By عبدالمجيدالنفيسة٣٢ - السبت ديسمبر 07, 2013 10:05 pm
- السبت ديسمبر 07, 2013 10:05 pm
#68397
من المسلم به في نطاق الدين الإسلامي أن الشريعة الإسلامية بوصفها خاتمة الرسالات السماوية وما تتميز به ـ لذلك ـ من عموم وشمول، تفرض على المسلمين ـ فرادى وجماعات ـ تبادل العلاقات والاتصالات مع غيرهم من الدول والجماعات التي لا تدين بالإسلام، وذلك من أجل تحقيق مقاصد وأغراض شتى أهمها قاطبة نشر الدين الإسلامي ودعوة الناس إليه، فضلاً عن تبادل السلع والمنافع بما يحقق الصالح العام للمسلمين والدولة الإسلامية. ولا بد للدولة الإسلامية في هذا الخصوص ـ شأنها في ذلك شأن غيرها من الدول والجماعات ـ من أدوات تستعين بها على تنظيم وإدارة علاقاتها الخارجية، وتستطيع من خلالها الوصول إلى ما تنشده لهذه العلاقات من مقاصد وغايات. وإذا كان الملاحظ ـ واقعاً وعملاً ـ في نطاق العلاقات الدولية على مر العصور والأزمان أن الدول تملك مجالاً واسعاً للخيار بين العديد من الوسائل والأدوات وهي تحديد أنسب الوسائل وأكثرها فاعلية في تحقيق الأهداف والغايات المنشودة لسياساتها الخارجية، إلا أن ارتباط العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية ـ في مضمونها وأشكالها ـ بالأحكام العامة للشريعة الإسلامية من شأنه أن ينعكس على حرية الدولة ومجالات حركتها بالنسبة لاختيار أنجح الأدوات لإدارة وتنظيم علاقاتها بالغير. وبعبارة أخرى، فإن ثمة حقيق ثابتة تقضي بأن العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية، وإن كان الدخول فيها وإنشاؤها أمراًَ واجباً شرعاً، إلا أن هذه العلاقات لا بد لها من أساس تبنى عليه ولا بد لها أيضاً من مبادئ عامة ترتسم في ظلها وهذا وذاك مما يؤثر ـ بطبيعة الحال ـ في تحديد نطاق العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية كما يؤثر فيما يمكن لهذه العلاقات أن تتخذه من صور وأشكال على أرض الواقع. فضلاً عما تنطوي عليه هذه الضوابط الشرعية من التأثير ـ ضيقاً واتساعاً ـ في مجال الخيار ـ بين الأدوات والوسائل ـ المتاح لولاة الأمر في تصريف الشؤون الخارجية للدولة الإسلامية. وبيان ما تقدم أن الأخذ بوجهة النظر التي تذهب إلى أن الأصل في علاقات المسلمين بغيرهم من الدول والجماعات ـ وخاصة حال اكتمال القوة والغلبة للمسلمين ـ يكمن في تخيير غير المسلمين من «المشركين والكافرين» بين الإسلام أو القتال وفي تخيير أهل الكتاب ومعهم المجوس بين الإسلام أو الجزية أو القتال، الأخذ بوجهة النظر هذه من شأنه أن يضيق من نطاق "الأدوات السلمية" التي يمكن للدولة الإسلامية أن تستعين بها إدارة وتنظيم علاقاتها بالغير. موضوعات الكتاب - التفاوض كأداة في العلاقات الخارجية في الدولة الإسلامية - التعاهد كأداة في العلاقات الخارجية في الدولة الإسلامية - التبادل التجاري والاقتصادي في العلاقات الخارجية في الدولة الإسلامية - تبادل الرسل والسفارات كأداة في العلاقات الخارجية في الدولة الإسلامية