نظرية الفريد ماهان
مرسل: الجمعة ديسمبر 06, 2013 10:12 pm
لقد ذكرنا سابقاً أن التفكير الجيوبولتيكي في كل دولة يتأثر بمشكلات هذه الدولة الداخلية و بتطلعاتها خارج حدودها و بالعقيدة التي توجه السلطة و المجتمع ، لذلك اختلفت اهتمامات الجغرافيين الأمريكيين عن اهتمامات الجغرافيين الأوربيين ، حيث الصراعات بين الدول الأوربية كان لها الأثر الموجه . لذلك فقد اهتم الأمريكان في بداية الأمر بتطوير و استثمار الأراضي و الثروات الأمريكية الهائلة و توجيه الأنظار إلى الظروف الجغرافية في كل منطقة و ولاية لاتخاذ أنجع الحلول الإقليمية التي تنعكس على قوة الدولة بشكل عام ، ثم تطور التفكير الجيوبولتيكي في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى ليشمل العلاقات الدولية و دور الولايات المتحدة كأكبر قوة في المجتمع الدولي .
يأتي على رأس الجغرافيين السياسيين الأمريكيين ألفرد ثاير ماهان و نيكولاس سبيكمان اللذان قدما أبحاثاً قيمة في هذا المجال .
عاش ماهان بين 1840 – 1914 و كان أستاذاً لتاريخ البحرية و الإستراتيجية في كلية البحرية في نيوبورت ، و هو يرى أن القوة البحرية أساس قوة الدولة و أن أي دولة تريد السيطرة على العالم يجب أن تتحكم في قوة بحرية كبيرة ، و يجب أن تكون لها السيطرة على البحار ، و برأيه أن الدول البحرية هي التي ستسود العالم في النهاية ، وقد حدد ماهان خمسة عوامل عدها أساسية في تكوين القوة البحرية للدول و هي :
- موائمة الموقع الجغرفي ( الإطلالة على بحار مفتوحة ) .
- شكل الساحل و امتداده .
- خصائص الظهير القاري ( يجب أن يكون غني الموارد ) .
- الصفات القومية للشعب .
- شخصية الحكومة و سياستها .
و قد أكد أم كل المقومات و العوامل متوفرة للولايات المتحدة الأمريكية التي تكاد تشبه الجزيرة المحصنة ، و هي مؤهلة لأن تكون أعظم قوة بحرية في العالم .
و هو يرى أيضاً أن تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع بريطانيا يمكنها من السيطرة على العالم لأن بريطانيا كانت تشكل في ذلك الوقت القوة البحرية الكبرى في العالم و هي تتحكم بالقواعد الإستراتيجية و تسيطر على خطوط الملاحة البحرية .
و لم يعتبر ماهان الحصول على المستعمرات شرطاً من شروط القوة البحرية ، بل كان يؤمن بضرورة التغلغل الاقتصادي الإمبريالي في دول العالم ، كما أنه دافع عن ضرورة إقامة سلسلة متشعبة من القواعد العسكرية الإستراتيجية بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية من أجل حماية طرق الملاحة البحرية ، و تأمين سرعة تدخل القوات الأمريكية إذا لزم الأمر .
لقد تبنى الجيوبولتيكيون الأمريكيون الذين أتوا بعد ماهان بكل آراءه و طورها و أكدوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج فقط إلى قواعد عسكرية خارج أراضيها ، بل و إلى تعزيز سيطرتها على المناطق الحاوية على الموارد المعدنية و موارد الطاقة ، و أخذوا يطالبون بالسيطرة على العالم و لو كان ذلك عن طريق الحرب .
لقد كانت آراء ماهان و مازالت توجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ، فقد بدأت بتطبيق هذه الآراء بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مبدأ ترومان بإقامة مجموعة من القواعد البحرية و الأحلاف العسكرية في مختلف مناطق العالم ، حتى أصبحت أقوى دولة بحرية في العالم و طوقت الاتحاد السوفيتي و الدول الاشتراكية بالأحلاف و القواعد ، كما أن نفوذها السياسي و الاقتصادي و العسكري يشمل معظم الدول الرأسمالية المتقدمة و النامية .
