- الأربعاء ديسمبر 04, 2013 6:49 pm
#67723
حرب البلقان الأولى هي حرب نشبت بين الدولة العثمانية واتحاد البلقان الذي تألف من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، اندلعت الحرب في أكتوبر 1912 وانتهت في 30 مايو 1913 بتوقيع معاهدة لندن. أدت الحرب إلى خسارة الدولة العثمانية لغالبية أراضيها في أوروبا، كما أدت الأحداث التي تلتها إلى قيام دولة ألبانيا.
وعلى الرغم من نجاح الذي حققته دول اتحاد البلقان في الحرب إلا أن بلغاريا لم تكن راضية عن تسوية النهائية للحدود بينها وبين صربيا واليونان الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب البلقان الثانية إذ هاجمت بلغاريا كل من صربيا واليونان، ثم دخلت الحرب كل من رومانيا والدولة العثمانية والجبل الأسود ضد بلغاريا.
[عدل]الخلفية التاريخية
بعد إسقاط ثورة تركيا الفتاة في يوليو 1908 للسلطان عبد الحميد الثاني، ضمت الإمبراطورية النمساوية المجرية إقليم البوسنة والهرسك في أكتوبر 1908 في ما عـُرف بالأزمة البوسنية، ما دفع الحكومة الروسية في مارس 1912 لتشجع مملكتي صربيا وبلغاريا على توقيع معاهدة ثنائية تتضمن تعاونهما المشترك في حالة اعتداء دولة أوروبية كبرى على حدودهما، واستهدفت تلك المعاهدة السرية، التي اشترك في مفاوضاتها ممثلو روسيا في العاصمتَين البلقانيتَين، بلغراد وصوفيا، مواجهة الإمبراطورية النمساوية المجرية خشية أن تتكرر مأساة ضم البوسنة والهرسك؛ والرغبة في نصيب من ميراث الإمبراطورية العثمانية المتهالكة، وقد عقدت معاهدة مشابهة بين بلغاريا واليونان، في مواجهة الدولة العثمانية.[4]
وجاء في إحدى مواد المعاهدة:
"يتعهد الطرفان، الموقعان المعاهدة، بأن يؤيد أحدهما الآخر، بكل قّوته، لدى محاولة إحدى الدول الكبرى، ضم أو احتلال أي حدود من بلاد البلقان، الواقعة، حالياً، تحت الحكم العثماني".[4]
وفي مادة سرية أخرى، ملحقة بتلك المعاهدة، أعلن الطرفان أنه "في حالة حدوث أي اضطرابات داخلية في الدولة العثمانية، مما يعرض للخطر المصالح، القومية أو الوطنية، للدولتَين المتعاقدتَين، أو إحداهما؛ أو في حالة حدوث مصاعب، داخلية أو خارجية، في الدولة العثمانية، مما يعرض للخطر الحالة الراهنة، في شبه جزيرة البلقان، ويجب على الدولتَين المتعاقدتَين، أن تسارعا إلى تبادل الآراء، لاتخاذ الخطوات العاجلة لمنع الخطر".
وبعد إبرام تلك المعاهدات البلقانية، أصبح الموقف ينذر بالحرب، ولم يطل انتظار الحرب، بعد ذلك؛ إذ أعلنت كل من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، في 8 أكتوبر 1912، الحرب على الدولة العثمانية.[4]
[عدل]ميزان القوى
[عدل]الإمبراطورية العثمانية
السلطان محمد الخامس
البارجة خير الدين بارباروسا سفينة القيادة للأسطول العثماني
خارطة البلقان وأعمال القتال
بلغ عدد سكان الإمبراطورية العثمانية عام 1912 نحو 26,000,000 نسمة إلا أن 6,130,000 منهم كانوا يعيشون في الجزء الأوروبي من الإمبراطورية، ومن هذه العدد يشكل المسلمون 2,300,000 فيما كان الباقي من المسيحيين والذين لا يعدون صالحين للتجنيد.
وبسبب ضعف شبكة النقل لاسيما في الجزء الآسيوي كان من المؤمل أن يتم نقل القوات العثمانية من آسيا إلى جبهات القتال في أوروبا عن طريق البحر، وبسبب تواجد الأسطول اليوناني في بحر إيجة كان ذلك متعذرا.[5]
تعطلت القدرات العسكرية العثمانية بسبب الصراعات الداخلية الناجمة عن ثورة تركيا الفتاة والانقلابات المضادة للثورة بعد عدة أشهر في 1909 وحادثة 31 مارس، بذلت جهود لإعادة تنظيم الجيش من قبل البعثة الألمانية، لكن نتائجها لم تترسخ.[6] كان الجيش النظامي (النظامية) يتألف من فرق حسنة التدريب وذات تجهيز وتسليح جيد، ولكن وحدات الاحتياط (الرديف) لم تكن كذلك خصوصا في المدفعية، كما أنها أفتقرت إلى التدريب.
بلغ إجمالي القوات العثمانية قبل إعلان التعبئة العامة في أكتوبر 1912 نحو 336,742 جندي منهم 12,024 ضابط و 324,718 جندي إضافة إلى 2,318 مدفع و 388 مدفع رشاشة[7]
كان للعثمانيين ثلاثة جيوش في أوروبا هي جيش تراقيا (الجيش الأول) وجيش مقدونيا (الجيش الثاني) وجيش فاردار (الثالث) مع 1,203 قطعة مدفعية متحركة و 1,115 مدفع ثابت في موزعين في مناطق محصنة.[8] في مواجهة القوات اليونانية والصربية وقوات الجبل الأسود، وفي حين تواجد الجيش الأول في تراقيا وقد ضم ما لا يقل عن 115,000 جندي بمواجهة القوات البلغارية.[5]
انتشر الجيش الأول العثماني بقيادة ناظم باشا في تراقيا بمواجهة القوات البلغارية وقد ضم الجيش سبعة فيالق من المشاة في 12 فرقة مشاة نظامية و13 فرقة مشاة رديف وفرقة خيالة واحدة:
الفيلق الأول: 3 فرق مشاة
الفيلق الثاني: 3 فرق مشاة
الفيلق الثالث: 4 فرق مشاة
الفيلق الرابع: 3 فرق
الفيلق السابع عشر: 3 فرق مشاة
منطقة أدرنة الدفاعية: 6 فرق مشاة.
مفرزة كيركالي: فرقتا مشاة.
فرقة فرسان مستقلة ولواء خيالة.
مجموعة الجيوش الغربية (جيش مقدونيا وجيش فاردار): تألفت من عشرة فيالق من 32 فرقة مشاة وفرقتي خيالة.
جيش فاردار بمواجهة القوات الصربية، مقره في سكوبيه تحت قيادة زكي باشا مع 5 فيالق من 18 فرقة مشاة وفرقة خيالة ولوائين خيالة مستقلين:
الفيلق الخامس: 4 فرق مشاة
الفيلق السادس: 4 فرق مشاة
الفيلق السابع: 3 فرق مشاة
الفيلق الثاني: 3 فرق مشاة
فيلق السنجق: 4 فرق مشاة
فرقة خيالة مستقلة.
جيش مقدونيا المقر في سالونيك بقيادة علي رضا باشا، تألف من 14 فرقة في 5 فيالق، بمواجهة اليونان وبلغاريا والجبل الأسود.
بمواجهة القوات اليونانية تم نشر 7 فرق مشاة:
الفيلق الثامن: 3 فرق مشاة
فيلق يانيا: 3 فرق مشاة
فرقة مشاة من الرديف في سالونيك.
بمواجهة بلغاريا في جنوب شرق مقدونيا تم نشر فرقتين مشاة يشكلون فيلق أوستورما.
بمواجهة الجبل الأسود، 4 فرق مشاة تم نشرهم على الحدود المشتركة:
و وفقا للخطة التنظيمية فإن عدد قوات مجموعة الجيوش الغربية كان يفترض أن تضم 598,000 جندي. ولكن بطء إجراءات التعبئة وسوء كفاءة السكك الحديدية خفضت بشكل كبير أعداد القوات التي يمكن نقلها، وحين بدأت الحرب، لم يكن يتواجد سوى 200,000 جندي [8] على الرغم من الفترة اللاحقة شهدت مزيدا من الجنود الذين ألتحقوا بوحداتهم إلا إن مجموعة الجيوش الغربية لم تصل إلى قوتها الاسمية طوال الحرب بسبب خسائر الحرب.
حاولت الحكومة العثمانية جلب المزيد من القوات من سورية من فرق النظامية والرديفة [8] لكن حال دون وصول هذه التعزيزات سيطرة البحرية اليونانية، لذا كان على هؤلاء الجنود أن يصلوا عبر الطريق البري، وأكثرهم لم يصل إلى منطقة البلقان.
