاح الجو. كما يوجد هناك أيضا ثلاثة أسلحة مستقلة: قوات الصواريخ الاستراتيجية، قوات الفضاء، والقوات المحمولة جوا. بلغ قوام الجيش الروسي في العام 2006، 1.037 مليون فردا في الخدمة العسكرية الفعلية، وبالتالي فهو الرابع عالميا من حيث عدد المدربين.[188] الخدمة العسكرية إلزامية للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 سنة، لمدة عام في القوات المسلحة. تمتلك روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم. ولديها ثاني أكبر أسطول من غواصات الصواريخ البالستية، وهي البلد الوحيد باستثناء الولايات المتحدة، الذي يمتلك قاذفة قنابل استراتيجية حديثة.[23][189]
روسيا تمتلك أكبر سلاح دبابات في العالم، وقواتها البحرية والجوية من بين أكبرها في العالم. كما لديها صناعة أسلحة ضخمة، وتنتج معظم معداتها العسكرية الخاصة مع استيراد أنواع محددة من السلاح. لدى روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم والذي يقدر بحوالي 16000 رأس نووي. إضافة إلى أنها أكبر مورد للأسلحة في العالم، منذ العام 2001، حيث تمثل صادراتها من الأسلحة حوالي 30% من تجارة السلاح العالمية،[190] وتقوم بتصدير الأسلحة إلى نحو 80 بلدا.[191] وضعت الحكومة ميزانية للإنفاق العسكري عام 2008 قدرت بثمانية وخمسين مليار دولار مما جعل روسيا تحتل المركز الخامس عالميا من حيث الإنفاق العسكري.[188][192] في الوقت الحالي، تقوم روسيا بتحديث معداتها بقيمة تبلغ حوالي 200 مليار دولار، في عملية تمتد بين عامي 2006 و 2015.
يشكل السكان ذوي الأصول الروسية 79.8٪ من سكان البلاد الذين ينتمون إلى 160 مجموعة عرقية مختلفة.[261] على الرغم من أن تعداد سكان روسيا كبير نسبيا إلا أن الكثافة السكانية منخفضة بسبب حجم البلاد الكبير. بالرغم من وقوع معظم الأراضي الروسية داخل القارة الآسيوية فأن معظم سكان البلاد يعيشون في روسيا الأوروبية بالقرب من جبال الأورال وسيبيريا في جنوب غرب البلاد، 73٪ من السكان يعيشون في المناطق الحضرية في حين أن 27٪ في المناطق الريفية.[264] تشير النتائج الأولية لتعداد السكان عام 2010 لوصول مجموع السكان إلى 142,905,208 نسمة.[9]
وصل أكبر عدد لسكان روسيا لحوالي 148,689,000 في عام 1991، قبل تفكك الإتحاد السوفياتي. بدأت روسيا تعاني من إنخفاض سريع في عدد السكان ابتداءا من منتصف التسعينات [265] كادت الدولة تتعرض لكارثة ديمغرافية بسبب هذا الانخفاض الكبير بعدد السكان بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وهذا دفع الحكومة المركزية لتقيم برامج لتشجيع الإنجاب ودعم العائلة ومنح الأم ميزات من دعم مالي واجتماعي خاص. وتعود أسباب تناقص عدد السكان في روسيا إلى العزوف عن الإنجاب وتأخر سن الزواج إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الذكور.[265] كما أن روسيا الإتحادية تعرضت أيضا إلى كارثة ديموغرافية نتجت عن الحرب الأهلية والحربين العالميتين التي نالت منهما روسيا أكبر عدد من الخسائر البشرية أكثر من عشرين مليون قتيل من سكان الاتحاد السوفياتي السابق. لقد تعرضت روسيا الإتحادية إلى كارثة ديموغرافية نتجت عن الحرب الأهلية والحربين العالميتين التي نالت منهما روسيا أكبر عدد من الخسائر البشرية.