يمكن أن نعد نيكولاس سبيكمان خليفة ماهان في إستراتيجيته ، لكنه لا يتفق معه في سيادة القوة البحرية بل يتأثر بماكندر في كل شيء سوى النتائج السياسية . فقد كان سبيكمان يخشى من سيطرة ألمانيا على القارة الأوربية و من ثم على الهارتلاند الأورو – الآسيوي ، لذا فهو يرى ضرورة التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا كقوة بحرية و الاتحاد السوفيتي كقوة برية لمنع ألمانيا من تنفيذ مخططها العالمي .
و قد رأى سبيكمان في الهلال الهامشي الذي يحيط بالهارتلاند عند ماكندر مفتاح السياسة العالمية ، و قد أطلق على هذه الأراضي اسم ( الإطار Rimland ) أو الحافة التي تضم أوربا الغربية و الشرق الأوسط و الهند و جنوب شرق آسيا و الصين ، هذا الإطار يتمتع بعدد كبير من السكان و مصادر ثروة غنية بالإضافة إلى استخدام البحر في النقل و الاتصال .
و في الحقيقة فإن سبيكمان يتبنى كل آراء ماكندر لكنه يعكس النتائج فهو يقول :
- من يحكم الإطار يحكم أوراسيا
- من يحكم أوراسيا يتحكم في مصير العالم .
و لكن تشتت الإطار و تقسمه بين القوى الأوربية و الأمريكية يجعل من المستحيل قيامه بهذا الدور . أما إذا تمكنت دولة واحدة من السيطرة عليه فإن دوره سيصبح واضحاً في إمكانية السيطرة على العالم ، و بالتالي فهو يخشى أن تتمكن ألمانيا من السيطرة على الإطار بعد أن تحتل أوربا الغربية .
إن نتائج سبيكمان تتميز بعدم الكفاية و البعد عن الإمكانية العلمية ، فمن الواضح أن منطقة الإطار لا يمكن أن تكون قوة واحدة ، كما أن هذا الإطار ليس سوى نطاق هامشي مهدد من الهارتلاند من الداخل و القوى البحرية من الخارج .
و إن ما يحدث اليوم في العالم أكبر و أوضح دليل على حرص الحكومات الأمريكية المتعاقبة على تطبيق آراء ماهان من أجل السيطرة النهائية على العالم .
يأتي على رأس الجغرافيين السياسيين الأمريكيين ألفرد ثاير ماهان و نيكولاس سبيكمان اللذان قدما أبحاثاً قيمة في هذا المجال .
عاش ماهان بين 1840 – 1914 و كان أستاذاً لتاريخ البحرية و الإستراتيجية في كلية البحرية في نيوبورت ، و هو يرى أن القوة البحرية أساس قوة الدولة و أن أي دولة تريد السيطرة على العالم يجب أن تتحكم في قوة بحرية كبيرة ، و يجب أن تكون لها السيطرة على البحار ، و برأيه أن الدول البحرية هي التي ستسود العالم في النهاية ، وقد حدد ماهان خمسة عوامل عدها أساسية في تكوين القوة البحرية للدول و هي :
- موائمة الموقع الجغرفي ( الإطلالة على بحار مفتوحة ) .
- شكل الساحل و امتداده .
- خصائص الظهير القاري ( يجب أن يكون غني الموارد ) .
- الصفات القومية للشعب .
- شخصية الحكومة و سياستها .
و قد أكد أم كل المقومات و العوامل متوفرة للولايات المتحدة الأمريكية التي تكاد تشبه الجزيرة المحصنة ، و هي مؤهلة لأن تكون أعظم قوة بحرية في العالم .
