أتاتورك
مرسل: الأربعاء ديسمبر 04, 2013 9:27 pm
مصطفى كمال اتاتورك هو ابن لأب يدعى على رضا افندى المولود في كوجاجيك عام 1839 [4] ؛ تنتمى عائلته ل الآفرانتولار[5][6][7][8]أو لإحدى العشائر التركية التي هاجرت إلى الاناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر[9][10][11][12][13]، ثم استقرت في سلانيك [14]وهناك عمل "على رضا افندى " موظف في الجمارك وتاجر أخشاب [15]. كان على رضا ملازم (رتبة عسكرية) في الوحدات العسكرية المحلية اثناء حرب 93 التي دارت بين عامى 1877 و 1878 . وهذا يصنف عائلة اتاتورك ضمن النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية آنذاك [16]. وفى عام 1871 ، تزوج "على رضا أفندي " بالسيدة " زبيدة "[17]ابنة لعائلة ريفية ؛ قد ولدت في لانجازا التي تقع غرب سالونيك في عام [18]1857[19]. ولد مصطفى كمال اتاتورك - ذلك الأبن الريفى – في سلانيك عام 1881 ميلادياً[20]. كان لديه خمسة اشقاء هم فاطمة ، و عمر ، وأحمد ،و نجية ،و مقبولة ، توفوا جميعاً في سن صغير عدا مقبولة [21].عند بلوغ مصطفى كمال السن الدراسي نشب خلاف بين والده ووالدته بشأن تحديد أى مدرسة سيلتحق بها .فكانت والدته تريد أن يلتحق بمدرسة "حافظ محمد أفندى" ، أما والده فكان يرغب في أن يلتحق بمدرسة شمس افندى الذي كان لديه رؤى جديدة في مجال التعليم في ذلك الحين [22].وفى النهاية التحق مصطفى كمال بمدرسة الحى ، وبعد مرور عدة أيام انتقل إلى مدرسة شمس افندى [23] ظل اتاتورك طوال حياته يعترف بجميل ابيه لاتخاذه مثل هذا القرار حيث اختياره لمدرسة" شمس افندى"[24]. وفى عام 1888 فقد والده [25]، فقبع بجانب أخيه حسين- الاخ الغير شقيق من أمه – في مزرعة " رابلا"[26] منغمساً في أعمال المزرعة ، تاركاً تعليمه [27]؛ ومن ثم قررت والدته العودة إلى سالونيك وأن يُكمل اتاتورك تعليمه هناك[28] .وفى سلانيك تزوجت زبيدة هانم بموظف جمرك يدعى "رجب بى"[29].فالوالد في عام 1878 كان قد استاجر منزل قائم بشارع اصلاح خان –حى كوجا قاسم باشا كى يتزوج للمرة الثانية ؛ ذلك المنزل كان قد بُنى عام 1870 على يد مدرس رودوسلى الجنسية وهو الحاج محمد وقفى.إلا ان عقب وفاة والده ، انتقل مصطفى كمال وعائلته لمنزل صغير ذات طابقين وثلاث حجرات ومطبخ[30].التحق مصطفى كمال اتاتورك بالمدرسة الرشدية المدنية بسالونيك ،تلك المدرسة العلمانية رمز البيوقراطية[31] .وفى عام 1893 التحق بمدرسة الرشدية العسكرية ، - رغم اعتراض والدته-حيث اعجابه بزى العسكرى للتلاميذ في مدرسة محى الدين[32]. وفى هذه المدرسة لقبه معلم الرياضيات " مصطفى صبرى بيه "باسم كمال ؛ ذلك اللقب الدال على النضخ والكمال[33]. كما كان لمعلم اللغة الفرنسية( ناقى الدين بيه ) اثر عظيم في تبلور الفكر الحر لذلك الشاب – اى مصطفى كمال اتاتورك-. كان مصطفى كمال اتاتورك يرغب في الالتحاق بمدرسة القللى الثانوية العسكرية ، إلا انه التحق بالمدرسة الرهبانية الثانوية العسكرية بتوصيةحسن بى الضابط السلانيكى الذي كان بمثابة اخ اكبر له .