صفحة 1 من 1

اللوبي الإسرائيلي الامريكي وتأثيره

مرسل: السبت ديسمبر 07, 2013 6:25 pm
بواسطة ثامر المشخص 85
عندما قامت بريطانيا، خلال منتصف القرن الماضي، بتغيير توجهاتها إزاء أنشطة الوكالة اليهودية وملفات الصهيونية العالمية آنذاك، على النحو الذي ترتب عليه قيام السفن الحربية البريطانية باعتراض اليهود المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى فلسطين، واحتجازهم في بعض المعسكرات المخصصة لهم في جزيرة قبرص، أدركت الحركة الصهيونية أن الحكومة البريطانية والبريطانيون أصبحوا أكثر اهتماماً بمصالح بريطانيا الحيوية وحقيقة ارتباطها بالعالم العربي، وتحديداً التوجهات البريطانية التي كانت تهدف إلى بناء حلف عربي بريطاني يضم ملك الأردن، ملك العراق، وملك السعودية، (على أساس اعتبارات روابط الأسرة الهاشمية) إضافة إلى بلدان الخليج التي كانت بريطانيا آنذاك عضواً قوياً فيها.. وعندها تحولت أنظار الحركات والمنظمات اليهودية والصهيونية إلى أمريكا: الأرض الجديدة، وباندلاع الحرب العالمية الثانية، تدفقت موجات الهجرة اليهودية بكثافة إلى أمريكا، باعتبارها الملاذ الآمن الذي يوفر الوقاية من خطر العداء للسامية، وأيضاً يتيح مزايا الحصول على المال وحرية التجارة. وتحديداً، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، بدأ المجتمع اليهودي الصهيوني الأمريكي بغرس أقدامه جيداً في الرمال المتحركة الأمريكية، واستطاع أن يتمكن من التأثير على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حتى استطاع لاحقاًً وعلى وجه الخصوص عند قيام إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الحالية، أن ينتقل من مرحلة مجرد التأثير على السياسة الأمريكية إلى مرحلة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي.
ولكن بعد معاناة حرب العراق، حرب أفغانستان، أزمات الشرق الأوسط، وتزايد العداء لأمريكا في العالم، وإدراك الرأي العام الأمريكي لمدى مخاطر التورط في الحروب وتأثير ذلك على استقرار مصالح أمريكا الداخلية والخارجية، وما ترتب على ذلك من انتخابات للكونغرس واستطلاعات للرأي العام الأمريكي، أكدت على وجود مؤشرات قوية بأن المستقبل ليس في مصلحة توجهات ومخططات اللوبي الإسرائيلي.
اللوبي الإسرائيلي، يعمل على استكمال نموذج السيطرة الاستراتيجية عن طريق انجاز الأهداف الآتية:
• الرئاسة الأمريكية: دعم فوز المرشح الجمهوري رود غيولياني، باعتباره الخيار الأفضل للإسرائيليين واليهود الأمريكيين، ويأتي بعده المرشح الجمهوري ماكين، وإن تقدر ذلك، ففي أسوأ الأحوال تمثل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الخيار الذي يتمتع بالأفضلية الثالثة.
• الكونغرس الأمريكي: تخفيف حدة الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين، وذلك عن طريق بناء لوبي يهودي موحد يجمع أعضاء الكونغرس اليهود الديمقراطيين والجمهوريين، إضافة إلى عناصر اليمين المسيحي – الصهيوني الداعمين لإسرائيل.
كذلك يتضمن ذلك استخدام شبكات المصالح الخاصة بشركات المجمع الصناعي – العسكري، والشركات النفطية الأمريكية الكبرى، ومراكز الدراسات من أجل التأثير على الكونغرس الأمريكي وتوجهاته، إزاء العالم، وعلى وجه الخصوص منطقة الشرقين الأوسط والأدنى.
• الأجهزة التنفيذية الأمريكية: إعطاء وزارتي الدفاع والخارجية والخزانة دوراً أكبر في عملية صنع القرار الأمريكي، إضافة إلى تقليص استقلالية ما يعرف بـ(مجمع الأمن القومي الأمريكي) الذي يضم أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية ودفعها إلى أن تعمل باتجاه (صناعة) التقارير الاستخبارية التي تدعم توجهات الإدارة الأمريكية، وتحديداً مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي يستميت اللوبي الإسرائيلي في السيطرة عليه، والاستفادة من مزاياه الهائلة في توجيه قرارات البيت الأبيض الأمريكي
• المحكمة العليا الأمريكية: تشير المعلومات إلى أن المحكمة العليا الأمريكية تمثل واحداً من أهم مراكز (السيطرة التامة) للوبي الإسرائيلي، وتشير المعلومات أيضاً إلى أن 75% من رؤساء المحكمة العليا الأمريكية كانوا من اليهود، وبأن 60 إلى 70% من أعضائها يكونون عادة من اليهود الأمريكيين وأيضاً المسيحية – الصهيونية.
الخطوة الأولى، أو المهمة ذات الأولوية القصوى، تتمثل حالياً في ترتيب الأوضاع الأمريكية الداخلية، وتشديد قبضة اللوبي الإسرائيلي عليها، وذلك لأن انفلات أي واحدة من السلطات الثلاثة: التشريعية، التنفيذية، والقضائية، سوف يؤدي إلى اختلال عملية الإدارة المسلسلة التي يباشر من خلالها اللوبي الإسرائيلي توجيه السياسة الأمريكية.. الداخلية والخارجية.. المهمة الثانية التي سوف يحاول اللوبي اللجوء إليها باعتبارها (خطة الطوارئ) فتمثل في محاولة التوفيق بين الأطراف الجمهورية والديمقراطية المؤيدة لإسرائيل، وإن تعذر ذلك، فسوف يكون الملاذ الأخير هو المحكمة الدستورية العليا الأمريكية، التي تستطيع عند الطلب تقديم (الفتاوى) التي تخدم وتعزز مصلحة إسرائيل واللوبي الإسرائيلي.