- الأربعاء ديسمبر 04, 2013 8:34 pm
#67804
يطرح حسم الغرب لموقفه تجاه الملف السوري بالتدخل عسكريا واتهام نظام الأسد بإبادة شعبه بالكيماوي انطلاقا من تقارير الاستخبارات الأمريكية حتى قبل إتمام بعثة الأمم المتحدة تحقيقاتها بريف دمشق العديد من سيناريوهات الحرب التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط المفتوحة على كل الاحتمالات من حرب إقليمية لإتمام مخطط إعادة رسم الشرق الأوسط الكبير إلى حرب عالمية ثالثة تنفجر شرارتها من بلاد الشام.
اصطفت القوى الغربية الفاعلة في المشهد الدولي في محورين واضحين تجاه التدخل العسكري في سوريا، فبينما تمسكت طهران بموقفها الرافض للحرب ودعمها الكامل والمباشر لسوريا خففت موسكو من حدة تصريحاته المهاجمة للعواصم الأوربية وواشنطن، مجددة رفضها للتدخل العسكري في سوريا، إلا أنها أكدت على لسان وزير خارجيتها أن روسيا لن تخوض الحرب مع أي أحد في حال نشوب حرب بالمنطقة بينما نسقت باريس ولندن وواشنطن مواقفها لتدخل باجتماعات مسؤوليها السياسيين بقادتها العسكريين لتنفيذ التدخل العسكري الغربي في سوريا.
حرب إقليمية بأبعاد عالمية..
وصف حسني عبيدي مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط بجنيف التدخل العسكري ضد سوريا والحرب القادمة في الشرق الأوسط بأول اختبار حقيقي وحاسم للإدارة الأمريكية في عهد أوباما ما يطرح عدة سيناريوهات للحرب القادمة تكون فيها القوى الدولية الفاعل الأول والحقيقي فيها، خاصة إدارة أوباما التي حاولت تجنب أي أزمة منذ دخول أوباما إلى البيت الأبيض، ولكن بالمقابل يصعب تسمية ما ستشهده منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة القادمة ببداية حرب عالمية، باعتبارها حرب إقليمية ولكن تبعاتها ستكون ثقيلة وستنقل عدواها إلى دول الجوار من لبنان والعراق وغيرها من دول المنطقة، خاصة في ظل التخوف الخليجي من التقارب الإيراني الأمريكي الموضوع على محك الحسم في الحرب القادمة ضد سوريا.
اعتبر فيصل جلول الخبير الجيواستراتيجي المعتمد في أكبر منظمات الدراسات السياسية والإستشرافية في دول الإتحاد الأوربي أن الغرب فصل في مواقفه بخصوص الملف السوري وحسم قراره بالتدخل عسكريا في سوريا وحسم قرار التدخل العسكري حتى دون موافقة مجلس الأمن بعد الإجهاض المتكرر لأي مشروع أممي للرد على نظام الأسد باستعمال روسيا لحق "الفيتو" إلا أن العواصم الغربية المؤيدة لموقف واشنطن لاتزال تضبط سيناريوهات وتوقيت الهجوم على سوريا، باعتباره هجوم دولي تشارك فيه عدة إدارات غربية تحتكم لمؤسساتها التشريعية.
وربط محدثنا طبيعة الحرب التي ستشهدها المنطقة بنوعية وطريقة التدخل العسكري الغربي في سوريا، موضحا أنه إذا كانت الهجمات استعراضية من أجل حفظ ماء الوجه الغربي عقب الموقف المحرج الذي وضعهم فيه نظام الأسد بإبادة شعبه بالكيماوي وخرق المواثيق الدولية وحقوق الإنسان فإنها ستكون حربا إقليمية تصدر العنف لدول الجوار وهذا ما تشهده حاليا لبنان من تفجيرات الفتنة وكذلك مصر والعراق، إلا أنه إذا كانت الهجمة الغربية ذات نوعية وألحقت خسائر كبيرة بالنظام السوري لحد إسقاطه فخسارة سوريا ستكون خسارة كبرى لحلفائها وفي مقدمتهم إيران وروسيا ما يدفع بالأمور لحرب عالمية محدودة.
