التحالف
مرسل: السبت ديسمبر 07, 2013 10:37 pm
التحالف هو اتفاق بين دولتين فأكثر لتنسيق العمل بينها في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، بحيث تتفق الدول المتحالفة على شروط الانضمام والالتزامات التي تنجر عن الانضمام بالاستناد إلى ترتيبات رسمية أو غير رسمية تهدف في مجملها إلى حماية دول التحالف من عدو مشترك أو مواجهة التهديدات المتأتية من خارج مجال التحالف، سواء كانت هذه التهديدات حقيقية أو يتم إدراكه على أنها كذلك.
ترمي الدول المتحالفة من خلال إنشاء التحالف إلى تحسين وضع القوة الإجمالي للأعضاء مقارنة بالدول غير الأعضاء وإرساء نظام ردعي يساهم في زيادة مستويات الشعور بالأمن.
في حالة التحالف الرسمي الذي ينشأ بالتوقيع على معاهدة بهذا الشأن، فإن دول التحالف تتعهد بأن تفي بالتزاماتها تجاه شركائها، حيث تحدد المعاهدة طبيعة التحالف، وشروط الانضمام، والظروف التي تستدعي تعبئة موارد الشركاء للقيام بعمل عسكري. غير أن النقطة المحورية في أي تحالف تتمثل في اعتبار الاعتداء على أحد أعضاء التحالف بمثابة اعتداء على الجميع ما ينجر عنه تفعيل آليات الدفاع المشترك.
فوائد التحالف:
· تخفيض تكاليف تأمين الدول المتحالفة من المخاطر التي تتهددها، ذلك أنه من الأفضل للدول، من ناحية التكاليف، الدخول في تحالفات مع دول قوية بدل السعي لتطوير ترسانتها الخاصة، حيث يقلص ذلك حاجتها لزيادة ميزانيتها الدفاعية؛
· عادة ما تجني الدول فوائد اقتصادية من خلال تحالفاتها، فالأحلاف تساهم في إرساء وصيانة الاستقرار الذي يساهم بدوره في دفع النمو الاقتصادي. ومن جهة أخرى، فإن الأحلاف تعمل على توثيق الروابط الاقتصادية بين شركاءها على صعيد التبادل التجاري، والمساعدات والقروض. وفضلا عن ذلك، فإن وجود قوات عسكرية على أراضي دولة معينة يزيد من مستويات الطلب على السلع والخدمات المختلفة؛
· للدول الكبرى بدورها فوائد تجنيها من وراء سعيها للحصول على حلفاء من بين دول صغيرة، بحيث يمنح لها ذلك إمكانية إقامة قواعد عسكرية متقدمة في مناطق استراتيجية مثل المضايق، كما يعطيها القدرة على الحفاظ على مجال نفوذها عبر التواجد العسكري المباشر، وقد تجسد ذلك بشكل واضح خلال الحرب الباردة.
التحالفات العسكرية القائمة:
· حلف شمال الأطلسي NATO : أنشأ بموجب معاهدة وقعت في واشنطن يوم 9 أفريل 1949، ويتخذ من بروكسل مقرا له، بلغ عدد أعضائه في 2006 إلى 26 عضوا يتوزعون على بالأساس على أمريكا الشمالية وأوربا الغربية وأجزاء من أوربا الشرقية. تمكن هذا التحالف من الاستمرار والتوسع على الرغم من زوال مبرر إنشائه في البدء، أي مواجهة "المد الشيوعي"، حيث اتجه عقب نهاية الحرب الباردة إلى لعب أدوار متعددة لاسيما في مجال التدخل الإنساني وصناعة وحفظ السلام.
· منظمة شنغهاي للتعاون SCO : تأسس هذا التحالف بموجب معاهدة وقعت في 15 جانفي 2001 بـ شنغهاي الصينية، ويضم الحلف حاليا الدول المؤسسة الخمس وهي: الصين، وروسيا، وكازاخستان، قيرغيرستان، طاجيكستان، وذلك قبل أن أتنضم إليها أوزبكستان. مقاصد إنشاء الحلف كما يحددها ميثاق "سانت بيترسبورغ" الروسية (جوان 2002) تتمثل في الحفاظ على الأمن ضمن منطقة آسيا الوسطى وذلك في مواجهة ثلاثة تهديدات رئيسية: الإرهاب، والتطرف، والحركات الانفصالية.
