الاكسندر المقدوني
مرسل: الأربعاء ديسمبر 04, 2013 6:26 pm
الاسكندر قهر امبراطور الفرس داريوس
الاسكندر أسس مدينة الاسكندرية
خلفاء الاسكندر المقدوني انشؤوا مكتبة الاسكندرية التاريخية
كليوباترا خليفة عهده حكمت مصر
الإسكندر الثالث (ميغاس أليكساندروس باليونانية) الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني، حاكم مقدونيا او ماسيدونيا, قاهر امبراطورية الفرس وواحد من أذكى و أعظم القادة الحربيين على مر العصور. ولد الأسكندر في بيلا, العاصمة القديمة لمقدونيا. ابن فيليبّوس الثاني ملك مقدونيا وابن الاميرة أوليمبياس أميرة ايبروس. درس الفلسفة على الفيلسوف أرسطوطاليس الذي كان مهذب الأسكندر الامير الخاص عند تنشئته. درّبه تدريبا شاملا على فنون الخطابة والادب وحفزه الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.
في صيف (336) ق م أغتيل الملك فيليبّوس الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر فوجد نفسه محاطاً بالأعداء من حوله من كل جانب ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. بدأ التخلص من المتآمرين وأعدائه من الداخل بالحكم عليهم بالاعدام. ثم انتقل الى ثيساليا واستعاد الحكم على مقدونيا. قبل نهاية 336 ق.م, أعاد تأسيس موقعه في اليونان باختيار الكونغرس له في كورينث قائداً. كان المخطط مع أبيه قيادة حملة ضد الفرس المهددين في عام 335 ق.م تولى شنة ناجحة سحق في أسبوع الذين كانوا يهددون أمنه من اليرانس مرورا بثيبيس اللتان تمردتا عليه فحطهم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشاعر اليوناني (بيندار) فامر ترحيل السكان الناجون وكانوا ما يقرب من 8,000 الى سلافيري، سرعة الإسكندر في القضاء على ثيبيس كانت بمثابة عبرة للولايات اليونانية الأخرى التي سارعت الى اعلان الرضوخ له فورا قبل ان يسحقون.
بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 334 ق م، عبر هيليسبونت بجيش تعداده 35,000 مقدوني وضباطا يونانيين منهم انتيجواس الاول وبطليموس الأول وسيليكوس الاول، عند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة, قابل جيش من الفرس فالحق بجيش الفرس هزيمة شنعاء خسر الجيش المقدوني فيها 110 مقاتلا. وبعد هذه الحرب الضارية أصبح الإسكندر مسيطرا على كل ولايات آسيا. عندها استمر الإسكندر تقدمه جنوبا فواجه جيش الفرس الاول الذي قاده الملك داريوس الثالث في أسوس شمال شرق سوريا. لم يكن معروفا عدد جيش داريوس قيل كان يبلغ حوالي 500,000 مقاتل. يعتبر المؤرخون هذا العدد مبالغ فيه. معركة اسيوس حدثت عام 333 ق م انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوس هزيمة نكراء, فرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده حيث عاملهم الإسكندر معاملة جيدة قريبة لمعاملة الملوك، وفق ما تروي الروايات.
مدينة صور المحصنة بحريا قاومت مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر الا أن الإسكندر اقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في عام 334 ق م فاحتل غزة ثم توجه الى مصر حيث استقبله السكان كمنقذ, وبهذا النجاح أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 ق م على رأس نهر النيل اسس مدينة الاسكندرية المعروفة الآن التي غدت عاصمة علمية وادبية وتجارية للثقافة اليونانية. اما سيرين العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية سيرناسيا فقد خضعت فيما بعد للاسكندر وبهذا وسع حكمه الى قرطاجة.
