- الأربعاء ديسمبر 04, 2013 8:54 pm
#67809
الإمام محمد أبو زهرة
الحق على لسان رجل
حظيت الدعوة الإسلامية طوال تاريخها الطويل برجال أشداء في الحق، متجردين في العمل، بارعين في مقارعة خصوم الإسلام الحجة بالحجة. من هؤلاء الشيخ محمد أبو زهرة الذي خاض معارك جمة من أجل..
حظيت الدعوة الإسلامية طوال تاريخها الطويل برجال أشداء في الحق، متجردين في العمل، بارعين في مقارعة خصوم الإسلام الحجة بالحجة.
من هؤلاء الشيخ محمد أبو زهرة الذي خاض معارك جمة من أجل الدفاع عن تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وتصدى لمشروعات تحديد النسل، وقوانين الأحوال الشخصية الوضعية، وسخر قلمه وفكره لمواجهة فتاوى إباحة الربا، ودعاة الإلحاد والإباحية في عهد شهدت فيه مصر الزخم الاشتراكي الذي حاولت السلطة أن تصبغ به كل نواحي الحياة، كما حاولت إسكات هذا الرجل الفذ باللين حينا، وبالشدة أحيانا دون جدوى؛ إذ كان لا يساوم على دينه، ولا يبيعه بعرض من الدنيا زائل.
لقد آتى الله هذا الرجل فصاحة في الحق، وبلاغة في الذود عن حياض الإسلام، أهلته لأن يقف صلبا في مواجهة السلطة في عصر أفرز عشرات من علماء السلطة الذين يدورون في فلكها، وركابها، ويروجون أفكارها.
فحين صدع ذات مرة برأي خالف هوى السلطة، دعاه الحاكم واتهمه بأنه إقطاعي يتكسب من وراء مؤلفاته، فرد عليه الشيخ أبو زهرة في جرأة صارمة: إنها مؤلفات كتبت لله، ولم تفرض على أحد، ولم تتول الدولة توزيعها قهرًا على المكتبات ودور الثقافة الحكومية لتسجن في الرفوف دون قارئ، وليكسب أصحابها من مال الدولة ما لا يحله الله.
وفي مناسبة أخرى دعي إلى مؤتمر افتتحه رئيس الدولة الداعية بكلمة عما سمي "اشتراكية الإسلام" ودعا العلماء المجتمعين إلى تأييد ما يذهب إليه، فتحير العلماء ولم يريدوا مجاهرته بما يرونه، إلا الشيخ أبو زهرة الذي طلب الكلمة في ثقة وقال: إننا نحن علماء الإسلام الذين يعرفون حكم الله في قضايا الدولة، ومشكلات الناس، وقد جئنا هنا لنصدع بما نعرف، فعلى رؤساء الدول أن يقفوا عند حدودهم، فيدعوا العلم إلى رجاله ليصدعوا بكلمة الحق، وقد تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس، فلنتق الله في شرع الله.
وقد فزع رئيس الدولة فطلب عالما يخالف الشيخ في منحاه فلم يجد، وفض المؤتمر بعد الجلسة الأولى.
رحم الله الشيخ العلامة أبا زهرة الذي صان علمه عن الزيغ، وحصن فكره ضد المنافع الشخصية، ولم يخش في الحق لومة لائم.
أبو زهرة في سطور:
- محمد أحمد مصطفي أبو زهرة (1316ه- - 1394ه-) (1898 - 1974م).
- من مواليد المحلة الكبرى إحدى مدن محافظة طنطا - بالوجه البحري بمصر.
- حصل على عالمية القضاء الشرعي مع درجة أستاذ بتفوق عام 1343هـ - كما حصل على معادلة دار العلوم.
- عمل مدرسا للعلوم الشرعية والعربية في كليتي دار العلوم وأصول الدين بجامعة الأزهر والحقوق بجامعة القاهرة.
- شغل منصب أستاذ محاضر للدراسات العليا بالجامعة عام 1354 - 1935 وعضو المجلس الأعلى للبحوث العلمية ورئيس قسم الشريعة ووكيل كلية الحقوق ومعهد الدراسات الإسلامية.
- من مؤلفاته:
محاضرات في تاريخ المذاهب الإسلامية - محاضرات في النصرانية - خاتم النبيين - الأحوال الشخصية وأصول الفقه - العلاقات الدولية في الإسلام - تاريخ الجدل في الإسلام - موسوعة الفقه الإسلامي - التكافل الاجتماعي في الإسلام - الخطابة في المجتمع الإسلامي - الوحدة الإسلامية وغيرها.
قالوا عن الشيخ أبو زهرة :
- كان الشيخ أبو زهرة مفزع أهل العلم في كل مشكلة تعن، وكان له من رسوخ القدم ونفاذ البصيرة وبلاغة اللسان وقوة الحجة ما يجعل أشد الناس معارضة له يكبرون فقهه، ويجلون اتجاهه.
د. محمد رجب البيومي في كتابه (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين).
- في وجه الغمط والتجاهل نقول نحن عن الشيخ محمد أبو زهرة: إنه أمام من الأئمة، إمام وثيق في فقهه، دقيق في علمه.
- إن الرجل الذي رمق بازدراء الساسة المستبدين، وأدار وجهه عنهم مستغنيا متأبيا ينبغي أن يكون أسوة حسنة لعلماء هذا العصر إن بقي منهم أحد.
