الحرب الاهلية في العرق
مرسل: الأحد ديسمبر 08, 2013 3:29 pm
بات في حكم المؤكد وبعد عشر سنوات من الغزو الأمريكي للعراق أن هناك فشلا ذريعا قد تحقق على أرض العراق، فلا بقيت وحدة العراق المركزية كما في السابق، ولا ظل النسيج الاجتماعي العراقي موحدا كما من قبل، وأضحت الهواجس مخيمة على العراقيين والمخاوف جاثمة على الصدور من المستقبل الدرامي القادم ،وبخاصة في ظل اضطرابات إقليمية لدول الجوار متمثلة في سوريا من جهة وإيران من جهة أخرى ،وجميعها ستزيد من الطين بلة كما يقال عربيا.
إلى أين يمضي العراق و العراقيون لاسيما في ضوء النزاعات الاخيرة الظاهرة للعيان والجلية عن البيان ؟ وهل أدرك الامريكيون بالفعل خسارتهم هناك؟.
مؤخرا كانت مجلة الفورين بوليسي الامريكية ذائعة الصيت تكتب تقول:" إن الأموال والدماء الأمريكية المهدورة في العراق لم تجعل رئيس الوزراء نوري المالكي حليفا لواشنطن حيث يبدو أن معادة تنظيم القاعدة ليست مؤشرا حقيقيا على الولاء للولايات المتحدة... مامعنى هذا الامر بالنسبة للمجلة الأمريكية العريقة التي تصدر في نيويورك عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والمشارك بشكل فاعل في وضع السياسات الامريكية حول العالم منذ ثلاثينيات القرن المنصرم؟.
تقر المجلة بأن المعنى والمبنى يتمحوران حول الجهود الامريكية التي بذلت في العراق والتي كانت تفتقر إلى التخطيط الدقيق والخبرة الأدارية والاستقرار الامني، وهو مايؤكد الرأي القائل بانه لايمكن تحقيق الديمقراطية بقوة السلاح.
على أنه مهما يكن من أمر الماضي فأن تقريرا مهما للغاية تناولته وسائل الاعلام الأمريكية الأسبوع الماضي ويبدو انه احد تسريبات الاجهزة الامنية والاستخبارية التي لا تريد للبلاد التورط في مستنقع حرب جديده في المنطقة سواء في سوريا أو إيران، كشف عن الحال والمآل الدرامي للعراق والعراقيين، والمستقبل الرابض خلف الباب للبلد العربي الذي حقق ذات مرة المرتبة الرابعة في النمو حول العالم... مالذي يشير إليه التقرير المذكور؟
بوضوح وصراحة تامين يتحدث عن تزايد إحتمالات إنقسام وتفكك العراق إلى دويلات صغيرة، في ضوء التوترات الطائفية الراهنة بشكل يكاد يشبه وجود سيف مسلط على استقرار منطقة الشرق الاوسط ككل.... ما الذي يجري في العراق حتى بات على أبواب هذا المستقبل الكئيب؟
المقطوع به أن السبب الرئيسي وراء ما نشهده في العراق اليوم هو فشل النخب السياسية العراقية في تسوية الاشكالات السياسية الاساسية التي فجرها احتلال العراق، وامتد الفشل حتى بعد إقرار الدستور العراقي عام ،2005 وقد أستمرت هذه الاشكالات في إعادة إنتاج نفسها من خلال تمظهرات مختلفة عبر ما يكمن تسميته بسياسة تدوير الازمات.. ماهي علامات الازمة العراقية التي تجعل سيناريو التقسيم والتفكيك واقعا حيا معاشا بالفعل؟
هناك في واقع الامر مظاهر وشواهد عديدة غير أننا نكتفي بثلاثة منها للتدليل على خطورة الجرح الغائر في الذات العراقية وتهديدات لكيان الدولة الموحدة منذ عدة ألاف من السنين.
النموذج او المثال الاول يتضح من خلال حالة الحراك الجماهيري في الجغرافيا العراقية حتى ان البعض أطلق على ما يجري في بعض مناطق الجغرافيا العراقية مثل"الأنبار"نينوى"صلاح الدين"ديالي"كركوك"بغداد"وصف الربيع العربي السني على وزن ومنوال الربيع العربي، في عدد من الاقطار العربية، وقد جائت الصحوة السنية على إثر مداهمة قوة من وزارة الداخلية العراقية مكاب وزير المالية رافع العيساوي واعتقال عدد كبير من أعوانه.