في ربيع عام 331 ق م حج الإسكندر الى المعبد العظيم وسيط الوحي آلهة الشمس (آمون- رأ) الذي هو (زيوس) عند اليونان, كان المصريون القدامى يظنون بأنهم أبناء الـه الشمس (أمون- را). الحج الذي قام به جعله ابناً للآله لاعتقاده بأن أصوله الـهية. بالعودة الى الشمال مرة اخرى، أعاد ترتيب قواته في صور بجيش مكون من 40,000 من المشاة و 7,000 فارس عابرا نهري دجلة والفرات، فقابل داريوس بجيش يقارب المليون مقاتل وهذا الرقم مبالغ فيه في الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش وهزمه هزيمة ساحقة في معركة (كاوكاميلا) في اكتوبر عام 331 ق م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في (أسيوس). أما داريوس فقد قتله حراسه عندما كان بطريقه إلى مدينة همدان هاربا من جيوش الإسكندر التي كانت تلاحقه.
حوصرت مدينة بابل (Babylon) في بلاد الرافدين بعد معركة (كاوكاميلا) وأحتل مدينة سوسا ذات الكنوز الهائلة, وبعد ذلك وفي نصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر الى (بيرسبوليس) عاصمة الفرس. فاحتلها فنهب الثروات الملكية وأخذ الغنائم ثم حرق المدينة خلال حفلة شرب الخمر. بهذا الانتصار أصبحت سيطرة الإسكندر تمتد الى خلف الشواطيء الجنوبية من بحر الكاسبيان الى أفغانستان وبلوشستان وشمالاً من باكتريا وسوقديانا غرب تركستان التي تعرف بآسيا الوسطى. استغرقت حملة الإسكندر 3 سنوات من ربيع 337 ق م الى ربيع 330 ق م احتل هذه الممالك المتعددة. باكمال سيطرته على بقايا الامبراطورية الفارسية وصل جزءاً من غرب الهند, عبر نهر الاندوس في عام 326 ق م محتلاً بذلك البنجاب الهندية. في هذه المرحلة تعب المقدونيين فثاروا على الإسكندر رافضين الاستمرار معه فتولى بناء جيش آخر ثم أبحر الى الخليج العربي ثم عاد براً عبر صحراء ميديا وبنقص الطعام والشراب خسر عدداً من قواته هناك. مضى الإسكندر في خططه فسيطر على منطقة الخليج العربي للاستعداد لهجوم محتمل.
وصل الإسكندر بابيلون (بابل) في ربيع 323 ق م و في شهر تموز أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً امبراطورية عظيمة واسعة. قائلا جملته الغامضة (الى الأقوى (to the strongest ) مخلفا صراعات شديدة بين ظباطه استمرت ما يقرب من نصف قرن.
كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث كان تكتكتيكيا بارعا وقائد قوات عبقري بدليل قدرته على احتلال كل تلك المساحات الواسعة لفترة قصيرة. كان شجاعا سخيا لاكنه كان شديدا صلباً في السياسة. كما ورد في كتب التاريخ القديمة. كان الإسكندر مدمنا على الكحول اذ يقال أنه قتل أقرب أصدقائه كليتوس في حفلة شرب لكنه ندم بعدئذ ندما عظيما على ما فعله بصديقه الودود. وصف المؤرخون الإسكندر بأنه كان ذا حكمة يسعى لبناء حكم قائم على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في امبراطورية واحدة . درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه، وتبنى بنفسه عادات وتقاليد الفرس فتزوج شرقيات منهن روكسانا (Roxana) التي ماتت عام 311 ق.م كانت ابنة أوكسيارتس (Oxyartes) ذات القربى بـ (داريوس)، وشجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج بالفارسيات.