وفى الفترة مابين عام 1896 حتى عام 1899،تلك الفترة التي قبعهافى تلك المرسة ، كان لمعلم التاريخ " محمد توفيق بى"اثر عظيم عليه ؛ حيث احاطته بكل مايثير شغفه نحو معرفة التاريخ [34].وفى عام 1897 بدءت حرب بين الدولة العثمانية واليونان فأراد مصطفى كمال التطوع فيها لكن ذلك لم يتحقق؛ لكونه طالب في المرحلة الثانوية وسنه لم يتخطى السادسة عشر عاما .انهى المرحلة الثانوية بتفوق ؛ حيث احتل المركز الثانى على مستوى المدرسة[35]. وفى الثالث عشر من مارس 1899 [36][37]، التحق بالمدرسة الحربية وفى الحادى عشر من يناير 1905 تخرج برتبة رئيس اركان حرب مواصلا التعلم في مدرسة اركان حرب( الاكاديمية الحربية)[38]
وفى تلك الأثناء في الثامن والعشرين من يوليو عا م1914 بدءت الحرب العالمية الاولى ودخلت الدولة العثمانية في حرب منذ التاسع والعشرين منذ اكتوبر 1914 .وفى العشرين من يناير عام 1915 عُين مصطفى كمال لقائد للفرقة 19 التي كانت ستؤسس في منطقة تك فور داغ بقيادة الفيلق الثالث[58] . ظلت الفرقة 19 فرقة احتياطية في منطقة "اجا آبط " بقرار من قيادتها وذلك في الثالت والعسرين من مارس عام 1915. في الخامس والعشرين من ابريل عام 1915 اندلعت حرب تشاناك قالابسبب التصريحات التي اعلنها ائتلاف الدول تجاه جلى بولو ياردم اداوبناء على هذا النجاح نال تقدير المشير اوتوليمان فون سان درس قائد الجيش الخامس ،و حصل على رتبة اميرالاى في الحادى من يونيه عام 1915[59]. عقب الهجوم الذي شنه الانجليز على مدينة "سوفلا كورفاز" في شهر اغسطس، قام "اوتوليمان " بتسليم قائدهم في مساء الثامن من الشهر نفسه ذلك القائد المحتل لمنطقة "آنافارتالار".وفى التاسع والعاشر من اغسطس احرز نصراً لهذه المنطقة .وعقب ذلك النصر توالت انتصارات آخرى ؛ حيث الانتصار في موقعة "كريتش تابا" في السابع عشر من اغسطس، و الانتصار في معركة "آنافارتالار" في الحادى والعشرين من الشهر نفسه . صورت صحافة استانبول للعامة أن كلاً من الميرالاى مصطفى كمال بى و روشن اشرف بى هما بطلا معركة" آنافارتالار".في الرابع عشر من يناير عام 1916 عُين قائد الفيلق السادس عشر ، ذلك الفيلق الذي اُرسل من "جلى بولو" إلى "ادرنا". وخلال الشهرين الذان قبعا فيهما في "ادرنا" عمل على تمويل الفيلق واسترداد قواه وتدريبه .وفى السادس عشر من فبراير قامت القوات العسكرية الروسية الموجودة على الجبهة الشرقية بصد هجوم الجيش الثالث العثمانى ، والاستيلاء على ارذروم ، اما في الثالث عشر من مارس احتلت مدن آخرى مثل "بليتس – موش- فان- هاككارى ". في الخامس عشر من مارس اُرسل الفيلق الثالث إلى ديار بكر برئاسة العقيد مصطفى كمال لدعم الجيش الثالث.حمل مصطفى كمال على عاتقيه مسئولية كبرى نظراً لرتبته ،واثناء تواجده في ديار بكر في الحادى من ابريل 1916 حصل على رتبة فريق كترقية ،ونال لقب باشا. اصدر مصطفى كمال امراً بالتراجع التكتيكى ( وفقاً لخطه تكتيكية ) . وبهجوم مفاجىء حرر منطقة موش من احتلال القوات الروسية وحقق السيادة الاستراتيجية للقوات العسكرية العثمانية ؛ ولاحراز هذا النصر على جبهة كافكاس نال مصطفى كمال ميدالية السيف الذهبية . وفى شهر اغسطس حرر منطققتى موش وبليتس من الاحتلال كاملاً ( بشكل تام )[60] . اثناء تواجد مصطفى كمال في ديار بكر، اصدرامراً بشن انقلاب ضد حكومة يعقوب جميل ، و كان هذا الأمر بمثابة القضاء على الحرب. فالطريق الوحيد للتحرر هو الضغط على حكومة بابى على وتغير وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية وذلك بإحداث انقلاب ضد الحكومة وجعل مصطفى كمال وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية في آن واحد . واخبر احدهم انور باشا بتلك المؤامرة،وبناءً على ذلك قُتل يعقوب جميل رمياً بالرصاص. ويذكر مصطفى كمال في مذكراته التي سردها ل"فالح رفقى آتاى" رئيس احدى الفرق العسكرية في ذللك الوقت : "شُنق يعقوب جميل ؛ والسبب أنه قال لاسبيل للتحرر طالما انى لست وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية ،ولهذا قمت بمعاقبته كأول عمل اقوم به عند ذهابى إلى استانبول. ليتنى رجل تبوء رئاسة السلطة من قبل هذا وأمثاله ،لكنى لم اكن هذا الرجل"[61] . وفى يونيو عام1918 ذهب إلى فينا وكارل سباد متلقياً العلاج هناك .اما في الثانى من اغسطس عاد إلى استانبول وذلك اثر وفاة السلطان محمد رشاد واعتلاء فهد الدين العرش. وفى الخامس عشر من الشهر نفسه اُرسل إلى الجبهة الفلسطينية بإعتباره قائد الجيش السابع وعقب ذلك صار المرافق العسكرى للسلطان .وفى العشرين من ديسمبر عام 1918 أعرب مصطفى كمال باشا عن رغبته في عقد هدنة ، موضحاً ذلك في تلغراف أرسله إلى ناجى بى المرافق العسكرى للسلطان وهد الدين معلناً فيه أن جماعة جيوش يلدرم لن تبقى الدرع الاساسى في الحرب بالإضافة إلى رغبته في أن يوكل نفسه في الحكومة الجديدة وزيراً للحربية و نائب للقائد الاعلى. وعقب ذلك في السادس من اكتوبر تخلى عن قيادة الجيش السابع. في التاسع عشر من ديسمبر شنت قوات الأحتلال البريطانية (الانجليزية )بقيادة ادمُند آالِنبى هجوماً ؛ مما اثقل العبء على الجيش الثالث أحد جيوش جماعة يلدرم . وفى الحادى من اكتوبر استولوا على الشام ، وفى الخامس والعشرين من الشهر نفسه احتلوا حلب أيضاً . ردع مصطفى كمال الجيوش البريطانية في حلب ونجح في انشاء خط دفاع . في الثالثين من اكتوبر عام 1918 وقّع هدنة مندروس ، وفى ظهيرة اليوم التالى أقام مسيرة . وبتطبيق المادة التاسعة عشر من عقد صلح مندورس ،كُلف مصطفى كمال باشا برئاسة مجموعة جيوش يلدرم بعد أن نُزعت رئاستها من قائدها السابق اتوليمان فون ساندرس إلا أن في السابع من نوفمبر أُلغى الجيش السابع ومجموعة جيوش يلدرم[62]. وفى العاشر من أكتوبر عام1918 انطلق من ادانا إلى استانبول تاركاً قيادة وحدات يلدرم العسكرية إلى نهاد باشا قائد الجيش الثانى، وفى الثالث عشر من نوفمبر وصل إلى محطة حيدر باشا القائمة في استانبول.وأثناء عبوره من حيدر باشا إلى استانبول رآى الاساطيل الحربية للعدو في المضيق ، فقال عبارته الشهيرة "سيعودون بخقى حنين" (سيعودون كما جاؤا). اصدر فتحى بى برفقة كلاً من احمد عزت باشا واحمد توفيق باشا جريدة المنبر ذات الرأى المعارض وذلك لمباشرة الأوضاع السياسية.