المثال الثاني، تجلى في تحول المخاوف من المواقف الكردية إلى حقائق على الأرض، بمعنى أن انفصال الاكراد بات يقترب من الحقيقة لا الاحتمال، لاسيما بعد أن خير رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني السلطات الاتحادية في بغداد بين عقد شراكة حقيقية او ان يسلك كل طرف"الطريق الذي يراه مناسبا في حال لم يتحقق ذلك.
وغير خفي على أحد أن هناك جماعات ضغط قوية في كردستان العراق تدفع البرزاني لانتهاز فرصة الخلاف مع المالكي والصراع بين الشيعة والسنة لاعلان الاستقلال بعد أن ضيع فرصة عام2004 .
المثال الثالث والأخير الذي يدلل على قرب إنهيار وتفسيخ النسيج الاجتماعي العراقي يتضح وبقوة في مصير المسيحيين العراقيين من كلدان ، وأشوريين، وأرمن، وسريان، هؤلاء الذين لعب أجدادهم دورا عظيم الأثر في صناعة الحضارة العربية والإسلامية عبر التاريخ، وقد لقوا من خلفاء المسلمين في العراق أكبر تكريم، وحفاوة على دورهم في ترجمة العلوم والحضارة اليونانية في الطب والفلك والهندسة إلى اللغة العربية، هؤلاء وعلى خطى يهود العراق من قبل يهجرونه اليوم، وتقول الأرقام أن ثلثا مسيحي العراق تركوا البلاد بعد مقتل المئات منهم واستهداف عشرات الكنائس على أيدي الاسلاميين المتشددين لاسيما القاعدة.
هذه الأمثلة الثلاثة المتقدمة تقودنا قطعا إلى فهم حالة الاستقطاب العميقة التي يشهدها الشارع العراقي الأن، سواء على الصعيد السياسي او الديني، الأمر الذي دفع بقادة التكتلات والاحزاب المتناحرة إلى التطرق بشكل صريح إلى إحتمالات إنجرار البلاد في مسارين لا ثالث لهما، وأحدهم أسوأ من الأخر، الأول يتعلق بالانقسام او التقسيم الجغرافي، والثاني يوغل في طريق الدماء عبر أشتعال الحرب الاهلية في البلاد، وقد باتت العاصمة بغداد بالفعل تعيش حالة من الذعر والخوف في ظل المجازر والمذابح التي تتم في الاحياء الغربية من المدينة، والتي يعتقد بأنها من فعل جماعات شيعية أو سنية تسعى لإخلاء الطريق أمام صراع دموي شامل... هل ينزلق العراق نحو حرب أهلية؟
إلى أين يمضي العراق و العراقيون لاسيما في ضوء النزاعات الاخيرة الظاهرة للعيان والجلية عن البيان ؟ وهل أدرك الامريكيون بالفعل خسارتهم هناك؟.
مؤخرا كانت مجلة الفورين بوليسي الامريكية ذائعة الصيت تكتب تقول:" إن الأموال والدماء الأمريكية المهدورة في العراق لم تجعل رئيس الوزراء نوري المالكي حليفا لواشنطن حيث يبدو أن معادة تنظيم القاعدة ليست مؤشرا حقيقيا على الولاء للولايات المتحدة... مامعنى هذا الامر بالنسبة للمجلة الأمريكية العريقة التي تصدر في نيويورك عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والمشارك بشكل فاعل في وضع السياسات الامريكية حول العالم منذ ثلاثينيات القرن المنصرم؟.
تقر المجلة بأن المعنى والمبنى يتمحوران حول الجهود الامريكية التي بذلت في العراق والتي كانت تفتقر إلى التخطيط الدقيق والخبرة الأدارية والاستقرار الامني، وهو مايؤكد الرأي القائل بانه لايمكن تحقيق الديمقراطية بقوة السلاح.
