المسيحيون العراقيون مفضلون على غيرهم من الاجئين
مرسل: الخميس ديسمبر 05, 2013 7:09 pm
عن: كرستيان ساينس مونيتر
ترجمة: علاء غزالة
عمان، الاردن – يستمع الاميركيون الذين يتابعون برامج تلفزيون كورنرستون، الذي يتبع شبكة اعلام مسيحية، في كل اربعاء الى روايات مألوفة لدى المجتمعات المسيحية على مدى السنوات السبع الماضية: قصص عن معاناة المسيحيين العراقيين.
افتتحت حلقة البرنامج هذا اليوم عن المسيحيين العراقيين بالقول: "تحقيق سري عن اضطهاد المسيحيين،" ويَعد بانه سيأخذ "المشاهدين الى حيث يقاسي المؤمنون الامرّين بسبب معتقدهم."
من بين جميع الاقليات العراقية التي تأثرت بالقتال في العراق فان المسيحيين هم الاكثر حظا في سماع الغربيين عنهم، وربما يعود هذا جزئيا الى ان المسيحيين العراقيين قد عانوا مقدارا من العنف يفوق اضعافا نسبة حجمهم خلال الحرب.
لكن ما لا تقوله وسائل الاعلام ان اللاجئين المسيحيين يتلقون دعما اكبر من بقية اقرانهم العراقيين. ويعود ذلك جزئيا الى النفوذ الذي تتمتع به الجالية العربية المسيحية في الخارج، اكثر من أية فرقة اخرى في العراق، وبهذا لم يواجه اللاجئون العراقيون من المسيحيين الا اقل مشقة في عملية اعادة توطينهم.
وعلى الرغم من استمرار العنف في العراق فان هناك اشارات على التعايش السلمي بين المسيحيين وبقية المجاميع الاثنية في اماكن كثيرة من البلاد.
لكن اعدادهم في العراق قد استنزفت بشكل كبير، حيث يقدر ان عددهم قد انخفض الى نصف ما كانوا عليه قبل الحرب. ويخشى كثير من المسيحيين العراقيين ان تزايد اعداد اقرانهم الذين يفضلون اعادة توطينهم في الخارج قد يضع نهاية الى احدى اقدم المجتمعات المسيحية في العالم.
وكان المسيحيون العراقيون هدفا للهجمات منذ بدء الحرب، ما اجبر حوالي ثلثيهم على مغادرة وطنهم. ومع ان نسبتهم السكانية قبل الحرب لم تتجاوز الخمسة بالمئة فانهم يشكلون حوالي عشرين بالمئة من اللاجئين العراقيين. بالاضافة هذا فانه لم يبق في داخل البلاد اكثر من خمسمئة الف مسيحي من بين المليون واربعمئة الف الذين كانوا في العراق عام 2003.
وقد تباطأ سيل اللاجئين من المهجرين الجدد في داخل وخارج العراق حتى اضحى نزرا يسيرا بينما كان العنف ينخفض الى اقل مستوياته على الاطلاق. لكن موجة صغيرة من المهجرين المسيحيين وجدت طريقها الى عناوين الصحف في شباط الماضي عندما فرّوا من الهجمات التي استهدفتهم في الموصل. غير ان الكثير من وسائل الاعلام الغربية استخدمت تلك القصص على انها مثال لمعاناة المسيحيين في الشرق الاوسط.
لكنها كانت هجرة جماعية مؤقتة في ابعد تقدير. فبعد اقل من شهر عادت جميع العوائل النازحة التي يقدر عددها بالف ومئة واحدى وعشرين عائلة (تضم ستة الاف وسبعمئة وستة وعشرون فردا) الا مئتين وثلاث وثلاثون عائلة لم تعد الى منازلها، حسب تقرير صدر حديثا عن المنظمة العالمية للهجرة.
وفي الواقع، اشار تقرير منظمة الهجرة التابعة الى الامم المتحدة صدر في شهر تشرين الثاني الماضي الى انه بينما تتزايد اعداد طالبي اللجوء من الطوائف العراقية الاخرى بشكل مضطرد، الا ان اعداد المسيحيين المتقدمين بالطلبات قد انخفض بنسبة 21.3 بالمئة مقارنة بنهاية عام 2008.
المسيحيون العراقيون في طليعة المستوطنين
يواجه المسيحيون نفس التحديات التي يواجهها اللاجئون الاخرون في اثناء انتظارهم قبول طلباتهم، لكن الكثير من العاملين في شؤون اللاجئين يقولون انهم لا يلاقون نفس الصعوبات التي يواجهها غيرهم خلال عملية اعادة التوطين.
