هل ( جنيف ) ســــــيقود إلى ( طائف ) جديد !.
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 7:34 pm
هل " جنيف" ســــــيقود إلى " طائف ”جديد !.
" لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها."
(أنشتاين )
واهم من يتصور بأن الخلاف الأمريكي السعودي فيما يختص بالأزمة السورية هو ابعد من تباين في التقديرات ,وهذا ما أوضحه كيري خلال جولته الشرق اوسطية الأخيرة حين قال بانه "خلاف في التكتيك وليس الأهداف ". فالأمريكيون يريدون تحطيم الجيوش الوطنية المحيطة باسرائيل ؛ البارحة كان العراقي ، واليوم السوري، والمصري على الطريق في قطع الأمداد عنه مع أستنزافه في صراع داخلي عبثي. السعودية تتقاطع مع الأمريكي على ألأقل في نقطة قريبة وهي ضرورة تفكيك الجيش السوري بوضعه الحالي كشرط لابد منه لإسقاط النظام. بعد ذلك يأتي الأفتراق بين الريا ض و واشنطن ، فالأخيرة ترى أن الذهاب باللعبة إلى أخرها خلق مجانين جدد ليس بالأمكان ضبطهم لاسيما بعد أستفحال أمرهم؛ والمقصود ( داعش) ، و تنظيم (النصرة)وأخواته.وقد سيطروا متسيدين ساحات القتال مقلصين حضورما بسمى "الجيش الحر" . أكثر ما يخشاه الأمريكيون هي لعبة خلق المجانين وقد جربوها في أفغانستان لمواجه
" السوفيت " فما كان من أمرها حتى أنقلب السحر على الساحر . أما الرياض فهي تريد الذهاب في الأمر حتى نهايته راكبة راسها تحركها بالمقام الأول كراهية شخصية للرئيس بشار الاسد, ! كراهية تستولدها جذور البداوة التي تعشعش في تلافيف البعض من آل سعود القابضين على القرار السياسي المتمثل في بندر بن سلطان ، وسعود الفيصل.- ؛ هذا الفريق يرى في التراجع هزيمة. لذلك فهم ماضون في دعم التنظيمات السلفية الرهابية مراهنين أن يأتي هؤلاء بانجازات عسكرية تضع التظام السوري على طاولة جنيف في وضع يمكن معه أبتزازه. غير أن الأمريكين يدركون بأن ألأثمان السياسية لمثل هذه الأنجازات – حتى لو أنوجدت أمكانية لتحقيقها – ستهزأستقرار المنطقة، فالتنظيمات الأرهابية هذه المرة لن تقدم اي أنجاز للسعودية على طبق من فضة وبينهما تاريخ من المواجهات ، بل سيسعون من حيث يتمكنون لأستهداف السعودية بالذات إن لم يكن بالتخطيط المسبق فعلى الأقل بفعل الدومينو عبر الممر الأردني الأكثر قابلية للسقوط بيد التيارات الأصولية المعشعشة في ثناياه من أردنين أو من مخيمات فلسطينبة أو نازحين سورين !!. هذه الأمور تحجبها الأحقاد الضيقة عن أنظار الساسة السعودين والذين يشغلهم هاجس واحد وهو:
( سوريا بلا بشار الاسد ) ،بل لعلهم يتمادون أكثر بحيث لا تستوقفهم موازين القوى الجديدة مع تنامي قدرات الجيش السوري الأمر الذي مكنه من أستعادة المبادرة الميدانية بعد أن أكسبته معارك الأمس خبرات فضلاً عما أتاح له الأصدقاء من دعم جعله في حال غير مسبوقة قوةً ،وأقتداراً .هذا فضلاً عن العلامة الكبرى في ولائه للقيادة السياسية والذي لم يتزحزع قيد أنملة..الأمريكيون لمسوا ذلك جيداً وهم هذه المرة ابعد نظراً بحكم خبراتهم السابقة عندما اكتشفوه بعد الحرب الأيرانية العراقية التي أرادوها أستنزافاً لجيشي البلدين أن هذه الحرب افرزت اقوى جيشين في المنطقة خبرةً وتسليحاً؛ أستطراداً و بذات السياق فإن ايران عرفت كيف تحفظ وتنمي قدراتها ، أما رعونة صدام فقد اشرعت الأبواب لأستهداف العراق وجيشه .الأمرالذي يلفتنا إلى حكمة السياسة السورية التي تصرفت بطريقة مركبة على عدة مستويات بما أدى لقطع الطريق على أمريكا في أستهدافها بعمل عسكري عبر ملف السلاح الكيميائي .