على أنه مهما يكن من أمر الماضي فأن تقريرا مهما للغاية تناولته وسائل الاعلام الأمريكية الأسبوع الماضي ويبدو انه احد تسريبات الاجهزة الامنية والاستخبارية التي لا تريد للبلاد التورط في مستنقع حرب جديده في المنطقة سواء في سوريا أو إيران، كشف عن الحال والمآل الدرامي للعراق والعراقيين، والمستقبل الرابض خلف الباب للبلد العربي الذي حقق ذات مرة المرتبة الرابعة في النمو حول العالم... مالذي يشير إليه التقرير المذكور؟
بوضوح وصراحة تامين يتحدث عن تزايد إحتمالات إنقسام وتفكك العراق إلى دويلات صغيرة، في ضوء التوترات الطائفية الراهنة بشكل يكاد يشبه وجود سيف مسلط على استقرار منطقة الشرق الاوسط ككل.... ما الذي يجري في العراق حتى بات على أبواب هذا المستقبل الكئيب؟
المقطوع به أن السبب الرئيسي وراء ما نشهده في العراق اليوم هو فشل النخب السياسية العراقية في تسوية الاشكالات السياسية الاساسية التي فجرها احتلال العراق، وامتد الفشل حتى بعد إقرار الدستور العراقي عام ،2005 وقد أستمرت هذه الاشكالات في إعادة إنتاج نفسها من خلال تمظهرات مختلفة عبر ما يكمن تسميته بسياسة تدوير الازمات.. ماهي علامات الازمة العراقية التي تجعل سيناريو التقسيم والتفكيك واقعا حيا معاشا بالفعل؟
هناك في واقع الامر مظاهر وشواهد عديدة غير أننا نكتفي بثلاثة منها للتدليل على خطورة الجرح الغائر في الذات العراقية وتهديدات لكيان الدولة الموحدة منذ عدة ألاف من السنين.
النموذج او المثال الاول يتضح من خلال حالة الحراك الجماهيري في الجغرافيا العراقية حتى ان البعض أطلق على ما يجري في بعض مناطق الجغرافيا العراقية مثل"الأنبار"نينوى"صلاح الدين"ديالي"كركوك"بغداد"وصف الربيع العربي السني على وزن ومنوال الربيع العربي، في عدد من الاقطار العربية، وقد جائت الصحوة السنية على إثر مداهمة قوة من وزارة الداخلية العراقية مكاب وزير المالية رافع العيساوي واعتقال عدد كبير من أعوانه.
المثال الثاني، تجلى في تحول المخاوف من المواقف الكردية إلى حقائق على الأرض، بمعنى أن انفصال الاكراد بات يقترب من الحقيقة لا الاحتمال، لاسيما بعد أن خير رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني السلطات الاتحادية في بغداد بين عقد شراكة حقيقية او ان يسلك كل طرف"الطريق الذي يراه مناسبا في حال لم يتحقق ذلك.
وغير خفي على أحد أن هناك جماعات ضغط قوية في كردستان العراق تدفع البرزاني لانتهاز فرصة الخلاف مع المالكي والصراع بين الشيعة والسنة لاعلان الاستقلال بعد أن ضيع فرصة عام2004 .
المثال الثالث والأخير الذي يدلل على قرب إنهيار وتفسيخ النسيج الاجتماعي العراقي يتضح وبقوة في مصير المسيحيين العراقيين من كلدان ، وأشوريين، وأرمن، وسريان، هؤلاء الذين لعب أجدادهم دورا عظيم الأثر في صناعة الحضارة العربية والإسلامية عبر التاريخ، وقد لقوا من خلفاء المسلمين في العراق أكبر تكريم، وحفاوة على دورهم في ترجمة العلوم والحضارة اليونانية في الطب والفلك والهندسة إلى اللغة العربية، هؤلاء وعلى خطى يهود العراق من قبل يهجرونه اليوم، وتقول الأرقام أن ثلثا مسيحي العراق تركوا البلاد بعد مقتل المئات منهم واستهداف عشرات الكنائس على أيدي الاسلاميين المتشددين لاسيما القاعدة.
هذه الأمثلة الثلاثة المتقدمة تقودنا قطعا إلى فهم حالة الاستقطاب العميقة التي يشهدها الشارع العراقي الأن، سواء على الصعيد السياسي او الديني، الأمر الذي دفع بقادة التكتلات والاحزاب المتناحرة إلى التطرق بشكل صريح إلى إحتمالات إنجرار البلاد في مسارين لا ثالث لهما، وأحدهم أسوأ من الأخر، الأول يتعلق بالانقسام او التقسيم الجغرافي، والثاني يوغل في طريق الدماء عبر أشتعال الحرب الاهلية في البلاد، وقد باتت العاصمة بغداد بالفعل تعيش حالة من الذعر والخوف في ظل المجازر والمذابح التي تتم في الاحياء الغربية من المدينة، والتي يعتقد بأنها من فعل جماعات شيعية أو سنية تسعى لإخلاء الطريق أمام صراع دموي شامل... هل ينزلق العراق نحو حرب أهلية؟