انتهت حرب الاستقلال بميثاق لوزان الذي عُقد في الرابع والعشرين من يوليو عام 1923 [67]. اصبح هذا الميثاق قيد التنفيذ بميثاق سفر ، وطبقاً لنصوص ميثاق لوزان اُسست الجمهورية التركية . وعقب الصراع القومى ظهر في تركيا ادارة يرئسها زعيمين [68].الف مجلس الشعب التركى الخلافة العثمانية في الحادى من نوفمبر عام 1922 ، وبذلك قضت على الكيان القانونى لحكومة استانبول حيث اقصاء فهد الدين عن العرش. اثناء لقاءٍ صحفى مع " عزمت هونكار " في قصره في السادس عشر من يناير عام 1923 ، طُرح عليه قضية الأكراد التي تناولها الكاتب الصحفى احمد امين بى بجريدة الوقت ، فرد-بحذر لانه لم يكن على علم بالوضع الخاص للأكراد-قائلاً" بإعتبار أن الجنس الكردى جنس قائم بذاته ،وطبقاً لنصوص القانون الاساسى لدينا فإنهم يشكلون حكماً ذاتى محلى [69]. في الثامن من ابريل عام 1923 حدد مصطفى كمال اتاتورك قواعد دستور"دوكوز عمدة " و اسس الحزب الشعبى التي كانت حجر الاساس للنظام الجديد [70].كان للحزب الشعبى الحق في المشاركة في انتخابات المجلس الثانى الذي عُقد في ابريل. حدد مصطفى كمال مرشحى الحزب بصفته الرئيس العام له . تبوء فتحى بى منصبى رئيس الوزراء ، ووزير الداخلية في نفس اليوم من الخامس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 ، إلا أنه اشار إلى أنه ترك منصب وزير الداخلية . احتل أيضاً على فؤاد باشا رئاسة المجلس في اليوم نفسه ، إلا أنه انفصل عن منصبه لتعينه مفتش للجيش. حصل نائبى الشعب المعارضين لمصطفى كمال الانتخابات التي عقدت لهاتين المقعدين .فتم اختيار رؤوف بى لمنصب رئاسة المجلس الثانى ، وسابط بى لمنصب رئاسة وزارة الداخلية. في السادس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 طلب مصطفى كمال – الذي لم يسعد من هذا الوضع – من رئيس الوزراء فتحى بى أن يُقيل الحكومة بإستثناء رئيس اركان حرب فوزى باشا ، كما أمر بعدم قبول المستقيلين في اى منصب حتى لو تم اختيارهم مرة آخرى . وبالتالى ظهرت ازمة في الحكومة . وأعلن أن أعضاء مجلس الوزراء الجدد سيتم اختيارهم يوم التاسع والعشرين من اكتوبر. وطبقاً لهذه التطورات قرر مصطفى كمال حل الوضع من جذوره ؛ ففى ليلة الثامن والعشرين من اكتوبر لعام 1923 دعا عصمت باشا وبعض الشخصيات إلى اجتماع في تشانكايا واعرب قائلآ " سنُعلن اقامة الجمهورية غداً " ،وبعد انصراف المدعوين ابقى عصمت باشا واعدوا معاً لائحة من شأنها احداث تغير في تشكيل القانون الاساسى . وفى يوم الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر عام 1923 عقد في مقر الحزب الشعبى اجتماع لمناقشة كيفية تأسيس مجلس وزراء. وعندما فشلت المساعى لحل المشكلة ، اضطر مصطفى كمال عرض افكاره ،فأوضح أن الطريق الآمن لعبور هذه الأزمة هو تغير الدستور. قدم مصطفى كمال للحزب الشعبى خطة من شأنها اعلان الجمهورية.وبعد قبول رئاسة الحزب الخطة (المشروع) عقدت اللجنة العامة للمجلس الشعب التركى اجتماعاً في الساعة السابعة إلا الربع من مساء اليوم نفسه .وفى الساعة العاشرة والنصف من مساء الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر لعام 1923 اُعلنت الجمهورية التركية وسط تصفيق نواب مجلس الشعب وهتافات تحيا الجمهورية التركية [71].