في عام 2009 سجلت روسيا معدل نمو سكاني للمرة الأولى منذ خمسة عشر عاما حيث بلغ معدل النمو الإجمالي نحو 10,500.[266] منهم 279,906 مهاجر وصلوا إلى الإتحاد الروسي في نفس العام، 93٪ منهم قد جائوا من بلدان اتحاد الدول المستقلة.[266] عدد المهاجرين الروس أنخفض بإطراد من 359,000 في عام 2000 إلى 32,000 في عام 2009.[267] وهناك أيضا ما يقدر بنحو 10 ملايين مهاجر غير شرعي من دول الاتحاد السوفياتي السابق يعيشون في روسيا.[267] حوالي 116 مليون من الأصول الروسية في روسيا،[267] ونحو 20 مليون شخص يعيشون في جمهوريات أخرى من الإتحاد السوفياتي، [268] معظمهم في أوكرانيا وكازاخستان.[269]
معدل المواليد في روسيا هو أعلى من مثيلاته في البلدان الأوروبية (12.6 ولادة لكل 1000 شخص في عام 2010.[270] بالمقارنة مع متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 9.90 في 1000)، [271] في حين أن معدل الوفيات أعلى بكثير (في عام 2010، كان معدل الوفيات في روسيا 14.3 لكل 1000 شخص [270] بالمقارنة مع المتوسط في الاتحاد الأوروبي البالغ 10.28 لكل 1000).[272] قامت الحكومة بعدد من البرامج المصممة لزيادة معدل المواليد وجذب المزيد من المهاجرين. وقد تضاعفت المساعدات الحكومية الشهرية لمعونة الأطفال إلى 55 دولارا أمريكيا، كما قدمت دفعة لمرة واحدة قيمتها 9,200 دولار أمريكيا للنساء لمن لديهن طفل ثاني منذ عام 2007.[273] شهدت روسيا في عام 2009 أعلى معدل للمواليد منذ تفكك الاتحاد السوفياتي
روسيا تحوي 160 جماعة عرقية تتحدث نحو 100 لغة.[275] وفقا لتعداد عام 2002 فإن هناك 142.6 مليون نسمة يتكلمون الروسية تليها التترية بنحو 5.3 مليون والأوكرانية بحوالي 1.8 مليون ناطق.[276] الروسية هي لغة الدولة الرسمية ولها ثلاث لهجات إقليمية رئيسية هي; اللهجة الشمالية واللهجة الجنوبية واللهجة الوسطى. وقليلاً ما تُعيق الاختلافات الصغيرة الفهم. وتكتب اللغة الروسية بالحروف السيريلية، وللأقليات لغاتها الخاصة وتتحدَّث بالروسية كلغة ثانية. اللغة الروسية هي إحدى اللغات السلافية وتعتبر اللغة الأكثر استخداما من بين اللغات السلافية في أوروبا.[277]
المسيحية الأرثوذكسية، الإسلام، البوذية واليهودية هي الديانات التقليدية في روسيا، وتعتبر من الناحية القانونية جزءا من "التراث التاريخي" في روسيا.[278] تقديرات الدينيين تتذبذب كثيرا بين المصادر وتشير بعض الروايات إلى أن عدد اللادينيين يتراوح بين 16-48٪ من السكان.[279] عيد الفصح هو العيد الديني الأكثر شعبية في روسيا ويحتفل به أكثر من 90٪ من جميع المواطنين الروس بما في ذلك عدد كبير من المنظمات الغير دينية. أكثر من ثلاثة أرباع الروس يحتفلون بعيد الفصح بصنع كعكة عيد الفصح التقليدية، البيض الملون، والباسخا.[280] بالرجوع إلى مشهد تنصير الروس في كييف في القرن العاشر، الأرثوذكسية الروسية هي الديانة السائدة في البلد؛ حوالي 100 مليون مواطن روسي يعتبرون أنفسهم مسيحيين أرثوذكس.[281] 95٪ من الأبرشيات الأرثوذكسية المسجلة تنتمي إلى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في حين أن هناك عددا أقل من الكنائس الأرثوذكسية.[282] ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من المؤمنين الأرثوذكس لا يحضرون الكنيسة بشكل منتظم. أصغر الطوائف المسيحية في روسيا هي الكاثوليك، الأرمن، والبروتستانت. تقديرات عدد المسلمين في روسيا يتراوح بين 7-9 مليون نسمة بحسب مصادر محلية إلى 15-20 مليون نسمة بحسب مصادر غربية وإسلامية.[283] أيضا هناك 3 إلى 4 ملايين من المهاجرين المسلمين في دول ما بعد الإتحاد السوفيتي.[284] معظم المسلمين يعيشون في منطقة الفولغا، الأورال، القوقاز، وموسكو وكذلك في سان بطرسبرغ وغرب سيبيريا.[285] البوذية موجودة تقليديا في ثلاث مناطق في الإتحاد الروسي هي بورياتيا، توفا وكالميكيا. التحريض الديني ينشأ غالبا على أسس عرقية، باختصار السلاف الأرثوذكس أغلبيتهم الساحقة مسيحيين، الناطقين بالتركية هم مسلمين في الغالب، والمغول بوذيون