- الأحد ديسمبر 08, 2013 7:00 pm
#68819
عريب الرنتاوي
خمسة أطراف عربية وإسلامية معنية بالقدس والمقدسات أكثر من غيرها، يتعين عليها أن تقلق بالنظر لما يواجه المسجد الأقصى من أخطار وتحديات جسام.
السلطة الفلسطينية، بالنظر إلى «ولايتها العامة الافتراضية»، فالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة عام 1967، ولا معنى لدولة من دون عاصمة أو روح أو هوية، فيما الأقصى يحتل موقع القلب والمركز من المدينة المحتلة.
الأردن، صاحب الرعاية التاريخية للمقدسات الإسلامية في المدينة، والتي تكرست في معاهدة وادي عربة (1994) والاتفاق الأردني – الفلسطيني حول الرعاية (2013).
المغرب، الذي يترأس لجنة القدس منذ تأسيسها عام 1975، وهي اللجنة المعنية حصراً بحفظ عروبة المدينة وصون طابعها الإسلامي وجبه مخاطر التهويد و»الأسرلة» التي تتعرض لها، وهي لجنة كما هو معروف، نشأت عن قمة عربية، والمفروض أن تحظى برعاية النظام العربي على مستوى القمة كذلك.
السعودية، التي تقدم نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي (السنّي) على أقل تقدير، وترعى وتخدم الحرمين الشريفين..
إيران، التي أطلق مؤسس جمهوريتها الإسلامية، زعيم ثورتها ومرشدها، يوماً للقدس، هو الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، معنية أيضاً بالأمر، سيما وأنها تتزعم «الجناح الشيعي» من العالم الإسلامي.
من نافل القول، أن كل مسلم ومسيحي في العالم معني بالقدس، ومعني بحفظ طابعها التاريخي ومقاومة حملات الزحف الاستيطاني التهويدي التي تتعرض لها … بيد أن إسرائيل تدير ظهرها لمشاعر ومصالح وحسابات كل هذه الأطراف، بل وتصر أن تصفع يومياً، عبر مسلسل الاعتداءات المتكرر، كل «من يدّعي وصلاً» بالقدس.
لا أدري إن كانت قضية القدس والمقدسات، يمكن أن تكون سبباً كافياً لدرء الخلافات السياسية وحساباتها المعقدة والتوافق بين هذه الأطراف الخمسة على الأقل، لصياغة مبادرة إنقاذية جماعية، … ولنا أن نتخيل سيناريو تقسيم الأقصى أو تهديمه، وكيف يمكن أن تكون مواقف هذه الأطراف وردات هؤلاء.
لسنا متفائلين بأن أمراً كهذا قد يحدث، بل ويؤسفنا القول، أن لكل طرف أولوياته المُقدمة على القدس والأقصى … ولا ينبغي أن نلوم العرب والمسلمين على «التقصير»، فالقدس لم تكن سبباً كافياً لجمع الفلسطينيين أنفسهم حول لواء واحد، ولقد باءت مختلف المحاولات لاستئناف المصالحة واستعادة الحوار برغم العبث اليومي المدمر بالقدس والمقدسات، فالملفات الأمنية والمالية عند الفريقين المنقسمين، أهم من الأقصى والقيامة والقدس وحتى حين يؤتى على ذكر القدس، فمن باب المزايدات والمناقصات، كل طرف يتذرع بالقدس ليتهم الطرف الآخر بالتقصير أو «التخلي» وعدم الإحساس بالمسؤولية، أو ربما لتحميله وزر الانقسام والاستمرار فيه، بعد رفع المسألة إلى مستوى تراجيدي بحجم التفريط بالقدس
والحقيقة أن لا فرصة أمام فريق بعينه محلي أو عربي أو إسلامي، للنجاح بمفرده في خوض معركة القدس والأقصى … لقد جربنا ذلك طوال أزيد من أربعة عقود عجاف، وكانت الحصيلة «صفرية» … بيد أننا لم نجرب أن نعمل سوية، متحدين ومتضامنين، وكل من موقعه وبوسائله وحدود طاقاته، من أجل الانتصار في معركة القدس … وليس من المستبعد أن تدهمنا التطورات «فنبكي مثل النساء ملكاً أضعناه»، تماماً مثلما فعل أجدادنا في الأندلس، ألا يظهر ذلك أن التاريخ قد يعيد نفسه على شكل مهزلة أيضاّ؟!