بدءت الحالة الصحية لاتاتورك في التدهور منذ عام 1937 . وبعد مضى عاماً اكتشف أنه يعانى من تليف بالمخ ، فأستدعى من اوروبا ؛ لكن الأدوية التي قدمها له كلاً من الأطباء الاتراك والاجانب لم تجدى عليه نفعاً .توفى اتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في اسطنبول بقصر دولما باهتشا في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الاربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938.شُيعت جنازته حتى انقرة بموكب عظيم و وُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف اتنوجرافيا بانكرا بمراسم حافلة تمت في انقرة في الحادى والعشرين من نوفمبر عام1938 .وبعد خمسة عشر عاماً في العاشر من نوفمبر عام 1953 دُفن في مقبرةٍ بالمزار التذكارى الخالد(آنت كابير) الذي اُسس خصيصاً له .وفى وصيته يُقر بإنه منح جل عمره للحزب الشعبى الجمهورى ومجمع التاريخ التركى والمجمع اللغوى .كما اوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلاً واموالاً لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لابناء عصمت انونو عن طريق ارسالهم لاكمال دراستهم بالخارج
وفى تلك الأثناء في الثامن والعشرين من يوليو عا م1914 بدءت الحرب العالمية الاولى ودخلت الدولة العثمانية في حرب منذ التاسع والعشرين منذ اكتوبر 1914 .وفى العشرين من يناير عام 1915 عُين مصطفى كمال لقائد للفرقة 19 التي كانت ستؤسس في منطقة تك فور داغ بقيادة الفيلق الثالث[58] . ظلت الفرقة 19 فرقة احتياطية في منطقة "اجا آبط " بقرار من قيادتها وذلك في الثالت والعسرين من مارس عام 1915. في الخامس والعشرين من ابريل عام 1915 اندلعت حرب تشاناك قالابسبب التصريحات التي اعلنها ائتلاف الدول تجاه جلى بولو ياردم اداوبناء على هذا النجاح نال تقدير المشير اوتوليمان فون سان درس قائد الجيش الخامس ،و حصل على رتبة اميرالاى في الحادى من يونيه عام 1915[59]. عقب الهجوم الذي شنه الانجليز على مدينة "سوفلا كورفاز" في شهر اغسطس، قام "اوتوليمان " بتسليم قائدهم في مساء الثامن من الشهر نفسه ذلك القائد المحتل لمنطقة "آنافارتالار".وفى التاسع والعاشر من اغسطس احرز نصراً لهذه المنطقة .وعقب ذلك النصر توالت انتصارات آخرى ؛ حيث الانتصار في موقعة "كريتش تابا" في السابع عشر من اغسطس، و الانتصار في معركة "آنافارتالار" في الحادى والعشرين من الشهر نفسه . صورت صحافة استانبول للعامة أن كلاً من الميرالاى مصطفى كمال بى و روشن اشرف بى هما بطلا معركة" آنافارتالار".في الرابع عشر من يناير عام 1916 عُين قائد الفيلق السادس عشر ، ذلك الفيلق الذي اُرسل من "جلى بولو" إلى "ادرنا". وخلال الشهرين الذان قبعا فيهما في "ادرنا" عمل على تمويل الفيلق واسترداد قواه وتدريبه .وفى السادس عشر من فبراير قامت القوات العسكرية الروسية الموجودة على الجبهة الشرقية بصد هجوم الجيش الثالث العثمانى ، والاستيلاء على ارذروم ، اما في الثالث عشر من مارس احتلت مدن آخرى مثل "بليتس – موش- فان- هاككارى ". في الخامس عشر من مارس اُرسل الفيلق الثالث إلى ديار بكر برئاسة العقيد مصطفى كمال لدعم الجيش الثالث.