تقول اليزابيث كامبل، العضو الاقدم في جمعية اللاجئين العالمية، وهي مجموعة من الدعاة المناصرين لقضايا المهجرين: " في بعض الحالات يمكنك القول ان المسيحين العراقيين يحوزون على وسائل اعظم للحصول على الموارد، والاتصالات الدولية، والحلول، كما يمكنك القول ان هناك وقائع حصلوا فيها على تفضيل من قبل النظام."
لا تنشر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بياناتها الخاصة بالاصول العرقية او الدينية للاشخاص الذين قامت باعادة توطينهم، لكن عمران رضا، ممثل المفوضية في عمان، يقول ان العدد الكبير من اللاجئين المسيحيين، والذي لا يتناسب مع حجم جاليتهم، ينعكس على مخططات اعادة التوطين.
وتقول السيدة كامبل ان الموجة الاولى من العراقيين الذين اعيد توطينهم في الولايات المتحدة ضمت عددا كبيرا وغير متناسبا من المسيحيين، حتى بالقياس الى تواجدهم السابق بين اللاجئين العراقيين. وتؤكد ان هذا الامر لم ينتج عن سياسية تفضيلية اتبعتها المفوضية العليا للاجئين، ولكن يعود الى الجهود التي بذلتها المجاميع الدينية المسيحية في توعية زملائهم من المسيحيين باهمية التسجيل لدى المفوضية من اجل اعادة التوطين. وهكذا، انتهى الامر بعدد كبير من المسيحيين الى الوقوف في مقدمة صف الانتظار لاعادة التوطين.
ومن الناحية الاخرى، فان عددا من العراقيين لم يقوموا بالتسجيل لدى المفوضية لانهم لم يشعروا انها كانت تقدم الدعم الكافي، او انهم تخوفوا من ترحيل السلطات لهم لانهم دخلوا الادرن بشكل غير قانوني او انهم تجاوزوا على المدة القانونية لتأشيرتهم.
يد المساعدة من العرب المسيحيين في الولايات المتحدة
تجمعت جالية مسيحية وعربية في الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمن حتى اصبحت مجتمعات ذات حجم معتبر. فبينما يُعد المسيحيون في معظم البلدان العربية اقلية، فانهم يعتبرون اغلبية ضمن المجتمعات العربية المهاجرة. وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، فان ثلاثة وستين بالمئة من العرب يعرفون انفسهم على انهم مسيحيون، بينما يقول اربعة وعشرون بالمئة منهم انهم مسلمون.
يقول بيل فريلك، مدير برنامج سياسة اللاجئين في منظمة مراقبة حقوق الانسان: "لا يوجد دعم مجتمعي واسع لهم في العراق، اما في خارجه فهناك مجاميع مسيحية تتضامن معهم بشكل كبير."
في الوقت الذي تعمل فيه المفوضية العليا للاجئين من اجل ان تجعل عملية اعادة التوطين عادلة ومستندة الى الحاجة بقدر المستطاع، الا ان السيد فريلك يقول ان اولئك الذين حصلوا على المساعدة في فترة تقديم الطلبات، حتى وان كانت امرا بسيطا مثل تعلم الولوج الى موقع المفوضية على شبكة الانترنت، امتلكوا حظوظا اعظم في اعادة التوطين.
وعلى الرغم من ان مفوضية الامم المتحدة للاجئين لا تقدم توصياتها باعادة التوطين بناءا على خلفيات الناس الدينية او العرقية، الا انها تأخذ في نظر الاعتبار مساهمة خلفياتهم في مستوى ضعفهم (تعرضهم للاضطهاد). يقول رضا: "لقد تم استهداف وتهديد المسيحيين في العراق.. لكن كل اقلية اخرى تعرضت الى الاستهداف بطريقة او باخرى."
ومع هذا، بينما يجد المزيد من المسيحيين طريقهم الى خارج العراق، فان الكثير من المجتمعات المسيحية في الشرق الاوسط يتساءلون فيما اذا كان من الافضل ان يبقون هناك من اجل الحفاظ على تقاليدهم في المنطقة.
يقول الاب حنا كايلبالي، القس في الكنيسة الرومانية الاردنية، والذي عمل مع اللاجئين المسيحيين العراقيين: "لا تشجع الكنيسة المحلية في الاردن العراقيين، مسيحيين ومسلمين، ولكن المسيحيين على وجه التحديد، على مغادرة بلدهم، لاننا نحتاج الى وجودهم هناك."