و هو يرى أيضاً أن تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع بريطانيا يمكنها من السيطرة على العالم لأن بريطانيا كانت تشكل في ذلك الوقت القوة البحرية الكبرى في العالم و هي تتحكم بالقواعد الإستراتيجية و تسيطر على خطوط الملاحة البحرية .
و لم يعتبر ماهان الحصول على المستعمرات شرطاً من شروط القوة البحرية ، بل كان يؤمن بضرورة التغلغل الاقتصادي الإمبريالي في دول العالم ، كما أنه دافع عن ضرورة إقامة سلسلة متشعبة من القواعد العسكرية الإستراتيجية بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية من أجل حماية طرق الملاحة البحرية ، و تأمين سرعة تدخل القوات الأمريكية إذا لزم الأمر .
لقد تبنى الجيوبولتيكيون الأمريكيون الذين أتوا بعد ماهان بكل آراءه و طورها و أكدوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج فقط إلى قواعد عسكرية خارج أراضيها ، بل و إلى تعزيز سيطرتها على المناطق الحاوية على الموارد المعدنية و موارد الطاقة ، و أخذوا يطالبون بالسيطرة على العالم و لو كان ذلك عن طريق الحرب .
لقد كانت آراء ماهان و مازالت توجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ، فقد بدأت بتطبيق هذه الآراء بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مبدأ ترومان بإقامة مجموعة من القواعد البحرية و الأحلاف العسكرية في مختلف مناطق العالم ، حتى أصبحت أقوى دولة بحرية في العالم و طوقت الاتحاد السوفيتي و الدول الاشتراكية بالأحلاف و القواعد ، كما أن نفوذها السياسي و الاقتصادي و العسكري يشمل معظم الدول الرأسمالية المتقدمة و النامية .
يمكن أن نعد نيكولاس سبيكمان خليفة ماهان في إستراتيجيته ، لكنه لا يتفق معه في سيادة القوة البحرية بل يتأثر بماكندر في كل شيء سوى النتائج السياسية . فقد كان سبيكمان يخشى من سيطرة ألمانيا على القارة الأوربية و من ثم على الهارتلاند الأورو – الآسيوي ، لذا فهو يرى ضرورة التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا كقوة بحرية و الاتحاد السوفيتي كقوة برية لمنع ألمانيا من تنفيذ مخططها العالمي .
و قد رأى سبيكمان في الهلال الهامشي الذي يحيط بالهارتلاند عند ماكندر مفتاح السياسة العالمية ، و قد أطلق على هذه الأراضي اسم ( الإطار Rimland ) أو الحافة التي تضم أوربا الغربية و الشرق الأوسط و الهند و جنوب شرق آسيا و الصين ، هذا الإطار يتمتع بعدد كبير من السكان و مصادر ثروة غنية بالإضافة إلى استخدام البحر في النقل و الاتصال .
و في الحقيقة فإن سبيكمان يتبنى كل آراء ماكندر لكنه يعكس النتائج فهو يقول :
- من يحكم الإطار يحكم أوراسيا
- من يحكم أوراسيا يتحكم في مصير العالم .
و لكن تشتت الإطار و تقسمه بين القوى الأوربية و الأمريكية يجعل من المستحيل قيامه بهذا الدور . أما إذا تمكنت دولة واحدة من السيطرة عليه فإن دوره سيصبح واضحاً في إمكانية السيطرة على العالم ، و بالتالي فهو يخشى أن تتمكن ألمانيا من السيطرة على الإطار بعد أن تحتل أوربا الغربية .
إن نتائج سبيكمان تتميز بعدم الكفاية و البعد عن الإمكانية العلمية ، فمن الواضح أن منطقة الإطار لا يمكن أن تكون قوة واحدة ، كما أن هذا الإطار ليس سوى نطاق هامشي مهدد من الهارتلاند من الداخل و القوى البحرية من الخارج .
و إن ما يحدث اليوم في العالم أكبر و أوضح دليل على حرص الحكومات الأمريكية المتعاقبة على تطبيق آراء ماهان من أجل السيطرة النهائية على العالم .