[عدل]بلغاريا
ملك بلغاريا فرديناند الأول
تمتلك بلغاريا الجيش الأكبر بين دول اتحاد البلقان حيث يبلغ تعداد جيشها العامل في سنة 1912 نحو 61,967 بين ضباط وجنود بينما يضم الجيش في احتياطه 343,343 فرد (وهم الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى 40 عاما وأنهوا فترة الخدمة العسكرية) وإضافة إلى ذلك تتواجد قوات تتنظم في الوحدات العسكرية المحلية في مجموعتين المجموعة الأولى للأعمار ما بين 41 و 43 سنة والمجموعة الثانية للأعمار ما بين 44 و 46 سنة وتضم المجموعة الأولى 52,752 فردا وفي المجموعة الثانية 17,270 فردا، العدد الكلي للقوات في الجيش البلغاري يبلغ 459,810 جنديا[9] من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 4,300,000 نسمة.[6]
التشكيلات العسكرية للجيش البلغاري هي 9 فرق مشاة وفرقة خيالة واحدة ويمتلك الجيش 1,116 قطعة مدفعية.[10] القائد العام للقوات المسلحة كان الملك فرديناند، تتألف كل فرقة مشاة بلغارية من الفرق التسعة على 3 ألوية من فوجين، كل فوج يضم 4 كتائب بمجموع 24 كتيبة لكل فرقة بما يصل إلى 30,000 جندي للفرقة الواحدة[11]
إلى جانب القوة البرية كان لدى بلغاريا قوة بحرية تضم 6 زوارق طوربيد اقتصرت مهامها على حماية المياه الإقليمية المطلة على البحر الاسود.[12]
ركزت بلغاريا قواتها على تراقيا ومقدونيا. ونشرت أغلب قواتها العسكرية في تراقيا، مشكلة من 3 جيوش.
الجيش الأول (79,370 جندي)، تحت قيادة فاسيل كوتنتشيف مؤلف من 3 فرق مشاة، تم نشرهم في جنوب ليامبول، مع اتجاه العمليات على طول نهر تُندزها.
الجيش الثاني (122,748 جندي) ،تحت قيادة نيكولا ايفانوف ،مؤلف من فرقتي مشاة ولواء مشاة واحد، تم نشرهم غرب الجيش الأول وكان مكلفا بالاستيلاء على قلعة أدرنة.
الجيش الثالث (94,884 جندي) تحت قيادة رادكو ديميتريف، تم نشره في شرق ووراء الجيش الأول ويتألف الجيش الثالث من 3 فرق مشاة.
الفرقة الثانية (49,180 جندي) والفرقة السابعة (48,523 جندي) كانت تؤدي أدوار مستقلة، وتعمل في تراقيا الغربية، ومقدونيا الشرقية على التوالي.
[عدل]صربيا
الملك بيتر ملك صربيا
ضم الجيش صربي حوالي 230,000 جندي (من أصل 2.912.000 هو عدد سكان صربيا آنذاك) وحوالي 228 مدفع، ينتظمون في 10 فرق مشاة، واثنين من الألوية المستقلة وفرقة خيالة، تحت قيادة وزير الحرب السابق رادومير بوتنيك.[6]
وكانت القيادة العسكرية الصربية قد أدركت أن أفضل موقع لمعركة حاسمة ضد القوات العثمانية في فاردار ستكون على هضبة أوفسي بوليي، قبل سكوبي وبالتالي، تم تشكيل القوى الرئيسية في ثلاثة جيوش من أجل المضي قدما نحو سكوبي، في حين ان لواء من الفرقة وكانت مستقلة للتعاون مع الجبل الأسود في سنجق نوفي بازار.
الجيش الأول (132,000 جندي) بقيادة الجنرال بيتار Bojović، وكان أقوى الجيوش عددا، وشكل قلب القوات الصربية المتقدمة نحو سكوبي. الجيش الثاني (74,000 جندي) كان يقوده ستيبانوفيتش، ويتألف من فرقة صربية وفرقة بلغارية. شكل الجناح الأيسر للجيوش الصربية، تقدم باتجاه Stracin. إدراج الفرقة البلغارية كانت وفقا لترتيبات ما قبل الحرب بين الجيوش الصربية والبلغارية، ولكن الفرقة البلغارية توقفت عن تنفيذ أوامر الجنرال ستيبانوفيتش بمجرد أن بدأت الحرب، فقط تلقت الأوامر من القيادة العليا البلغارية.
الجيش الثالث (76,000 جندي) كان يقوده بوزيدار يانكوفيتش، كان الجيش الثالث يشكل الجناح الأيمن للقوات الصربية، كانت مهمته الاستيلاء على كوسوفا ومن ثم الانضمام إلى الجيوش أخرى في المعركة المتوقعة في بوليي Ovče. كانت هناك قوات صربية في شمال غرب صربيا على امتداد الحدود النمساوية المجرية تألفت هذه القوات من جيش إيبار (25,000 جندي) تحت قيادة الجنرال ميخائيل Zhivkovich، ولواء جافور (12,000 جندي) تحت قيادة اللفتنانت كولونيل ميلوفيتش Andjelkovich.
[عدل]الجبل الأسود
لم يتجاوز عدد سكان مملكة جبل الأسود 250,000 نسمة إلا إن المملكة حشدت رغم ذلك ما يصل إلى 44,500 جندي في 4 فرق مشاة في كل فرقة 14,000 جندي، تسلح الجيش بـ 36,000 بندقية، 44 مدفع رشاش، 118 مدفع.
[عدل]اليونان
ملك اليونان جورج الأول
الطراد المدرع جيورجيوس أفيروف سفينة القيادة للأسطول اليوناني
يتألف الجيش اليوناني من 25,000 جندي يرتفع هذا العدد في أوقات الحرب إلى 110,000، فيما يبلغ تعداد سكان اليونان 2,666,000 نسمة، أمتلكت اليونان بحرية متفوقة، فمن بين دول بين جميع دول البلقان كانت اليونان الدولة الوحيدة التي تملك أسطولا يضم قطعا بحرية أكبر من زوارق الطوربيد والدولة الوحيدة القادرة على منع وصول التعزيزات العثمانية بحرا من آسيا إلى أوروبا، وهو ما صاغه السفير اليوناني في صوفيا خلال المفاوضات التي أدت إلى دخول اليونان في الاتحاد بقوله:
"إن اليونان يمكنها أن توفر 600,000 رجل للمجهود الحربي، 200,000 رجل في الميدان، وسيتمكن الأسطول اليوناني من منع انزال 400,000 جندي من قبل الدولة العثمانية ما بين سالونيك وجاليبولي.[12]
عندما بدأت الحرب. انتظمت القوات اليونانية في جيشين هما جيش ثيساليا وجبش إبيروس:
جيش ثيساليا بقيادة الأمير قسطنطين ضم الجيش 7 فرق مشاة وفوج خيالة و 4 كتائب مستقلة، بما يعادل حوالي 100,000 جندي. كان من المتوقع منه أن يتغلب على المواقع الحدودية المحصنة العثمانية والمضي قدما نحو مقدونيا، بهدف الاستيلاء على سالونيك ومناستير.
جيش إبيروس مؤلف من 10,000 إلى 13,000 جندي في ثماني كتائب تحت قيادة الفريق كونستانتينوس Sapountzakis، والتي تهدف للتقدم إلى ايبيروس. لكن ليس لديها أمل في الاستيلاء على العاصمة الحصينة يوانينا، مهمتها الأولى ببساطة تثبييت القوات العثمانية هناك حتى تصلها التعزيزات الكافية من جبش ثيساليا بعد أن يختتم عملياته.
كان لليونانيين بحرية حديثة نسبيا، عززت بشراء قطع بحرية جديدة، الوحدة الأساسية للأسطول اليوناني كان الطراد المدرع أفيروف الذي بني في 1910. وكان هناك أيضا 8 مدمرات حديثة بنيت في عام 1912 و 8 مدمرات أخرى بنيت في عام 1906. إضافة إلى السفن الأخرى الأقدم، وقد ضمنت هذه الأساطيل التفوق البحري للبحرية اليونانية في بحر إيجة[13] الجزء الأكبر من القوات البحرية كانت مخصصة لاسطول بحر إيجه، وضعت تحت قيادة الادميرال بافلوس Kountouriotis. باقي السفن عملت بتشكيلات عمل صغيرة من المدمرات وزوارق الطوربيد وكلفت بتطهير بحر إيجه والبحر الأيوني من السفن العثمانية الصغيرة.
[عدل]العمليات
بدأت حرب البلقان الأولى بعد أن أعلنت مملكة الجبل الأسود الحرب على العثمانيين في 8 أكتوبر 1912.
[عدل]مسرح العمليات البلغارية
خصصت القيادة العثمانية الجزء الأكبر من قواتها لجبهة مقدونيا فأبقت الجيش العثماني الأول في تراقيا فيما تواجدات مجموعة الجيوش الغربية في مقدونيا.
[عدل]الهجوم البلغاري
جندي بلغاري يتخطى مواقع الجيش العثماني
في جبهة تراقيا وضع الجيش البلغاري 346,182 جندي ضد الجيش العثماني الأول مع 105,000 الرجال في تراقيا الشرقية ومفرزة Kircaali من 24،000 الرجال في تراقيا الغربية.
