- السبت ديسمبر 07, 2013 11:39 am
#68153
الماسة الأرجوانية
من عتمة العنصرية وظلام القهر وعتي الاضطهاد وموالد الأحقاد، خرج أمير سلام أفريقيا. معظم بلدان القارة خرجت إلى الاستقلال في الفساد والموت والديكتاتورية: هذا الأمير لم يبقَ يوما بعد انتهاء ولايته كأول رئيس أسود للبلاد، مع أنه كان في إمكانه أن يجددها ألف مرة والناس تصفق تريد المزيد. ولم يخلف في بلده نزاعا أو انتقاما برغم كل الألم المرير. ولم يستغل هالته في فساد.
الشجاعة وجوه، أجملها أن تحقق بالجمال والحياة والترفع، ما يسعى إليه بالموت والقتل والمجاعات. أمراء الجمال كانوا قلة في التاريخ، أعلاهم هو الرجل الذي يخرج العالم أجمع في جنازته اليوم. ظهر في أفريقيا عدد غير قليل من رجال الحرية والاستقلال، لكنهم ما لبثوا أن غرقوا في وحول السلطة أو الحقد أو الفساد. «ماديبا»، المعلم، بدأ مناضلا كبيرا وعاش سجينا كبيرا ومات بين أرفع الأكابر في صناع التاريخ، قديمه وحديثه.
لا مقارنة مع أحد رغم إغراء المقارنات: ليس مارتن لوثر كينغ لأن العالم لم يجرب كينغ في الحكم. ولا غاندي، للسبب نفسه. لم يعرف العالم، خصوصا الثالث، رجلا وصل إلى الحكم وبقي أرفع من السلطة، إلا قلة. ولا عرف الكثيرين ممن أحبوا شعوبهم وبلدانهم أكثر مما أحبوا أنفسهم. نيلسون مانديلا كان ماسة غريبة في غابة السياسة.
منذ نصف قرن ومعظم أفريقيا في الانقلابات والدبابات والمجاعة وحروب يخوضها مجندون أطفال ومهرجون وفاسقون وسرقات موصوفة. هذا الرجل لم يكن أفضل رجل حرية في القارة، بل كان أفضل رجل دولة أيضا. بسط السلام في بلاده وحاول أن ينشره حيثما استطاع. قبل أسابيع زار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جنوب أفريقيا، وطلب أن يقابل الرئيس السابق لا الحالي، الرئيس الحالي ملهي بتوسيع المسابح الجديدة. وقلائل يعرفون اسمه في أي حال. إذا كنت تريد أن تحدث أحفادك عن أحد، فسوف تقول لهم، إنك أنت، رئيس فرنسا، صافحت ذات يوم أمير الجمال في عالم السياسة وجحيمها. الماسة الأرجوانية.
كان وساما على صدر بلده وقارته وعرقه. من عزلة السجن وظلامه أضاء أنوار الحرية، وفي وداعة وحكمة وشجاعة، نقل جنوب أفريقيا من الأبارتيد إلى المساواة، ومن ديكتاتورية البيض إلى ديمقراطية الشراكة، ومن قانون القهر والظلم إلى طرق العدالة. كان السود في أميركا يغنون ويرقصون في الجنازات. لا يليق بهذا النبيل سوى معالم الفرح.
من عتمة العنصرية وظلام القهر وعتي الاضطهاد وموالد الأحقاد، خرج أمير سلام أفريقيا. معظم بلدان القارة خرجت إلى الاستقلال في الفساد والموت والديكتاتورية: هذا الأمير لم يبقَ يوما بعد انتهاء ولايته كأول رئيس أسود للبلاد، مع أنه كان في إمكانه أن يجددها ألف مرة والناس تصفق تريد المزيد. ولم يخلف في بلده نزاعا أو انتقاما برغم كل الألم المرير. ولم يستغل هالته في فساد.
الشجاعة وجوه، أجملها أن تحقق بالجمال والحياة والترفع، ما يسعى إليه بالموت والقتل والمجاعات. أمراء الجمال كانوا قلة في التاريخ، أعلاهم هو الرجل الذي يخرج العالم أجمع في جنازته اليوم. ظهر في أفريقيا عدد غير قليل من رجال الحرية والاستقلال، لكنهم ما لبثوا أن غرقوا في وحول السلطة أو الحقد أو الفساد. «ماديبا»، المعلم، بدأ مناضلا كبيرا وعاش سجينا كبيرا ومات بين أرفع الأكابر في صناع التاريخ، قديمه وحديثه.
لا مقارنة مع أحد رغم إغراء المقارنات: ليس مارتن لوثر كينغ لأن العالم لم يجرب كينغ في الحكم. ولا غاندي، للسبب نفسه. لم يعرف العالم، خصوصا الثالث، رجلا وصل إلى الحكم وبقي أرفع من السلطة، إلا قلة. ولا عرف الكثيرين ممن أحبوا شعوبهم وبلدانهم أكثر مما أحبوا أنفسهم. نيلسون مانديلا كان ماسة غريبة في غابة السياسة.
منذ نصف قرن ومعظم أفريقيا في الانقلابات والدبابات والمجاعة وحروب يخوضها مجندون أطفال ومهرجون وفاسقون وسرقات موصوفة. هذا الرجل لم يكن أفضل رجل حرية في القارة، بل كان أفضل رجل دولة أيضا. بسط السلام في بلاده وحاول أن ينشره حيثما استطاع. قبل أسابيع زار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جنوب أفريقيا، وطلب أن يقابل الرئيس السابق لا الحالي، الرئيس الحالي ملهي بتوسيع المسابح الجديدة. وقلائل يعرفون اسمه في أي حال. إذا كنت تريد أن تحدث أحفادك عن أحد، فسوف تقول لهم، إنك أنت، رئيس فرنسا، صافحت ذات يوم أمير الجمال في عالم السياسة وجحيمها. الماسة الأرجوانية.
كان وساما على صدر بلده وقارته وعرقه. من عزلة السجن وظلامه أضاء أنوار الحرية، وفي وداعة وحكمة وشجاعة، نقل جنوب أفريقيا من الأبارتيد إلى المساواة، ومن ديكتاتورية البيض إلى ديمقراطية الشراكة، ومن قانون القهر والظلم إلى طرق العدالة. كان السود في أميركا يغنون ويرقصون في الجنازات. لا يليق بهذا النبيل سوى معالم الفرح.