على ضؤ ماسبق يسعى الأمريكيون للألتفاف على وقائع الميدان لذلك فإن همهم بات محصوراً في الضغط لعمل تسوية سياسية تستند في الجذر إلى ما يماثل" أتفاق الطائف " أي أتفاق على أساس طائفي في تقاسمٍ(ثنائي) للسلطة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ليجري تحت ظلال هذا الأتفاق ضم ما يسمى "الجيش الحر" إلى الجيش السوري بزعم ضرورات (الوحدةالوطنية) لمحاربة الأرهاب الديني المتمثل في (داعش)، و(النصرة)!!..ومن هنا يبدا الأختراق في الجيش السوري لتغير بنيته . أوفي اسؤ الحالات من الوجهة الأمريكية فرض تكتلات داخله بعضها موالي للغرب ستستدعي حكماً على (ثنائية!) القيادة السياسية الأنسحاب إلى سياسات جديدة للدولة ستكون حكماً في اضيق هامش ، وهذا هو الحد الأدنى المقبول امريكياً كبديل عن سقوط سوريا بالتمام بين يديها . لم تكن السعودية غائبة عن هذا الطرح وهي تدرك بأن هكذه تسوية تحتاج في شقها الأمريكي لراعٍ عربي ليديرتفاصيلها بالوكالة عن واشنطن ويغطي نفقاتها كالعادة !!. وهذا أيضاً لم يكن بعيداً عن وعي القطرين ، وكلاهما كان يتسابق على هذا الدور غير ان القطري أدرك بأن اللعبة باتت أكثر تعقيداً مع تشابك مصالح أقليمية ودولية فأثر الأنكفاء ، على عكس حال القيادة السعودية. لهذا فإن من لايدرك قواعد اللعبة الجديدة سينبذه قطارها ليجد نفسه تحت عجلاته!! .
السؤال الأن هل جنيف سيقود إلى (طائف) جديد ؟..أم فات ألأوان على هكذا اتفاق، سؤال معلق تتحدد الإيجابة عليه أولاً بمعطيات الميدان العسكري في سوريا.وثانياً أولويات المصالح الأمريكية في جدولتها الجديدة والتي كسرت أستعصاءات الملف النووي الأيراني فاصبح قابلاً للحل !.وكل ذلك في خضم تموضعات اقليمية جديدة تقلص معها الدور التركي منها طرد سفيرها في مصر , وما سمعه اردوغان من بوتين في زيارته الأخيرة لموسكو. كلام صارم وقاس يذكرنا بأيام المارينز، وقوات الطلسي في لبنان 1982 وبما قاله أنذاك أندروبوف لميشيل جوبير وزير خارجية فرنسا :
" عندما يلعب الكبار على الصغار أن يختبؤا في جحورهم " !!.
لؤي توفيق حســـــن
(كاتب من لبنان )
" لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها."
(أنشتاين )
واهم من يتصور بأن الخلاف الأمريكي السعودي فيما يختص بالأزمة السورية هو ابعد من تباين في التقديرات ,وهذا ما أوضحه كيري خلال جولته الشرق اوسطية الأخيرة حين قال بانه "خلاف في التكتيك وليس الأهداف ". فالأمريكيون يريدون تحطيم الجيوش الوطنية المحيطة باسرائيل ؛ البارحة كان العراقي ، واليوم السوري، والمصري على الطريق في قطع الأمداد عنه مع أستنزافه في صراع داخلي عبثي. السعودية تتقاطع مع الأمريكي على ألأقل في نقطة قريبة وهي ضرورة تفكيك الجيش السوري بوضعه الحالي كشرط لابد منه لإسقاط النظام. بعد ذلك يأتي الأفتراق بين الريا ض و واشنطن ، فالأخيرة ترى أن الذهاب باللعبة إلى أخرها خلق مجانين جدد ليس بالأمكان ضبطهم لاسيما بعد أستفحال أمرهم؛ والمقصود ( داعش) ، و تنظيم (النصرة)وأخواته.وقد سيطروا متسيدين ساحات القتال مقلصين حضورما بسمى "الجيش الحر" . أكثر ما يخشاه الأمريكيون هي لعبة خلق المجانين وقد جربوها في أفغانستان لمواجه
" السوفيت " فما كان من أمرها حتى أنقلب السحر على الساحر . أما الرياض فهي تريد الذهاب في الأمر حتى نهايته راكبة راسها تحركها بالمقام الأول كراهية شخصية للرئيس بشار الاسد, ! كراهية تستولدها جذور البداوة التي تعشعش في تلافيف البعض من آل سعود القابضين على القرار السياسي المتمثل في بندر بن سلطان ، وسعود الفيصل.