القوات البلغارية تم تقسيمها إلى القوات التالية:
الجيش الأول بقيادة اللفتنانت جنرال فاسيل Kutinchev
الجيش الثاني بقيادة الجنرال نيكولا ايفانوف
الجيش الثالث بقيادة الجنرال رادكو ديميتريف
تألفت الجيوش البلغارية من 297.002 جندي في الجزء الشرقي و49,180 (33,180 جندي نظامي، و 16،000 جنود غير نظاميين) في الجزء الغربي.[14]
أول معركة واسعة النطاق وقعت ضد الخط الدفاعي في أدرنة- كيركلاريلي، حيث واجه الجيش الأول البلغاري والجيش الثالث البلغاري (174.254 بالمجموع) الجيش العثماني الأول (96.273 جندي)، [14][15] قرب Gechkenli، وSeliolu بترا. الفيلق الخامس عشر في العهد العثماني على وجه السرعة غادر المنطقة للدفاع عن شبه جزيرة جاليبولي لمواجهة هجوم برمائي متوقع من قبل اليوناني، والذي لم يتحقق أبدا [16] سبب غياب الفيلق الخامس عشر فراغا بين أردنة وذيذيموتيخو، فيما أنتقل للفيلق الرابع هناك ليحل محله. وبالتالي تمت إزالة اثنين من الفيالق العثمانية من تشكيل القوات العثمانية، على نحو سبب تقسيم جبهة ترافيا لجبهتين.[16] وكنتيجة لذلك
وعلى ذلك تم عزل وحصار حصن أردنة مع 61،250 جندي.[16] وكنتيجة أخرى لتفوق البحرية اليونانية في بحر ايجه هو أن القوات العثمانية لم تحصل على تعزيزات المتوقعة في خطط الحرب، ويتألف من السلك كذلك على أن يتم تحويلها عن طريق البحر من سوريا وفلسطين [17] وبالتالي للبحرية اليونانية لعبت دورا حاسما وإن كان غير مباشر في الحملة تراقيا، عن طريق تحييد ثلاثة فيالق، وجزءا كبيرا من الجيش العثماني، في كل مهمة افتتاح جولة جديدة من الحرب.[17]
بعد معركة كيركلاريلي قررت القيادة العامة البلغارية الانتظار لبضعة أيام، وهو القرار الذي سمح للأتراك أن يحتلوا موقعا دفاعيا جديدا وعلى الرغم من هذا، فإن الهجوم البلغاري بالجيش الأول والثالث اللذان يبلغان معا 107,386 جندي مشاة و3,115 من الخيالة، و 116 مدافع رشاشة و 360 قطعة مدفعية هزم تعزيزات القوات العثمانية المؤلفة من 126،000 مشاة و 3500 الفرسان، 96 رشاشات و 342 قطعة مدفعية [18] ووصلت القوات البلغارية إلى بحر مرمرة.
ونتيجة لذلك فقد دفع العثمانيين إلى أخر خط دفعي لهم عند تشاتالكا لحماية شبه الجزيرة التي تقع فيها إسطنبول، هناك نجحوا في تحقيق استقرار الجبهة بمساعدة تعزيزات جديدة من المقاطعات الآسيوية. الخط شيد خلال الحرب الروسية العثمانية لعام 1877 بموجب توجيهات من مهندس ألماني يعمل في الجيش العثماني يدعى فون بلوم باشا، إلا إن الخط كان مهملا في 1912.[19]،
في حين كانت قوات من الفرقة البلغارية الثانية في تراقيا 49,180 جندي قسممت ما بين هاسكوفو رودوب ومفارز، تقدما نحو بحر ايجه.
المفرزة العثمانية في كيركالي تألفت من 24,000 جندي تنتظم في فرقة مستحفظة وفرقة رديف من كيركالي الفوج 36 وكانت المفرزة مكلفة بالدفاع عن جبهة بطول 400 كيلومتر عبر سالونيك - أليكساندروبولي إلا أن المفرزو فشلت في الدفاع عن الخط، ففي 26 نوفمبر استسلم قائدها يافير باشا مع 10,131 ضابط وجندي للبلغار.
في 17 نوفمبر بدأ الهجوم البلغاري على خط تشاتالكا على الرغم من التحذيرات الواضحة من روسيا بانها ستهاجم بلغاريا إذا ما أحتلت إسطنبول، شنت بلغاريا هجومهما على طول الخط الدفاعي بـ 176,351 رجل يرافقهم 462 قطعة مدفعية ضد القوات العثمانية المؤلفة من 140,571 جندي و 316 قطعة مدفعية[20] إلا أن القوات العثمانية قد تمكنت من صد الهجوم.
أتفق في 3 ديسمبر على هدنة بين الدولة العثمانية وبلغاريا، ومثلت بلغاريا كل من صربيا والجبل الأسود، وبدأت مفاوضات السلام في لندن وشاركت اليونان أيضا في المؤتمر، لكنها رفضت الموافقة على الهدنة وأكملت عملياتها في قاطع إيبيروس. إلا أن المفاوضات توقفت عندما اسقطت حكومة كميل باشا من قبل حركة تركيا الفتاة بقيادة أنور باشا بأسطنبول، وعند انتهاء مدة الهدنة في 16 فبراير استؤنف القتال.
[عدل]سقوط أدرنة
جنود بلغار ينتظرون بداية الهجوم على أدرنة 1912
خلال حصار أدرنة سعت الدولة العثمانية إلى تخفيف الضغط على مدينة أدرنة المحاصرة فشنت هجومها على تشاتلكا في 20 فبراير وهجوم أخر جاليبولي فهاجمت قوات الفيلق العاشر التي وصلت بحرا القوات البلغارية بصحبت 19,858 جندي و 48 مدفع، وساهم في الهجوم أيضا حوالي 15,000 جندي مع 36 مدفع (جزء من 30,000 جندي عزلوا في شبه جزيرة جاليبولي) على بولاير في أقصى شرق شبه جزيرة جاليبولي.
كانت الهجمات مدعومة بنيران من السفن الحربية العثمانية، وكان العملية العسكرية تهدف على المدى الطويل تخفيف الضغط على أدرنة. فيما كان يواجه القوات العثمانية حوالي 10،000 جندي بلغاري مع 78 مدفع.[21] كانت القيادة العثمانية تجهل على الأرجح وجود الجيش الرابع البلغاري المشكل حديثا في المنطقة حيث ضم 92,289 جندي تحت قيادة ستيليان كوفاتشيف، تم الهجوم العثماني من قبل المدفعية البلغارية والأسلحة الرشاشة، وبحلول نهاية اليوم كلا الجيشين قد عاد إلى مواقعه الأصلية.
في تشاتلكا وجهت القوات العثمانية ضد الجيش البلغاري الأول والثالث، كان في البداية فقط كما شنت التسريب من جاليبولى - تشاركوي، تعلق باستمرار القوات البلغارية في الموقع. ومع ذلك، فقد أدى هذا النجاح غير المتوقع. في الشمال البلغار قد اضطروا إلى الانسحاب بعد حوالى 15 كم والى الجنوب لمسافة 20 كيلومترا إلى مواقعها الدفاعية الثانوية. مع انتهاء الهجوم الذي وقع في غاليبولي العثمانيين الغاء العملية، يترددون في مغادرة خط تشاتلكا، ولكن مرت عدة أيام قبل البلغار أدركت أن الهجوم قد انتهت. بحلول 15 فبراير الجبهة قد استقرت من جديد ولكن القتال على طول خطوط ثابتة استمرت حتى الهدنة. ويمكن للمعركة، والذي أسفر عن سقوط ضحايا البلغارية الثقيلة، ويمكن وصفها بأنها انتصار العثمانيين على المستوى التكتيكي، ولكن من الناحية الاستراتيجية كانت فاشلة، لأنها لم تفعل شيئا لمنع فشل جاليبولى - ساركوزى العملية أو تخفيف الضغط على أردنة.
تسبب فشل عملية تشاركوي-بولاير في تحديد مصير أردنة. ففي 11 مارس، بدأ الهجوم النهائي على حصن أدرنة بقيادة الجنرال جورجي فازوف فهاجم الجيش البلغاري الثاني بـ 153,700 جندي مع فرقتي مشاة صربيتين (47.275 جندي) المدينة التي استولي عليها في نهاية المطاف ولكن بثمن مرتفع: خسر البلغار 8,093 شخص ما بين قتلى وجرحى فيما تكبد الصرب 1,462 من قتلى وجرحى.[22] الاصابات العثمانية منذ بداية الحصار بلغت 13،000 قتل وعدد غير معروف من الجرحى و19,750 جندي أسير.[23] فيما بلغت خسائر القوات البلغارية طوال مدة الحصار 18,282.