خمسة أطراف عربية وإسلامية معنية بالقدس والمقدسات أكثر من غيرها، يتعين عليها أن تقلق بالنظر لما يواجه المسجد الأقصى من أخطار وتحديات جسام.
السلطة الفلسطينية، بالنظر إلى «ولايتها العامة الافتراضية»، فالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة عام 1967، ولا معنى لدولة من دون عاصمة أو روح أو هوية، فيما الأقصى يحتل موقع القلب والمركز من المدينة المحتلة.
الأردن، صاحب الرعاية التاريخية للمقدسات الإسلامية في المدينة، والتي تكرست في معاهدة وادي عربة (1994) والاتفاق الأردني – الفلسطيني حول الرعاية (2013).
المغرب، الذي يترأس لجنة القدس منذ تأسيسها عام 1975، وهي اللجنة المعنية حصراً بحفظ عروبة المدينة وصون طابعها الإسلامي وجبه مخاطر التهويد و»الأسرلة» التي تتعرض لها، وهي لجنة كما هو معروف، نشأت عن قمة عربية، والمفروض أن تحظى برعاية النظام العربي على مستوى القمة كذلك.
السعودية، التي تقدم نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي (السنّي) على أقل تقدير، وترعى وتخدم الحرمين الشريفين..
إيران، التي أطلق مؤسس جمهوريتها الإسلامية، زعيم ثورتها ومرشدها، يوماً للقدس، هو الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، معنية أيضاً بالأمر، سيما وأنها تتزعم «الجناح الشيعي» من العالم الإسلامي.
من نافل القول، أن كل مسلم ومسيحي في العالم معني بالقدس، ومعني بحفظ طابعها التاريخي ومقاومة حملات الزحف الاستيطاني التهويدي التي تتعرض لها … بيد أن إسرائيل تدير ظهرها لمشاعر ومصالح وحسابات كل هذه الأطراف، بل وتصر أن تصفع يومياً، عبر مسلسل الاعتداءات المتكرر، كل «من يدّعي وصلاً» بالقدس.
لا أدري إن كانت قضية القدس والمقدسات، يمكن أن تكون سبباً كافياً لدرء الخلافات السياسية وحساباتها المعقدة والتوافق بين هذه الأطراف الخمسة على الأقل، لصياغة مبادرة إنقاذية جماعية، … ولنا أن نتخيل سيناريو تقسيم الأقصى أو تهديمه، وكيف يمكن أن تكون مواقف هذه الأطراف وردات هؤلاء.
لسنا متفائلين بأن أمراً كهذا قد يحدث، بل ويؤسفنا القول، أن لكل طرف أولوياته المُقدمة على القدس والأقصى … ولا ينبغي أن نلوم العرب والمسلمين على «التقصير»، فالقدس لم تكن سبباً كافياً لجمع الفلسطينيين أنفسهم حول لواء واحد، ولقد باءت مختلف المحاولات لاستئناف المصالحة واستعادة الحوار برغم العبث اليومي المدمر بالقدس والمقدسات، فالملفات الأمنية والمالية عند الفريقين المنقسمين، أهم من الأقصى والقيامة والقدس وحتى حين يؤتى على ذكر القدس، فمن باب المزايدات والمناقصات، كل طرف يتذرع بالقدس ليتهم الطرف الآخر بالتقصير أو «التخلي» وعدم الإحساس بالمسؤولية، أو ربما لتحميله وزر الانقسام والاستمرار فيه، بعد رفع المسألة إلى مستوى تراجيدي بحجم التفريط بالقدس
والحقيقة أن لا فرصة أمام فريق بعينه محلي أو عربي أو إسلامي، للنجاح بمفرده في خوض معركة القدس والأقصى … لقد جربنا ذلك طوال أزيد من أربعة عقود عجاف، وكانت الحصيلة «صفرية» … بيد أننا لم نجرب أن نعمل سوية، متحدين ومتضامنين، وكل من موقعه وبوسائله وحدود طاقاته، من أجل الانتصار في معركة القدس … وليس من المستبعد أن تدهمنا التطورات «فنبكي مثل النساء ملكاً أضعناه»، تماماً مثلما فعل أجدادنا في الأندلس، ألا يظهر ذلك أن التاريخ قد يعيد نفسه على شكل مهزلة أيضاّ؟!