قبل موته بفترة قصيرة أمر الإسكندر الإغريق بتمجيده وعبادته كإله، أرجع ذلك لأسباب سياسية بيد ان القرار ألغي بعد موته. أهم ما انجزه اثر دخوله مصر تاسيس مدينة الإسكندرية ولا تزال المدينة قائمة، فقد غيير معالمها تغييرا جذريا حيث كانت مكانا استراتيجيا مهما على البحر الاببض المتوسط، ومن ثم عسكريا وتجاريا كما انها تتمتع بوفرة المياه على النيل حيث توارد عليها في عهده التجار وطلاب المعرفة والعلماء وجميع الفئات وبهذه الإنجازات أصبحت اللغة اليونانية واسعة الإنتشار ومسيطرة على لغات العالم. وبعد وفاة الإسكندر عام (323) ق .م في بابل في القرية التي تسمى الآن الاسكندرية الملحقة بمدينة الحلة. قسمت إمبراطوريته بين قواده وذلك بعد حروب ضارية جرت بينهم فأصبح هؤلاء القواد ملوكا مستقلين عن بعضهم وكان القائد (أنيتغونس مونوفتالموس) قد تمكن من توحيد سورية وفلسطين وشمال بلاد الرافدين تحت سيطرته. و (سلوقس نيكاتور) غدى ملك بابل بعد انتصار في معركة ايفيسوس عام (301) ق م في آسيا الصغرى استولى أيضا على هذه المناطق التي كانت تحت سيطرة (انتيغومس مونوفتالموس) إلا أن الرومان الذين نزلوا من آسيا الصغرى في عام (191) ق .م . استطاعوا تجريد (سلوقس نيكاتور) من معظم البلدان التي تتبعه وانحصرت مملكته في حدود سورية.
ورد عن دهاء الإسكندر ان فليونيكس المسؤول عن إستطبلات خيول الملك فيليب المقدونى والد الاسكندر يخبرة بأن فرسا متمردة وعنيفة جدا، لا يستطع أحد التحكم بزمامها لذا قرر بيعها إذ سمع الإسكندر وكان فى سن المراهقة قال لأبية، سأذهب مع فيلونيكس لأرى هذا الفرس الجامحة .حاول والدة أن يثنية عن عزمة خوفاً علية من الفرس، لكنة فى لطف اجاب لا تخف يا والدى، فإنة لكل عنف علة أوسبب فإننى أحاول أن أروضها. قال الملك لأبنة لا أظن أن لك خبرة
فسائس الخيل الذى قضى حياته يدرس ويمارس ترويض وتدريب الخيل .أجاب الأسكندر (لم أتدرب على ترويض الخيل لكن أعطنى فرصة لأتعرف على سبب جموح الفرس).
ذهب الصبى المراهق الإسكندر مع المدرب العظيم إلى اسطبل الخيل، وإذ ذهب المدرب ليمسك بالفرس ثارت وصار الموقف خطيراً، مشى الصبى نحو الفرس وأمسك بلجامها ثم غيّر أتجاه رأسها فصارت الفرس هادئة فإمتطاها بسهولة ثم اخذها الى والده راكبا فهنأه على قدرتة على ترويض الفرس فى لحظات قليلة سألة الملك فيليب ماذا فعلت يا أبنى؟ أجاب الإسكندر أن الأمر بسيط للغاية، لقد كانت الفرس ترى ظلها فتخاف منه، فلما حولت رأسها نحو الشمس صار ظلها تحت قدميها فلم تخف بل صارت هادئة. فقال أبوه عبارته الشهيرة (إن الدنيا لن تسع عقلك يابني).
حلت الوفاة عندما وصل الإسكندر بابل في ربيع 323 ق.م. وبعد شهر يونيو - حزيران من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً وراءه امبراطورية عظيمة واسعة الأطراف . في رواية اخرى أن الاسكندر الأكبر مات مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين عليه نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة، حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين ومن سلبياته ادمانه في احتساء الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.
لعل اهم ماخلفه خلفاء الاسكندر. بطليموس الاول خليفته الذي انشأ مكتبة الاسكندرية عام 330 ق م وصرف بطليموس الثاني صرفا هائلا على المكتبة التي جمعت المخلفات القديمة من برديات وتماثيل قديمة تعود للعصور الفرعونية. كانت المكتبة في عهدها وحيدة وفريدة فغدت مثلا لقيام مكتبات ضخمة في ارجاء العالم. كانت مكتبة الاسكندرية في بداياتها تضم 700 الف بردية وتضم خاصة اعمال هوميروس و أرسطوطاليس. ومن سلالة احد ضباط الاسكندر ظهرت كليوباترا رئيسة لمصر. الاسكندر الأكبر بالاظافة الى تأسيسه مدينة الاسكندرية العظيمة في مصر فانه خلف اسمه على مدينة صغيرة توجد حتى هذا العهد وهي قائمه في الاسكندرية التابعة لمحافظة الحلة قرب بابل.