· حلف آنزوس ANZUS : يضم هذا الحلف كلا من الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وذلك بموجب معاهدة التأسيس التي وقعت بـ "سان فرانسيسكو" في 1 سبتمبر 1951، والتي أقرت التعاون بين الدول الثلاثة في القضايا الأمنية المتعلقة بمنطقة المحيط الهادي، غير أنها تطورت لاحقا لتشمل التعاون العسكري في مواجهة التهديدات في مختلف المناطق. تجدر الإشارة إلى أن نيوزيلندا لم تعد عضوا فاعلا في التحالف بعد خلافها عام 1985 مع الولايات المتحدة بشأن مدى أحقية السفن الحربية الأمريكية الزائرة، التي تعمل على الطاقة النووية أو التي تحمل أسلحة نووية، الرسو في موانئ نيوزيلندا، ومع ذلك، فقد شاركت جنبا إلى جنب مع كل من الولايات المتحدة وأستراليا في حرب الخليج وفي الحملة ضد الإرهاب.
· اتفاقيات الدفاع بين القوى الخمس FPDA : تشكل هذا الحلف عام 1971 على أثر توقيع خمس دول (المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، ماليزيا، وسنغافورة) على اتفاقيات ثنائية تتضمن الالتزام بالتشاور حال تعرض كل من ماليزيا أو سنغافورة إلى تهديدات خارجية أو هجوم خارجي. وجاء ذلك عقب قرار بريطانيا عام 1967 بسحب قواتها المتواجدة شرقي السويس وما تلاه من إنهاء الضمانات الدفاعية التي كانت تقدمها المملكة المتحدة للدولتين. وقد تطورت العلاقات العسكرية بين الدول الأعضاء في التحالف حيث أقرت إشراك الأركان الثلاثة لجيوشها في مناورات مشتركة منذ 1981.
· منظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO : تم التوقيع على اتفاقية الأمن الجماعي في إطار مجموعة الدول المستقلة في 15 ماي 1992، حيث وقعتها في البدء كل من: روسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، ثم انضمت إليها لاحقا أذربيجان، وجورجيا وبيلاروسيا، و أصبحت سارية المفعول في 20 أفريل 1994. يلتزم الأعضاء بموجب هذا التحالف بعدم اللجوء إلى استعمال القوة وعدم الانضمام إلى أحلاف أخرى، كما يقضي بتفعيل مبدأ التضامن أو الأمن الجماعي حيث الاعتداء على أحد الأعضاء يعتبر بمثابة اعتداء على الجميع. ميزة هذا التحالف هو عدم انضباط أعضائه إذ أن بعضها انسحب من المعاهدة وعاود الانضمام إليها مثل أوزبكستان، وذلك عقب انسحابها من منظمة قوام GUUAM التي أعيد صياغة تسميتها تبعا لذلك GUAM. وهي المنظمة التي أسست عام 1997 من طرف جورجيا، وأوكرانيا، وأذربيجان، ومولدوفا لمواجهة الهيمنة الروسية.
· ميثاق الأمن المشترك لإفريقيا الوسطى COPAX : وهو أحد أجهزة المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الوسطى المعروفة اختصارا بـ ECCAS التي تأسست عام 1985 لأهداف اقتصادية، لكن الصراعات التي شهدتها منطقة إفريقيا جنوب الصحراء منتصف التسعينات اضطرتها إلى تبني آليات للحفاظ على الأمن والاستقرار، تجسدت في إنشاء منظمة كوباكس عام 1999، والتي أقرت من خلالها تفعيل آليات لصيانة وتعزيز الأمن في منطقة إفريقيا الوسطى مثل مشاركة المعلومات الاستخبارية في إطار نظام الإنذار المبكر؛ التنسيق بين أركان جيوش الدول الأعضاء؛ وإنشاء وحدات عسكرية متعددة الجنسية من بلدان التحالف وذلك لتنفيذ مهام حفظ السلام أو الإغاثة الإنسانية.
· تحالفات غير دائمة خاصة بمهام محددة ad hoc alliances : نموذج هذا النوع من التحالفات هو التحالف العسكري المشكل بقيادة الولايات المتحدة لخوض عملية عاصفة الصحراء لإجبار العراق على سحب قواته من الكويت. النموذج الثاني هو التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة بهدف غزو العراق عام 2003، ورغم أن 85 % مما اصطلح على تسميته بقوات التحالف هي قوات أمريكية، إلا أن وجود ما يزيد عن أربعين دولة تقاتل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية أو تقدم تسهيلات عسكرية مختلفة له اعتبارات سياسية، حيث أن عدم حصول الولايات المتحدة على قرار من مجلس الأمن يجيز غزو العراق -بحجة وجود خطر وشيك من أسلحة دمار شامل يطورها العراق- دفع الولايات المتحدة إلى محاولة إيجاد غطاء من الشرعية السياسية لعملها الأحادي الجانب عبر توسيع دائرة الدول المشاركة في التحالف.