حمل مصطفى كمال على عاتقيه مسئولية كبرى نظراً لرتبته ،واثناء تواجده في ديار بكر في الحادى من ابريل 1916 حصل على رتبة فريق كترقية ،ونال لقب باشا. اصدر مصطفى كمال امراً بالتراجع التكتيكى ( وفقاً لخطه تكتيكية ) . وبهجوم مفاجىء حرر منطقة موش من احتلال القوات الروسية وحقق السيادة الاستراتيجية للقوات العسكرية العثمانية ؛ ولاحراز هذا النصر على جبهة كافكاس نال مصطفى كمال ميدالية السيف الذهبية . وفى شهر اغسطس حرر منطققتى موش وبليتس من الاحتلال كاملاً ( بشكل تام )[60] . اثناء تواجد مصطفى كمال في ديار بكر، اصدرامراً بشن انقلاب ضد حكومة يعقوب جميل ، و كان هذا الأمر بمثابة القضاء على الحرب. فالطريق الوحيد للتحرر هو الضغط على حكومة بابى على وتغير وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية وذلك بإحداث انقلاب ضد الحكومة وجعل مصطفى كمال وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية في آن واحد . واخبر احدهم انور باشا بتلك المؤامرة،وبناءً على ذلك قُتل يعقوب جميل رمياً بالرصاص. ويذكر مصطفى كمال في مذكراته التي سردها ل"فالح رفقى آتاى" رئيس احدى الفرق العسكرية في ذللك الوقت : "شُنق يعقوب جميل ؛ والسبب أنه قال لاسبيل للتحرر طالما انى لست وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية ،ولهذا قمت بمعاقبته كأول عمل اقوم به عند ذهابى إلى استانبول. ليتنى رجل تبوء رئاسة السلطة من قبل هذا وأمثاله ،لكنى لم اكن هذا الرجل"[61] . وفى يونيو عام1918 ذهب إلى فينا وكارل سباد متلقياً العلاج هناك .اما في الثانى من اغسطس عاد إلى استانبول وذلك اثر وفاة السلطان محمد رشاد واعتلاء فهد الدين العرش. وفى الخامس عشر من الشهر نفسه اُرسل إلى الجبهة الفلسطينية بإعتباره قائد الجيش السابع وعقب ذلك صار المرافق العسكرى للسلطان .وفى العشرين من ديسمبر عام 1918 أعرب مصطفى كمال باشا عن رغبته في عقد هدنة ، موضحاً ذلك في تلغراف أرسله إلى ناجى بى المرافق العسكرى للسلطان وهد الدين معلناً فيه أن جماعة جيوش يلدرم لن تبقى الدرع الاساسى في الحرب بالإضافة إلى رغبته في أن يوكل نفسه في الحكومة الجديدة وزيراً للحربية و نائب للقائد الاعلى. وعقب ذلك في السادس من اكتوبر تخلى عن قيادة الجيش السابع. في التاسع عشر من ديسمبر شنت قوات الأحتلال البريطانية (الانجليزية )بقيادة ادمُند آالِنبى هجوماً ؛ مما اثقل العبء على الجيش الثالث أحد جيوش جماعة يلدرم . وفى الحادى من اكتوبر استولوا على الشام ، وفى الخامس والعشرين من الشهر نفسه احتلوا حلب أيضاً . ردع مصطفى كمال الجيوش البريطانية في حلب ونجح في انشاء خط دفاع . في الثالثين من اكتوبر عام 1918 وقّع هدنة مندروس ، وفى ظهيرة اليوم التالى أقام مسيرة . وبتطبيق المادة التاسعة عشر من عقد صلح مندورس ،كُلف مصطفى كمال باشا برئاسة مجموعة جيوش يلدرم بعد أن نُزعت رئاستها من قائدها السابق اتوليمان فون ساندرس إلا أن في السابع من نوفمبر أُلغى الجيش السابع ومجموعة جيوش يلدرم[62]. وفى العاشر من أكتوبر عام1918 انطلق من ادانا إلى استانبول تاركاً قيادة وحدات يلدرم العسكرية إلى نهاد باشا قائد الجيش الثانى، وفى الثالث عشر من نوفمبر وصل إلى محطة حيدر باشا القائمة في استانبول.وأثناء عبوره من حيدر باشا إلى استانبول رآى الاساطيل الحربية للعدو في المضيق ، فقال عبارته الشهيرة "سيعودون بخقى حنين" (سيعودون كما جاؤا). اصدر فتحى بى برفقة كلاً من احمد عزت باشا واحمد توفيق باشا جريدة المنبر ذات الرأى المعارض وذلك لمباشرة الأوضاع السياسية.