الاسكندر أسس مدينة الاسكندرية
خلفاء الاسكندر المقدوني انشؤوا مكتبة الاسكندرية التاريخية
كليوباترا خليفة عهده حكمت مصر
الإسكندر الثالث (ميغاس أليكساندروس باليونانية) الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني، حاكم مقدونيا او ماسيدونيا, قاهر امبراطورية الفرس وواحد من أذكى و أعظم القادة الحربيين على مر العصور. ولد الأسكندر في بيلا, العاصمة القديمة لمقدونيا. ابن فيليبّوس الثاني ملك مقدونيا وابن الاميرة أوليمبياس أميرة ايبروس. درس الفلسفة على الفيلسوف أرسطوطاليس الذي كان مهذب الأسكندر الامير الخاص عند تنشئته. درّبه تدريبا شاملا على فنون الخطابة والادب وحفزه الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.
في صيف (336) ق م أغتيل الملك فيليبّوس الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر فوجد نفسه محاطاً بالأعداء من حوله من كل جانب ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. بدأ التخلص من المتآمرين وأعدائه من الداخل بالحكم عليهم بالاعدام. ثم انتقل الى ثيساليا واستعاد الحكم على مقدونيا. قبل نهاية 336 ق.م, أعاد تأسيس موقعه في اليونان باختيار الكونغرس له في كورينث قائداً. كان المخطط مع أبيه قيادة حملة ضد الفرس المهددين في عام 335 ق.م تولى شنة ناجحة سحق في أسبوع الذين كانوا يهددون أمنه من اليرانس مرورا بثيبيس اللتان تمردتا عليه فحطهم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشاعر اليوناني (بيندار) فامر ترحيل السكان الناجون وكانوا ما يقرب من 8,000 الى سلافيري، سرعة الإسكندر في القضاء على ثيبيس كانت بمثابة عبرة للولايات اليونانية الأخرى التي سارعت الى اعلان الرضوخ له فورا قبل ان يسحقون.
بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 334 ق م، عبر هيليسبونت بجيش تعداده 35,000 مقدوني وضباطا يونانيين منهم انتيجواس الاول وبطليموس الأول وسيليكوس الاول، عند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة, قابل جيش من الفرس فالحق بجيش الفرس هزيمة شنعاء خسر الجيش المقدوني فيها 110 مقاتلا. وبعد هذه الحرب الضارية أصبح الإسكندر مسيطرا على كل ولايات آسيا. عندها استمر الإسكندر تقدمه جنوبا فواجه جيش الفرس الاول الذي قاده الملك داريوس الثالث في أسوس شمال شرق سوريا. لم يكن معروفا عدد جيش داريوس قيل كان يبلغ حوالي 500,000 مقاتل. يعتبر المؤرخون هذا العدد مبالغ فيه. معركة اسيوس حدثت عام 333 ق م انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوس هزيمة نكراء, فرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده حيث عاملهم الإسكندر معاملة جيدة قريبة لمعاملة الملوك، وفق ما تروي الروايات.
مدينة صور المحصنة بحريا قاومت مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر الا أن الإسكندر اقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في عام 334 ق م فاحتل غزة ثم توجه الى مصر حيث استقبله السكان كمنقذ, وبهذا النجاح أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 ق م على رأس نهر النيل اسس مدينة الاسكندرية المعروفة الآن التي غدت عاصمة علمية وادبية وتجارية للثقافة اليونانية. اما سيرين العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية سيرناسيا فقد خضعت فيما بعد للاسكندر وبهذا وسع حكمه الى قرطاجة.