ترجمة: علاء غزالة
عمان، الاردن – يستمع الاميركيون الذين يتابعون برامج تلفزيون كورنرستون، الذي يتبع شبكة اعلام مسيحية، في كل اربعاء الى روايات مألوفة لدى المجتمعات المسيحية على مدى السنوات السبع الماضية: قصص عن معاناة المسيحيين العراقيين.
افتتحت حلقة البرنامج هذا اليوم عن المسيحيين العراقيين بالقول: "تحقيق سري عن اضطهاد المسيحيين،" ويَعد بانه سيأخذ "المشاهدين الى حيث يقاسي المؤمنون الامرّين بسبب معتقدهم."
من بين جميع الاقليات العراقية التي تأثرت بالقتال في العراق فان المسيحيين هم الاكثر حظا في سماع الغربيين عنهم، وربما يعود هذا جزئيا الى ان المسيحيين العراقيين قد عانوا مقدارا من العنف يفوق اضعافا نسبة حجمهم خلال الحرب.
لكن ما لا تقوله وسائل الاعلام ان اللاجئين المسيحيين يتلقون دعما اكبر من بقية اقرانهم العراقيين. ويعود ذلك جزئيا الى النفوذ الذي تتمتع به الجالية العربية المسيحية في الخارج، اكثر من أية فرقة اخرى في العراق، وبهذا لم يواجه اللاجئون العراقيون من المسيحيين الا اقل مشقة في عملية اعادة توطينهم.
وعلى الرغم من استمرار العنف في العراق فان هناك اشارات على التعايش السلمي بين المسيحيين وبقية المجاميع الاثنية في اماكن كثيرة من البلاد.
لكن اعدادهم في العراق قد استنزفت بشكل كبير، حيث يقدر ان عددهم قد انخفض الى نصف ما كانوا عليه قبل الحرب. ويخشى كثير من المسيحيين العراقيين ان تزايد اعداد اقرانهم الذين يفضلون اعادة توطينهم في الخارج قد يضع نهاية الى احدى اقدم المجتمعات المسيحية في العالم.
وكان المسيحيون العراقيون هدفا للهجمات منذ بدء الحرب، ما اجبر حوالي ثلثيهم على مغادرة وطنهم. ومع ان نسبتهم السكانية قبل الحرب لم تتجاوز الخمسة بالمئة فانهم يشكلون حوالي عشرين بالمئة من اللاجئين العراقيين. بالاضافة هذا فانه لم يبق في داخل البلاد اكثر من خمسمئة الف مسيحي من بين المليون واربعمئة الف الذين كانوا في العراق عام 2003.
وقد تباطأ سيل اللاجئين من المهجرين الجدد في داخل وخارج العراق حتى اضحى نزرا يسيرا بينما كان العنف ينخفض الى اقل مستوياته على الاطلاق. لكن موجة صغيرة من المهجرين المسيحيين وجدت طريقها الى عناوين الصحف في شباط الماضي عندما فرّوا من الهجمات التي استهدفتهم في الموصل. غير ان الكثير من وسائل الاعلام الغربية استخدمت تلك القصص على انها مثال لمعاناة المسيحيين في الشرق الاوسط.
لكنها كانت هجرة جماعية مؤقتة في ابعد تقدير. فبعد اقل من شهر عادت جميع العوائل النازحة التي يقدر عددها بالف ومئة واحدى وعشرين عائلة (تضم ستة الاف وسبعمئة وستة وعشرون فردا) الا مئتين وثلاث وثلاثون عائلة لم تعد الى منازلها، حسب تقرير صدر حديثا عن المنظمة العالمية للهجرة.
وفي الواقع، اشار تقرير منظمة الهجرة التابعة الى الامم المتحدة صدر في شهر تشرين الثاني الماضي الى انه بينما تتزايد اعداد طالبي اللجوء من الطوائف العراقية الاخرى بشكل مضطرد، الا ان اعداد المسيحيين المتقدمين بالطلبات قد انخفض بنسبة 21.3 بالمئة مقارنة بنهاية عام 2008.
المسيحيون العراقيون في طليعة المستوطنين
يواجه المسيحيون نفس التحديات التي يواجهها اللاجئون الاخرون في اثناء انتظارهم قبول طلباتهم، لكن الكثير من العاملين في شؤون اللاجئين يقولون انهم لا يلاقون نفس الصعوبات التي يواجهها غيرهم خلال عملية اعادة التوطين.
تقول اليزابيث كامبل، العضو الاقدم في جمعية اللاجئين العالمية، وهي مجموعة من الدعاة المناصرين لقضايا المهجرين: " في بعض الحالات يمكنك القول ان المسيحين العراقيين يحوزون على وسائل اعظم للحصول على الموارد، والاتصالات الدولية، والحلول، كما يمكنك القول ان هناك وقائع حصلوا فيها على تفضيل من قبل النظام."
لا تنشر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بياناتها الخاصة بالاصول العرقية او الدينية للاشخاص الذين قامت باعادة توطينهم، لكن عمران رضا، ممثل المفوضية في عمان، يقول ان العدد الكبير من اللاجئين المسيحيين، والذي لا يتناسب مع حجم جاليتهم، ينعكس على مخططات اعادة التوطين.
وتقول السيدة كامبل ان الموجة الاولى من العراقيين الذين اعيد توطينهم في الولايات المتحدة ضمت عددا كبيرا وغير متناسبا من المسيحيين، حتى بالقياس الى تواجدهم السابق بين اللاجئين العراقيين. وتؤكد ان هذا الامر لم ينتج عن سياسية تفضيلية اتبعتها المفوضية العليا للاجئين، ولكن يعود الى الجهود التي بذلتها المجاميع الدينية المسيحية في توعية زملائهم من المسيحيين باهمية التسجيل لدى المفوضية من اجل اعادة التوطين. وهكذا، انتهى الامر بعدد كبير من المسيحيين الى الوقوف في مقدمة صف الانتظار لاعادة التوطين.
ومن الناحية الاخرى، فان عددا من العراقيين لم يقوموا بالتسجيل لدى المفوضية لانهم لم يشعروا انها كانت تقدم الدعم الكافي، او انهم تخوفوا من ترحيل السلطات لهم لانهم دخلوا الادرن بشكل غير قانوني او انهم تجاوزوا على المدة القانونية لتأشيرتهم.
يد المساعدة من العرب المسيحيين في الولايات المتحدة
تجمعت جالية مسيحية وعربية في الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمن حتى اصبحت مجتمعات ذات حجم معتبر. فبينما يُعد المسيحيون في معظم البلدان العربية اقلية، فانهم يعتبرون اغلبية ضمن المجتمعات العربية المهاجرة. وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، فان ثلاثة وستين بالمئة من العرب يعرفون انفسهم على انهم مسيحيون، بينما يقول اربعة وعشرون بالمئة منهم انهم مسلمون.
يقول بيل فريلك، مدير برنامج سياسة اللاجئين في منظمة مراقبة حقوق الانسان: "لا يوجد دعم مجتمعي واسع لهم في العراق، اما في خارجه فهناك مجاميع مسيحية تتضامن معهم بشكل كبير."
في الوقت الذي تعمل فيه المفوضية العليا للاجئين من اجل ان تجعل عملية اعادة التوطين عادلة ومستندة الى الحاجة بقدر المستطاع، الا ان السيد فريلك يقول ان اولئك الذين حصلوا على المساعدة في فترة تقديم الطلبات، حتى وان كانت امرا بسيطا مثل تعلم الولوج الى موقع المفوضية على شبكة الانترنت، امتلكوا حظوظا اعظم في اعادة التوطين.
وعلى الرغم من ان مفوضية الامم المتحدة للاجئين لا تقدم توصياتها باعادة التوطين بناءا على خلفيات الناس الدينية او العرقية، الا انها تأخذ في نظر الاعتبار مساهمة خلفياتهم في مستوى ضعفهم (تعرضهم للاضطهاد). يقول رضا: "لقد تم استهداف وتهديد المسيحيين في العراق.. لكن كل اقلية اخرى تعرضت الى الاستهداف بطريقة او باخرى."
ومع هذا، بينما يجد المزيد من المسيحيين طريقهم الى خارج العراق، فان الكثير من المجتمعات المسيحية في الشرق الاوسط يتساءلون فيما اذا كان من الافضل ان يبقون هناك من اجل الحفاظ على تقاليدهم في المنطقة.
يقول الاب حنا كايلبالي، القس في الكنيسة الرومانية الاردنية، والذي عمل مع اللاجئين المسيحيين العراقيين: "لا تشجع الكنيسة المحلية في الاردن العراقيين، مسيحيين ومسلمين، ولكن المسيحيين على وجه التحديد، على مغادرة بلدهم، لاننا نحتاج الى وجودهم هناك."