[عدل]المسرح العمليات اليونانية
[عدل]الجبهة المقدونية
كلف الجيش الثاني بالدفاع على طول الجبهة اليونانية فتحشدت قطاعات ووحدات الجيش الثاني على طول الجبهة وأنتشرت قواته مناصفةً ما بين مقدونيا وإيبيروس، وقد تألف الجيش الثاني من 7 فرق مشاة وزعت بالتساوي ما بين الفيلق الثامن في مقدونيا (3 فرق) وفيلق يانينة في إيبيروس (3 فرق) وفرقة واحدة في سالونيك، في حين حشد الجيش اليوناني كامل قطاعاته العسكرية في جبهة مقدونيا مما أدى ذلك إلى استيلاء القوات اليونانية على سالونيك وخسارة الدولة العثمانية لمركز استراتيجي مهم للجبهات المقدونية الثلاث في وقت مبكر من الحرب.
في مقدونيا أكملت اليونان حشد 7 فرق مشاة ومع امتلاك زمام المبادرة وتحشد كافة القوات في جبهة مقدونيا عدا عدة كتائب مستقلة بالكاد تصل لحجم فرقة على جبهة إيبيروس منح ذلك كله الجيش اليوناني التفوق العسكري اللازم لمهاجمة الفيلق الثامن.[24]،
مع اعلان الحرب تقدم الجيش ثيساليا اليوناني بقيادة الأمير قسطنطين شمالا، ونجح في التغلب على المقاومة العثمانية في مضيق سارانتابورو. وبعد انتصار آخر بيانيتسا في 2 نوفمبر، استسلمت سالونيك وحاميتها من 26,000 فرد إلى اليونانيين في 9 نوفمبر.
اثنين من قيادات الفيالق (فيلق أوسترما والفيلق الثامن)، فرقتي من النظامية (الفرقة 14، الفرقة 22) وأربعة فرق من الرديف (سالونيك، والدراما، وNaslic وSerez) كل هذه الفرق خرجت من تشكيلات الجيوش العثمانية. بالإضافة إلى خسارة 70 قطعة مدفعية، و 30 مدفع رشاشة و70،000 بنادق (كانت سالونيك مستودع الأسلحة المركزي للجيوش الغربية). الأتراك يقدرون أن 15،000 من الضباط والجنود قتلوا خلال الحملة العسكرية في جنوب مقدونيا، ليصل مجموع الخسائر يصل إلى 41،000 جندي.[8] آخر نتيجة مباشرة كانت في أن سقوط سالونيك جعل مصير جيش فاردار الذي كان يقاتل الصرب في الشمال محاصر ومعزول من دون امدادات لوجستية وعمق للمناورة.
وبعد الاطلاع على نتيجة معركة جينيتسا، أرسلت القيادة العليا البغارية فورا الفرقة السابعة البلغارية إلى المدينة. إلا أن الفرقة وصلت إلى هناك بعد أسبوع، أي بعد يوم بعد استسلامها إلى اليونانيين. وحتى 10 نوفمبر، في المنطقة التي تحتلها اليونان قد توسعت إلى خط من بحيرة Doirani إلى Pangaion غرب جبل Kavalla.
في غرب مقدونيا سبب غياب التنسيق بين قيادات الجيش اليوناني والصربي نكسة لليونانيين بعد صادفت الفرقة الخامسة اليونانية خلال تقدمها لاحتلال بيتولا هجوما من الفيلق العثماني السادس في 15 نوفمبر 1912 وكان الفيلق السادس منسحبا إلى ألبانيا بعد أن هزم من قبل الجيش الصربي في معركة بريليب، كان وجود الفيلق مفاجئا لليونانيين مما تسبب لهزيمة القوات اليونانية وانسحابهم من المنطقة.
[عدل]جبهة إيبيروس
الجيش اليوناني في إيبيروس 1913
كانت أعداد القوات العثمانية في جبهة إبيروس تفوق اليونايين بكثير، إلا أن الموقف السلبي من العثمانيين مكن اليونانيين على استيلاء بريفيزا في 21 أكتوبر 1912، وواصلت القوات اليونانية تقدمها شمالا لاتجاه يوانينا.
في 5 نوفمبر نزلت قوة صغيرة من جزيرة كورفو واستولت على المنطقة الساحلية في هيمارا دون أن تواجه مقاومة كبيرة، [25]
في 20 نوفمبر دخلت القوات اليونانية المتواجدة في غرب مقدونيا كورتشي إلا أن القوات اليونانية في الجبهة إبيبيروس لم تشن هجوما ضد المواقع الدفاعية التي تحمي مدينة يوانينا، وبالتالي كان عليها أن تنتظر وصول تعزيزات من الجبهة المقدونية.[26]
بعد انتهاء حملة مقدونيا نقل جزء كبير من الجيش اليوناني إلى ايبيروس، حيث تولى ولي عهد قسطنطين نفسه القيادة هناك. ة قاد القوات اليونانية في معركة بيزاني تلاها سقوط يوانينا في 8 مارس بعد حصارها، وقد سمح سقوط يوانينا للجيش اليوناني مواصلة التقدم في إبيروس الشمالية إلى حيث توقف تقدمه، على الرغم من أن خط السيطرة الصربية كان قريبا جدا منه.
[عدل]العمليات البحرية
في البحر، أخذ الأسطول اليوناني زمام المبادرة منذ اليوم الأول للحرب. فخلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 20 ديسمبر 1912 كانت البحرية اليونانية ومفارز الجيش اليوناني قد بسطت سيطرتها على جميع الجزر العثمانية تقريبا من شرق وشمال بحر إيجة، وأنشأت قاعدة أمامية في جون مودروس بجزيرة يمنوس، مسطيرة بذلك على مداخل الدردنيل.
حقق الملازم أول نيكولاوس فوتسيس انتصارا معنويا كبيرا لليونان حينما أبحر في 8 نوفمبر بزورق طوربيد تحت جنح الظلام إلى مرفأ سالونيك ليغرق بارجة عثمانية كانت راسية في الميناء.
في بداية الحرب بقي الأسطول العثماني داخل الدردنيل، ولكن عندما بدأت الحرب البرية تأخذ منعطفا حاسما في غير صالح الجيش العثماني، مما يستدعي تعزيزات عاجلة إلى المسرح الأوروبي، حاول الأسطول العثماني دخول منطقة بحر إيجة في 16 ديسمبر ونشبت معركة الدردنيل البحرية بين الاسطول العثماني واليونانية إلا أن هزيمة الأسطول العثماني قد دفعته للتراجع إلى داخل الدردنيل.
وكاستعداد لمحاولة أخرى لكسر الحصار اليوناني، خططت القيادة البحرية العثمانية بالقيام بهجوم مضلل عن طريق إرسال الطراد حميدية بقيادة حسين رؤوف أورباي لتنفيذ غارة على السفن التجارية اليونانية في بحر إيجه، وكان من المأمول أن يدفع ذلك القيادة البحرية اليونانية إلى إرسال الطراد المدرع افيروف للحاق بالطراد حميدية حيث أن أفيروف هي السفينة اليونانية الوحيدة القادرة على اللحاق بالطراد حميدية ومجابهته، مما سيجعل الأسطول اليوناني المتبقي في حالة أضعف.
تسلل الطراد حميدية عبر الدوريات اليونانية وقصف مرفأ سيروس وأغرق سفينة تجارية راسية في الميناء قبل أن يغادر بحر ايجه متوجها للبحر الأبيض المتوسط، السلطات اليونانية أعطت الأوامر بالفعل للاحاق بـ حميدية إلا إن التخمين بوجود خطة العثمانية جعل قيادة البحرية ترفض وبعد أربعة أيام، خرج الأسطول العثماني من المضائق في 18 يناير إلا أنه مني بهزيمة أخرى، كانت هذه آخر محاولة للبحرية العثمانية لمغادرة الدردنيل، وبذلك تركت البحرية اليونانية مسيطرة على بحر إيجه.[27]
[عدل]مسرح عمليات صربيا والجبل الأسود
حقق الجيش الصربي تحت قيادة بوتنيك ثلاثة انتصارات حاسمة في فاردار مقدونيا، كان الهدف الأساسي للقوات الصربية في الحرب هو الاستيلاء على شمال مقدونيا، إضافة إلى ذلك أرسلت صربيا قواتها لمساعدة مملكة الجبل الأسود على الاستيلاء على مدينة سنجق كما ارسلت أيضا فرقتين لمساعدة البلغار في حصار أدرنة.
المعركة الأخيرة في حملة مقدونيا كانت معركة مناستير حيث انسحب بعدها ما تبقى من الجيش العثماني في فاردار إلى وسط ألبانيا.
[عدل]انتهاء الحرب
الأراضي العثمانية المستولى عليها والتي آلت إلى كل من بلغاريا صربيا اليونان الجبل الأسود
انهت معاهدة لندن الحرب البلقانية الأولى في 30 مايو عام 1913. فتم التنازل عن جميع الاراضي العثمانية التي تقع غرب خط أينوس-ميدا للاتحاد البلقاني، أعلنت المعاهدة أيضا قيام دولة ألبانيا المستقلة وكانت غالب الأراضي التي كانت مخصصة لتشكل الدولة الألبانية الجديدة يشغلها آنذاك إما اليونان أو صربيا، إلا أن الدولتان قامت بسحب قواتهما على مضض. بلغاريا لم تحل خلافاتها مع صربيا بشأن تقسيم شمال مقدونيا ومع اليونان على جنوب مقدونيا الأمر الذي دفع بلغاريا لتسوية الخلافات بالقوة ومهاجمة كل من اليونان وصربيا ونشوب حرب البلقان الثانية.