ساعة الصفر للهجوم وسيناريوهات الحرب
واستطرد الخبير الجيواستراتيجي المقيم بين باريس ونيويورك حديثه حول حسم الغرب لقرار التدخل العسكري في سوريا بأن طريقة التدخل وطبيعة الهجوم لم تحدد بعد، كما أن توقيت ضرب سوريا لم يضبط بصورة نهائية، ففي حين يتحدث الفرنسيين عن تدخل عسكري خلال ساعات يتداول الإعلام الأمريكي تصريحات عن ضربات صاروخية عن بعد تستهدف 35 مركزا حساسا للنظام السوري خلال 3 أيام، إلا أنها تربط موعد بداية التدخل العسكري بقمة مجموعة العشرين المرتقبة منتصف شهر سبتمبر الداخل.
وقدّم حسني عبيدي المقيم بجنيف العديد من التصورات الأوربية والأمريكية للتدخل العسكري الغربي في سوريا من تكثيف تسليح المعارضة وبالأسلحة الثقيلة والمتطورة أو اللجوء إلى الطائرات بلا طيار والقصف الصاروخي عن بعد لمراكز حساسة للنظام وفرض حظر جوي، بالإضافة لإيجاد منطقة عازلة على الحدود الأردنية والتركية مع سوريا، مشيرا إلى أن ساعة الصفر للهجوم غير واضحة الآن، إلا أنها ستضبط عقاربها خلال الساعات القادمة مع اجتماع البرلمان البريطاني وإتمام هولاند للقاءاته التشاورية مع الأحزاب في فرنسا وضبط الإدارة الأمريكية لجميع أوراقها وملفاتها بخصوص الحرب القادمة.
ضربة لترويض "الأسد" أو إسقاطه..أم لتصفية الكتائب الإسلامية؟
وإن كانت سيناريوهات التدخل العسكري الغربي في سوريا وتفاصيله غير محسومة أو غير واضحة على الأقل للرأي العام الدولي فإن طبيعة وقوة الضربة العسكرية المرتقبة خلال الساعات القادمة، ستكشف عن الأهداف الحقيقية للغرب وراء التدخل العسكري في سوريا في هذا التوقيت بالضبط، وبعد سنتين من انفجار الأزمة السورية، خاصة في ظل تصريحات وبيانات الخارجية الأمريكية التي تؤكد أن واشنطن تسعى من التدخل العسكري لتأديب النظام السوري ولجمّه عقب استعماله للكيماوي حسب تقارير الاستخبارات الأمريكية بعد تصنتها على مسؤولين سوريين يؤكدون استعمالهم لأسلحة محظورة في ريف دمشق.
وشددت الخارجية الأمريكية أن هدف واشنطن ليس إسقاط نظام الأسد وإنما تأديبه لخرقه حظر استعمال الأسلحة الكيماوية ولجمه لعدم تكرار مجازر الإبادة بالأسلحة المحظورة باستهداف مباني رسمية ومواقع عسكرية يدير منها نظام الأسد حربه الكيماوية، إلا أن تصنيف مجلس الأمن الدولي للكتائب المقاتلة في الأراضي السورية التابعة لجبهة نصرة أهل الشام والدولة الإسلامية في العراق والشام ضمن التنظميات الإرهابية يبرر استهداف الصواريخ الأمريكية الأوربية لمواقع هذه الجماعات، إلا أن المحلل حسني عبيدي يستبعد استهداف التدخل العسكري الغربي على الأقل في الهجمة المرتقبة مواقع الكتائب الإسلامية لصعوبة تحديدها بعد انتشار الكتائب الإسلامية وتغلغلها في المعارضة المسلحة في سوريا بمختلف أشكالها من الجيش الحر وغيره.