الحق على لسان رجل
حظيت الدعوة الإسلامية طوال تاريخها الطويل برجال أشداء في الحق، متجردين في العمل، بارعين في مقارعة خصوم الإسلام الحجة بالحجة. من هؤلاء الشيخ محمد أبو زهرة الذي خاض معارك جمة من أجل..
حظيت الدعوة الإسلامية طوال تاريخها الطويل برجال أشداء في الحق، متجردين في العمل، بارعين في مقارعة خصوم الإسلام الحجة بالحجة.
من هؤلاء الشيخ محمد أبو زهرة الذي خاض معارك جمة من أجل الدفاع عن تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وتصدى لمشروعات تحديد النسل، وقوانين الأحوال الشخصية الوضعية، وسخر قلمه وفكره لمواجهة فتاوى إباحة الربا، ودعاة الإلحاد والإباحية في عهد شهدت فيه مصر الزخم الاشتراكي الذي حاولت السلطة أن تصبغ به كل نواحي الحياة، كما حاولت إسكات هذا الرجل الفذ باللين حينا، وبالشدة أحيانا دون جدوى؛ إذ كان لا يساوم على دينه، ولا يبيعه بعرض من الدنيا زائل.
لقد آتى الله هذا الرجل فصاحة في الحق، وبلاغة في الذود عن حياض الإسلام، أهلته لأن يقف صلبا في مواجهة السلطة في عصر أفرز عشرات من علماء السلطة الذين يدورون في فلكها، وركابها، ويروجون أفكارها.
فحين صدع ذات مرة برأي خالف هوى السلطة، دعاه الحاكم واتهمه بأنه إقطاعي يتكسب من وراء مؤلفاته، فرد عليه الشيخ أبو زهرة في جرأة صارمة: إنها مؤلفات كتبت لله، ولم تفرض على أحد، ولم تتول الدولة توزيعها قهرًا على المكتبات ودور الثقافة الحكومية لتسجن في الرفوف دون قارئ، وليكسب أصحابها من مال الدولة ما لا يحله الله.
وفي مناسبة أخرى دعي إلى مؤتمر افتتحه رئيس الدولة الداعية بكلمة عما سمي "اشتراكية الإسلام" ودعا العلماء المجتمعين إلى تأييد ما يذهب إليه، فتحير العلماء ولم يريدوا مجاهرته بما يرونه، إلا الشيخ أبو زهرة الذي طلب الكلمة في ثقة وقال: إننا نحن علماء الإسلام الذين يعرفون حكم الله في قضايا الدولة، ومشكلات الناس، وقد جئنا هنا لنصدع بما نعرف، فعلى رؤساء الدول أن يقفوا عند حدودهم، فيدعوا العلم إلى رجاله ليصدعوا بكلمة الحق، وقد تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس، فلنتق الله في شرع الله.
وقد فزع رئيس الدولة فطلب عالما يخالف الشيخ في منحاه فلم يجد، وفض المؤتمر بعد الجلسة الأولى.
رحم الله الشيخ العلامة أبا زهرة الذي صان علمه عن الزيغ، وحصن فكره ضد المنافع الشخصية، ولم يخش في الحق لومة لائم.
أبو زهرة في سطور:
- محمد أحمد مصطفي أبو زهرة (1316ه- - 1394ه-) (1898 - 1974م).
- من مواليد المحلة الكبرى إحدى مدن محافظة طنطا - بالوجه البحري بمصر.
- حصل على عالمية القضاء الشرعي مع درجة أستاذ بتفوق عام 1343هـ - كما حصل على معادلة دار العلوم.
- عمل مدرسا للعلوم الشرعية والعربية في كليتي دار العلوم وأصول الدين بجامعة الأزهر والحقوق بجامعة القاهرة.
- شغل منصب أستاذ محاضر للدراسات العليا بالجامعة عام 1354 - 1935 وعضو المجلس الأعلى للبحوث العلمية ورئيس قسم الشريعة ووكيل كلية الحقوق ومعهد الدراسات الإسلامية.
- من مؤلفاته:
محاضرات في تاريخ المذاهب الإسلامية - محاضرات في النصرانية - خاتم النبيين - الأحوال الشخصية وأصول الفقه - العلاقات الدولية في الإسلام - تاريخ الجدل في الإسلام - موسوعة الفقه الإسلامي - التكافل الاجتماعي في الإسلام - الخطابة في المجتمع الإسلامي - الوحدة الإسلامية وغيرها.
قالوا عن الشيخ أبو زهرة :
- كان الشيخ أبو زهرة مفزع أهل العلم في كل مشكلة تعن، وكان له من رسوخ القدم ونفاذ البصيرة وبلاغة اللسان وقوة الحجة ما يجعل أشد الناس معارضة له يكبرون فقهه، ويجلون اتجاهه.
د. محمد رجب البيومي في كتابه (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين).
- في وجه الغمط والتجاهل نقول نحن عن الشيخ محمد أبو زهرة: إنه أمام من الأئمة، إمام وثيق في فقهه، دقيق في علمه.
- إن الرجل الذي رمق بازدراء الساسة المستبدين، وأدار وجهه عنهم مستغنيا متأبيا ينبغي أن يكون أسوة حسنة لعلماء هذا العصر إن بقي منهم أحد.