وعلى الرغم من نجاح الذي حققته دول اتحاد البلقان في الحرب إلا أن بلغاريا لم تكن راضية عن تسوية النهائية للحدود بينها وبين صربيا واليونان الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب البلقان الثانية إذ هاجمت بلغاريا كل من صربيا واليونان، ثم دخلت الحرب كل من رومانيا والدولة العثمانية والجبل الأسود ضد بلغاريا.
[عدل]الخلفية التاريخية
بعد إسقاط ثورة تركيا الفتاة في يوليو 1908 للسلطان عبد الحميد الثاني، ضمت الإمبراطورية النمساوية المجرية إقليم البوسنة والهرسك في أكتوبر 1908 في ما عـُرف بالأزمة البوسنية، ما دفع الحكومة الروسية في مارس 1912 لتشجع مملكتي صربيا وبلغاريا على توقيع معاهدة ثنائية تتضمن تعاونهما المشترك في حالة اعتداء دولة أوروبية كبرى على حدودهما، واستهدفت تلك المعاهدة السرية، التي اشترك في مفاوضاتها ممثلو روسيا في العاصمتَين البلقانيتَين، بلغراد وصوفيا، مواجهة الإمبراطورية النمساوية المجرية خشية أن تتكرر مأساة ضم البوسنة والهرسك؛ والرغبة في نصيب من ميراث الإمبراطورية العثمانية المتهالكة، وقد عقدت معاهدة مشابهة بين بلغاريا واليونان، في مواجهة الدولة العثمانية.[4]
وجاء في إحدى مواد المعاهدة:
"يتعهد الطرفان، الموقعان المعاهدة، بأن يؤيد أحدهما الآخر، بكل قّوته، لدى محاولة إحدى الدول الكبرى، ضم أو احتلال أي حدود من بلاد البلقان، الواقعة، حالياً، تحت الحكم العثماني".[4]
وفي مادة سرية أخرى، ملحقة بتلك المعاهدة، أعلن الطرفان أنه "في حالة حدوث أي اضطرابات داخلية في الدولة العثمانية، مما يعرض للخطر المصالح، القومية أو الوطنية، للدولتَين المتعاقدتَين، أو إحداهما؛ أو في حالة حدوث مصاعب، داخلية أو خارجية، في الدولة العثمانية، مما يعرض للخطر الحالة الراهنة، في شبه جزيرة البلقان، ويجب على الدولتَين المتعاقدتَين، أن تسارعا إلى تبادل الآراء، لاتخاذ الخطوات العاجلة لمنع الخطر".
وبعد إبرام تلك المعاهدات البلقانية، أصبح الموقف ينذر بالحرب، ولم يطل انتظار الحرب، بعد ذلك؛ إذ أعلنت كل من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، في 8 أكتوبر 1912، الحرب على الدولة العثمانية.[4]
[عدل]ميزان القوى
[عدل]الإمبراطورية العثمانية
السلطان محمد الخامس
البارجة خير الدين بارباروسا سفينة القيادة للأسطول العثماني
خارطة البلقان وأعمال القتال
بلغ عدد سكان الإمبراطورية العثمانية عام 1912 نحو 26,000,000 نسمة إلا أن 6,130,000 منهم كانوا يعيشون في الجزء الأوروبي من الإمبراطورية، ومن هذه العدد يشكل المسلمون 2,300,000 فيما كان الباقي من المسيحيين والذين لا يعدون صالحين للتجنيد.
وبسبب ضعف شبكة النقل لاسيما في الجزء الآسيوي كان من المؤمل أن يتم نقل القوات العثمانية من آسيا إلى جبهات القتال في أوروبا عن طريق البحر، وبسبب تواجد الأسطول اليوناني في بحر إيجة كان ذلك متعذرا.[5]
تعطلت القدرات العسكرية العثمانية بسبب الصراعات الداخلية الناجمة عن ثورة تركيا الفتاة والانقلابات المضادة للثورة بعد عدة أشهر في 1909 وحادثة 31 مارس، بذلت جهود لإعادة تنظيم الجيش من قبل البعثة الألمانية، لكن نتائجها لم تترسخ.[6] كان الجيش النظامي (النظامية) يتألف من فرق حسنة التدريب وذات تجهيز وتسليح جيد، ولكن وحدات الاحتياط (الرديف) لم تكن كذلك خصوصا في المدفعية، كما أنها أفتقرت إلى التدريب.
بلغ إجمالي القوات العثمانية قبل إعلان التعبئة العامة في أكتوبر 1912 نحو 336,742 جندي منهم 12,024 ضابط و 324,718 جندي إضافة إلى 2,318 مدفع و 388 مدفع رشاشة[7]
كان للعثمانيين ثلاثة جيوش في أوروبا هي جيش تراقيا (الجيش الأول) وجيش مقدونيا (الجيش الثاني) وجيش فاردار (الثالث) مع 1,203 قطعة مدفعية متحركة و 1,115 مدفع ثابت في موزعين في مناطق محصنة.[8] في مواجهة القوات اليونانية والصربية وقوات الجبل الأسود، وفي حين تواجد الجيش الأول في تراقيا وقد ضم ما لا يقل عن 115,000 جندي بمواجهة القوات البلغارية.[5]
انتشر الجيش الأول العثماني بقيادة ناظم باشا في تراقيا بمواجهة القوات البلغارية وقد ضم الجيش سبعة فيالق من المشاة في 12 فرقة مشاة نظامية و13 فرقة مشاة رديف وفرقة خيالة واحدة:
الفيلق الأول: 3 فرق مشاة
الفيلق الثاني: 3 فرق مشاة
الفيلق الثالث: 4 فرق مشاة
الفيلق الرابع: 3 فرق
الفيلق السابع عشر: 3 فرق مشاة
منطقة أدرنة الدفاعية: 6 فرق مشاة.
مفرزة كيركالي: فرقتا مشاة.
فرقة فرسان مستقلة ولواء خيالة.
مجموعة الجيوش الغربية (جيش مقدونيا وجيش فاردار): تألفت من عشرة فيالق من 32 فرقة مشاة وفرقتي خيالة.
جيش فاردار بمواجهة القوات الصربية، مقره في سكوبيه تحت قيادة زكي باشا مع 5 فيالق من 18 فرقة مشاة وفرقة خيالة ولوائين خيالة مستقلين:
الفيلق الخامس: 4 فرق مشاة
الفيلق السادس: 4 فرق مشاة
الفيلق السابع: 3 فرق مشاة
الفيلق الثاني: 3 فرق مشاة
فيلق السنجق: 4 فرق مشاة
فرقة خيالة مستقلة.
جيش مقدونيا المقر في سالونيك بقيادة علي رضا باشا، تألف من 14 فرقة في 5 فيالق، بمواجهة اليونان وبلغاريا والجبل الأسود.
بمواجهة القوات اليونانية تم نشر 7 فرق مشاة:
الفيلق الثامن: 3 فرق مشاة
فيلق يانيا: 3 فرق مشاة
فرقة مشاة من الرديف في سالونيك.
بمواجهة بلغاريا في جنوب شرق مقدونيا تم نشر فرقتين مشاة يشكلون فيلق أوستورما.
بمواجهة الجبل الأسود، 4 فرق مشاة تم نشرهم على الحدود المشتركة:
و وفقا للخطة التنظيمية فإن عدد قوات مجموعة الجيوش الغربية كان يفترض أن تضم 598,000 جندي. ولكن بطء إجراءات التعبئة وسوء كفاءة السكك الحديدية خفضت بشكل كبير أعداد القوات التي يمكن نقلها، وحين بدأت الحرب، لم يكن يتواجد سوى 200,000 جندي [8] على الرغم من الفترة اللاحقة شهدت مزيدا من الجنود الذين ألتحقوا بوحداتهم إلا إن مجموعة الجيوش الغربية لم تصل إلى قوتها الاسمية طوال الحرب بسبب خسائر الحرب.
حاولت الحكومة العثمانية جلب المزيد من القوات من سورية من فرق النظامية والرديفة [8] لكن حال دون وصول هذه التعزيزات سيطرة البحرية اليونانية، لذا كان على هؤلاء الجنود أن يصلوا عبر الطريق البري، وأكثرهم لم يصل إلى منطقة البلقان.