بين تهديد واشنطن وتردد موسكو
وصف الخبير العالمي عبيدي تعويل أي دولة على الموقف الروسي بالخطأ الإستراتيجي فالتجارب السابقة على مدار ثلاثة عقود ومنذ الحرب الباردة أكدت أن موسكو تدافع عن حلفائها سياسيا وتدعمهم عسكريا ولوجستيكيا، إلا أنها لا تحارب معهم أو نيابة عنهم، مشيرا إلى أن التاريخ كشف أن المؤسسات الاقتصادية الروسية كانت السباقة لطرح استثمارات في العراق بعد سقوط بغداد رغم معارضة موسكو الشديدة للحرب على العراق قبيل سقوط بغداد، كما اعتبر أن الدعم الإيراني لسوريا أكبر بكثير من الدعم الروسي عسكريا وميدانيا ودمشق عوّلت على موسكو في مجلس الأمن الدولي واستعمالها حق الفيتو لحماية نظام الأسد، إلا أن هذه المرحلة انقضت وبدأت مرحلة الحسم.
وأوضح المحلل الجيواستراتيجي فيصل جلول أن موقف موسكو لم يتغير منذ الحرب الباردة فهي تدافع عن مصالحها الخارجية وحلفاءها سياسيا، ولكنها لا تحارب أبدا من أجل أي نظام غير النظام الروسي، وإن كانت تدعم حلفاءها وفي مقدمتهم سوريا عسكريا بالسلاح والدعم اللوجستيكي إلا أنها لا تخوض أي حرب، وهو ما تؤكده التصريحات الأخيرة للمسؤولين الروسيين الرافضين للحرب في سوريا والمحذرين لواشنطن والغرب، إلا أنهم يؤكدون أن روسيا لن تخوض حربا مع أحد وبالمقابل فالإدارة الأمريكية رغم تصعيد لهجة تهديداتها، إلا أنها لا تريد تكرار السيناريو العراقي والأفغاني في سوريا وتسعى لحرب بصفر خسارة.
المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر لـ"الشروق":
"الضربة العسكرية وشيكة وسنستغلها للإطاحة بالأسد"
لم نسلّم قوائم بالأهداف العسكرية الموالية للنظام الواجب استهدافها
أوضح المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، آن لا علاقة للجيش السوري الحر، بالضربة العسكرية التي يحضّر لها الغرب ضد بشار الأسد، ونبه إلى أن المعارضة ستعمل على الاستفادة من أي عامل يضعف الأسد.
وقال لؤي المقداد، في حديث مع "الشروق" أمس، "لم يجر تنسيق بين الجيش السوري الحر، والأطراف التي تحضّر لضرب نظام بشار الأسد، لكن سنعمل على أن يستفيد الجيش الحر من الثغرات والضعف الذي سيعتري بشار الأسد"، وأكد محدثنا أن الضربة العسكرية صارت في حكم الواقع، وقال "الضربة محسومة، أجرينا اتصالات مع العواصم الكبرى في الساعات القليلة الفائتة، وجرى إبلاغنا أن الضربة ستكون في أقرب وقت"، واستدرك "كل المعلومات والاتصالات تؤكد أن العملية ستنطلق، ومن هذا المنطلق سيستغل الجيش السوري الحر، الوضع العسكري الذي تخلفه العلميات العسكرية لتحقيق المزيد من الانتصارات"، وصنف لؤي مقداد، الاستثمار في الوضع الجديد بأنه "حق مشروع".
وإن أبدى المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، ارتياحا للضربة العسكرية وما ستحققه ميدانيا للجيش الحر، فإنه أظهر بعض الأسى، وذكر "كل صاروخ سيقع على أرضنا سوريا سيدمي قلوبنا، لكن بشار الأسد، هو وحده من يتحمّل الوضع الذي حصل بأرضنا سوريا، وهو من يتحمّل استجلاب الضربة العسكرية الأجنبية، وطالما حذّرنا ونبهنا لكن دون جدوى، لقد استمر في قمعه وعنجهيته وجرائمه في حق شعب البريء".