ترمي الدول المتحالفة من خلال إنشاء التحالف إلى تحسين وضع القوة الإجمالي للأعضاء مقارنة بالدول غير الأعضاء وإرساء نظام ردعي يساهم في زيادة مستويات الشعور بالأمن.
في حالة التحالف الرسمي الذي ينشأ بالتوقيع على معاهدة بهذا الشأن، فإن دول التحالف تتعهد بأن تفي بالتزاماتها تجاه شركائها، حيث تحدد المعاهدة طبيعة التحالف، وشروط الانضمام، والظروف التي تستدعي تعبئة موارد الشركاء للقيام بعمل عسكري. غير أن النقطة المحورية في أي تحالف تتمثل في اعتبار الاعتداء على أحد أعضاء التحالف بمثابة اعتداء على الجميع ما ينجر عنه تفعيل آليات الدفاع المشترك.
فوائد التحالف:
· تخفيض تكاليف تأمين الدول المتحالفة من المخاطر التي تتهددها، ذلك أنه من الأفضل للدول، من ناحية التكاليف، الدخول في تحالفات مع دول قوية بدل السعي لتطوير ترسانتها الخاصة، حيث يقلص ذلك حاجتها لزيادة ميزانيتها الدفاعية؛
· عادة ما تجني الدول فوائد اقتصادية من خلال تحالفاتها، فالأحلاف تساهم في إرساء وصيانة الاستقرار الذي يساهم بدوره في دفع النمو الاقتصادي. ومن جهة أخرى، فإن الأحلاف تعمل على توثيق الروابط الاقتصادية بين شركاءها على صعيد التبادل التجاري، والمساعدات والقروض. وفضلا عن ذلك، فإن وجود قوات عسكرية على أراضي دولة معينة يزيد من مستويات الطلب على السلع والخدمات المختلفة؛
· للدول الكبرى بدورها فوائد تجنيها من وراء سعيها للحصول على حلفاء من بين دول صغيرة، بحيث يمنح لها ذلك إمكانية إقامة قواعد عسكرية متقدمة في مناطق استراتيجية مثل المضايق، كما يعطيها القدرة على الحفاظ على مجال نفوذها عبر التواجد العسكري المباشر، وقد تجسد ذلك بشكل واضح خلال الحرب الباردة.
التحالفات العسكرية القائمة:
· حلف شمال الأطلسي NATO : أنشأ بموجب معاهدة وقعت في واشنطن يوم 9 أفريل 1949، ويتخذ من بروكسل مقرا له، بلغ عدد أعضائه في 2006 إلى 26 عضوا يتوزعون على بالأساس على أمريكا الشمالية وأوربا الغربية وأجزاء من أوربا الشرقية. تمكن هذا التحالف من الاستمرار والتوسع على الرغم من زوال مبرر إنشائه في البدء، أي مواجهة "المد الشيوعي"، حيث اتجه عقب نهاية الحرب الباردة إلى لعب أدوار متعددة لاسيما في مجال التدخل الإنساني وصناعة وحفظ السلام.
· منظمة شنغهاي للتعاون SCO : تأسس هذا التحالف بموجب معاهدة وقعت في 15 جانفي 2001 بـ شنغهاي الصينية، ويضم الحلف حاليا الدول المؤسسة الخمس وهي: الصين، وروسيا، وكازاخستان، قيرغيرستان، طاجيكستان، وذلك قبل أن أتنضم إليها أوزبكستان. مقاصد إنشاء الحلف كما يحددها ميثاق "سانت بيترسبورغ" الروسية (جوان 2002) تتمثل في الحفاظ على الأمن ضمن منطقة آسيا الوسطى وذلك في مواجهة ثلاثة تهديدات رئيسية: الإرهاب، والتطرف، والحركات الانفصالية.