[عدل]بلغاريا
ملك بلغاريا فرديناند الأول
تمتلك بلغاريا الجيش الأكبر بين دول اتحاد البلقان حيث يبلغ تعداد جيشها العامل في سنة 1912 نحو 61,967 بين ضباط وجنود بينما يضم الجيش في احتياطه 343,343 فرد (وهم الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى 40 عاما وأنهوا فترة الخدمة العسكرية) وإضافة إلى ذلك تتواجد قوات تتنظم في الوحدات العسكرية المحلية في مجموعتين المجموعة الأولى للأعمار ما بين 41 و 43 سنة والمجموعة الثانية للأعمار ما بين 44 و 46 سنة وتضم المجموعة الأولى 52,752 فردا وفي المجموعة الثانية 17,270 فردا، العدد الكلي للقوات في الجيش البلغاري يبلغ 459,810 جنديا[9] من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 4,300,000 نسمة.[6]
التشكيلات العسكرية للجيش البلغاري هي 9 فرق مشاة وفرقة خيالة واحدة ويمتلك الجيش 1,116 قطعة مدفعية.[10] القائد العام للقوات المسلحة كان الملك فرديناند، تتألف كل فرقة مشاة بلغارية من الفرق التسعة على 3 ألوية من فوجين، كل فوج يضم 4 كتائب بمجموع 24 كتيبة لكل فرقة بما يصل إلى 30,000 جندي للفرقة الواحدة[11]
إلى جانب القوة البرية كان لدى بلغاريا قوة بحرية تضم 6 زوارق طوربيد اقتصرت مهامها على حماية المياه الإقليمية المطلة على البحر الاسود.[12]
ركزت بلغاريا قواتها على تراقيا ومقدونيا. ونشرت أغلب قواتها العسكرية في تراقيا، مشكلة من 3 جيوش.
الجيش الأول (79,370 جندي)، تحت قيادة فاسيل كوتنتشيف مؤلف من 3 فرق مشاة، تم نشرهم في جنوب ليامبول، مع اتجاه العمليات على طول نهر تُندزها.
الجيش الثاني (122,748 جندي) ،تحت قيادة نيكولا ايفانوف ،مؤلف من فرقتي مشاة ولواء مشاة واحد، تم نشرهم غرب الجيش الأول وكان مكلفا بالاستيلاء على قلعة أدرنة.
الجيش الثالث (94,884 جندي) تحت قيادة رادكو ديميتريف، تم نشره في شرق ووراء الجيش الأول ويتألف الجيش الثالث من 3 فرق مشاة.
الفرقة الثانية (49,180 جندي) والفرقة السابعة (48,523 جندي) كانت تؤدي أدوار مستقلة، وتعمل في تراقيا الغربية، ومقدونيا الشرقية على التوالي.
[عدل]صربيا
الملك بيتر ملك صربيا
ضم الجيش صربي حوالي 230,000 جندي (من أصل 2.912.000 هو عدد سكان صربيا آنذاك) وحوالي 228 مدفع، ينتظمون في 10 فرق مشاة، واثنين من الألوية المستقلة وفرقة خيالة، تحت قيادة وزير الحرب السابق رادومير بوتنيك.[6]
وكانت القيادة العسكرية الصربية قد أدركت أن أفضل موقع لمعركة حاسمة ضد القوات العثمانية في فاردار ستكون على هضبة أوفسي بوليي، قبل سكوبي وبالتالي، تم تشكيل القوى الرئيسية في ثلاثة جيوش من أجل المضي قدما نحو سكوبي، في حين ان لواء من الفرقة وكانت مستقلة للتعاون مع الجبل الأسود في سنجق نوفي بازار.
الجيش الأول (132,000 جندي) بقيادة الجنرال بيتار Bojović، وكان أقوى الجيوش عددا، وشكل قلب القوات الصربية المتقدمة نحو سكوبي. الجيش الثاني (74,000 جندي) كان يقوده ستيبانوفيتش، ويتألف من فرقة صربية وفرقة بلغارية. شكل الجناح الأيسر للجيوش الصربية، تقدم باتجاه Stracin. إدراج الفرقة البلغارية كانت وفقا لترتيبات ما قبل الحرب بين الجيوش الصربية والبلغارية، ولكن الفرقة البلغارية توقفت عن تنفيذ أوامر الجنرال ستيبانوفيتش بمجرد أن بدأت الحرب، فقط تلقت الأوامر من القيادة العليا البلغارية.
الجيش الثالث (76,000 جندي) كان يقوده بوزيدار يانكوفيتش، كان الجيش الثالث يشكل الجناح الأيمن للقوات الصربية، كانت مهمته الاستيلاء على كوسوفا ومن ثم الانضمام إلى الجيوش أخرى في المعركة المتوقعة في بوليي Ovče. كانت هناك قوات صربية في شمال غرب صربيا على امتداد الحدود النمساوية المجرية تألفت هذه القوات من جيش إيبار (25,000 جندي) تحت قيادة الجنرال ميخائيل Zhivkovich، ولواء جافور (12,000 جندي) تحت قيادة اللفتنانت كولونيل ميلوفيتش Andjelkovich.
[عدل]الجبل الأسود
لم يتجاوز عدد سكان مملكة جبل الأسود 250,000 نسمة إلا إن المملكة حشدت رغم ذلك ما يصل إلى 44,500 جندي في 4 فرق مشاة في كل فرقة 14,000 جندي، تسلح الجيش بـ 36,000 بندقية، 44 مدفع رشاش، 118 مدفع.
[عدل]اليونان
ملك اليونان جورج الأول
الطراد المدرع جيورجيوس أفيروف سفينة القيادة للأسطول اليوناني
يتألف الجيش اليوناني من 25,000 جندي يرتفع هذا العدد في أوقات الحرب إلى 110,000، فيما يبلغ تعداد سكان اليونان 2,666,000 نسمة، أمتلكت اليونان بحرية متفوقة، فمن بين دول بين جميع دول البلقان كانت اليونان الدولة الوحيدة التي تملك أسطولا يضم قطعا بحرية أكبر من زوارق الطوربيد والدولة الوحيدة القادرة على منع وصول التعزيزات العثمانية بحرا من آسيا إلى أوروبا، وهو ما صاغه السفير اليوناني في صوفيا خلال المفاوضات التي أدت إلى دخول اليونان في الاتحاد بقوله:
"إن اليونان يمكنها أن توفر 600,000 رجل للمجهود الحربي، 200,000 رجل في الميدان، وسيتمكن الأسطول اليوناني من منع انزال 400,000 جندي من قبل الدولة العثمانية ما بين سالونيك وجاليبولي.[12]
عندما بدأت الحرب. انتظمت القوات اليونانية في جيشين هما جيش ثيساليا وجبش إبيروس:
جيش ثيساليا بقيادة الأمير قسطنطين ضم الجيش 7 فرق مشاة وفوج خيالة و 4 كتائب مستقلة، بما يعادل حوالي 100,000 جندي. كان من المتوقع منه أن يتغلب على المواقع الحدودية المحصنة العثمانية والمضي قدما نحو مقدونيا، بهدف الاستيلاء على سالونيك ومناستير.
جيش إبيروس مؤلف من 10,000 إلى 13,000 جندي في ثماني كتائب تحت قيادة الفريق كونستانتينوس Sapountzakis، والتي تهدف للتقدم إلى ايبيروس. لكن ليس لديها أمل في الاستيلاء على العاصمة الحصينة يوانينا، مهمتها الأولى ببساطة تثبييت القوات العثمانية هناك حتى تصلها التعزيزات الكافية من جبش ثيساليا بعد أن يختتم عملياته.
كان لليونانيين بحرية حديثة نسبيا، عززت بشراء قطع بحرية جديدة، الوحدة الأساسية للأسطول اليوناني كان الطراد المدرع أفيروف الذي بني في 1910. وكان هناك أيضا 8 مدمرات حديثة بنيت في عام 1912 و 8 مدمرات أخرى بنيت في عام 1906. إضافة إلى السفن الأخرى الأقدم، وقد ضمنت هذه الأساطيل التفوق البحري للبحرية اليونانية في بحر إيجة[13] الجزء الأكبر من القوات البحرية كانت مخصصة لاسطول بحر إيجه، وضعت تحت قيادة الادميرال بافلوس Kountouriotis. باقي السفن عملت بتشكيلات عمل صغيرة من المدمرات وزوارق الطوربيد وكلفت بتطهير بحر إيجه والبحر الأيوني من السفن العثمانية الصغيرة.
[عدل]العمليات
بدأت حرب البلقان الأولى بعد أن أعلنت مملكة الجبل الأسود الحرب على العثمانيين في 8 أكتوبر 1912.
[عدل]مسرح العمليات البلغارية
خصصت القيادة العثمانية الجزء الأكبر من قواتها لجبهة مقدونيا فأبقت الجيش العثماني الأول في تراقيا فيما تواجدات مجموعة الجيوش الغربية في مقدونيا.
[عدل]الهجوم البلغاري
جندي بلغاري يتخطى مواقع الجيش العثماني
في جبهة تراقيا وضع الجيش البلغاري 346,182 جندي ضد الجيش العثماني الأول مع 105,000 الرجال في تراقيا الشرقية ومفرزة Kircaali من 24،000 الرجال في تراقيا الغربية.