يطرح حسم الغرب لموقفه تجاه الملف السوري بالتدخل عسكريا واتهام نظام الأسد بإبادة شعبه بالكيماوي انطلاقا من تقارير الاستخبارات الأمريكية حتى قبل إتمام بعثة الأمم المتحدة تحقيقاتها بريف دمشق العديد من سيناريوهات الحرب التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط المفتوحة على كل الاحتمالات من حرب إقليمية لإتمام مخطط إعادة رسم الشرق الأوسط الكبير إلى حرب عالمية ثالثة تنفجر شرارتها من بلاد الشام.
اصطفت القوى الغربية الفاعلة في المشهد الدولي في محورين واضحين تجاه التدخل العسكري في سوريا، فبينما تمسكت طهران بموقفها الرافض للحرب ودعمها الكامل والمباشر لسوريا خففت موسكو من حدة تصريحاته المهاجمة للعواصم الأوربية وواشنطن، مجددة رفضها للتدخل العسكري في سوريا، إلا أنها أكدت على لسان وزير خارجيتها أن روسيا لن تخوض الحرب مع أي أحد في حال نشوب حرب بالمنطقة بينما نسقت باريس ولندن وواشنطن مواقفها لتدخل باجتماعات مسؤوليها السياسيين بقادتها العسكريين لتنفيذ التدخل العسكري الغربي في سوريا.
حرب إقليمية بأبعاد عالمية..
وصف حسني عبيدي مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط بجنيف التدخل العسكري ضد سوريا والحرب القادمة في الشرق الأوسط بأول اختبار حقيقي وحاسم للإدارة الأمريكية في عهد أوباما ما يطرح عدة سيناريوهات للحرب القادمة تكون فيها القوى الدولية الفاعل الأول والحقيقي فيها، خاصة إدارة أوباما التي حاولت تجنب أي أزمة منذ دخول أوباما إلى البيت الأبيض، ولكن بالمقابل يصعب تسمية ما ستشهده منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة القادمة ببداية حرب عالمية، باعتبارها حرب إقليمية ولكن تبعاتها ستكون ثقيلة وستنقل عدواها إلى دول الجوار من لبنان والعراق وغيرها من دول المنطقة، خاصة في ظل التخوف الخليجي من التقارب الإيراني الأمريكي الموضوع على محك الحسم في الحرب القادمة ضد سوريا.
اعتبر فيصل جلول الخبير الجيواستراتيجي المعتمد في أكبر منظمات الدراسات السياسية والإستشرافية في دول الإتحاد الأوربي أن الغرب فصل في مواقفه بخصوص الملف السوري وحسم قراره بالتدخل عسكريا في سوريا وحسم قرار التدخل العسكري حتى دون موافقة مجلس الأمن بعد الإجهاض المتكرر لأي مشروع أممي للرد على نظام الأسد باستعمال روسيا لحق "الفيتو" إلا أن العواصم الغربية المؤيدة لموقف واشنطن لاتزال تضبط سيناريوهات وتوقيت الهجوم على سوريا، باعتباره هجوم دولي تشارك فيه عدة إدارات غربية تحتكم لمؤسساتها التشريعية.
وربط محدثنا طبيعة الحرب التي ستشهدها المنطقة بنوعية وطريقة التدخل العسكري الغربي في سوريا، موضحا أنه إذا كانت الهجمات استعراضية من أجل حفظ ماء الوجه الغربي عقب الموقف المحرج الذي وضعهم فيه نظام الأسد بإبادة شعبه بالكيماوي وخرق المواثيق الدولية وحقوق الإنسان فإنها ستكون حربا إقليمية تصدر العنف لدول الجوار وهذا ما تشهده حاليا لبنان من تفجيرات الفتنة وكذلك مصر والعراق، إلا أنه إذا كانت الهجمة الغربية ذات نوعية وألحقت خسائر كبيرة بالنظام السوري لحد إسقاطه فخسارة سوريا ستكون خسارة كبرى لحلفائها وفي مقدمتهم إيران وروسيا ما يدفع بالأمور لحرب عالمية محدودة.
ساعة الصفر للهجوم وسيناريوهات الحرب
واستطرد الخبير الجيواستراتيجي المقيم بين باريس ونيويورك حديثه حول حسم الغرب لقرار التدخل العسكري في سوريا بأن طريقة التدخل وطبيعة الهجوم لم تحدد بعد، كما أن توقيت ضرب سوريا لم يضبط بصورة نهائية، ففي حين يتحدث الفرنسيين عن تدخل عسكري خلال ساعات يتداول الإعلام الأمريكي تصريحات عن ضربات صاروخية عن بعد تستهدف 35 مركزا حساسا للنظام السوري خلال 3 أيام، إلا أنها تربط موعد بداية التدخل العسكري بقمة مجموعة العشرين المرتقبة منتصف شهر سبتمبر الداخل.
وقدّم حسني عبيدي المقيم بجنيف العديد من التصورات الأوربية والأمريكية للتدخل العسكري الغربي في سوريا من تكثيف تسليح المعارضة وبالأسلحة الثقيلة والمتطورة أو اللجوء إلى الطائرات بلا طيار والقصف الصاروخي عن بعد لمراكز حساسة للنظام وفرض حظر جوي، بالإضافة لإيجاد منطقة عازلة على الحدود الأردنية والتركية مع سوريا، مشيرا إلى أن ساعة الصفر للهجوم غير واضحة الآن، إلا أنها ستضبط عقاربها خلال الساعات القادمة مع اجتماع البرلمان البريطاني وإتمام هولاند للقاءاته التشاورية مع الأحزاب في فرنسا وضبط الإدارة الأمريكية لجميع أوراقها وملفاتها بخصوص الحرب القادمة.
ضربة لترويض "الأسد" أو إسقاطه..أم لتصفية الكتائب الإسلامية؟
وإن كانت سيناريوهات التدخل العسكري الغربي في سوريا وتفاصيله غير محسومة أو غير واضحة على الأقل للرأي العام الدولي فإن طبيعة وقوة الضربة العسكرية المرتقبة خلال الساعات القادمة، ستكشف عن الأهداف الحقيقية للغرب وراء التدخل العسكري في سوريا في هذا التوقيت بالضبط، وبعد سنتين من انفجار الأزمة السورية، خاصة في ظل تصريحات وبيانات الخارجية الأمريكية التي تؤكد أن واشنطن تسعى من التدخل العسكري لتأديب النظام السوري ولجمّه عقب استعماله للكيماوي حسب تقارير الاستخبارات الأمريكية بعد تصنتها على مسؤولين سوريين يؤكدون استعمالهم لأسلحة محظورة في ريف دمشق.
وشددت الخارجية الأمريكية أن هدف واشنطن ليس إسقاط نظام الأسد وإنما تأديبه لخرقه حظر استعمال الأسلحة الكيماوية ولجمه لعدم تكرار مجازر الإبادة بالأسلحة المحظورة باستهداف مباني رسمية ومواقع عسكرية يدير منها نظام الأسد حربه الكيماوية، إلا أن تصنيف مجلس الأمن الدولي للكتائب المقاتلة في الأراضي السورية التابعة لجبهة نصرة أهل الشام والدولة الإسلامية في العراق والشام ضمن التنظميات الإرهابية يبرر استهداف الصواريخ الأمريكية الأوربية لمواقع هذه الجماعات، إلا أن المحلل حسني عبيدي يستبعد استهداف التدخل العسكري الغربي على الأقل في الهجمة المرتقبة مواقع الكتائب الإسلامية لصعوبة تحديدها بعد انتشار الكتائب الإسلامية وتغلغلها في المعارضة المسلحة في سوريا بمختلف أشكالها من الجيش الحر وغيره.