انتهت حرب الاستقلال بميثاق لوزان الذي عُقد في الرابع والعشرين من يوليو عام 1923 [67]. اصبح هذا الميثاق قيد التنفيذ بميثاق سفر ، وطبقاً لنصوص ميثاق لوزان اُسست الجمهورية التركية . وعقب الصراع القومى ظهر في تركيا ادارة يرئسها زعيمين [68].الف مجلس الشعب التركى الخلافة العثمانية في الحادى من نوفمبر عام 1922 ، وبذلك قضت على الكيان القانونى لحكومة استانبول حيث اقصاء فهد الدين عن العرش. اثناء لقاءٍ صحفى مع " عزمت هونكار " في قصره في السادس عشر من يناير عام 1923 ، طُرح عليه قضية الأكراد التي تناولها الكاتب الصحفى احمد امين بى بجريدة الوقت ، فرد-بحذر لانه لم يكن على علم بالوضع الخاص للأكراد-قائلاً" بإعتبار أن الجنس الكردى جنس قائم بذاته ،وطبقاً لنصوص القانون الاساسى لدينا فإنهم يشكلون حكماً ذاتى محلى [69]. في الثامن من ابريل عام 1923 حدد مصطفى كمال اتاتورك قواعد دستور"دوكوز عمدة " و اسس الحزب الشعبى التي كانت حجر الاساس للنظام الجديد [70].كان للحزب الشعبى الحق في المشاركة في انتخابات المجلس الثانى الذي عُقد في ابريل. حدد مصطفى كمال مرشحى الحزب بصفته الرئيس العام له . تبوء فتحى بى منصبى رئيس الوزراء ، ووزير الداخلية في نفس اليوم من الخامس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 ، إلا أنه اشار إلى أنه ترك منصب وزير الداخلية . احتل أيضاً على فؤاد باشا رئاسة المجلس في اليوم نفسه ، إلا أنه انفصل عن منصبه لتعينه مفتش للجيش. حصل نائبى الشعب المعارضين لمصطفى كمال الانتخابات التي عقدت لهاتين المقعدين .فتم اختيار رؤوف بى لمنصب رئاسة المجلس الثانى ، وسابط بى لمنصب رئاسة وزارة الداخلية. في السادس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 طلب مصطفى كمال – الذي لم يسعد من هذا الوضع – من رئيس الوزراء فتحى بى أن يُقيل الحكومة بإستثناء رئيس اركان حرب فوزى باشا ، كما أمر بعدم قبول المستقيلين في اى منصب حتى لو تم اختيارهم مرة آخرى . وبالتالى ظهرت ازمة في الحكومة . وأعلن أن أعضاء مجلس الوزراء الجدد سيتم اختيارهم يوم التاسع والعشرين من اكتوبر. وطبقاً لهذه التطورات قرر مصطفى كمال حل الوضع من جذوره ؛ ففى ليلة الثامن والعشرين من اكتوبر لعام 1923 دعا عصمت باشا وبعض الشخصيات إلى اجتماع في تشانكايا واعرب قائلآ " سنُعلن اقامة الجمهورية غداً " ،وبعد انصراف المدعوين ابقى عصمت باشا واعدوا معاً لائحة من شأنها احداث تغير في تشكيل القانون الاساسى . وفى يوم الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر عام 1923 عقد في مقر الحزب الشعبى اجتماع لمناقشة كيفية تأسيس مجلس وزراء. وعندما فشلت المساعى لحل المشكلة ، اضطر مصطفى كمال عرض افكاره ،فأوضح أن الطريق الآمن لعبور هذه الأزمة هو تغير الدستور. قدم مصطفى كمال للحزب الشعبى خطة من شأنها اعلان الجمهورية.وبعد قبول رئاسة الحزب الخطة (المشروع) عقدت اللجنة العامة للمجلس الشعب التركى اجتماعاً في الساعة السابعة إلا الربع من مساء اليوم نفسه .وفى الساعة العاشرة والنصف من مساء الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر لعام 1923 اُعلنت الجمهورية التركية وسط تصفيق نواب مجلس الشعب وهتافات تحيا الجمهورية التركية [71].
بدءت الحالة الصحية لاتاتورك في التدهور منذ عام 1937 . وبعد مضى عاماً اكتشف أنه يعانى من تليف بالمخ ، فأستدعى من اوروبا ؛ لكن الأدوية التي قدمها له كلاً من الأطباء الاتراك والاجانب لم تجدى عليه نفعاً .توفى اتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في اسطنبول بقصر دولما باهتشا في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الاربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938.شُيعت جنازته حتى انقرة بموكب عظيم و وُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف اتنوجرافيا بانكرا بمراسم حافلة تمت في انقرة في الحادى والعشرين من نوفمبر عام1938 .وبعد خمسة عشر عاماً في العاشر من نوفمبر عام 1953 دُفن في مقبرةٍ بالمزار التذكارى الخالد(آنت كابير) الذي اُسس خصيصاً له .وفى وصيته يُقر بإنه منح جل عمره للحزب الشعبى الجمهورى ومجمع التاريخ التركى والمجمع اللغوى .كما اوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلاً واموالاً لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لابناء عصمت انونو عن طريق ارسالهم لاكمال دراستهم بالخارج