القوات البلغارية تم تقسيمها إلى القوات التالية:
الجيش الأول بقيادة اللفتنانت جنرال فاسيل Kutinchev
الجيش الثاني بقيادة الجنرال نيكولا ايفانوف
الجيش الثالث بقيادة الجنرال رادكو ديميتريف
تألفت الجيوش البلغارية من 297.002 جندي في الجزء الشرقي و49,180 (33,180 جندي نظامي، و 16،000 جنود غير نظاميين) في الجزء الغربي.[14]
أول معركة واسعة النطاق وقعت ضد الخط الدفاعي في أدرنة- كيركلاريلي، حيث واجه الجيش الأول البلغاري والجيش الثالث البلغاري (174.254 بالمجموع) الجيش العثماني الأول (96.273 جندي)، [14][15] قرب Gechkenli، وSeliolu بترا. الفيلق الخامس عشر في العهد العثماني على وجه السرعة غادر المنطقة للدفاع عن شبه جزيرة جاليبولي لمواجهة هجوم برمائي متوقع من قبل اليوناني، والذي لم يتحقق أبدا [16] سبب غياب الفيلق الخامس عشر فراغا بين أردنة وذيذيموتيخو، فيما أنتقل للفيلق الرابع هناك ليحل محله. وبالتالي تمت إزالة اثنين من الفيالق العثمانية من تشكيل القوات العثمانية، على نحو سبب تقسيم جبهة ترافيا لجبهتين.[16] وكنتيجة لذلك
وعلى ذلك تم عزل وحصار حصن أردنة مع 61،250 جندي.[16] وكنتيجة أخرى لتفوق البحرية اليونانية في بحر ايجه هو أن القوات العثمانية لم تحصل على تعزيزات المتوقعة في خطط الحرب، ويتألف من السلك كذلك على أن يتم تحويلها عن طريق البحر من سوريا وفلسطين [17] وبالتالي للبحرية اليونانية لعبت دورا حاسما وإن كان غير مباشر في الحملة تراقيا، عن طريق تحييد ثلاثة فيالق، وجزءا كبيرا من الجيش العثماني، في كل مهمة افتتاح جولة جديدة من الحرب.[17]
بعد معركة كيركلاريلي قررت القيادة العامة البلغارية الانتظار لبضعة أيام، وهو القرار الذي سمح للأتراك أن يحتلوا موقعا دفاعيا جديدا وعلى الرغم من هذا، فإن الهجوم البلغاري بالجيش الأول والثالث اللذان يبلغان معا 107,386 جندي مشاة و3,115 من الخيالة، و 116 مدافع رشاشة و 360 قطعة مدفعية هزم تعزيزات القوات العثمانية المؤلفة من 126،000 مشاة و 3500 الفرسان، 96 رشاشات و 342 قطعة مدفعية [18] ووصلت القوات البلغارية إلى بحر مرمرة.
ونتيجة لذلك فقد دفع العثمانيين إلى أخر خط دفعي لهم عند تشاتالكا لحماية شبه الجزيرة التي تقع فيها إسطنبول، هناك نجحوا في تحقيق استقرار الجبهة بمساعدة تعزيزات جديدة من المقاطعات الآسيوية. الخط شيد خلال الحرب الروسية العثمانية لعام 1877 بموجب توجيهات من مهندس ألماني يعمل في الجيش العثماني يدعى فون بلوم باشا، إلا إن الخط كان مهملا في 1912.[19]،
في حين كانت قوات من الفرقة البلغارية الثانية في تراقيا 49,180 جندي قسممت ما بين هاسكوفو رودوب ومفارز، تقدما نحو بحر ايجه.
المفرزة العثمانية في كيركالي تألفت من 24,000 جندي تنتظم في فرقة مستحفظة وفرقة رديف من كيركالي الفوج 36 وكانت المفرزة مكلفة بالدفاع عن جبهة بطول 400 كيلومتر عبر سالونيك - أليكساندروبولي إلا أن المفرزو فشلت في الدفاع عن الخط، ففي 26 نوفمبر استسلم قائدها يافير باشا مع 10,131 ضابط وجندي للبلغار.
في 17 نوفمبر بدأ الهجوم البلغاري على خط تشاتالكا على الرغم من التحذيرات الواضحة من روسيا بانها ستهاجم بلغاريا إذا ما أحتلت إسطنبول، شنت بلغاريا هجومهما على طول الخط الدفاعي بـ 176,351 رجل يرافقهم 462 قطعة مدفعية ضد القوات العثمانية المؤلفة من 140,571 جندي و 316 قطعة مدفعية[20] إلا أن القوات العثمانية قد تمكنت من صد الهجوم.
أتفق في 3 ديسمبر على هدنة بين الدولة العثمانية وبلغاريا، ومثلت بلغاريا كل من صربيا والجبل الأسود، وبدأت مفاوضات السلام في لندن وشاركت اليونان أيضا في المؤتمر، لكنها رفضت الموافقة على الهدنة وأكملت عملياتها في قاطع إيبيروس. إلا أن المفاوضات توقفت عندما اسقطت حكومة كميل باشا من قبل حركة تركيا الفتاة بقيادة أنور باشا بأسطنبول، وعند انتهاء مدة الهدنة في 16 فبراير استؤنف القتال.
[عدل]سقوط أدرنة
جنود بلغار ينتظرون بداية الهجوم على أدرنة 1912
خلال حصار أدرنة سعت الدولة العثمانية إلى تخفيف الضغط على مدينة أدرنة المحاصرة فشنت هجومها على تشاتلكا في 20 فبراير وهجوم أخر جاليبولي فهاجمت قوات الفيلق العاشر التي وصلت بحرا القوات البلغارية بصحبت 19,858 جندي و 48 مدفع، وساهم في الهجوم أيضا حوالي 15,000 جندي مع 36 مدفع (جزء من 30,000 جندي عزلوا في شبه جزيرة جاليبولي) على بولاير في أقصى شرق شبه جزيرة جاليبولي.
كانت الهجمات مدعومة بنيران من السفن الحربية العثمانية، وكان العملية العسكرية تهدف على المدى الطويل تخفيف الضغط على أدرنة. فيما كان يواجه القوات العثمانية حوالي 10،000 جندي بلغاري مع 78 مدفع.[21] كانت القيادة العثمانية تجهل على الأرجح وجود الجيش الرابع البلغاري المشكل حديثا في المنطقة حيث ضم 92,289 جندي تحت قيادة ستيليان كوفاتشيف، تم الهجوم العثماني من قبل المدفعية البلغارية والأسلحة الرشاشة، وبحلول نهاية اليوم كلا الجيشين قد عاد إلى مواقعه الأصلية.
في تشاتلكا وجهت القوات العثمانية ضد الجيش البلغاري الأول والثالث، كان في البداية فقط كما شنت التسريب من جاليبولى - تشاركوي، تعلق باستمرار القوات البلغارية في الموقع. ومع ذلك، فقد أدى هذا النجاح غير المتوقع. في الشمال البلغار قد اضطروا إلى الانسحاب بعد حوالى 15 كم والى الجنوب لمسافة 20 كيلومترا إلى مواقعها الدفاعية الثانوية. مع انتهاء الهجوم الذي وقع في غاليبولي العثمانيين الغاء العملية، يترددون في مغادرة خط تشاتلكا، ولكن مرت عدة أيام قبل البلغار أدركت أن الهجوم قد انتهت. بحلول 15 فبراير الجبهة قد استقرت من جديد ولكن القتال على طول خطوط ثابتة استمرت حتى الهدنة. ويمكن للمعركة، والذي أسفر عن سقوط ضحايا البلغارية الثقيلة، ويمكن وصفها بأنها انتصار العثمانيين على المستوى التكتيكي، ولكن من الناحية الاستراتيجية كانت فاشلة، لأنها لم تفعل شيئا لمنع فشل جاليبولى - ساركوزى العملية أو تخفيف الضغط على أردنة.
تسبب فشل عملية تشاركوي-بولاير في تحديد مصير أردنة. ففي 11 مارس، بدأ الهجوم النهائي على حصن أدرنة بقيادة الجنرال جورجي فازوف فهاجم الجيش البلغاري الثاني بـ 153,700 جندي مع فرقتي مشاة صربيتين (47.275 جندي) المدينة التي استولي عليها في نهاية المطاف ولكن بثمن مرتفع: خسر البلغار 8,093 شخص ما بين قتلى وجرحى فيما تكبد الصرب 1,462 من قتلى وجرحى.[22] الاصابات العثمانية منذ بداية الحصار بلغت 13،000 قتل وعدد غير معروف من الجرحى و19,750 جندي أسير.[23] فيما بلغت خسائر القوات البلغارية طوال مدة الحصار 18,282.
[عدل]المسرح العمليات اليونانية
[عدل]الجبهة المقدونية
كلف الجيش الثاني بالدفاع على طول الجبهة اليونانية فتحشدت قطاعات ووحدات الجيش الثاني على طول الجبهة وأنتشرت قواته مناصفةً ما بين مقدونيا وإيبيروس، وقد تألف الجيش الثاني من 7 فرق مشاة وزعت بالتساوي ما بين الفيلق الثامن في مقدونيا (3 فرق) وفيلق يانينة في إيبيروس (3 فرق) وفرقة واحدة في سالونيك، في حين حشد الجيش اليوناني كامل قطاعاته العسكرية في جبهة مقدونيا مما أدى ذلك إلى استيلاء القوات اليونانية على سالونيك وخسارة الدولة العثمانية لمركز استراتيجي مهم للجبهات المقدونية الثلاث في وقت مبكر من الحرب.
