- الأربعاء ديسمبر 04, 2013 8:00 pm
#67779
الأهمية الاستراتيجية التي يشكلها مضيق البوسفور الواقع ضمن الحدود التركية ليست وليدة اليوم بل تمتد لقرون.. فأهمية هذا المضيق ترجع إلي حروب طروادة التي اندلعت عام ٣٩١١ قبل الميلاد، وارتباطه بالكثير من الأحداث الأسطورية والملاحم اليونانية.. وقد ازدادت الأهمية الاستراتيجية والتجارية لهذا الممر بازدهار مدينة بيزنطة ثم القسطنطينية ثم اسطنبول. ومضيق البوسفور، الذي كان يطلق عليه اليونانيون قديما اسم »ممر البقرة«، يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويعتبر مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارة آسيا وأوروبا، ويبلغ طوله ٠٣ كم. ويمثل المضيق صمام أمان لتركيا، التي يطلق عليها البعض دولة السلاطين، حيث تعتبر حركة السفن بالمضيق واحدة من أهم نقشاط الملاحة البحرية في العالم. ولقد كان هناك العديد من الأطماع في هذه المنطقة لاسيما لروسيا، التي استطاعت أن تسيطر علي الساحل الشمالي للبحر الأسود، وكسرت الاحتكار التركي لهذا البحر، ولكن اتفاقية كوتشك كينارجي عام ٤٧٧١ ضمنت لتركيا حق الملاحة في المضيق، وكان لهذا المضيق أهمية استراتيجية ايضا خلال الحرب العالمية الأولي، عندما تنبه الانجليز إلي المزايا التجارية والاستراتيجية، التي تتمتع بها تركيا نتيجة لتحكمها في مضيقي البوسفور والدردنيل. وقد أصر المنتصرون في الحرب العالمية الأولي علي فتح هذه المضايق أمام جميع السفن، وعدم تحصينها مرة ثانية. وقضت معاهدة »سيفر« ٠٢٩١ بضرورة نزع سلاح المضايق وبحر مرمرة والجزر الواقعة في مدخلهما من جهة الجنوب.
ولاشك أن منطقة البحر الأسود ومضيق البوسفور كانت جزءا من الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة.. ففي أعقاب إعلان الادارة الأمريكية عن إلغاء اتفاقية للتعان النووي المدني مع روسيا عام ٨٠٠٢، علي خلفية حرب القوقاز، تفاقمت الأزمة بين الطرفين، حيث حاولت أمريكا فرض همينتها البحرية من أجل الحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية. وتدير الحكومة التركية مضيق البوسفور، من خلال الاشراف عليه وتحديد رسوم عملية عبور السفن. وقد تبنت تركيا في الآونة الأخيرة خططا طموحة لتطوير مضيق البوسفور، بما في ذلك بناء جسر بتكلفة ٥٤.٢ مليار دولار، وهو الثالث في المضيق، كجزء من مشروع طريق شمال مرمرة السريع الممتد بطول ٤١٤ كم، والذي يتكلف ٥.٦ مليار دولار، إلي جانب حفر نفق تحت البحر في المضيق بتكلفة ٢.١ مليار دولار. وسوف يستغرق بناء الجسر المعلق ثلاث سنوات للبناء، واستعانت الحكومة التركية بعدد من الشركات الخاصة الأجنبية للاستثمار في منطقة المضيق وجلب الاستثمارات التي من شأنها العمل علي تطوير وزيادة الخدمات في هذه المنطقة. وأعطت الحكومة التركية حقوق امتياز تشغيل عدد من الجسور والطرق للقطاع الخاص من أجل جذب اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب.
ولاشك أن منطقة البحر الأسود ومضيق البوسفور كانت جزءا من الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة.. ففي أعقاب إعلان الادارة الأمريكية عن إلغاء اتفاقية للتعان النووي المدني مع روسيا عام ٨٠٠٢، علي خلفية حرب القوقاز، تفاقمت الأزمة بين الطرفين، حيث حاولت أمريكا فرض همينتها البحرية من أجل الحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية. وتدير الحكومة التركية مضيق البوسفور، من خلال الاشراف عليه وتحديد رسوم عملية عبور السفن. وقد تبنت تركيا في الآونة الأخيرة خططا طموحة لتطوير مضيق البوسفور، بما في ذلك بناء جسر بتكلفة ٥٤.٢ مليار دولار، وهو الثالث في المضيق، كجزء من مشروع طريق شمال مرمرة السريع الممتد بطول ٤١٤ كم، والذي يتكلف ٥.٦ مليار دولار، إلي جانب حفر نفق تحت البحر في المضيق بتكلفة ٢.١ مليار دولار. وسوف يستغرق بناء الجسر المعلق ثلاث سنوات للبناء، واستعانت الحكومة التركية بعدد من الشركات الخاصة الأجنبية للاستثمار في منطقة المضيق وجلب الاستثمارات التي من شأنها العمل علي تطوير وزيادة الخدمات في هذه المنطقة. وأعطت الحكومة التركية حقوق امتياز تشغيل عدد من الجسور والطرق للقطاع الخاص من أجل جذب اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب.