صفحة 1 من 1

مستقبل حزب الله والتقارب الأمريكي الإيراني!

مرسل: الخميس ديسمبر 05, 2013 8:25 pm
بواسطة طارق الزهراني 333
بقلم : "معهد العربية للدراسات"
فيما تسعى إيران والغرب، إلى التقارب وتحقيق تسوية شبه شاملة لخلافاتهما، وفيما يحقق النظام السوري مكاسب ميدانية متواصلة على حساب الثوّار السنّة، دفعت بوزير إعلامه عمران الزعبي للمناورة مجددا على اتفاق جنيف2 في 4 ديسمبر سنة 2013 بتصريحاته لوكالة الأنباء السورية( سانا) عن بقاء الأسد، وسيقود أي مرحلة انتقالية يتمخض عنها جنيف 2، وفيما تلاشى تهديد العمل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة، الذي كان محتملا ولم تستبعده روسيا ولا إيران، وبينما تتوالى حلقات التقارب الإيراني الأمريكي، تتوالى على الجهة الأخرى تقاربات عربية وخليجية روسية، قد تصل لنقطة وسط، تكون ضحيته أو الخاسر فيه خارج أطراف هذه التقاربات! ربما الأسد نفسه وربما سلاح حزب الله وربما أشياء أخرى.

بطول الأزمة السورية يبدو حزب الله الأكثر تأزما وتضررا من دوره فيها عبر الوكالة الإيرانية، ليس فقط على مستوى الداخل اللبناني الذي تحفزت فيه قوى منافسة ومجموعات مسلحة سنية للتدخل ضده على وقع تدخله السافر في الأزمة السورية! ولكن أيضا على مستوى بنيته اللوجيستية والهيكلية وقدرته على صد الاختراق الأمني الذي تكرر باستهداف عدد من قياداته كان آخرهم حسان اللقيس في 3 ديسمبر أسفل سكنه في منطقة السان تيريز- الحدث بالضاحية الجنوبية ببيروت المعقل الأمني لحزب الله.
أثر التقارب الأمريكي الإيراني على استراتيجية وموقع حزب الله على الساحة اللبنانية

ربما يسعى الشركاء نتيجة التقارب الأمريكي الإيراني لإيجاد طريقة لدمج حزب الله في المؤسسات الأمنية والسياسية اللبنانية من أجل ضمان الحفاظ على بقاء الحزب، على المدى البعيد.

مع أنه يمكن إعتبار حزب الله أحد أكثر التنظيمات المسلّحة والسياسية- في آن واحد- نجاحاً في المنطقة، إلا أنه ما زال هناك بضع خطوات ينبغي عليه القيام بها قبل أن يشعر معارضوه بالأمان عند الاضطلاع بأدواره المتعدّدة.
خلال السنتيْن الماضيتيْن، واجه حزب الله ظروفاً صعبة، فقد فتحت الحرب الأهلية السورية احتمال ترك حزب الله من دون راعٍ قوي في دمشق يسهّل إمداد الحزب، بالسلاح والمال والمقاتلين، كما يمثل خطر الجماعات الجهادية الصاعدة في سوريا وجوارها على أثر دور حزب الله الداعم للأسد وعلى أثر الصراع معه تحديا كبيرا واستراتيجيا في مواجهة حزب الله.

حاول حزب الله، وإيران قبله، منع سقوط حليفهما نظام الأسد، فتم الدفَع بآلاف المقاتلين إلى ساحة القتال السورية، لكن قتال حزب الله في سوريا لم يكن من دون تكاليف، إذ يشعر العديد من الشيعة في لبنان بأنه لا ينبغي التضحية بأبنائهم وأزواجهم وإخوانهم من أجل الدفاع عن نظام الأسد.

وحاول حزب الله إدارة هذه المشكلة من خلال الإيعاز للرموز الدينية بتشجيع المقاتلين المنتشرين في سوريا، لكن حزب الله يدرك تماماً أنه كلما طال أمد الحرب، كلما تعين عليه تعزيز جهوده المبذولة من أجل الحفاظ على شرعيته لدى المجتمع الشيعي اللبناني.
ولكن بينما تدخل حزب الله خارج لبنان، مخترقا منذ البداية سياسة النأى بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية منذ بدء الثورة السورية، تمدد الخطر الداخلي ضده، فقد تأزمت علاقاته السياسية مع مختلف الأطراف داخل لبنان، بسبب هذا التدخل، كما اندفع الطائفية الجهادية المعادية له تنشط في استهداف قياداته ومجموعاته، بعد أن كان ينفرد بالصورة القوية في هذا الداخل، منذ اغتيال الحريري سنة 2005 ثم اقتحام ميليشياته ل بيروت في 2008 وصار ممكنا الحديث لدى العديد من المراقبين، عن المليشيات السنيّة اللبنانية التي تمثل عدوا متحفزا كذلك في وجه ميليشياته!

• يتوقع البعض أن يعتمد حزب الله على إيران لكي تتفاوض مع الولايات المتّحدة حول تسوية شاملة، تتضمّن مسألة المستقبل البعيد المدى للحزب، وفي ظل ضعف حليفها السوري، ستسعى إيران إلى ضمان بقاء حزب الله حليفاً قوياً يمكن الاعتماد عليه في المشرق العربي، على المدى البعيد، لذا، تحتاج إيران إلى قبول الولايات المتّحدة لحزب الله كطرف سياسي قوي في إطار الاعتراف بدائرة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما ترفض الأطراف الإقليمية الأخرى وفي مقدمتها السعودية وإسرائيل كما ترفضه أطراف الداخل اللبناني، فليس أمام حزب الله إلا أن يكون حزبا سياسيا لبنانيا لا حزبا للولي الفقيه الإيراني يتمدد بتمدده، ويتغول على حقيقة الدولة ودورها دائما!

• لكن الولايات المتّحدة ستواجه صعوبة في قبول حزب الله كطرف سياسي لأنها تصنّفه كمنظمة إرهابية، في الوقت ذاته، تدرك الولايات المتّحدة أنها لن تنجح في إقناع إيران بقطع علاقاتها مع حزب الله.

لذا، يتوقع بعض المراقبين أن تحاول إيران التفاوض حول تسوية تنصّ على دمج حزب الله رسمياً في الجيش اللبناني، ولدى حزب الله نفوذ كبير لدى الجيش اللبناني الضعيف، لذا، فإن مثل هذا التحول قد يضفي طابعاً رسمياً على هذه الحقيقة، وهذا هو مستوى الأمن الذي يسعى إليه حزب الله لضمان الحفاظ على بقائه على المدى البعيد، ويتوقع حزب الله من طهران أن تتفاوض مع واشنطن حول الشروط ذات العلاقة.