· حلف آنزوس ANZUS : يضم هذا الحلف كلا من الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وذلك بموجب معاهدة التأسيس التي وقعت بـ "سان فرانسيسكو" في 1 سبتمبر 1951، والتي أقرت التعاون بين الدول الثلاثة في القضايا الأمنية المتعلقة بمنطقة المحيط الهادي، غير أنها تطورت لاحقا لتشمل التعاون العسكري في مواجهة التهديدات في مختلف المناطق. تجدر الإشارة إلى أن نيوزيلندا لم تعد عضوا فاعلا في التحالف بعد خلافها عام 1985 مع الولايات المتحدة بشأن مدى أحقية السفن الحربية الأمريكية الزائرة، التي تعمل على الطاقة النووية أو التي تحمل أسلحة نووية، الرسو في موانئ نيوزيلندا، ومع ذلك، فقد شاركت جنبا إلى جنب مع كل من الولايات المتحدة وأستراليا في حرب الخليج وفي الحملة ضد الإرهاب.
· اتفاقيات الدفاع بين القوى الخمس FPDA : تشكل هذا الحلف عام 1971 على أثر توقيع خمس دول (المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، ماليزيا، وسنغافورة) على اتفاقيات ثنائية تتضمن الالتزام بالتشاور حال تعرض كل من ماليزيا أو سنغافورة إلى تهديدات خارجية أو هجوم خارجي. وجاء ذلك عقب قرار بريطانيا عام 1967 بسحب قواتها المتواجدة شرقي السويس وما تلاه من إنهاء الضمانات الدفاعية التي كانت تقدمها المملكة المتحدة للدولتين. وقد تطورت العلاقات العسكرية بين الدول الأعضاء في التحالف حيث أقرت إشراك الأركان الثلاثة لجيوشها في مناورات مشتركة منذ 1981.
· منظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO : تم التوقيع على اتفاقية الأمن الجماعي في إطار مجموعة الدول المستقلة في 15 ماي 1992، حيث وقعتها في البدء كل من: روسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، ثم انضمت إليها لاحقا أذربيجان، وجورجيا وبيلاروسيا، و أصبحت سارية المفعول في 20 أفريل 1994. يلتزم الأعضاء بموجب هذا التحالف بعدم اللجوء إلى استعمال القوة وعدم الانضمام إلى أحلاف أخرى، كما يقضي بتفعيل مبدأ التضامن أو الأمن الجماعي حيث الاعتداء على أحد الأعضاء يعتبر بمثابة اعتداء على الجميع. ميزة هذا التحالف هو عدم انضباط أعضائه إذ أن بعضها انسحب من المعاهدة وعاود الانضمام إليها مثل أوزبكستان، وذلك عقب انسحابها من منظمة قوام GUUAM التي أعيد صياغة تسميتها تبعا لذلك GUAM. وهي المنظمة التي أسست عام 1997 من طرف جورجيا، وأوكرانيا، وأذربيجان، ومولدوفا لمواجهة الهيمنة الروسية.
· ميثاق الأمن المشترك لإفريقيا الوسطى COPAX : وهو أحد أجهزة المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الوسطى المعروفة اختصارا بـ ECCAS التي تأسست عام 1985 لأهداف اقتصادية، لكن الصراعات التي شهدتها منطقة إفريقيا جنوب الصحراء منتصف التسعينات اضطرتها إلى تبني آليات للحفاظ على الأمن والاستقرار، تجسدت في إنشاء منظمة كوباكس عام 1999، والتي أقرت من خلالها تفعيل آليات لصيانة وتعزيز الأمن في منطقة إفريقيا الوسطى مثل مشاركة المعلومات الاستخبارية في إطار نظام الإنذار المبكر؛ التنسيق بين أركان جيوش الدول الأعضاء؛ وإنشاء وحدات عسكرية متعددة الجنسية من بلدان التحالف وذلك لتنفيذ مهام حفظ السلام أو الإغاثة الإنسانية.
· تحالفات غير دائمة خاصة بمهام محددة ad hoc alliances : نموذج هذا النوع من التحالفات هو التحالف العسكري المشكل بقيادة الولايات المتحدة لخوض عملية عاصفة الصحراء لإجبار العراق على سحب قواته من الكويت. النموذج الثاني هو التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة بهدف غزو العراق عام 2003، ورغم أن 85 % مما اصطلح على تسميته بقوات التحالف هي قوات أمريكية، إلا أن وجود ما يزيد عن أربعين دولة تقاتل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية أو تقدم تسهيلات عسكرية مختلفة له اعتبارات سياسية، حيث أن عدم حصول الولايات المتحدة على قرار من مجلس الأمن يجيز غزو العراق -بحجة وجود خطر وشيك من أسلحة دمار شامل يطورها العراق- دفع الولايات المتحدة إلى محاولة إيجاد غطاء من الشرعية السياسية لعملها الأحادي الجانب عبر توسيع دائرة الدول المشاركة في التحالف.