في ربيع عام 331 ق م حج الإسكندر الى المعبد العظيم وسيط الوحي آلهة الشمس (آمون- رأ) الذي هو (زيوس) عند اليونان, كان المصريون القدامى يظنون بأنهم أبناء الـه الشمس (أمون- را). الحج الذي قام به جعله ابناً للآله لاعتقاده بأن أصوله الـهية. بالعودة الى الشمال مرة اخرى، أعاد ترتيب قواته في صور بجيش مكون من 40,000 من المشاة و 7,000 فارس عابرا نهري دجلة والفرات، فقابل داريوس بجيش يقارب المليون مقاتل وهذا الرقم مبالغ فيه في الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش وهزمه هزيمة ساحقة في معركة (كاوكاميلا) في اكتوبر عام 331 ق م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في (أسيوس). أما داريوس فقد قتله حراسه عندما كان بطريقه إلى مدينة همدان هاربا من جيوش الإسكندر التي كانت تلاحقه.
حوصرت مدينة بابل (Babylon) في بلاد الرافدين بعد معركة (كاوكاميلا) وأحتل مدينة سوسا ذات الكنوز الهائلة, وبعد ذلك وفي نصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر الى (بيرسبوليس) عاصمة الفرس. فاحتلها فنهب الثروات الملكية وأخذ الغنائم ثم حرق المدينة خلال حفلة شرب الخمر. بهذا الانتصار أصبحت سيطرة الإسكندر تمتد الى خلف الشواطيء الجنوبية من بحر الكاسبيان الى أفغانستان وبلوشستان وشمالاً من باكتريا وسوقديانا غرب تركستان التي تعرف بآسيا الوسطى. استغرقت حملة الإسكندر 3 سنوات من ربيع 337 ق م الى ربيع 330 ق م احتل هذه الممالك المتعددة. باكمال سيطرته على بقايا الامبراطورية الفارسية وصل جزءاً من غرب الهند, عبر نهر الاندوس في عام 326 ق م محتلاً بذلك البنجاب الهندية. في هذه المرحلة تعب المقدونيين فثاروا على الإسكندر رافضين الاستمرار معه فتولى بناء جيش آخر ثم أبحر الى الخليج العربي ثم عاد براً عبر صحراء ميديا وبنقص الطعام والشراب خسر عدداً من قواته هناك. مضى الإسكندر في خططه فسيطر على منطقة الخليج العربي للاستعداد لهجوم محتمل.
وصل الإسكندر بابيلون (بابل) في ربيع 323 ق م و في شهر تموز أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً امبراطورية عظيمة واسعة. قائلا جملته الغامضة (الى الأقوى (to the strongest ) مخلفا صراعات شديدة بين ظباطه استمرت ما يقرب من نصف قرن.
كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث كان تكتكتيكيا بارعا وقائد قوات عبقري بدليل قدرته على احتلال كل تلك المساحات الواسعة لفترة قصيرة. كان شجاعا سخيا لاكنه كان شديدا صلباً في السياسة. كما ورد في كتب التاريخ القديمة. كان الإسكندر مدمنا على الكحول اذ يقال أنه قتل أقرب أصدقائه كليتوس في حفلة شرب لكنه ندم بعدئذ ندما عظيما على ما فعله بصديقه الودود. وصف المؤرخون الإسكندر بأنه كان ذا حكمة يسعى لبناء حكم قائم على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في امبراطورية واحدة . درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه، وتبنى بنفسه عادات وتقاليد الفرس فتزوج شرقيات منهن روكسانا (Roxana) التي ماتت عام 311 ق.م كانت ابنة أوكسيارتس (Oxyartes) ذات القربى بـ (داريوس)، وشجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج بالفارسيات.