- ؛ هذا الفريق يرى في التراجع هزيمة. لذلك فهم ماضون في دعم التنظيمات السلفية الرهابية مراهنين أن يأتي هؤلاء بانجازات عسكرية تضع التظام السوري على طاولة جنيف في وضع يمكن معه أبتزازه. غير أن الأمريكين يدركون بأن ألأثمان السياسية لمثل هذه الأنجازات – حتى لو أنوجدت أمكانية لتحقيقها – ستهزأستقرار المنطقة، فالتنظيمات الأرهابية هذه المرة لن تقدم اي أنجاز للسعودية على طبق من فضة وبينهما تاريخ من المواجهات ، بل سيسعون من حيث يتمكنون لأستهداف السعودية بالذات إن لم يكن بالتخطيط المسبق فعلى الأقل بفعل الدومينو عبر الممر الأردني الأكثر قابلية للسقوط بيد التيارات الأصولية المعشعشة في ثناياه من أردنين أو من مخيمات فلسطينبة أو نازحين سورين !!. هذه الأمور تحجبها الأحقاد الضيقة عن أنظار الساسة السعودين والذين يشغلهم هاجس واحد وهو:
( سوريا بلا بشار الاسد ) ،بل لعلهم يتمادون أكثر بحيث لا تستوقفهم موازين القوى الجديدة مع تنامي قدرات الجيش السوري الأمر الذي مكنه من أستعادة المبادرة الميدانية بعد أن أكسبته معارك الأمس خبرات فضلاً عما أتاح له الأصدقاء من دعم جعله في حال غير مسبوقة قوةً ،وأقتداراً .هذا فضلاً عن العلامة الكبرى في ولائه للقيادة السياسية والذي لم يتزحزع قيد أنملة..الأمريكيون لمسوا ذلك جيداً وهم هذه المرة ابعد نظراً بحكم خبراتهم السابقة عندما اكتشفوه بعد الحرب الأيرانية العراقية التي أرادوها أستنزافاً لجيشي البلدين أن هذه الحرب افرزت اقوى جيشين في المنطقة خبرةً وتسليحاً؛ أستطراداً و بذات السياق فإن ايران عرفت كيف تحفظ وتنمي قدراتها ، أما رعونة صدام فقد اشرعت الأبواب لأستهداف العراق وجيشه .الأمرالذي يلفتنا إلى حكمة السياسة السورية التي تصرفت بطريقة مركبة على عدة مستويات بما أدى لقطع الطريق على أمريكا في أستهدافها بعمل عسكري عبر ملف السلاح الكيميائي .
على ضؤ ماسبق يسعى الأمريكيون للألتفاف على وقائع الميدان لذلك فإن همهم بات محصوراً في الضغط لعمل تسوية سياسية تستند في الجذر إلى ما يماثل" أتفاق الطائف " أي أتفاق على أساس طائفي في تقاسمٍ(ثنائي) للسلطة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ليجري تحت ظلال هذا الأتفاق ضم ما يسمى "الجيش الحر" إلى الجيش السوري بزعم ضرورات (الوحدةالوطنية) لمحاربة الأرهاب الديني المتمثل في (داعش)، و(النصرة)!!..ومن هنا يبدا الأختراق في الجيش السوري لتغير بنيته . أوفي اسؤ الحالات من الوجهة الأمريكية فرض تكتلات داخله بعضها موالي للغرب ستستدعي حكماً على (ثنائية!) القيادة السياسية الأنسحاب إلى سياسات جديدة للدولة ستكون حكماً في اضيق هامش ، وهذا هو الحد الأدنى المقبول امريكياً كبديل عن سقوط سوريا بالتمام بين يديها . لم تكن السعودية غائبة عن هذا الطرح وهي تدرك بأن هكذه تسوية تحتاج في شقها الأمريكي لراعٍ عربي ليديرتفاصيلها بالوكالة عن واشنطن ويغطي نفقاتها كالعادة !!. وهذا أيضاً لم يكن بعيداً عن وعي القطرين ، وكلاهما كان يتسابق على هذا الدور غير ان القطري أدرك بأن اللعبة باتت أكثر تعقيداً مع تشابك مصالح أقليمية ودولية فأثر الأنكفاء ، على عكس حال القيادة السعودية. لهذا فإن من لايدرك قواعد اللعبة الجديدة سينبذه قطارها ليجد نفسه تحت عجلاته!! .
السؤال الأن هل جنيف سيقود إلى (طائف) جديد ؟..أم فات ألأوان على هكذا اتفاق، سؤال معلق تتحدد الإيجابة عليه أولاً بمعطيات الميدان العسكري في سوريا.وثانياً أولويات المصالح الأمريكية في جدولتها الجديدة والتي كسرت أستعصاءات الملف النووي الأيراني فاصبح قابلاً للحل !.وكل ذلك في خضم تموضعات اقليمية جديدة تقلص معها الدور التركي منها طرد سفيرها في مصر , وما سمعه اردوغان من بوتين في زيارته الأخيرة لموسكو. كلام صارم وقاس يذكرنا بأيام المارينز، وقوات الطلسي في لبنان 1982 وبما قاله أنذاك أندروبوف لميشيل جوبير وزير خارجية فرنسا :
" عندما يلعب الكبار على الصغار أن يختبؤا في جحورهم " !!.
لؤي توفيق حســـــن
(كاتب من لبنان )