في مقدونيا أكملت اليونان حشد 7 فرق مشاة ومع امتلاك زمام المبادرة وتحشد كافة القوات في جبهة مقدونيا عدا عدة كتائب مستقلة بالكاد تصل لحجم فرقة على جبهة إيبيروس منح ذلك كله الجيش اليوناني التفوق العسكري اللازم لمهاجمة الفيلق الثامن.[24]،
مع اعلان الحرب تقدم الجيش ثيساليا اليوناني بقيادة الأمير قسطنطين شمالا، ونجح في التغلب على المقاومة العثمانية في مضيق سارانتابورو. وبعد انتصار آخر بيانيتسا في 2 نوفمبر، استسلمت سالونيك وحاميتها من 26,000 فرد إلى اليونانيين في 9 نوفمبر.
اثنين من قيادات الفيالق (فيلق أوسترما والفيلق الثامن)، فرقتي من النظامية (الفرقة 14، الفرقة 22) وأربعة فرق من الرديف (سالونيك، والدراما، وNaslic وSerez) كل هذه الفرق خرجت من تشكيلات الجيوش العثمانية. بالإضافة إلى خسارة 70 قطعة مدفعية، و 30 مدفع رشاشة و70،000 بنادق (كانت سالونيك مستودع الأسلحة المركزي للجيوش الغربية). الأتراك يقدرون أن 15،000 من الضباط والجنود قتلوا خلال الحملة العسكرية في جنوب مقدونيا، ليصل مجموع الخسائر يصل إلى 41،000 جندي.[8] آخر نتيجة مباشرة كانت في أن سقوط سالونيك جعل مصير جيش فاردار الذي كان يقاتل الصرب في الشمال محاصر ومعزول من دون امدادات لوجستية وعمق للمناورة.
وبعد الاطلاع على نتيجة معركة جينيتسا، أرسلت القيادة العليا البغارية فورا الفرقة السابعة البلغارية إلى المدينة. إلا أن الفرقة وصلت إلى هناك بعد أسبوع، أي بعد يوم بعد استسلامها إلى اليونانيين. وحتى 10 نوفمبر، في المنطقة التي تحتلها اليونان قد توسعت إلى خط من بحيرة Doirani إلى Pangaion غرب جبل Kavalla.
في غرب مقدونيا سبب غياب التنسيق بين قيادات الجيش اليوناني والصربي نكسة لليونانيين بعد صادفت الفرقة الخامسة اليونانية خلال تقدمها لاحتلال بيتولا هجوما من الفيلق العثماني السادس في 15 نوفمبر 1912 وكان الفيلق السادس منسحبا إلى ألبانيا بعد أن هزم من قبل الجيش الصربي في معركة بريليب، كان وجود الفيلق مفاجئا لليونانيين مما تسبب لهزيمة القوات اليونانية وانسحابهم من المنطقة.
[عدل]جبهة إيبيروس
الجيش اليوناني في إيبيروس 1913
كانت أعداد القوات العثمانية في جبهة إبيروس تفوق اليونايين بكثير، إلا أن الموقف السلبي من العثمانيين مكن اليونانيين على استيلاء بريفيزا في 21 أكتوبر 1912، وواصلت القوات اليونانية تقدمها شمالا لاتجاه يوانينا.
في 5 نوفمبر نزلت قوة صغيرة من جزيرة كورفو واستولت على المنطقة الساحلية في هيمارا دون أن تواجه مقاومة كبيرة، [25]
في 20 نوفمبر دخلت القوات اليونانية المتواجدة في غرب مقدونيا كورتشي إلا أن القوات اليونانية في الجبهة إبيبيروس لم تشن هجوما ضد المواقع الدفاعية التي تحمي مدينة يوانينا، وبالتالي كان عليها أن تنتظر وصول تعزيزات من الجبهة المقدونية.[26]
بعد انتهاء حملة مقدونيا نقل جزء كبير من الجيش اليوناني إلى ايبيروس، حيث تولى ولي عهد قسطنطين نفسه القيادة هناك. ة قاد القوات اليونانية في معركة بيزاني تلاها سقوط يوانينا في 8 مارس بعد حصارها، وقد سمح سقوط يوانينا للجيش اليوناني مواصلة التقدم في إبيروس الشمالية إلى حيث توقف تقدمه، على الرغم من أن خط السيطرة الصربية كان قريبا جدا منه.
[عدل]العمليات البحرية
في البحر، أخذ الأسطول اليوناني زمام المبادرة منذ اليوم الأول للحرب. فخلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 20 ديسمبر 1912 كانت البحرية اليونانية ومفارز الجيش اليوناني قد بسطت سيطرتها على جميع الجزر العثمانية تقريبا من شرق وشمال بحر إيجة، وأنشأت قاعدة أمامية في جون مودروس بجزيرة يمنوس، مسطيرة بذلك على مداخل الدردنيل.
حقق الملازم أول نيكولاوس فوتسيس انتصارا معنويا كبيرا لليونان حينما أبحر في 8 نوفمبر بزورق طوربيد تحت جنح الظلام إلى مرفأ سالونيك ليغرق بارجة عثمانية كانت راسية في الميناء.
في بداية الحرب بقي الأسطول العثماني داخل الدردنيل، ولكن عندما بدأت الحرب البرية تأخذ منعطفا حاسما في غير صالح الجيش العثماني، مما يستدعي تعزيزات عاجلة إلى المسرح الأوروبي، حاول الأسطول العثماني دخول منطقة بحر إيجة في 16 ديسمبر ونشبت معركة الدردنيل البحرية بين الاسطول العثماني واليونانية إلا أن هزيمة الأسطول العثماني قد دفعته للتراجع إلى داخل الدردنيل.
وكاستعداد لمحاولة أخرى لكسر الحصار اليوناني، خططت القيادة البحرية العثمانية بالقيام بهجوم مضلل عن طريق إرسال الطراد حميدية بقيادة حسين رؤوف أورباي لتنفيذ غارة على السفن التجارية اليونانية في بحر إيجه، وكان من المأمول أن يدفع ذلك القيادة البحرية اليونانية إلى إرسال الطراد المدرع افيروف للحاق بالطراد حميدية حيث أن أفيروف هي السفينة اليونانية الوحيدة القادرة على اللحاق بالطراد حميدية ومجابهته، مما سيجعل الأسطول اليوناني المتبقي في حالة أضعف.
تسلل الطراد حميدية عبر الدوريات اليونانية وقصف مرفأ سيروس وأغرق سفينة تجارية راسية في الميناء قبل أن يغادر بحر ايجه متوجها للبحر الأبيض المتوسط، السلطات اليونانية أعطت الأوامر بالفعل للاحاق بـ حميدية إلا إن التخمين بوجود خطة العثمانية جعل قيادة البحرية ترفض وبعد أربعة أيام، خرج الأسطول العثماني من المضائق في 18 يناير إلا أنه مني بهزيمة أخرى، كانت هذه آخر محاولة للبحرية العثمانية لمغادرة الدردنيل، وبذلك تركت البحرية اليونانية مسيطرة على بحر إيجه.[27]
[عدل]مسرح عمليات صربيا والجبل الأسود
حقق الجيش الصربي تحت قيادة بوتنيك ثلاثة انتصارات حاسمة في فاردار مقدونيا، كان الهدف الأساسي للقوات الصربية في الحرب هو الاستيلاء على شمال مقدونيا، إضافة إلى ذلك أرسلت صربيا قواتها لمساعدة مملكة الجبل الأسود على الاستيلاء على مدينة سنجق كما ارسلت أيضا فرقتين لمساعدة البلغار في حصار أدرنة.
المعركة الأخيرة في حملة مقدونيا كانت معركة مناستير حيث انسحب بعدها ما تبقى من الجيش العثماني في فاردار إلى وسط ألبانيا.
[عدل]انتهاء الحرب
الأراضي العثمانية المستولى عليها والتي آلت إلى كل من بلغاريا صربيا اليونان الجبل الأسود
انهت معاهدة لندن الحرب البلقانية الأولى في 30 مايو عام 1913. فتم التنازل عن جميع الاراضي العثمانية التي تقع غرب خط أينوس-ميدا للاتحاد البلقاني، أعلنت المعاهدة أيضا قيام دولة ألبانيا المستقلة وكانت غالب الأراضي التي كانت مخصصة لتشكل الدولة الألبانية الجديدة يشغلها آنذاك إما اليونان أو صربيا، إلا أن الدولتان قامت بسحب قواتهما على مضض. بلغاريا لم تحل خلافاتها مع صربيا بشأن تقسيم شمال مقدونيا ومع اليونان على جنوب مقدونيا الأمر الذي دفع بلغاريا لتسوية الخلافات بالقوة ومهاجمة كل من اليونان وصربيا ونشوب حرب البلقان الثانية.