قبل موته بفترة قصيرة أمر الإسكندر الإغريق بتمجيده وعبادته كإله، أرجع ذلك لأسباب سياسية بيد ان القرار ألغي بعد موته. أهم ما انجزه اثر دخوله مصر تاسيس مدينة الإسكندرية ولا تزال المدينة قائمة، فقد غيير معالمها تغييرا جذريا حيث كانت مكانا استراتيجيا مهما على البحر الاببض المتوسط، ومن ثم عسكريا وتجاريا كما انها تتمتع بوفرة المياه على النيل حيث توارد عليها في عهده التجار وطلاب المعرفة والعلماء وجميع الفئات وبهذه الإنجازات أصبحت اللغة اليونانية واسعة الإنتشار ومسيطرة على لغات العالم. وبعد وفاة الإسكندر عام (323) ق .م في بابل في القرية التي تسمى الآن الاسكندرية الملحقة بمدينة الحلة. قسمت إمبراطوريته بين قواده وذلك بعد حروب ضارية جرت بينهم فأصبح هؤلاء القواد ملوكا مستقلين عن بعضهم وكان القائد (أنيتغونس مونوفتالموس) قد تمكن من توحيد سورية وفلسطين وشمال بلاد الرافدين تحت سيطرته. و (سلوقس نيكاتور) غدى ملك بابل بعد انتصار في معركة ايفيسوس عام (301) ق م في آسيا الصغرى استولى أيضا على هذه المناطق التي كانت تحت سيطرة (انتيغومس مونوفتالموس) إلا أن الرومان الذين نزلوا من آسيا الصغرى في عام (191) ق .م . استطاعوا تجريد (سلوقس نيكاتور) من معظم البلدان التي تتبعه وانحصرت مملكته في حدود سورية.
ورد عن دهاء الإسكندر ان فليونيكس المسؤول عن إستطبلات خيول الملك فيليب المقدونى والد الاسكندر يخبرة بأن فرسا متمردة وعنيفة جدا، لا يستطع أحد التحكم بزمامها لذا قرر بيعها إذ سمع الإسكندر وكان فى سن المراهقة قال لأبية، سأذهب مع فيلونيكس لأرى هذا الفرس الجامحة .حاول والدة أن يثنية عن عزمة خوفاً علية من الفرس، لكنة فى لطف اجاب لا تخف يا والدى، فإنة لكل عنف علة أوسبب فإننى أحاول أن أروضها. قال الملك لأبنة لا أظن أن لك خبرة
فسائس الخيل الذى قضى حياته يدرس ويمارس ترويض وتدريب الخيل .أجاب الأسكندر (لم أتدرب على ترويض الخيل لكن أعطنى فرصة لأتعرف على سبب جموح الفرس).
ذهب الصبى المراهق الإسكندر مع المدرب العظيم إلى اسطبل الخيل، وإذ ذهب المدرب ليمسك بالفرس ثارت وصار الموقف خطيراً، مشى الصبى نحو الفرس وأمسك بلجامها ثم غيّر أتجاه رأسها فصارت الفرس هادئة فإمتطاها بسهولة ثم اخذها الى والده راكبا فهنأه على قدرتة على ترويض الفرس فى لحظات قليلة سألة الملك فيليب ماذا فعلت يا أبنى؟ أجاب الإسكندر أن الأمر بسيط للغاية، لقد كانت الفرس ترى ظلها فتخاف منه، فلما حولت رأسها نحو الشمس صار ظلها تحت قدميها فلم تخف بل صارت هادئة. فقال أبوه عبارته الشهيرة (إن الدنيا لن تسع عقلك يابني).
حلت الوفاة عندما وصل الإسكندر بابل في ربيع 323 ق.م. وبعد شهر يونيو - حزيران من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً وراءه امبراطورية عظيمة واسعة الأطراف . في رواية اخرى أن الاسكندر الأكبر مات مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين عليه نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة، حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين ومن سلبياته ادمانه في احتساء الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.
لعل اهم ماخلفه خلفاء الاسكندر. بطليموس الاول خليفته الذي انشأ مكتبة الاسكندرية عام 330 ق م وصرف بطليموس الثاني صرفا هائلا على المكتبة التي جمعت المخلفات القديمة من برديات وتماثيل قديمة تعود للعصور الفرعونية. كانت المكتبة في عهدها وحيدة وفريدة فغدت مثلا لقيام مكتبات ضخمة في ارجاء العالم. كانت مكتبة الاسكندرية في بداياتها تضم 700 الف بردية وتضم خاصة اعمال هوميروس و أرسطوطاليس. ومن سلالة احد ضباط الاسكندر ظهرت كليوباترا رئيسة لمصر. الاسكندر الأكبر بالاظافة الى تأسيسه مدينة الاسكندرية العظيمة في مصر فانه خلف اسمه على مدينة صغيرة توجد حتى هذا العهد وهي قائمه في الاسكندرية التابعة لمحافظة الحلة قرب بابل.