بين تهديد واشنطن وتردد موسكو
وصف الخبير العالمي عبيدي تعويل أي دولة على الموقف الروسي بالخطأ الإستراتيجي فالتجارب السابقة على مدار ثلاثة عقود ومنذ الحرب الباردة أكدت أن موسكو تدافع عن حلفائها سياسيا وتدعمهم عسكريا ولوجستيكيا، إلا أنها لا تحارب معهم أو نيابة عنهم، مشيرا إلى أن التاريخ كشف أن المؤسسات الاقتصادية الروسية كانت السباقة لطرح استثمارات في العراق بعد سقوط بغداد رغم معارضة موسكو الشديدة للحرب على العراق قبيل سقوط بغداد، كما اعتبر أن الدعم الإيراني لسوريا أكبر بكثير من الدعم الروسي عسكريا وميدانيا ودمشق عوّلت على موسكو في مجلس الأمن الدولي واستعمالها حق الفيتو لحماية نظام الأسد، إلا أن هذه المرحلة انقضت وبدأت مرحلة الحسم.
وأوضح المحلل الجيواستراتيجي فيصل جلول أن موقف موسكو لم يتغير منذ الحرب الباردة فهي تدافع عن مصالحها الخارجية وحلفاءها سياسيا، ولكنها لا تحارب أبدا من أجل أي نظام غير النظام الروسي، وإن كانت تدعم حلفاءها وفي مقدمتهم سوريا عسكريا بالسلاح والدعم اللوجستيكي إلا أنها لا تخوض أي حرب، وهو ما تؤكده التصريحات الأخيرة للمسؤولين الروسيين الرافضين للحرب في سوريا والمحذرين لواشنطن والغرب، إلا أنهم يؤكدون أن روسيا لن تخوض حربا مع أحد وبالمقابل فالإدارة الأمريكية رغم تصعيد لهجة تهديداتها، إلا أنها لا تريد تكرار السيناريو العراقي والأفغاني في سوريا وتسعى لحرب بصفر خسارة.
المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر لـ"الشروق":
"الضربة العسكرية وشيكة وسنستغلها للإطاحة بالأسد"
لم نسلّم قوائم بالأهداف العسكرية الموالية للنظام الواجب استهدافها
أوضح المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، آن لا علاقة للجيش السوري الحر، بالضربة العسكرية التي يحضّر لها الغرب ضد بشار الأسد، ونبه إلى أن المعارضة ستعمل على الاستفادة من أي عامل يضعف الأسد.
وقال لؤي المقداد، في حديث مع "الشروق" أمس، "لم يجر تنسيق بين الجيش السوري الحر، والأطراف التي تحضّر لضرب نظام بشار الأسد، لكن سنعمل على أن يستفيد الجيش الحر من الثغرات والضعف الذي سيعتري بشار الأسد"، وأكد محدثنا أن الضربة العسكرية صارت في حكم الواقع، وقال "الضربة محسومة، أجرينا اتصالات مع العواصم الكبرى في الساعات القليلة الفائتة، وجرى إبلاغنا أن الضربة ستكون في أقرب وقت"، واستدرك "كل المعلومات والاتصالات تؤكد أن العملية ستنطلق، ومن هذا المنطلق سيستغل الجيش السوري الحر، الوضع العسكري الذي تخلفه العلميات العسكرية لتحقيق المزيد من الانتصارات"، وصنف لؤي مقداد، الاستثمار في الوضع الجديد بأنه "حق مشروع".
وإن أبدى المنسق السياسي والإعلامي لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، ارتياحا للضربة العسكرية وما ستحققه ميدانيا للجيش الحر، فإنه أظهر بعض الأسى، وذكر "كل صاروخ سيقع على أرضنا سوريا سيدمي قلوبنا، لكن بشار الأسد، هو وحده من يتحمّل الوضع الذي حصل بأرضنا سوريا، وهو من يتحمّل استجلاب الضربة العسكرية الأجنبية، وطالما حذّرنا ونبهنا لكن دون جدوى، لقد استمر في قمعه وعنجهيته وجرائمه في حق شعب البريء".